النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 542

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء محلي 542

    اقلام محلي 542
    8/11/2013

    في هذا الملـــــف:
    هل بقي ما يمكن للفلسطينيين التنازل عنه؟
    حديث القدس
    فلسطين وسوريا: مصير واحد
    ميشيل كيلو/صحيفة القدس
    إسرائيل دولة القتل بامتياز !
    رجب أبو سرية/صحيفة الأيام
    لن نجني من الشوك العنب ...
    هاني عوكل/صحيفة الأيام
    ما قبل انفجار الغضب..!
    محمد السودي/وكالة معــا
    عن مظاهرة بيت لحم المتواضعة بقلم
    حمدي فراج/ pnn
    أبو عمار شهيد القدس وضرورة تشكيل محكمة دولية خاصة للكشف عن قتلته
    الشيخ تيسير التميمي/pnn


















    هل بقي ما يمكن للفلسطينيين التنازل عنه؟
    حديث القدس
    ما يلفت النظر في تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال جولته الحالية في المنطقة، هو ترديده نفس العبارة التي كان يرددها أسلافه، وهي أن على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تقديم تنازلات لتحقيق السلام. والسؤال المطروح الآن، كما كان سابقا هو :وهل بقي لدى الفلسطينيين بعد كل تنازلاتهم منذ بدء ما يسمى بعملية السلام ما يمكنهم التنازل عنه؟.
    كان المطلب الفلسطيني خلال الستينات والسبعينات هو دولة فلسطينية من البحر حتى النهر، والتنازل الأول والأكبر هو القبول ببدولة فلسطينية في الأراضي التي احتلتها اسرائيل عام ١٩٦٧، أي في الضفة بما فيها القدس، وقطاع غزة. وهو تنازل عن نسبة ٧٨ في المائة من أرض فلسطين التاريخية التي كان من المفروض أن تسلمها بريطانيا عند انتهاء انتدابها عام ١٩٤٨، لتقام فيها دولة لكل الطوائف تسودها الديموقراطية والتعددية والتسامح بين فئات سكانها، مسلمين ومسيحيين ويهودا.
    والتنازل الثاني، المرتبط بالأول هو اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية باسرائيل في حدود ١٩٦٧ المشار إليها. وهو تنازل معنوي بالغ الخطورة من جانب الحركة الوطنية الفلسطينية. وفي إعلان اوسلو كان هناك تنازل ثالث وهو القبول بالحل المرحلي الذي كان من المفروض أن يؤدي إلى الحل النهائي بعد خمس سنوات من اوسلو أي في العام ١٩٩٨.
    ومع القبول الفلسطيني بالحل المرحلي كان الرفض الاسرائيلي الدائم ذلك الحل- حيث رفضت حكومات اسحق رابين وشمعون بيريس، ومن بعدهما ايهود باراك وبنيامين نتنياهو وأرييل شارون الانسحاب من الضفة الغربية وفقا لاتفاقات ما عرف بإعادة الانتشار، والتي كان مقررا لها أن تكمل انسحاب اسرائيل من ٩٩ في المائة من الأراضي الفلسطينية عام ١٩٩٩.
    وتفاعل الفلسطينيون بمنتهى الإيجابية مع كل المبادرات والتفاهمات الدولية طيلة العقدين اللذين أعقبا إعلان اوسلو، وصولا إلى حل الدولتين وخريطة الطريق الموصلة لتحقيق ذلك الحل الذي أطلقه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وقدر له ثلاثة أعوام تنتهي بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة عام ٢٠٠٦ على أكثر تقدير. لكن الرفض الاسرائيلي لتلك المبادرات والتفاهمات جعلها تذهب أدراج الرياح، كما يعلم الجميع، بمن فيهم المسؤولون الأميركيون، رؤساء ووزاء خارجية ومبعوثين خاصين إلى المنطقة.
    وموة أخرى يُطرح السؤال نفسه : ما هي التنازلات التي يمكن للفلسطينيين- بعد كل هذه التنازلات- تقديمها لتحريك "عملية سلام" تريدها اسرائيل ضوءا أخضر لتكثيف الاستيطان، وتهويد الأراضي الفلسطينية وتحويل فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة إلى خريطة لكانتونات متناثرة لا تتصل جغرافيا، وهي أبعد ما تكون عن أي مفهوم حتى ولو كان سرياليا للدولة المعاصرة؟.
    التنازل ، إن جاز وصفه بالتنازل من جانب اسرائيل ومن يؤيدها - لأن الانسحاب من الأراضي المحتلة هو إلزام دولي لاسرائيل وفقا لقراري مجلس الأمن ٢٤٢ و٣٣٨ ولا يمكن وصفه بالتنازل- هذا الانسحاب هو الذي يجب التركيز عليه، ومطالبة اسرائيل، وليس الفلسطينيين الذين احتلت أراضيهم، بالقيام به.
    والمفروض هو تسمية الأمور بأسمائها، وتوجيه اللوم صراحة للمسؤولة عن عرقلة ما تسمى بعملية السلام وتجميدها خدمة لأطماعها التوسعية- وهي اسرائيل بطبيعة الحال. وهذه هي البداية الصحيحة لأي مسيرة تفاوضية فعالة وجادة ونزيهة.





    فلسطين وسوريا: مصير واحد
    ميشيل كيلو/صحيفة القدس
    لا مبالغة في القول: إن مصير الحل في فلسطين صار مرتبطا بمصير الثورة في سوريا، وإن نجاح الثانية سيؤدي حتما إلى تحقيق نجاحات في الأول، لما بين البلدين والشعبين من وشائج وثيقة ومتبادلة، وما تعلمه الشعب السوري من الثورة الفلسطينية، وعرفه من خلالها، واختزنه من وعي، وهو يتابعها ويتعاطف معها، خاصة بعد نشوب الانتفاضات التاريخية الكبرى، بدءا من عام 1987، التي أقنعت عامة السوريين أن بوسع العين ملاطمة المخرز، والضعيف مواجهة القوي، بسلاح الحق الذي لن يضيع ما دام وراءه من يطالب به.
    كان السوريون يتابعون النضال الوطني الفلسطيني بقدر استثنائي من التفهم والتعاطف، وكانت أعداد كبيرة منهم منخرطة فيه، لإيمانهم بأن خطر إسرائيل يتخطى حدود 1948، وأن شعب فلسطين يدافع عن سوريا، عن شعبها وناسها، الذين لا بد أن يعاضدوه ويساندوه، دفاعا عن أنفسهم ووطنهم. بهذا التدامج الذي يتخطى السياسة غامت في حالات كثيرة الحدود بين الفلسطيني والسوري، وصار الفلسطيني سوريا والسوري فلسطينيا، وانعكس هذا التواشج العميق على العلاقات الشخصية والأحكام العامة، التي أفردت مكانا خاصا للفلسطيني في وعي السوري، وجعلته يغير رأيه في نظامه ويشعر بقدر متعاظم من العداء حياله، بدءا من عام 1976، سنة دخول الجيش الأسدي إلى لبنان لضرب منظمة التحرير، بأمر من وزير خارجية أميركا آنذاك هنري كيسنجر، بما أن سوريين كثيرين كانوا يرون في المنظمة ممثلا لهم أيضا، ويعتبرون قائدها، الشهيد الراحل ياسر عرفات، بمثابة رئيس لهم أو يتمنون لو كان كذلك.
    هذه العلاقة الخاصة والمميزة بين الشعبين الفلسطيني والسوري تنعكس اليوم في دور فلسطينيي سوريا، الشديد التعاطف مع ثورتها، وفي اقتناع عام لدى الفلسطيني السوري بأن هزيمة الثورة ستعني تقويض الحقوق الوطنية الفلسطينية، واستمرار برامج الاستيطان في الضفة الغربية، وربما في غزة لاحقا، ما دام هدف إسرائيل من تشجيع النظام على تدمير دولة ومجتمع سوريا كجهتين إقليميتين داعمتين للفلسطينيين هو تبديل معطيات الصراع تبديلا جذريا، وحرمان شعب فلسطين وسلطته الوطنية من الدعم السوري، والإخلال الشديد بموازين القوى بين العدو وبينه، أكثر مما كانت مختلة في أي وقت، وجعل الفوضى المحتملة، التي يرجح أن تجتاح سوريا وتستمر لفترة غير قصيرة، مقدمة لانفراد اسرائيل بالسيطرة الاستراتيجية على منطقة ستكون هي القوة الوحيدة الفاعلة فيها، والجهة التي ستمتلك وسائل التحكم بتطوراتها السياسية والعسكرية، وستواصل احتلال أرض فلسطين التاريخية، في الوقت الذي ستقلص فيه تقليصا متزايدا صلاحيات سلطتها، دون اعتراض من الغرب، الذي سيكون مثلها منتشيا بالانتصار الاستراتيجي الإسرائيلي - الغربي المشترك، الذي سيتجلى في تراجع مواقع خصومهما الذين جرتهم إلى بؤرة الصراع السورية؛ من روسيا إلى إيران إلى حزب الله.
    في العلاقة السورية - الفلسطينية المميزة، يعني تدهور أوضاع شعب سوريا تدهور أوضاع فلسطين، وتقدم شعب سوريا تقدمها هي أيضا، وهزيمة ثورة سوريا هزيمة «لشعب الجبارين»، من المحتم أن تدفع ثمنها مع السوريين، أقله لأن إسرائيل تنظر إلى المشرق السوري الفلسطيني باعتباره وحدة واحدة، وتتعامل معه على هذا الأساس، وتعلم أن سوريا الديمقراطية ستشد أزر فلسطين إلى درجة غير مسبوقة، وستعيد طرح مشكلات المنطقة، وستعمل على حلها انطلاقا من منظورات جديدة فلسطين في القلب منها، ولن تقبل أن تنفرداسرائيل بشعبها وسلطته الوطنية، أو أن تقرر خارج أي سياق عربي مصيره.
    فالديمقراطية السورية لن تكون للسوريين وحدهم، بل ستضع نفسها في خدمة الدول العربية جميعها، فكيف إذن لا يكون الأقربون الفلسطينيون أولى بمعروفها، ولا تكون ثمارها اليانعة في متناول أيديهم، وهم الذين لا يتعاطفون معها وحسب، وإنما يشكلون جزءا تكوينيا منها، ويدفعون ثمن موقفهم من دمائهم مثلما حدث مرارا خلال عمليات القتل المنظم التي يدبرها عملاء للنظام السوري، سقط خلالها العشرات منهم، لأنهم كانوا يشاركون في مظاهرات تضامنية مع الثورة، ولم يقفوا متفرجين على ذبح إخوتهم، وخرجوا يعلنون تعاطفهم معهم، كي لا يكونوا من الجهات التي تصمت عن الحق.
    تتوطد بفضل الثورة أواصر سورية فلسطينية وجودية الطابع، وتتعزز شراكة الشعبين على أرضية مصيرهما الواحد. ومثلما صمدت فلسطين خلال أكثر من قرن ونيف في وجه عواصف وتحديات اسرائيلية ودولية مرعبة، ستصمد سوريا في وجه النظام السوري وستعرف كيف تمد يد الشكر والعرفان إلى من شاركها معاناة الحياة والموت من بنات وأبناء فلسطين، الذين يقصفون اليوم كغيرهم من إخوتهم السوريين، ويحاصرون ويجوعون، ويصمدون ويضعون بصمتهم المميزة على جبين زمن عربي آت ستغطي فيه راية الحرية سماء دمشق والقدس، كي يكون لحرية سوريا المعنى الفلسطيني، الذي يريده شعبها لها.

    إسرائيل دولة القتل بامتياز !
    رجب أبو سرية/صحيفة الأيام
    أخيراً قطع تقرير الأطباء السويسريين المكلفين بفحص عينات من رفات الراحل الفلسطيني العظيم ياسر عرفات الشك الذي كان ينتاب ملايين الفلسطينيين باليقين، وتأكدت تماما شبهة "قتل" الزعيم الراحل، الذي أرق الإسرائيليين وأقض مضاجعهم في حياته، وعلى مدار نحو نصف قرن، أسس خلالها، وقاد أهم ثورة في حياة الشعب الفلسطيني ضد العدو الإسرائيلي الغاصب لوطنه والمحتل لأرض شعبه.
    ورغم أن الراحل ياسر عرفات كان قد عقد اتفاقية سلام مع الإسرائيليين، العام 1993، وحاز على أثرها مع رابين وبيريس على جائزة نوبل، ورغم أن القانون الدولي يحرم قتل البشر دون وجه حق، أو على الأقل دون محاكمة، إلا أن إقدام إسرائيل على اغتيال ياسر عرفات، إنما كان بدافع التصفية السياسية، دون أدنى ريب أو شك، وقد وصلت حدود الصفاقة الإسرائيلية إلى أبعد مدياتها، حين علل الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية إيغال بالمور، رحيل عرفات قبل تسع سنوات ببلوغه الخامسة والسبعين من العمر وبأن أسلوب حياته كان غير صحي!
    أولا وقبل كل شيء، إسرائيل هي من وضعت الراحل في ظرف غير صحي، حين فرضت عليه إقامة جبرية في المقاطعة ولم تأخذ بعين الاعتبار حالته الصحية، ولكن يبقى الأهم هو استخفاف الجانب الإسرائيلي بنتيجة الفحص الطبي، الذي أشار بوضوح إلى وجود نسبة البولونيوم المشع في رفات الراحل، ما يؤكد الشبهة الجنائية بنسبة 83%، وهذا البولونيوم لا يوجد إلا عند الدول التي لديها مفاعل نووي، وكما هو معروف ليس في الشرق الأوسط من يمتلك هذه الطاقة سوى إسرائيل، كما انه ليس هناك من له مصلحة في اغتيال أبو عمار أكثر من إسرائيل.
    بالطبع ليس مفاجئا أن تقدم إسرائيل، بشكل رسمي، أي كدولة على اغتيال فلسطيني، حتى لو كان الفلسطيني الأول، وأيادي إسرائيل ملطخة بدماء الفلسطينيين بامتياز، بل هي ارتكبت عشرات، بل ومئات المجازر بحق الفلسطينيين على مدار سبعة عقود مضت، أي منذ أن أنشئت، وحتى قبل أن تعلن دولتها، التي أقامتها، أصلا، على ركام بيوت وعلى جثث الفلسطينيين.
    لكن إسرائيل التي تعرف قيمة ومكانة عرفات عند الفلسطينيين تخشى من رد الفعل الشعبي، كما أنها ومنذ أن بدأت الأوساط الفلسطينية تفكر في اللجوء إلى المحاكم الدولية ومقاضاة الإسرائيليين وقادتهم على جرائمهم المتلاحقة، خاصة بعد أن فجرت حادثة اغتيالهم للشهيد محمود المبحوح في دبي ردود الفعل العربية، وفتحت ملفات طالما تم تجاهلها، حيث كانت إسرائيل لا تتورع عن انتهاك سيادة دول عديدة، تقوم باغتيال فلسطينيين على أراضيها، تخشى أن يتم الكشف عن الجرم الجنائي في رحيل أبو عمار، عن فتح الملف الذي اعتقدت إسرائيل أنه اغلق برحيله، بما يعني أن الراحل سيلاحق القتلة الإسرائيليين، بعد مماته، وانه سيقض مضاجعهم مجددا، كما كان يفعل في حياته.
    ولا شك في أن طرح هذا الملف مجددا على طاولة التداول الشعبي والقضائي، سيؤثر ليس فقط على الملف السياسي، حيث تحاول إسرائيل "لفلفته" عبر عملية تفاوض مريحة لها، وغير محبذة تماما لدى الجانب الفلسطيني، كما أنه قد يكون أحد العوامل المساعدة على انطلاق المقاومة الشعبية المنتظرة، والمتوقعة في أي وقت.
    بالطبع في التفاصيل فإن قرار الاغتيال الإسرائيلي للراحل عرفات، اعتمد على عميل محلي أو حتى على مجموعة عميلة، لكن ليس هذا هو المهم، كما أن رغبة الفلسطينيين بإشفاء الغليل من العميل أو العملاء، الذين شاركوا في عملية الاغتيال، يجب أن لا يحرف البوصلة عن القاتل، وهو الحكومة الإسرائيلية، والتي تعبر عن دولة قامت وما زالت تمارس القتل والإرهاب في كل مستوياته، ولن تكف عنه ما دامت هي دولة محتلة، وما دامت تؤمن بالفكر والثقافة العنصرية، التي ترى، كما كانت ثقافة النازي والفاشي، ترى في اليهود شعب الله المختار.
    لقد أمضى الراحل العظيم ياسر عرفات عمره، في الكفاح من اجل القضية الفلسطينية، وليس اقل ان يقابل شعبه ما قام به من أجله، بتوفير أسباب الراحة الأبدية الى روحه الطاهرة، من خلال الكفاح من أجل ان ينال المجرم الإسرائيلي، حتى لو كان المقصود اسم رمز الإجرام الإسرائيلي، ارئيل شارون، رئيس حكومة إسرائيل في ذلك الوقت، والذي على الأرجح هو من اعطى الأمر بتصفية واغتيال أبو عمار، خاصة ونحن نعيش ايام الذكرى التاسعة لرحيله، حيث كانت المناسبة فرصة لرفع راية الكفاح ضد الانقسام، والذي بسقوطه سيتوفر أهم وأقوى سلاح فلسطيني في مواجهة الاجرام الاسرائيلي المتواصل، وهو الوحدة الوطنية، كما ان نتيجة التحقيق تفرض على السلطة الفلسطينية واجب متابعة التحقيق رسميا، على المستوى الدولي لملاحقة القاتل الاسرائيلي وعلى المستوى المحلي لكشف العملاء الذين تعاونوا مع القاتل الاسرائيلي، وعدم ترك القضية لأسرة الراحل عرفات، الذي لم يكن شخصا عاديا أو مواطنا عابرا، بل رحل وهو رئيس وقائد الفلسطينيين، حتى لو أدى ذلك الى وقف التفاوض و "خرق " التعهد بعدم اللجوء الى المنظمات الدولية خلال تسعة أشهر تفاوضية، حيث ان توقع الاسرائيليين لنتيجة الفحص الطبي ـ ربما ـ كان هو السبب أو أحد أسباب عقد تلك الصفقة التي على أثرها بدأ التفاوض في الثلاثين من تموز الماضي !

    لن نجني من الشوك العنب ...
    هاني عوكل/صحيفة الأيام
    صفعة جديدة يتلقاها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي زار المنطقة بهدف طمأنة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وحثهما على المضي قدماً في مفاوضات يبدو أنها عقيمة، ولن تصل بحال من الأحوال إلى توافق يلبّي الحد الأدنى فلسطينياً.
    هي صفعة لكيري وللسلطة الفلسطينية وللمفاوضات، لأن الحكومة الإسرائيلية وكما كل مرة، وتحديداً في جولات كيري إلى المنطقة، كانت تستقبله بطرح عطاءات لبناء وحدات سكنية في الضفة الغربية، الأمر الذي بات يلمح إلى أن كيري ربما يأتي لمباركة الاستيطان والموافقة عليه، أو أن إسرائيل تنظر إلى مصالحها الشخصية ولا تقيم وزناً كبيراً لحليفها الأميركي.
    حين كان يطير كيري في الجو قاصداً المنطقة، أعلنت إسرائيل عن بناء آلاف الوحدات السكنية، وحقيقةً يصعب حصرها من كثرتها ومن شدة الإفراط في الإعلان المستمر عن تلك العطاءات، لكن المستجد في الموضوع الجديد القديم، هو مطالبة نتنياهو الفلسطينيين الاعتراف بيهودية الدولة، وإلغاء حق العودة.
    أكثر من ذلك، أن نتنياهو انتقد الطرف الفلسطيني واتهمه بالاستمرار في اصطناع الأزمات، وعدم قدرته على اتخاذ قرارات قوية تساهم في صنع سلام حقيقي، وهذا الموقف الصادر عن نتنياهو ليس مستغرباً، لأنه ضليع في استخدام تكتيك الهجوم للدفاع عن معتقداته وسياسته.
    المهم أن كيري جاء إلى المنطقة والتقى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وبدت جولته التي لا تحمل أي جديد على الساحة السياسية، نقول إن هذه الجولة بدت وكأنها تحاول تركيب أرجل اصطناعية لتثبيت المفاوضات الثنائية لأطول فترة ممكنة.
    كيري حينما التقى نتنياهو، قال: إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل، ولما ذهب للقاء الرئيس محمود عباس، أكد على أن الاستيطان غير شرعي، وبدا كأنه يدافع عن الموقف الفلسطيني وعن عدم موافقة السلطة على استكمال النشاطات الاستيطانية مقابل إطلاق سراح 26 أسيراً.
    حقيقةً وليس دفاعاً عن السلطة، إنما هذا الموقف يبدو أن إسرائيل صدَّرته لافتعال أزمة حقيقية تجعل من الطرف الفلسطيني يعلن انسحاباً أحادي الجانب من المفاوضات، وبالتالي يُلام على هذا الخروج المبكر، ذلك أن إسرائيل كانت طوال السنوات الماضية تبني المستوطنات وتعمّق الاستيطان، بدون أن تأخذ موافقة من أحد، حتى من الأميركيين أنفسهم.
    لذلك أعتقد أن من غير المنطقي الحديث عن أن الجانب الفلسطيني وافق على البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، لكن ما أقوله هنا: إن على الطرف الفلسطيني أن يقدم موقفاً صريحاً من الاستيطان، ولم يكن عليه السكوت عن تلك الأعمال، فقط من أجل ضغوط لا تخدم أولاً وأخيراً مسار السلام.
    على الأقل، كان يمكن للطرف الفلسطيني أن يعلن مبكراً تجميد المفاوضات، خصوصاً وأن إسرائيل ماضية في هذا العمل الاستفزازي، ثم إن حديث كيري عن أن الاستيطان غير شرعي، هو مجرد كلام معسول وساذج، ولا يقصد منه سوى الاستهلاك الإعلامي.
    قبل كيري بسنوات، كان الرئيس السابق بوش الابن ينتقد الاستيطان الإسرائيلي، ويطالب بتجميده، وحتى ذلك التصريح إلى الآن، يمكن لأي شخص متابع لأحوال الاستيطان على الأرض، أن يستدرك مباشرةً وبالعين المجردة، تضاعفه بمتوالية هندسية.
    عن أي كذبة يلوّح بها كيري، وهو الذي لم يقل لنا كيف يمكن للاستيطان أن يتوقف، فكبير الرجل اتصل فقط بمحاولة تقريب وجهات النظر وتدفئة العلاقة بين الطرفين، لكن لا جديد يذكر قدمه، إلا إذا كان أفشى بشيء سري لهما، كما هي أحوال المفاوضات الجارية.
    في كل الأحوال، يراهن الطرف الإسرائيلي على اختلال موازين القوى، التي تمكنه من استكمال نشاطاته الاستيطانية، وفي ذات الوقت تحديد موقفه من المفاوضات وعملية السلام، ثم إنه يدرك بأن غريمه الفلسطيني لا يستند على أي ظهر، خصوصاً مع حالة الانحسار التي تعيشها الأمة العربية.
    الطرف الفلسطيني منقسم إلى نصفين، ولا يمكنه صناعة السلام أو حتى حماية حقوقه الوطنية المشروعة، ذلك أن الاستيطان يسير وعلى عينك يا تاجر، دون أن نلاحظ موقفاً فلسطينياً قوياً، لا من جماعة السلطة ولا من جماعة غزة، ويبدو أن هذا الموقف الضعيف يُمكِّنُ إسرائيل من التوغل الاستيطاني أكثر فأكثر.
    وربما لأن كيري يدرك أن الضغط على إسرائيل غير مجدٍّ، خصوصاً حين يتصل الأمر بمساعي الأخيرة لتأمين الاستيطان بغية وضع أسوار من الحماية للعمق الإسرائيلي، فإن الأميركان قد لا يتمكنوا من جمع الطرفين في مفاوضات من شأنها أن تصيغ حلاً نهائياً
    القصد من ذلك، أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال، جمع الطرفين وطرح موضوعات الحل النهائي والاتفاق عليها، وإذا ما تم ذلك فإن المفاوضات حتماً ستفشل، مع العلم أنها تسير على عكازين الآن بسبب الأعمال الاستيطانية الإسرائيلية.
    هذا يعني أنه قد يكون في جعبة كيري اتفاق مرحلي طويل المدى، يشبه إلى حد كبير اتفاق أوسلو الذي سمح بولادة السلطة الفلسطينية كحكم ذاتي، دون أن يضمن لها التطور إلى الدولة، أي قد تطرح المفاوضات إن استمرت وفي أقصاها، سقفاً يحدد دولة فلسطينية مؤقتة بإمكانيات وحدود مؤقتة، وعلى أن تكون هذه الأخيرة مستندةً حسب الإسرائيليين إلى جدار الفصل.
    مع ذلك يبدو هذا الاتفاق صعب جداً، لأن الممارسات الحالية الإسرائيلية لا تخدم عملية السلام ولا أي أجندة تفاوضية، في حين تحاول إسرائيل بقضها وقضيضها، تهويد القدس الشرقية واعتبار كل القدس عاصمةً أبدية لإسرائيل.
    على كل حال، يمكن القول: إن كيري جاء لإغراقنا بالوعود، وإسكاتنا أو دفعنا لتأجيل غضبنا، بالإعلان عن تقديم مساعدات مالية بقيمة 75 مليون دولار، تستهدف البنية التحتية للضفة الغربية، وعلى الأرجح أن نسمع قريباً عن أموال خارجية تقدم للسلطة، أسوةً بالمال الأميركي الداعم لاستكمال المفاوضات.
    في هذا الإطار، وعلى اعتبار أن نتنياهو رمى كل أوراقه وكشفها على الطاولة، فلا ينبغي على الطرف الفلسطيني استكمال المفاوضات، إنما عليه تقديم موقف شارح ومدعوم بموقف كيري من عدم شرعية الاستيطان، وبالتالي يفضل تجميد المفاوضات على خيار مواصلتها والخروج منها لاحقاً بخفي حنين.
    ولكم أن تتخيلوا حكومة إسرائيلية متطرفة، من المحتمل أن ينضم إليها أفيغدور ليبرمان، الذي تمت تبرئته بتهم فساد، فعلى الأرجح أنها لن تضيف سوى الزيت على نار المفاوضات، ما يعني أن ثمن الانسحاب أو تجميد المفاوضات، خيار أحلى من مرارتها ومن تداعياتها الكارثية اللاحقة.
    أخيراً، أقول للمسؤول الفلسطيني وعلى رأسهم الرئيس أبو مازن: عليك أن تجمد المفاوضات وتعود إلى ساحة النضال الدبلوماسي الخارجي، طالما وأن إسرائيل تمارس الفعل الاستيطاني الفاضح وسط انتقادات دولية تعتبره غير شرعي. إذاً مارس فعلك وادعو إلى نضال سلمي داخلي مشروع، من شأنه أن يبقي حرارةً في نبض القضية الفلسطينية..

    ما قبل انفجار الغضب..!
    محمد السودي/وكالة معــا
    كل المؤشرات الراهنة تدّل على قرب لحظة الإنفجارالشامل ، ماهي إلا مسألة وقت ليس إلا وشرارة ما قد تكون بمثابة السبب المباشر لاندلاع موجة غضب عارمه تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة الغليان الشعبي الذي لم يعد يحتمل استفزاز واستهتار الإحتلال بكل القيم الإنسانية والأخلاقية ، ربما يعتقد أرباب حكومة التطرف العنصري في اسرائيل الذي سيلتحق بهم "افغيدور ليبرمان" وزير الخارجية الأكثر تطرفاً وعنصرية بعد تبرئته من تهم سوء الأمانة والفساد، حيث يدفعون الأمور باتجاه التصعيد الخطير نحو الذروة ، وهم يرون أن كلفة العدوان واستخدام القوة الغاشمة ضد المواطنين العزل ومقدساتهم وممتلكاتهم أقل خسارة من الوصول إلى تسوية سياسية قائمة على أساس تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وحق عودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم التي شردّوا منها وفق القرارات الدولية تتيح للشعب الفلسطيني ممارسة حقوقه التاريخية المشروعة في تجسيد دولته المستقلة بعاصمتها القدس على أرض الواقع ، متجاهلين أن المفاوضات ليست قدراً محتوماً على الشعب الفلسطيني إنما هي أحدى الخيارات الممكنه للوصول إلى الهدف بالرغم من القول بأنها خيار استراتيجي وما زال هناك الكثير من المخزون الكفاحي والنضالي البديل الذي يتلائم مع كل مرحلة من المراحل ، ذلك الغرور الإحتلالي هو منطق الغزاة الذين لايتعلمون من دروس التاريخ وحقائق الأمور شيئاً إذ لايمكن للطغيان وجبروت القوة مهما تمادى اصحابها في غيّهم أن يلقى غير مصير الإندحارعاجلاً أم أجلاً أمام عزيمة وإرادة الشعوب التواقة للحرية والخلاص من كابوس الإحتلال .
    حامل لواء التطرف "نتنياهو" يعلن الحرب الشاملة على حقوق الشعب الفلسطيني عشية وصول وزيرالخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة أمام اجتماع وزرائه بقوله يتوجّب على الفلسطينيين التخلي عن جميع مطالبهم الوطنية وحق العودة ثم الإقرار بجذر الصراع المتمثل الإعتراف بيهودية الدولة ويسهب في نظريته المتغطرسة أما الأساس الثاني هو الأمن للمواطنين وهذا يعني ضرورة بقاء جيش الإحتلال على طول الحدود مع الأردن "وللتذكير فقط بأن نتنتياهو كان قد اعتبر جذر الصراع في خطابه أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة يعود إلى مهاجمة بيت المهاجرين اليهود في مدينة يافا عام 1921م وليس الإحتلال"ولأجل ذلك تقول الأوساط الإسرائيلية النافذة أن حكومة الإحتلال ستبني جداراً للفصل العنصري مع الاردن في منطقة الأغوار مايعني انها ستقوم بالمزيد من مصادرة الأراضي وطرد السكان وحرمانهم مصادر رزقهم وقوتهم اليومي بعد استكمال الجدار على الحدود المصرية في حين باشرت ببناء أخر على الحدود مع سوريا ، يبقى السؤال الجوهري الذي لابد منه ماذا جاء يفعل الوزير الأمريكي هذه المرة في الوقت الذي تتعمد به حكومة الأحتلال الإعلان عن بناء الاف الوحدات الإستيطانية تتزامن مع قدوم المسؤولين الأمريكيين ؟ للدلالة على رضا الجانب الأمريكي عن السلوك العدواني الذي تنتهجه حكومات الإحتلال ، أو اظهارها عاجزةً عن القيام بفعل شيء كراعي حصري لعملية التسوية الأمر الذي يفقدها النزاهة والمصداقية بل يجعلها شريكة كاملة بالدفاع عن المخططات الإسرائيلية ، وبالتالي لابد من العودة بالقضية الفلسطينية إلى مؤسسات الأمم المتحدة .
    لاشك أن الزائر الأمريكي الذي أبدى تقلباً وتراجعاً ملحوظاً لمواقف إدارته ما يؤكد على تصدعات السياسات الأمريكية أزاء العديد من القضايا الشائكة التي تعصف بها المنطقة خلال جولته الحالية وشملت مصر والسعودية وغيرهما ، لن يجد سوى الملف الفلسطيني لممارسة أقصى الضغوط على الجانب الفلسطيني للإستمرار بهذه المفاوضات العقيمة لاعتبارات أمريكية صرفة التي لم تسفر عن شيء يذكر بعد حوالي تسع عشر جولة فاشلة تماماً أخرها وصفت بأنها عاصفة أشبه ماتكون بحوار الطرشان حيث وفـّرت الوقت والغطاء اللازم للممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد المواطنين وممتلكاتهم ومقدساتهم التي ينبغي وضع حداً فورياً لها لأن استمرارها لايصبّ إلا في مصلحة حكومة المستوطنين المهتمّـة بتحسين صورتها المشوّهة أمام المجتمع الدولي كما يقول رئيس مجلس الأمن القومي السابق "عميد رور"، لهذا ينبغي أن يقال للسيد "كيري" شيئاً مختلفاً غير الإمتعاض والشكوى من انتهاكات الإحتلال المستمّرة دون توقف ،باعتبار ذلك يحدث أمام مرأى المبعوث الأمريكي المتفرّج "مارتن انديك" الذي يراقب الطرفين دون تدّخل وفق ماتقتضيه مهمته الموكلة إليه لكنه ينقل الصورة التفصيلية بحذافيرها لإدارته ، أما إذا كان القصد من وراء هذه اللعبة السخيفة تحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية الفشل نستطيع الجزم أنه سيكون كذلك في كل الأحوال نظراً لطبيعة العلاقة الإستراتيجية بين اسرائيل والولايات المتحدة ، ولن يتجرأ الرئيس أوباما على قول الحقيقة ومن هو الطرف المعطـّل للتسوية السياسية كما وعد قبل العودة للمفاوضات الجارية منذ نهاية شهر تموز الفائت طالما بقي يشغل منصبه الرسمي .
    كشفت كبرى الصحف الأمريكية عن ملامح خطـّةٍ مسربة تعدّها الإدارة الأمريكية تكون اتفاق إطار مرحلي ، أو حل انتقالي ضمن سقف زمني محدد تعرضها على الأطراف المعنية مطلع العام القادم لإنقاذ العملية التفاوضية من الفشل رغم نفيها لكنها تأتي بمثابة بالون اختبار وجس نبض قبل تسويقها ، وهي ليست جديدة بطبيعة الحال إنما إعادة انتاج لرؤيا الإحتلال تفضي بالنهاية إلى اتفاق مؤقت بغلافٍ أمريكي سبق وأن تم الحديث عنها في مناسبات عديدة ورفضها الجانب الفلسطيني جملةً وتفصيلا كونها لاتلبي الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية ، يبدو أن وزير الخارجية الأمريكية خرج خالي الوفاض بعد لقائه مع رئيس حكومة الإحتلال الذي اتهم الفلسطينيين بافتعال الأزمات وعدم الرغبة باتخاذ القرارات القوية التي من شأنها الوصول لاتفاق سلام ويقصد هنا "الإستسلام للإملاءات والشروط الأسرائيلية" وسياسة الأمر الواقع ، بينما بدت صورة الإحباط واضحة على ملامح السيد كيري الذي أقرّ بالصعوبات وفضّل الحديث عن رزمة المساعدات الإقتصادية الأمريكية للسلطة الفلسطينية عند وصوله مدينة بيت لحم المحاطة بالجدران للقاء الرئيس الفلسطيني .

    إن الرهان على عوامل الوقت وصبر الشعب الفلسطيني إلى مالا نهاية خطأ فادح لاينبغي التعويل عليه لذلك يجدر بالقوى الفلسطينية على مختلف انتماءاتها ان تغتنم اللحظة السانحة لإنهاء الإنقسام بشكل فوري وتعمل على تنفيذ ماتم الإتفاق عليه وتجميع كافة الطاقات والموارد من أجل التصدي للمخاطرالإحتلالية غير المسبوقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني خاصة في مدينة القدس ومحاولات تقسيم الاقصى على غرار ماحصل للحرم الإبراهيمي الشريف ،لأن في ذلك تجاوزاً لكل الخطوط ............

    عن مظاهرة بيت لحم المتواضعة بقلم
    حمدي فراج/ pnn
    وكأننا بهم ، زعماء المعارضة ، يتسارعون لعقد اجتماعات تقييمية عاجلة إزاء الفشل الذريع لمظاهرتهم التي دعوا اليها ضد زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى بيت لحم ، حيث ذكرت التقارير الصحفية وأظهرت ان عدد المشاركين في المظاهرة لم يتجاوز المائة بما فيهم المشاركون من حركة فتح وبعض المنضوين في النقابات العمالية .
    أحيانا تأتي دعوة من هذا القبيل بنتائج معكوسة ، في حدث مهم ، كزيارة وزير الخارجية الامريكية بعد ما شاب المفاوضات ما شابها وترددت اقوال عن تقديم الوفد الفلسطيني المفاوض استقالته ، ازاء تغول استيطاني لم تشهد له فلسطين مثيلا ، لا في تاريخها الحديث ولا السحيق ، وقرار انشاء جدار جديد اسمه جدار الاغوار، واعلانات واضحة لا لبس فيها ان القدس ليست على طاولة المفاوضات و تقولات على لسان الاسرائيليين ان السلطة قايضت اطلاق الاسرى باستئناف الاستيطان .
    من بين النتائج المعكوسة لمظاهرة المعارضة المتواضعة ، ان الناس تؤيد الاستمرار في المفاوضات المرعبة المذكورة ، ولهذا يرفضون الانضمام لمناهضتها ، وهذا خطل بالمطلق ، ولهذا تحدث كيري الى الاسرائيليين حديثا ساخنا الى حد كبير ، وقال لهم بما معناه ان لا تنخدعوا لأنكم الآن في امان ، وانكم لستم بحاجة الى السلام ، وسألهم : لماذا تبنون مساكن على ارض ليست لكم ، ومدد جولته الى يوم زائد او أكثر .
    من بين النتائج المعكوسة ايضا لمظاهرة المعارضة ، ان هذه المعارضة تخبو وتضمحل وتظهر في حجم ووزن لم تكنه من قبل ، انها في مجموعها بعدد فصائلها المتعددة الالوان والاطياف والمشارب ، غير قادرة على حشد حتى اقرب المقربين منها الى مهمة سهلة وسلسلة وقريبة ومحقة ومطلوبة وتخدم الهدف العام من التفاوض ، بل وتخدم القيادة المؤمنة بالمفاوضات ايمانا مطلقا ، وكل ما اسمع مؤخرا على ألسنة بعض قيادي الحزب الحاكم من بدائل ممكنة لهذه المفاوضات ، ليست اكثر من ردات فعل لحظي على ملاحظة من هنا او سؤال من هناك . وقد تم الكشف عن مثل هذه البدائل التي لا تتعدى التوجه لمؤسسات الامم المتحدة ، وكأننا لم نتوجه اليها من قبل ، او لكأنها أمم متحدة نزيهة وقويمة ولا تنام قبل ان تعطي كل ذي حق حقه .
    في كتابها "سقوط الامام" تتحدث نوال السعداوي عن حزبين شرعيين للإمام "الحاكم" ، حزب السلطة وحزب المعارضة ، وتسميهما بحزب الله وحزب الشيطان ، وهذا الفهم موجود في الارث الديني ، لأن الله خلق الملائكة وخلق ابليس ، يجلس ممثل حزب الله عن يمين الامام وممثل حزب الشيطان عن شماله ، يتعارضان ويختلفان ، لكنهما في نهاية الامر يدعوان له بطول العمر وسداد الرأي .
    قد يكون هذا سبب المظاهرة المتواضعة في بيت لحم .

    أبو عمار شهيد القدس وضرورة تشكيل محكمة دولية خاصة للكشف عن قتلته
    الشيخ تيسير التميمي/pnn
    في الذكرى التاسعة لاستشهاد قائد الشعب الفلسطيني الرمز الشهيد ياسر عرفات ، وبعد نشر التقرير السويسري الذي يؤكد أن الرئيس ياسر عرفات قتل بالسم فإنني أطالب السلطة الوطنية الفلسطينية أن تلجأ إلى مجلس الأمن الدولي للمطالبة بتشكيل محكمة دولية خاصة تتولى التحقيق في جريمة قتل الرئيس القائد الشهيد ياسر عرفات والكشف عن قتلته ، فقد أكد هذا التقرير صحة اتهامنا لإسرائيل باغتياله وبالسم نتيجة مشاهداتي له في مستشفى بيرسي في فرنسا قبل استشهاده أثناء وجوده في غرفة العناية المكثفة وأثناء تغسيله ، فإن اللجان التي شكلت للتحقيق في استشهاده والخبراء متعددي الجنسيات الذين حصلوا على عينات من رفاته ؛ بالإضافة إلى اعترافات قادة وساسة إسرائيل وأمريكا بضرورة تغييب الرئيس ياسر عرفات عن المشهد السياسي ومن له مصلحة في ذلك لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على آمال الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال عن أرضه وإقامة دولته الفلسطينية ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس المباركة ؛ كل ذلك يؤكد اكتمال أركان الجريمة ، فالشعب الفلسطيني وفاء لقائده ينتظر هذا القرار لبيان القتلة وتقديمهم إلى محاكمة عادلة وإيقاع أقسى العقوبات بهم ، فإن انتظار باقي تقارير المعامل المخبرية من باقي الدول ونتائج تحقيقات اللجان المتعددة سيوقعها في تناقض مما سيؤدي إلى غياب الحقيقة التي باتت واضحة .
    يقول الله سبحانه وتعالى { وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } آل عمران 169 ، جبلت أرض فلسطين بدماء الشهداء من لدن الصحابة رضي الله عنهم إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين ، وترابط فيها الطائفة المنصورة ، تدافع عنها وعن مقدساتها وثوابتها رغم المؤامرات التي تحاك ضدها ، قال صلى الله عليه وسلم { لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلاَّ ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك " قالوا يا رسول الله وأين هم ؟ قال " ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس } رواه أحمد ، إن كل فلسطيني ثابتٍ مرابطٍ في القدس وأكنافها قابضٍ على الجمر فيها لا يتنازل عن ذرة من ترابها هو من هذه الطائفة ، فإذا توفاه الله وهو على ذلك فهو من الشهداء ؛ فكيف بمن قتل فيها أو من أجلها ودفاعاً عنها وعن هويتها على يد المحتلين الغاصبين ! لا شك أنه من الشهداء الأبرار المقربين .
    لذا فقد سقطت كواكب من شهداء الأمة على مدار التاريخ الإسلامي العريق دفاعاً عنها قادة وعلماء وأفراداً ، وما زالت الأمة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الصابر المرابط يقدم الأسرى والجرحى والشهداء تلو الشهداء في سبيل دينهم وعقيدتهم ووطنهم ، وحفاظاً على مدينتهم المقدسة عاصمتهم الدينية والروحية والوطنية والسياسية ، وتصدياً للمؤامرات التي تحدق بمسجدهم الأقصى المبارك ؛ مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومخاطر التقسيم والتهويد والتقويض ، وإحباطاً للاقتحامات اليهودية المتواصلة . فاليوم يراد لهذه المدينة المباركة أن تسرق من شعبها وأمتها ، وأن تُغْتَصَبِ من أهلها وتُنْتَهَكَ حرمتها ، فها هي تتعرض يومياً لكل صور الاعتداء والتدنيس ، ويتعرض تاريخها لعمليات التزوير وهويتها للتغيير ، وتتعرض للتهويد والأسرلة بتغيير مشهدها التاريخي والحضاري لإظهارها كمدينة يهودية أمام العالم ، وتجرى الحفريات في كل مكان فيها وبالأخص المسجد الأقصى المبارك بحثاً عن أيّ دليلٍ يثبت يهودية تاريخها مع اعتراف علمائهم بعدم جدوى تلك الحفريات ؛ مما يهدد مبانيها وعمائرها بخطر الانهيار .
    ولعل من أجلّ الشهداء وأعظم المجاهدين الذين قدمتهم فلسطين شهيد القدس الذي نعيش في هذه الأيام الذكرى التاسعة لاستشهاده ، إنه الرئيس ياسر عرفات رحمه الله رمز كفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته ، فهو الذي حوَّل قضية الشعب الفلسطيني من مجموعة لاجئين تُسْكِتُهُم المؤن والخيم والمساعدات الإنسانية إلى قضية شعب يناضل لتحرير وطنه من نير الاحتلال الغاشم وتحصيل حقوقه المشروعة ، وتحقيق آماله بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة .
    هذا الرمز الذي قضى عمره في خدمة قضيته والجهاد من أجلها والدفاع عنها من على كل المنابر ؛ ومضى غير مبال بما يصيبه من ملاحقة ومطاردة وحصار ؛ ورفض كل مناورات وادّعاءات الساسة الإسرائيليين للنيل من الموقف الفلسطيني الواعي لما يُحاك ضده من مؤامرات في الظلام ؛ وأصر على المطالبة بالسيادة الكاملة على القدس ومقدساتها ؛ حتى أصبحت حياته من بدايتها إلى منتهاها سيرة حافلة بالتضحية والفداء والصبر والثبات .
    أما القدس فكانت تمثل أولوية في فكره ومواقفه ودعمه لأهلها ولصمودهم فيها ، بل لقد قدم روحه وبذل حياته تمسكاً بإسلاميتها وعروبتها على الرغم من صور الترغيب والترهيب التي اتبعت معه فباءت كلها بالفشل ، فقد حدثني هو شخصياً أنه في كامب ديفيد في شهر تموز عام 2000 الذي كان حلقة في سلسلة المؤامرة على القضية الفلسطينية مورست عليه ضغوط هائلة لا يتحملها بشر من الإدارة الأمريكية ورئيسها كلينتون الذي كان يستعين ببعض الزعماء العرب (ممن ذهبوا إلى مزابل التاريخ) لإقناعه بقبول إملاءاتها إرضاء للُّوبي الصهيوني في أمريكا ، وإرضاء لرئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك وهو باراك ، وعُرِضَتْ عليه عشرات مليارات الدولارات لحل مشاكل الشعب الفلسطيني واللاجئين ، وأغري بتتويجه ملكاً للعرب مقابل الاعتراف بحق للاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس ؛ وبالأخص أسفل المسجد الأقصى المبارك ، فكان موقفه الشهير الذي لا يقلّ شجاعة وموافقة للحق عن موقف السلطان عبد الحميد رحمه الله حينما جاء هرتزل يغريه بالمال يوم أن كانت خزائن الدولة العثمانية خاوية فعرض عليه 150 مليون ليرة ذهبية مقابل الموافقة على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين فرفض ، وياسر عرفات أيضاً رفض وقال [ إن المسجد الأقصى المبارك هو جزء من عقيدة مليار ونصف المليار من المسلمين لن أعترف إلا بما يعترف به كل هؤلاء ] .
    ونتيجة لذلك صدر القرار بقتله بدليل أن كلينتون قال له : إذا لم توافق فستحدث تغييرات في المنطقة وستكون أنت من ضمنها ، فرد عليه قائلاً [ أدعوك من الآن لحضور جنازتي ] . وفشلت هذه الحلقة من حلقات المؤامرة على القضية الفلسطينية نتيجة هذا الموقف الصلب من الرئيس الشهيد بعدم الخضوع لإملاءات الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون .
    بعد ذلك طلب ياسر عرفات عقد اجتماع طارئ للجنة القدس ، فعقدت اللجنة اجتماعها في المملكة المغربية بدعوة من العاهل المغربي في شهر 8 عام 2000 ، اجتمع الرئيس الشهيد بالوفد الفلسطيني ـ وكنتُ أنا من ضمن الوفد ـ في جناحه في أغادير ليلة الاجتماع فشرح لنا ما حصل معه في كامب ديفيد ، فقال له أحد أعضاء الوفد كيف تجرؤ أن تقول لكلينتون لا ؟ فرد عليه [ إنني كنت أتحدث بما أعتقد فموقفي مستمد من ديني وعقيدتي ومن إخلاصي لقضيتي وقضية شعبي ] .
    وبعد ؛ لا يكفي في ذكرى شهيد القدس أن تعتصر قلوبنا أسىً على رحيله واغتياله ، أو أن تسكب عيوننا عبرات الحزن على مصابنا به ، فوفاؤنا له في ذكراه يوجب علينا إكمال مسيرته والبقاء على عهده ؛ متمسكين بالمبادىء الأساسية لقضيتنا ؛ محافظين على ثوابتها كما حافظ ؛ فإن التأسي والاقتداء أصدق دليل على الوفاء وتخليد الذكرى ، فكان يردد دوماً [ لم يولد القائد الذي يمكن أن يفرط بالقدس ؛ وليس فينا وليس بيننا وليس منا من يفرط بذرة من تراب القدس ] ، وأما عودة اللاجئين فقد جعله خطاً أحمر عنده لا يجوز الاقتراب منه أو تجاوزه فقال [ إن عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم حق مقدس كبقية المقدسات ] .

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 446
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-07-17, 11:29 AM
  2. اقلام واراء محلي 310
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:15 AM
  3. اقلام واراء محلي 309
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:14 AM
  4. اقلام واراء محلي 307
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:13 AM
  5. اقلام واراء محلي 306
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:12 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •