النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 543

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء محلي 543

    اقلام محلي 543
    9/11/2013

    في هذا الملـــــف

    عرفات يحاكمنا
    بقلم: عادل عبد الرحمن – الحياة
    لن يهدأ لشعبنا بال !!
    بقلم: حديث القدس – القدس
    هذا هو شعبي الذي به سررت
    بقلم: المحامي جواد بولس – القدس
    الرئيس محمود عباس يؤكد التمسك بالسلام كخيار استراتيجي
    بقلم: المحامي راجح ابو عصب – القدس
    أبـو عـمـار الـحـاضـر دائـمـاً
    بقلم: عبد الناصر النجار – الايام
    "عودة" عرفات: ماذا بعد ثبوت الاغتيال؟
    بقلم : حسين حجازي - الايام
    فساد وفواتير ومحطات وقود وقصص انتحار!
    بقلم:آصف قزموز – الايام
    ياسر عرفات الرؤية والفخر والهالة
    بقلم: بكر أبو بكر – الحياة
    إلى وزير الخارجية الأمريكي كيري: No Means No
    بقلم: د. جاد اسحق – معا
    الجاسوس الذي قتل عرفات،،، سلطة فقيرة وجزيرة "خطيرة "
    بقلم: د.ناصر اللحام – معا



    عرفات يحاكمنا
    بقلم: عادل عبد الرحمن – الحياة
    تحل ذكرى رحيل الشهيد الرمز ياسر عرفات التاسعة مع إعلان نتائج الفحص للعينات، التي أخذت من جثمانه وملابسه في نيسان الماضي، حيث أكدت المؤسسات السويسرية والروسية المختصة ان وفاته نتيجة دس السموم لجسده، وخاصة مادة البولونيوم المشعة. ولم تكن وفاته بسبب الكبر في السن او نتاج المرض. الأمر الذي يشير باصبع الاتهام المباشر لدولة التطهير العرقي الاسرائيلية، صاحبة المصلحة الحقيقية في اغتياله. لانه كان يشكل عقبة كأداء امام تنفيذ مخططها التصفوي للقضية الفلسطينية.
    استغلت حكومة ارئيل شارون تدمير البرجين في نيويورك عام 2001، وانفلات الادارة الاميركية ضد العالم ككل بما في ذلك ضد الشعب الاميركي بحجة مواجهة الارهاب، العدو المبهم، الذي انتجته الولايات المتحدة وحلفائها وعنوانه تنظيم "القاعدة" لمواجهة الوجود السوفييتي في افغانستان (قبل انهيار الاتحاد السوفييتي مطلع تسعينيات القرن العشرين) فضاعفت تلك الحكومة التحريض ضد الرئيس ابو عمار، ووجدت الدعم من القوى المتصهينة في الادارة الاميركية ومجلسي النواب والكونغرنس والايباك، واخذت الضوء الاخضر اولا لاعادة احتلال الاراضي الفلسطينية مع نهاية آذار - 2002، وثانيا محاصرة الرئيس ابو عمار في مقر الرئاسة؛ وثالثا دس السموم له عبر ادواتها المزروعة في المؤسسة القيادية. ولا داعي لاعادة التذكير بالمكالمة الهاتفية بين بوش الابن وشارون حول التخلص من الزعيم الفلسطيني، ولا الحوار الذي دار بين موفاز، وزير جيش الاحتلال آنذاك ورئيس حكومته حول ذات الهدف الجبان، التي تشير جميعها باصبع الاتهام المباشر لوقوف إسرائيل وراء عملية الاغتيال.
    كما اشارت بالامس اللجنة الوطنية المختصة في مؤتمرها الصحفي، أن النتائج ، التي أكدتها المختبرات الطبية السويسرية والروسية، لم تضف جديدا لتقديرات القيادة السياسية حول الدور الاسرائيلي في عملية الاغتيال؛ لكنها دعمت قناعتها، وبالتالي تفتح امامها الباب واسعا للبحث عن المجرم، الذي دس السم للرئيس عرفات. غير ان هذا الهدف لا يعفي القيادة الشرعية من ملاحقة القيادات الاسرائيلية ذات الصلة في المحافل والمحاكم الدولية. لأن الدور الاسرائيلي جلي وعميق الصلة بعملية الاغتيال الرخيصة.
    وفي السياق من الضروري مطالبة فرنسا تقديم كل ما لديها من معطيات ونتائج، لأنها كما اشار وزير العدل، علي مهنا، تملك ادق التفاصيل للحالة الصحية للشهيد ، ووفق الطرق القانونية. لاستخدام التقرير الفرنسي كعنصر إضافي في توجيه الاتهام للقيادات الاسرائيلية.
    في الذكرى التاسعة لرحيل القائد عرفات تكشفت عناصر جديدة عن لدور الاسرائيلي الارهابي. وعلى الجميع في الساحة الوطنية، ان يعترف بالتقصير في ملاحقة وفضح الدور الاسرائيلي وادواته المنفذه للجريمة العار. حيث كان يفترض منذ اللحظة الاولى استشهاد ابو الوطنية المعاصرة تشكيل لجنة وطنية لكشف اسباب الوفاة، لان تشكيلها (اللجنة) قبل عامين كما اشار اللواء توفيق الطيراوي في المؤتمر الصحفي، لا يبرئ ساحة احد في التأخير ، الذي حصل.
    عرفات الباقي فينا وبيننا يشير علينا باصبع التقصير، ويطالبنا جميعا بملاحقة القتلة اينما كانوا، لان اغتياله استهدف اغتيال القضية، وتصفية الوطنية الفلسطينية، وبالتالي تصفية خيار السلام.
    ولان الصمت على مرتكبي الجريمة النكراء، يعني منح القتلة الضوء الاخضر لاغتيال رئيس محمود عباس، وكل قائد يدافع عن الحقوق الوطنية. لا سيما ان إسرائيل بكل مكوناتها الحزبية لا تقبل القسمة على خيار السلام ومنح الشعب الفلسطيني الحد الأدنى من حقوقه.
    الرمز الشهيد ابو عمار، لم يمت، ولن تموت عملية اغتياله، وسيبقى صوته مجلجلا ضد القتلة الاسرائيليين وادواتهم الرخيصة، وسيبقى يدق على جدران خزان الوطنية، لينبهنا إلى حمايتها والدفاع عنها بكل ما نملك.
    لن يهدأ لشعبنا بال !!
    بقلم: حديث القدس – القدس
    بعد ان عقدت لجنة التحقيق الوطنية في ظروف استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات مؤتمرا صحفيا امس واعلنت على لسان رئيسها اللواء توفيق الطيراوي بان تقارير الفريقين الروسي والسويسري الذين فحصا عينات من رفات الرئيس الراحل تشير الى ان وفاة الرئيس الراحل لم تكن طبيعية وانما نتيجة مادة سامة وان المتهم الاول الاساسي هو اسرائيل فان السؤال الذي يطرح الان هو: ما هي الخطوة التالية خاصة وان هذا الملف لم يطو بعد وان قضية بحجم قضية اغتيال القائد الرمز ياسر عرفات لا بد وان تعالج بشكل شامل وصولا الى محاسبة ومعاقبة الجهة المسؤولة عن اغتياله ؟!
    ومن الواضح ان التقارير المذكورة اشارت الى ماهو غير طبيعي سواء من حيث وجود اثار مادة البولونيوم المشعة التي قال خبراء ان التعرض لها بكميات ضئيلة وبشكل تدريجي يكفي للتسبب بالتسمم ثم الوفاة، او من حيث عدم وجود اي سبب طبيعي آخر للوفاة، هذا عدا عما يعرفه الجميع من ظروف محاصرة الاحتلال الاسرائيلي للرئيس عرفات في المقاطعة برام الله وما اثير في حينه حول قرار حكومة شارون بجعل الرئيس غير ذي اهلية او التخلص منه على الرغم من محاولة اسرائيل اليوم نفي اقدامها على اغتيال الرئيس الراحل عرفات .
    ان ما يجب ان يقال هنا ان الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواه لن يهدأ له بال الى ان توضع كل الحروف على النقاط في قضية اغتيال رمزه الوطني وقائد مسيرته التحررية الشهيد الخالد الرئيس ياسر عرفات .
    وهو مطلب يفترض ان يكون مطلب كل احرار العالم وكل الشعوب العربية والاسلامية عدا عن الضمير العالمي فلا يعقل ان يمر اغتيال رئيس بقامة ورمزية الشهيد ياسر عرفات مرور الكرام، دون كشف كل الحقائق ودون محاسب ومعاقبة القتلة الذين اقدموا على ارتكاب هذه الجريمة سواء من خطط او قرر او نفذ او حاول التستر.
    ولهذا نقول ان دور اللجنة الوطنية للتحقيق في ظروف استشهاد الرئيس عرفات لمن ينته عند هذا الحد تماما كما هو دور الرئاسة واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والحكومة وكل فصائل العمل الوطني بل ان هذه القضية يجب ان تبقى على جدول الاعمال وان يتواصل البحث والتحري والتحقيق وان تتواصل المشاورات مع الاطراف العربية والاسلامية والدولية بهذا الشأن حتى يمكن التقدم خطوة اخرى نحو كشف كامل الحقيقة ونحو محاسبة ومعاقبة مرتكبيها.
    وفي كل الاحوال فان الارث النضالي الذي تركه الرئيس الراحل ياسر عرفات لشعبنا ولامته العربية والاسلامية ولاحرار العالم سيبقيه زعيما خالدا في قلب ووجدان كل الاحرار.
    واذا كان الهدف من اغتيال الشهيد ياسر عرفات هو اغتيال القضية واغتيال حلم شعبنا بالحرية والاستقلال فيجب ان يدرك العالم اجمع وخاصة اولئك الذين ارتكبوا جريمة الاغتيال ان شعبنا ماض في نضاله الدؤوب نحو الحرية والاستقلال متمسكا بحقوقه الثابته والمشروعة التي طالما تمسك بها الرئيس الراحل وان هذا الاغتيال لم يزد شعبنا سوى اصرارا على مواصلة درب ونهج الشهيد الرئيس ياسر عرفات حتى يتحرر الوطن وينعم شعبنا بحريته واستقلاله وحتى يقوم اشبال وزهرات فلسطين برفع علم فلسطين على اسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس كما كان الشهيد الراحل يردد دائما.




    هذا هو شعبي الذي به سررت
    بقلم: المحامي جواد بولس – القدس
    انتخبت الجماهير العربية في إسرائيل من سيقودها لخمسة أعوام جديدة. معارك الانتخابات التي جرت في القرى والبلدات العربية تركت مجتمعات مثخنة بالجراح الحقيقية، وهذا ليس من باب مجاز واستعارة وإلى حدّ بعيد انحسار دور الأحزاب السياسية الوطنية جاء نتيجةً لغياب دور قادة حقيقيين لم يفلحوا باستيعاب ما يجري عميقًا في بطن النهر، ولم يلحظوا في أي دلتا يستقر طميه. لا نبالغ إن قلنا إنّ عهدًا قد انقضى، وما سيكون لا يُترك للحظ ولمن يجيد رمي النرد أو اللعب بلعبة "الثلاث ورقات".
    القضية ليست بالمفاضلات الشخصية. فعلى الرغم من أهمية الشخص يبقى المقلق انكشاف مفاعيل إنتاج هذا الرئيس أو ذاك، فهنالك فارق بين رئيس يمثل حزبًا سياسيًا وطنيًا يقوم على مبادئ واضحة وتنظيم سليم يكفلان وضع الخيارات والأولويات الوطنية، ويحاسبان من ضلّ الطريق وحاد عن بوصلة الجماهير، من جهة، وبين رئيس سيكون أسير مخاتير "مودرن" وحفنة من رجال المال الذين يسعون لحماية مالهم وزيادة أرباحهم، وإليهم ينضم بعض من ذوي العضلات المؤمنين بأنّ ما لم يؤخذ بالقوة يؤخذ بقوة أكبر، ويبقى المخفي وراء انتخاب بعضهم أعظم.
    من المشاهد الحزينة التي أصبحت تتصدر المواقع الإخبارية هي تلك التي ترصد زيارات أعضاء الكنيست العرب لدواوين الرؤساء المنتخبين بمسعى مستفز لركوب هذا الحزب أو تلك الحركة على ظهر فائز هنا ورئيس منتخب هناك. رؤساء، معظمهم انتخبوا باسم حمائل وتحالفات عشائرية محلّية، يصيرون أهدافًا يلهث وراءها "قادة" حركات وأحزاب لينتسبوا إليهم ويفاخروا "كالقرعان يفاخرون بشعر ابنة أختهم"، بمجاز مما قالته العرب.
    حملات استكشاف مرشحين "دسمين" في بعض القرى والبلدات عكست عمق الهاوية التي وصلت إليها الحالة السياسية العامة. قيادات أطلقت أعنّتها وبدون أي محاسبة للذات أو خجل، شرعت بعرض اسم الحركة/الحزب وتاريخه للبيع أو للتأجير، بالخلو والمفتاحية، وأحيانًا على طريقة "الدي- يوس". فمع اشتداد المنافسة، حتى الزواج العرفي غدا مقبولًا.
    في كل بلدة أنين ولهفة على مستقبل صار ذبيحًا. في كل بلدة نصر وقهقهة تذكّرك بأفراح روما. أمّا مدينة الناصري فتختزل كل الدهشة والجحود. "المجدلية"، التي من أرض المتاهات والضياع، شقت صدرها وفكّت ضفائرها، تولول: مَن حلم ببقاء مدينة واحدة فاضلة في بلاد يغزو قراها الملح فهو واهم! من مضى يلعب في عليائه دور "هارون"؛ صوته سوطه، حنجرته في رأس أنفه وحاله كحال الواثق في سرّه يقول: "مهما يكن، أمطري يا سماء حيث شئت فلسوف يأتيني خراجك!" قامر وخسر ظبيته وضاع منه القمر.
    ها هي الناصرة تشهد من جديد على شقاء أخواتها. من سمع مثلي النداء ينذر ولا يرحم؛ الناصرة للناصريين، جفل وبكى على نشيد الشباب "بين نقب وجليل دمنا الحر ينادي، واسلمي يا ناصرة واسلمي لي يا بلادي"، ألم نكن جميعنا أولادًا لتلك البشارة؟ أحقًا لم تعد الناصرة إلّا للناصريين؟ من أنا إذًا، لأقول لتلكم الآلاف الراقصة طربًا إنهم من جند الليل وغير جديرين بعناق الصباح؟ من أنا لأعزي من كانوا غفاة وأنكروا دماء أخيهم قبل صياح الديك، ورقصوا عليها رقصة الموت مع جند قيصر؟
    لتفرح تلك الناصرة بفرح أبنائها، وليبكها من لم يصونوا لها ودًّا وتاريخ مجد. أنا لن أبكي لأنني عرفت أن "للحقيقة وجهين، والثلج أسود فوق مدينتنا"، فخبأت دمعي للقاء أحبابي لأننا، "لم نعد قادرين على اليأس أكثر مما يئسنا".
    ما جرى هناك لم يكن معجزة. لقداستشعرت ما صار واقعًا في الناصرة عندما تكلّمت عن مصادر شرعية بعض قيادات حركاتنا وأحزابنا العربية. كان الخلل واضحًا. بعضهم فقد "صلة الرحم" مع جماهيره، وأصبح كالمنبتّ يعيش على تخمة ووهم، آخرون ولدوا طفرات، اكتسبت شرعيتها من رمشة عين التاريخ، وفئة جاءتهم تلك معلّبةً مدعومةً بمواد حافظة يقترب تاريخ نفادها.
    توجِعنا المفارقات، ربما ولكن يبقى الجرح أقوى من الوجع؛ فكلٌما كبرت الأسئلة التي واجهها المواطن العربي كانت قيادته هذه تصغر تباعًا، كلّما تشعّبت السبل ضلٌت الخراف طريقها، لأن الرعاة كانوا في عليائهم يتخاصمون على معنى الرعد ويعدّون عشاءهم الأخير. لا فراغ في السياسة. فشلوا بطرح الأسئلة الصحيحة فغابت الحلول الشافية، عمّت الفوضى وساد ضياع.
    كل خاسر مقابله رابح. الرابحون بحلّ من التعليل وللخاسرين علم الذرائع ورب قدير غفور عليم. لا أعرف كيف "خانت" مساقط رأس قادة شعبنا وأسقطتهم أو أسقطت مرشحيهم؟ أهي صدفة؟ لن يتعبوا ولن يخبروكم عن سر الفشل. ذاكرة الشعب المهمومة القصيرة لهم ضمانة والشكوى عن كون أعدائهم ليسوا أكثر من قطيع حجة سامة قاطعة.

    الرئيس محمود عباس يؤكد التمسك بالسلام كخيار استراتيجي
    بقلم: المحامي راجح ابو عصب – القدس
    في اجتماع المجلس الاستشاري لحركة فتح يوم الأحد الماضي في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره البولندي "برونسلاق كومور وفسكي" في مدينة بيت لحم يوم الثلاثاء المنصرم جدد الرئيس محمود عباس تأكيد التمسك بالثوابت الفلسطينية المتمثلة بتحقيق السلام من خلال المفاوضات وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن حدود الرابع من حزيران لعام 1967.
    كما تحدث الرئيس عباس عن المعوقات التي تضعها الحكومة الاسرائيلية في طريق تحقيق السلام الشامل والعادل، وفي مقدمتها استمرار الاستيطان الاسرائيلي وتهويد القدس واستمرار احتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين، كما تناول مسألة رفض اسرائيل الانسحاب من منطقة الأغوار، ورفض الحجة الاسرائيلية بأن ذلك الرفض إنما يعود لدوافع أمنية، وقال إن السبب الرئيسي لذلك الرفض هو سبب مالي بحت حيث أن اسرائيل تجني من الأغوار من خلال استثماراتها فيها "620" مليون دولار سنويا.
    وبالنسبة لموضوع السلام جدد الرئيس عباس التأكيد على مواصلة بذل الجهود من أجل الوصول الى حل سلمي وسياسي يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما شدد على الاستمرار في المفاوضات التي قال إنها بدأت منذ عشرين عاما، وقال إننا لم نفقد الأمل، وأضاف أنه عندما جاء الأميركيون مدعومين بأوروبا والعرب، فانه كان من واجبنا أن نستغل هذه الفرصة.
    وتطرق الرئيس عباس الى أنه اتفق مع الجانب الأميركي على إجراء جولات مكثفة من المفاوضات لمدة تسعة أشهر، وأعرب عن أمله في الوصول الى سلام، إذ أنه لا يوجد بديل عن هذا السلام، وأشار في هذا السياق الى مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت في العام 2002 والتي أكدت أنه بمجرد انسحاب اسرائيل من الأراضي العربية المحتلة فإن الدول العربية ستطبع علاقاتها مع اسرائيل.
    وجدد الرئيس عباس التأكيد على تمسك الجانب الفلسطيني بالسلام وأنه جار في سعيه لتحقيق هذا السلام، ولكن من خلال مرجعيات واضحة تتمثل في قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وقال لا نريد أكثر من تلك المرجعيات ولتطبق علينا وعلى الاسرائيليين.
    ولا شك أن الجانب الفلسطيني صادق كل الصدق في دعوته الى تطبيق قرارات الشرعية الدولية من خلال قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكذلك خطة خريطة الطريق ورؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وقد وفّت القيادة الفلسطينية بكل ما التزمت به تجاه عملية السلام وشهد العالم كله بذلك، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية الراعي الأول لعملية السلام، والحليف الاستراتيجي لاسرائيل. لكن حكومة اسرائيل الحالية وتحت ضغط اليمين المتطرف فيها، تتفلت مما التزمت به الحكومات الاسرائيلية التي سبقتها وتراوغ وتماطل في تنفيذ التعهدات التي تعهد بها رؤساء الحكومات السابقة، وتريد العودة الى نقطة الصفر.
    وأشاد الرئيس محمود عباس بالدور الذي تقوم به الولايات المتحدة لتحقيق سلام بين فلسطين واسرائيل، وخاصة ما يبذله الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري من جهود للدفع بالعملية السلمية للوصول الى غايتها المنشودة، خلال الأشهر التسعة المحددة للعملية التفاوضية.
    ولا شك أن الادارة الأميركية تسعى جادة لتحقيق السلام الذي هو مصلحة اميركية كما هو في ذات الوقت مصلحة اسرائيلية وفلسطينية. فحل القضية الفلسطينية هو مفتاح الاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم، وتستطيع الولايات المتحدة الضغط على الحكومة الاسرائيلية للتجاوب مع الجهود الفلسطينية الصادقة لتحقيق السلام العادل والشامل، ذلك أن واشنطن هي الوحيدة في العالم تملك نفوذا حقيقيا لدى الحكومات الاسرائيلية منذ قيام اسرائيل في العام 1948. كما ثمن الرئيس عباس الدور الذي تنهض به أطراف الرباعية الدولية بما فيها روسيا والاتحاد الأوروبي، وأشار الى جهود هذه الأطراف الرباعية القيمة في هذا المجال، والتي تمثلت مؤخرا بقراراتها وبياناتها وإجراءاتها، التي تؤكد أن الاستيطان غير شرعي وفق القانون الدولي.
    ولا شك أن لروسيا دورا اساسيا في جهود حل الصراعات الدولية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وقد تجلى ذلك بالاتفاق الأميركي – الروسي على حل الازمة السورية حلا سلميا، حيث أن هناك توافقا بين الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس الروسي بوتين على ان النزاعات والصراعات لايمكن أن تحل عسكريا، وإنما السبيل الوحيد لذلك هو الحل السياسي فقط.
    وللإتحاد الأوروبي دور كبير في حل الصراعات في هذه المنطقة، باعتباره مجاورا لها، ويتأثر بها تأثرا مباشرا، كما أنه من أكبر الدول المانحة ماليا للسلطة الفلسطينية، كما أنه من أكبر المتعاملين مع الاقتصاد الاسرائيلي، وله أيضا كلمة مسموعة ورأي نافذ لدى الادارة الأميركية كونه أكبر حلفائها ويرتبط بها ارتباطا وثيقا ماليا وعسكريا وثقافيا. ولذا فإن له دورا أساسيا في إنهاء الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وفي تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
    وقد أكد هذا الدور الأوروبي المهم في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين الرئيس البولندي الذي التقى الرئيس عباس في مدينة بيت لحم، حيث قال في المؤتمر الصحفي المشترك إن بولندا كعضو في الاتحاد الأوروبي، تدعم جميع الطرق المؤدية الى حل سلمي في الشرق الأوسط، وتدعم الموقف الأوروبي في هذا الصدد، وتمنى الرئيس البولندي نجاح الجهود الأميركية الهادفة إلى إيجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وأكد الرئيس البولندي أن الشعب البولندي متفهم لأهمية اقامة دولة فلسطينية، وشدد على أن التعايش بين الفلسطينيين والاسرائيليين أمر شديد الأهمية، وأعلن عن سعادته بالإجماع الدولي لإيجاد حل سلمي في المنطقة، وأكد أن الأمن والأمان في العالم يعتمد على السلام في الشرق الاوسط، وأن مفتاح ذلك كله يعود الى حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
    وحول قضية الاستيطان قال الرئيس البولندي انه يقدر السعي لإيجاد حل لمشكلة الاستيطان المعقدة للغاية، التي تعيق التوصل الى حل، وأكد أن العالم كله مجمع على ضرورة إنجاح المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وعلى مساعدة الجانبين في ذلك، وتمنى الرئيس البولندي لنظيره الفلسطيني الرئيس عباس التوفيق في العملية الصعبة المتمثلة في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة.
    والحقيقة أن العالم كله مجمع على إن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو المفتاح لاحلال السلام في هذه المنطقة وإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المستمر منذ أكثر من ستة عقود. كما أن هناك إجماع دولي على أن الرئيس عباس صادق كل الصدق في سياسته الهادفة الى تحقيق السلام من خلال المفاوضات، وأنه يعطي الفرص لكل الجهود الدولية الساعية الى انجاز هذا السلام المنشود، ومن هنا جاءت استجابته الأخيرة لدعوة وزير الخارجية الأميركية لجولة مفاوضات مكثفة مدتها تسعة أشهر بإشراف شخصي من الوزير كيري وبدعم مباشر من الرئيس الأميركي باراك أوباما.
    ولا شك أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، فعلى الحكومة الاسرائيلية أن تستجيب لليد الفلسطينية ومن ورائها الايدي العربية الممدودة للسلام وأن تستغل هذه الفرصة الذهبية والنادرة لتحقيق السلام مع الفلسطينيين ومن ثم تطبيع علاقاتها مع كل الدول العربية كما قال الرئيس عباس، وكما تؤكده مبادرة السلام العربية التي ما زال العرب يطرحونها على الطاولة منذ أحد عشر عاما، ولكن اسرائيل ولعظيم الأسف تفضل الاستيطان والتوسع على إقامة السلام العادل والشامل وتتجاهل تلك المبادرة، وتهدر هذه الفرصة النادرة لتحقيق السلام مع جيرانها العرب، هذا السلام الذي طال انتظاره والذي هو اليوم في متناول اليد، وقد لا يكون ذلك غدا جراء الممارسات الاسرائيلية المعرقلة لجهود السلام. والله الموفق.

    أبـو عـمـار الـحـاضـر دائـمـاً
    بقلم: عبد الناصر النجار – الايام
    كما في حياته، كان في استشهاده الحاضر الأول، إنه القائد الشهيد ياسر عرفات، الذي سبب للمحتل صداعاً وهاجساً مرعباً في حياته ومماته، وبصفته مفجر الثورة الفلسطينية وزعيماً عالمياً دعم وساند حركات التحرر الدولية، فإن ظروف استشهاده ظلت مثار نقاش وبحث، ويبدو أن هذا البحث سيستمر طويلاً، وربما يمتد عقوداً قبل أن يتم الوصول إلى الحقيقة الكاملة لاستشهاده.
    الحقيقة الساطعة أن سبب استشهاد عرفات ليس طبيعياً، وإنما بفعل فاعل، الفاعل المعلوم المجهول، بمعنى، أن هناك إجماعاً على أن الاحتلال هو الذي اغتال عرفات، ولعل كل التصريحات الإسرائيلية في حينه التي أكدت ضرورة التخلص منه على اعتبار أنه عقبة، وليس ذا جدوى، هي أساسٌ لما حدث بعد ذلك، وهي التي تجزم أيضاً بمسؤولية الاحتلال الكاملة عن ارتكاب الجريمة.
    لم تكن هناك شكوك بالمطلق لدى الجانب الفلسطيني حول دور الاحتلال المركزي والأساسي في اغتيال عرفات، ولكن التساؤل كان حول أُسلوب الاغتيال والأيدي التي نفذته، دون تبرئة أي أحد، وبناء على ذلك جاء تشكيل لجنة التحقيق الوطنية للإجابة عن مجمل التساؤلات التي كانت تبدو لغزاً كبيراً محيراً، خاصةً أن التقرير الطبي الفرنسي شابهُ كثيرٌ من الغموض والقصور، ولعل معظم الفلسطينيين قد شكك في معطياته، متسائلاً هل أخفى الفريق الطبي الفرنسي معلومات مهمة لأسباب سياسية، أو بمعنى آخر هل توصل مستشفى بيرسي العسكري إلى نتائج مؤكدة، ولم ينشرها لأن نشرها في حينه كان سيؤدي إلى خلط الأوراق السياسية وسيحمّل إسرائيل حملاً أثقل مما تتوقع.
    ولهذه التساؤلات مشروعية كبيرة بعد ما نُشر حول قيام الفريق الطبي المعالج بإتلاف العينات الخاصة بالشهيد بما فيها عينات الدم، علماً أن القانون يجبر المستشفى على الاحتفاظ بهذه العينات عشر سنوات بالحد الأدنى، فلماذا أُتلفت؟ هذا إن كانت فعلاً قد أُتلفت.
    أما المفصل الآخر في جريمة الاغتيال فتمثل في التحقيق الاستقصائي الذي نشرته فضائية الجزيرة العام الماضي والذي أكدت من خلاله اكتشاف مادة البولونيوم السامة بنسب عالية مثيرة للشك في ملابس الشهيد، ليبدأ بعدها الفصل الثاني من قضية ستظل تقض مضاجع القتلة، وبناءً على ذلك لم تتردد القيادة في تقديم كل العون إلى الفريق السويسري للاستمرار في البحث الطبي حول أداة الجريمة، وأشركت أيضاً كلاً من روسيا وفرنسا.
    وفي الوقت الذي جاءت فيه نتائج التقرير السويسري مطابقةً للفرضية الأولى القائمة على استخدام البولونيوم في الاغتيال، وأكد أن نسبة البولونيوم المكتشفة في العينات المأخوذة من رفات الشهيد تبين أنها أعلى بـ 18 مرة من النسبة الموجودة في جسم الإنسان بشكل طبيعي، فإن التقرير الروسي أكد، أيضاً، أن وفاة عرفات لم تكن طبيعية بسبب العمر أو مرض ما، ولكنها نتجت عن السم، ودون أن تجزم بماهية المادة المسممة، فإنها أكدت فرضية الاغتيال المتعمد.
    وبالنسبة للتقرير الفرنسي الذي لم يسلّم بعد، فلا نتوقع أن يكون مغايراً، ولكننا نفترض أنه سيكشف عن معلومات جديدة لم يكشف عنها الفريق الطبي المعالج في حينه، ربما لأسباب فرنسية مجهولة.
    أما الفصل الثاني الذي سيفتح في هذه الجريمة فهو الجزء الثاني من التحقيق الذي ستبثه قناة الجزيرة الأحد المقبل، والذي يتناول بعض الأمور المقلقة والخطيرة، والتي جاءت في مقطع ترويجي للتحقيق والذي يظهر فيه أحد الخبراء الروس مشككاً بمصداقية التقرير، ويؤكد تسييسه بالكامل، وأن الفحوص لم تُجرَ إلا على ثلاث عينات، وأن العينات الأُخرى العديدة أُخفيت بشكل ما ... هي اعترافات خطيرة ومرعبة إذا ما صحت هذه الادعاءات، وسيكون هناك ما يقال بعد بث التحقيق كاملاً.
    أما المفصل الثالث والأهم في هذه القضية، فهو الدور المناط بلجنة التحقيق الفلسطينية التي يرئسها اللواء توفيق الطيراوي، والتي أصبحت مهمتها الآن أكثر أهمية، ومسؤوليتها الوطنية والتاريخية أكثر ثقلاً من خلال الإجابة عن السؤال الرئيس، وهو: كيف وصل الاحتلال إلى الرئيس الشهيد؟ وهل لبعض العملاء المأجورين ممن ينتسبون إلى الشعب الفلسطيني يد في ذلك؟
    رئيس لجنة التحقيق يقول إنه تم استجواب أكثر من 400 فلسطيني من قمة هرم السلطة وحتى مواطنين بسطاء كانت لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة، وأن هناك من بين المستجوبين من أُخذت إفادته مرتين، ومنهم من أدلى بمعلومات متناقضة، ولكن مع مئات عدة من صفحات الإفادة فإن الدوائر بدأت تضيق، وأصبحت أكثر وضوحاً، فيما الشعب لا يرغب في الانتظار كثيراً للوصول إلى الأيدي التي نفذت أو ساعدت في تنفيذ الجريمة، لأن الكشف عن الحقيقة كاملة يعني ملاحقةً كاملة للقتلة.
    إن دم الشهيد عرفات سيظل دَينا في رقبة كل مسؤول فلسطيني حتى يتم القصاص من القتلة، وحينها نستطيع القول إن فصلاً جديداً من فصول ملحمة الزعيم الشهيد أبو عمار قد انتهى، ولكن هناك فصولاً ربما لم تبدأ بعد.

    "عودة" عرفات: ماذا بعد ثبوت الاغتيال؟
    بقلم : حسين حجازي - الايام
    لعل في توقيعه باللون الأحمر ما يشي بقدره. خطان متعامدان ممتدان يتجاوزان الحدود وحتى القواعد المسموحة، لن يخطئ المرء في قراءتها الرمزية، الإشارة الى العدد الرقم أحد عشر. يا أبتِ إني أرى أحدَ عشرَ كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. وربما إذا تلاقى الخطان المتعامدان بانحراف بسيط من الأسفل، فإن الشكل الرمزي والذي يعكس ما يجول في الخافية الباطنية، يرسم عندئذ علامةً لا يخطئها التأويل عن إصبعَي شارة النصر، 11 او الرقم 7 التي طالما لوح بها أمام شعبه، هازئاً من عدوه وليؤكد لشعبه على يقين بالنصر.
    لم يمل طوال حياته في التعبير عنه شاء من شاء وأبى من أبى، كقائد ملهم.
    ذاك الرقم أحد عشر المكرر في قدره، وذاك هو التحوير في تلاقي الخطين مشكلا الرقم سبعة في قصة رجل كان متعلقا برمزية الأرقام، حتى لكأنه من طول ترداده عبارة "الرقم الصعب" اختزل كل قصته صراعاته وحروبه كما قصة شعبه بهذه الدلالة الرمزية، "نحن الرقم الصعب".
    لرجل مسكون بالرمزية بدءاً من طريقة ارتداء كوفيته الى مسدسه وبدلته العسكرية وانتهاءً بتوقيعه. خطان متعامدان ممتدان امتداد الزمن، لا يقيمان وزناً للقيود الموضوعة او المفروضة كما الحواجز والعوائق المحتملة، في تجاوزهما الحدود. وبخط يفصح عن وضوح الحروف والكلمات دون زخرفة او تكلف، بالحرص على وضع النقاط فوق الحروف، تلكم هي وضوح الرؤية واتساق الفكر مع الشعور، الانفعال العميق.
    في توازن يفصح عن قوة النظام لرجل كان هو النظام، حتى في غابة السلاح او انقسام الجغرافيا. الواحد في الكل والكل في الواحد، وكان هو في نظر شعبه ولا زال الواحد الكل.
    هكذا في حياته وبعد تسع سنوات من مماته على نفس درجة التوتر الضغط العالي، تبقى يا عرفات. تهدأ درجة التوتر العالي او تنخفض قليلا، لكن فقط لتعود مجددا عاليا على درجة مئة حد الغليان، تتحكم بهذا الخفقان المتواتر وتصعده في كل مرة، وكأنك تهزأ من جميع الذين اعتقدوا أخيرا انهم دفنوك، ليصعد الغليان في دماء شعبك ويرد الشعب كله بصوت واحد نريد القصاص والثأر من القاتل. حتى لو كان قاتلك الحقيقي تحول الى جثة هامدة، فالشعب يريد الاقتصاص من العصابة كلها مجموعة المتآمرين الذين اشتركوا في تنفيذ الجريمة، جريمة قتلك يا عرفات التي لم تُطو تحت القبر، ولم تستطع الرمال التي تغطي مثواك ان تسدل الستارة عليها.
    واليوم كما كنت تفعل في حياتك تمارس يا عرفات لعبتك التي طالما اجدتها، ولم يتقنها غيرك بإلقاء جثتك على الطاولة، متحديا هذا العالم ومحرجا له تحشره في الزاوية. ميتا يا عرفات تقوم من القبر مثل قيامة المسيح المُخلص ابن شعبك، المسيح قام ليهزأ من قاتليه وصالبيه وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. ولتبصق في وجه أعدائك ونفاق المجتمع الدولي الذي سمح بقتل أول رئيس انتخبه الشعب الفلسطيني، والرجل الذي استحق "نوبل"، لأنه كان صانعا للسلام. فماذا تبقى للعالم ان يقوله؟ فهذا هو المقتول، هذه هي جثته وهذه هي نتائج التحاليل، وهذه هي زوجة المقتول وشعبه اللذان يتمسكان بقضيته، يريدان معرفة القاتل وذاك هو القاتل. وما تبقى هو البناء على الشيء بمقتضاه.
    وانها لحظة الحقيقة محك الحقيقة للعالم كله، اما ان يقف العالم أمام ممارسة الدولة المارقة للاغتيال والإرهاب، او هي العلامة اللحظة الفاصلة التي تشي بانكشاف زيف ادعاء العالم، سقوط الحضارة العالمية في مفاصلها الثلاثة: الديمقراطية وصنع السلام وحق الشعوب في الحرية والاستقلال وتقرير المصير.
    لكن مهلا وعلى رسلك حذار من هذا الاسترسال، وكأننا قريبون من إنصافنا. فالخبرة التاريخية تعلمنا ان لعبة الأمم الشيطانية سوف تجد في كل مرة وسيلتها المبتكرة للتحايل والالتفاف على مظلمة الفلسطينيين، وإسرائيل لن تعدم هي الأُخرى الوسيلة.
    اذا كان ما يحدث في كل مرة هو ان المشكلة عندنا نحن الذين لا نقف مع انفسنا، نحن الذين ليس لنا. وهكذا فإن كل الفلسطينيين والعالم يعرفون بمن في ذلك الأطفال ان إسرائيل هي التي قتلت ياسر عرفات، لكن الفلسطينيين جميعهم يريدون ان يعرفوا من هو الفلسطيني الخائن هنا، الذي قام بدور الأداة. وكل الفلسطينيين لا يريدون ان تتكرر مأساة النهاية، التي انتهى إليها رأي المحكمة الدولية العليا الاستشاري، فيما يخص الجدار العنصري، وتقرير المحقق الدولي غولدستون فيما خص المذبحة في غزة عامي 2008 و2009، وما يثير غضبهم وحيرتهم ان يروا الى حقيقة ان قناة الجزيرة وهي مشكورة هنا، هي من حركت السماوات والأرض في إعادة بعث قضية اغتيال عرفات، بعد تسع سنوات من إدامة الصمت. فيما المسؤولون لدينا يتحدثون بالعموميات.
    واليوم سوف يجد الإسرائيليون طرقهم الالتفافية وهاكم بعض طرائق وأساليب التحايل:
    الضغط على الرئيس أبو مازن بطرح معادلة قوامها الذهاب الى محكمة الجنايات الدولية او التقاضي الدولي، مقابل إفشال المفاوضات ومع ما يعنيه ذلك من ابتزاز الرجل بالإفراج عن باقي الأسرى ما قبل أوسلو.
    اثارة الارتباك والبلبلة للعب على ثغرات مفتعلة بين التقارير وكذا أولوية التقاضي المحلي ام التقاضي الدولي فرنسا على سبيل المثال.
    لكن من حسن الحظ هذه المرة أن الرأي العام الفلسطيني والعالمي بات معبأً ضد مثل هذه الفضائح الدولية المشينة، كما هو حاصل على خلفية فضائح التجسس الأميركي حول العالم، وبات الفلسطينيون كما العالم يبدون اكثر حساسية تجاه هذه الأفعال المشينة، التي يقوم بها أناس يتصفون بالغرور والغباء في غياب من يردعهم او يقول لهم لا تفعلوا. ولذا فإن الرهان اليوم هو على هذا الوعي المتزايد الذي يملكه الفلسطينيون، بحيث لا يمكن ان يقبلوا بأي تخاذل تبديه السلطة في عدم الذهاب الى محاكمة دولية، على غرار قضية اغتيال رفيق الحريري. او عدم الكشف عن حجم الاختراق الأمني الإسرائيلي للدائرة التي كانت تحيط بعرفات، إذا كانت القضية تطرح سؤالا أو احتمالا من هذا القبيل يجب فحصه. وذلك من اجل إنجاح مفاوضات جدية، بالعمل على خطين متوازيين خطي عرفات المتعامدين، والذي يغذي ويدعم واحدهما الآخر، غصن الزيتون والبندقية، التفاوض والقتال معاً. والقتال قد لا يكون بندقية، انه أيضا استعمال ذكي لعناصر تأثير نملكها، يمكن ان يكون تأثيرها أكثر، من قبيل المحكمة الجنائية الدولية لكي يمكن إيقاف شعر رأسهم حقاً.

    فساد وفواتير ومحطات وقود وقصص انتحار!
    بقلم:آصف قزموز – الايام
    ولما ضاقت السبل بأبو فايك وناصبه الفقر والبطالة والعِنادْ، ولم يعد أمامه طريقاً للخلاص سوى مغادرة البلادْ، والبحث عن لُقمة عيشه بعيداً عن زوجته والأولادْ. لكن وعلى الرغم من حالة الفقر المدقع والعوز الذميم، إلاَّ أنه استطاع أن يربي أبناءه على مكارم الأخلاق وحب الخير للناس، فأحبوه وأجَلُّوه كأب وإنسان مكافح يستبسل في معركة مواجهة مع الفقر لأجلهم، وافتخروا به أيما فخرٍ وتقدير وحب يقرب من العبادة ( كثيرة هي الأسباب التي تؤدي إلى الاحترام والتبجيل الذي كثيراً ما يصل الى المثالية الموصلة لعبادة الفرد، وعبادة الفرد ظاهرة مرضية في المجتمعات خلقت في الماضي ديكتاتوريات وحكاما مستبدين بشعوبهم، لكن تجلياتها ومظاهرها تختلف مع الفقراء) لكن كم هو جميل أن يكون الأبناء بارين بوالديهم، وعلى فكرة لازم ما ينسى الأبناء انهم راح يصيروا آباء ويعانون ما عانى منه الآباء، يعني مصيرِك يا كِنِّه تْصيري حْمايِه وْبيْجوز تِنْلَطِّي بالصُّرْمايِه،( طيب أقسم لكُم أنني أصبت بالصدمة والإحباط حين علمت أن زميلاً من زملائي في المَدْرَسَة، له أم كانت مربية فاضلة يُشار لها بالبَنانْ وأب لا يقل عنها مكانةً وعِلماً، وكان المدلل بين أقرانه من الطلاب آنذاك، إذ كان يلبس ما لا نقدر عليه ويأكل ما لم نتحصل عليه، واليوم يترك أمه نزيلة في إحدى دور العَجَزة المتواضعة في وضعٍ يصعب على الكافِر، علما بأن هذا الزميل مقتدر ويعَد من الأطباء المرموقين الناجحين والميسورين، فأي عُقوقٍ هذا يا زميلي العزيز؟!. تدور الأيام وتُطوى الليالي والأبناء وأمهم المريضة يتعاونون معاً على تقاسم فتات العيش الذي يتحصلون عليه بشق الأنْفُسْ، بينما الأب يشق حياته الجديدة في البلاد البعيدة. تصل الرسالة الأولى من الأب، فيتحلق الأبناء على الرسالة وهم يقبلونها ويشمشمونها، ودموع الفرح تنهمر من عيونهم وهم يقولون: هاي من ريحة أبونا..هاي من ريحة الغالي، ما حدا يصيبها ولا يفتحها. ويتفق الجميع على الاحتفاظ بالرسالة وعدم لمسها ووضعوها كما هي بعلبة مزركشَة من المُخمل، يلقون عليها نظرة في كل صباح، واعتنوا بها وكأنما جوهرة أو كتاب مقدس يخافون علها من أي مَسٍّ أو سوء. وهكذا استمروا يتلقفون رسائل أبيهم الواحدة تِلوَ الأخرى، دون أن يفتحوها، وفقط يقبلونها ويحتفظون بها كما هي، حفاظاً على قدسيتها ووفاءً وتقديراً لأبيهم الغائب الحاضر في قلوبهم حد العبادة،( يا حِزِرْكُم قديش في زلام مهاجرين وتاركين وراهم نسوانهم وِوْلادهُم ثلاثين وأربعين سنة ؟!). تمضي السنين على ذات الحال والمنوال، ويعود الأب من مهجره القسري بعد طول غياب، ليجد أسرته قد تشتَّتت ولم يبق منها سوى أحد أبنائه، فيصاب بالدهشَة ويبدأ بالاستفسار عن أسرته فرداً فردا ويسأله: أين أمك يا ولدي ؟! فيجيب الابن: طولْةِ العُمُر إلَك يابا، إمي مِرضَت وما كان معانا فلوس نْداويها وماتت. طَبْ ليش يابا ما فتَحتوا الرسالة الأولى، مَني كُنت باعِثِلْكُم فيها فلوس بتحِل كل مشاكِلْكم، الله لا يعطيكوا عافية يعني قتلتوا إمكُم،( طبعاً هو صحيح زعلان عليها، لكن على طول بلش يفكر بالعروس لِجْديدِة ما في كلام...ياالله ما علينا). ماشي، إمك فهمنا ماتت وأخوك وينُه؟! والله يابا من يوم ما ماتت إمنا أخوي طَفَش وصاع مع الزعران والحشاشين لإنه ما لِقي حَدا يوَجْهُه وينصحه، وما بنعرف أي شي عن أخباره. الله لا يوفقكم، ما قريتوش الرسالة الثانية اللي كنت بنصحو فيها وبوجهو وبقوللو يترك كل شيء وييجي لعندي يشتغل معاي؟!. لا والله لَأ ما فتحناها. إلهي يفتح طاقة براسَك يا بعيد، طب أختك وينها ؟! والله يا با وضعها بيصعب عالكافر وعايشة عيشة لكلاب من يوم ما اتزوجت الشاب اللي بعثتلك تستشيرك فيه. الله أكبر وهي كمان ما قِرْيَتِش رسالتي اللي بَرفُض فيها هذا الزواج، وْبقول الها فيها إنو هذا ولد ساقط ما بناسبناش وْسُمُعتُه زي الزفت. يابا، إحنا ما فتحنا ولا رسالة من رسايْلك لأنها شيء مقدس بالنسبة إلنا وأقسمنا جميعاً ما حَدا يصيبها عَبيْن ما تِرجعِ الْنا سالم غانم، بس لأنها من ريحتك يا والدي لأنا بنحبك، الله وكيلك احتفظنا فيها زي ما هي بْعُلبة مخمل مطَرَّزِة. يا إخوان صدقوني إنوا الموضوع مش بس موضوع حُب وْتأليْه بْيِعمي العينين عن قراءة الأشياء، وبالتالي بتضيع الأشياء ويندم الإنسان حين لا ينفع الندم ، يعني القضية مش قضية نظام وقيادة كما يحلو للبعض تصوير الأمر، وإنما قضية سلوكيات وفساد الأفراد والنكوص في تنفيذ السياسات والواجبات على أكمل وجه بأمانة وكما ينبغي. وَحْدولْنا الله منشان نبيهَه منشان زُهْرَه منشان أي شي إلُو عندكُم شانْ. فمثلاً وإن صَح القول طبعاً بتكون مصيبِه، إنو منذ أكثر من 10 سنوات لا يوجد متابعة وتدقيق لفواتير المستشفيات الإسرائيلية، يعني بمجرد إنْهُم يْقولوا لْنا مثلاً عليكم 20 مليون للكهربا و 30 مليون للماء و 10 مليون للمستشفيات، ويبقى الكم عندنا مبلغ كذا من عائدات الضريبة، ( يعني على ذمتك يا حجة واللهم لا اعتراض، يا جماعة مهو لو فات الواحد على مطعم لما بيجيبولوا الفاتورة بيدققها وبيلاقي مغالطات ومخادعات وسرقة ولو على مستوى صحن سلطة، طبعاً بعرف إنو لما بتكون الفاتورة عَلى حساب الدولِة ما حدا بِيْدَقِّق، فكيف لما بيكون الوضع مثل وضعنا، طيب لو كانوا الإسرائيليين أنبيا راح يسرقونا لأنو ببساطة المال السايب بيعلم السرقة، وأسأل الله إنو يكون هذا الكلام إشاعات وليس حقيقة). البعض راح لبعيد أكثر وبيقول إنو والحالة هذه، حتى الطرق الالتفافية والمستوطنات ربما تضاء منذ نشوئها وتُسقى على حساب الفلسطينيين، وعلى رايكم زغردي يا انشراح بعِد ما راح اللي راحْ. والمفارقة العجيبة الأخرى هي أن وزير المالية لما طلب من أصحاب محطات الوقود أن يدفعوا ثمن المحروقات كاش، قامت لِقيامِة وقطعوا إيديهم وشحدوا عليها وأضربوا احتجاجا، طيب يا ترى ليش بدهمش يدفعوا كاش وهم بيوخدوا من الزبون كاش جدا ؟! والأنكى من ذلك طبعاً على ذمة الراوي، إنو السلطة بتشتري لتر البنزين ما بين ثلاثة الى أربعة شيكل وبتوزعو لمحطات الوقود بحيث بتبيعه للمواطن بحوالي 6,8 شيكل مع حفظ حق المحطات بهامش ربح قدره 490 شيكلا على كل ألف لتر، لحد هون مفهوم، لكن اللي مش مفهوم ولا مهضوم إنو السلطة تعاود تشتري البنزين لسياراتها من المحطات بسعر6,8 شيكل زيها زي أي زبون، والله تعالى أعلى وأعلم. وإذا كان في حدا بيقرأ، هل من المعقول استمرار سرقة التيار الكهربائي الذي تدفع ثمنه السلطة، وامتناع العديد من كبار المستثمرين عن دفع ديونهم ومستحقات الكهرباء التي عليهم ؟! في الوقت الذي تتهم فيه حكومة حماس السلطة الوطنية بانها السبب في انقطاع التيار في غزة بسبب الضرائب!! ومن المفارقات الأخرى (بفتح الهمزة)، إنو بيجيك شخص ما على مكتبك وبقرفك ساعة وساعتين وهو يلعن أبو الفساد والفاسدين والرشاوى والمحسوبية، وما بيخلي على حدا سِتْرِ مغطى وفي الآخر قبل ما يغادر بيقول لك : والله الحقيقة انا حكولي عنك انك زلمة محترم وودوني عليك لأنك ما بتقصر مع حدا، لذلك بدنا مساعدتك يا أستاذ بتعيين هالولد او هالبنت، ولما بتقول لُه في نظام وفي ناس متقدمين قبل ابنك، بيقولك انت يا عمي ايدك طايلة وبتقدر تمشيلنا اياه إذا قَصَدِت تِخدمنا. (طيب يا جماعة شو ممكن الواحد يقول في حالة الانفصام هذه، يعني بعطيني محاضرة في الأخلاق والأمانة والعدالِة وْلَعْنِ المحسوبية، وبعدين بِيْكَمِّلْها بالخَفاجي عامِر وْبِيْطالبك اتْعَينلوا الولد على حساب ولاد الناس). طيب بالله عليكم معقول، إنو عائلة فلسطينية فقيرة من أب مُقْعَدْ وأُم مريضة وأبنائها ورغم قيام وسائل الإعلام بتسليط الضوء على مشكلة هذه العائلة المُعْدَمَة، الاَ ان احداً لم يفعل شيئا ما ادى بالابن الوحيد لهذه الأسرة بالقاء نفسه منتحراً من فوق خزان المياه في البلدة، (يعني لوكان في حدا استمع باهتمام لحال هذه الأسرة وقرأ الرسالة أكيد كان ما انتحر الصبي، طيب فكركم في حدا راح يقرأ الدرس من هذه المأساة الانسانية وْيهتم بالحالات المشابهة لهذه الأسرة لاحقاً، يا عالِمْ). أربع بنات بِعُمْرِ الورد قضين اختناقاً داخل سيارة الأهل، أثناء قيام الأهل بقطف محصول الزيتون المطارَد من قبل المستوطنين. وفي مكان آخر طفل يقضي غرقاً بغسالة، وفي النهاية نقول قدر الله وما شاء فًعَل، طيب يا جماعة ونعم بالله وما شاء فعل، لكن احنا شو فعًلْنا، يعني البرامج الإعلامية والترفيهية الممولة على قَفا مين يشيل، شو بيصير لو قدمت برامج ارشادية للمواطنين عن مثل هذه المخاطر اليومية وسبل تجنبها والتنبه اليها، لا سيما احنا مُوجْهِيْنْ على فصل الشتا، وبكرة بنصير نسمع كل يوم عن حوادث اختناق في الحمام لسبب بسيط انو كثير من الناس يجهلون آلية احتراق الأكسجين في الحمام ونضوبه بسب إدخال الصوبة أو الدفاية داخل الحمام المحكم الإغلاق، ومرات بغرف النوم المحكمة الإغلاق اتقاءً للبرد. الله يهونها وِيْفَكْفِك عسيرها وتنتقل مؤسساتنا لا سيما الإعلامية، من التوعية عالورق وكتابة الأبحاث المودعة في الأدراج الى توعية وتبصير المواطن بمكامن الخَطَر في حياته اليومية، بدلاً من شغل الناس في الفتن والقيل والقال.


    ياسر عرفات الرؤية والفخر والهالة
    بقلم: بكر أبو بكر – الحياة
    في ذكرى الرمز الخالد تتداعي الكلمات، وتقفز الذكريات، وتعظُم العبارات، ويصدح النشيد، وتفوح عطور الجنان، فما تركه ياسر عرفات فينا يستفز الأجمل والأجل، وما رسّخه أبو عمار في كل منا مساحات عشق بلا ارتواء لأرض لفلسطين.
    هو قوة الاندفاع الجبارة التي لم تهدأ، وخرير المياه الذي لم يتوقف عن الجريان والسقيا، وهو البحر المائج العميق حكمة في أشد مواقع العالم اضطرابا وتأزما.
    كان سماء صافية حين تصان القضية، ورعدا مزمجرا غضَبا حين تُهان، كما كان أسداَ هصورا بسيف لامع في الميدان.
    في ذكرى استشهاده ما بين رام الله وباريس مرورا بالقاهرة نسجّل ثلاث علامات في شخصيته ذات العلامات الكثيرة والمتنوعة، العلامة الأولى أنه جعل من الحطّة الفلسطينية رمزا لا يبارى إذ تلفُّ الكرة الارضية وترتبط بإسمين فقط هما فلسطين وعرفات، وبارتدائها عبّر عن الرؤية في القيادة وبناء العلاقات التي كانت أسسها: التعامل مع القوى المؤثرة في المحيط والعالم أولا، والابتعاد عن المحاور ثانيا وما تجلبه من التزامات وتبعيات، وثالثا: أنه جعل فلسطين عامل جمع وليس أصبع ديناميت عربيا كما قال عنها الراحل هواري بومدين.
    والعلامة الثانية أنه رسم حول النضال الفلسطيني هالة قداسة ونورانية ثقافية وحقل جاذبية، لم تمتلكها قضية أخرى من حيث حسن التقديم للقضية سياسيا في المحافل، وإلحاقها بالدعم الثقافي والفني والأدبي فأحاط به العظماء أمثال محمود درويش وأبو سلمى وسميح القاسم والكثيرين.
    أما العلامة الثالثة فكانت نزوعه الدائم للفخر بشعبه وأمته العربية والإسلامية، إذ أحب شعبه بشغف فبادله الشعب هذا الحب ورفعه رمزا عالميا، فهو لم يمل تكرار أن الشعب الفلسطيني أعظم من قيادته، وهو شعب الجبارين،وهو صانع الانتصارات.
    رحم الله القائد الخالد وأسكنه فسيح جناته، ومازال في القصبة حبر.




    إلى وزير الخارجية الأمريكي كيري: No Means No
    بقلم: د. جاد اسحق – معا
    ما أشبه اليوم بالبارحة....فاليوم يُطل علينا رأس الدبلوماسية الأمريكية جون كيري في جولة جديدة للأراضي الفلسطينية المحتلة والتي يبدو أنه شخصيا لا يراها كذلك رغم قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية واعتراف دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية بتلك الحقيقة.
    ورغم أن كافة أركان ومُعطيات القضية واضحة لا لبس فيها ، لا يزال وزير الخارجية الامريكي يناور كسابقيه وكأصدقاء بلاده الإسرائيليين بأن هناك ما يستوجب التفاوض بشأنه وبالتالي الضغط باتجاه المزيد من التنازلات الواجب تقديمها من الجانب الفلسطيني في محاولات مُضنية لتليين الموقف التفاوضي الفلسطيني وتحديدًا ما يخُص القضايا الرئيسية كالقُدس واللاجئين والحُدود والمياه والمُستوطنات رغم علمه وحلفائه بعدم جدوى تلك الضغوط.
    لقد إعتاد الجانبان الأمريكي والإسرائيلي توجيه أصابع الإتهام إلى الرئيس الفلسطيني السابق الشهيد ياسر عرفات على مواقفه التي كانت متراسًا أمام هذه الضغوطات والتي إعتبرها الطرفان عقبة أمام تحقيق السلام، واليوم التاريخ يعيد نفسه حيث يتم توجيه نفس الإتهامات إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يرفض الرضوخ إلى هذه الضغوط والتنازل عن ثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني في الوقت الذي تستمر فيه دولة الإحتلال بالتعنت والإستخفاف بقرارات المجتمع الدولي العادل أمام ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في حق الشعب الفلسطيني وأرضه ، بل وذهبت في تماديها إلى إتهام الرئيس الفلسطيني بأنه العقبة الرئيسية أمام تقدم العملية السلمية في الوقت التي ترفض فيها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية أن تدركان حقيقة مطلقة بأن حقوق الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات لا تخضع للمساومة والإبتزاز وليس لشخص واحد مهما كانت مكانته أن يقرر بشانها.
    هذا وتأتي زيارة كيري إلى الأراضي الفلسطينية اليوم تحت شعار دعم المفاوضات وتذليل العقبات وبدوره بنيامين نتنياهو يأبى إلا أن يستقبل ضيفه وحليفه الأمريكي على طريقته الخاصة بالإعلان عن مُخططات لبناء وحدات إستيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وإقرار البدء الفعلي لبناء أكثر من 5000 ألاف وحدة إستيطانية منها 1500 وحدة في مستوطنة "رامات شلومو" في القدس المحتلة.
    في المقابل لا تزال إسرائيل تسير قدمًا في سياستها الرامية إلى ضرب صمود المواطن الفلسطيني على أرضه حيث هدمت ما يزيد عن 400 منشأه سكنية وزراعية وصناعية في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة والقدس الشرقية و تسليم أكثر من 600 أمر عسكري ومدني لهدم المنازل والممتلكات الفلسطينية بما في ذلك هدمها لمبنى تابع للبطريركية اللاتينية في القدس الشرقية ويقع على المدخل الشمالي لمدين بيت لحم حيث قامت جرافات الاحتلال بهدم المبنى بدون سابق إنذار علما بأنه تم بناؤه قبل العام 1967، هذا بالاضافة إلى مصادرة ما يزيد عن 8000 دونمًا من الأراضي الفلسطينية لصالح التوسع الإستيطاني وإقتلاع وتدمير ما يزيد عن 11000 شجرة، ناهيك عن قرار بناء جدار على إمتداد الحدود الشرقية مع الأردن وذلك بهدف تكريس سيطرتها العسكرية-الجبرية على الأغوار الفلسطينية والتي بدأتها بإزالة الألغام من 5000 دونم في تلك المنطقة وقامت بتخصيصها لاحقًا لصالح لإستيطان الزراعي في الأغوار الفلسطينية.
    في واقع الأمر فإن زيارة كيري اليوم لا تختلف عن سابقاتها والتي تعتبر إمتدادًا للنهج الترويجي لخطته الإقتصادية التي من شأنها "حسب إعتقاده" دفع العملية السلمية وحسب إدعاءه بأن الدعم الإقتصادي سيكون رديفًا وليس بديلاً عن الحلول السياسية الأمر الذي يتناقض في واقع الأمر مع الضغوطات التي يمارسها على القيادة الفلسطينية لتقديم التنازلات السياسية بينما يقف عاجزا أمام التعنت الإسرائيلي والشروط التعجيزية المسبقة التي يفرضها رئيس وزراء دولة الإحتلال للمضي قدمًا في العملية التفاوضية.
    إن إنتهاكات إسرائيل المتكررة ورفضها الإمتثال لقرارات مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة واللتان تدينان السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بكافة أشكالها مُستترة وراء الدعم الأمريكي المُطلق، والذي بدوره مسَ بمصداقية الأخيرة في الشارع الفلسطيني والعربي بشكل عام وإنتهاء دور الولايات المتحدة كوسيط نزيه وراعي للعملية السلمية، وأمام العجز الواضح عن ردع إسرائيل ووقف سياساتها الاستيطانية والتوسعية وفرض الواقائع على الارض بهدف توجيه مسارات التفاوض والنتائج المترتبة عن أي عملية تفاوضية، كما أن التعنت الإسرائيلي في قبول وضع مبادىء الحل الشامل ما هو إلا جزء من المخطط الإسرائيلي الرافض لأي حل دائم ويدفع بإتجاه الحُلول المرحلية والتي تهدف إسرائيل من خلالها إلى تثبيت وقائع إستيطانية على الأرض من خلال التوسع الإستيطاني وبناء الجدار الفاصل إضافة إلى حشد الدعم للإعتراف بيهودية الدولة كأحد الشروط المسبقة على الجانب الفلسطيني في المفاوضات والتي تسعى من خلاله إلى تحييد الوجود العربي الفلسطيني داخل دولة الإحتلال وقطع الطريق على أي حل يتضمن عودة أي من اللاجئين الفلسطينيين إلى قُراهم ومنازلهم التي هُجروا منها قسرًا.

    الجاسوس الذي قتل عرفات،،، سلطة فقيرة وجزيرة "خطيرة "
    بقلم: د.ناصر اللحام – معا
    منذ تسع سنوات والسلطة تلف حول نفسها في أمر التحقيق بوفاة الزعيم عرفات، وقد نجحت اسرائيل في سحب فتيل الذكاء من السلطة لدرجة تثير الشفقة عليها . بل ان قناة الجزيرة القطرية تمكنت من تولي ملف التحقيق وكأنها هي المسؤولة عن تاريخ عرفات . وفي كل مرة تهرع قناة قطر لسؤالها التافه (من هي الشخصية الفلسطينية التي دست السم لعرفات ؟ ) حتى يكاد المشاهد ان يعتقد ان هذا السم يباع في الصيدليات ويحمل باليد ويرش على ملابس عرفات وليس مادة نووية لا يملكها ولا يعرف استخدامها سوى اسرائيل.
    المادة السمية عجز الاطباء في تحديد نوعها ولولا الدول النووية الغربية لغادرنا الحياة ونحن لا نعرف اسمها . وهذا يعيدنا الى محاولة اغتيال خالد مشعل وكيف ارسلت اسرائيل قتلة الموساد الى العاصمة الاردنية لتنفيذ الجريمة بأنفسهم وشاء الله ان يقعوا في قبضة الامن الاردني . فهل كان هناك فلسطيني شارك في اطلاق الشعاع نحو اذن خالد مشعل ؟ وهل كان الموساد يحتاج الى جاسوس خائن او طباخ من العسس لتنفيذ الجريمة ؟ وهل استخدم الموساد جاسوس لاغتيال الشهيد المبحوح في دبي ام ارسل 38 قاتلا اسرائيليا لتنفيذ جريمة الذبح ؟ هل نحتاج الى جاسوس في رام الله لنعرف ان اسرائيل اغتالت ابو على مصطفى ؟
    أسئلة الجزيرة مقصودة وتستفز الحجر؛ وهي ذات القناة التي حطت في سيرة الراحل عرفات حتى كدنا نصدق. بل انها كانت تستضيف خصوم عرفات السياسيين اذا نفذت فتح عملية تفجيرية داخل تل ابيب وتسأل : هل هذه مؤامرة وخطوة تكتيكية ام فعلا عملية نضالية ؟
    القاتل معروف وهو شارون وموفاز والقتيل معروف. واداة القتل معروفة. والرغبة في القتل كانت موجودة. والان وبكل سذاجة تحاول جهات دولية وعربية تأجيل التقدم بتهمة القتل لاسرائيل بدعوى اننا نريد ان نعرف كيف دخل السم لفرشاة اسنان عرفات وملابسه! !
    طيب ماذا لو مضت عشر سنوات اخرى دون ان نعرف ؟ وهل اتهام اسرائيل باغتيال الشيخ احمد ياسين والرنتيسي والجعفري كان يجب ان يؤجل حتى نعرف من هو الجاسوس في غزة الذي اعطى الاشارة للطائرة ؟
    على السلطة استعادة ذكاءها بسرعة؛ وقطع الطريق على التجار الذين يبيعون ويشترون تقارير الزعيم الراحل بملايين الدولارات . وان تعرف السلطة اننا نعرف ان موقف فرنسا وطمسها الحقيقة وصمة عار في تاريخ الفرنجة. وان الشهيد عرفات الذي فتح قبره واستخرجت عظامه . لا يجب ان يقتل كل مرة ؛ وعلى من يدعي حرصه على عرفات ان يحترم ذكراه وان يحترم اخوانه الذين ضاقت بهم الدنيا في لحظة من اللحظات . لان عرفات شهيد مثل كل القادة الاخرين ويستحق من جميع الفصائل كلمة شرف ولحظة عز.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 446
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-07-17, 11:29 AM
  2. اقلام واراء محلي 311
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:16 AM
  3. اقلام واراء محلي 310
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:15 AM
  4. اقلام واراء محلي 308
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:14 AM
  5. اقلام واراء محلي 307
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:13 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •