النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 488

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء حماس 488

    اقلام وآراء
    (488)
    الاثنين
    23/12/2013

    روتين
    أسامة العيسوي / الرأي
    التحول في المزاج الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية
    فهمي شراب / المركز الفلسطيني للاعلام
    اللــعــــب بــالــثــوابـــت
    رشيد حسن/ الرسالة نت
    "الطباخ و"المفجوع"
    وسام عفيفة / فلسطين الان

    ثلاثة أعوام على انطلاق الثورات العربية
    أحمد منصور / فلسطين اون لاين
    اتهامات باطلة تخدم الاحتلال
    حسن أبو حشيش / فلسطين اون لاين
    يا عرب من لا يستطيع الزواج لا يحل له الزنا
    مصطفى الصواف / الرسالة نت
    الشعب وحده هو مصدر الشرعية
    يوسف رزقة / الرأي



    روتين
    أسامة العيسوي / الرأي

    يشهد العالم يومياً تغيرات كثيرة في كل مناحي الحياة، وهي ناجمة عن تغير المتطلبات المعيشية والظروف المحيطة بالإنسان. وهذا التغير يجب أن يواكبه تعديل مستمر ومتواصل على القوانين البشرية والأنظمة المعمول بها واللوائح التنفيذية والقرارات الإدارية وكل المسميات الإدارية والفنية الناظمة للعمل. وإذا لم يحدث هذا التعديل فإن عجلة التطور والتقدم ستجد أمامها العراقيل العديدة والعقبات المختلفة، والتي ليست لها مبرر أو سبب مقنع، سوى الخوف من التعديل والتغيير، أو التعود على ما هو موجود.
    وهذا الجمود الفكري والإداري في فهم طبيعة المرحلة، لهو العائق الأول أمام قطار التنمية والنهضة، والذي يجب أن تفكر المجتمعات النامية بتسييره وبأسرع وقت، وخصوصاً التي تمتلك القدرات البشرية أو الموارد الطبيعية، فليس لديها عذر بالتأخر في الصعود على متن هذا القطار. وفي كثير من الأحيان تتعثر بعض المشاريع بسبب إجراءات روتينية قاتلة، وإذا ما سألت عن السبب، فستجد الجواب السحري: هكذا تعودنا، أو هذه هي القرارات المعمول بها، أو قل إن شئت: (هذا ما ألفينا عليه أباءنا)، أو لا يعلمون أن الزمان يتغير، وأن الشافعي رحمه الله كان يفتي في مصر بفتوى تختلف عن فتواه في العراق، أو لا يعلمون أن الذي سن هذه القرارات هم بشر؟، وأقروها وفق بيئة محيطة بهم تختلف عن الحالية، وحتى إن بقي المكان، فلم بعد الزمان هو الزمان، وأن القرارات مهما كانت فهي اجتهادية قابلة للتطوير وللتغيير والتعديل، بل ولم لا الحذف والإلغاء كذلك؟!.
    لذا فنحن بحاجة إلى حراك ديناميكي مستمر ومتواصل، وعلى كافة المستويات في البعد عن الروتين، والقبول بالموجود وكأنه مسلمات مقدسة لا يجوز الاقتراب منها أو المساس بكينونتها. ويقفز للذهن هنا قصة القرود الخمسة، التي وضعوها في قفص وفي أعلاه وضعوا موزاً، وكلما حاول قرد الاقتراب من الموز رشوا عليه وعلى الآخرين ماءً بارداً، حتى أصبح القرود يمنعون بعضهم من محاولة الاقتراب من الموز خوفاً من الماء البارد.
    وبدأوا بتبديل قرد من القفص بقرد جديد لعدة مرات، وكلما حاول الوافد الجديد الوصول للموز كان الآخرون يضربوه تفادياً للماء.
    وتوقف الماء البارد، واستمر تغيير القرود، إلا أنهم استمروا بضرب من يحاول الصعود للموز رغم تغييرهم جميعاً.
    فأصبح القرود الخمسة الجدد لا يقتربون من الموز رغم أنهم لا يعرفوا حكاية الماء البارد، ولكنها العادة التي تعودوا عليها، أو الروتين الذي وجدوا من قبلهم عليه.
    وكثير منا ينفذ نفس التصرف، يقوم بالأمر دون معرفة السبب. حكاية أخرى تلك الفتاة التي كلما تقلي سمكاً تقوم بقص رأسه وجزءاً كبيراً من ذيله، وعندما سألتها زميلتها لم تقوم بذلك؟ قالت: هكذا رأيت أمي تعمل! وعندما سألت أمها قالت: هكذا رأيت جدتك تعمل، وبالرجوع إلى جدتها قالت لها: في زمننا كان المقلى صغيراً، فكنت أقوم بذلك حتى يستوعب المقلى السمك، أما الآن فلديكن أحجاماً متنوعة وأكبر، فتستطيعين أن تقلي السمكة كلها.
    إذن هو التقليد الأعمى والروتين القاتل الذي يجب أن نتخلص منه، وأن نساعد الآخرين على الشفاء منه. وأذكر أن أول توجيه لي للمدراء العامين في وزارة المواصلات كان أن القوانين والقرارات واللوائح والتعليمات وضعها بشر، فجميعها يمكن أن يتعدل ويتغير لتسيير العمل بصورة أفضل، ولتيسير الأمور على الناس.
    وهنا أكرر من جديد دعوتي لجميع العاملين في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية: التغيير سنة حياة، والتطوير نهج للتقدم، والتفكير خارج الصندوق سلوك المتميزين، والروتين قاتل للحياة والتقدم والتميز، فإياكم والروتين.




    الشعب وحده هو مصدر الشرعية
    يوسف رزقة / الرأي

    الشعب مصدر السلطات، وهو مصدر الشرعية. شرعية الحاكم والرئيس في النظم الديمقراطية هي في يد الشعب يمنحها من يشاء، وينزعها ممن يشاء، وله في الحالتين آليات ديمقراطية محددة، تحظى بتوافق شعبي، وحزبي. الشرعية تتشكل من إبرام عقد اجتماعي بين الشعب والفائز بالحكم، وهو عقد محدد بزمن معلوم، لا يجوز تمديدة الا بعقد جديد وانتخابات جديدة، وفي العقد قسم بالالتزام بأداء الحقوق والواجبات.
    يمكن تسمية هذا العقد ( بالشرعية الداخلية) ، حين تكون بين الحاكم وشعبه بالانتخابات. في مقابل الشرعية التي تأتي من (الخارج )، حيث يستمد الحاكم شرعية بقاءه في الحكم من قوى دولية، أو أنظمة عربية.
    في الحالة الفلسطينية كل الفصائل الفلسطينية، بما فيها قطاع من حركة فتح، أجمعت على رفض المفاوضات، ووصفتها ( بالعبثية والضارة). وأجمعت على رفض مقترحات كيري الأمنية والسياسية الأخيرة. وجل الشعب يؤيد موقف الفصائل ، ويتمسك بحق العودة، ويعده جوهر القضية الفلسطينية، ويعده حقاً فرديا، لا تفويض فيه. ومن ثمة يتعارض موقف الشعب مع موقف محمود عباس بشكل مطلق. فالشعب يرفض التنازل عن حقوقه، وينزع الشرعية مسبقا وقبل التوقيع عن كل قيادة تحاول التوقيع على خطة كيري الأخيرة.
    الشعب لا يعرف أسرار المفاوضات، ولا يعرف مضامين الاتفاق الذي يسعى اليه كيري. لا عباس لا يصارح شعبه، ولا يقول له الحقيقة، ويجري محادثاته مع اسرائيل في الخفاء، وهذه نقاط إضافية تضاف الى رفض الشعب للمفاوضات ولما يخرج عنها.
    ولأن عباس يعلم بهذه الحقائق والمواقف علم يقين ، تجده يترك الشعب الفلسطيني وشرعيته، ويبحث عن شرعية بديلة من الأنظمة العربية ، ومن الجامعة العربية، وهذه المؤسسة لا تمنح الشرعية لأحد، فالشعب اللبناني وحده هو من يمنح الشرعية لرئيس الدولة اللبنانية. والشعب المصري هو فقط الذي يمنح الشرعية لرئيس الجمهورية. الجامعة العربية لا تمنح شرعية لأحد، ولا تسحبها من أحد.
    وغني عن القول أن نقول: إن الدول الكبرى لا تمنح الشرعية لأمر، أو لشخص يرفضه الشعب. وحين يشعر الشعب بالقهر الخارجي يثور ويتمرد ويلجأ الى القوة لاسترداد شرعية.
    كل الرؤساء والحكام يستمدون شرعيتهم القيادية من الشعب، من داخل الوطن، إلا السلطة الفلسطينية فهي تستمد شرعيتها في المفاوضات من (خارج الوطن ومن خارج الشعب الفلسطيني) ، أعني من القوى الدولية، ومن الجامعة العربية في أحسن الأحوال. والخارج ، مع كل الاحترام ،ليس مؤسسة لمنح الشرعية الوطنية لأحد.
    يقال في السياسة لمن يستمد شرعيته من الخارج مغتصب للسلطة.
    وإذا كانت الشريعة تنكر على من يأم الناس في الصلاة وهم له كارهون، وهي إمامة لا يترتب عليها ضررا ماديا ملموسا في الدنيا، فإن الشريعة تنكر من باب الأولى على على من يتنكر لعقده مع شعبه، وعلى من يفرط في حق العودة، أو يقبل بخطة كيري الأمنية، أو يبيع شيئا من فلسطين بمال أو براتب، أو بيأس مقعد.












    التحول في المزاج الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية
    فهمي شراب / المركز الفلسطيني للاعلام

    إن الرأي العام في المجتمعات المتقدمة يساهم في تحديد شكل ومضمون السياسة الخارجية لهذه المجتمعات، ويشكل أهمية كبيرة لصناع القرار السياسي وتحديد التوجهات أيضا، وفي الدول الأوروبية يعتبر الرأي العام من المتغيرات الأساسية التي تحظى باهتمام الساسة وصناع القرار، حيث الرأي العام يسقط حكومات في أيام بل في ساعات في تلك الدول، وكلما كانت نسبة الديمقراطية والحريات اكبر كلما توجه النائب أو ممثل الحكومة إلى مراعاة الرأي العام والاتجاهات المجتمعية وذلك على الصعيد الداخلي والخارجي.
    الصورة النمطية عن " إسرائيل" بين التاريخ والحاضر:
    لذا، تعتبر كسب معركة الرأي العام غاية في الأهمية، من اجل تطويع واستمالة مراكز اتخاذ القرار وواضعي السياسات العامة وتحقيق الأهداف السياسية المرجوة، وقد كان الانطباع العام حول اليهود في أوروبا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر غاية في السوء، وكان اليهود في نظر الأوروبيون مجرد ( مرابي خبيثة ومكروه ، يعمل في الرذيلة وجميع الأعمال المنافية للأخلاق) وجاء في الأدب الانجليزي (الأعمال الأدبية لشكسبير وديكنز) ما كان كافيا لمعرفة كيف كان يبدو " اليهودي" آنذاك، ولكن مع بدء سيطرة اليهود على وسائل الإعلام الغربية وتبني إستراتيجية تعمل على تغيير الصورة النمطية السيئة القديمة وتحولها إلى صورة يتعاطف معها الإنسان الأوروبي والغربي بشكل عام، حيث تخاطب العقل والقلب الأوروبي باللغة والأسلوب والطريقة المناسبة والأقرب إلى نمط حياته، فرض اليهود أنفسهم على أجندات تلك الدول وكسبوا معركة الرأي العام والإعلام والتعاطف الدولي في قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ووصلوا إلى نقطة متقدمة ساعدت في تمكينهم. وخاصة أن فكرة إنشاء وطن قومي لليهود تقاطعت وتلاقت مع مصالح وطموحات أوروبية ودول عظمى عملت على تبيت دولة الكيان الصهيوني، تلك الدول أرادت زرع دولة " حاجز" تفصل بين المشرق والمغرب العربي، وتكون جسرا للمشاريع الاستعمارية الكولونيالية للغرب، وتعمل فيما بعد على تأجيج الفتن وتغذية عناصر المعارضة في كل دولة عربية، والتأكد من أن النظم العربية ليس فيها من سوف يتجاوز المخطط المرسوم منذ اتفاقية سايكس بيكو 1916.
    فرص التحول الدراماتيكي تلوح في الأفق:
    ولكن وبعد كل ذلك يجري الآن مرحلة تحول في الرأي العام الأوروبي، وبدأ المزاج الأوروبي في وضوحه بصورته التي ترفض التعنت والصلف والاستهتار الإسرائيلي. كما بدأ يدعو الى تبني مواقف عادلة من القضية الفلسطينية وضرورة حماية الفلسطينيين من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وأيضا المواقف الايجابية للاتحاد الأوروبي الأخيرة بخصوص الاعتراف بدولة غير عضو ، وموقفه من المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية الذي أثار حفيظة القيادة السياسية لدولة " إسرائيل" والمواقف الايجابية حول المعتقلين واللاجئين الخ. والتعاطف الكبير مع الفلسطينيين في غزة و الذي ظهر أثناء اعتداءات 2008-2009 و 2012. واعترافات جديدة لنواب أوروبيين يؤكدون على ان سياسة اوروبا تجاه حصار غزة كان خطأ كبيرا.
    توصيات إستراتيجية :
    جميع تلك المواقف غير المسبوقة تجعلنا لا نفقد الأمل، وتحثنا على الاستمرار في معركة الانتصار، حيث التغيير يحدث وان كان بوتيرة بطيئة، ولهذا فهناك مجموعة توصيات أساسية وهامة يجب على صناع القرار العمل في ظلها والاسترشاد بها والتأكد من تحققها لكي نصل إلى الأهداف السياسية المرجوة بدءا برفع الحصار أكثر عن غزة والحصول على اعتراف اكبر ووصولا لتحقيق تعاون فلسطيني أوروبي اكبر.. ومن هذه التوصيات التالي:
    1- العمل الدؤوب للدبلوماسية الفلسطينية بكل مفاعيلها وإمكانياتها وممثليها في غزة والضفة واستمرار الحملات الإعلامية والدبلوماسية، وإقامة المعارض والنشاطات بشكل دوري، والحشد المستمر لدعم القضية الفلسطينية وليس بشكل موسمي والاقتصار على حدث معين كما حصل أثناء الحشد الدولي لدعم الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة عام 2012 وقد عادت الدبلوماسية بعد تحقيق هذا الهدف التكتيكي إلى سبات عميق!
    2- ضرورة رصد ونشر ما ينتج من تغييرات في حركة المراجعات الفكرية والسياسية المتواصلة في الأوساط الإسرائيلية وما يتمخض عنها من مواقف تصب في خانة القضية الفلسطينية، وضرورة مراقبة أعمال المؤرخين الجدد والنقاد الأدبيين اليهود وبعض تصريحات الساسة المعتزلون واعترافاتهم بالحقيقة واستثمار ذلك على أكمل وجه، لكي تساعد في تشكيل الوعي الجمعي لمجتمعات الغرب وإنارة جزء هام مما هو مجهول لديهم.
    ومن بين النقاد الأساسيين للسياسة الإسرائيلية والأمريكية المؤلف والناشط اليهودي الأمريكي بيتر بينارت والمفكر ليون ويسلتير، والمفكر نورمان فينكيلشتاين، وأيضا المؤلف اليهودي " مايكل نيومان" إضافة إلى المفكر اللامع اليهودي الأمريكي نعوم شاومسكي.
    3- ضرورة التواصل مع الجاليات الفلسطينية وحتى العربية المتضامنة مع القضية الفلسطينية، وخاصة أنها أخذت هذه الجاليات أشكالا منظمة ضمن عمل أشبه بالعمل النقابي والمؤسسي، وليست مجرد أفراد يعيشون بمعزل عن بعضهم البعض، وبالتالي يمكن تعزيز التواصل معهم بسهولة في ظل التقدم التكنولوجي الهائل في وسائل الاتصالات، وظهور برامج "السكاي بي" على الانترنت وبرامج "التانجو" و"الفايبر" و " الواتس اب" المجانية عبر تلفونات المحمول، وذلك كله من اجل كسب الرأي العام الذي بات في مرحلة تحول بعد الحروب التي شنتها " إسرائيل" على قطاع غزة والانتهاكات المستمرة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
    4- ضرورة الارتقاء بالأساليب التضامنية التي تقوم بها الجاليات والجهات المتضامنة، وذلك على صعيد الخطاب الإعلامي أو على مستوى التفاعل مع الأحداث عبر التظاهر السلمي ومظاهر الاحتجاجات وكسب فئات مجتمعية أخرى، وحث الجاليات على تطوير تفاعلها الإسنادي للقضية وبما يتفق مع خصوصيات الساحة الأوروبية.
    5- الحرص على تجديد الخطاب الفلسطيني السياسي والإعلامي إلى الجهات الرسمية الأوروبية، وأيضا الموجه للرأي العام بما يراعي الفوارق بين المكونات والأبعاد الثقافية والبيئية، وبالطريقة المناسبة والأسلوب المؤثر وخاصة أن للفلسطيني رصيدا إضافيا وهو عدالة القضية نفسها، وما نحن بحاجة دائمة له هو محام جيد وإعلام متقدم.


    يا عرب من لا يستطيع الزواج لا يحل له الزنا
    مصطفى الصواف / الرسالة نت

    كفلسطينيين لدينا إيمان راسخ بأن القضية الفلسطينية والتحرير والعودة تحتاج إلى جهد الجميع فلسطينيا وعربيا وإسلاميا وأن الفلسطينيين وحدهم لن يتمكنوا من تحقيق حقوقهم وتحرير أرضهم التي اغتصبت على أيدي العصابات اليهودية، في غفلة وضعف من أطراف كثيرة فلسطينية وعربية وإسلامية، وتآمر غربي للتخلص من العقدة اليهودية في أوروبا، عبر إقامة كيان يهودي لهم في فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.
    البعدان العربي والإسلامي مهمان للشعب الفلسطيني من أجل تحقيق الحقوق وإنهاء الاغتصاب الصهيوني للأرض الفلسطينية وإزالة هذا الكيان السرطاني -المزروع في قلب العالمين العربي والإسلامي- الذي يهدف إلى السيطرة على مقدرات المنطقة وتحويلها إلى مرتع للتجسس خدمة للكيان الصهيوني وللمخابرات العالمية لإبقاء المنطقة العربية والإسلامية خاضعة لسيطرتهم وتحويلها لخدمة أهدافها الاستعمارية، بعيدة عن خدمة قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
    ندرك اليوم أن الأحوال العربية لا تسر عدوا ولا حبيبا وهي في حالة من الترهل والخلاف والصراع وتعيش الكثير من البلدان في حالة من الفوضى والاضطراب لأسباب كثيرة ورغم ذلك تبقى القضية الفلسطينية مهمة لهم وان مسئوليتهم تجاهها لا يمكن أن تسقط رغم هذه الأحوال السيئة وهذا الضعف والترهل وسوء الإدارة والتبعية لأمريكا والغرب وسلب الإرادة والارتهان لمصالح ضيقة.
    كل ذلك لا يعني أن يتخلى العرب عن واجبهم ومسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته وان يبحثوا عن حلول أو يوافقوا على مشاريع تصفية للقضية تطرحها أمريكا وأوروبا حفاظا على بقاء هذا الكيان الغاصب على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وان يشرعوا للتنازل عن هذه الحقوق، أو يتماهوا ويطرحوا مبادرات تعبر عن ضعفهم وتشجع الاحتلال الصهيوني على العربدة، ومزيد من التصلب طمعا في مزيد من التنازلات من خلال ممارسة الضغط على المفاوض الفلسطيني للقبول بالمعروض، والذي يشكل حلا كارثيا للقضية الفلسطينية، ويمثل ضياع مؤقت للحقوق ويطيل بقاء هذا الكيان الغاصب.
    يظن بعض المسؤولين العرب بأن الهروب من تحمل المسؤولية تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني يرفع عن كاهلهم أعباء كثيرة ويقبلون بوجود الكيان في المنطقة تحت ذريعة الأمر الواقع والضعف وعدم القدرة على تحرير الأرض وعودة المهجرين وإنهاء حالة الاغتصاب، متناسين أن هذا الكيان له أطماع تفوق حدود فلسطين وصولا إلى عمق عالمنا العربي للسيطرة السياسية والاقتصادية عليه من هذا الكيان المدعوم أمريكيا وأوروبيا.
    "من لا يستطيع الزواج لا يحل له الزنا" قاعدة يبدو أن الزعماء العرب والمسلمين وعلى رأسهم محمود عباس غابت عنهم، فعدم القدرة على إعادة الحقوق والتحرير لا يعني التنازل لهذا الكيان عن الأرض والاعتراف به وتثبيت كيانه أو التماهي مع السلطة الفلسطينية في رام الله ومع محمود عباس في مشروعه الهادف إلى إسقاط حقوق الشعب الفلسطيني والقبول بحل مؤقت انتقالي يترتب عليه ضياع الحقوق وإدماج هذا الكيان في المنطقة والاعتراف العلني به وإقامة العلاقات الطبيعية معه رغم الجرائم والقتل وإراقة الدماء بحق الشعب الفلسطيني ورغم إعلان هذا الكيان نواياه التهويدية والخبيثة ضد مدينة القدس وهدم المسجد الأقصى لإقامة هيكلهم المزعوم.
    ما اقره وزراء الخارجية العرب في اجتماع القاهرة الأخير من تفويض لمحمود عباس للتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال المشروع الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية والقيام بدور المحلل (التيس المستعار) هو أمر مستهجن ومدان في نفس الوقت، وكان الأولى بهم أن يردوا عباس إلى العقل ورفض التفريط بالحقوق وبالقضية والأرض الفلسطينية لا أن يشجعوه على التنازل عن الحقوق والثوابت.
    وهنا نؤكد أن الشعب الفلسطيني الذي اسقط كل مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية سواء السياسية أو مشاريع التوطين لقادر على إسقاط أي مشروع حتى لو كانت أمريكا تقف خلفه لأنه صاحب حق وانه لازال متمسكا بحقه غير مفرط به وإن فرط بعض المنتمين إليه، وستبقى المنطقة ليست الفلسطينية فقط بل والعربية في حالة اضطراب وعدم استقرار ما لم يستقر الشعب الفلسطيني على كامل ترابه، فحقوق الشعب الفلسطيني لا تسقط بالتقادم ولا تطويها مشاريع سياسية باطلة تنتقص من حقه في العودة والتحرير.

    اللــعــــب بــالــثــوابـــت
    رشيد حسن/ الرسالة نت

    وصلت مهمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى طريق مسدود، بفعل التعنت (الإسرائيلي)، وهو ما دفعه إلى الضغط على القيادة الفلسطينية للتنازل عن الثوابت والذي كشفته وسائل الإعلام (الإسرائيلية)، ويتلخص في الموافقة على بقاء القوات (الإسرائيلية) في منطقة الأغوار، وسيطرتها على المعابر، وشطب قضية اللاجئين، والإبقاء على أكثر من90 بالمائة من المستوطنات وإبقاء السيادة على القدس لـ(إسرائيل)، مع السماح للفلسطينيين بالوصول إلى المسجد الأقصى المبارك.
    هذه هي رسالة كيري للرئيس الفلسطيني، وهو ما جعل الأخير يدعو إلى جلسة طارئة لمجلس الجامعة العربية لوضع الأشقاء في صورة المطالب الأميركية، والتي تعني شطب الثوابت الفلسطينية، وهي بالأساس لاءات شارون، التي أعلنها نتنياهو أكثر من مرة، كما كررتها تسيبي ليفني عندما استلمت حقيبة الخارجية (الإسرائيلية)، ويمكن إجمالها بعبارة واحدة.. تأبيد الاحتلال للأراضي الفلسطينية.. كما صرح نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس.
    كيري قطع جولته للمنطقة والتي تصادفت مع هبوب إعصار "اليكسا " حيث دخل عليه مرافقوه، وقد مضى على لقائه مع الرئيس الفلسطيني 15 دقيقة، وطلبوا منه سرعة المغادرة بعد أن سدت الثلوج منافذ القدس، ورغم قصر مدة اللقاء واضطرار كيري للمغادرة، إلا أن محور اللقاء هو ما أسلفنا.. الضغط على القيادة الفلسطينية للإبقاء على قوات العدو في منطقة الأغوار، وإقامة دولة مؤقتة.
    وفي هدا السياق نقل كيري للرئيس الفلسطيني طلب الرئيس الأميركي، برفع مستوى المفاوضات وأن تتم على مستوى القمة بمشاركة عباس ونتنياهو، وهو ما رفضه الرئيس الفلسطيني، مصراً على ضرورة تحقيق تقدم في موضوعي الأمن والحدود، التي تتم مناقشتهما في المفاوضات الحالية بين الوفدين .
    ومن هنا لا بد من التأكيد على حقيقة مهمة، وهي أن الضغوط الأميركية على القيادة الفلسطينية ليست جديدة، فموقف الإدارة الأميركية المنحاز للاحتلال ليس جديدا، بل هو في صلب الاستراتيجية الأميركية، ومن الملاحظ أن الاندفاع الأميركي لفرض تسوية على الفلسطينيين، يشي باستغلال الأوضاع الفلسطينية البائسة، والانقسامات العربية، وقد عادت ثارات داحس والغبراء لتظلل الساحات العربية من الماء إلى الماء، فيما المستجدات التي تضرب المنطقة تشي بمتغيرات جذرية.
    الكرة الآن في مرمى القيادة الفلسطينية ما يفرض عليها التمسك بالثوابت الفلسطينية، وعدم الانجرار إلى كمائن العدو، وهذا أيضاً يفرض على المجموعة العربية أن تدعم الموقف الفلسطيني الرافض للتنازلات، وألا تقوم بالضغط على القيادة الفلسطينية كما تطلب الإدارة الأميركية، بعد أن ثبت أن سياسة التنازل والتفريط لم تؤد إلى اعتراف العدو بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، لقد جربت القيادة الفلسطينية والعرب التنازل عن 78 بالمائة من أرض فلسطين التاريخية، في المقابل رفض العدو الانسحاب من الأرض المحتلة العام 67 واعتبرها أرضاً متنازعاً عليها، وقام باستغلال المفاوضات على مدار عقدين من الزمان لتكريس الأمر الواقع ما مكنه من تهويد القدس وها هو يعمل على تهويد الأقصى، وقد استولى على أكثر من 65% من أرض الضفة الغربية المحتلة.
    باختصار... ندعو الرئيس الفلسطيني ألا يتنازل عن الثوابت الفلسطينية، وأن يقتدي بموقف الرئيس الشهيد عرفات في كامب ديفيد عندما قال "لا " كبيرة لأميركا.

    اتهامات باطلة تخدم الاحتلال
    حسن أبو حشيش / فلسطين اون لاين

    لا أدري لمصلحة من الزج بحركة حماس في الخلافات الداخلية المصرية, ومن هو المستفيد من اعتبار المقاومة وقطاع غزة وحكومتها وشعبها جهات معادية تستوجب المقاضاة والمحاكمات. أن نستمع لهذا الكلام المُسيء للمقاومة من الاحتلال وأبواقه وإعلامه وتياراته في المنطقة فهذا شيء طبيعي، ولا مشكلة به، فهو الاحتلال والعدو الغادر والماكر والخصم.. لكن أن نسمعه من أشقاء عرب, ومن أبناء الجلدة, ومن أبناء الوطن, ومن أبناء الدين فهذه اللطيمة والكارثة, وهذا الانحدار بعينه في القيم الوطنية, وفي أصول العروبة والإسلام, والعلاقات الإنسانية.
    ما يحدث في مصر الشقيقة من استمرار الحملة التحريضية ضد الشعب الفلسطيني, ومن شيطنة المقاومة الفلسطينية, ومن زجها في قضايا خيالية, وربطها بخلافات مصرية داخلية.. يُعتبر زرعاً لبذور الفتنة, والوقيعة بين أبناء الأمة, وطامة كبرى للترابط القومي والديني, وهو عبارة عن هدية مجانية للاحتلال, الذي يُشاهد المشهد, وتنفرج أساريره, لأنها تُقدم خدمة له عجز أن يُحققها بشكل مباشر عبر الحروب والعدوان والحصار والإرهاب. إن الروابط بين الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبين الشعب المصري كثيرة وعميقة ومتشعبة, ومتجذرة عبر التاريخ, لدرجة النسب والمصاهرة والتعاون والتكافل, ولدرجة وحدة المشاعر والأحاسيس, فالدم والعرق والجهد المصري مجبول بالأرض الفلسطينية, والدم والعرق والجهد الفلسطيني مجبول بالأرض المصرية. وامتدادات البحر والبر والجو قوية ومتواصلة بين الشعبين وبين البلدين ..
    لمقاومة الفلسطينية التي يتم اتهامها الآن بأنها جهات معادية, هي من رفع رأس العرب عاليا, وهي من أعادت للكرامة العربية مكانتها, وهي الحصن الأول الذي يدافع عن الدول العربية وأولها مصر الشقيقة, فإذا انهارت ستكون أطماع الاحتلال الصهيوني مباشرة في قلب القاهرة عمان ودمشق والرياض ودبي والكويت والدوحة وطهران وإسطنبول..
    إن الاتصال مع المُقاومة بقيادة حماس ورموزها شرف كبير, وواجب ومسئولية, تتطلب المزيد والعمق والترجمة إلى عمل ودعم مادي, ولم ولن تكون تهمة وجريمة تتطلب المحاكمة والسجن والتحويل للجنايات. فتقديم الرئيس المصري محمد مرسي وقيادات مصرية للمحاكمة بتهمة التخابر مع حماس تتطلب مراجعة الملف كاملًا وتقديم كل من تخابر مع حماس قديما وحديثا, فلابدَّ من محاكمة شيخ الأزهر والمرحوم الوزير عمر سليمان, وعمرو موسى وحمدين صباحي ومصطفى بكري.. والقائمة تطول من المتهمين, ولابدَّ من تجريم الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي وأمير قطر الوالد والابن, ورئيس الإمارات العربية, ووزير خارجية المملكة السعودية, وأمين عام منظمة العالم الإسلامي إحسان أوغلو, ورئيس وزراء تركيا أردوغان, ووزير خارجية روسيا..
    لأن هؤلاء كلهم تخابروا مؤخرا مع إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني الذي يمثل حماس ومقاومتها في غزة. ألا يكفي ما تعانيه غزة من حصار وعدوان ومؤامرات؟، إلى ماذا يريد أن يصل من يقف وراء هذا الفكر ؟...ما لكم كيف تحكمون , ما لكم كيف تنظرون, ما لكم كيف تتهمون, ما لكم كيف تُسيئون..؟! نجدد أن هذه الاتهامات لا تخدم إلا الاحتلال الصهيوني الذي يصفي حسابات مع المقاومة ومع حماس.


    "الطباخ و"المفجوع"
    وسام عفيفة / فلسطين الان

    يجيد الساسة والزعماء العرب والقيادات الفلسطينية الأكل ولا يجيدون الطبخ والنفخ, ولم يتعلموا بعد سنوات أن يأكلوا مما يطبخون, رغم كل الذي تسمموه, وسمموا بها شعوبهم باعتبارها وجبات غربية فاخرة.
    وعلى مدار عقود مضت كانت معظم المؤامرات والمبادرات والانقلابات والانتخابات تحضر في المطابخ الأمريكية والغربية, والسوفيتية, ويتولى "شيفات" مخضرمون تزيين طاولات طعام الزعامات التي تميزت بـ"الفجع", والنهم, ودناءة النفس, والشراهة, وظلت تأكل حتى أصيبت بالتخمة السياسية, وتصلب شرايين الديموقراطية, والجلطات الوطنية.
    وهكذا أصبح "شيفات" المطبخ الامريكي والغربي مفروضين على منطقتنا أمثال: مهندس السياسة الأمريكية هنري كيسنجر وخلفاؤه: فيليب حبيب, وكولن باور, ودنيس روس, وكونداليزا رايس, والبريطاني توني بلير, والنرويجي تيري لارسون, والروسي سيرغي لافروف.
    ولأن المنطقة لم تتعود ان تطبخ بنفسها, وفي ظل الجوع الشديد للحرية, أصبحت الشعوب والثورات, والأنظمة, المعارضة والسلطة, تعض وتهبش في بعضها, وأصبحت الدماء المشروب اليومي في الشوارع العربية.
    القضية الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير والسلطة أكثر من "طفح" طبخات بنكهة التسويات السياسية, ولازالوا.
    حتى المبادرة العربية التي اعتقدنا أنها طبخة عربية والشيف سعودي, اتضح انها ليست كذلك, وحكايتها كما يرويها الصحافي الأمريكي الصهيوني توماس فريدمان:
    إنه كان يبحث في كواليس اجتماع منتدى دافوس السنوي، الذي تستضيفه مدينته نيويورك (يناير 2002م )، عن مسؤول عربي يشاركه أفكاره بشأن التصالح بين العرب والكيان الصهيوني، وبعد محادثات مع اثنين من المسؤولين العرب المنتمين لمعسكر التفاوض (أحدهما مغربي والآخر أردني)، يتوصل فريدمان معهما لفكرة، يعرضها في عموده في صحيفة نيويورك تايمز، ويقرر التوجه للمملكة السعودية لعرضها على أهل الحكم فيها، بعد أن نصحه المسؤولان العربيان بذلك !!
    في منتصف فبراير التالي، يلتقي ولي العهد السعودي، آنذاك (الأمير عبد الله بن عبد العزيز)، وفي الاجتماع المغلق يكتشف عبد الله وفريدمان أنهما يمتلكان الفكرة نفسها، بل يتهم كلاهما الآخر أنه سرق فكرته! وبعد أربعة أيام يكتب فريدمان مقالته المدوية، التي شرح فيها فكرته بعد دمجها مع فكرة الأمير عبد الله، تحت عنوان: "الأمير عبد الله يقترح التطبيع الكامل مقابل الانسحاب الكامل بما في ذلك من القدس".
    ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن, والقادة العرب والرئيس أبو مازن "يتوحمون" على طبخة سلام أمريكية, ورغم أنها "شايطة", و"بايتة", و"حمضانة", الا ان الشيف جون كيري قرر إعادة تسخينها من جديد, مع الحفاظ على مذاق أوسلو, بينما نصحت الدول العربية الرئيس محمود عباس في اجتماع وزراء خارجيتها السبت الماضي في القاهرة: كل وحدك, لدينا ما يكفينا.
    هناك توافق ضمني بين كيري ونتنياهو على طبخ الحصى للفلسطينيين حتى لا يعضوا (الإسرائيليين), وحتى نظل نهبش في بعضنا في الضفة وغزة.



    رفع الحصار بالأفعال لا بالأقوال
    أيمن أبو ناهية / المركز الفلسطيني للاعلام

    حصار غزة المفروض اليوم على الفلسطينيين جريمة بكل المقاييس، ويُصنف الضعف المصاحب لهذا الحصار، والصمت المؤلم على المستويين الإقليمي والدولي أنه كارثة فوق الكارثة؛ فالجرح النازف، والضعف السياسي، والافتراق الداخلي كل ذلك مدعاة للحسرة والألم.
    المشاهد الناطقة داخل القطاع تصور المشهد: مجموعة من النساء والرجال، والشيوخ والشباب، والمرضى والمعوزين يعيشون في ظلام دامس، وشح في المواد الغذائية، ونقص بل انعدام للدواء، جُثث تُحمل، وأخرى تتهاوى، وربما عز الكفن، وأغلقت المقابر، وماذا بعد أن يستصرخ الناس: أنقذونا، ولو بتكفين موتانا، أو بحفر القبور لشهدائنا؟!
    فقد قلت في مقال سابق: إن حصار ما يقارب مليوني إنسان بقطاع غزة وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء، فحين يموت الأطفال جوعًا؛ فأي وضعٍ هذا؟!، هل الأموات هناك فقط أم من يصمت حيال هؤلاء هم الموتى؟!
    فحين يتدنى سقف المطالب ليصل إلى أكفانِ الموتى أو توفير الأسمنت للمقابر، وحين يصرخ الصغار من قلة الخبز، ويموت المرضى من قلة الدواء، وحين تُبلل دموع الشيوخ الثرى وهم يستصرخون إخوانهم لمد يد العون لهم، ويتحسرون على مستقبل أبنائهم وبناتهم؛ فتلك كارثة ربما لم يشهد التاريخ مثلها، وحين تغرق غزة وتنهار المنازل على رؤوس أصحابها و(...) و(...)؛ فتلك مؤشرات على قرب انفجار لا يعلم نهايته إلا الله.
    فدعوة مجلس وزراء الخارجية العرب التي أطلقوها في بيان صدر في ختام الاجتماع الطارئ للمجلس، الذي عقد بمقر الجامعة العربية السبت الماضي، إلى رفع الحصار المفروض على قطاع غزة للعام السابع على التوالي؛ هي من باب رفع العتب من الناحية الأخلاقية إزاء ما أصاب قطاع غزة من أضرار جسيمة جراء المنخفض الجوي.
    إنه الحصار الظالم، ومنطقة الكوارث من الدرجة الأولى في غزة الصامدة، فيمكن أن نقول كل شيء عن حصار غزة، لكن ماذا يمكن أن نُقدم على صعيد الواقع للمحاصرين؟، هكذا يكون التحدي، وهذا هو الذي يقلق العدوَ الغاشم.
    إننا الأمة العربية نستطيع أن نعمل ونتحرك باتجاهات متعددة، على الصعيد الرسمي، والشعبي، وعلى صعيد الإغاثة، والإعلام، وعلى أصعدة إصلاح الجبهاتِ وسد الثغور، وبناء المستقبل، ومد الجسور، نستطيع أن نصنع من المحن منحاً، ومن الآلام آمالاً، ومن الظلمات نوراً، ومن الموت حياة، ومن الخوف أمنًا.
    إن هذه المآسي توقظ الهمم، وتستدعي رصيدَ الأخوة، فكم من غارق في همومه الشخصية فجاءت هذه الكوارث لتوقظ فيه حمية الدين وتشعره بالولاء للمؤمنين!، وهذا مكسب، وكم من مخدوع بأبجديات الغرب، ومكوناته الثقافية وقيمه الحضارية من دعاوى: (الحرية والديمقراطية، ومحكمات العدل، ومجلس الأمن (...) وغيرها)؛ فجاءت هذه المآسي لتمحوها من الذاكرة، وتثبت إرهابَ، وظلمَ، وجور، ولا إنسانية هؤلاء القوم، ولتقود قيمَ حضارتِهم "المزعومة" إلى مزبلة التاريخ وإلى غير رجعة!، فكم تهيئ هذه المصائب والمحن من فرصٍ لوحدة الصف العربي، والفلسطيني خص نص، واجتماعِ الكلمة، وتجاوزِ الخلافات والاتهامات، لاسيما أن الأشقاء يصبحون ويمسون على عدو مشترك لا يفرق بين راية "فتحية" و"حماسية" وغيرها!
    لكنها المرحلية في التنفيذ والأفعال لا الأقوال، فالدول العربية بمقدورها أن تصنع شيئاً لهذا الحصار، فهو لا يمس غزة فقط بل يتأثر به كل الجوار العربي؛ فهو يهدد مستقبلهم ويعكر عليهم أمنهم، ويضعف هيبتهم، وإذا أعطوا بيدٍ شيئاً من المكاسبِ للآخرين فلابد أن يأخذوا ثمنَه أو يزيد باليدِ الأخرى، وإذا كان للغرب مصالح عندهم ينبغي أن يُلوحوا بهذه المصالح، حين يُهدد إخوانُهم وجيرانُهم بالموتِ البطيء.
    إن الأمة العربية بقادتها، وبهيئاتها، ومنظماتها قادرة على صُنع شيء بل أشياء إزاء هذا الحصارِ الظالم، ولا حاجة لاستدعاء منظماتِ الغرب والطوافِ بها لحل المشكلةِ وفك الحصار، ومن يأمن الذئب على غنمه؟!، ومن يتحاكم إلى قاضٍ هو الخصمُ والحكم؟ !
    وإن الإعلامَ العربي له دور كبير ويستطيع أن يصنع الرأي العام، ويحرك المشاعر، ويضبط المسار، فلا نريد إعلامًا هابطًا، إعلاماً يرقص ويغني والأمة تنزف جرحاً، أو إعلاميين لا تعنيهم قضايا الأمة، ولا مستقبل مقدساتها؛ فأولئك أرقام هامشية في إعلام الأمة، وأولئك نسوا الله، ومن نسي الله نسيه الله.

    ثلاثة أعوام على انطلاق الثورات العربية
    أحمد منصور / فلسطين اون لاين

    حينما اندلعت الثورة التونسية في الثامن عشر من ديسمبر من عام 2010 لم يكن أحد يدرك أنها ستكون الشرارة الأولى لثورات عربية ستندلع في دول عربية عديدة ربما تكون بداية لتغيير الخرائط السياسية وربما الجغرافية في المنطقة.
    ورغم السقوط السريع والمدوّي لطاغية تونس زين العابدين بن علي إلا أن ذلك لم يكن يعني على الإطلاق نجاح الثورة التونسية ونهاية عهد الاستبداد والفساد، كما لم يكن يعني سقوط حسني مبارك نجاح الثورة المصرية هي الأخرى.
    ورغم نجاح الشعب المصري في المشاركة بفاعلية في خمسة استحقاقات انتخابية أشعرت كل مصري بقيمته مثل اختيار مجلس للشعب ومجلس للشورى والمشاركة في الاستفتاء على الدستور مرتين وانتخاب رئيس جمهورية إلا أن كل هذه المكتسبات تم العصف بها في انقلاب عسكري أعاد مصر للوراء عشرات إن لم يكن مئات السنين.
    حتى الثورة الليبية التي لم تتمكن من الإطاحة بالقذافي إلا بعد حرب طاحنة ودماء زكية سالت في أرجاء البلاد ومازالت تسيل لم تتمكن هي الأخرى حتى الآن من أن تحقق النصر،أما الثورة السورية فإن مشوارها كما يبدو طويل ورغم نجاح الثورة اليمنية بالإطاحة بعلي عبد الله صالح إلا أن أمور اليمن لم تستقر حتى الآن هي الأخرى، السبب الرئيسي والمباشر لعدم اكتمال نجاح معظم هذه الثورات حتى الآن، هو أن القلة التي كانت تفهم في تاريخ الثورات ودوراتها ووسائل وطرق نجاحها لم يكن يسمع لها أحد.
    واكتفى الثوار في كل هذه الثورات بالإطاحة برؤوس الأنظمة الفاسدة ونسوا أن الجسد كله فاسد يجب تطهيره، فلا يمكن لثورة أن تنجح وجسم الفساد كله قائم بكل أجهزته لاسيما الإعلام والقضاء والعسكر ومنظومة الفساد البيروقراطية في أركان الدولة، وحينما نقول العسكر فإننا نقصد الجيش والشرطة اللذين يعتبران يد الحاكم الباطشة ومستنقع الفساد في الدولة.
    بداية اعتقد السادة أعضاء مجلس الشعب المصري أنهم منتخبون من الشعب وبالتالي فلا أحد يستطيع الاقتراب منهم ونسوا أن أهم التشريعات التي يجب أن يصدروها هو تشكيل محاكم ثورية تطهر كل مؤسسات الدولة من الفاسدين، ونسوا أن جسم القضاء تعفن وجسد الدولة يمخر فيه الفساد, والعسكر يختطفون السلطة والدولة ومقدراتها فقضوا عدة أشهر في تشريعات لا قيمة لها حتى جاءت المحكمة الدستورية التي عين أعضاءها مبارك بجرة قلم فأنهت حلم الشعب دون أن يتحرك أحد بدعوى احترام القضاء .
    بل شارك رئيس المحكمة بعد ذلك في هدم الدستور الذي اختاره الشعب وأصبح شريكا في اغتصاب السلطة ونسوا أن هذه المنظومة الفاسدة كانت يد حسني مبارك الباطشة بأحكام فاسدة وقضايا ملفقة طيلة ثلاثة عقود وأن القضاة كانوا يحالون للتقاعد فور بلوغهم الستين حتى عام 1992 وأن مبارك هو الذي صنع مد السن لإفسادهم، وقد نجح.
    وكذلك حدث في تونس لكن التوانسة إلى حد ما تمكنوا من اكتشاف مؤامرة للعسكر فأطاحوا بقيادات الجيش بقرار رئاسي قبل أن تطيح قيادات الجيش بهم، وكان المنصف المرزوقي أكثر وعياً من محمد مرسي بكثير، كما كان راشد الغنوشي أكثر براجماتية من أعضاء مكتب الإرشاد،الطريق ما زال طويلاً لكن صمود الشعوب هو الذي سيحدد مستقبل هذه الثورات.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 425
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 10:00 AM
  2. اقلام واراء حماس 411
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:14 PM
  3. اقلام واراء حماس 409
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:12 PM
  4. اقلام واراء حماس 408
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:11 PM
  5. اقلام واراء حماس 407
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:10 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •