النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 490

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء حماس 490

    اقلام وآراء
    (490)

    الاربعاء
    25/12/2013


    ماذا قال القناص ؟
    يوسف رزقة / الرأي
    قناص غزة..والخيول خارج الإسطبل
    إياد القرا / فلسطين اون لاين
    تسوية الصراع كما تريدها " إسرائيل " بمساعدة السيسي
    صالح النعامي / الرأي
    السيارات المفخخة والدستور
    عبد الله السعافين / فلسطين اون لاين
    يوم في المجدل
    عصام عدوان / فلسطين الان
    بركان الضفة قادم انتفاضة ثالثة على الأبواب
    بقلم أدهم أبو سلمية / الرأي


    ماذا قال القناص ؟
    يوسف رزقة / الرأي
    الطائرات الصهيونية تقصف مواقع متفرقة في قطاع غزة. مخرجات القصف كانت استشهاد الطفلة ( حلا أبو سبيخة)، وبضع إصابات. تقول المصادر الصهيونية: إن القصف رد على مقتل صهيوني برصاصة قناص فلسطيني.
    القناص أطلق رصاصة واحدة من بندقيته واختفى. القيادة السياسية والقيادة العسكرية في دولة الاحتلال يعتبرون حدث القنص خطيرا، ولأنه كذلك اعتبره قادة الدولة العبرية اختراقا لمفهوم ( الردع ) من ناحية، واختراقا لمفهوم (الأمن المتبادل ) على الحدود مع القطاع من ناحية أخرى.
    (الأمن مقابل الأمن). هذا ما قاله يعلون بعد أن أمر طائراته بقصف مواقع في غزة. المعادلة التي يحاول يعلون تجديد فرضها على غزة مرفوضة من الشعب ومن المقاومة، لأن يعلون يقفز عن الاحتلال، وينسى ان الاحتلال هو السبب الأول والأخير لأعمال المقاومة. لذا فإن معادلة الشعب الفلسطيني تقول: ( لا أمن مع الاحتلال) ، والكرة في ملعب يعلون
    القوة العسكرية، وصورايخ الطائرات لا تجلب الأمن لا للاحتلال ولا للمنطقة، وقد فشلت دول الاستعمار قاطبة في تحقيق الأمن من خلال القوة العسكرية، لذا قررت الانسحاب، ومنحت الشعوب المحتلة حقها في تقرير المصير، ولن تكون اسرائيل استثناء، ولن نقبل ان تكون احتلال دائماً.
    رصاصة القناص لم تخرج عن مفهوم إزالة الاحتلال، بغض النظر عن التوقيت، لأن مقاومة المحتل لا ترتبط بمواعيد معيارية، وإنما ترتبط بالنكاية، وباستبقاء المدافعة بأشكالها المختلفة حية وحيوية. القناص أطلق رصاصة الحرية من قلب الحصار، ليعلن للعالم أن الحصار عدوان قاتل، وأنه لا يمنع الشعب الفلسطيني حقه في المقاومة. وكلما ضاقت وجد الشعب في السلاح والمقاومة ميسرة، ففيه تفريج الكروب، وتنفيس الهموم، وقد جعل الله زرق المؤمن في ظل رمحه.
    في دولة الاحتلال يقولون : إن مقتل الجندي مؤلم، ولا يمكن السكوت عليه، ونسوا أنهم يوميا يقتلون شعبا كاملا بالاحتلال وبالحصار. هم من ظلمهم يعدون قتلاهم، ولا يعدون كم قتلوا من شعب فلسطين، ومن عائلتة القناص ؟! هم يعدون مقتل آحاد منهم عدوانا، ولا يعدون قتلهم لشعب كامل جريمة أو عدوانا؟!
    قد لا يكون مناسبا في الحسابات السياسية أن تخرج المنطقة الى معركة واسعة النطاق في ظل الواقع العربي الممزق، وفي ظل التحولات الإقليمية والدولية المعادية للحق الفلسطيني والعربي، ولكن الانتظار الطويل ليس علاجا، ومن حقنا على العالم أن يسمع شكوانا من الاحتلال ومن الحصار، فإن أعرض عن صوت شعبنا متشاغلا بملفات أخرى أسمعه الشعب صوت الرصاص، لا حبا في القتل، ولكن بحثا عن الحق، وطلبا للحياة كريمة بلا احتلال ، وبلا حصار.

    بركان الضفة قادم انتفاضة ثالثة على الأبواب
    بقلم أدهم أبو سلمية / الرأي
    لم يكن استشهاد سبعة فلسطينيين في مثل هذه الأيام من شهر كانون أول ديسمبر عام 1987م إلا الشرارة التي أشعلت نار الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة"، ولم تكن زيارة شارون للقدس إلا الشعلة التي أشعلت انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م، ومعها أعلنت نهاية عهد من المفاوضات والانهزام.
    سبق انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى سنوات من التصحر حاول خلاله الاحتلال الاسرائيلي تفريغ القضية الفلسطينية من محتواها ودفع الشباب الفلسطيني للانخراط في أمور جانبية بعيداً عن الهموم الوطنية والثوابت. تسابقت قوات الاحتلال والأجهزة الأمنية الفلسطينية التي جاءت في اعقاب اتفاق أوسلو بملاحقة المقاومة وقيادات الفصائل الفلسطينية وزجت بهم في السجون وسخرت كل إمكاناتها في محاولة لوأد نار الانتفاضة لكن الانتفاضة استمرت وحققت جزءً مهماً من أهدافها والتي تمثلت بتحرير أجزاء مهمة من فلسطين.
    لكن ما يميز الانتفاضتين الأولى والثانية ما سبقهما من حالة غليان كانت أشبه بالبركان المتحرك الذي يصارع الزمان قبيل ساعة الانفجار. وكانت شظايا هذا البركان تتطاير هنا وهناك حتى كانت اللحظة التي انفجر فيها البركان في وجه الجميع معلناً ميلاد الانتفاضة الفلسطينية والتي انخرطت فيها كل الفصائل، وكان الشباب هم عمادها الحقيقي ووقودها الملتهب. وما أشبه اليوم بالبارحة فالأحداث المتواصلة في الضفة المحتلة والقدس اليوم تؤكد أن البركان يقترب بشكل متسارع نحو ساعة الصفر وأن لحظة الانفجار باتت قريبة جداً.
    ويبدو أن الجميع وخاصة قادة الاحتلال الاسرائيلي يخشون من هذه اللحظة التي لا يستطيع أحد حتى الآن أن يتنبأ بشكلها ومكانها، لكن الجميع على يقين أنها باتت قريبة، وأن الشباب الفلسطيني هم عمادها ووقودها كما كانوا دائماً. إن ما يحدث اليوم في الضفة والقدس من عمليات إطلاق نار ومحاولات تفجير وطعن بسكاكين يعيد إلي الأذهان البداية الأولى لانتفاضة الحجارة عندما كانت عمليات السكاكين هي الرعب الحقيقي الذي يلاحق الاحتلال في كل مكان.
    ويمكن القول هنا أن الشباب الفلسطيني ومنذ السابع والعشرين من سبتمبر الماضي ومع انطلاق ائتلاف شباب الانتفاضة وضع لنفسه خارطة طريق مهمة نحو هدف يتخوف منه أعداء شعبنا وهو إشعال انتفاضة فلسطينية ثالثة توقف حالة العبث المتواصل بالقضية الفلسطينية وتضع حداً لمفاوضات هزلية تحاول طمس الحقائق وتمييع الثوابت والقفز على الحقوق وقتل روح المقاومة لدى الشباب.
    وسيذكر التاريخ قريباً أن الشباب الفلسطيني كانوا دائماً هم طليعة العمل النضالي والعمل المقاوم، وإننا على موعد قريب مع الحرية والتحرير.

    قناص غزة..والخيول خارج الإسطبل
    إياد القرا / فلسطين اون لاين
    هكذا يبدو المشهد بعد مبادرة المقاومة الفلسطينية أمس وقتل أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي في وضح النهار على حدود غزة، بعد سلسلة تجاوزات من قبل الاحتلال والتي أدت لاستشهاد العديد من المواطنين وازدياد عدد الإصابات على الحدود المحيطة بغزة.
    الرسالة واضحة من المقاومة وهي أن الاستفزازات التي يقوم بها الاحتلال على حدود غزة لن تبقى بدون حساب أو تمر مرور الكرام، خاصة أن عملية قنص الجندي هي عملية احترافية ترجمت عروض المقاومة العسكرية خلال الشهرين الأخيرين والتي أظهرت جزءاً من الأسلحة التي تمتلكها, وأن الاستعراضات العسكرية لم تعد كما اعتقد البعض بأن المقاومة لن تبادر إلى الرد على الاستفزازات الإسرائيلية.
    العملية الثانية خلال مدة قصيرة, تبادر المقاومة للرد على الاحتلال واستفزازاته بعد عملية بوابة المجهول التي أصيب فيها نخبة من وحدة الأنفاق على حدود غزة,عندما حاولت أن تتجاوز الحدود للوصول إلى أحد الأنفاق المكتشفة شرق خانيونس.
    تؤكد المقاومة اليوم أنها على استعداد للتصدي لأي اعتداء وليس ذلك فحسب, بل هي مبادرة بالرد بطريقتها على تجاوزات الاحتلال, وإن صمتها لن يطول ويجب أن تكون الصورة واضحة أن مبادرة المقاومة هي رد حساب لتجاوزات الاحتلال الذي يمارس القتل والتدمير اليومي على حدود غزة.
    الخيول خارج الإسطبل، حال المقاومة اليوم في غزة، حيث أصبحت لديها مبادرات ورؤية واضحة في مواجهة الاحتلال، والأمر ذاته ينطبق على الضفة الغربية وقناص الخليل الذي لم يعثر عليه حتى اليوم، بل أصبح الأمر موحدا ومشتركا، وإن أراد الاحتلال أن يربط غزة مع الضفة الغربية ويقوم بتوجيه الاتهامات للمقاومة في غزة بأنها تقف خلف العمليات الأخيرة لتبرير عدوانه وإيجاد الهدف في غزة بعد أن عجز في الضفة الغربية.
    إننا مقابل مشهد واضح وهو أن المقاومة لها أهدافها ووسائلها التي تتطور يوما بعد يوم، ويدعوها لأن تحتاط لأي رد احتلالي يمكن أن يوقع الخسائر في صفوفها,أو إيقاع الخسائر في صفوف المدنيين كما حدث أمس ,لاعتقاد الاحتلال أن ذلك يساهم في الضغط على المقاومة لمنع الرد على العدوان.
    المواجهة مضبوطة في هذه المرحلة لأسباب ترتبط بالاحتلال لكن يخطئ الحساب بين الفترة والأخرى لأن المقاومة لها الحسابات الخاصة والتي تدخلها في دائرة العمل المقاوم المخطط له والهادف.

    يوم في المجدل
    عصام عدوان / فلسطين الان
    وصل لواء من المقاومة الفلسطينية من غزة إلى مدينة المجدل المحتلة. لم يكن أحد يتوقع ذلك، ولم يخطر ببال جيش العدو اليهودي أن المقاومة تفكر مجرد تفكير في أمر كهذا. انتشر أفراد اللواء في أحياء وشوارع مدينة المجدل كأنهم يعرفونها حق المعرفة. صدرت لهم الأوامر بالسيطرة على كل البنايات العالية والتعامل مع سكانها كرهائن. وما هي إلا دقائق لم تتجاوز ربع الساعة حتى أصبحت كتائب المقاومة تسيطر على كل البنايات الشاهقة وتتمترس فيها وتنصب بنادق القنص والصواريخ المطورة محلياً من فوق أسطحها، بعضها موجه ضد الطائرات المحتمل أن تنزل قوات المظلات، وبعضها موجه نحو شوارع المدينة تحسباً من مرور مدرعات ودبابات وقوات مشاة إسرائيلية. بعض الصواريخ وُجِّه نحو المنشآت الاستراتيجية في المدينة لتدميرها إذا صدرت الأوامر بذلك.
    المقاومة الفلسطينية لم تكن يوماً بمثل قوة العدو اليهودي المدعوم عربياً ودولياً. وهي تحصل على سلاحها بشق الأنفس وبتبرعات بعض المحسنين هنا وهناك، ويتم تهريبها عبر الحدود مع مصر. وقد تعرض تسليحها لأزمة كبيرة منذ أن دمرت مصر الأنفاق التي تربطها بقطاع غزة في عام 2013م. منذ ذلك الحين والمقاومة تتجه لتطوير قدراتها القتالية والتسليحية ذاتياً، فاستطاعت أن تطور صاروخ (م75) ليصبح أطول مدىً وأكثر دقة وأكبر تفجيراً. وطورت أجهزة اتصالاتها بحيث لا يمكن للعدو اختراقها أو رصد إشاراتها. وطورت استحكامات ووسائل رصد وأدوات قتالية ودفاعية. ووضعت المقاومة نظاماً جديداً للتدريب يعتمد العقيدة الهجومية بجانب الدفاعية وعدم الاقتصار على العقيدة الدفاعية. لقد حفز الحصار المصري المقاومة على تحدي الظروف وابتكار وسائل لا يتقنها ولا يجاريها العدو رغم تفوقه العسكري.
    لقد أحسن العدو وسلطة أوسلو والنظام العربي والدولي أن فرض حصاراً مشدداً على قطاع غزة وحكومة المقاومة، ولم يفتح أمامها العالم لتتلوث أفكارها بمنطق الهزيمة والخضوع والتعايش السائد في معظم الدول، فاحتفظت بكرامتها وبهمة المقاومة وبمنطق العداء وعدم التعايش مع العدو المحتل. لقد كان الحصار الخطوة الأولى نحو بناء مشروع تحرير فلسطين. وأدت سياسات سلطة أوسلو واتفاقها المعترف بيهودية (إسرائيل) وتصفية الثوابت الفلسطينية إلى تعزيز مكانة حكومة المقاومة في غزة حيث مثَّلت رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني برمته. وفي الوقت الذي ظن فيه العدو وحلفاؤه في المنطقة بأن الخناق قد أطبق على غزة بعد وصول النظام الانقلابي للحكم في مصر وشرعنته، كانت المقاومة تحضِّر لعملية تاريخية وغير مسبوقة على الإطلاق.
    جاءت سيطرة المقاومة على مدينة المجدل المحتلة في محاولة لإفهام العدو أنه ما من شيء يقف في طريق المقاومة، وأن التحرير قادم، وأن المقاومة لن تسمح بخنقها. لقد كانت شروط المقاومة للانسحاب من المجدل: رفع الحصار البري والجوي والبحري نهائياً عن غزة، وتعهد مصر بعدم إغلاق معبر رفح للبضائع والأفراد نهائياً، وتركه يعمل على مدار الساعة وطوال أيام السنة دون توقف أو اعتراض على سفر أحد، وتنظيم ذلك مع حكومة غزة باتفاقية ثنائية. ووقف أي تعديات صهيونية على قطاع غزة وعدم الطيران في أجوائه أو الوصول إلى مياهه على مدى عشرين ميلاً لمدة عامين. وتأمين انسحاب لواء المجدل بضمانات دولية، وبتهديدها بتفجير مدينة المجدل إذا ما اعترضت (إسرائيل) طريق انسحابهم. وقد كانت المقاومة قد نشرت قنابل قابلة للتفجير عبر اتصال هاتفي في مناطق كثيرة من المجدل، بحيث تستخدمها إذا مست (إسرائيل) بلواء المجدل أو أحد أفراده.
    نجحت المقاومة في لي ذراع العدو، وفرضت شروطها، وحررت القطاع نهائياً من حصار لازمه لثماني سنوات عجاف، وأثبتت قدراتها الهجومية التي استخدمت بعضها، ورفعت منسوب الأمل لدى الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية بعد سنوات طويلة من الخضوع والتراجع، فكان لخطوة المقاومة هذه ما بعدها، حيث أججت مشاعر الأمة العربية وهبّت مجدداً تنشد الحرية والكرامة في جولة ربيع عربي أكثر أملاً بمستقبل مشرق مع مقاومة تتحدى صلف العدو وتمرغ أنفه في التراب. إن شاء الله

    تسوية الصراع كما تريدها " إسرائيل " بمساعدة السيسي
    صالح النعامي / الرأي
    يبدو بشكل جلي وواضح أن هناك علاقة وثيقة بين الحرب التي تشنها حكومة الانقلاب في مصر على قطاع غزة ومقاومته وبين السعي نحو تحقيق تسوية سياسية للصراع مع الصهاينة يحقق المصالح "الإسرائيلية". هذا الحكم ليس مجرد تحليل، بل هو اعتراف صهيوني واضح وجلي.
    وهذا ما عبر عنه زعيم المعارضة في الكنيست الصهيوني إسحاق هيرتزوغ، الذين لم يتردد في إبدائه "الإعجاب" بالجهود التي يقوم بها السيسي من أجل التمهيد نحو التوصل لتسوية سياسية تحقق الخطوط الحمراء " الإسرائيلية " عبر ممارسة الضغوط والحصار على حركة حماس. ومن اللافت أن هيرتزوغ الذي يحظى بصفته زعيماً للمعارضة على "إطلاع أمني سري" من دوائر صنع القرار في تل أبيب، قد اعتبر جهود السيسي في الضغط على حماس مهمة جداً في تهيئة الظروف لتحقيق تسوية مريحة للكيان.
    ويهدف تحرك السيسي، كما يقول هيرتزوغ إلى مواجهة حركة حماس بكم كبير من المشاكل والتحديات لدرجة تجعلها غير قادرة على إبداء معارضة قوية لتسوية للصراع تحقق مصالح الكيان الصهيوني. ومن الواضح أن النخب الصهيونية تعي تماماً أنه لا يمكن التوصل لتسوية سياسية طالما ظلت حركة حماس متمسكة بمواقفها الحالية، حيث أن تحقيق التسوية يتطلب أولاً حسم التمثيل الفلسطيني في كل الأماكن التي يتواجد فيه الفلسطينيون، وضمنها قطاع غزة والشتات، وهذا ما يعبر عنه الصهاينة بشكل علني. ومن الواضح أنه طالما تمكنت حركة حماس من إدارة شؤون قطاع غزة بشكل مريح، فإنها ستتفرغ للاهتمام بشكل أكبر بما قد يقدم عليه رئيس السلطة محمود عباس، هذا على الأقل ما يفكر به الصهاينة والأنظمة الرسمية العربية.
    أية دولة؟
    المفارقة أن الجهود التي يبذلها السيسي من أجل تهيئة الظروف لاتمام تسوية بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية لا تضمن في الواقع ولادة دولة حقيقية. أإن نظرة بسيطة لما ورد في خارطة الترتيبات الأمنية التي حملها مؤخراً وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لعباس ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو تؤكد ذلك. ففي الواقع تحول الترتيبات الأمنية الدولة الفلسطينية العتيدة إلى مجرد إدارة مدنية وكيان مسخ يخضع لسلطة الاحتلال المباشرة بدون أي شكل من أشكال السيادة، حيث أن هذه الترتيبات تبقي في أيدي " إسرائيل " 57% من أراضي الضفة الغربية.
    وحسب الخارطة، فإن " إسرائيل " ستواصل الاحتفاظ بـمنطقة غور الأردن التي تشكل 30% من الضفة الغربية، والقدس الكبرى والأراضي التي انتزعها جدار الفصل العنصري التي تمثل 17%، والكتل الاستيطانية التي تشكل حوالي 10% ". وم الواضح أن أية دولة فلسطينية ستنشأ في الضفة الغربية ستكون عبارة عن ثلاث كانتونات وجزيرة، كانتون في الشمال يضم منطقة نابلس وشمالها، وكانتون في الوسط يضم منطقة رام الله، وكانتون في الجنوب، بالإضافة إلى تحويل أريحا إلى مجرد " جزيرة " في بحر من المستوطنات اليهودية. ولا حاجة للتذكير طبعاً بتداعيات المشروع الاستيطاني التهويدي " E1 " الذي يصل القدس المحتلة بمستوطنة " معاليه أدوميم "، والذي يفصل وسط الضفة الغربية عن جنوبها، أي أن الدولة الفلسطينية العتيدة ستكون دولة بدون تواصل جغرافي. ومن الواضح أن خارطة " كيري " تضفي شرعية على عمليات التطهير العرقي التي تقوم بها " إسرائيل " ضد الفلسطينيين الذين يقطنون منطقة " غور الأردن "، والقبائل البدوية التي تقطن في محيط مشروع " E1 ". إلى جانب ذلك، كله، فأن خطة " كيري " تنص على نزع كل معالم السيادة من الدولة العتيدة، فهذه الدولة لن يكون بوسعها السيطرة على الحدود مع الأردن، وضمن ذلك المعابر الحدودية، ولن تكون ذات قدرة على التصرف بالأجواء، علاوة على أن علاقاتها الدولية ستكون محكومة بهواجس " إسرائيل " الأمنية، بمعنى أنه لن يكون بوسعها إقامة علاقات مع دول أجنبية لا تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني.
    توظيف ورقة الأسرى
    وفي الوقت الذي يتولى السيسي مهمة الضغط على حماس، فإن كيري يتولى مهمة الضغط على عباس، من خلال التلويح بعدة أوراق، منها المساعدات المالية وورقة الأسرى. فبعد أن تم الإعلان عن إن " إسرائيل " ستقوم بإطلاق سراح 48 أسيراً ممن تم اعتقالهم قبل التوقيع على أوسلو، فقد هدد كيري عباس بأنه لن يتم مواصلة الإفراج عن هؤلاء الأسرى في حال لم يعلن قبوله بخارطة الترتيبات الأمنية، والمفارقة أن كيري عاد في زيارته الأخيرة للمنطقة ليؤكد أنه سيتم الإفراج عن هؤلاء الأسرى. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي جعل كيري يغير رأيه، فهل بالفعل وافق عباس على مقترح كيري بالتوصل لاتفاق إطار.
    اتفاق بدون انجازات
    المفارقة أن كيري يريد من عباس الموافقة على التوصل لاتفاق إطار، لا يحل في الواقع أي خلاف بين الجانبين، بمعنى أن هذا الاتفاق سيبقي الخلافات على حالها فيما يتعلق بمشكلة اللاجئين والنازحين والقدس والمستوطنات وغيرها، على أن يتواصل التفاوض بشأنها بعد التوقيع على هذا الاتفاق. أن كيري وأوباما يدركان أنه لا يمكن التوصل لتسوية شاملة ونهائية، لأن الشعب الفلسطيني لا يمكنه أن يقبل بحال من الأحوال تسوية تمس بثوابته الوطنية، لذا فهما معنيان بأن تتوصل السلطة و" إسرائيل " لاتفاق يتضمن فقط القضايا التي تم التوافق عليها بين الجانبين، وهي قضايا هامشية.
    إن ما يسعى كيري لتحقيقه يمثل في الواقع سابقة غير معروفة في العمل الدبلوماسي والتفاوضي، حيث أن الفلسطينيين سيكتشفون أن ما تم التوافق عليه هو ما يريح الإسرائيليين فقط. وإلى جانب ذلك، هناك سيل من المطالب التعجيزية التي ليس لها علاقة بالصراع. فعلى سبيل المثال أعلن نتيناهو أنه لن يتم التوصل لتسوية سياسية مع الجانب الفلسطيني قبل أن يتم تفكيك المشروع النووي الإيراني، معتبراً أن تفكيك المشروع النووي الإيراني سيساعد إسرائيل على اتخاذ قرارات " مصيرية " بشأن الصراع مع الفلسطينيين. وإلى جانب ذلك، عاد نتنياهو ليطرح من جديد مسألة الاعتراف بيهودية الدولة، والتي تعني تسليم الفلسطينيين بالتنازل عن حق العودة للاجئين.
    وحتى بالنسبة للأمريكيين، هناك دور لاتفاق جنيف بين إيران والغرب على تحركات كيري الأخيرة. ففي الكيان الصهيوني يرون أن الذي يدفع كيري لتبني المواقف الإسرائيلي هو رغبته في عدم فتح مواجهة جديدة مع إسرائيل في أعقاب الخلاف الذي تفجر بين الجانبين بشأن اتفاق جنيف بين إيران والدول الكبرى. إن الانطباع السائد في تل أبيب هو أن الأمريكيين " لن يتوجهوا للضغط على نتنياهو فيما يتعلق بالتسوية مع الفلسطينيين في الوقت الذي أغضبوه فيما يتعلق بالاتفاق مع إيران ".
    مشاريع استيطانية لخمسين عاماً
    وفي الوقت الذي ينشغل فيه الجميع بالجدل حول المفاوضات، فقد أعلن وزير الإسكان الصهيوني أوري أرئيل عن مخططات لمشاريع استيطانية في أرجاء الضفة الغربية والقدس تستمر على امتداد الخمسين سنة القادمة. وبرر ارئيل هذه المخططات، قائلاً إن إسرائيل ستضم في أية تسوية مستقبلية مناطق " ج "، التي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، منوهاً إلى أن المشاريع الاستيطانية ستقام فوق هذه المنطقة.
    معارضة داخلية
    فعلى الرغم من التنازلات التي يطالب بها كيري الفلسطينيين، فإن وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان لن يسمح لنتنياهو بالتوصل لأي اتفاق إطار مع السلطة. اللافت أن المفاوضات تجرى في الوقت الذي لا تعترف فيه " إسرائيل " باحتلالها للأراضي الفلسطينية. فقد سخر وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان من وصف الضفة الغربية بأنها " محتلة "، في كلمة ألقاها أمام مؤتمر " صبان " بواشنطن، حيث قال: " من يصف وجودنا في الضفة بالاحتلال يتجاهل حقائق التاريخ، التي تؤكد أن هذه الأرض تعود لنا ". ولم يقف ليبرمان عند هذا الحد، بل أنه زعم أن السلطة الفلسطينية ستسقط في نفس اليوم الذي ستنسحب فيه إسرائيل من الضفة الغربية. ولا يختلف وزير الحرب موشيه يعلون، عن ليبرمان، حيث يؤكد " استحالة " التوصل لتسوية للصراع مع الفلسطينيين، زاعماً أنه لا يوجد شريك لإسرائيل في المفاوضات. ليس هذا فحسب، بل إن قيادات في حزب الليكود الحاكم في إسرائيل ترفض التوصل لأي مقترح لاتفاق مؤقت مع السلطة الفلسطينية والانسحاب من أي جزء من الضفة الغربية.
    وقال داني دانون، نائب وزير الحرب الصهيوني: " لن نسمح لكيري بأن يحقق انجازات دبلوماسية على حسابنا، الاتفاق المؤقت يهدد مصالحنا، ولن ينجح كيري في إجبارنا على اخلاء مناطق في الضفة أو الإفراج عن معتقلين فلسطينيين ". وعلى الرغم من الانجازات الهائلة التي تمنحها مقترحات كيري لاسرائيل، فإن دانون يقول: " بعد قليل لن يكون أوباما وكيري في البيت الأبيض لكننا وسنبقى مع المخاطر والأعداء، لذا نحن ملتزمون بالدفاع عن أمن إسرائيل ". المفارقة أن هذه المواقف تصدر عن النخب اليمينية الصهيونية في الوقت الذي يعبر فيه رئيس السلطة محمود عباس عن مواقف متهاونة فاجأت نواب حزب العمل الصهيوني الذين التقوه مؤخراً، حيث أن عباس أبدى استعداده لنزع الدولة الفلسطينية العتيدة من السلاح، ولم يبد اهتماماً كبيراً بقضية اللاجئين والقدس.
    مسرحية هزلية
    لقد أجمل المعلق الإسرائيلي البارز عكيفا الدار وصف جهود كيري، حيث قال أن عملية التسوية التي يعكف كيري على دفعها بأنها " مسرحية هزلية "، واصفاً كيري بأنه مخرج المسرحية. واستهجن إلدار أن يتجنب كيري الالتقاء بالفلسطينيين الذين تقوم سلطات الاحتلال باقتلاعهم من أراضيهم في أرجاء الضفة الغربية، بدلاً من أن يستغرق في بحث الترتيبات الأمنية مع كل من نتنياهو وعباس. وسخر إلدار من اهتمام كيري ببحث الترتيبات الأمنية والحدود مع ممثلي إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بفرض حدود جديدة في قلب الضفة الغربية من خلال المشاريع الاستيطانية التي لا تتوقف. وأشار إلدار إلى أن إسرائيل تقوم بعملية طرد الفلسطينيين من منطقة " ج "، التي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية بشكل ممنهج.
    قصارى القول، هناك محاولة لبيع الوهم للفلسطينيين عبر طرح مبادرة كيري الأخيرة، في الوقت الذي لا تزيد التنازلات التي يقدمها عباس مجاناً الصهاينة إلا تطرفاً وغلواً. ويتضح بشكل جلي الدور الذي تلعبه الأنظمة العربية، سيما الانقلابيين في القاهرة في تهيئة الأجواء للاتفاق الذي لن يرى النور بفعل ترف التطرف الذي بات يتسم به السلوك الصهيوني. إن الولايات المتحدة تختار ممارسة الضغط على الطرف التي ترى أنه الأضعف، في مسعى واضح لاسترضاء الصهاينة.
    لكن مما لا نقاش فيه أن الفلسطينيين لا يمكنهم التسليم بأي اتفاق لا يلي مطالبهم الوطنية، ونظراً لاستحالة التوصل لمثل هذا الاتفاق، فإن الخيار الوحيد هو المقاومة والمقاومة فقط سبيلاً لتحصيل الحقوق الوطنية، هذا ما يتوجب على الفرقاء في الساحة الفلسطينية إدراكه

    السيارات المفخخة والدستور
    عبد الله السعافين / فلسطين اون لاين
    في ضاحية باريسية هادئة، وعلى مائدة إفطار رمضانية، وقبل يومين من الإعلان الرسمي عن وفاة ياسر عرفات، قال وزير خارجية أوروبي مخاطباً مسؤولاً فلسطينياً: لا سبيل الآن لترتيب بيتكم الداخلي في حقبة ما بعد عرفات إلا بالتفاوض مع حماس وإدخالها إلى المشهد السياسي لتجنب قدرتها الهائلة على تخريب كل ما أفرزه اتفاق أوسلو. المسؤول الفلسطيني رد بقوله: لكن " لكي نفاوضهم، لا بد من أن نضربهم"!!.
    تذكرت هذا الموقف فور سماعي بخبر التفجير الدموي في الدقهلية بمصر. في العالم العربي مدرسة أمنية لا أعرف - وإن كان ليس من الصعب أن أعرف- من أين تم استيرادها أو استعارتها. العقليات التي تتلمذت في هذه المدرسة ترى أن الحل السياسي أياً كان شكله أو مضمونه لا بد أن يتفتق من بين خلايا الحل الأمني. وطبيعة الحل الأمني تختلف من مكان لآخر ومن ظرف إلى آخر، إلا أن المكون الأساسي فيه هو دماء البشر وأرواحهم، والتي لا بد من أن تزهق وتهدر لإيصال الرسائل السياسية المبتغاة بقوة ووضوح!!
    في مصر فريقان يتصارعان، أحد الفريقين صاغ دستوره ويريد أن يضفي عليه صبغة القبول الشعبي. الدعوة للتصويت على هذا الدستور تتسم بالحدة التي يمكن ملاحظتها من الإعلانات في الشوارع وأبرزها شعار (نعم للدستور). هذه الإعلانات كما يرى الدكتور محمد العشيري "تصادر حرية أفراد الشعب فى الإدلاء برأيهم بالموافقة أو الرفض بإرادة مطلقة، بل توجههم وجهة معينة، حتى وإن كان في تلك الوجهة صالح البلاد. فإجراء استفتاء ما يعني بداهة إعطاء المستفتين الحرية كاملة دون أي تأثير في اتجاهاتهم، ليحددوا خيارهم دون تدخل"
    هذه الإعلانات حسب ما لاحظ الدكتور العشيري تحاول أن تسوق الناس نفسيا إلى وجهة محددة تريدها الجهة التي فكرت في الإعلانات ومولتها ووزعتها. لا شك أن الحكومة المصرية تعرف تلك الجهة، أو الأشخاص الذين مولوا حملة نشر ذلك الإعلان، لأنهم لابد قد حصلوا على إذنها وموافقتها قبل توزيع اللافتات وتعليقها في الشوارع.
    والطريقة الصحيحة في التصويت الشعبي على مواد دستورية أو قوانين أو سياسات، هو أن نبرز المواد التي يريد من أفراد الشعب الالتفات إليها في إعلانات مختلفة، دون تدخل أو توجيه أو مصادرة للآراء.
    بيد أن الانقسام الواضح في المشهد السياسي المصري يجعل الإقبال الكبير على المشاركة في الاستفتاء على الدستور موضع شك كبير خصوصا إذا أخذ بعين الاعتبار الوضع الأمني غير المستقر بشكل عام. إذن الصراع لا ينحصر فقط في شرعية أو عدم شرعية الدستور المقترح، وإنما في نسبة الالتفاف الشعبي حوله. ومن الطبيعي أن يفكر الطرفان في حسم هذا الصراع كل لصالحه. ويبدو منطقياً الاستنتاج بأن الجهة التي تقبض على مقاليد السلطة السياسية والأمنية قد فكرت بطريقتها في حسم الأمور لصالحها على هذه الجبهة. حادث دموي كبير، يوقع عشرات القتلى والجرحى، ضد هدف يراه الطرف الآخر مشروعاً أو واضحاً في خصومته له.
    من هنا يمكن أن نفهم خروج رئيس الحكومة المؤقت حازم الببلاوي بعد دقائق من تفجير الدقهلية ليعلن أن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية. الرسالة إذن اكتملت: هناك قتل ودماء كثيرة ستسيل، ومن يقوم بها أو يخطط لها هم من يعارضون الدستور، والخيار أمام المواطن هو إما السيارات المفخخة والدماء والقتل، وإما أن يتخلص من مرتكبي هذه الأعمال، وطريقة التخلص هي التصويت على الدستور!!
    في العراق، ترسل الجهة الحاكمة يومياً عشرات الرسائل إلى العراقيين السنة، وإلى الدول المعنية بالوضع العراقي، على شكل سيارات مفخخة تنفجر في الشوارع والأسواق.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 425
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 10:00 AM
  2. اقلام واراء حماس 410
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:13 PM
  3. اقلام واراء حماس 409
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:12 PM
  4. اقلام واراء حماس 408
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:11 PM
  5. اقلام واراء حماس 407
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:10 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •