اقلام اسرائيلي 538
25/1/2014
في هــــــذا الملف
‘علاج جذري’ للصراع
بقلم:شلومو تسيزنا،عن اسرائيل اليوم
أهلا بالحرب القادمة!
بقلم:نحمايا شترسلر،عن هآرتس
صمت اسرائيلي غير عادي إزاء المسألة السورية!
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
الخطوط الحمراء الجديدة في المسألة الايرانية
اسرائيل تتبنى نهجا أكثر واقعية اتجاه الاتفاق النووي مع ايران وتسعى الى التسوية الدائمة
بقلم:نداف ايال،عن معاريف
‘علاج جذري’ للصراع
بقلم:شلومو تسيزنا،عن اسرائيل اليوم
يحاول كثيرون أن يفهموا ما الذي يرمي اليه اصرار رئيس الوزراء نتنياهو على أن يجعل وجود اتفاق مع الفلسطينيين قائما على اعترافهم بأن اسرائيل دولة يهودية. وجواب رئيس الوزراء في هذا الشأن يتلخص بتفسير بكلمتين: ‘علاج جذري’.
بين نتنياهو في هذا الاسبوع للضيفين اللذين زاراه وهما رئيس رومانيا تريان بساسكو ورئيس وزراء كندا ستيفن هاربر أنه استطاع ان يسأل أبو مازن هل سيعترفون بالدولة اليهودية؟ ‘ويبدأ حينها التلعثم’، قال نتنياهو عن رد أبو مازن وفسر ذلك بعد ذلك: ‘هذا هو جذر الصراع وهناك ايضا يوجد مفتاح حله. ليس جذر الصراع المستوطنات وليس جذر الصراع ولم يكن عدم وجود دولة فلسطينية، إن جذر الصراع هو الرفض الدائم للتسليم بوجود دولة مستقلة للشعب اليهودي. إن السلام الحقيقي يوجب اعتراف الفلسطينيين آخر الامر بدولة قومية للشعب اليهودي’.
ويبين نتنياهو من جهته أنه يقصد اتفاقا دائما حقيقيا ينهي الصراع. والعوض عنه كما أعلن أنه مستعد للتوجه الى تنازلات مؤلمة. إن نتنياهو لا يؤمن في هذه المرحلة بأن أبو مازن قادر على التوصل الى اتفاق ويقول ‘ليس هو شجاعا بقدر كاف’.
إن وجود مسار التفاوض مهم لأنه يُمكن من التحادث ويخفف عن اسرائيل في الساحة الدولية ومع الدول العربية، لكن هل يوجد في الحقيقة احتمال للتوصل الى اتفاقات ما؟ اذا اردنا الاعتماد على كلام رئيس الولايات المتحدة براك اوباما فالجواب هو 50: 50.
لماذا يريد رئيس وزراء اسرائيل اعترافا من الفلسطينيين؟ لماذا تحتاج الى اعتراف كهذا منه؟ يسأل كثيرون رئيس الوزراء. ‘هذا الاعلان ليس مطلوبا لنا بل هو ضروري لتبين نيتهم الحقيقية’، يجيب. ‘هل يريدون سلاما حقيقيا أم يريدون الاستمرار في خطة المراحل’؟.
ظهر الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية عند نتنياهو منذ اليوم الاول الذي ذكر فيه حل الدولتين في خطبة بار ايلان. واذا اردنا المقارنة بين التفاوض السياسي واجراء قضائي فان الامر يشبه ‘رفع ستار’. انه اعلان نوايا حقيقي يبين هل ينوي الفلسطينيون المصالحة على موضوعين جوهريين وهما عودة اللاجئين الى داخل اسرائيل وامكانية ان يطلب عرب اسرائيل أو البدو في المستقبل حكما ذاتيا بزعم أن لهم حقا في تقرير المصير.
‘زمن حاسم للقرار’
بين نتنياهو في هذا الاسبوع أنه اذا كان الصراع موجودا منذ نصف قرن، منذ أكثر من 46 سنة، فيجب أن يكون مقرونا بشيء آخر لا بمبدأ الارض مقابل السلام. إن عندنا فهما غير سيء لذلك الشيء لأننا في كل مرة أخلينا فيها ارضا نفذنا بصورة دقيقة مطالب كثيرين في المجتمع الدولي كانت اقتلاع المستوطنات والعودة الى خطوط 1967 مقابل السلام. وقد سلمنا اراضي مقابل السلام لكننا لم نحصل على سلام’، قال.
‘إن هذا الموقف هو الاهم عند نتنياهو’، قال مسؤول سياسي رفيع هذا الاسبوع. ولهذا حينما تبين أن موقف نتنياهو يعارضه رئيس الدولة شمعون بيرس كان الغضب في ديوان رئيس الوزراء على بيرس حقيقيا.
إن الرئيس يقول ذلك الكلام في احاديث يجريها من حين لآخر مع وزراء واعضاء كنيست من عدة كتل حزبية. وبين بيرس أن اصرار نتنياهو هذا ‘من الفضول’ كما عرفه، وقد يفشل التفاوض. وقال أحد المسؤولين الكبار التقى بيرس إنه حتى عرفه بأنه ‘طلب هاذي’.
يبين بيرس في تلك الاحاديث أن ‘دولة اسرائيل عرفت نفسها بأنها دولة يهودية في وثيقة الاستقلال’، ويبين أن ‘الشيء الوحيد الذي يقرر هل تبقى دولة يهودية هو ضمان الاكثرية اليهودية فيها’. ويضاف موقف بيرس في هذا الشأن الى موقف رئيس يوجد مستقبل الوزير يئير لبيد. فقد عرف لبيد في مقابلة صحفية قبل شهر الاصرار على طلب الاعتراف بالدولة اليهودية بأنه ‘سخافة’.
في حين أن لبيد شخص سياسي يعبر عن مواقفه أولا في المجلس الوزاري السياسي الامني وقوته هناك محدودة، فهو واحد بين مجموعة اصحاب قرار، يعتبر الرئيس فوق الشعب وهو ذو تقدير وتأثير في العالم. واسوأ من ذلك أنه سيبقى دائما ‘متآمرا لا يكل’ كما عرفه رئيس الوزراء السابق اسحق رابين تعريفه المشهور. فبدل أن يؤيد موقف رئيس الوزراء في الساحة السياسية بلا تحفظ يرعى سياسة مستقلة ويحاول أن يؤثر باحاديث خاصة من وراء الستار. إن بيرس الذي عُقد على شرفه في هذا الاسبوع في المؤتمر الاقتصادي في دافوس اجتماع خاص لمنحه وسام شرف لعمله من اجل السلام، اصبحت له علاقات باردة برئيس الوزراء.
‘نحن في وقت حرج لاتخاذ القرارات. والبديل عن السلام خطير’، قال بيرس هذا الاسبوع ورأى من هم حول رئيس الوزراء ذلك الكلام جزءا من المحاولة الامريكية للضغط من الداخل تهيئة لاتفاق الاطار. ليس واضحا في هذه المرحلة ما الذي سيشتمل عليه اتفاق الاطار لكن الشيء الواضح أنه يوجد اجماع اسرائيلي على أن الفلسطينيين سيضطرون الى التنازل لاسرائيل في شأن عودة اللاجئين.
اذا تخلى الفلسطينيون عن عودة اللاجئين الفلسطينيين أو اعترفوا بأن اسرائيل دولة يهودية فسيكون نتنياهو مستعدا لأن يقول في اتفاق الاطار أن التفاوض سيقوم على خطوط 1967 مع تبادل اراض تشمل الكتل الاستيطانية. وبحسب ما قاله مصدر سياسي رفيع المستوى، فانه في حديث كان لنتنياهو مع رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت، قال الوزير لرئيس الوزراء إنه ما بقي نتنياهو يعلن ذلك دون أن يؤتى به لتقرر الحكومة فانه لن يترك بسبب ذلك.
داود وجوليات النسخة الكندية
تبين في هذا الاسبوع لعضو الكنيست احمد الطيبي من مصادره في السلطة الفلسطينية أن جون كيري عالم بوجود اشكالية في توقعه أن تتخلى اسرائيل عن وجود اسرائيلي في غور الاردن. ويقترح الامريكيون الآن أن يكون وجود اسرائيلي في الغور فترة يتم تحديدها وأن تقرر اسرائيل بعد انتهائها هل يوجد ما يدعو الى استمرار وجودها هناك.
يمكن أن نفهم من ذلك أنه برغم المواجهة بين وزير الدفاع يعلون وكيري فان الاحتجاج قد تغلغل. فيعلون ومن ورائه جهاز الامن كله غير مستعدين للتخلي عن الغور.
ونقول بالمناسبة إن العاملين مع يعلون استغلوا هجومه السافر على كيري في محاولة لكسب مكاسب سياسية. ففي اليوم الذي نشر فيه تصريحه اهتموا حوله بأن يعرفوا في المعسكر القومي كيف يقدرون وأن يأتوا لتعزيزه.
وفي شأن المستوطنات يبدو ان رئيس الوزراء غير مستعد لاخلاء مستوطنات في المرحلة الاولى، وأن الانطواء في الكتل الاستيطانية المعروفة سيكون مصحوبا ايضا بالحفاظ على ‘اصابع′ في مناطق مهمة تاريخيا لاسرائيل مثل بيت ايل وشيلا والخليل.
يتبين من احاديث مع كل رؤساء الائتلاف الحكومي موقف مفاجيء بقدر ما بالنسبة للقدس. يبدو أن لبيد ولفني وبينيت ونتنياهو بالطبع مجمعون على الحل في القدس، فالجميع يتفقون على أن القدس رمز وأنها مهد الثقافة والتاريخ وأنها عاصمة الشعب اليهودي في الماضي والحاضر. ويبدو أن هذا هو الائتلاف الذي فيه اجماع على وحدة القدس، فبعد أن اقترح رئيسا وزراء اهود اولمرت واهود باراك تقسيمها، يبدو أن هذه الحكومة نجحت في أن تغير قواعد اللعب.
فاجأ رئيس وزراء كندا هاربر في هذا الاسبوع وزراء الحكومة والضيوف حينما حضروا المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نتنياهو في القدس. فقد سئل هاربر مرة بعد اخرى عن سياسة اسرائيل الاستيطانية فأجاب: ‘لست هنا لانتقد اسرائيل’. وإن ايضاح هاربر بأن اسرائيل ما زالت داود وأن العالم العربي هو جوليات، قد علم الاسرائيليين درسا في الصهيونية.
‘أرى أنهم أمس في السلطة لم يطلبوا إلي أن أعلم السلطة وأنتقدها في شأن حقوق الانسان أو كل شيء آخر’، بين هاربر، ‘وحينما أكون في اسرائيل يُطلب إلي أن أُعلم اسرائيل بعلامة. وحينما أكون في السلطة يُطلب إلي أن أنتقد اسرائيل، وفي اسرائيل ايضا… اعتقد أنه يجب أن نتعلم من تجربتنا في كندا، وعندنا تجربة صالحة بقدر كاف، لتقبل أناس ذوي خلفية مختلفة وثقافات مختلفة فهذا هو الـ دي.ان.إي لدولتنا.
‘إن الدرس الذي تعلمناه هو أنه حينما تعتبر جهة ما اقلية صغيرة في العالم فيجب ان تخرج من طورك كي تحتضنها كي لا تكون معرضة للانتقاد، وهذه هي الاخلاق الكندية. وهذا هو السبب الذي يجعل كنديين كثيرين يتفهمون التوجه الذي نأخذ به والذي لا يمنعني من محادثة حكومة اسرائيل وحكومة السلطة في امور نتفق عليها واخرى لا نتفق عليها، وأن نعبر عن الفروق في التوجهات بيننا. إن الحديث عن هذه الامور بصورة خاصة أكثر مردودا’. قال هاربر.
إن هاربر الذي طار في هذا الاسبوع في مروحية من القدس الى الشمال حيث زار اماكن مقدسة للمسيحية اضاف انه فاجأه أن يرى خصر اسرائيل الضيق، وقال إن ذلك علمه أن ‘كل مطالبكم الامنية واضحة. فالمسافة هنا من الطرف الى الطرف المقابل ضربة لكم’، قال ملخصا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أهلا بالحرب القادمة!
بقلم:نحمايا شترسلر،عن هآرتس
ضربنا بنيامين نتنياهو بالاسواط ونفتالي بينيت بالعقارب. فقد درج نتنياهو على القول ان لا صلة بين وضعنا السياسي ووضعنا الاقتصادي ويمكن لنا أن ننمو حتى دون اتفاق مع الفلسطينيين. اما بينيت فالتف عليه بسهولة. وهو يقول ان انعدام الاتفاق افضل من الاتفاق وان الاقتصاد الاسرائيلي نما وترعرع بالذات عندما وقفنا صامدين امام الفلسطينيين ولم نتنيازل عن شيء، ‘الدولة الفلسطينية ستحطم الاقتصاد الاسرائيلي’، قال متوعدا.
أقواله هذه هي جزء من الكفاح الذي يديره ضد مئة من رجال الاعمال الذين نشروا نداء لتحقيق الاتفاق: ‘العالم بدأ يفقد الصبر، والتهديد بالعقوبات على اسرائيل يتصاعد كل يوم… اذا كانت اسرائيل تريد مستقبلا افضل واستمرار النمو، فاننا ملزمون بالوصول الى اتفاق’.
انهم يعرفون ما يقولون. ففي الاشهر الاخيرة طرأ تفاقم جوهري في المقاطعات والعقوبات التي تفرض علينا من جانب دول، شركات، مؤسسات ومنظمات مستهلكين. ‘وهم يخشون على اعمالهم التجارية وعلى الجمهور ان يخشى من الركود، البطالة والازمة الشديدة.
ان انتهاك العقود مع شركات اسرائيلية، سحب استثمارات والغاء صفقات اصبحت ‘النبرة السائدة’ في اوروبا. وتتصرف الحكومات على هذا النحو، وكذا صناديق الاستثمار والشركات الخاصة. وتقطع مجالس الادارة العلاقات التجارية مع شركات اسرائيلية لها صلة ما بالاعمال في المناطق، بدعوى ان الاحتلال يتعارض مع قيم الاخلاق والعدل.
ولكن بينيت لا يتأثر. وهو لن يخضع للاغيار ‘اللاساميين’. وهو سيعلم اوروبا درسا ويتركها للاهات، حتى قبل أن تتركه. المانيا، فرنسا وايطاليا ترتعد خوفا.
لا يهمه أن اوروبا هي شريكنا التجاري المركزي، ولا تؤثر فيه كل اتفاقات البحث والتطوير، العلوم والتعاون. لا مشكلة له في أن يلقي باوروبا الى سلة المهملات وينتقل الى الصين والهند وكأنهم هناك ينتظرونه مع اتفاق ‘هورايزن 2020′ على عجل.
ولكن ذروة بينيت هي في القول ان وضعنا الاقتصادي كان الافضل عندما لم تكن اي مسيرة سياسية. ينبغي ان نذكره باتفاق اوسلو في ايلول 1993 الذي غير تماما وجه الاقتصاد الاسرائيلي، الاتفاق الذي خلق نموا مذهلا من 7 في المئة مع انخفاض حاد في البطالة. المقاطعة العربية الغيت، وتحولت اسرائيل من دولة منبوذة الى دولة مطلوبة. وفود من ارجاء المعمورة غمروا الاقتصاد، ومركز المعارض في حدائق المعارض في تل ابيب انهار تحت عبء المؤتمرات الدولية. شركات دولية تنافست في ما بينها من منها ستستثمر هنا افضل، واجمالي الاستثمارات في الاقتصاد ارتفع من 200 مليون دولار في السنة الى 5 مليار! للمرة الاولى في تاريخ الدولة وصلت الى هنا وفود رسمية من اليابان، اندونيسيا والهند. وفي المرة الاولى، شركات كبرى مثل نستلة يونيلفر، دنونه، بابسيكو، كابل آند وورلز، كامبرلي كلارك ومكدونلز استثمرت في اسرائيل. ومصانع افتتحت، مجمعات تجارية بنيت، والاقتصاد صار يغلي بالنشاط.
دول عديدة استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل. وبعض من الدول العربية فتحت هنا ممثليات اقتصادية: مثل عُمان، قطر، تونس والمغرب. ولكن من ناحية بينيت، كل هذا لم يكن ولم يحصل. كل المعطيات الممتازة هذه لحكومة اسحق رابين شطبت لديه تماما من الذاكرة.
بينيت يتنكر للواقع. وهو لا يريد ان يفهم بان الزمن يعمل في طالحنا. كل يوم يمر مع الاحتلال يمس بمكانتنا في العالم الى أن يخضع الرأي العام الزعماء ويجبرهم على ان يفرضوا علينا المقاطعة والعقوبات على نمط جنوب افريقيا. دون خطوة تاريخية، دون قفزة كبيرة، سنواصل التدهور في المنحدر السلس الى أن نحصل على انتفاضة ثالثة، صواريخ على وسط البلاد، ومقاطعة عالمية كله معا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
صمت اسرائيلي غير عادي إزاء المسألة السورية!
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
مؤتمر جنيف الثاني، الذي جاء للمساعدة في ايجاد حل للازمة في سوريا انعقد بداية’ في بلدة مونتريه السويسرية. مؤتمر مهني تقرر مسبقا منذ زمن بعيد، ترك الفنادق في جنيف في اشغال كامل واليوم فقط سينتقل مندوبو اكثر من’ 30 دولة مشاركة في المؤتمر الى المدينة التي تحققت فيها في تشرين الثاني تسوية مؤقتة لمشكلة مدنية مشتعلة اخرى: المشروع النووي الايراني. ايران نفسها اضطرت للتنازل عن مشاركتها، بعد ان تراجع الامين العام بان كي مون بضغط امريكي عن الدعوة’ الرسمية لطهران. ومع ذلك، واضح أنه في نظر الغرب، في سوريا، مثلما في مسألة النووي، تحولت ايران من قلب المشكلة الى جزء من الحل.
‘ الرئيس الامريكي، براك اوباما ألمح بذلك في مقال واسع نشر في بداية الاسبوع في مجلة ‘نيو يوركر’. فقد اعترف اوباما بانه شعر بانه ‘ملاحق’ كنتيجة للوضع في سوريا، ولكنه في نفس الوقت قال انه منسجم مع قراره الامتناع عن التدخل العسكري هناك، ورسم بحذر على مسمع من محرر المجلة دفيد ريمنك الطريق البطيء للحل في سوريا: ‘سيتعين علينا العمل مع الدول التي استثمرت الكثير في ابقاء نظام الاسد في الحكم الروس والايرانيين’، اعترف. سنوات الحرب الاهلية الثلاثة في سوريا وصفها بانها ‘معركة وحشية بين نظام مستعد لان يفعل كل شيء كي يبقى وبين معارضة منقسمة وغير منتظمة’. وغاب عن المقابلة كل نداء للبيت الابيض لتغيير الطاغية السوري.’
‘ وزير الخارجية الامريكي جون كيري، مندوب الرئيس في المؤتمر، حافظ على القليل من الجمر عندما ضمن في خطابه أول امس مطلب عزل بشار الاسد. يبدو كيري دوما كمن يوجد في درجة واحدة اعلى، اكثر حماسة، من رئيسه في كل مسألة اقليمية، من سوريا وحتى الفلسطينيين. ولكن دعوته هذه المرة بدت مثابة ضريبة لفظية. فقد تسلمت الولايات المتحدة عمليا ببقاء الاسد ما ان فرضت عليه الى جانب روسيا، في آب الماضي نزع السلاح الكيميائي بعد مذبحة المدنيين قرب دمشق. وحتى الان انهى النظام ازالة 27 طن من المواد الفتاكة من اصل نحو 1.200. ليس للاسد ما يسرع اليه: فالنزع الحذر والمتدرج للسلاح الكيميائي يوفر له نوعا من بوليصة التأمين من التدخل الدولي المنسق ضده.
‘
‘ الخيار بين الاسد والقاعدة
‘
في الجلبة التي تدور على الحدود الشمالية تحافظ اسرائيل على هدوء غير عادي. ففي الخطاب بمناسبة اليوبيل لكلية الامن القومي في بداية كانون الثاني ألمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالهجمات الجوية المنسوبة لاسرائيل ضد القوافل التي تحاول نقل السلاح النوعي من سوريا الى حزب ا لله. وباستثناء ذلك يركز نتنياهو على الثناء الذاتي في عجائب الديمقراطية الاسرائيلية، في ظل المقارنة بما يجري في دمشق، بينما النواب العرب يشتكون من الاسكات والظلم. ولكن اي بشرى تتوقعها اسرائيل من سويسرا وماذا تريد ان يحصل في سوريا؟
‘ من الصعب ان نحصل اليوم على جواب مباشر في القدس على هذا السؤال. الدعوات المباشرة لاسقاط الاسد اختفت من القاموس منذ قبل بضعة اشهر. في 2013 كان لا يزال يتحدث النائب في حينه افيغدور ليبرمان، الوزير يوفال شتاينتس والسفير المنصرف في واشنطن مايكل اورن، عن الحاجة الى تغيير الحكم في دمشق. ولكن احداث الاشهر الاخيرة في سوريا، وعلى رأسها سيطرة المنظمات المتماثلة مع القاعدة على أجزاء من اعمال المعارضة في الدولة، غيرت الموقف الاسرائيلي بشكل يشبه ما حصل في واشنطن وفي العواصم الاوروبية. وفي نفس الوقت اثبت نظام الاسد، في ظل ابداء استثنائي لوحشية عديمة القيود، قدرة تمسك بالحكم.
‘ في الخيار بين الاسد والقاعدة، تفضل اسرائيل استمرار القتال (بينما تغدق من بعيد مظاهر العطف الفارغة من المضمون على الضحايا). وحتى لو كانت الامور لا تقال صراحة يخيل انه اذا ما احتدمت المعضلة، فستفضل اسرائيل على الاطلاق الاسد. فتجمع عشرات الاف مقاتلي الجهاد العالمي في الجانب السوري من الحدود في هضبة الجولان ساهم في التغيير التدريجي في موقف اسرائيل.
شريك موضوعي
واستمرت المناوشات بين اسرائيل والمنظمات الفلسطينية في غزة هذا الاسبوع ايضا ولكنها لم تصبح حاليا مواجهة اشد. فمنذ يوم الاحد اطلق صاروخ وثلاثة قذائف هاون نحو النقب، وانفجرت عبوة ناسفة بانجاه دورية للجيش الاسرائيلي كانت تتحرك على طول الجدار الفاصل. وهاجم سلاح الجو اراضي القطاع ثلاث مرات، مرتان منها في عمليتي اغتيال، قتل فيهما نشيطان فلسطينيان واصيب نشيط آخر وفتى ابن 12. لم يسجل رد فلسطيني على هذه الهجمات.
‘ وفي هذه الاثناء اعلنت المخابرات الاسرائيلية عن احباط خطة للمنظمة المتماثلة مع القاعدة في قطاع غزة لتنفيذ عمليات استعراضية كبيرة في نطاق الخط الاخضر. واكثر رئيس الوزراء ووزير الدفاع، كالعادة، من التهديد على حماس بانها ستدفع الثمن اذا ما استمرت النار من غزة. الغارات الجوية التي تستهدف بعضها اهدافا لحماس، استهدفت تذكير المنظمة بمسؤوليتها.
‘ ولكن في الاحاديث لغير الاقتباس يقول الكثير من كبار مسؤولي جهاز الامن اقوالا مختلفة تماما: وكأنهم يدافعون عن حماس، ان لم يكن يعشقونها (تقريبا). فالمنظمة تعرض هناك بصفتها شريكا موضوعيا، بتشجيع موسمي مناسب تهديد مصري وبين الحين والاخر هجوم اسرائيلي سيتعزز حكمها في القطاع، وان كان لهذا الغرض عليها هي نفسها بين الحين والاخر ان تضرب الفصائل الاكثر تطرفا، التي تبقي نار المقاومة لاسرائيل. والارتفاع الحاد الذي سجل قبل اسبوع بنار الصواريخ يعرض في هذه الاحاديث كظاهرة موضعية، تنبع من اعتبارات داخلية لقسم من اعضاء المنظمات الى جانب الوهن المؤقت لقبضة حماس في المنطقة.
‘ من لا يشارك في هذا الانفعال هو جهاز المخابرات الاسرائيلية. مسؤول كبير في الجهاز تحدث اول امس مع المراسلين في اعقاب كشف خطة القاعدة للقيام بعمليات انتحارية في مباني الامة في القدس وفي السفارة الامريكية في تل أبيب اوضح بان حماس تتخذ فقط خطوات محدودة لكبح جماح الفصائل الاكثر تطرفا في القطاع.
نحو 900 من رجال القوة الامنية الخاصة بحماس وان كانت انتشرت على مقربة من الحدود مع اسرائيل لمنع الصواريخ الا انها لم تجري اعتقالات وبالتأكيد لم يقدم أحد الى المحاكمة.
وبشكل مفعم بالمفارقة بعض الشيء، فان ردود الفعل الاسرائيلية المختلفة واحيانا المتضاربة، يذكر بالجدال الطويل عن معالجة السلطة الفلسطينية لارهاب حماس والجهاد الاسلامي، في الضفة والقطاع، في التسعينيات وبعد ذلك في السنوات الاولى للانتفاضة الثانية. يريدون ويستطيعون أم لا يريدون ولا يستطيعون؟ في المرة السابقة، كما يذكر، هذا لم ينته على خير .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الخطوط الحمراء الجديدة في المسألة الايرانية
اسرائيل تتبنى نهجا أكثر واقعية اتجاه الاتفاق النووي مع ايران وتسعى الى التسوية الدائمة
بقلم:نداف ايال،عن معاريف
نبدأ من النهاية: لا يزال رئيس الوزراء نتنياهو يعتقد بان الاتفاق المرحلي مع ايران هو اتفاق سيء، صفقة القرن لطهران وكل تعبير مشابه آخر يمكن أن يتصوره العقل. في القدس يؤمنون بان الايرانيين سينفذون الاتفاق كلمة بكلمة، ولكن ليس لان هذه وثيقة اساسية جدا او لانهم يخافون من الغرب. فقد قال مصدر في القدس ان ‘هذا اتفاق جيد جدا بالنسبة لهم بحيث أن لهم كل مصلحة في تنفيذه بكامله’.
وبعد النهاية، يمكن العودة الى الواقع الحالي. في هذا الواقع، لاول مرة منذ عقد من الزمان، قطع الايرانيون تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المئة. واخرجوا اجهزة طرد مركزي عن الاستخدام وسيواصلون عمل ذلك. واغلقوا اجزاء من منشآتهم النووية واوقفوا تطوير مفاعل المياه الثقيلة في اراك. في الواقع، هذا الاتفاق ادى الى الوقف ربما المؤقت للمشروع النووي الايراني. في هذا الواقع، فجأة، بدت محافل سياسية في القدس اكثر تصالحا تجاه مسيرة جنيف. هم لن يستطيبوا كلمة ‘التصالح’ ويفضلون استخدام ‘الواقعية’.
بدت محافل سياسية رفيعة المستوى في القدس هذا الاسبوع ذات نزعة عملية. ‘اسرائيل تصدرت ثلاثة جهود اساسية رفع موضوع النووي الايراني الى جو الاعمال العالمي. نتنياهو انشغل بذلك بشكل شخصي قبل أن يكون رئيس وزراء، الجهد الثاني كان بالطبع الدفع نحو فرض عقوبات شالة على الاقتصاد الايراني، العقوبات التي طرحتها ادارة اوباما وطبقتها. أما الموضوع الثالث فهو تحديد خط احمر في الامم المتحدة لتخصيب اليورانيوم. وبالطبع فوق كل هذا حام الخيار العسكري المصداق. في كل هذه الجهود حققنا نجاحا ادى في نهاية المطاف بالايرانيين الى المفاوضات’.
يجدر الانتباه الى هذه اللغة. هذه لغة تجيير الانجازات وليس مراجعة الاخفاقات العميقة في التسوية في جنيف. هذه المحافل السياسية تشعر ايضا بثقة كافية كي تشير الى نجاحات الاتفاق مع ايران. وهي تقول: ‘في اعقاب جهودنا وجهود الولايات المتحدة، فان الايرانيين يوجدون الان تحت الخط الاحمر الذي قررته اسرائيل في الامم المتحدة. وهذا يعني انهم لا يخصبون المزيد من اليورانيوم الى مستوى 20 في المئة. ويجدر بالذكر انه عندما كانت العقوبات، حتى عندما كلفت هذه الاقتصاد الايراني 140 مليار دولار، واصلوا التخصيب بالتوازي. اما الان فقد توقف هذا’.
سواء كان تصالحا أم واقعية، فالسطر الاخير واضح: حديث اصحاب القرار في القدس بات ينعدم التعابير القاسية التي عرفناها في الماضي. فلم يعد هذا ‘اتفاق ميونخ الثاني’. ولا يوجد هناك حديث عن استسلام غربي، سذاجة امريكية خطيرة، احتفال في طهران وهكذا دواليك. كل هذا الخطاب تغير بلغة اخرى وهذا ليس مجرد تغيير في النبرة. هذا تغيير في النهج. النهج الجديد يقول، الى هذا الحد او ذاك، ان الان هو الوقت لاعادة بناء العلاقات البناءة مع واشنطن حول ايران. ما كان كان سيئا، ولكن هذا بات خلفنا. بهدوء تام ستحاول اسرائيل الاثبات بان الايرانيين يقومون بعملية خداع عالمية؛ اما في الواقع الدبلوماسي الحالي فهي ستشدد على الانجازات التي حققتها في جنيف وستركز اساسا على السطر الاخير. ‘مثلما كان يقول وزير دفاعنا السابق. الاختبار سيكون فقط اختبار النتيجة. التسوية النهائية مع ايران بشأن برنامجها النووي’. هكذا قال المصدر السياسي الكبير.
الحلم الرطب هو بالطبع ليس تسوية كهذه. الحلم الرطب هو اكتشاف منشأة نووية اخرى تكشف خداع ايران الخطير. وفي اعقاب ذلك، كما يتخيلون عندنا، ستجرى عملية تحول امريكي تام يؤدي الى هجوم امريكي وضرر كثيف لنظام آيات الله. في 1 شباط سيحتفل النظام بـ 35 سنة على الثورة، وحتى الان كل الامال في أن يتحطم بقيت آمال عابثة.
‘ ‘ ‘
هذه الاقتباسات تأتي في توقيت مشوق. فبعد بضعة ايام سيصل الى هنا فيليب غوردون، مستشار الرئيس اوباما للشرق الاوسط برئاسة وفد لخوض حوار مع اسرائيل على المفاوضات مع ايران قبيل التسوية النهائية. وعندما سيصل فانه سيجد القدس ذات نزعة عملية، واقعية وشبه لطيفة ستحاول الاقناع (وعند الحاجة الطلب) بسلسلة من المقاييس المتصلبة للتسوية الدائمة مع ايران.
‘قم يجب بالطبع ان تخلق تماما. لا توجد اي حاجة الى منشأة نووية تحت ارضية. حقول اجهزة الطرد المركزي في نتناز يجب ان تفكك. كل هذه الاجهزة يجب أن تتوقف عن العمل حتى آخرها. المفاعل في اراك بالطبع الا يبنى والا يدخل الى اي حيز عمل في كل سيناريو’. يقول المصدر السياسي. ولكن الامريكيين، كما سُئل، يعترفون منذ الان مبدئيا بحق الايرانيين في التخصيب. والرئيس اوباما قال في منتدى سبان انه يفهم بان الايرانيين سيخصبون اليورانيوم حتى في التسوية الدائمة.
فيرد المصدر السياسي على ذلك فيقول: ‘ثمة بيننا وبينهم فجوات كبيرة جدا في هذا الموضوع. هذا غير مقبول بالنسبة لنا. فلماذا يحتاج الايرانيون الى تخصيب اليورانيوم؟ نحن نفهم بان الامريكيين يتحدثون، ربما عن التوقف التدريجي لتخصيب اليورانيوم يستغرق سنوات. ولكن لماذا يحتاجون للتخصيب على الاطلاق؟ نحن لا نطلب فقط وقفا للتخصيب، بل ونريد أن نرى توقفا للبرنامج البالستي الايراني الذي لا يتحدثون عنه كثيرا، وشل القدرة في مجال مجموعة السلاح والقدرة الايرانية على تركيب منشأة نووية. توجد هنا جملة كاملة’.
هدف القدس مزدوج: ان تعرض مقاييس متصلبة جدا قبيل التسوية النهاية مع ايران، وبالاساس منع انهيار نظام العقوبات الحالي. احباط الاندفاع الغربي والاسيوي نحو صفقات كبرى، استئناف خطوط الطيران الاجنبي والتسكع مع صناعة النفط الجائعة في طهران. ليس فقط تسكع بل اكثر من ذلك لان الروس يتحدثون علنا تقريبا عن صفقة نفط عظمى مع ايران تنهي العزلة الاقتصادية لطهران.
اذا لم ينجح نتنياهو في زج اصبع في السد فانه سيتحطم واذا ما تحطم فلن يضطر الايرانيون او يرغبوا في الوصول الى تسوية نهائية على برنامجهم النووي. فهم سيتمكنون من البقاء اينما يريدون: على الحافة.
دولة حافة نووية مع ما يكفي من اليورانيوم المخصب واجهزة الطرد المركزي من الجيل الثاني تهرع نحو القنبلة النووية ما أن تصدر الاشارة من الزعيم الروحاني.
في هذه الاثناء تتوقع ايران انتصارا كبيرا آخر. هذه المرة في سوريا. فقد كادت طهران تنجح في تضليل الاسرة الدولية حين دعين الى مؤتمر جنيف في موضوع سوريا. واستغرق الامريكيون والاوروبيون يومان لاقناع الامين العام بان كي مون بانهم خدعوه. وتصرف الامين العام في هذا الموضوع مثلما يتصرف بشكل عام: بشكل شبه ساذج.
الشرط الاساس للمشاركة في المؤتم كان الموافقة على الوثيقة التي صاغتها القوى العظمى قبل بضعة اشهر. وهي تتضمن بناء حكومة جديدة في سوريا. بان كي مون، ادعى بانه تحدث المرة تلو الاخرى مع وزير الخارجية الايراني ظريف الذي وعده بان طهران توافق على الشرط في وثيقة جنيف.
وما ان يحصل الايرانيون على الدعوة حتى يعلنوا عن موافقتهم بشكل علني. بان هو كوري بربطة عنق، بعيد جدا عن البازار الفارسي للشرق الاوسط. وكان حجر شطرنج بائس جدا في لعبة اكبر منه بعدة ارقام. فما ان دعيت طهران حتى صمتت. وكلما صمتت تبين ان الوعود كانت مكتوبة على الجليد.
وبالتوازي اعلنت المعارضة السورية بانها ستقاطع المؤتمر اذا جاء الايرانيون بهذه الشروط. فغضبت امريكا من الامين العام الذي وقف عند سذاجته، وأوشك على ان يفجر بنفسه المؤتمر قبل ان يبدأ. واجبرته على أن يقوم بعمل مهين على نحو خاص: ان يسحب دعوته. وحتى مقربو الامين العام اعترفوا بانه ادار كل الموضوع بشكل سيء على نحو خاص.
ولكن بالنسبة للايرانيين، عدم الدعوة هي قرصة ناموسة صغيرة. وكان رد طهران ‘انتم الخاسرون’. فعلى اي حال زعماء ايران يسيطرون في دمشق، وبدونهم لا يوجد نظام سوري. وبتكليف منهم أعلن هذا الاسبوع الاسد بان ليس لديه اي نية لترك كرسيه.
الامر الجميل، بالنسبة للايرانيين (مثلما هو للروس ايضا) هو ان الان بات الغرب فجأة يرى النور. فبعد ان ضعفت المعارضة السورية وذابت، بعد الصعود المخيف لكتائب النصرة وباقي المنظمات المتطرفة في سوريا، لم يعد يبدو الاسد خيارا سيئا جدا. حتى قبل سنة كانت امريكا ستأتي الى كل مؤتمر كهذا مع طلب مركزي واحد: الامر الاول هو الالقاء بالاسد.
اما اليوم، بعد بضع عشرات آخرين من القتلى والصور الفظيعة، تقيم امريكا خطا معتدلا اكثر بكثير. فهي تريد أن ترى ‘تسوية’ في سوريا حتى وان كانت لا تزال بان ليس للاسد شرعية.
‘لا يوجد اي سبيل، أي سبيل، يكون فيه شخص قاد افعالا وحشية بحق شعبه ان يحصل مرة اخرى على الشرعية للحكم’، قال جون كيري في بداية المحادثات. ولكن لو قمع الاسد الثوار تماما، لعله كان هناك بعض التنفس للصعداء. وهذا بالطبع لغير الاقتباس.
لقد اصبح الاسد أهون الشرور. قد يكون شرا’ كبيرا، ان لم يكن مجرما ضد الانسانية، ولكن امكانية دولة طالبان سورية تهدد الغرب اكثر.
الصور الفظيعة والتقارير عن الجرائم، تلك الصور التي تمولها قطر ونشرت هذا الاسبوع لم تعد تتسلل عبر الجلد القاسي الذي طوره الغرب بالنسبة لسوريا.
فالفظائع هناك اصبحت عادية، والخطاب اصبح واقعيا، باردا وواعيا جدا. في ضوء القيادة العاجزة والهزيلة للثوار، فان فرضية العمل هي ان من الصعب رؤية حل في سوريا يشطب النظام السوري الحالي. هذا انتصار كبير للايرانيين وهم لا يحتاجون الى الدعوة للمؤتمر كي يستنفدوه.
هذه حرب باردة تجري على مستويين متوازيين ومتداخلين: السعودية ضد ايران، روسيا ضد الولايات المتحدة. سوريا هي ميدان القتال والطرفان، وربما الاربعة، تعبوا. وهم سيقاتلون حتى آخر قطرة دم. للسوريين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


رد مع اقتباس