اقلام اسرائيلي 541
29/1/2014
في هــــــذا الملف
‘السيسي’ رئيسا بلا خصوم
بقلم: بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
وزارة الدفاع الاسرائيلية: شارون يمتلك وثائق عسكرية مهمة خلافا للقانون
بقلم: أمير أورن،عن هآرتس
ما الذي يزعج اردوغان؟
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
سوف نبقى هنا
بقلم: غيرشون مسيكا،عن معاريف
لاعبو القمار لا يصلحون للتفاوض
بقلم: نداف ايال،عن معاريف
هل قصفت اسرائيل مواقع عسكرية في اللاذقية؟
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
‘السيسي’ رئيسا بلا خصوم
بقلم: بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
منحت القيادة العليا في الجيش المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي أمس رتبة مشير وهي اعلى رتبة في الجيش المصري. وهذه هدية تسريح من الخدمة العسكرية جليلة جدا لمن حرر مصر من حكم الاخوان. وليس للمشير ما يخشاه في الحياة المدنية حيث تنتظره ايضا اعلى الرتب وهي رتبة الرئيس.
قبل ان يعود مواطنو مصر في منتصف الشهر الى صناديق الاقتراع ليوافقوا على الدستور الجديد باكثرية ساحقة، 97.7 بالمئة، بايام قليلة اعلن السيسي انه ‘اذا طلب الشعب مني فسانافس في رئاسة مصر’. وذكرت صورة كلام السيسي بجمال عبد الناصر. وذكرت نتائج استفتاء الشعب بمبارك. والان بعد ان تلقى السيسي الرتبة، خاط لنفسه دستورا مع الحُلة، واستقال من عمله في الحكومة المصرية (نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع) وحصل على موافقة جميع اعضاء المجلس العسكري الاعلى فبقيت رئاسته مسألة رسمية فقط.
ان كل اولئك الذين كانوا يرون انفسهم مرشحين للمنصب تقريبا وفيهم عمرو موسى يخلون الميدان للمشير. فبعد ان اخرج السيسي الاخوان المسلمين خارج القانون لم يعد يوجد للجنرالات في مصر اليوم خصوم في واقع الامر. واعاد السيسي مصر الى الايام التي سبقت ثورة التحرير. وفي ميدان التحرير اصبح يبرز اليوم السيسي وعبد الناصر. في عودة الى المستقبل أو الى المستقبل رجوعا الى الخلف اذا شئنا الدقة.
من المدهش ان نرى مسار اليقظة الذي مر به الشارع المصري والتيار الليبرالي. فقد اصبح عمرو موسى وزير الخارجية المصري السابق والامين العام للجامعة العربية، اصبح فجأة واحدا من كبار المدافعين عن السيسي. وبين لاولئك الذين يريدون التذكير بأن السيسي استعمل قوة مفرطة على المتظاهرين ان ‘السيسي ليس دكتاتورا بل هو وطني منع حربا اهلية’.
لم يخطيء السيسي الى الان أي خطأ، فقد استخدم عمل وزير الدفاع استخداما ماهرا وهو المنصب الذي منحه إياه الرئيس مرسي في حزيران 2012 كي يصبح هو نفسه الرئيس القادم على حساب مرسي ذلك الذي انتقل من قصر الرئاسة الى قفص في المحكمة. في 2010 حينما عين السيسي قائدا للاستخبارات المصرية واصبح بذلك افتى ضابط في هيئة القيادة العامة، قدم الى قائده المشير الطنطاوي تقريرا حذر فيه من ثورة شارع في مصر في ايار 2011. فقد اخطأ بـ 13 اسبوعا فقط في تنبئه المدهش. وهو ايضا الذي قدر بعد ذلك امام المجلس العسكري الاعلى ان محمد مرسي سيفوز في الانتخابات.
ان هذه التنبؤات يفترض ان تساعده في اثناء حكمه وان تساعده على ان يقرر بعد نهاية ولايتين كما يوجب الدستور الجديد هل يستمر أم يخلي مكانه.
ولما كنا قد عدنا الى الايام التي سبقت ثورة التحرير أو تلت ثورة الضباط الاحرار، فينبغي أن نفرض ان الامر سيكون متعلقا به اكثر من تعلقه بالدستور لان مهرجان الديمقراطية حل محله اليوم السيسيمانيا ويا للموضات كيف تتبدل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
وزارة الدفاع الاسرائيلية: شارون يمتلك وثائق عسكرية مهمة خلافا للقانون
بقلم: أمير أورن،عن هآرتس
تستعد وزارة الدفاع للحصول على وثائق عسكرية وأمنية كان اريئيل شارون يحتفظ بها عنده مخالفا القانون، وكانت عائلته ترفض منذ سنوات ايداعها في أرشيف الجيش الاسرائيلي. وفي تباحث تم هذا الاسبوع عند المسؤول عن الامن في جهاز الامن، استُعرضت خيارات الدولة اذا أصر إبنا شارون على رفضهما اطاعة القانون وتسليم الوثائق. وقد بُحث في جملة ما بُحث امكان العمل بفعل أمر، وأمر شرطة اسرائيل أن تداهم مزرعة شكميم وتصادر الوثائق.
ويفحص مراقب الدولة يوسف شبيرا ايضا في الايام الاخيرة شكوى امتناع وزارة الدفاع عن مصادرة وثائق شارون. وطلب رئيس قسم رقابة الامن العميد المتقاعد يوسي باينهورن في هذا الاسبوع من مديرة أرشيف الجيش الاسرائيلي، ايلانا ألون، أن تُبين للمراقب هذه القضية.
وقد شارك في المباحثات عند مسؤول الامن أمير كاين، مديرة الارشيف، ونائب المستشار القانوني لجهاز الامن المحامي بني كوهين. إن مسؤول الامن مسؤول عن تأمين معلومات امنية حساسة في المنشآت التابعة لوزارة الدفاع وديوان رئيس الوزراء. ويتجنب العاملون معه تجنبا خاصا لمنع تسرب مادة تتناول أو قد تتناول مواضيع في نطاق عمل لجنة الطاقة الذرية.
في تسعينيات القرن الماضي على اثر نشر مادة كهذه كانت موجودة في الارشيف الخاص لارملة رئيس الوزراء ليفي اشكول، استُصرخ مسؤول الامن آنذاك يحيئيل حوريف ليداهم مكتب مريم اشكول وليصادر المادة. واستعملت عملية مشابهة في مركز رابين حينما يتبين لمسؤول الامن أن مقابلات صحفية مع ضباط كبار متقاعدين كرئيس هيئة الاركان السادس تسفي تسور، كانت تشتمل على تطرق الى مواضيع حساسة ايضا. ومع ذلك كان شارون يتمتع بحصانة دائمة حتى في ثماني سنوات رقدته حينما رفض ابنه جلعاد أن يسلم الارشيف الامني الذي أُنشيء في مزرعة شكميم بخلاف القانون. وقد زعمت عائلة شارون قبل سنوات أن الوثائق أضر بها حريق وقع في بيوت مزرعة شكميم لكن أبناء العائلة نشروا بعد ذلك كتبا عرضت وثائق عسكرية.
إن حصانة شارون بصفته عضو كنيست ووزيرا منعت محققي الشرطة من أن يضعوا أيديهم في بيوت المزرعة على وثائق تتصل بالتحقيقات الجنائية التي أجريت مع أبناء عائلة شارون في بداية العقد الماضي. وكان شارون يحتفظ بوثائق مختلفة منذ ترك الخدمة الدائمة في الجيش في صيف 1973، وعلى إثر خدمته الاحتياطية في حرب يوم الغفران قائدا للفرقة 143، ومرة ثالثة بعد أن تولى وزارة الدفاع بين صيف 1981 وربيع 1983.
وقد حظرت عليه أوامر هيئة القيادة العامة وقانون العقوبات مثل سائر الضباط الذين اعتزلوا الى الحياة المدنية، أن يحتفظ بوثائق سرية، لكن شارون رفض أن ينقل المواد التي جمعها الى خزانة جُعلت له في ارشيف الجيش الاسرائيلي، في مسكنه في جفعتايم أولا وفي مباني واسعة في تل هشومير في السنوات الاخيرة. ولم يعلل شارون رفضه، لكن يبدو أنه فضل ابقاء المواد السرية في حوزته كي يستعين بها في نضالاته القانونية والسياسية ولتأييد روايته وقت كتابة تاريخ الجيش الاسرائيلي الرسمي ولا سيما حرب يوم الغفران وحرب لبنان.
إن القرار الذي يبدو في الأفق على الكف عن الطلب والالحاح والتوسل لأن يتم تسليم وثائق شارون بمقتضى القانون الى الدولة، والانتقال الى فرض القانون بالقوة سيضع حدا لاربعة عقود من الاستخفاف السافر بالقانون. في آب 1974 شهد اللواء (احتياط) شارون الذي كان آنذاك عضو كنيست، كان قد كف عن قيادة الفرقة وكان يوشك أن يحصل على قيادة طابور، شهد أمام لجنة أغرينات. وكشف الرئيس شمعون أغرينات ورفيقاه موشيه لندوي وكلاهما رئيس للمحكمة العليا واسحق نفنتسئيل، مراقب الدولة مع رئيس هيئة الاركان الثاني يغئال يادين عن حقيقة أن شارون أخذ وثائق الفرقة الى مزرعته. ويشهد محضر الجلسات بأن شارون لم يُظهر هذه المعلومة متطوعا بل أفشاها قطرة قطرة، متحدثا أولا عن ‘سلطة خاصة’ ومعترفا آخر الامر فقط بأن المادة موجودة ‘عندي في المزرعة’.
أغرينات: أردت أن أطلب منك شيئا واحدا. أنا أعلم أن يوميات الفرقة موجودة عندك. فاذا كان الامر كذلك فأريد أن تعرضها على اللجنة لأن اليوميات ليست معنا. وقد بحثنا عنها.
شارون: اجل، تلقيت توجها من مكتب رئيس هيئة الاركان (موتي غور). أعترف بأنني لا أعلم ما الذي يوجد بالضبط لأنه حينما ترك ضباط مقر قيادة الفرقة، خزنوا عندي في احدى الغرف صناديق مقفلة. ولم أفتحها قط. واعتقدت أنها تقرير الفرقة. وقد توجهت على كل حال الى من كان رئيس مكتبي للحصول على المفاتيح لاخراج ذلك، ومن المؤكد أنني سأنقل اليكم كل ما يوجد هناك. آمل أن يكون هناك. أنا نفسي لا أعلم أن هذه اشياء تلقيتها، وكنت أقول نُقلت وخُزنت، قبل بضعة اسابيع، حينما حصلت تبديلات في الفرقة. وليست معي مفاتيح هذه الصناديق. والصناديق موجودة، وأنا أفرض أننا سنفتحها ونجد كل ما يوجد هناك وننقله.
لندوي: لست أفهم، المعذرة، أليس ذلك ليس ملكا خاصا لشخص ما. حينما تترك الفرقة يجب أن يبقى ذلك في مكتب الفرقة أو في مكان آخر.
شارون: سأُبين. الامر هو كالتالي: يجب أن تقدم الفرقة تقريرا وهي لم تقدم تقريرا الى الآن. وقد عملنا على أجزاء من تقرير من اجل التحقيقات التي حدثت. وقد بُدل الآن في الفرقة كل الاشخاص. فلا يوجد هناك اذا استثنينا رئيس مقر القيادة أحد كان يخدم في تلك الفترة. ومع ترك الاشخاص أُخذت الصناديق من هناك وهي موجودة. أعترف بأنني لم أفتحها قط ولم أنظر فيها وأنا أعلم أنها مخزنة في غرفة مغلقة في مكان ما. إن الصناديق كلها مقفلة وليست عندي حتى مفاتيحها. فاذا كان السؤال لأجل ماذا وضعت تلك الصناديق فانها موضوعة في رأيي لأجل كتابة تقرير الفرقة لأنه لو تُركت تلك المادة لما وجد اتصال سلسلة القيادة، إن كل القيادة التي كانت في وقت الحرب غير موجودة هناك. وكي يمكن كتابة تقرير الفرقة فان تلك هي المادة التي بقيت كما يبدو. تلقيت توجها من مكتب رئيس هيئة الاركان في هذا الشأن. وقد توجهت أنا نفسي للبحث عمن كان مساعدي الثالث الذي أصبح اليوم يخدم في الخدمة الاحتياطية. وليست معي مفاتيح تلك الصناديق.
لندوي: حسن أيها اللواء شارون. لكنني خائب الأمل مع كل ذلك قليلا لأنه لا يمكن حتى لو بُدل الضباط جميعا، وأنا أتقبل اخراج مواد رسمية بطهارة قلب لأنه من ذا يعلم ماذا سيخرجون غدا ايضا. ألم يكن أسهل أن تتحدث مع من ورث منصبك وتقول له إهتم بأن تبقى هذه المادة مجموعة في ركن ما في المكتب، ألا يجب أن تكون مثل هذه الثقة بين قادة كبار في الجيش الاسرائيلي.
شارون: أقول لك إنني أعتقد أنه لو أجري تبادل المناصب بصورة منظمة فلربما حدث ذلك، لكن الوضع كان مختلفا. فقد تركت عملي حينما كانت الفرقة موجودة غرب القناة. ولم أسلم عملي الى أي أحد. لم أسلم عملا الى أي أحد لأنه لم يكن ثم نائب. وبقي هناك عدة ضباط النائب وغيره. وكنا نجري من حين لآخر تحقيقات حرب. ولم يكن يوجد مناص للاطلاع على اجراءات الحرب من امتلاك مادة. لم يكن ذلك من نوع الحالات، كنت أقول، لنفرض أنني كنت أقدر أن آتي بعد أن تركت، لا بسبب علاقات مضعضعة في المكان الذي تركته، كنت أقدر أن آتي لذلك المكان وأحصل على المادة. لقد استعملوا هذه المادة للادلاء بشهادات. وهي في الحقيقة المادة الوحيدة الموجودة اليوم لكتابة تقرير الفرقة. فمن المؤكد أنني أتقبل رأيك وهو أنه لم تم ذلك بصورة منظمة فكنت سأقول لشخص ما، وأقول بالمناسبة إنني حينما تركت لم آخذ معي أية مادة لا حقيبة ولا صندوقا ولا خريطة ولا أي شيء.
نفاتسئيل: لكن المادة المخزونة فيها أهي ملك الجيش أم ملك خاص؟.
شارون: ملك خاص.
نفنتسئيل: هذا ممنوع قطعا، مع كل الاحترام، لكن كان يجب في رأيي اعادة ذلك للجيش فورا. تخيل مثلا أن شيئا من هذه المادة كان مطلوبا لمحاكمة جنائية. كان يمكن أن تكون تلك مادة رئيسة في شأن خطير أو في دعوى مدنية أو في قضية عامة ما. ليس من الممكن ألبتة وضع اليد على هذه المادة ولا يوجد أي تسويغ لابقاء هذه المادة في ملك خاص.
أغرينات: هل تقول: في صناديق. أين توجد تلك الصناديق؟.
شارون: هذه الصناديق موجودة. وهي عدد من الصناديق الحديدية المقفلة باقفال والموجودة اليوم في غرفة مغلقة عندي في المزرعة. في غرفة مغلقة، غرفة مع ابواب مقفلة. وجيء بتلك الصناديق الى هناك مع مغادرة المجموعة الاخيرة من الاشخاص التي كانت في الفرقة وقت الحرب. وقد وضعت هذه المادة لاجل كتابة تقرير الفرقة. إن هذه المادة كلها يجب الاقبال عليها وقراءتها وكتابة التقرير واعلامها بعلامات.
أغرينات: لكنني اعتقد أن التركيب الجيد يقتضي كما اقترح رفيق أن يسلم ذلك الى قائد الفرقة أو الى المسؤول عن الامور التقنية.
شارون: استطيع أن اسلم ذلك الى قسم التاريخ.
اغرينات: يجب تسليم ذلك الى المسؤول عن تلك الاشياء كي تستطيع الوصول اليها لاجل كتابة التقرير. ونحن نريد الآن الحصول على يومياتك.
شارون: أضمن لكم أن يؤتى بكل ما هناك ليكون امامكم في اسرع وقت ممكن كما هو بالضبط.
يادين: لا اريد أن اصرخ هنا في وجهك أن هذا ليس من شأنك، لكن اذا توجهنا من قبل اللجنة الى ضابط مناسب في هيئة القيادة العامة وطلبنا يوميات فرقة اريك واضطر ذلك الضابط الى أن يقول ليست عندنا، واقول لكم بصورة غير رسمية هي موجودة عند اريك، وقد قال ذلك الضابط هذا في اماكن اخرى. فقد نشأ هنا تراكم كهذا غير منظم في امور النظام والانضباط. ألا ترى هذه المشكلة؟.
شارون: من المؤكد أنني أرى المشكلة كما تراها وتصفها، واستطيع الاتيان بامثلة اخرى. والحديث هنا في هذه الحال عن أمر أُعد لاجل الهدف الواضح وهو كتابة التقرير الذي لم يكتب بعد، وعندي صعاب.
يادين: كل واحد لا يفعل شيئا ما يكون عنده تفسير، ويقول الامر العسكري انه لا يحق لأي شخص ولا يجوز لأي شخص أن يتمسك بوثيقة سرية عسكرية لنترك الممتلكات العسكرية لا تكون في منشآت عسكرية وما أشبه، وتأتي أنت فتقول لي إنني افعل ذلك لاجل التاريخ. أنا لا أجادلك. أنا آتيك بهذا المثال الصغير لانه واضح وبسيط جدا وهو مخالف للقانون العسكري. أنت هنا ولا يهم الهدف، فالهدف مقدس، أنت تتعدى على القانون العسكري.
شارون: حسن، ليس عندي سوى أن اقبل ما تقول.
يادين: هل تتفق معي؟
شارون: لا يمكن الفصل بين الانضباط من نوع ما والانضباط من نوع آخر، أنا اقبل سلفا، يجب استعمال جميع الخطوات.
يادين: هل تقول، يد حديدية؟.
شارون: يد حديدية.
يادين: لو أنك كنت اليوم رئيس هيئة اركان وسمعت بحسب مبدأ اليد الحديدية أنه يوجد قائد اعلى يعتدي على قوانين أمن الميدان بحسب دستور الجيش، فما الذي يسمى يدا حديدية؟.
شارون: يجب ان يكون الجميع تحت تلك اليد الحديدية.
نشرت شهادة شارون بعد الحرب بـ 35 سنة حينما كان شارون غارقا في رقدته في موقع ارشيف الجيش الاسرائيلي في الشبكة، وهو نفس المؤسسة الرسمية التي رفض شارون وابناه منذ عشرات السنين أن يودعا فيها الوثائق العسكرية التي لديهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ما الذي يزعج اردوغان؟
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
لماذا ينشر قرار الحكم قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات؟ فقد كان يمكنكم أن تنشروه بعد 30 اذار. لا شك ان قرار المحكمة يثير التساؤل’. هذا كان رد فعل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الغاضب على قرار محكمة الاستئناف تبني قرار المحكمة المركزية في قضية يلدريم. فقد حكمت المحكمة المركزية قبل سنة على عزيز يلدريم، صاحب نادي كرة القدم بنربحتشا، بالسجن ست سنوات وثلاثة اشهر اخرى بتهمة شراء المباريات.
قد يكون اردوغان يتساءل، ولكن في تركيا الغارقة حتى الرقبة في قضايا الفساد، لم يعد اي شيء يثير التساؤل. ويطرح فقط السؤال ما الذي دفع اردوغان، غير حقيقة ان يلدريم هو صديقه المقرب، ان يهاجم بالذات محكمة الاستئناف؟ بالضبط لذات السبب الذي جعله يشك في كل الجهاز القضائي في تركيا، بقضاته ومدعيه ـ وهو مقتنع بانهم يديرون ‘دولة موازية’ على حد تعبيره، هدفها تقويض حكومته وحزبه.
هكذا بحيث أن اردوغان ايضا لا يتساءل حقا. فالعلاقة بين توقيت نشر قرار محكمة الاستئناف في قضية يلدريم وبين قضية الفساد الجديدة لا تحتاج الى اي تفسير برأيه. فالمدعي الذي رفع الدعوى في قضية يلدريم هو زكريا أوز، ذات المدعي الذي كشف قضية الفساد الاخيرة، التي يشارك فيها ظاهرا ثلاثة وزراء وابناء عائلاتهم بدفع رشوة لمسؤولين كبار في الحكومة. أوز، كما يقول اردوغان يعمل مثل عشرات القضاة والمدعين الاخرين حسب تعليمات خصمه السياسي والايديولوجي، المفكر الاسلامي فتح الله غولان. ومن هنا، كما يؤمن اردوغان، ينبع ايضا قرار محكمة الاستئناف بنشر قرارها قبل الانتخابات للسلطات المحلية، التي ستجرى في اذار. واضاف قرار المحكمة تذكيرا لشحنة الفساد التي تجثم تحتها الحكومة.
حتى قضية الرشوة الاخيرة، خدم أوز اردوغان باخلاص. فهو لم يتردد في رفع الدعاوى بحق صحفيين انتقدوه، وكان المدعي العام الذي ادار التحقيقات في قضية ارغنكون، والتي كان يشارك فيها، على الاقل حسب لائحة الاتهام وقرارات المحكمة، ضباط، صحفيون وسياسيون في محاولة لتنفيذ انقلاب ضد اردوغان.
وكان أوز في حينه رأس الحربة القضائية لاردوغان حتى الشرخ بين اردوغان وغولان، والذي في اعقابه قرر اردوغان العمل ضد جهاز التعليم الخاص الذي تملكه شبكة ‘هزمات’ (الخدمة) التابعة لغولان.
عندما انكشفت الشبهات في موضوع الرشوة للوزراء، اتهم اردوغان أوز بتسريب تفاصيل التحقيق بهدف المس بحكومته، واستغل الفرصة كي يطهر الشرطة وجهاز القضاء من الموالين لغولان. ونقل عشرات الضباط والشرطة من مناصبهم واستبدل المدعون الذين عملوا على التحقيق في الفساد ونقل القضاة الى محافظات اخرى.
وفي الاسبوع الماضي فقط اقيل 500 ضابط شرطة ونحو 100 مدعي وقاضي احيلوا من مناصبهم. وعرض على أوز نفسه تغيير منطقته. ولكنه رفض ورفع شكوى شخصية قد اردوغان.
والان وقعت على رأس اردوغان قضية الفساد في نادي بنربحتشا وقرار محكمة الاستئناف الذي يعتبر هو ايضا، بالطبع، كمؤامرة من الجهاز القضائي. ولكن قبل ذلك، عندما جرت المحاكمة في المحكمة المركزية، حاول اردوغان مساعدة صديقه يلدريم من خلال محاولة الضغط على البرلمان – الذي يسيطر عليه حزبه للمبادرة الى مشروع قانون يقلل عقوبة المدانين بجرائم الفساد في الرياضة من 12 سنة الى ثلاث سنوات.
وأدت العاصفة الجماهيرية التي نشبت في اعقاب المبادرة بالرئيس عبدالله غول، رجل حزب السلطة، باستخدام الفيتو على القانون واعادته الى البرلمان. اما اردوغان، الذي يرى في غول منافسا محتملا في الانتخابات للرئاسة التي ستجرى في تموز، فلم يخفِ غضبه. وفي نهاية المطاف وافق غول على التوقيع على القانون واقراره، ولكن الاحساس بالامتعاض الذي تسلل الى العلاقات بين الزعيمين لم يتبدد.
العلاقة بين الرياضة والسياسة ليست غريبة على اردوغان. فقبل نحو سنة نشرت صحيفة ‘ميلييت’ تفاصيل المفاوضات بين مندوبي الحكومة وبين مندوبي الثوار الاكراد. وكان اردوغان واثقا، كالمعتاد بان هذه مؤامرة من معارضي مبادرة المصالحة. ولسعادته، فان مالك ‘ميلييت’ هو ايلدريم دميرون، ابن اردوغان دميرون، صاحب شركة توزيع الغاز الكبرى ‘ميلنغاز′ والمقرب من اردوغان. ايلدريم الابن هو ايضا رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم وكان في الماضي رئيس نادي بشكتاش.
وكان اشترى ‘ميلييت’ من رب المال ايدين دوان الذي اضطر الى بيع جزء من أملاكه بعد أن فرضت سلطات الضريبة في تركيا عليه غرامة كبرى بنحو 3.5 مليار دولار. ولم تكن هجمة سلطات الضريبة مصادفة. فقد درجت صحف ايدين على اطلاق اسهم الانتقاد السام ضد اردوغان وحكومته، ولم يكن الانتقام سوى مسألة وقت.’ وحظيت صفقة بيع صحف ايدين الى دميرون بمباركة اردوغان الذي ساعده ايضا في ان ينتخب لرئاسة اتحاد كرة القدم وجند في صالحه ايضا رئيس بنربحتشا عزيز يلدريم، الرجل الذي سيضطر الان الى الجلوس في السجن.
لاول مرة منذ اثنتي عشر سنة كان فيها اردوغان رئيسا للوزراء يواجه عدم يقين سياسي. فهل ستؤثر قضايا الفساد على نتائج الانتخابات للسلطات المحلية والتي ستخرب على فرصه في الانتخابات الرئاسية ام ان المبدأ الذي يقول انهم ينتخبون اردوغان وكأنه لا يوجد فساد سيواصل تحديد قواعد اللعب السياسية. في فرع كرة القدم التركي، على اي حال، كف هذا المبدأ عن العمل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
سوف نبقى هنا
بقلم: غيرشون مسيكا،عن معاريف
”معظم الاسرائيليين يوجدون في الكتل وهم سيبقون في بيوتهم، بالنسبة للباقين سيتعين علينا أن ندير حوار’، قالت وزيرة العدل تسيبي لفني في احدى المقابلات معها، وهكذا حاولت مرة اخرى ترك الاحساس الذي تحاول منظمات اليسار غرسه وكأنه يسكن خارج الكتل اسرائيليان ونصف في مقطورة مع عنزتين.
‘ وها هي الاخبار، لحضرتك، يا تسيبي لفني، ولكل من ليس مطلعا على آخر المعطيات: بالفعل، الاغلبية من اصل 400 الف اسرائيلي يعيشون اليوم في المناطق يتواجدون خارج الكتل الاستيطانية. الاخبار المفاجئة لكِ هي أن عدد اولئك الذين هم خارج الكتل يتراوح بين 130 و 200 ألف نسمة. والفارق هو في المكان الذي تعتزم فيه وزيرة العدل وشركاؤها رسم خط ‘الكتل’. فلصالح من لا يعنيه هذا الرقم نضيف ان في رعنانا يعيش 69.108 نسمة وفي كفار سابقا 87.35 نسمة. بمعنى، ذات الاقلية القليلة وغير الملموسة هي ضعفان ثلاثة اضعاف من سكان رعنانا وضعفا سكان كفار سابا. والان الى تمرين في الخيال الموجه: تعالوا نتخيل ابعاد سكان رعنانا من بيوتهم الفاخرة. الان تعالوا نتخيل ذات الابعاد مرتين فقط. هكذا بالضبط سيبدو ابعاد عشرات الاف الاشخاص عن بيوتهم في تلك المناطق التي تسمى ‘خارج الكتل الاستيطانية’. من يعتقد ان اقتلاع غوش قطيف كان كابوسا مستمرا، فليستعد للتفكك الشامل للدولة.
‘فقط’ 8 الاف شخص ابعدوا عن بيوتهم قبل ثماني سنوات من مستوطنة غوش قطيف وشمالي السامرة. نصفهم يعيشون حتى اليوم في مقطورات. الكثيرون تضرروا نفسيا من العملية، ونسبة الاصابة بالامراض القاسية تضاعفت. وكلف هذا الحدث الدولة بشكل مباشر وغير مباشر عشرات المليارات.
‘ وهنا أقدم اعترافا: أنا أسكن خارج تلك الكتل الاستيطانية، في مستوطنة الون موريه. احدى المستوطنات القديمة في المناطق. ابناء الجيل المؤسس الذين وصلوا شبانا واقوياء، لا يزالون اقوياء، ولكن بات لديهم احفاد يربونهم هنا. بودي أن اقول بصوت واضح: نحن وبيوتنا لسنا دمى على طاولة العاب وزيرة فاشلة سجل في طالحها تأييد مركزي للمصيبة الوطنية للفرار من غزة وقرار الامم المتحدة 1701 الاشكالي، الذي ثبت هزيمة اسرائيل في نهاية حرب لبنان الثانية. نحن نتلقى هنا في الطرق كل يوم وكل ساعة الحجارة، الزجاجات الحارقة واطلاق النار، وعلى الرغم من ذلك فاننا لن نتحرك من هنا. في ظروف غير سهلة نربي هنا جيلا فاخرا لدولة اسرائيل. لن نكون أدوات لعب في ايديكم. نحن هنا كي نبقى، على أرض ابائنا واجدادنا، في الاماكن التي سار فيها أبونا ابراهيم، في المكان الذي سكنت فيه ممالك يهودا واسرائيل، عدنا الى بلاد ابائنا واجدادنا.
‘ نحن هنا الان نرى في عيوننا، من بيوتنا التي تقع على قمم الجبال في السامرة، كل القاطع الضيق الذي يتجمع فيه معظم سكان الدولة بين حيفا وعسقلان، ونمنع باجسادنا تحول اسرائيل الى غيتو مكتظ وميؤوس من حياته يعيش في قاطع ضيق على طول شاطىء البحر، ويخضع لرحمة الارهاب الذي يتحكم به من فوق. وبالمناسبة، فان اغلبية كبيرة من مواطني الدولة تعرف وتعترف بذلك مما يفسر القوة السياسية المحدودة للفني.
‘ بالفعل سيدتي الوزيرة، تعلمي المعطيات، وانقلي الرسالة الى رفاقك. دولة اسرائيل لن تطرد 130 ألف شخص من بيوتهم. ولا حتى 50 الف. رفاقك خلف البحر مدعوون لان يجربوا هذه الفكرة في بلادهم ويرووا لنا كيف كان هذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لاعبو القمار لا يصلحون للتفاوض
بقلم: نداف ايال،عن معاريف
إذن ما الذي كان لنا؟ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قال في دافوس انه لن يخلي اي اسرائيلي من بيته، واحد لن يقتلع. أقول كهذه قيلت في الماضي وبالعبرية، ولكن في اسرائيل 2014 فان العرف العادي هو التصرف مثل ياسر عرفات في 1994: قول امور مختلفة بالعبرية وبالانجليزية. الاسرة الدولية، المستاءة والمشوشة من الرسائل المتضاربة للقدس، تهرع. فلعل هذه المرة بيبي يقصد ما يقول؟ اذا كان نعم، فلا توجد اي مسيرة سياسية.
أحد ما ذعر؛ فلهذا فان مكتب رئيس الوزراء يجد طريقا لان يشرح بهدوء على ما يبدو للمراسلين الاجانب، وليس لهم فقط. فعندما يعد بنيامين نتنياهو فان احدا لن يقتلع، فانه عمليا يعلن عن رغبته في أن تبقى المستوطنات في سيادة فلسطينية.
مفهوم ان هذه الفكرة مدحوضة من اساسها فلو كان ابو مازن ذكيا بما يكفي لقال ببساطة ‘حسنا’ ويرى كيف يبدأ المستنقع الاسرائيلي يعتور بسيناريوهات الرعب (المبررة) على مستقبل مستوطني يتسهار، بعد دقيقة من اخلاء الجيش الاسرائيلي. دقيقة؟ ثلاث ثوانٍ.
إذن هذا هو سبيل من ذعر من أن يظهر في واقع الامر مستعدا للحل الوسط. غير أن الان يلاحظ نفتالي بينيت فرصة نادرة. اخوان اقوياء في الفيسبوك. فبينيت يعرف بان نتنياهو يخدع، وهو يعرفه جيدا ويفهم بانه لا يمكن لاي رئيس وزراء اسرائيلي أن يترك مستوطنة اسرائيلية واحدة في السيادة الفلسطينية. والنتيجة لن تكون لجنة تحقيق بل محاكمة جنائية. ولكن بينيت يلاحظ جانب التنازل (الوهمي) ولهذا فانه يهجم بعبارة ‘فقدان الوعي القيمي’.
نحن في الدقيقة الـ 88 من المباراة، بيبي ركل الى العارضة وهو يعتقد ان بعد قليل سيسجل هدفا ويثبت للعالم الوجه الحقيقي لابو مازن الذي لا يريد مواطنين يهود محافظين على القانون لندع جانبا بؤر ‘شارة الثمن’ الاستيطانية في دولته الفتية. ولكن ماذا؟ بينيت اختطف الكرة وادخل لبيبي هدفا مع ‘فقدان الوعي’. هذا بالذات ليس سيئا فالهجمات من اليمين يمكنها أن تساعد رئيس الوزراء في اعطاء الانطباع وكأن خطته حقيقية، وكأنه يؤمن بها. بينيت يمنح بعدا من المصداقية لموضوع غير مصداق على الاطلاق. هناك حاجة فقط الى بعض الاعصاب القوية، وبعد لحظة يعانق نتنياهو كمن يقف بشجاعة امام اليمين من اجل المسيرة السياسية. اعصاب قوية؟ بخ، مثلما يكتب اخوان بينيت في الفيسبوك. احد ما ذعر مرة اخرى.
ذعر كثيرا، ذات الاحد ما. وهو مذعور، وفي منتصف الليالي ينشر باسمه بيان مفزوع: بينيت يمس ‘مسا عديم المسؤولية الوطنية بخطوة تحاول الكشف عن الوجه الحقيقي للسلطة الفلسطينية (…) بينيت يمس بمحاولة رئيس الوزراء الاثبات بان رافضة السلام الحقيقية هي السلطة الفلسطينية’. وبكلمات اخرى: لم نقصد بجدية، مجرد قلنا. وكان هذا فقط كي نكشف الاكاذيب الفلسطينية. نحن حقا لا نعتزم اي مستوطن. أوي، أوي، أوي، بينيت حطم لنا الاحبولة.
للحقيقة، حسنا انه لا توجد مفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين. فمع لاعبي قمار كهؤلاء كان يمكن لهذا ان ينتهي بدولة من البحر حتى النهر للفلسطينيين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هل قصفت اسرائيل مواقع عسكرية في اللاذقية؟
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
تلا حاجة الى قضم الاظفار في انتظار يرهق الاعصاب الى أن نعلم هل قصفنا مخازن سلاح في ميناء اللاذقية في سوريا. لأنه اذا كان سلاح الجو قد عمل في سوريا في الايام الاخيرة فسنحصل عن ذلك في غضون يوم أو يومين على معلومات دقيقة من واحدة من وسائل الاعلام المركزية في الولايات المتحدة.
لأن هذا الرسم أصبح يتكرر: فهو يبدأ بمعلومات عن طلعات جوية مكثفة لسلاح الجو الاسرائيلي في سماء لبنان ثم يكون تقرير عن انفجارات غامضة في منشأة عسكرية سورية وينتهي ذلك الى تسريب أنباء مباشر من وزارة الدفاع الامريكية يُبين أي الجهات قصفت بالضبط ولماذا قصفت وكم وكيف.
تُبلغ اسرائيل على نحو عام الولايات المتحدة في وقت قريب من تنفيذ الهجوم.
ويظهر ذلك البلاغ في ملخص الاستخبارات اليومي في وزارة الدفاع الامريكية، وينزل الى مستويات عمل واسعة الانتشار، وآنذاك يتم انتظار تسريب متعمد من ذلك التقرير الى وسائل الاعلام الامريكية.
وقد وُجد الشرطان الأولان من هذا الرسم المكرر في هذا الاسبوع، فقد كانت تقارير عن طلعات جوية مكثفة في سماء لبنان وكانت تقارير عن تفجيرات في اللاذقية.
لكن من الصحيح الى الآن أنه ليس من المؤكد أن يكون للامريكيين ما يسربونه لأن الضباب حول هذه الحادثة ما زال يريح الجميع الى الآن.
فسكوت اسرائيل يحفظ ويخدم صورتها الرادعة ومن المؤكد أن السوريين ليس عندهم ما يفخرون به.
في هذه المرة ايضا ستكون تقارير المعارضة السورية عن الهجوم الذي وقع أو لم يقع مصنوعة من المواد الصحيحة، وتتكرر مرة اخرى قصة هجوم أشباح من الجو لأنه لم يوجد انذار قبل ولم توجد أية بصمة رادار بعد، ولم تعد قدرات سلاح الجو الاسرائيلي بواسطة النظريات القتالية وبوسائل تقنية ايضا على تنفيذ عمليات جراحية صامتة من هذا النوع، لم تعد سرا. ومن المنطق أن نفرض أن يكون خبراء سوريون وايرانيون مشغولين بمحاولة حل لغز هذه القدرات دون نجاح زائد.
إن اهداف الهجوم في منطقة اللاذقية منطقية تماما، فثمة مخازن للجيش السوري تقع في قلب المنطقة العلوية، بالقرب من الميناء المركزي الذي تمر منه المعدات العسكرية السورية والايرانية الى داخل سوريا وبعضها الى لبنان ايضا.
وقد أُبلغ قبل اشهر معدودة عن أمر هجوم اسرائيلي على مخازن كانت تحتوي على صواريخ مضادة للطائرات من طراز إس.إي8 في هذه المنطقة.
اجل، يمكن أن نفرض أن الاهداف التي تفضلها اسرائيل هي أولا صواريخ وقذائف صاروخية دقيقة بعيدة المدى. وبين عشرات آلاف القذائف الصاروخية والصواريخ الموجودة اليوم في مخازن سلاح حزب الله يوجد اليوم بضع مئات من القذائف الصاروخية والصواريخ البعيدة المدى ذات قدرة على الاصابة الدقيقة وستهدد اهدافا استراتيجية في مركز البلاد.
وجاء في أنباء اجنبية نشرت أن سلاح الجو الاسرائيلي هاجم في الماضي مخازن في منطقة مطار دمشق كانت تحتوي على قذائف صاروخية من طراز فاتح 110، وتعتبر دقيقة نسبيا وتحمل رؤوسا وزن الواحد نصف طن. وكذلك صواريخ إم 600 وسكاد بي وقذائف صاروخية 302ملم هي أهداف تفضلها اسرائيل في المقام الاول. وثم مجال اهتمام آخر لاسرائيل وهو منظومة وسائل الطيران بلا طيارين التي تنقلها سوريا الى لبنان والتي هي تهديد لاسرائيل ايضا، بحسب مصادر اجنبية. وقد نشر مؤخرا فقط أنه يوجد لسوريا وسائل من هذا النوع من المؤكد أنها تثير اهتمام حزب الله واسرائيل ايضا.
في بداية الشهر تبجح أحد قادة حزب الله في صحيفة ‘الرأي’ الكويتية بقدرات حزب الله على الاضرار بحرية الملاحة الاسرائيلية والتشويش على عمل سلاح البحرية الاسرائيلي.
وقال إن الساحلين السوري واللبناني جميعا وطولهما 400 كم قُسما الى قطع كل واحدة منها طولها 50 كم ونشرت في كل قطعة منها صواريخ ساحل بحر من طراز سي 802 وصواريخ يحونط.
ينقل الايرانيون والروس الى سوريا معدات عسكرية كأنه لا يوجد حظر ولا حرب اهلية. وينقل جزء من هذه الوسائل الى لبنان، ولا فرق اليوم في الحقيقة بين المعدات التي تصل الى سوريا والمعدات التي تصل الى حزب الله، وكل ذلك في جريان. ففي هذه الحال فانه اذا لم يكن سلاح الجو هو الذي قصف سوريا أول أمس، فسيحدث ذلك غدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


رد مع اقتباس