النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 615

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 615

    أقــلام وآراء إسرائيلي (615) الاثنين 28/04/2014 م


    في هــــــذا الملف


    هل غير حزب الله قواعد اللعب جنوب لبنان؟
    بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس

    إسرائيل لا تريد سلاما
    بقلم: أمير أورن،عن هآرتس

    نريد فلسطينيين كالنعاج
    بقلم: جدعون ليفي،عن هأرتس

    الفلسطينيون يكافحون لنيل دولتهم
    بقلم: أوري أفنيري،عن هارتس

    الفلسطينيون يكافحون لنيل دولتهم
    بقلم: أوري أفنيري،عن يديعوت

    مزور التاريخ: الرئيس كذاب محترف
    بقلم: زئيف كام،عن معاريف













    هل غير حزب الله قواعد اللعب جنوب لبنان؟

    بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
    بدت حدود اسرائيل مع لبنان هادئة جدا في جولة قصيرة هذا الاسبوع، لكن قادة كتائب الجيش الاسرائيلي التي ينتشر رجالها على طولها يقولون شيئا مختلفا. اصبحت تجري في توازن الردع بين اسرائيل وحزب الله في الاشهر الاخيرة تطورات جوهرية القليل منها فقط يعلمه المواطنون المهتمون بأمور اخرى من وصول مكابي تل ابيب الى النهائي حتى الجولة النهائية من برنامج طبخ في التلفاز.
    في بداية شهر آذار انفجرت في مزارع شبعا عبوة ناسفة كبيرة قاتلة اصابت بالصدفة فقط سيارة مدرعة لسرية مظليين اصابة سطحية. والى الغرب من هناك في منطقة افيفيم، يلاحظ جنود كتيبة الهندسة القتالية نشاطا ظاهرا واضحا لحزب الله الذي أصبح رجاله الآن يتجولون في اوقات متقاربة بالقرب من الشريط الحدودي بثياب مدنية في الحقيقة لكن في سيارات معروفة جيدا لقوة اليونفيل ايضا بل مع حمل السلاح علنا احيانا. والى الشرق على طول الحدود مع سوريا في هضبة الجولان ولا سيما في منطقة جبل الشيخ التي ما زالت تسيطر عليها وحدات سورية موالية لنظام الاسد حدثت سلسلة محاولات تنفيذ عمليات بواسطة عبوات ناسفة واطلاق قذائف صاروخية. وفي أشدها في 18 آذار جرح بتفجير عبوة ناسفة ضابط مظليين وثلاثة من جنوده ما زالت حالة احدهم خطرة.
    فسرت وسائل الاعلام سلسلة الهجمات المنسوبة الى التحالف بين سوريا وحزب الله بأنها رد على الحادثة في بلدة جنتا في البقاع في 24 شباط. ففي تلك الليلة هاجم سلاح الجو كما قالت وسائل الاعلام الاجنبية، مخزن سلاح لحزب الله على بعد بضع عشرات الامتار من الجانب اللبناني من الحدود مع سوريا، وهاجم حزب الله الذي كان على نحو عام يضبط نفسه في مواجهة الهجوم على قوافل السلاح المنتقلة اليه وهي ما زالت في داخل سوريا، هاجم ردا على ذلك مزارع شبعا ووقف مباشرة أو غير مباشرة وراء العمليات في الجولان ايضا.
    وصف اجراء حزب الله بأنه محاولة لرسم خط احمر لاسرائيل: ففي سوريا يجوز لكم ان تهاجموا لكنكم ستدفعون الثمن اذا اعتديتم على سيادة لبنان. لكن أخذ يقوى الظن في واقع الامر أنه يحدث هنا شيء أعمق وأن حزب الله يحاول أن يُعرف من جديد قواعد اللعب في المواجهة العسكرية مع اسرائيل بعد سنوات من الاستقرار النسبي على طول الحدود. قد تكون سلسلة الحوادث التي جذورها احداث السنة الماضية، تعبر عن نهاية السنوات السبع الهادئة على الحدود منذ كانت الحرب في صيف 2006.
    إن التجربة التشكيلية لعلاقة حزب الله باسرائيل هي في نظره نجاحه الكبير ايضا وهو انسحاب الجيش الاسرائيلي من المنطقة الامنية في جنوب لبنان في ايار 2000. ويعتقد رجال الاستخبارات أن ذلك كان التأليف المثالي من وجهة نظر المنظمة بين هويتيها وهما ايديولوجية النضال الجهادي بالهام ايران وكونها لاعبة فعالة في الميدان اللبناني. وبعد الانسحاب ثبت حزب الله نفسه في جنوب لبنان مع سيطرة كاملة على ما يجري هناك واظهار وجود ظاهر متحد لقوات الجيش الاسرائيلي على طول الحدود. وفي الوقت نفسه حافظ على ميدان صراع على نار هادئة في منطقة مزارع شبعا حيث ادعى السيادة اللبنانية على مزارع شبعا. وأحرقت اوراق اللعب في الحرب، فقد فشل الجيش الاسرائيلي في الحقيقة في محاولته أن يهزم حزب الله، لكن قرار مجلس الامن 1701 أبعد رجال المنظمة عن الحدود وانتشرت قوة من الامم المتحدة وجيش لبنان في اماكنهم.
    حذر الطرفان بعد القدرة التدميرية التي ثبتت في الحرب أن يتورطا في مواجهة اخرى وحصرا أنفسهما في عمليات مركزة دون اعلان وبعيدا عن الحدود المشتركة في الأكثر. اغتالت اسرائيل بحسب وسائل الاعلام الاجنبية عماد مغنية في دمشق في 2008؛ وحاول حزب الله أن يضرب سلسلة اهداف اسرائيلية في العالم، وفي النهاية قتل خمسة سياح من اسرائيل بعملية انتحارية في بلغاريا في صيف 2012. واضطرت المنظمة ايضا الى أن تغير استعدادها في جنوب لبنان فقد ركزت قياداتها ومخازنها في القرى الشيعية وتخلت عن أكثر القرى المسيحية، وطوت مواقعها في المناطق المفتوحة التي كان الجيش الاسرائيلي يسميها في الحرب ‘محميات طبيعية’.
    وحدث تغيير آخر مع نشوب الحرب الاهلية في سوريا في 2011. فقد أوجبت الصلة القوية بالرئيس بشار الاسد الذي وضع في العقد الماضي صناعته العسكرية في خدمة حزب الله، أوجبت على المنظمة الشيعية ان تمد يد المساعدة.
    وفي منتصف السنة الماضية نجح الاسد في صد تقدم المتمردين الذين أرادوا اسقاط حكمه بفضل المساعدة الكثيفة التي حصل عليها من روسيا وايران وحزب الله. وينتشر اليوم بين 3500 الى 5000 مقاتل من حزب الله في سوريا ويوليهم النظام المهمات الاكثر حساسية. إن حزب الله لم يحسم فقط لصالح الاسد المعارك التكتيكية المهمة في القصير قبل سنة وفي القلمون في بداية 2014، بل يحرس مقاتلوه الآن أهم المواقع للاسد مع رجال الفرقة العلوية الموالية لنظام الجمهورية.
    إن المشاركة في القتال كلفت حزب الله مئات الخسائر من الارواح وانتقادا داخليا شديدا لأنه ورط اللبنانيين في الدوامة السورية. لكن يبدو أن الحديث المتوالي في هيئة القيادة العامة الاسرائيلية عن الازمة الاستراتيجية التي دُفعت المنظمة اليها مبالغ فيه بصورة واضحة. فالمنظمة حشدت تجربة عملياتية مهمة مع ثقة متزايدة بقدرتها العسكرية. وبنت في مقابل ذلك ترسانة فيها عشرات آلاف الصواريخ القادرة على اصابة كل هدف داخل اسرائيل، وعادت فقوت سيطرتها الدينية والاقتصادية على السكان الشيعة في لبنان، لكن نشأ في هذه الصورة عنصر مُغضب من وجهة نظر حزب الله وهو سلسلة الهجمات الاسرائيلية على قوافل السلاح في سوريا منذ مطلع 2013 فما بعد.
    يبدو أنه تشكل عند حزب الله رويدا رويدا فهم أن تلك ليست أحداثا نقطية بل هي معركة اسرائيلية ترمي الى ضرب زيادة قوة المنظمة ومنع نقل منظومات سلاح متطورة الى داخل لبنان. وفي أيار الماضي بعد هجومين جويين بالقرب من دمشق قضي فيهما على صواريخ فاتح 110 كانت معدة لحزب الله، أعلن الرئيس الاسد أن هضبة الجولان ‘مفتوحة’ لمنظمات المقاومة أي لعمليات على اسرائيل. وخصص حزب الله الاشهر التالية لتنظيم نفسه استعدادا لامكانية أن يقرر العمل هناك.
    إن الخط الفاصل لم يمر بجنتا بل بالضاحية وهي الحي الشيعي جنوبي بيروت. ففي ليلة 3 كانون الاول العام الماضي اغتيل هناك باطلاق الرصاص من مسافة قصيرة حسن اللقيس وهو من كبار قادة الذراع العسكري لحزب الله. وكان ذلك حادثا تأسيسيا من وجهة نظر الامين العام للمنظمة حسن نصر الله. ولم يكن يحتاج الى معلومات استخبارية سرية كي نحزر بالتقريب الحيرة التي واجهتها قيادة حزب الله العليا. من المؤكد أنه وجد من أوصى الامين العام بضبط النفس عن تصور أن المواجهة مع اسرائيل هي سباق ماراثون تُجمع فيه نقاط (ويتم تحمل اصابات) وقتا طويلا. ورأى آخرون أن ذلك تحدٍ مباشر للامين العام. فاذا كانت اسرائيل أو مُرسَلوها (اتهم حزب الله اسرائيل علنا) يستطيعون أن يرسلوا اشخاصا تحت جنح الظلام الى قلب الضاحية فان ذلك أشد إخافة من العبوة الناسفة عند مسند الرأس التي أنهت حياة مغنية. أفلا يدرك نصر الله أنه قد يكون التالي بعد ذلك؟.
    كتب توم فريدمان ذات مرة في ‘نيويورك تايمز′ أن الحياة في الشرق الاوسط تجري على نحو يعاكس ما في الغرب: فالزعماء الغربيون يكذبون على جماهيرهم دون أن يطرف لهم جفن، لكنهم حينما يخلو بعضهم الى بعض يقول بعضهم لبعض الحقيقة. وزعم أن المنطق مختلف في العالم العربي فهم يكذبون في الغرف المغلقة لكنهم في تصريحاتهم يقصدون كل كلمة. قال نصر الله في خطبة معلنة بعد اغتيال اللقيس إن لمنظمته حسابا قديما مع اسرائيل (مغنية)، وحسابا جديدا (اللقيس) وحسابا متجددا (أي الصراع كله كما يبدو).
    وبعد الخطبة فورا نشر المحلل اللبناني الاقرب الى نصر الله، محرر ‘الاخبار’ ابراهيم الامين مقالة انتهت بالتحذير التالي: ‘توجد رائحة دم على الحدود الجنوبية. إنتظروا وسترون’. وكان ذلك تحذيرا استراتيجيا تقريبا من وجهة نظر اسرائيل فحزب الله يعود الى الحدود مع حضور اظهر ومع عمليات ايضا. وقد بدأ حزب الله معركة تضاد المعركة الاسرائيلية.
    وحينها جاء الهجوم على جنتا في شباط. وبعد ذلك بثلاث ساعات أفادت قناة ‘المنار’ وقوع تفجير كبير في البقاع اللبناني ‘في الارض السورية’. ومر يوم ونصف يوم فنشرت الشبكة اعلانا تصحيحيا قالت فيه إن ذلك كان هجوما اسرائيليا في ارض لبنان وإن حزب الله سيرد بحسب ذلك. ويمكن أن نخمن بيقين أن نصر الله وافق على كل حرف في ذلك المنشور. وصيغت الاستراتيجية الجديدة في كانون الاول على إثر ما حدث للقيس وبدأ تنفيذها منذ نهاية شباط بعد جنتا.
    ومنذ ذلك الحين استعملت العبوة الناسفة في مزارع شبعا وبُثت عبوتان ناسفتان في هضبة الجولان (شهدتا كتلك التي كانت في شبعا على مستوى فني عالي لمنفذي العملية) وأطلقت قذائف صاروخية على جبل الشيخ.
    وكشفت شرطة تايلاند عن خطة لحزب الله لضرب سياح اسرائيليين في بانكوك واعتقلت مواطنين لبنانيين وهي تطارد سبعة آخرين مشتبها فيهم من رجال المنظمة. وعلى حسب ما تقول وسائل الاعلام في تايلاند، جاءت المعلومة التي أفضت الى احباط العملية من الاستخبارات الاسرائيلية.
    إن رد حزب الله على الهجوم في جنتا يبدو أنه معركة واسعة يُشك في أن تكون بلغت نهايتها، في مزارع شبعا وفي الجولان وفي الخارج ايضا. وما زالت حدود منطقته وقوته خاضعة للاستيضاح من قبل قيادة المنظمة الشيعية ورعاتها في ايران وسوريا. يبدو أن نصر الله لا يريد حربا اخرى مع اسرائيل، فما زالت جروح 2006 مؤلمة ولا سيما اتهام المنظمة بأنها جلبت الخراب على لبنان عن بواعث خارجية، باستدعائها الرد الاسرائيلي الشديد. ويبدو من جهة اخرى أن نصر الله يدرك أن اسرائيل لا تبحث عن حرب ايضا، وهو مستعد لأن يزيد المخاطرة بل لأن يمضي حتى النهاية كي ينقل رسالة الى اسرائيل ويحذرها ألا تمس مرة اخرى رجاله في لبنان أو جهود تهريب السلاح على الحدود مع سوريا. وأخذ يتشكل واقع استراتيجي جديد منذ كانون الاول، وشباط بقدر أكبر، لم تتضح قواعده الى الآن.
    إن الشيء الواضح هو أن حزب الله أخذ يتجرأ لاول مرة منذ 2006 على الهجوم على الحدود مع اسرائيل. وبقي أن نرى هل اجراءاته ردود على خطوات اسرائيل فقط أم سيبادر هو نفسه الى تحرشات جديدة.
    تثير هذه التطورات من جديد سؤال هل عملت اسرائيل بالحذر المطلوب في الجبهة الشمالية في السنة ونصف الاخيرة. أولم تفض سلسلة هجماتها المنسوبة اليها من الهجوم على مخازن السلاح في ضواحي دمشق الى الهجوم على موقف السيارات في قلب الضاحية، الى تغيير في توجه حزب الله؟ اذا حدث تصعيد آخر على الحدود فيبدو أنه لن يمكن تجاهل الاسهام الاسرائيلي في ذلك.
    معضلة الاقنعة

    إن المذبحة الجماعية التي نفذها جنود الاسد في مواطنين سوريين في ريف دمشق في آب العام الماضي أثارت ردا متسلسلا انتهى الى تحسن حقيقي لوضع اسرائيل الامني. إن القيادة الاسرائيلية انتقدت بشدة في الحقيقة تحول الادارة الامريكية في آخر لحظة مع الغاء القرار على الهجوم على سوريا لعقابها. لكن الاتفاق البديل الذي صاغته الولايات المتحدة مع روسيا أفضى الى النقض التدريجي لمخزونات السلاح الكيميائي الضخمة التي كان يسيطر عليها النظام السوري. ويحسن أن نُذكر بأن تلك المخزونات اشتراها وصنعها النظام العلوي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لا ليستعملها في يوم ما على أعدائه السنيين بل لردع تلك التي كان يراها الاسد الأب، حافظ الاسد، التهديد المركزي لسلطته وهي اسرائيل التي اقتربت مدافعها الى مسافة 40 كم عن دمشق في أواخر حرب يوم الغفران.
    بعد مذبحة آب بثمانية اشهر نقض السوريون أكثر من 60 بالمئة من المخزونات بمساعدة دولية، واستتبع تقليص الخطر قرارات في الجانب الاسرائيلي ايضا، ففي كانون الثاني استقر رأي المجلس الوزاري المصغر على تجميد توزيع الاقنعة الواقية على الجمهور. وستبقى الاقنعة مع 60 بالمئة من المواطنين يملكونها لكن لن يتوزع اقنعة جديدة. وسيحصر المصنعان اللذان يصنعان الاقنعة العناية في طلبيات اجتمعت لديهما لصنع أقنعة واقية لرجال قوات الانقاذ والتخليص. وتم تعليل القرار بانخفاض الخطر المباشر على المواطنين. لكن أخذت تجتمع منذ الشهر الماضي تقارير لم يتم التحقق منها نهائيا الى الآن عن حالات اخرى لاستعمال السلاح الكيميائي في سوريا من قبل النظام كما يبدو.
    يوجد في تقديرات المجلس الوزاري المصغر الذي قبل توصية وزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي، عنصر آخر اقتصادي: فان اقتصاد الاقنعة قد استعمل مع فجوة دائمة في الموارد ويبدو أن المسؤولين ضاقوا ذرعا بمحاولة اللحاق بالميزانية كل سنة وانتهزوا الفرصة التي أتاحها التغيير في سوريا. وتثير التقارير الاخيرة سؤال ألم يكن القرار سابقا لأوانه، أوما كان يحسن انتظار التطورات في سوريا وقتا ما واستكمال نقض المخزونات الكيميائية قبل القرار النهائي؟.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


    إسرائيل لا تريد سلاما

    بقلم: أمير أورن،عن هآرتس
    لعرب والاسرائيليون يستحق بعضهم بعضا’، قال وزير الخارجية الامريكي. ‘لو أنهم كانوا موجودين في مكان آخر ما في العالم لتركناهم يعالج بعضهم بعضا، لكن من سوء الحظ أنهم موجودون في مكان استراتيجي. ظن الاسرائيليون أننا ضعفاء وأنني محتاج الى نجاح. ولهذين العاملين معا تخندقوا في موقعهم. لسنا ضعفاء جدا. إن مجلس النواب الامريكي غير قادر على ادارة سياسة خارجية. إنه قادر على الاقتراع على اعطاء مال لا على ادارة سياسة خارجية. والحقيقة أن لا أحد سوانا قادر على إحلال سلام في الشرق الاوسط. اذا أيدنا اسرائيل فلن يكون تقدم. ربما تكون حرب لا تقدم’.
    ياليس المتحدث جون كيري بل هنري كيسنجر في منتصف سبعينيات القرن الماضي. وقد تحدث كيسنجر آنذاك ايضا عن تكتيك المساومة الذي يحسن أن يُقام على عرض دائم لمبادرات واقتراحات تدفع الطرف الآخر الى موقف دفاعي دبلوماسي واعلامي. وليست تلك اقتراحات جوفاء، ‘ليس فيها مجرد حيل بل هي افكار يمكن أن تُعايشها اذا قبلها الطرف الآخر’. وينبع من ذلك أن تعلم الاطراف ما هي من وجهة نظر كل طرف منها غاية التفاوض.
    عرفت اسرائيل القديمة الصغيرة في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي كيف تبدأ من النهاية. فقد كانت تلك هي الفكرة المركزية لموشيه ديان بتخطيط عملية كديش، ولدفيد بن غوريون لقبوله مبدأ تقسيم البلاد، فهم أولا يحددون الهدف النهائي وتُشتق منه الاجراءات التي ستؤدي اليه بملاءمات تفرض تطورات على الارض مع حفاظ على تنبه لانتهاز الفرص.
    ووقع الاعوجاج مع احتلال المناطق في حرب الايام الستة واستيطانها.
    إن اسرائيل التي انشأت حماس في نهاية ثمانينيات القرن الماضي لتعادل م.ت.ف، عن وجهة نظر تبسيطية ترى أن الديني محتمل أكثر من القومي، عينت م.ت.ف في اوسلو ممثلة مفوضة للشعب الفلسطيني. ولكل طرف جهاز تصديق للاتفاق الذي ستأتي به حكومته. في اسرائيل يشمل هذا الجهاز أكثرية لها وزنها ويهودية في الكنيست، واستفتاء الشعب في ثمن الاتفاق، واعادة مناطق.
    وجهاز التصديق الفلسطيني ايضا متصل بموافقة شعبية واسعة لن يكون بقاء للاتفاق من غيرها، فلا تكفي أكثرية صغيرة في المؤسسات الفلسطينية. والسؤال هل توجد حماس ومنظمات اخرى في الحكومة (كحزب الله في لبنان) أو في المعارضة، ليس مركزيا لأنها باستعدادها لتأييد الاتفاق أو ضبط نفسها على الأقل في مواجهة تنفيذه ستشترط ايضا حدود تنازل م.ت.ف بقيادة محمود عباس أو وارثه.
    لم يفِ ياسر عرفات بنصيبه من مسيرة اوسلو، فقد أحجم عن مواجهة حاسمة مع حماس، وتمتع بالحفاظ على اذرع عمليات تحت سيطرته وخارجها، كي يحث اسرائيل على انسحابات. وتهربت اسرائيل ايضا من الوفاء بنصيبها. وكان في استمرار نقل المستوطنين الى المناطق نقض سافر لروح الاتفاق وإن لم يكن نقضا لحرفيته تجميد الوضع وطيه الى الوراء.
    المصالحة مع حماس ذريعة بنيامين نتنياهو الشفافة الى التهرب من قبول اتفاق مقرون بفرضه بقوة الذراع الرسمية على المستوطنين. إن الجعبة الاسرائيلية مليئة بالذرائع.
    إن من يُرد السلام يستعد للسلام. واسرائيل نتنياهو لا تريد ولا تستعد ولهذا تفشل في أن تنقل الى الحقل السياسي ما نجحت فيه عسكريا قبل أن تتمسك بالمناطق وتغرقها بالمستوطنين، أعني البدء من النهاية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ





    نريد فلسطينيين كالنعاج

    بقلم: جدعون ليفي،عن هأرتس
    لن أنسى أبدا الجدالات العاصفة في ساحة المدرسة. كنت فتى صغيرا أصرخ قائلا ‘كيف مضوا كالغنم الى الذبح’ بصورة قتالية. كنا نخجل منهم، وكنا نخجل لأنهم لم يقاوموا ولم يحاربوا ولم يناضلوا. وكنا نريد قدرا أقل من المحرقة وقدرا أكبر من البطولة في ‘يوم المحرقة والبطولة’.
    كانت تلك ايام العار: فقد كنت أشعر بالعار بسبب الاسم غير العبري لوالدي (تيئا وهاينتس)، وبلغتهما الاجنبية (الالمانية)، وباسم بلدة جدي والد أمي (كرليبابا)، وباسم سفينة محاولي الهجرة لأبي (بروسولا)، وبأسماء المعسكرات التي أُبيد فيها بعض أبناء عائلتي. كان كل شيء اجنبيا ومخجلا جدا ولا سيما ‘غنم الذبح’.
    كنت فتى وأصبحت شيخا وأصبح كل شيء يبدو مختلفا الآن. والاسماء الاجنبية أصبحت تثير الحنين، ومضت الغنم الى الذبح لانها لم تجد سبيلا اخرى. لكن بقي الاعتقاد من ساحة المدرسة على حاله وهو انه يجب على شعب ما أن يقاوم قوة اجنبية تضطهده. ونقول هنا بصورة قاطعة قبل أن يثور علينا متصفحو الانترنت: لا توجد أية مقارنة بين الابادة والاحتلال. لكن مقاومتهما معا مشروعة وعادلة بنفس القدر.
    يجب علينا اليوم عشية يوم المحرقة والبطولة ان نستجمع قوانا النفسية كي نتفهم شعبا يحيا تحت استبداد شعب آخر.
    ويفترض كما نُجل قوى مقاومة الشعوب المحتلة في اوروبا أن نتفهم ايضا المقاومة الفلسطينية للاحتلال الاسرائيلي. كان يجب أن يكون ذلك واحدا من دروس المحرقة يخالف تلك التي تغسل بها اسرائيل الاذهان منذ سن صغيرة. إن المقاومة الفلسطينية هي من اضعف المقاومات في التاريخ لأننا اذا استثنينا سنوات الانتفاضة الثانية اللعينة التي سفك الطرفان الدم فيها، فانه مرت سنوات الاحتلال الـ 47 على المحتل بصورة لذيذة. وفي الاسبوع الماضي انتهى فصل بائس آخر من مسيرة السلام الاطول في التاريخ واصبحت آلة الدعاية الاسرائيلية تحاول مرة اخرى ان تعرض المقاومة الفلسطينية المحدودة التي اصبحت غير عنيفة تقريبا الآن على انها غير مشروعة وعلى أنها تتحمل وحدها تبعة الفشل.
    ما الذي تقوله اسرائيل بنيامين نتنياهو لفلسطين محمود عباس؟ إجلسوا في هدوء ولا تتجرأوا على المقاومة. إجلسوا في هدوء في مواجهة المستوطنات التي ما زالت تبنى بصورة وحشية في اراضيكم؛ ولا تتجرأوا على تعاطي الارهاب ولا على تعاطي الدبلوماسية التي هي كما تعلمون ‘ارهاب سياسي’، ولا على العصيان المدني ولا على المقاطعة مع المستوطنات. إشتروا فقط المنتوجات الاسرائيلية؛ ولا تتظاهروا ولا تفكروا في احتجاج غير عنيف؛ وتعاونوا مع جيش الاحتلال واجهزته الظلامية.
    وكونوا مقاوليهم الامنيين حتى على أبناء شعبكم؛ واستقبلوا بحب اعمال ‘شارة الثمن’؛ واعترفوا باسرائيل دولة يهودية حتى لو لم تكن اسرائيل تعرف معناها، حتى لو لم تكن تعترف بكم ولو لحظة واحدة بأنكم شعب مساو في الحقوق؛ وانسوا حق العودة ولا تذكروه، ودعوا اللاجئين ومصيرهم، وامضوا تاريخكم وتراثكم؛ إن اقصى قدر يمكن ان تحلموا به هو دولة منزوعة السلاح مقسمة، ومصالحة على مصالحة بعد أن تخليتم منذ زمن عن اكثر الارض. وثم اقتراح أخير، الى الآن، وهو لا تتجرأوا على توحيد صفوفكم فاليمين المتطرف والمتدين والقومي جائز في حكومات اسرائيل فقط. أو بعبارة اخرى: ‘انتسبوا الى الليكود’، وساعدوا الجيش الاسرائيلي ولا تشوشوا على ‘الدعاية’ وكل شيء أقل من ذلك يعتبر ظلما منكم.
    والحقيقة هي أن عباس قد أوفى بصورة مدهشة جدا بأكثر هذه الشروط لكنه لم يف بها جميعا ولهذا لم تكتف اسرائيل بذلك. وهي في واقع الامر لن تكتفي أبدا فهي تشترط شروطا جديدة في كل مرة يفي بها بالشروط السابقة. سيكتب في التاريخ الفلسطيني أنه متعاون مع الاحتلال مثل د. اسرائيل كاستنر، من غير الابادة ومن غير الانقاذ. وبين آنذاك كغنم الى الذبح ونحن الآن نطلب من الفلسطينيين أن يمضوا كالغنم الى الاحتلال. كان يجب على الاسرائيليين واليهود في هذا اليوم على الاقل أن يتفهموا ذلك.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    الفلسطينيون يكافحون لنيل دولتهم

    بقلم: أوري أفنيري،عن يديعوت
    مؤخرا تنطلق اصوات في اليسار المتطرف الاسرائيلي تدعو الى مقاطعة عالمية على اسرائيل. وقد توصل هؤلاء الاشخاص الى الاستنتاج بان الجمهور الاسرائيلي ليس قادرا على انقاذ الدولة بنفسه. فاليمين يقود بثبات ومثابرة نحو نظام أبرتهايد في بلاد اسرائيل الكاملة، حيث يشكل الفلسطينيون أغلبية متنامية. ويعلق هؤلاء اليساريون على المقاطعة العالمية أملهم الاخير. فهم يؤمنون بان فقط من خلال المقاطعة سيقتنع الجمهور الاسرائيلي بالتخلي عن الاحتلال والصعود الى طريق السلام.
    عندما يتوصل مقاتلون شجعان لا يكلون ولا يملون في سبيل السلام الى مثل هذا الاستنتاج، فهذا دليل على أن الوضع يبعث حقا على اليأس. فمؤيدو المقاطعة يئسوا من اليسار، ولا سيما من احتمال أن ينجح اليسار في أي وقت من الاوقات في الانتعاش فيستعيد لنفسه الحكم في الدولة. يئسوا من الجمهور الاسرائيلي كله، ومن قدرته على العودة الى سواء العقل. وعليه، فانهم يعلقون كل الأمل بقوة أجنبية تنقذنا.
    تتشكل هذه القوة الاجنبية من محبي السلام في كل العالم ممن سيتجمعون ليفرضوا علينا المقاطعة. ليس فقط المقاطعة على المستوطنات (التي أعلن عنها رجال اكتلة السلامب منذ 1998)، بل المقاطعة على دولة إسرائيل وعلى كل مؤسساتها. هذه المقاطعة موجودة منذ الان وتنال الزخم في العالم، ومؤيدوها يأملون بان تصل الى حجوم تجعل كل مواطن في اسرائيل يشعر بنتائجها.
    يقول مؤيدو المقاطعة، وعن حق، ان كل مواطني اسرائيل اليهود شركاء بشكل مباشر أو غير مباشر في الاحتلال والقمع، وهذا يضمنا نحن أيضا، المقاتلين ضد الاحتلال. فضرائبنا تمول المستوطنات. شبابنا يملأ صفوف جيش الاحتلال. كلنا نشارك في الانتخابات، وحتى عندما نصوت للاحزاب التي تعارض الاحتلال، فان الانتخابات تمنح الشرعية لحكومة الاحتلال. كلنا نتمتع بهذا الشكل أو ذاك بثمار الاحتلال (مثلا بحقيقة أن السوق الفلسطينية الاسيرة تضطر الى ان تشتري منتجات صناعتنا ومن حقيقة ان الفلسطينيين لا يمكنهم ان يصدروا البضائع التي تنافس تصديرنا.)
    أتفق مع هذه الفرضيات، ولكن ليس مع استنتاجاتها. لا اؤمن بان قوة أجنبية – مهما كانت ذ ستنقذنا من أنفسنا. نحن فقط يمكننا أن نفعل هذا. عندما أكتب هذه السطور، ترن في رأسي كلمات االنشيد الاممي’، النشيد الرائع الذي كتبه مقاتل فرنسي فور انهيار كومونة باريس في العام 1871 (وبترجمة أبراهام شلونسكي): الا سيد ومنقذ/، لا ملك، لا بطل!/ بذراع مرفوعة سنخترق/ نحن الطريق الى النور!’.
    هناك من يأتي بمثال جنوب افريقيا كدليل على قوة المقاطعة الدولية على اسقاط نظام قمعي. ومع أنه لا ريب بان المقاطعة ساهمت مساهمة هامة في كفاح السود هناك، ولكن هذه كانت بالاساس مساهمة أخلاقية. الكفاح الاساس حسمه الجنوب افريقيون أنفسهم، السود وحلفاؤهم البيض. فقد ثاروا، تظاهروا بجموعهم، قتلوا، عذبوا، بل واستخدموا الارهاب (نعم، نلسون مانديلا ايضا). الاضرابات الجماعية التي خاضوها هي التي كسرت ظهر الاقتصاد الابيض.
    القوة الاجنبية يمكنها أن تساعد الشعب الذي يقاتل ضد الابرتهايد، ولكنها لا يمكنها أن تأتي محل كفاح الشعب نفسه.
    صحيح، عند استعراض الوضع في اسرائيل يمكن بسهولة للمرء أن ييأس. فالكنيست يتملكها الشبح القومي ذ الديني. معسكر السلام تحطم الى شظايا بعد أن أن قال ايهود باراك ان الا شريك لنا للسلامب. الجمعيات الكثيرة التي تقاتل بشجاعة ضد الاحتلال غير قادر على ان تتحد في قوة سياسية. ورجال الاحتجاج الاجتماعي الكبير هم ايضا خافوا من أن يتهموهم بمقاومة الاحتلال. ومجرد كلمة االسلامب اصبحت كلمة نكراء، وحتى في اليسار لا يتحدثون الا عن اتسوية سياسية’.
    يمكن النظر يمينا ويسارا، الى الاعلى والى الاسفل، فلا نجد الخلاص. في هذه اللحظة لا يبدو في المحيط شخصا قادرا على أن يجند الجماهير في الكفاح من أجل السلام والعدل الاجتماعي.
    الوضع يبدو باعثا على اليأس، ولكن محظور ان يؤدي الى اليأس. بل العكس. عليه أن يشجعنا على العمل، تجنيد قوى جديدة، اقامة يسار جدي، شاب وحديث العهد.
    لسيرتي الذاتي، التي صدرت هذا الشهر، أطلقت اسم امتفائلب (يديعوت للكتب). التفاؤل هو قوة ابداعية، محفزة، مجندة، وهي تقوم على أساس الايمان بانفسنا، بقدرتنا على انقاذ الدولة قبل أن يفوت الاوان. اؤمن بان وضع الطوارىء الوطني سيولد، مع قدوم اليوم، حملة الخلاص.
    مبارك كل اجنبي يأتي لمساعدتنا، ولكن واجب انقاذ الدولة ملقى علينا، وبالاساس على الجيل الشاب.
    الرئيس فرانكلين دلانو روزفيلد قال كما هو معروف: اليس لنا ما نخاف غير الخوف نفسه!ب. وأنا أسمح لنفسي بان اضيف: اليس لنا ممَ نيأس منه بل من اليأس نفسه!’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    ذهب الى غزة

    بقلم: ناحوم برنياع،عن هارتس

    إنتهى الامر مثل خيط غير معقود أو مثل شعيرية علقت في الحنجرة. ستنتهي في يوم الاثنين الاشهر التسعة التي حددها جون كيري لرسالته السلمية في الشرق الاوسط. ويريد الكليشيه أن يقول إنها كانت تسعة اشهر نشوة حواس لكن لا حاسة انتشت في هذه الفترة ولو يوما واحدا لا في القدس ولا في رام الله.
    إن حفل الختام أقيم أول أمس يوم الاربعاء في غزة على الخصوص من جميع الاماكن. واحتاروا في اسرائيل هل يُمكنون اعضاء وفد المصالحة الذي أرسله أبو مازن من أن يمروا من الضفة الى القطاع. فما زالت المفاتيح الى غزة في أيدينا وكذلك المفاتيح الى الضفة ايضا. وقالوا آخر الامر فليكن، ليدخلوا وليتصالحوا وليستكينوا فان هذا جيد لدعايتنا في امريكا.
    إنتهت حملة كيري السلمية الى فشل ولا جدل في ذلك. لكن كل طرف يفسر الحفل الختامي في غزة تفسيرا مختلفا. فأبو مازن يراه اجراءً تكتيكيا، ومحطة واحدة من محطات كثيرة في الطريق الى الهدف؛ وهو لا يرى تناقضا بين محادثة حماس ومحادثة اسرائيل. بالعكس إنه يرى أن محادثة حماس تعززه في مواجهة اوباما ونتنياهو.
    ويراها اليمين في اسرائيل على اجراء استراتيجيا، فالمطلوب الى أبو مازن أن يبت أمره بين مفاوضة اسرائيل ومفاوضة حماس فاختار حماس. وهذا الاختيار يجعله مرفوضا نهائيا أن يكون شريكا؛ وقد أعفى حكومة اسرائيل من ضرورة الجلوس معه، وأعفاها من خطر التنازلات. وصاغ نتنياهو رده على نحو مشابه لكنه حرص على إبقاء شق لتجديد المفاوضات. وإن ربحه المباشر يرجع كله الى الميدان السياسي الداخلي، فقد اتحد الائتلاف الحكومي كله من لفني ولبيد الى بينيت في لحظة خلفه ذ أما اليمين فبتنفس الصعداء وصيحة الابتهاج: قلنا لكم، وأما لفني فبخيبة رجاء مُرة وبغضب. قال اليمين إن أبو مازن ارهابي؛ وقال الوسط إنه جبان وفرّار. وقد كان التوقع في حكومة اسرائيل أن يسلك الامريكيون سلوك كلينتون في سنة 2000 بعد فشل كامب ديفيد حينما ألقوا ثقل التهمة كله على أبو مازن وأن يقلبوا صفحة.
    لم يحدث ذلك الى الآن فقد عزى الامريكيون أنفسهم بتجربة الماضي: فقد وقع أبو مازن ثلاث مرات على اتفاقات مصالحة مع حماس ذ في 2007 في مكة، وفي 2011 في القاهرة وفي 2012 في الدوحة ذ ثم رفضها جميعا. وهو عنده نوع عادة أن يجري الى حماس في كل مرة يحتاج فيها الى بت قرار في التفاوض وأن يعود بعد ذلك. حُددت خمسة اسابيع للمحادثات بين فتح وحماس ويجب أن ننتظر لنرى كيف تنتهي. نشرت متحدثة وزارة الخارجية الامريكية في مساء يوم الاربعاء اعلان تنديد لمراسم المصالحة في غزة. وتجهمت وجوههم في القدس فقد توقعوا شيئا أكثر اثارة وشيئا نهائيا.
    من الصحيح الى يوم الاربعاء أنه لم يُتخذ قرار على طي فريق السلام الامريكي أو الاستمرار على الابقاء عليه على نار هادئة، في واشنطن وفي القدس، ولا يحزم أحد أمتعته الى الآن، كان يفترض أن يقيم كيري عشاءً احتفاليا لمجموعة من رجال الاعمال الاسرائيليين والفلسطينيين اجتمعوا كي يدفعوا الاتفاق الى الأمام. وتمت مكالمات هاتفية بسرعة أول أمس بين رجال المجموعة والمكاتب في البلاد. هل هناك داع الى العشاء أم يحسن التخلي عنه؟ وكان الفرض أنه لا داعي لكن التخلي عنه أصبح متأخرا.
    خطب يئير لبيد في مساء يوم الاربعاء خطبة مصوغة صياغة جيدة علم الفلسطينيين فيها ما هو الخير لهم. هل يريدون دولة حقا؟ قال لبيد مُشككا. وقد كان هذا التشكيك في محله بيقين على خلفية أحداث الاسبوع الاخير.
    لو أنه عمق البحث لتبين له أن الشعبين غربي الاردن توأمان سياميان ينموان معا واحدا الى داخل الآخر. فاستصعاب انفصال الفلسطينيين هو استصعابنا. والطرفان يشد بعضهما على عنق الآخر الى درجة الاختناق، في نفور أخذ يقوى لكنهما يخشيان ترك ذلك.
    إن فرقا عميقا يفصل بين موقفي حكومة اسرائيل والسلطة الفلسطينية. ويصفه أحد المشاركين في التفاوض بعبارات جيولوجية فيقول: حتى في اللحظات الطيبة حينما كان يبدو أن موقفي الطرفين يقترب بعضهما من بعض، بقيت الهاوية عميقة كما كانت. وقد زاد فقط عدم الثقة بين الرئيسين الذي أثقل على المحادثات منذ اليوم الاول، في خلالها. وقد اقتنع أبو مازن بأن كل اجراء من نتنياهو حتى لو كان اجراء مصالحة لا يرمي إلا الى إفشاله وإذلاله وجعله قزما في نظر شعبه. يوجد ألف طريقة لبناء ثقة عند شريك، من تفضلات صغيرة انسانية الى أحلاف سرية تشمل العالم كله. ولم يبذل نتنياهو جهدا فيها إما لأنه لم يشأ وإما لأنه محصور جدا في مخاوفه الذاتية.
    والحقيقة أنه يوجد غير قليل من التشابه بين الاثنين فكلاهما يُصر على الرقص في جميع الأعراس ذ وعلى المفاوضة دون اعطاء، وعلى الوفاء بمطالب اليمين المتطرف، وكل واحد ويمينه المتطرف ذ دون أن يخسر تأييد العالم، والتمدح برؤياه، مع التمسك بالوضع الراهن. وقد يفاجيء هذا منتقدي نتنياهو من اليسار، لكن نتنياهو أظهر في الجولة الحالية قدرا أكبر من المرونة والجرأة مما أظهر أبو مازن. ويمكن أن نقول إن نتنياهو لم يؤمن بأنه يوجد احتمال لاتفاق ولهذا أباح لنفسه أن يظهر السخاء؛ أما أبو مازن فلم يؤمن بوجود احتمال لاتفاق ولهذا سد مسامعه.
    الشخص الذي لا يوقع

    كان أبو مازن المؤيد الأكبر في الجانب الفلسطيني لحل الصراع سلميا. وقد حارب بشجاعة استعمال الارهاب وسيلة في النضال الفلسطيني. وقد جعله موقفه يقف في مواجهة عرفات وتراثه وفي مواجهة المنظمات الارهابية وفي مواجهة عدد من رفاقه، وفي مواجهة الشارع الفلسطيني، وليست هذه أمورا يستهان بها.
    لكنه يخشى التوقيع، فعنده رهاب التوقيع زمن التوقيع. فبعد أن توصل هو ويوسي بيلين في 1995 الى سلسلة تفاهمات حظيت باسم وثيقة بيلين ذ أبو مازن، امتنع عن التوقيع وأنكر مجرد وجود الوثيقة. وتهرب من التوقيع بالأحرف الاولى بدءً للتفاوض على الاقتراح الذي قدمه اليه اهود اولمرت قبيل انتهاء مدة ولايته وامتنع عن الاجابة عن الاسئلة التي عرضها عليه الرئيس اوباما حينما التقيا في واشنطن في الشهر الماضي. كان اللقاء فظيعا ذ بل كان أفظع من اللقاء بين نتنياهو واوباما قبل ذلك باسبوعين. وقد انقضت مستشارة الامن القومي سوزان رايس خلاله على صائب عريقات الذي حاول أن يُسوغ بلغة انجليزية فصيحة، تهرب المسؤول عنه. الا أوقع قبل أن أرى سجنائي يُحررون’، قال عباس ومضى. واستنتج أحد الاسرائيليين الاستنتاج فقال: اإنه مهتم بالسجناء لا بالدولة’.
    كانت اسرائيل والامريكيون يوشكون أن يتفقوا في مطلع نيسان على صفقة رزمة توافق حكومة اسرائيل في اطارها على الدفعة الرابعة من الافراج عن السجناء وفيهم عرب اسرائيليون، ويفرج الامريكيون عوض ذلك عن جونثان بولارد. وأُدخل الفلسطينيون في الصورة، وحينها وثب أبو مازن فجأة مع قرار من طرف واحد على ضم السلطة الفلسطينية الى منظمات الامم المتحدة الـ 15. ولو أنه كان ضاءل اظهار هذا الاجراء فلربما مر لأن الامريكيين تحدثوا الى عريقات، وتحدثت لفني ايضا اليه، وبينوا له الصعوبة ذ لكن عباس أصر على أن يدعو المصورين.
    إن لكل رفض ولكل حيلة خلفية تخصها، لكنها معا تنشيء صورة مقلقة. قد لا يكون أبو مازن قادرا على أن يلتزم بأي اتفاق، فمنذ أن وقع في 1993 على اتفاق اوسلو مع شمعون بيرس، على اعشاب البيت الابيض، جف الحبر في قلمه وتجمدت يده وربما لا يريد ذلك. فثمة ساسة يكونون مستعدين لاجراء تفاوض لكنهم يهربون فرارا بأنفسهم قبل التوقيع بلحظة، كذاك العريس الذي أراد في ليلة عرسه أن يجرد العروس من ثيابها وبعد أن رآها عارية قال: اأنفها لا يعجبني’.
    أكد أبو مازن خلال محادثاته كلها مع الامريكيين أنه لا يُصدق نتنياهو. وردت تسيبي لفني هذه الدعوى بكلتا يديها وقالت: هل يغير شيئا من الامر أن تُصدقوا شخصا ما أو لا تصدقوه. إن السؤال هو ماذا يُعرض عليكم في التفاوض، وماذا ترون.

    لكن أبو مازن لم ير شيئا

    وُجد في الطرف الاسرائيلي في مرحلة ما من اعتقد أن القرارات المطلوبة قد تكون أكبر من أبو مازن، فيحسن أن نعود الى العمل على تسوية مرحلية. ولم تُنقل الفكرة قط الى الفلسطينيين فهم ارتابوا في اسرائيل منذ أول يوم واعتقدوا أنها تسعى الى تسوية مرحلية، فلم يكن داع الى تقوية ارتيابهم.
    ثم تحليل آخر أكثر تسامحا مع عباس، يعود الى الكلام الذي قاله نتنياهو في شباط من هذه السنة. فقد زعم نتنياهو أن عباس مستعد للتسليم باستمرار البناء في المستوطنات. وقد جعل تصريح نتنياهو هذا عباس خائنا في نظر شعبه، فسد مسامعه وفقد منذ تلك اللحظة الاهتمام بتفاصيل التفاوض، فقد تذكر عمره الكبير ذ 79. وشغله التراث الذي يريد أن يُخلفه، ومكانه في التاريخ القومي الفلسطيني. وعلم أن مكانته الآن قوية جدا ولا منافس له في الجهاز السياسي الفلسطيني وبدأ يفكر في انتخابات.
    وزاد الافراج عن السجناء أهمية عنده وذلك أولا لأنه دفع عن الافراج عن السجناء بموافقته عن الامتناع عن التوجه الى الامم المتحدة، ويجب على اسرائيل أن تدفع الحساب كاملا؛ وثانيا لأن هذا هو ما يُقدره الشارع. واذا أمكن أن يُضم البرغوثي الى المفرج عنهم وكأنه بولارد محلي فسيُضم اليهم.
    في يوم الخميس الماضي تم اللقاء المأمول بين الطرفين. ورعاه مارتن اينديك المبعوث الامريكي، وكان موعد انتهاء بعثة كيري حاضرا.
    قال عريقات إن أبو مازن سيحل السلطة الفلسطينية وتكتفي القيادة الفلسطينية بمؤسسات م.ت.ف. وتفقد اسرائيل درعها الواقي والغطاء الذي يغطي الاحتلال. وتلقى نتنياهو تقريرا فأدرك أن السكين على عنقه. وأنه يجب عليه أن يفعل شيئا، فأجاز للفريق الاسرائيلي أن يلتزم بأن يكون البناء في المناطق امنضبطا’، وأن يُجمد البناء الخاص الجديد، وأن يتم الوفاء بالشرط الثاني الذي يشترطه أبو مازن وهو التباحث في الحدود فورا بشرط أن يُبحث في الموضوعات الجوهرية الاخرى. ويمكن ايضا حل مشكلة السجناء بمصالحة. يجب أن نتذكر أن التغيير في الجانب الاسرائيلي لم يمس الجوهر ذ لا الحدود ولا شرقي القدس، فقد تحدث الاسرائيليون في هذه المواضيع تسعة اشهر مع الامريكيين لا مع الفلسطينيين. واحتفظ نتنياهو لنفسه بالحق في التحفظ من كل ما اقترحه الامريكيون في المواضيع الجوهرية.
    في يوم الثلاثاء تم اللقاء الذي كان يفترض أن ينتهي الى تمهيد طريق واستمر خمس ساعات في جو مصالحة. وقد عرّفه الاطراف جميعا بأنه جيد جدا. وعلم الاسرائيليون أن وفدا يوشك أن يخرج في الغد الى غزة ليلتقي مع قادة حماس ولم يعلموا أن الوفد سيوقع على اتفاق مصالحة في مؤتمر صحفي احتفالي تذيعه وسائل الاعلام.

    العرّاب

    صعب عليهم في رام الله أن يفهموا سبب الجلبة: فنتنياهو يرقص طول الوقت مع متطرفين؛ وأبو مازن يرقص من آن لآخر مع متطرفينا. ولا تتصل خصومته مع حماس باسرائيل بل ذاك شأن فلسطيني داخلي، ولن تشمل الحكومة التي ستنشأ اذا نشأت ناسا من حماس يرفضون اتفاقات اوسلو وحق اسرائيل في الوجود، بالعكس ستحصل على تفويض أوسع للتوصل الى اتفاق. ونظروا في القدس الى ذلك نظرة مختلفة فقد فقد نتنياهو مجال حيلته وهو محتاج الى زمبيشيين وأوري اريئيليين للالتفاف على بينيت. وسيجب عليه أن يوافق على عقوبات شديدة للسلطة الفلسطينية التي سترد بعقوبات منها وسيرفع العنف رأسه وربما الارهاب ايضا.
    وسيتجه الفلسطينيون الى النظام الدولي مع فرض عدم تجديد التفاوض. وسيضطر الامريكيون الى عقابهم لكن الاوروبيين سيذوبون رقة. لأن أبو مازن سيُحدثهم لا باسم الضفة وحدها بل باسم فلسطين كلها. وسيسافر في الشارع السريع في الطريق الى الدولة وستتسع المقاطعة مع اسرائيل ويتجدد خطر اعتقال ضباط اسرائيليين في عواصم العالم.
    خرج عباس أقوى بحسب معايير فلسطينية داخلية. ويجب أن يشكر على ذلك لا اسرائيل بل الجيش المصري الذي عزل الرئيس مرسي راعي حماس وأحل السيسي العدو محله. إن حماس في ازمة وقد أصبحت أكثر مرونة مما كانت من قبل.
    يجب تقوية أبو مازن، يقول زعماء اوروبيون في لقاءاتهم المتكررة مع وزراء اسرائيليين. وقال أحد الاسرائيليين: يشبه ذلك سلسلة أفلام امريكية: العراب 1، والعراب 2 والعراب 3 الآن. قف، قال له دبلوماسي اجنبي. يوجد أمل. فقد كان العراب 3 الفيلم الأنجح.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    مزور التاريخ: الرئيس كذاب محترف

    بقلم: زئيف كام،عن معاريف
    في إطار لقاء مفتوح أجراه هذا الاسبوع رئيس السلطة ابو مازن مع مجموعة من الصحفيين الاسرائيليين، سأل أحدهم الرئيس الفلسطيني في موضوع الاعتراف بدولة يهودية.
    ما هو فيلمك في واقع الامر، سُئل أبو مازن (ليس في هذه الصياغة). ما هي مشكلتك في الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة الشعب اليهودي؟ وكان للرجل الدبلوماسي جوابان: واحد يرتبط بالتاريخ القريب، وآخر بالتاريخ الابعد بكثير.
    الجواب الاول عني بالمفاوضات التي أجراها ابو مازن مع رئيس الوزراء السابق اولمرت. فقد شرح ابو مازن يقول انه ‘معه، لم يطرح موضوع الاعتراف بدولة يهودية. فهو لم يطلب مني شيئا كهذا’. كان يمكن للمرء أن يتوقع من رجل كبير في السن يبلغ من العمر 79 سنة جوابا أقل ‘تخلفا’ بقليل، وعذرا على التعبير. أحقا. فماذا في ذلك؟ رئيس وزراء جديد، حكومة جديدة، مواقف جديدة. كل الحوار مع اولمرت كان مختلفا. في تلك المحادثات كان هناك ايضا اجماع اسرائيلي على اسىتيعاب كمية معينة من اللاجئين الفلسطينيين’، و 20 شيء آخر وافق اولمرت عليها ونتنياهو لن يقبل بها ايضا. اي نوع من الجواب هذا؟
    وكما قلنا، ففخامة رئيس المنظمة أخذنا أيضا في جولة تاريخية قصيرة الى الايام الاولى للدولة وذكر مع قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي الاول، دافيد بن غوريون. ادولة كل سكانها’، اقتبس ابو مازن عن الختيار. وكذب عن عمد وبوقاحة لكل من حضر في الغرفة.
    أفلم تجد كذبة فظة وبائسة أكثر من هذه يا رئيس؟ فكل طفل فلسطيني يعرف قليلا النص الذي تلاه بن غوريون من وثيقة الاستقلال يعرف بانه قال أيضا ادولة يهودية في بلاد اسرائيلب. فقليلا من الذكاء عند الكذب والتزوير. بحياتك يا أبو مازن.
    ولكن ما العمل، هذا هو التاريخ حسب محمود عباس. لا حاجة للسير بعيدا من أجل تزيين أقوال تاريخية مدحوضة وبائسة قيلت على لسان الرجل. ففي شهر كانون الاول الماضي فقط بعث رئيس المنظمة الفلسطيني برسالة بمناسبة عيد الميلاد، حيث اختار اطلاع العالم المسيحي بان اليسوع كان على الاطلاق فلسطينيا.
    لقد أصبح الرسول الفلسطيني مصدر نور وارشاد للملايين في ارجاء العالم’، تفوه الرئيس الفلسطيني في حينه، وفي ثانية واحدة اخترع لشعبه تاريخا من الفي سنة. ما الضير. اثنان بسعر واحد. إذ يتبين أيضا، فجأة، بان الفلسطينيين عمليا يوجدون هنا منذ الفي سنة (اين اختبأوا كل هذا الوقت)، وأن يربح في نفس الوقت نقاط استحقاق في العالم المسيحي، وهو أمر لا يض ابدا.
    ان من هو قادر على ان يخترع في لحظة واحدة تاريخا من الفي سنة دون ان يرف له جفن (ولن يرف له، صدقوني)، فماذا هو بالنسبة له أن يذهب 64 سنة الى الوراء وأن يزور أقوالا قالها رئيس الوزراء بن غوريون؟ أمر قليل.
    من جهة اخرى، هذا هو الرجل الذي يروى عنه في اليسار بان ليس هناك افضل منه لاسرائيل أن توقع معه على اتفاق سلام. اعترفوا بان هذه جملة مقلقة بعض الشيء. اذا كان الكذاب المواظب ذاته يعرف بانه هو افضل ما لدى الفلسطينيين ليعرضوه على اسرائيل، فماذا يقول هذا عن باقي الفلسطينيين؟ الرب يحفظنا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــاق

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 467
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:38 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 227
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:38 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 226
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:37 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 225
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:34 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 224
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:30 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •