النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 682

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء محلي 682

    في هذا الملـــــف:
    ü إنهاء الانقسام بالأفعال وليس بالتصريحات والأقوال
    بقلم: حديث القدس – القدس
    ü نهاية حل الدولتين
    بقلم: محمد ايوب - القدس
    ü صافرة ابو السعدي
    بقلم: عيسى قراقع – القدس
    ü الحال بالحال تذكّر؛ "الأقدام السوداء" و"فتيان التلال"!
    بقلم: حسن البطل – الايام
    ü أزمة "الإخوان المسلمين" وخشبة "حماس"
    بقلم: أشرف العجرمي – الايام
    ü تغريدة الصباح - هذا المثقف لهذه المناسبة..
    بقلم: أحمد دحبور – الحياة
    ü هل اقتربنا من خراب مالطا؟
    بقلم: د. صبري صيدم – الحياة
    ü مـــــنــــــذ
    بقلم: د.ناصر اللحام – معا















    إنهاء الانقسام بالأفعال وليس بالتصريحات والأقوال
    بقلم: حديث القدس – القدس
    هناك تقارير حول اتفاق على تشكيل حكومة "توافق" بين حركتي فتح وحماس، وتفاهم بشأن تفعيل "الإطار القيادي لمنظمة التحرير". وهذا كله يندرج في نطاق جهود إنهاء الانقسام بين جناحي الوطن الفلسطيني، وعبر الجولات المكوكية التي تقوم بها الوفود بين الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عدة أسابيع.
    ونظرا لكثرة هذه التقارير المتفائلة وتكرار ترديدها في وسائل الإعلام من جهة، ثم تحولها إلىفقاقيع هواء سرعان ما تتلاشى بعد أيام وربما ساعات من الإعلان عنها من الجهة الثانية، فإن المواطن الفلسطيني العادي أصبح لا يلتفت إلى هكذا تقارير، ويتعامل معها على أنها مجرد كلام في كلام وزوابع متلاحقة في الفنجان.
    ويشعر الفلسطينيون أن الانقسام تحول بسبب مرور الزمن عليه إلى ظاهرة راسخة، وانبنت عليه مصالح فئوية وحتى شخصية أحيانا، وبالتالي فإن إنهاء الانقسام وإن كان من المفروض أن يكون قرارا فلسطينيا بامتياز، فإن قوى إقليمية ودولية منتفعة من هذا الانقسام تمارس ضغوطها على الفصيلين الفلسطينيين الكبيرين للحد من أي تحرك جاد لتوحيد الوطن.
    اسرائيل مثلا تتخذ من الانقسام ذريعة، وهي أصلا ليست بحاجة لأي ذريعة لتجميد أي مبادرة تستهدف إنهاء الاحتلال. وهي تدعي أن أي اتفاق مع السلطة الفلسطينية لن يكون ناجعا حسب زعمها، لأن حماس تسيطر على قطاع غزة ، وهي تعارض أي تسوية سلمية تستند إلى حدود 1967.
    وهذا الادعاء الاسرائيلي باطل من أساسه، فهناك اتفاق بين الحركتين على تخويل صلاحيات التفاوض لمنظمة الحرير الفلسطينية التي يرأسها أبو مازن. وهذا ما نص عليه التفاهم الأخير بين الحركتين في أيار 2013 في القاهرة.
    وتنسى اسرائيل والقوى الدولية المساندة لها أن القرار هو بيد الشعب الفلسطيني الذي رفض الانقسام منذ لحظاته الأولى، وكان وقوع هذا الحدث المأساوي صادما للفلسطينيين الذين كانوا متفائلين عام 2007 بأن تصمد حكومة الوحدة الوطنية، وأن تظل غزة تحت راية السلطة الفلسطينية الواحدة- كائنا ما كان الفصيل أو الحزب الذي يفوز في الانتخابات التشريعية والرئاسية.
    وما يريده أبناء الشعب الفلسطيني الآن هو إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة مهما كان اسمها أو توصيفها فهي حكومة الانتماء لفلسطين وللشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. لأن كلا من فتح وحماس هي أداة لتحقيق تطلعات الشعب كله بكل فصائله وقواه السياسية والمذهبية، والانتماء لفلسطين والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية هو الأصل وهو الغاية. أما الانتماء لأإيفصيل فهو وسيلة لتحقيق تلك الغاية، المتمثلة في المصلحة العليا للشعب الفلسطيني كله.
    ولن يكون لأي تصريح أو بيان حول إنهاء الانقسام مصداقية إلا إذا تبلور على أرض الواقع وتجسد في أطر سياسية وأمنية موحدة، وارتفع الانتماء لفلسطين والشعب والقضية على كل الاعتبارات الفئوية والفصائلية والشخصية، وعاد الجميع إخوة متضامنين متحدين تحت راية الوطن الواحد ولخدمة الأهداف الوطنية المنشودة في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة الكاملة على أرضها ومياهها وأجوائها ومواردها الطبيعية وقرارها السياسي.
    نهاية حل الدولتين
    بقلم: محمد ايوب - القدس
    يبدو أن الجهود البطولية التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإنقاذ عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية على وشك أن تنتهي بالفشل. وعلى الرغم من أن التوصل إلى تسوية حقيقية كان دوماً أضغاث أحلام، فإن خيبة الأمل الأخيرة هذه تجعل الولايات المتحدة عاجزة عن الحفاظ حتى على وهم "عملية السلام" التي كانت كلها مجرد عملية فقط من دون سلام. بيد أن هذا قد لا يكون أمراً سيئاً للغاية.
    الواقع أن المفاوضات تبوء بالفشل لأسباب عديدة، بدءا باستمرار الاستعمار الإسرائيلي للأراضي المحتلة في العام 1967 على الرغم من معارضة المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة. بل ان إسرائيل عَجَّلَت بوتيرة بناء المستوطنات منذ بدأت أحدث جولة من المحادثات، في حين صَعَّدَت مطالبها، وخاصة في ما يتعلق بتمركز القوات الإسرائيلية في وادي الأردن. ومن الواضح أن الإفراج عن بضع عشرات من السجناء الفلسطينيين ليس بديلاً لتنازلات حقيقية بشأن هذه القضايا الخلافية.
    ما يزيد الطين بلة أن الولايات المتحدة امتنعت بشكل متواصل عن استخدام نفوذها الكبير لإجبار إسرائيل على تغيير مسارها، نظراً للقوة السياسية التي يتمتع بها اللوبي المؤيد لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، وخاصة لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك). ومن اللافت للنظر أن كيري عَيَّن مارتن إنديك -وهو مواطن أسترالي بريطاني المولد بدأ حياته السياسية في الولايات المتحدة بالعمل لدى أيباك في أوائل ثمانينيات القرن العشرين- مديراً لتسهيل المفاوضات.
    هناك عقبة أخرى تحول دون التوصل إلى اتفاق سلام، والتي تتمثل في الانقسام بين غزة التي تسيطر عليها حركة حماس والضفة الغربية التي تسيطر عليها منظمة فتح. وتمتد جذور هذا الانقسام أيضاً إلى التعنت الأميركي والإسرائيلي -وعلى وجه التحديد رفضهما القبول بفوز حماس في انتخابات العام 2006 والاعتراف بها ممثلة شرعية لفلسطين. وقد شجعت هذه السياسة حركة فتح على عدم التنازل عن السلطة لحماس في الضفة الغربية، الأمر الذي أدى إلى توليد الانقسام في فلسطين المحتلة.
    بيد أن هذا الانقسام لم يكن يشكل عقبة كبيرة في أحدث جولة من المفاوضات، لأن حماس تنحت جانباً، فلم تشارك ولم تسع إلى القيام بدور المفسد. ولعل هذا القرار كان نابعاً من افتراض مفاده أن المحادثات سوف تنهار لا محالة، وهذا من شأنه بالتالي أن يضعف مكانة السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح. وأياً كان الأمر، فلا أحد يستطيع أن يعزو الانقسام بين الفلسطينيين إلى فشل المحادثات هذه المرة.
    يعيدنا هذا إلى الاستعمار الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية، والذي يستبعد إمكانية تفعيل حل الدولتين. أضف إلى هذا إصرار اليمين الإسرائيلي على استحالة تقديم أي تنازلات في القضايا المتعلقة بالأراضي أو القدس أو حق العودة للفلسطينيين. ومن والواضح أن كيري لم يحظ حقاً بأي فرصة.
    لعل الإشارة الأكثر وضوحاً لعناد إسرائيل وتصلبها جاءت على لسان وزير اقتصادها نافتالي بينيت في تموز (يوليو) الماضي، عندما أعلن: "لقد وصلت فكرة وجوب إنشاء دولة فلسطينية داخل أراضي إسرائيل إلى طريق مسدود. إن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لأرض إسرائيل هو البناء ثم البناء ثم البناء (المستوطنات اليهودية)".
    من عجيب المفارقات هنا أن أي مراقب فلسطيني فَطِن قد يشعر بالارتياح إزاء فشل أميركا في منع إسرائيل من توسيع مستوطناتها (وبالتالي ضم حصة متزايدة من الأراضي الفلسطينية فعليا)، لأن فشلها هذا ينهي التمثيلية الهزلية التي قامت عليها عملية السلام حتى الآن. وتتلخص النتيجة الأكثر ترجيحاً الآن في إقامة دولة منفردة موحدة داخل حدود الانتداب البريطاني على فلسطين في العام 1922، بما في ذلك كل إسرائيل القائمة في الوقت الحاضر والأراضي المحتلة.
    بعبارة أخرى، تتجه إسرائيل وفلسطين بخطى ثابتة لا هوادة فيها نحو إقامة دولة ثنائية القومية بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط. وسوف تستند مثل هذه الدولة إلى واحد من مبدأين متضادين: المساواة في الحقوق لجميع سكانها، أو شكل ما من أشكال الفصل العنصري الذي يتسم بالسيطرة اليهودية والتبعية الفلسطينية.
    المشكلة بالنسبة للفلسطينيين هي أن الإسرائيليين اليهود سوف يتمتعون بنفوذ أكبر في إدارة عملية تنمية هذه الدولة الموحدة، ومن غير المرجح أن يختاروا المساواة من تلقاء أنفسهم. ذلك أن منح جميع المواطنين الحقوق السياسية والمدنية المتساوية يعني الانتقاص من الطابع اليهودي القسري للبلاد، والنكوص على الأهداف والإنجازات الصهيونية، وهي النتيجة التي لن تكون مقبولة لدى أغلب السكان اليهود في إسرائيل. ولن يكون احتفاظ هذه الدولة باسم "إسرائيل" كافياً للتخفيف من هذه المقاومة.
    سوف يستجيب المجتمع الدولي لقيام دولة فصل عنصري على الأرجح بازدراء إسرائيل ونبذها، بصرف النظر عن الاحتجاجات الأميركية. وعلاوة على ذلك، من المحتم أن يمتد الصراع داخل مثل هذه الدولة إلى خارج حدودها، وربما يشعل شرارة نزاع إقليمي عظيم. وهذا من شأنه أن يفرض عواقب خطيرة على الولايات المتحدة وغيرها من أنصار إسرائيل المخلصين في الغرب، الذين تدفعهم مصالح استراتيجية واقتصادية كبرى في المنطقة.
    هكذا، يكون الوقت قد حان لكي تعيد الولايات المتحدة النظر في سياستها تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وبدلاً من ملاحقة سراب حل الدولتين، ينبغي لها أن تستخدم نفوذها في المنطقة لتمهيد الطريق لنشوء دولة ديمقراطية ثنائية القومية تضمن المساواة السياسية والمدنية الكاملة لجميع سكانها. وقد لا يكون هذا حلاً مثالياً لأي من أطراف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكنه أفضل كثيراً من البديل: دولة الفصل العنصري التي من المرجح أن تزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وأن تؤدي إلى حلقة مفرغة لا نهاية لها من الصراع في المنطقة.
    محمد ايوب -بنجالور - أستاذ شرف مميز للعلاقات الدولية في جامعة ولاية متشيغان، ومؤلف كتاب "هل سينفجر الشرق الأوسط؟

    صافرة ابو السعدي
    بقلم: عيسى قراقع – القدس
    في دوار المنارة برام الله، يقف ابو السعدي والشمس عمودية تصب أشعتها الحامية فوق رأسه، وقد تدلت ثلاث صافرات من رقبته والرابعة في فمه، يداه تتحركان يمينا وشمالا، خلفا واماما، يحرك المركبات المزدحمة وينظم سيرها، يمنع الاكتظاظ والتزاحم، وجميع السائقين يلتزمون بتعليمات صافرة ابو السعدي.
    إنه أول شرطي فلسطيني متطوع وغير رسمي، وقف في وسط مدينة رام الله ينظم المركبات بعد إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1995، وقبل إنشاء جهاز الشرطة الفلسطيني وبناء الأجهزة والمؤسسات، كأنه أراد أن يقول : أن ارض الصراع دانت أخيرا لنا، ونحن قادرون على بعث روح الحياة في المكان الذي دعسته دبابات الاحتلال.
    صافرة ابو السعدي أجابت على أسئلتنا العميقة حول الحضور والغياب، نفخ بأنفاسه في الغياب، ليرى الحضور واضحا واضحا، ويرى نفسه حرا وهو يردد مقولته المشهورة: تبدأ الدول بوجود الشرطي، بصوت صافرتي التي تعلن بأننا هنا، وكنا هنا، وسنبقى هنا.
    رأيته يوم الأسير الفلسطيني يرقص في ساحة مدينة البيرة خلال إيقاد شعلة الحرية ، ولكني لم أر صافرة في فمه، ولما سألته قال لي: صوتي ضاع في العتمة، ولم تستطع صافرتي أن يصل صوتها إلى أولادي في الزنازين، كل شيء مغلق، علي أن ارقص حتى لا يعتقد الاحتلال أني شبح تجمد في الصدمات.
    صافرة ابو السعدي دوّت فوق حاجز قلنديا العسكري وفوق رؤوس المستوطنات المتربعة فوق أراضينا في كل مكان، ودوت فوق رأس الشهيد في تلك الجنازة ، عندما خرج الشهيد من تحت ركام البيت المدمر علنا مستجيبا لصافرة ابو السعدي وهي تغني للحياة القادمة.
    صافرة ابو السعدي تتباطأ وهي تعد أسماء خمسة آلاف أسير فلسطيني يقبعون في السجون، وتتوقف قليلا عند أسرى مرضى مشلولين ومصابين بالسرطان، ينفخ ابو السعدي في أجسادهم لينتظروا أكثر قبل أن تصل الأكفان.
    صافرة ابو السعدي تصرخ أمام بوابة سجن عوفر يوم 29/3/2014، لم تفتح تلك البوابة ويفرج عن الدفعة الرابعة، ظلت الصافرة تصرخ وتصرخ إلى أن سقط ابو السعدي مصابا بقنبلة صوت احتلالية، وظل يصفر.
    هذا اللاجئ الذي يأتي من قريته ترمسعيا يوميا على قدميه ليشاركنا في كل الفعاليات، يتقدم أمامنا، يلقى علينا أبيات من الشعر، يهز جسده بغضب، ترتجف يداه وهو يحملق في صورة مروان البرغوثي واحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وكريم يونس ولينا جربوني، يخرج الصافرة من جيبه ويلطمنا جميعا ونحن صامتين.
    صافرة ابو السعدي الآن تحذرنا من جنون الواقع الذي يريده المحتلون قائلا : الكرامة أهم من المال، الحرية أهم من بطاقات أل vip، عزة النفس أهم من موكب صاخب لأي مسؤول ، هل تفهمون، يسألنا ويصفر في وجوهنا منقلبا على الحاضرين المصابين بالدهشة منذ سنين، ويتطلع إلى صورة الرئيس ابو مازن وهو يوقع على الانضمام للمعاهدات والاتفاقيات الدولية بروح عنيدة.
    ابو السعدي يبلغ من العمر 70 عاما، أضلاعه الناشفات تشبه أضلاع حجارة قريته ديربان التي احتلت عدم النكبة، وكوفيته المبعثرة على وجهه تدل انه لا زال منكوبا وساخطا، وان صافرته تلقى بكل أحلامه هناك بعيدا خلف السياج.
    صافرة ابو السعدي التي استقبلت السلطة الفلسطينية لتكون نواة الدولة الفلسطينية المستقلة تعاتبنا وهي تسألنا: كيف يكون لنا دولة ولا زال هناك المئات من الأخطاء الطبية يموت بسببها المرضى، وكيف يكون لنا دولة ولا يوجد مسلخ شرعي لذبح اللحوم التي قد تكون فاسدة، وكيف يكون لنا دولة ومازال البعض يعشق المظاهر والشكليات، ولا يتطلع تحدت قدميه ليرى كم فقيرا يرتمون على الأرصفة، وكيف يكون لنا دولة وصوت نحيب يعلو في هذه الحارة وتلك، عندما يسقط شهيدا أو يعتقل طفلا أو تجرف شجرة،وكيف يكون لنا دولة وظاهرة قتل النساء تتصاعد كل يوم أمام سيف القبيلة.
    صافرة ابو السعدي هي كلام ذاكرة، لسان الناس البسيطين المغلوبين الساكتين المتأملين طلوع الفجر أو مغيب الشمس دون خوف من ليل أو مداهمة.
    هي حالنا عندما نفعل ما نقول ، نتألم حين نتألم، ونفرح حين نفرح، ونغضب حين نغضب، دون عكازة من مسؤول أو رضى من خبير في التنمية أو البنك الدولي أو سمسار يقضي وقته سائحا في تل ابيب.
    صافرة ابو السعدي اختنقت عندما رأى قوات الاحتلال تلقى بالمياه العادمة ذات الرائحة الكريهة جدا على سكان مخيم عايدة عقابا لهم على استمرار رمي الحجارة على الجنود.
    صافرة ابو السعدي ترى المخيم المكتظ يعوم في المياه القذرة، لا أحد جاء لينظف الشوارع، ولا احد أنقذ نهى قطامش من الموت وهي تختنق، وسمعت الصافرة تنادي: أيها اللاجئون، النكبة عادت ولكن بشكل بشع، يا أهل المخيم لم تعودوا لاجئين فقط بل مكبا للقاذورات.
    صافرة ابو السعدي قالت لي مواسية:
    كلما أتعبني ابن شعبي
    أحببته من داخل قلبي
    الحال بالحال تذكّر؛ "الأقدام السوداء" و"فتيان التلال"!
    بقلم: حسن البطل – الايام
    يلهون على رمال شواطئ الاستجمام البحرية، برمي أطباق بلاستيكية. الرامي المحترف يرمي ويعود إليه الطبق. هذه لعبة مطوّرة عن سلاح صيد أسترالي بدائي "معقوف" بطريقة هندسية دقيقة، يسمى "بوميرانج": سلاح مرتد!
    لعلّ ما يجري في الضفة وإسرائيل يشبه قليلاً أن ترمي إسرائيل "بوميرانج" الاستيطان اليهودي ليرتد على دولة إسرائيل وجيشها وأجهزة أمنها.
    لنبتعد عن ألعاب اللهو وأسلحة الصيد البدائية إلى مقاربة ما بين "تمرّد" المستوطنين الفرنسيين في الجزائر (المستعمرين ـ الكولون) على باريس ـ الجنرال شارل دي ـ غول، حول انفصال الجزائر عن فرنسا، وبوادر "تمرّد" المستوطنين اليهود.
    المعمّرون الفرنسيون في الجزائر مارسوا عنفاً ضد المواطنين الجزائريين، خاصة إبّان حرب الاستقلال الوطني، وشكّلوا مجموعات إرهابية "سرّيّة" تحت اسم "الأقدام السوداء ـ لي بات نوار"، وقاتلت هذه ضد الجزائريين، ثم ضد إعلان مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة، شارل دي ـ غول، حق الجزائريين بانفصال الجزائر عن فرنسا، بعد إجراء استفتاء!
    إلى عصابات "لي ـ بات نوار" انضم جزء من الجيش الفرنسي في الجزائر، بقيادة الجنرال سالان، وحاولوا القيام بانقلاب عسكري في فرنسا ذاتها، ما دفع الجنرال دي ـ غول إلى زيارة القوات الفرنسية في ألمانيا، لمجابهة الانقلاب بالقوة.. مع خطر انقسام الجيش الفرنسي كما حصل بعد الاحتلال النازي، وممالأته من المارشال فيليب بيتان، رغم أنه كان "بطل" موقعة فردان الفاصلة 1916 ضد الجيش الألماني.
    بدون طول سيرة، شكّل الجنرال دي ـ غول جيوشاً من المستعمرات لـ "فرنسا الحرّة" حاربت مع الحلفاء، ثم حُكم على "الخائن ـ البطل" بيتان بالإعدام، ثم استبدله المنتصر دي ـ غول بالسجن مدى الحياة.
    صحيح، أن الجزائر وفرنسا (المواطنون الثائرون والمعمّرون ـ الكولون) قصة تختلف عن قصة إسرائيل والفلسطينيين، لكن هناك وجه شبه بين "تمرّد" المعمّرين وبوادر "تمرّد" المستوطنين المزدوج: ضد جيرانهم الفلسطينيين؛ ومن ثم ضد الجيش الإسرائيلي الذي مكّنهم ويحميهم.. أي بين عصابات "الأقدام السوداء" وقطعان المستوطنين وإرهابهم تحت شعار "تدفيع الثمن".
    في سبعينات القرن المنصرم، شكّل غلاة المستوطنين اليهود و"التنظيم السرّي اليهودي" وتمّ تفكيكه بعد تورطه في محاولة اغتيال رؤساء بلديات فلسطينيين منتخبين. لكن قويت شوكة الاستيطان اليهودي كثيراً عمّا كان في سبعينات القرن المنصرم، وبخاصة بعد "فتيان التلال" حسب نداء شارون "اصعدوا كل تلّة"، وأيضاً فإن استقلال فلسطين مطروح بقوة أكبر مما كان في تلك المرحلة.
    الآن، "فتيان التلال" هم إطار لعمل مجموعات شبابية استيطانية ترفع شعار "تدفيع الثمن" أي ممارسة تعديات على الفلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم وبيوت عباداتهم، مع "مناوشات" ضد الجيش الذي يحميهم، كما حصل في مستوطنة "يتسهار".
    كما في "بوميرانج" فقد امتد أسلوب "تدفيع الثمن" وعبر "الخط الأخضر" إلى المدن والقرى العربية في إسرائيل، ومؤخراً إلى مدينة أم الفحم في المثلث، باعتداء على المسجد (ليبرمان لا يريدها في إسرائيل؟).
    من المبكر الحديث عن "حرب اليهود" ودورها في خراب الهيكل الأول والثاني، لكن جذور تمرّد المعمّرين في الجزائر تعود إلى ادعاءات : الجزائر امتداد لفرنسا تحت البحر؟ وأمّا جذور تمرّد عصابات "تدفيع الثمن" فهي تعود إلى امتداد تاريخي يهودي مزعوم في أرض فلسطين، يرقى إلى 4000 سنة (حسب ادعاء نتنياهو!).
    يقول البعض في إسرائيل إن الصهاينة أسّسوا دولة إسرائيل، وأن المستوطنين يؤسّسون "دولة يهودا" ما وراء "الخط الأخضر".. وبعد زعيم فتيان التلال زئيف حفير "زمبيش" الذي أقام بؤرة غير شرعية في "غوش عتصيون" اعترفت بها إسرائيل في عزّ المفاوضات، صار لحزب المستوطنين وزير وضابط سابق في القوات المختارة، هو نفتالي بينيت.
    بينيت يهدّد بفرط الحكومة إن "جمّدت" الاستيطان، أو أطلقت سراح النبضة الرابعة لأسرى ما قبل أوسلو.. ويدعو لإلغاء أوسلو و"حل السلطة"!
    كان موشي دايان قد حذّر إسرائيل من احتمال صيرورة الأراضي المحتلة جمرة في كفّ يدها، وغيره يحذّر من الآن "تمرّد" بعض غلاة المستوطنين حتى على الجيش الذي يسلّحهم ويحميهم.. ولم تبن بعد "حرب اليهود" حسب تعبير غولدا مائير!
    أسلوب "تدفيع الثمن" في فلسطين وإسرائيل يوصف بأن أتباعه "خارج القانون" أو يوصف، أيضاً، بممارسة "الإرهاب".. ولكن فقط عندما يهينون قائد اللواء الإسرائيلي، ويخرّبون ممتلكات الجيش، وليس عندما يدعم سلاح الجيش سلاح المستوطنين في التعدّيات على المواطنين الفلسطينيين؟
    هناك تشابه بين "الكولون" في الجزائر، والاستيطان في الضفة، لكن من المبكر الحديث عن تشابه في مصير المستعمرين الفرنسيين في الجزائر، ومصير المستوطنين في فلسطين.. لكن المسألة أخطر على فلسطين وإسرائيل من مجرد وصف المتطرفين اليهود بـ "أعشاب ضارّة".. إنهم حشرات سامّة في الأكل.
    هناك شيء يمكن أن يزعزع الترابط الإسرائيلي بين : الجغرافيا، الديموغرافيا... والأمن (بقرة الأمن المقدّسة).


    أزمة "الإخوان المسلمين" وخشبة "حماس"
    بقلم: أشرف العجرمي – الايام
    تفاقمت أزمة حركة "الإخوان المسلمين" التي بدأت بعد سقوط نظام الرئيس محمد مرسي في مصر، بعد أن أعلنت عنها السعودية حركة إرهابية وضمت اسمها إلى قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة في بيان صدر عن الداخلية السعودية في 7 آذار الماضي، وهذه كانت ضربة كبيرة وقاسية للحركة وانعكست سلباً على شرعية وجود الحركة في دول الخليج العربي نظراً لأهمية دور السعودية المحوري والمؤثر فيها. مع العلم أن علاقة "الإخوان" بالسعودية بدأت في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وقد استخدمتهم السعودية في نزاعها معه. ثم لعبت السعودية دوراً بعد ذلك في المصالحة بين الرئيس أنور السادات والجماعة. ويبدو أن القرار السعودي جاء في ظرف حساس للغاية بالنسبة للمملكة وخاصة بعد فشل الجماعات الإسلامية التي تدعمها في سورية وخسارتها معارك في مدن وبلدات سورية مهمة، وبعد توتر العلاقة مع قطر التي تشكل الداعم الأكبر لحركة " الإخوان "، والإعلان عن حظر الحركة في قسم منه موجه لقطر كذلك. وهناك من يعتقدون أيضاً أنه بسبب خشية المملكة من انتقال عدوى الربيع العربي إليها بعد عودة الشباب السعوديين من سورية بعد مشاركتهم في القتال وتحولهم إلى إسلاميين متشددين يشكلون خطراً على استقرار المملكة كما حدث في الكثير من البلدان العربية. ولهذا كان الحظر يشمل تنظيمات أخرى ويمنع المواطنين السعوديين من المشاركة في القتال خارج بلدهم.
    ويمكن اعتبار الموقف السعودي الأقوى بعد موقف السلطات المصرية التي تعاملت بحزم مع "الإخوان" وجعلت منهم جماعة إرهابية محظورة واعتقلت قياداتهم بعد الإطاحة بحكمهم، إذ إن السعودية بالإضافة إلى كل من الإمارات والكويت قد سحبت سفراءها من قطر في سابقة لم تشهدها العلاقات في دول مجلس التعاون الخليجي من قبل، وهددت قطر بحصار خانق إذا استمرت في تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وكان واضحاً أن السعوديين والإماراتيين متضايقون جداً من تدخل قطر في شؤون مصر كذلك ومن دعمها لحركة "الإخوان" وتحويلها قناة الجزيرة إلى منبر لهم لمهاجمة مصر والتحريض على سلطاتها الحاكمة وعلى المشير السابق عبد الفتاح السياسي المدعوم من هاتين الدولتين.
    وإصرار السعودية على موقفها من قطر و"الإخوان" و دعم الإمارات والكويت وإلى حد ما البحرين لها، فرض على القطريين الانصياع للرأي الغالب في مجلس التعاون والقبول بشروط السعودية وحليفاتها والتوقيع على ما سمي "اتفاق الرياض" الذي توج اجتماعاً لوزراء خارجية دول مجلس التعاون في يوم الخميس الماضي (17/4/2014)، والذي تضمن حسب صحيفة "رأي اليوم" اللندنية موافقة قطر على وقف إجراءات تجنيس القيادات الإسلامية الخليجية الهاربة والملاحقة بأحكام قضائية، ووقف دعم قطر لحركة "الإخوان المسلمين" سواء بالمال أو الإعلام أو توفير المأوى لقياداتهم، ووقف دعم المؤسسات الحقوقية والإعلامية وما تفرع عنها من صحف ومجلات ومحطات تلفزة والتي تعمل لصالح الإخوان وضد مصر، وهذا يشمل قنوات "الجزيرة" وإغلاق المراكز البحثية التي تستضيف الدوحة فروعاً لها والمتهمة بالتجسس والتحريض على أنظمة الحكم في الخليج.
    تطبيق هذه البنود من شأنه أن يقلم أظافر حركة "الإخوان" ويحد كثيراً من قوتها ونفوذها ويضعفها بصورة كبيرة، وبعد إغلاق السلطات المصرية الأبواب في وجه المقر ومنبع الحركة الرئيس في القاهرة. وهذا بالإضافة إلى إغلاق بوابة غزة على حركة "حماس" المتهمة بمساعدة "الإخوان" في ارتكاب أعمال العنف في مصر بما في ذلك تدريبهم ومدهم بالسلاح والرجال، وذلك حسب ما تقول السلطات المصرية أنه أدلة دامغة ووثائق موجودة لديها بناء على اعتراف معتقلين، سيؤثر سلباً على "حماس " أيضاً وسيضعف موقفها ويضاعف أزمتها المالية والسياسية.
    هذا الوضع الجديد سيفرض على حركة "الإخوان المسلمين " مراجعة مواقفها خصوصاً في مصر، وعلى الأغلب سيحدث هذا بعد الانتخابات الرئاسية في مصر ونجاح السلطات في تطبيق "خارطة الطريق". ولكن وضع "حماس" مختلف لأن مسؤوليتها كبيرة فهي تحكم قطاع غزة ولديها عدد كبير من الموظفين المدنيين والأمنيين الذين يحتاجون إلى رواتب بالإضافة إلى مصاريف أخرى تتطلبها سلطتها، التي باتت تعاني أزمة بسبب اغلاق الأنفاق التي كانت تشكل مورداً مهماً للمال للحركة. وهي قد لا تستطيع أن تتحمل الوضع القائم المرشح لأن يكون أكثر صعوبة مع استمرار الوقت. ولهذا لابد أن تقوم "حماس" هي الأخرى بالبحث عن وسائل لإنقاذ نفسها من مأزق متفاقم، وخشبة الإنقاذ المثلى هي الوحدة الوطنية التي تشكل ملاذاً يحميها من أزمات أشد قادمة لا محالة إذا بقيت الأمور على ما هي عليه أو أصبحت أسوأ.
    وإذا صحت الأنباء عن تعديل "حماس" لموقفها من المصالحة أي تخليها عن تطبيق بنود اتفاق القاهرة دفعة واحدة وليس بالتسلسل - كما ينص على ذلك الاتفاق – فهذا سيكون تطوراً على درجة كبيرة من الأهمية ليس فقط لـ"حماس " التي تكون قد سعت لإنقاذ نفسها من ورطة لا أحد يعلم إلى أين تقودها، بل كذلك للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية التي هي بأمس الحاجة لهذه الوحدة التي تعزز موقفنا ضد الاحتلال وسياساته المعادية لحقوق شعبنا. وفي الواقع التفاصيل المتعلقة بالوحدة ليست مهمة بقدر توفر النوايا والإرادة الجادة والواعية لهذا المطلب الشعبي والوطني الملح، فهل تكون هذه المرة مختلفة ويكبر ويرتقي الجميع إلى مستوى الواجب الذي تتطلبه المرحلة؟!

    تغريدة الصباح - هذا المثقف لهذه المناسبة..
    بقلم: أحمد دحبور – الحياة
    ما إن تلقيت نبأ رحيل الكاتب العالمي غارسيا ماركيز، حتى قفز إلى ذهني اسم صديقي العزيز جدا صالح العلماني. فنحن من أبناء مخيم واحد جمع طفولتنا معا، ذلكم هو مخيم الثكنة الخاص باللاجئين الفلسطينيين في حمص، وكان صالح قد عاد الى المخيم غير محبط من اسبانيا، مع أنه حاول أن يدرس فيها طب العيون، الا ان مزاجه الأدبي أوقف ذلك المشروع، والطريف أن أهله البسطاء الطيبين لم يلوموه على تركه الدراسة، وتركوا الأمور تمشي في مقاديرها متكلين على الله، ولم يكونوا يعلمون أنه جلب من اسبانيا ما هو أهم بكثير من شهادة الطب، اذ لم تمر بضع سنوات حتى أصبح أشهر مثقف عربي من المتعاملين مع اللغة الاسبانية.
    ولعلنا نذكر معا، أنا وصالح، تلك المصادفة الطيبة التي فتحت له هذا الباب، فقد كنت في احدى زياراتي إلى موسكو يوم تعرفت على شاعر شاب - يومذاك - من تشيلي، اسمه عمر لارا، وقد جند السوفييت ثقلا اعلاميا للتركيز على هذا الشاعر، فكان من نصيبي نسخة باللغة الاسبانية من احدى مجموعاته الشعرية، فحملت النسخة الى صديقي وابن مخيمي صالح، سائلا أن يعطيني ولو فكرة عن هذا الشاعر الذي صرصعونا به في موسكو. وكانت المفاجأة المذهلة أنه بعد ثمان وأربعين ساعة فقط، أتاني صالح بمجموعة عمر لارا وقد نقلها إلى العربية بمستوى متميز من نصاعة اللغة وتلقائية الصياغة، ولم أكن كسولا، فقد أخذت ما ترجمه صالح وأرسلته إلى شاعرنا الكبير محمود الذي كان يحرر مجلة «شؤون فلسطينية».
    ذهل محمود درويش بالمفاجأة، فرد علي برسالة مقتضبة يقول فيها: من صالح علماني هذا؟ أرجو أن تسارع إلى تأميمه!! واطلب منه أن يبعث إلي بشيء مما ينقله عن الاسبانية.
    وأن يأتي تشجيع بهذا الحجم من شاعر مثل محمود درويش، كان أمرا مثيرا للغبطة والفرح لدى صالح الذي سرعان ما نقل إلى العربية مجموعة شعرية للاسباني الكبير رافائيل ألبرتي الذي أعطاني السوفييت، بوصفي أحد الضيوف، نسخة من كتابه فأعطيتها بدوري لصديقي صالح، فقام بدوره بترجمتها فورا إلى العربية، وأصبح في المكتبة العربية اسم كاتب جديد يترجم عن الاسبانية، اسمه صالح عمر العلماني..
    غني عن القول ان ترجمات أبي عمر، قد لفتت أنظار عدد من الناشرين العرب، وتدفقت عليه الطلبات حتى أصبح الاسم الأبرز لدى العرب في مجال تعريب الأدب الاسباني..
    ولا أزال أذكر ذهول الكاتب الكبير المرحوم سعيد حورانية، وأنا أطلعه على نص نقله صالح من أدب لوركا، وكان بعنوان «شؤم الفراشة» حتى أنه أشار إلى ذلك في محاضرة له ألقاها على منبر المركز الثقافي العربي في دمشق، مع أن أي قريب من عالم المرحوم سعيد حورانية، يعرف كم كان هذا الكاتب المتطلب ضنينا في الاشادة بالأسماء الجديدة..
    وكما هو متوقع مني، أنا المتباهي بمعرفة صالح وصداقته، رحت ألح عليه أن يترجم رائعة ماركيز «مئة عام من العزلة»، الا أن صالحا تحفظ قائلا إن القارئ العربي لا يزال يذكر ويشكر ترجمة د. سامي الجندي لتلك الرواية مع أنه عربها نقلا عن الفرنسية لا الاسبانية، ولكن صالحا يأمل أن يعيد تعريبها ذات يوم، ولو بعد بضع سنين.
    وها هو ذا صالح يحقق أملي قبل أمله، فأفاجأ، منذ أيام، بصدور «مئة عام من العزلة» وقد نقلها صالح، بلغته الرشيقة البهية، إلى اللغة العربية.. يا الله، كأن حظي مع صديق العمر صالح علماني، ان نواصل الحوار حتى بعد المسافة الجغرافية التي تفصل ما بيننا هذه الأيام، ودعوني أعترف بأن شيئا من النرجسية قد هيأ لي أن هذه الترجمة، انما تمت - بمعنى ما - من أجلي أنا، ولكن ليس لهذا السبب أشكر صديقي أبا عمر، بل أشكره لأنه هو: الصديق الصدوق أبو عمر، فأحييه وأحيي لهذه المناسبة رفيقة عمره أم عمر، نادية وأغبطها على وقوفها إلى جانب سفير اللغة الاسبانية لدى العرب، أخي الحبيب، صالح علماني واسمه للمناسبة: علماني بفتح العين واللام لا كما يغيظني بعض الأصدقاء الذي ينطقونه بكسر العين وتسكين اللام، حتى أنه استسلم لهذا الالحاح وأصبح يرضى باسمه حسب ذلك النطق. وفي كل خير.
    ويبقى، بعد كل شيء، ان نطلب الرحمة لأديب كولومبيا والعالم غابريل غارسيا ماركيز الذي كان رحيله المباغت مناسبة لكتابة هذه الخاطرة.
    هل اقتربنا من خراب مالطا؟
    بقلم: د. صبري صيدم – الحياة
    كثيراً ما استدل الناس في مجتمعنا وفي حديثهم عن دمارٍ شامل باستعمال مصطلح شعبي يشير إلى خراب مالطا. وخراب مالطا هذا يعود لحقبة تاريخية عاشها العالم العربي في العصر الروماني كان فيها خراب الجزيرة الأوسطية أمراً مستحيلاً يتعدى حدود الخيال.
    واليوم يعود المصطلح للظهور في ظلٍ حديثٍ جدي عن حل السلطة الوطنية أمام استعصاء عملية السلام وإصرار الاحتلال الصهيوني على وأدها.
    فليس من المستغرب أن يقرر المجلس المركزي في اجتماعه المقبل أن يصوت لصالح قرارٍ شرطي بحل السلطة خلال أجلٍ محدد.
    لكن الفارق ما بين مراتٍ كثيرة جرى فيها الحديث عن حل السلطة مقارنة بهذه المرة أن الموضوع لم يعد تكتيكاً ولا حتى مناورة تفاوضية بل خطوة حتمية أستوجب حدوثها في حال استمرار إسرائيل في إجهاض مساعي السلام واغتيال الأرض العربية بمستوطناتها وتعطيل حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة.
    إسرائيل التي امتهنت المراوغة والوعيد ومعها كل من آزرها وكل اللذين حرروا رسائل ضماناتٍ لا قيمة لها سيجدون أنفسهم أمام مطلبٍ فلسطينيٍ شعبي بالدولة الواحدة ثنائية القومية. فلا معادلة الوطن البديل ستنجح ولا حتى معادلة إرغام الجوار على إدارة ما تبقى من المناطق الفلسطينية. فلا مصر ولا الأردن ولأسبابهما وظروفهما سيقبلون بهذا الحال ولا حتى الفلسطينيين الذين لن يرضخوا لحلٍ تصديري من هذا النوع.
    لقد قبل الفلسطينيون ذات يومٍ وبتردد كبير فكرة إنشاء سلطة تحت احتلال على أمل أن تكون تلك السابقة القانونية جسراً انتقالياً نحو الدولة وليس قدراً إجبارياً دائماً. كما أنهم تعايشوا مع عملية سلامٍ مضنية وعقيمة على أمل التحرر والخلاص لا أن تتحول تلك السلطة وحسب الكثيرين إلى مؤسسة للخدمات البلدية واليومية على حساب مشروع الدولة.
    لذا فإن خراب مالطا يقترب شيئاً فشيئاً مع استمرار إسرائيل بمراوغاتها اليومية وحرب الاستهبال التي تمارسها والتي تحولت للمزاودة السياسية بين هواة الحكومة فيها والمتصارعين حزبياً والممتهنين لسياسة تسجيل النقاط على حساب الفلسطينيين.
    لكن حل السلطة لن يكون بحد ذاته "خراباً لمالطا" وإنما كارثة فقدان التوازن التي ستعيشها المنطقة بعد كوارث ما يسمى الربيع العربي ودمار السلطة الفلسطينية سيكونان مجتمعين خراباً مستداماً لمالطا. فاضطراب العواصم لا يعني أن عاصمة الاحتلال ستبقى محمية من نيران الإقليم بل ستكتوي لا محالة بنيران اليائسين الذين لن يبقى أمامهم ما يخسرونه.
    لذلك فليستمر أطفال السياسة في إسرائيل من بينيت إلى ليبرمان في تهديدهم ووعيدهم وسنرى أي منقلبٍ سينقلبون عندما لن يفصل ما بين اليائسين وما بين أبراج المحتل العاجية سوى خطوة واحدة.
    فليصفق العالم اليوم لإسرائيل في نهبها للأرض العربية وإدارتها الظهر للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ولنرى أي منقلبٍ سينقلبون عندما يحين خراب مالطا.. فمن يضحك آخراً سيضحك أبداً..

    مـــــنــــــذ
    بقلم: د.ناصر اللحام – معا
    منذ 21 عاما تجري مفاوضات على منح اسرائيل 78% من ارض فلسطين التاريخية مقابل ان ترضى اسرائيل ببقاء الفلسطينيين في 22% من الارض المجرأة والمبتورة والمحاصرة والفقيرة، ومنذ تسعة أشهر تجري مفاوضات على المفاوضات، واذا لا تخوننا الذاكرة فان اسرائيل تنصّلت من التزاماتها الكاملة بمبدأ الارض مقابل السلام منذ العام 1998، ولكن منظمة التحرير لا تزال تحاول اقناع تل ابيب بكل الطرق اننا شعب حضاري ومحترم ومحب للسلام، وتل ابيب غير مقتنعة وترى اننا مجموعة من الهمجيين والبرابرة واننا نحن الذين نحتل اسرائيل ونعكر عليهم صفو حياتهم الجميل و "تطورهم الذكي" في مجال الهاي تيك !!!
    منذ العام 2007 والفصائل تحاول اتمام المصالحة الوطنية، ورأب الصدع بين حماس ومنظمة التحرير، وقد درس الشعب جميع بنود المصالحة وحفظها عن ظهر قلب، وحفظ على سطح المكتب صور اعضاء الوفود وابتساماتهم وشواربهم واسنانهم، ونعرف كيف يعمل المصريون وكيف يفكر القطريون وكيف يتدخل الاتراك وماذا يريد الايرانيون ومدى تأثير الاردن ... ومن كثرة تأكيد قادة حماس وقادة المنظمة على ضرورة المصالحة، ربما نقتنع ان السبب في الانقسام هو الشعب وان العيب في الناس وليس في القوى والقادة !!!!!
    منذ اعتراف الامم المتحدة بفلسطين واسرائيل تحاول ان تجعل اي خطوات او قرارات تخص فلسطين بالتشاور معها وبعد الحصول على اذنها، وهذا لم يحدث في التاريخ ان شعبا تحت الاحتلال يحتاج الى موافقة "العصابة" التي تحتله لاتخاذ اي قرار، واحسنت القيادة اذ نفذت تهديدها وشرعت في خطوات من دون موافقة اسرائيل.
    منذ 2011 انتهت صلاحية الانتخابات السابقة للسلطة، وسواء نجحت المصالحة ام لم تنجح وجب الذهاب الى انتخابات، ومن يشارك في الانتخابات التي تخص سلطة اوسلو يتحمل مسؤولية الوضع القادم، ومن لا يشارك في الانتخابات لا يتحمل اية مسؤولية عن الوضع القادم في السلطة. وفي هذا الامر لا يوجد نعم ولكن، وهو مثل الصوم او الافطار، وليس هناك صيام لنصف يوم !!!!
    منذ فشلت المفاوضات ارتفعت معنويات المواطن الفلسطيني، ورفع الناس رؤوسهم وعادت مشاعر الفخر تملأ صدورهم، ومنذ دار الحديث مرة اخرى عن عودة للمفاوضات تهبط معنويات الجمهور...

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 572
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-02-10, 08:58 AM
  2. اقلام واراء محلي 571
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-02-10, 08:56 AM
  3. اقلام واراء محلي 570
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-02-09, 12:16 PM
  4. اقلام واراء محلي 569
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-02-09, 12:15 PM
  5. اقلام واراء محلي 297
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:19 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •