النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 20/06/2014

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 20/06/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعـــة 20/06/2014 م


    في هــــــذا الملف

    حلال لإسرائيل حرام على الفلسطينيين
    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    فرصة ثانية لنتنياهو وعباس
    ربما كانت عملية خطف الشبان الإسرائيليين الثلاثة مناسبة لمراجعات سياسات الجانبين
    بقلم:براك ربيد،عن هآرتس

    هكذا أهدرنا الهدوء
    حظيت إسرائيل بسبع سنوات هدوء في الضفة الغربية لم تُحسن استغلالها للعمل على حل الصراع
    بقلم:آري شبيط،عن هآرتس

    المشبوهون الفوريون
    بقلم:ميخال أهروني،عن معاريف الاسبوع

    عادة مكروهة
    رغم كل ما جمع من معلومات لا يوجد جواب حول المخطوفين وهل هم أحياء أم أموات
    بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف الاسبوع

    نفاق حماس
    المنظمة تتميز بالنفاق لأنها انشأت حكومة الوحدة مع فتح من جهة ثم خطفت الفتيان الثلاثة
    بقلم:شاؤول بارطال،عن اسرائيل اليوم






    حلال لإسرائيل حرام على الفلسطينيين

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    لا يحل إلا لاسرائيل. لا يحل إلا لها تنفيذ عمليات غير قانونية وغير اخلاقية. ولا يحل إلا لها أن تدعي البِّر وأن تُزعزع وأن تقلب العالم حينما يعاملها الآخرون بالمثل. ولا يحل إلا لها خطف رهائن، تذكروا مثلا عملية «الغلام الرائع»، وهو اسم براق مغسول كالعادة لجريمة حرب بشعة لا تقل عن خطف ثلاثة طلاب المعهد الديني في الضفة.
    في عملية «الغلام الرائع» خطفت اسرائيل 21 مدنيا لبنانيا كي يكونوا «ورقة مساومة» للافراج عن رون أراد. وقد خُطف عدا مصطفى الديراني والشيخ عبد الكريم عبيد، 19 شابا آخر اثنان منهم في الـ 15، وكان أحد المخطوفين يعاني من التخلف العقلي. ولم يكونوا يعلمون ألبتة من هو رون أراد وطُرحوا في السجن سنين طويلة.
    حينما خطفت دورية هيئة القيادة العامة الديراني قتلت مع ذلك ايضا جاره الذي تجرأ على الاقتراب من بيته. وقد حيك كيس خاص للديراني يلائم جسمه الكبير آنذاك. وكان ذلك اختطافا من اجل المساومة ربما يشبه ما قصد خاطفو الفتيان فعله. لكن اسرائيل هي التي فعلته ولهذا كان مشروعا. ولم يكد أحد يعترض على ذلك الفعل ولم يُطلب الى العالم أن يندد به بل لم يفكر أحد في أن يُعرف اسرائيل بأنها «منظمة ارهاب قاسية»، كما عرّف حماس أول أمس قائد منطقة الوسط، وهو يُدلي بأقواله مثل فتى بلغ سن الرشد، في وقت كان فيه آلاف من جنوده يُهيجون حربا في الضفة. لا يحل ذلك إلا لاسرائيل.
    ولا يحل إلا لاسرائيل الآن أن تعتقل في كل ليلة عشرات الفلسطينيين ليس لاكثرهم أو ليس لهم جميعا صلة بخطف الفتيان. ولا يحل إلا لها أن تخرج الآن في عملية عقاب جماعية تشمل زعزعة لعشرات آلاف الناس الأبرياء. ولا يحل إلا لاسرائيل أن تخوض في مستنقع قومي ديني دبق دهني، وأن تخطب تحت كل شجرة ناضرة بكلام فصيح عن قداسة حياة الانسان الرائعة عندها فقط. وربما يحاول خاطفو الفتيان ايضا باختطافهم القاسي أن يحرروا آلافا من إخوتهم المسجونين منذ سنين طويلة في اسرائيل وبعضهم بلا محاكمة. فقد يكون طلاب المعهد الديني الثلاثة «أوراق مساومة» ايضا.
    لكن حال العنصرية كحال العنصرية، فحياة الانسان هي لنا فقط والاهتمام بها وبحريتها لنا فقط، ولا تحل عملية «عودوا أيها الاخوة» إلا لنا. حاولوا فقط أن تتجرأوا على قول إنه يحل للفلسطينيين أن يستعملوا مقاومة عنيفة للاحتلال حتى بحسب القانون الدولي لتُعرفوا فورا بأنكم أعداء وكفار وخونة ينبغي حبسهم كما فُعل بعضو الكنيست حنين الزعبي التي قالت ما قاله كل اسرائيلي في وقت مضى عن اختطاف اللبنانيين. اخطأت الزعبي حينما قالت إن الخاطفين ليسوا ارهابيين، فالخطوة التي استعملوها ارهاب، لكن ماذا عن الارهاب الذي ما زالت اسرائيل تستعمله منذ عشرات السنين؟.
    يجب أن نأمل أن يكون الفتيان ما زالوا أحياءً، ويجب أن نصلي لسلامتهم وأن نتمنى أن يُفرج عنهم دون مس بهم، لكن ما يحدث الآن في اسرائيل بعيد عن أن يكون «ساعتها الجميلة»، فهو من ساعاتها القبيحة.
    إن كل بذور القومية والمسيحانية التي بُذرت فيها في السنوات الاخيرة تنبت الآن وتزهر في قطعة الارض العفنة. وقد رفعت كل الكراهيات الاسرائيلية رؤوسها بسبب اختطاف طلاب المعهد الديني الثلاثة في قلب الارض المحتلة. واجتمع كل العنف وعدم التسامح مع الآراء الاخرى وكل وحدة الصف والرأي في اسرائيل الآن في أكبر تظاهرة قومية. وقد نبتت بذور التدين كلها الآن لتصبح صلاة جماعية يشرف عليها مذيعو التلفاز الذين جندوا أنفسهم جميعا لخدمة الدعاية. ولا يسأل أحد لماذا الاعتقالات الجماعية ولماذا يُعاد الى السجون من تم الافراج عنهم في صفقة شليط، ولماذا يُعتقل اعضاء المجلس التشريعي، ولماذا الطرد الى غزة ولماذا تهييج الحرب. والذي يتجرأ على ذلك فالحكم عليه واحد.
    كل ذلك مباح لاسرائيل وحدها. إن الضحايا المباشرين لـ «ساعتها الجميلة» هي عائلات الفتيان المخطوفين وعشرات آلاف الفلسطينيين، البائسة. لكن بعد أن تنتهي القضية ستشرق الشمس على اسرائيل جديدة أكثر ظلمة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


    فرصة ثانية لنتنياهو وعباس
    ربما كانت عملية خطف الشبان الإسرائيليين الثلاثة مناسبة لمراجعات سياسات الجانبين

    بقلم:براك ربيد،عن هآرتس

    من السابق لأوانه التقدير كيف ومتى ستنتهي قضية اختطاف الشبان الاسرائيليين الثلاثة في غوش عصيون. هذا الحدث المأساوي هو بلا شك احدى نقاط الدرك الأسفل في العلاقات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في السنوات الخمسة الاخيرة التي تولى فيها بنيامين نتنياهو منصب رئيس الوزراء. ومع ذلك، فبالادارة السليمة يمكن تحويل الازمة الى فرصة «لاعادة بدء» منظومة العلاقات بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن».
    كانت اسرائيل خريف 2006 لا تزال تلعق جراح حرب لبنان الثانية واختطاف جلعاد شاليط. وحيال الفلسطينيين كان جمود سياسي شبه مطلق وحملة عسكرية مستمرة ضد حماس في غزة. وحاول وزير الدفاع في حينه عمير بيرتس تثبيت قناة حوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. أما رئيس الوزراء اولمرت فتميز غضبا جراء ذلك على أن بيرتس يعمل من خلف ظهره.
    بعد بضعة اشهر من ذلك، في شباط 2007، وقع مندوبو فتح وحماس على اتفاق مصالحة في مكة في السعودية وأعلنوا عن تشكيل حكومة وحدة. فردت اسرائيل بحدة وأعلنت بانها لن تعترف بالحكومة الجديدة الى أن تعترف حماس باسرائيل، وتتنكر للارهاب وتحترم الاتفاقات السابقة. وكانت الثقة بين اولمرت وعباس في الدرك الاسفل. «خنتني وذهبت مع حماس»، قال اولمرت لنظيره الفلسطيني في لقاء ثلاثي عقد في حينه وشاركت فيه وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس.
    في غضون بضعة اشهر، في حزيران 2007، انهار اتفاق المصالحة بين فتح وحماس حين سيطرت المنظمة الاسلامية على قطاع غزة في انقلاب عسكري والقت من هناك بعباس ورجاله.
    وغيرت هذه الاحداث المأساوية من الاساس منظومة العلاقات بين اولمرت وعباس، اللذين وضعا خلفهما الدم الفاسد وبدآ يعملان بالتعاون.
    في المؤتمر الذي عقد بعد بضعة اسابيع من ذلك في شرم الشيخ – بمشاركة الرئيس المصري حسني مبارك وعبدالله ملك الاردن – أعلن اولمرت عن تحرير 250 سجين فتح كبادرة طيبة لعباس. بعد خمس لقاءات اخرى بين الزعيمين انعقد في تشرين الثاني 2007 مؤتمر السلام في انابوليس والذي جلب الطرفين في غضون سنة الى حافة اتفاق سلام تاريخي.
    اختراق سياسي بين اسرائيل والفلسطينيين، على شكل مؤتمر أنابوليس يبدو في هذه الايام خيالا من قبيل قصص الف ليلة وليلة. ومع ذلك من الصعب عدم ايجاد أوجه شبه بين تطورات الاشهر الاخيرة – فشل محادثات السلام، انعدام الثقة العميقة بين نتنياهو وعباس، اقامة حكومة وحدة بين فتح وحماس، اختطاف الفتيان والحملة ضد حماس في الضفة – وتطورات الاحداث قبل سبع سنوات بالضبط.
    الكثيرون في القيادة الفلسطينية يرون في اختطاف الفتيان في الضفة كتآمر من حماس على السلطة الفلسطينية. تكرار مصغر للانقلاب في غزة في 2007. وقد أوضحت تصريحات الرئيس عباس الشجاعة والقاطعة امام وزراء خارجية منظمة الدول الاسلامية أمس في جدة في السعودية ماذا يفكر عن الاختطاف.
    لقد اظهر خطاب عباس بانه بقي ملتزما بعدم استخدام الارهاب في الكفاح لانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقد شهدت اقواله كألف شاهد على أنه لا توجد في قلبه اي محبة تجاه حماس، وأن الترتيب بين فتح والمنظمة الاسلامية بعيد عن أن يكون حلفا مقدسا. ولحدث الاختطاف امكانية كامنة لا يفكك في وقت قصير حكومة الوحدة الفلسطينية التي أدت اليمين قبل اسبوعين فقط.
    مثل اولمرت في 2007، على نتنياهو أن يستغل الازمة الحالية كي «يعيد بدء» منظومة علاقاته مع عباس.
    ويبدو في الايام الاخيرة بان نتنياهو فهم بان هذا هو الاتجاه الذي يتعين عليه ان يسير فيه.
    بعد بضعة ايام من الهجوم منفلت العقال على عباس، فهم رئيس الوزراء بان العدو الحقيقي ولعله المشترك له وللرئيس الفلسطيني هو حماس. وكانت المكالمة الهاتفية بين نتنياهو وعباس خطوة اولى في الاتجاه السليم.
    يمكن لخطوة نتنياهو التالية ان تكون في شكل رد ايجابي على خطاب الرئيس الفلسطيني. لشدة الاسف رد نتنياهو بشكل جامد وبارد مثلما فعل في النبأ عن الشجب والتضامن مع الضحايا الذي نشره عباس بمناسبة يوم الكارثة. وذات الرد ليس فقط اعتبره عباس كاهانة شخصية بل الحق بنتنياهو ضررا جسيما في البيت الابيض. ويبدو أن هذا هو الفارق بين الزعيم والسياسي. خطوة اخرى ليس متأخرا القيام بها حتى الان هي تركيز الاعمال العسكرية ضد حماس فقط والامتناع قدر الامكان عن المس بالابرياء مما سيلزم عباس بابداء التضامن مع المنظمة الاسلامية.
    الى جانب المحاولات لانقاذ الفتيان والقبض على خاطفيهم، على نتنياهو أن يقرر في الايام القريبة القادمة ما هو الهدف السياسي الذي يريد أن يحققه من الاحداث الاخيرة. عودة الى الصيغة لتمديد المفاوضات والتي بحثها مع عباس قبل بضعة اسابيع وبناء بطيء للثقة هي خيار واحد. خطة سياسية بديلة وطموحة تملأ الفراغ الناشيء وتنقذ اسرائيل من عزلتها الدولية هي امكانية اخرى.
    ان الخوف الاسرائيلي من سيطرة حماس على الضفة الغربية الى جانب القلق في العالم من العربدة الاجرامية للجهاديين في سوريا وفي العراق يعطي نتنياهو، الى جانب الخطوة السياسية، الادوات لترميم العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. لقد وقعت في يد نتنياهو فرصة حقيقية لبلورة ذات الخطة الاستراتيجية التي كانت تنقصه جدا في السنوات الخمسة الاخيرة. محظور عليه أن يفوت ذلك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    هكذا أهدرنا الهدوء
    حظيت إسرائيل بسبع سنوات هدوء في الضفة الغربية لم تُحسن استغلالها للعمل على حل الصراع

    بقلم:آري شبيط،عن هآرتس

    كان لاريئيل شارون مبدأ هو أننا لا ننسحب تحت النيران. فقد أصر رئيس الوزراء الحادي عشر في اثناء الانتفاضة الثانية على ألا تدخل اسرائيل في مسيرة سياسية قبل أن يتوقف الارهاب الفلسطيني وتسود البلاد سبعة ايام هدوء. وكان منطق كبير في مبدأ شارون لأن كل انسحاب يتم تحت ضغط عنيف يفضي الى أن يُجدد الضغط العنيف بعد انتهائه فورا عن توقع ابتزاز انسحاب آخر. وقد كان يحتاج في الماضي ويحتاج في الحاضر ايضا كي لا يفضي تقسيم البلاد الى دوامة دم بل يُحدث وضع دولتين مستقرا، كان يحتاج الى فترة هدوء تفصل بين مرحلة المواجهة العسكرية الفعالة ومرحلة الانسحاب. فلا يمكن انهاء الاحتلال بل لا يمكن حتى مضاءلة الاحتلال مع هدير صواريخ غراد والمخربين المنتحرين والفتية المخطوفين. إن تعليق العنف مرحلة اولى ضرورية في الطريق الى السلام.
    لكن اسرائيل حظيت في العقد الاخير بتعليق عنف. صحيح أنه كانت حرب في الشمال قبل ثماني سنوات وكانت الرصاص المصبوب قبل خمس سنوات في الجنوب وحدث من آن لآخر اطلاق صواريخ من قطاع غزة. لكن يهودا والسامرة غطتها سكينة نسبية لم يوجد لها مثيل في الماضي. فهل طلب شارون سبعة ايام هدوء؟ لقد حظيت اسرائيل بسبع سنوات هدوء. فقد خمد في سنة 2005 هجوم المخربين المنتحرين، ونجح محمود عباس وسلام فياض والجيش الاسرائيلي و»الشباك» واجهزة الامن الفلسطينية وجدار الفصل منذ 2007 في اسكات العنف الآتي من الشرق. وقل عدد المصابين الاسرائيليين بعمليات ارهاب – وعدد المصابين الفلسطينيين بالنيران الاسرائيلية – في نصف العقد الاخير الى مستويات لم نعرف لها مثيلا في عقود سبقت. وتلاشت الانتفاضة الثانية بل لم يُجدد الضغط الشعبي القوي للانتفاضة الاولى.
    لم تقع أية عملية استراتيجية الى أن كان اختطاف الفتية الثلاثة في ألون شفوت قبل اسبوع. فقد انقطعت الهجمات الدامية على مدن اسرائيل بل قلت الهجمات على المستوطنات والمستوطنين بصورة حادة. وكان النماء الاقتصادي والازهار الثقافي والحياة اللذيذة (وفي ضمن ذلك برنامج العمل المدني والنضال من اجل العدالة الاجتماعية) منذ 2007، كانت ممكنة فقط لأن الواقع العنيف الذي كنا نعيش فيه حل محله واقع حدود هادئة وضفة غربية هادئة واستقرار مفاجيء.
    لكن ما الذي فعلته اسرائيل في سنوات الهدوء السبع؟ وما هي المسيرة السياسية التي بادرت اليها حينما مُنحت هذه الفترة النادرة والهدنة النفيسة؟ يُقال في فضل اهود اولمرت وتسيبي لفني إنهما حاولا أن يفعلا كل ما يقدران عليه في الـ 18 شهرا الاولى من الهدنة غير المعلنة. لكن منذ أن دخل نتنياهو الى مكتب رئيس الوزراء لم يحدث شيء. فلم يوجد سوى خطب احتفالية وتصريحات معتدلة وتجميد بناء واحد، ولم يوجد سوى ذلك أية مبادرة اسرائيلية تشهد على نية جدية لاستغلال الهدوء لتقسيم البلاد بالفعل.
    بعد سنين طويلة طلبنا فيها تعليق العنف حصلنا على سنوات طويلة لتعليق العنف أهدرناها. وقد استغلينا السكينة التي غطت شوارع الضفة ومدنها والمستوطنات، استغلالا سيئا. واستنفدنا عبثا النماء المريح الذي نالته مدن اسرائيل ومجمعاتها التجارية وتركنا السنوات الطيبة السبع تفلت من بين أصابعنا.
    فهل نحظى بسنة ثامنة؟ ليس ذلك مؤكدا. إن اختطاف الفتيان يكمن فيه خطر استراتيجي يضاف الى الفظاعة الانسانية الكامنة فيه. وكما كُتب في هذا العمود في الصباح الذي سبق الاختطاف لا يحتمل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الفراغ، فحينما لا توجد حركة الى الامام تتوقع حركة الى الوراء، وحينما لا توجد مسيرة سلام يتوقع تصعيد عسكري. ومن الصحيح الى الآن أنه فضلا عن عدم وجود مسيرة سياسية لا يوجد مبدأ منظِّم ولا توجد منظومة تجعل الامور مستقرة وتمنع التدهور. وهذا وضع قابل للانفجار يصبح كل سيناريو متشائم ممكنا فيه. وهكذا اذا كان يوجد ساسة في القدس فعليهم أن يروا الضوء الاحمر الذي أُضيء. إن الهدوء ليس عفنا وليس الهدوء مفهوما من تلقاء نفسه. فاذا عدنا وحظينا بالقليل منه فمن الواجب علينا أن نسارع الى استنفاده حتى النهاية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    المشبوهون الفوريون

    بقلم:ميخال أهروني،عن معاريف الاسبوع

    لولا النائبة حنين الزعبي لما حظي أي عربي بالحديث عن الاختطاف في وسائل الاعلام. في مثل هذه الايام، في مثل هذه اللحظات، يصبح العرب منكشفين أكثر مما هم بشكل عام. مشاعرهم لا تعني احداً، ما يفكرون به غير ذي صلة؟ من اجل أن يتم اقتباسهم يتعين عليهم ان يقولوا ترهات، مثل الترهات التي تخص النائبة الزعبي فيها.
    ليس سهلا أن يكون المرء عربيا في مثل هذا الزمن، حين تكون دولة كاملة تقف على ساقيها. من جهة مواطنون اسرائيليون، من جهة اخرى مواطنتهم معلقة كل الوقت بشيء ما، معلقة بالشك. ، مواطنو اسرائيل العرب، الحاضرون الغائبون، يرقصون التانغو مع الساحة. يسيرون خطوة واحدة الى الامام، يكتوون، يعودون بسرعة خطوتين الى الوراء. وفي الشبكات الاجتماعية هم هدف متحرك. ردود الفعل على تعقيباتهم تتراوح بين التحريض وبين الجنون. شتائم، سباب، تمنيات بالموت، كل شيء يوجد هناك على الجدران. وكل هذا فقط لانهم يتجرأون على أن يقولوا ما يفكرون به، يتجرأوا على أن يكتبوا كلمة «احتلال»، يتجرأوا على أن يحاولوا المشاركة في الحوار.
    من أجل أن تكون عربيا وأن يستمعوا اليك فانك ملزم بان تسير نحو التطرف. إما أن تكون زعبي أ أو أن تكون زعبي ب. ان تشجب، ان تركل، ان تبصق وأن تلفظ على حماس. وكأنه لا يمكن أن يكون لك موقف مركب اكثر، فكر متحدٍ وطليق اللسان لا يستند الى التطرف.
    20 في المئة من سكان دولة اسرائيل هم عرب. ومن اصل اكثر من مليون مواطن، الكثيرون منهم مثقفون ومتعلمون ويعيشون في دولة اسرائيل ولهم قدرة وصول على مصادر معلومات بالعبرية وبالعربية ويعرفون الاسرائيليين والفلسطينيين ويوجدون معهم على اتصال، ألا يوجد حتى ولا عربي واحد يقول شيئا حكيما؟ ألا يوجد أحد ما ليس زعبي وليس ابن عم ثانٍ لها؟ الا يوجد من يمكنه أن يمثل موقفا منيرا أكثر بقليل للعيون من هذا الكليشيه البائس؟ الا يوجد كاتب يعنيه كيف يشعر خُمس سكان الدولة في مثل هذا الوضع؟ الا يوجد جمهور معني، يريد مع ذلك ان يسمع شيئا ما غير ايتان بن الياهو وهو يصف للمرة المليون وواحد كيف ندخل بريا الى غزة؟ الا توجد قطرة ابداع، قطرة جهد ثقافي، بعضا مما تبقى من الروح؟ فهل كل هذا هو المفهوم من تلقاء ذاته والواضح، القائمة العادية للاحداث الامنية؟
    كلنا انتظرنا النائبة الزعبي لتقول شيئا ما كهذا. وعندما قالت أنزلنا كلنا الستار وسارعنا الى الشجب وقضينا نصف نهار آخر دون أي شيء جديد تعلمناه. ولكن ماذا كان يحصل لو أن وسائل الاعلام الاسرائيلية ببساطة تعاطت مع هذا وكأنه مجرد قول آخر؟ فلو كنا حقا نعرف مواطني اسرائيل العرب، لكنا نعرف بانه يوجد بينهم الكثير من الناس الذين لهم جملة واسعة من الاراء، قسمها الاكبر مشوق وباعث على التحدي أكثر من رأيها.
    في الحياة اليومية الرأي السائد في الاعلام الاسرائيلي هو أن العرب ينزلون نسبة التوزيع والنشر. في هذه الايام يمكنهم أن يرفعوها – ولكن فقط اذا كانوا هم النائب حنين الزعبي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    عادة مكروهة
    رغم كل ما جمع من معلومات لا يوجد جواب حول المخطوفين وهل هم أحياء أم أموات

    بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف الاسبوع

    أعمال الجيش والمخابرات الاسرائيلية للعثور على التلاميذ الثلاثة المخطوفين قبل ستة ايام دخلت حالة من الروتين العادي. ليس في ذلك ما يشكك في دوافع قوات الامن، في تمسكهم بالمهمة وفي تصميمهم على حل اللغز. ولكن عمليا منذ بضعة ايام ولا يوجد اي شيء يبلغ عنه في القضية.
    عما عثر عليه في السيارة المحروقة التي استخدمها الخاطفون، محظور الحديث بحكم أمر حظر نشر اصدرته المحكمة بطلب من الدولة. ولكن حتى في هذه الامور، وكذا في المعلومات التي جمعتها المخابرات حتى الان، في تحليلها ومعالجتها – لا يوجد ما يجيب على الاسئلة الاساس: هل الثلاثة على قيد الحياة؟ اين يحتجزون؟ ومن هم خاطفوهم؟
    الروتين في التحقيق، مهما كان هذا التحقيق، هو وصفة مكروهة. وعليه، فقد تشكلت في الجيش وفي المخابرات طواقم لعصف الادمغة، مثابة جهاز يشكك، يتحدى ويهز كل ما يعثر عليه وكل معلومة ومعالجتها من اجل العمل على «التفكير من خارج العلبة».
    مصدر أمني رفيع المستوى لفت انتباه الصحافيين لخطاب القاه خالد مشعل قبل شهر (قبل ثلاثة اسابيع من الاختطاف) من مكان اقامته في قطر. في خطابه، قال مشعل ان «رسالتك وصلت، وأنا اعرف بمصاعبك والجواب ستعطيه كتائب عز الدين القسام».
    في جهاز الامن شرحوا الجواب الذي «وعد به» مشعل بانه الاختطاف، وهذا هو الدليل على أن حماس هي المسؤولة عنه. ولكن هل حقا كانت المخابرات بحاجة الى تذكير من مشعل؟ ففي السنة والنصف الاخيرتين اكتشف رجالها 64 محاولة اختطاف لجنود أو مدنيين. وفي اسرائيل يعرفون بان أداة الاختطاف أصبحت وسيلة استراتيجية لمنظمات الارهاب. واذا كان هذا ما قصده مشعل، فلعل هذا يؤكد أكثر فأكثر الاحساس بتفويت الفرصة وبالفشل في احباط الاختطاف.
    مهما يكن من أمر، واصل الجيش الاسرائيلي أمس التمشيطات والتفتيشات، والى جانب المخابرات يدير «حملة صيد» لجمع المعلومات. وفي أساسها، فان حملة الجيش التي تتسع من الخليل وجنوب الضفة الى باقي اجزائها، هي حملة عقاب تستهدف ضرب البنى التحتية لحماس: تغلق مؤسسات تعود الى المنظمة، تصادر حسابات بنكية وحواسيب ويعتقل نشطاء.
    في هذا المجال هام جدا هو الاعتقال ليل الثلاثاء لـ 53 من اصل 110 ارهابي من صفقة شاليط، تحرروا في 2011 الى الضفة. 35 من المعتقلين هم رجال حماس. وقريبا ستقرر لجنة خاصة في وزارة العدل تعمل منذ 2008 اذا كان المحررون انتهكوا شروط تحريرهم التي تقررت في الصفقة. وستأتي المعلومات التي «تدينهم» من المخابرات بالطبع. اذا ما تبين أنهم مذنبون بالانتهاك، فانهم سيعادون لقضاء كامل عقوبتهم. ويدل هذا الميل على أن الامكانية الاخرى التي ينبغي للقيادة السياسية أن تقررها – ابعاد السجناء الامنيين الى غزة – معقولة أقل في هذه اللحظة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    نفاق حماس
    المنظمة تتميز بالنفاق لأنها انشأت حكومة الوحدة مع فتح من جهة ثم خطفت الفتيان الثلاثة

    بقلم:شاؤول بارطال،عن اسرائيل اليوم

    يقوم الفتيان الثلاثة المخطوفون من وجهة النظر الاسرائيلية العسكرية والسياسية في مركز حادثة غير عادية يجب أن تنتهي الى عودتهم الى بيوتهم في أسرع وقت ممكن، سالمين معافين – وبحق. وكل سجين فلسطيني من وجهة النظر الفلسطينية لسبب أمني أو سياسي هو بمنزلة مخطوف. فالتقارير الواردة عن اعتقال نشطاء ارهاب فلسطينيين في بيوتهم توصف على نحو عام بأنها اعمال خطف ومنها الاعتقالات الاخيرة.
    من الصحيح الى اليوم أنه يوجد في السجون الاسرائيلية 12 ألف معتقل فلسطيني يُعرف 5 آلاف منهم بأنهم معتقلون أمنيون. والحديث من وجهة النظر الفلسطينية عن أبطال يقضون أفضل سنوات عمرهم في السجون الصهيونية لأنهم قاموا بواجبهم القومي، وكل عمل للافراج عنهم مبارك. وهذا هو الاجماع الفلسطيني الذي تشترك فيه كل الفصائل الفلسطينية ومنها فتح. وينبع الاختلاف بين المنظمات اذا في الطريقة والثمن الذي ينبغي دفعه للافراج عنهم.
    ما الذي حفز حماس الى العمل على تنفيذ اختطاف الفتيان الثلاثة بعد اتفاق الوحدة الفلسطيني وانشاء حكومة وحدة لاول مرة منذ سبع سنوات؟ كانت صفقة جلعاد شليط نقطة الذروة في شرعية منظمة حماس. وأحدثت الصفقة باعثا قويا جدا على تكرار تنفيذ عملية مشابهة يفرج فيها عن سجناء كثيرين يعانون في السجون. في 23 كانون الاول 2013 أفرج عن سامر العيساوي وهو نشيط ارهاب مركزي من الجبهة الديمقراطية. وقد دعا سامر في يوم الافراج عنه في مسيرة تمت تكريما له في العيسوية، دعا كل الفصائل الفلسطينية الى خطف جنود للافراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون قبل أن يموتوا. وأذيع كلامه بتوسع في كل الشبكات الاعلامية ولم يقع على آذان صماء. وفي نصف السنة الماضي هاج الشارع الفلسطيني بسبب قضية المعتقلين الذين كان عددا منهم في اضراب عن الطعام طويل ويخشى على حياتهم كما يقول متحدثون فلسطينيون.
    اعتُقل قريبا سامر شيرين ومدحت العيساوي بسبب ادارة مكتب محاماة في شرقي القدس هدفه نقل رسائل تنظيمية بين السجناء الامنيين من حماس والجهاد الاسلامي دون علم مصلحة السجون. وتنشر في كل يوم في المواقع الفلسطينية تقارير عن حالة السجناء المضربين عن الطعام منذ 56 يوما.
    بعد انشاء حكومة الوحدة الفلسطينية تحدث متحدثون كثيرون من حماس مثل موسى أبو مرزوق وسامي أبو زهري واسماعيل هنية وغيرهم بأن حماس لن تترك طريق مقاومة اسرائيل. وبرغم أن الحكومة الفلسطينية قبلت شروط الرباعية كما أعلن أبو مازن، وفي ضوء أن حماس توشك أن تشارك في الانتخابات التي ستجري في كانون الثاني 2015 بحسب اتفاق المصالحة، كان يجب عليها أن تبرز نفسها وأن تستعمل طريق الجهاد.
    ولهذا اختار نشطاء حماس تنفيذ عملية اختطاف يمكن أن يجند لها شرعية من الرأي العام الفلسطيني وتقبلها كل الفصائل الفلسطينية. وينشر في الشبكات الاجتماعية الفلسطينية فيلم يعرض فيه ثلاثة مخطوفين اسرائيليين مخبئين في كهف في مكان ما في قطاع غزة. وفي أول الفيلم يعرض الحساب التالي وهو أن اسرائيل افرجت عن 1050 فلسطينيا عوض جلعاد شليط، فما هو عدد السجناء الذين ستفرج عنهم اسرائيل عوض ثلاثة مخطوفين؟.
    هذا ما مهد لتنفيذ اختطاف الفتيان الثلاثة الذين يُدعون في مواقع حماس والجهاد الاسلامي في الشبكة «جنودا صهاينة». وإن حقيقة «جعلهم جنودا» في سن صغيرة (16) تشهد على الهدف النهائي لعملية الخطف وهو استبدال جنود فلسطينيين بجنود صهاينة. ليس من الواضح هل كانت منظمة حماس عالمة بالآثار الاستراتيجية لهذه العملية التي قد تفضي الى تفكيك حكومة الوحدة. وقد وجدت مقدمات ذلك أمس في خطبة أبو مازن الذي تحدث عن التنسيق الامني واعادة المخطوفين الى عائلاتهم.
    إن أبو مازن وسائر مؤيدي حكومة الوحدة مع حماس يجربون الآن على جلودهم استعمال حماس لصفات المنافقين التي ذكرها النبي محمد حينما وصف المنافق بقوله «اذا حدّث كذب واذا وعد أخلف واذا اؤتمِن خان، واذا خاصم فجَر».

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 23/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:54 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 22/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:53 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 21/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:53 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 20/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:52 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 08/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:42 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •