النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 24/06/2014

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 24/06/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي الثلاثاء 24/06/2014 م


    في هــــــذا الملف

    عباس عالق بين الضغط الإسرائيلي واليأس الفلسطيني
    بقلم: جاكي خوري،عن هآرتس

    الآثار الاستراتيجية لنجاحات «داعش» في العراق وسوريا
    بقلم: كوبي ميخائيل واودي ديكل،عن نظرة عليا

    وحل حماس
    بقلم: سيفر بلوتسكر،عن يديعوت

    حرروا المخطوفين بدل مصادرة الحوسيب
    بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس










    عباس عالق بين الضغط الإسرائيلي واليأس الفلسطيني

    بقلم: جاكي خوري،عن هآرتس
    إعترف لي رجل من فتح يعتبر من الموالين لأبو مازن في نهاية الاسبوع بجدل مُر كان له مع ابنه المراهق. فدار الجدل حول مدونات غير مشجعة بصورة خاصة للرئيس الفلسطيني محمود عباس نشرها الابن. وأقنع الرجل الذي خشي الردود في الشارع الابن بأن يمحو بعض المدونات ويضبط بعضا آخر. لكنه تفهم غضب وخيبة أمل الابن وجيل الانتفاضة الثاني.
    «هذا جيل نشأ بعد اوسلو وكان صغير السن جدا في الانتفاضة الثانية»، قال.
    وقال إنه «جيل هتف لأبو مازن حينما تكلم من فوق منصة الامم المتحدة وطلب اعتراف العالم والمجتمع الدولي، وهو جيل اعتقد على غفلة منه أن الدولة الفلسطينية في متناول اليد ويشعر الآن بأن كل شيء يتحطم. فلا دولة ولا سيادة في لحظة الحقيقة، فهو نفس الاحتلال القاسي ونفس الحاجز ونفس المستوطنة التي تتسع أمام عينيه وعيون اصدقائه، ونفس الجيش ونفس الزيارات القاسية في منتصف الليل واعمال التفتيش – وكل ذلك بحجة الأمن»، قال، وأضاف أنه يجب عليهم في قيادة السلطة أن يدركوا أن هذا لن يستمر الى الأبد وسيرتد آخر الامر على الجميع كعصا مرتدة.
    يدرك كل من يتجول في الضفة الغربية في الايام الاخيرة أن غضب ذلك الفتى ليس أمرا شاذا بل هو جو عام يشمل مدنا وقرى في الضفة من الخليل في الجنوب الى جنين في الشمال. كان يمكن الحديث بعد الاختطاف فورا عن جو صدمة اولى ممزوج بالتأييد بين حلقات كثيرة وصمت عند الباقين. وكان الرد الاسرائيلي بموجة اعتقالات واسعة متوقعا، ومن الحقائق أن الاسبوع الاول مر دون حوادث تقريبا.
    لكننا أصبحنا في الايام الاخيرة نشعر بالتصعيد على الارض، فقد اصبح عدد يزداد من الشباب يخرجون الى الشوارع ويواجهون القوات: «لن تخرج أية سيارة جيب من هنا دون خدش»، يقول شاب في السابعة عشرة مفتخرا يشهد على نفسه بأنه يشارك في تلك المواجهات. كان الرد على الاعتقالات في الايام الاولى غير مبالٍ نسبيا لكن كلما زاد الاحتكاك ارتفع مستوى التوتر. «نرى الآن أنهم يدخلون البيوت عن خيبة أمل وغضب ويبدو ذلك مثل تصفية حساب مع الجميع»، أضاف.
    وقد أصبحوا في الشوارع يتذكرون صور الانتفاضة الاولى، وصور الشباب الذين يواجهون ويرشقون الجنود بالحجارة والزجاجات الحارقة. لكن يدخل المعادلة في هذه المرة بخلاف الانتفاضة الاولى متغير مهم جدا وهو قوات أمن السلطة. ففي يوم الجمعة منعت قوات الشرطة الفلسطينية تقدم مسيرات نظمتها حماس في الخليل على أثر موجة الاعتقالات في المدينة. وأطلق عدد من رجال الشرطة الفلسطينية النار في الهواء لابعاد المتظاهرين الذين هتفوا احتجاجا على التنسيق الامني.
    وفي رام الله لا يخفون خيبة الأمل من خطبة عباس في جدة ويُبينون أنه تحدث عن الفتيان الثلاثة بصفتهم بشرا يجب اطلاق سراحهم الى آبائهم صدورا عن الغضب. لكن يقول كثيرون إنه لم يتحدث بنفس اللهجة عن اعتداءات اسرائيل والسلوك اليومي في الضفة وعن معاناة السجناء. ولم يستوعب الشارع الفلسطيني كل ذلك بصورة حسنة. وكذلك المحاولات التي جاءت بعد ذلك من عباس لازالة الانطباع الذي بقي، لم تساعده حقا. وبدأ التعبير عن ذلك بمظاهرات ومسيرات ايضا. وقد اصبحت حماس تنقل اشارات خفية تشجع وتؤيد انتفاضة شعبية، ووجد عباس وقيادة السلطة الفلسطينية أنفسهم بين المطرقة والسندان، فهناك من جهة اسرائيل التي تضغط ولا يضعف ضغطها ومن جهة اخرى الشارع الفلسطيني الذي بدأ يُظهر علامات يأس وخيبة أمل من السلوك كله. وسيضطر عباس الى أن يبت أمره الى أين يتجه هل الى تنسيق مع اسرائيل أم الى تنسيق مع أبناء شعبه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ




    الآثار الاستراتيجية لنجاحات «داعش» في العراق وسوريا

    بقلم: كوبي ميخائيل واودي ديكل،عن نظرة عليا

    تعد سيطرة داعش على غرب وشمال غرب العراق، استمرارا لسيطرته على شمال شرق سوريا، دليل آخر على تعزيز قوات القاعدة وفروعها في طريقهم وتطلعهم الى إقامة «الخلافة الاسلامية الاقليمية». هذه مرحلة اخرى في عملية سيطرة المتطرفين الجهاديين، الذين يستغلون ضعف الحكم المركزي في الدول الضعيفة والمستضعفة. وفي اثناء التوسع الاقليمي الواسع، سيطر داعش ايضا على بنى تحتية، مخازن سلاح، مقدرات طاقة وأموال بنوك. كما أن التنظيم يذبح دون رحمة رجال الجيش وابناء الطوائف والقبائل الاخرى ويستمد التشجيع من الانجازات المتراكمة ومن الاهمال الذي تبديه الاسرة الدولية.

    تبدد الحدود

    إن تطلع داعش الى شطب الحدود التي قررتها القوى العظمى الاستعمارية في اتفاق سيايكس بيكو، يمثل المعارضة لمجرد وجود الدول القومية والسعي الى إقامة خلافة اسلامية تعمل على اساس قانون الشريعة. وبالمقابل، تسعى ايران الى اقامة الهلال الشيعي الذي يتجاوز هو الاخر الحدود. ويجعل هذا الصدام الصراع السني – الشيعي العنصر الهام والفتاك في المنطقة ويعيدها دفعة واحدة الى عهد مهد الاسلام.
    لقد أدى الهجوم السني الى شطب الحدود بين سوريا والعراق، بينما المساعدة الهامة التي قدمها حزب الله لسوريا أدت الى تشويش الحدود بين سوريا ولبنان. ومنح الانتصار في العراق ريح اسناد لقوات داعش في سوريا وتعزيز قبضتهم في شرقي الدولة. فوسائل قتالية أمريكية، ولا سيما صواريخ مضادة للدبابات ومركبات مدرعة، سقطت غنيمة تنقل الى سوريا. ورغم انقسام قوات داعش، فليست سوى مسألة وقت الى أن تنتظم وتشرع في الهجوم على جنوب سوريا والعاصمة دمشق.
    ان التدخل الايراني في العراق، من شأنه أن يؤدي بدوره الى تشويش الحدود بين مركز العراق وجنوبه وبين ايران. فالمعسكران المتطرفان يؤمنان بان رؤيتيهما لن تنتصرا الا اذا شطبت الحدود واعيد تصميم المنطقة كساحة سياسية ودينية واحدة.

    الاردن – المعقل الاخير

    إن انحدار الظاهرة الى الاردن وخلق مواقع لداعش في المملكة، في واقع الازمة الاقتصادية والديمغرافية بسبب وجود نحو مليون لاجيء سوري ومئات الاف اللاجئين العراقيين، من شأنه ان يدهور الاردن الى واقع من الفوضى يهدد بقاء المملكة. ويتصدى الاردن سواء في المجال الاستخباري أم في المجال العملياتي لخلايا آخذة في الاتساع لمنظمات الجهاد، التي تتسلل اليه تحت رعاية موجات اللاجئن وقنوات المساعدة والتوريد للثوار في سوريا التي تمر عبره.
    لقد هدد قائد قوات داعش في الموصل صراحة باجتياح الاردن وتصفية الملك عبدالله. ومع ان السعودية أعلنت ردا على ذلك بانه اذا كانت حاجة للدفاع عن الاردن فانها ستبعث بالدبابات، الا ان الاردن لا يمكنه أن يعتمد على مساعدة عسكرية سعودية. فهو بحاجة الى مساعدة فورية لغرض تحسين قدراته الاستخبارية والعملياتية بهدف حماية حدوده مع السعودية والعراق، والى مساعدة اقتصادية، وتوريد مستقر للطاقة، مساعدة مالية وانسانية للتخفيف من ازمته في كل ما يتعلق بالعناية باعداد اللاجئين الهائل لديه. ولكن فضلا عن ذلك يحتاج الاردن الى سند عسكري استراتيجي واضح. يخيل أنه رغم انه لا يمكنه أن يتعرف بذلك علنا، فان السند الاستراتيجي والعسكري الوحيد العملي له هو اسرائيل.

    اختبار للاستراتيجية الأمريكية

    في خطاب في وست بوينت قرر الرئيس اوباما بان «التهديد الاساس اليوم لا يأتي من القيادة المركزية للقاعدة، بل من شركاء القاعدة المتطرفين والمتناثرين». واقترح تخصيص مصادر لتدريب وبناء قدرات الدول المشاركة في خط الجبهة في مواجهة المتطرفين الجهاديين. في سوريا، بلورت الادارة استراتيجية ركزت على المساعدة المحدودة لقوات المعارضة الاكثر اعتدالا وبناء جيش عصابات مدرب يستهدف القتال ايضا ضد قوات حزب الله، الجيش السوري (الاسد) وأيضا القاعدة والمتطرفين الاسلاميين الاخرين. وقد انهارت هذه الاستراتيجية في سوريا وفي العراق على حد سواء. ففي سوريا، تفتت الجيش السوري الحر في مواجهة القوات الاسلامية، ولا سيما قوات داعش وجبهة النصرة. وتبين ان ليس في قوته وفي تأثيره ان يشكل بديلا لنظام بشار الاسد. اما في العراق، فقد هزمت قوات الجيش العراقي دفعة واحدة ودحرت من شمال وغرب العراق، رغم كونها مدربة ومزودة بقدرات امريكية.
    وبالتالي، فان الاستراتيجية الامريكية لبناء شركاء، وتدريبهم وتزويدهم وفقا لذلك، لا تنجح في الاختبار العملي. وينبغي أن يضاف الى ذلك تآكل الردع الامريكي، بعد أن اختار الرئيس اوباما، خلافا لوعده، عدم العمل عسكريا في سوريا، بعد تجاوز الخطوط الحمراء في استخدام مواد القتال الكيميائية. كل هذه تضاف الى احساس الخيبة والقلق في اوساط الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في الشرق الاوسط، المتخوفين من هجرهم في يوم الاختبار.
    لقد أمر الرئيس اوباما بارسال حتى 300 مستشار عسكري الى العراق، وبدأت الادارة بفحص خيارات سياسية جديدة فيه. ومع ذلك، هناك جدال في الولايات المتحدة حول خيار التدخل العسكري في العراق، مع التشديد على الاعمال الجوية واستخدام القوات الخاصة. وذلك، بسبب المصلحة والالتزام الامريكي بمنع انشقاق العراق وسقوطه في ايدي جماعات اسلامية متطرفة (سنية وشيعية على حد سواء). والغارات الجوية ليست ناجعة بما يكفي لوقف مقاتلي الجهاد ممن لا يعملون في اطار عسكرية منظمة. ويفهم خبراء عسكريون في الولايات المتحدة، الذين يفكرون باستخدام الطائرات والوسائل غير المأهولة بان هذه القدرات ايضا غير كافية لوقف القوات الجهادية ودحرهم عن المدن. وبالتالي، فان على التدخل العسكري أن يتضمن ايضا استخداما بريا لقوات خاصة، لغرض دحر الجهاديين عن المواقع الاستراتيجية (مثل منشآت انتاج وتكرير النفط) وحمايتها ولغرض التأهيل والتدريب لقوات الجيش العراقي.
    ويؤدي الطريق المسدود الى لقاء مصالح خاص، بينما الولايات المتحدة وايران. فقد كشف الرئيس اوباما النقاب عن انه تجري محادثات بين ايران والولايات المتحدة في الموضوع العراقي، وان الولايات المتحدة دعت ايران الى عدم العمل بشكل يفاقم التوترات الطائفية. وبزعمه، فان بوسع ايران ان تلعب دورا ايجابيا في اقامة حكومة وحدة بين الطوائف. ويبدو ان الولايات المتحدة قلقة من أن تسيطر ايران على الاقاليم الشيعية في العراق من خلال فروعها – الحرس الثوري وغيرها من الفروع الاخرى (توجد أدلة منذ الان على تواجد الحرس الثوري في مدن في العراق كما اطلقت تصريحات ايرانية حول الاستعداد لمساعدة السكان الشيعة في العراق وحماية الاماكن المقدسة للشيعة).
    ومن جهة اخرى، هناك جهات تعتقد بان على الولايات المتحدة ان تستغل الفرصة لتعزيز مجالات مصالحها المشتركة مع ايران. وهذه المحافل تدرس امكانية التنسيق السياسي بل والعملياتي مع ايران، حفظا لوحدة العراق. ومؤيدو هذا النهج، يرون في نجاح التنسيق لاستقرار العراق رافعة لتحقيق اتفاق في الموضوع النووي (رغم ان الولايات المتحدة تحرص على قطع هذه المسألة عن باقي المسائل الاقليمية) بل والدفع الى الامام بتسوية في سوريا ايضا. في مثل هذا السيناريو، فان النفوذ الاقليمي لايران سيزداد جدا. وهذا ينتج أن السعودية، الاردن، دول الخليج وخصوم ايران في المنطقة يجدون أنفسهم في واقع مقلق جدا والولايات المتحدة تقف في مكانة اشكالية ومشبوهة اكثر في نظرهم. في كل الاحوال، من المتوقع معارضة سياسية شديدة لصورة الحلف المتبلورة، سواء في الولايات المتحدة أم في أوساط حلفائها في المنطقة.


    الاثار اللاحقة

    ان النجاحات العسكرية لداعش في العراق وفي سوريا تجسد سياقات التغيير في الشرق الاوسط وتعظم دافع المحافل المتطرفة لاستغلال النجاح من أجل توسيع نفوذهم الاقليمي. وفي أساس نجاح داعش ومنظمات الجهاد الاخرى تقبع عدة اسباب بارزة: 1. الضعف البنيوي والادائي للدول القومية العربية. 2. المبنى الشبكي والمتناثر للمنظمات مما يسهل عملها وحركتها وخطوط تموينها في المنطقة ويجعل من الصعب التصدي العسكري لها. 3. اهمال الاسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، والنابع من الحرج والبحث عن حل قابل للتطبيق لمشاكل الشرق الاوسط، الى جانب عدم الاستعداد للتدخل العسكري. 4. تآكل في صورة القوة العظمى للولايات المتحدة وقدرتها على حل المشاكل الاقليمية. اضافة الى الخوف المتعاظم لدى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة من أنها في يوم الاختبار لن تقف الى جانبهم.
    ولما كانت موجات الصدمة تتجاوز الحدود بين الدول يخيل أن الدولة الاكثر تهديدا في هذا المرحلة هي الاردن. فمن هناك سيؤدي هذا إلى الوصول الى حدود اسرائيل والسلطة الفلسطينية، اراضي شبه جزيرة سيناء ودهورة المنطقة الى مواجهة عنيفة واسعة النطاق. وبالتالي حيوي جهد متداخل أمريكي – اوروبي (وكذا اسرائيلي في الظل) لتعزيز الاردن، اقتصاديا وعسكريا.
    اضافة الى ذلك، فان على الولايات المتحدة ان تعزز اللاعبين المعروفين كـ «معسكر الاعتدال»، ذاك الذي يعارض الجهاد العالمي، في ظل بناء قنوات تعاون بين اللاعبين الذين ينتمون الى المعسكر واستعدادهم للمساعدة في المرحلة الاولى لتحقيق الاستقرار في العراق.
    اسرائيل مطالبة بان تواصل الاستعداد لسيناريو انزلاق الاحداث الى حدودها. وفي ظل ذلك، عليها أن تمنع تسلل نفوذ وبناء بنى تحتية لمحافل اسلامية – جهادية في نطاق السلطة الفلسطينية والمساهمة في تحسين قدرة الحكم، امنيا واقتصاديا في السلطة الفلسطينية.
    يحتمل أن يكون حان الوقت للاستعداد فكريا بل وعمليا لنشوء فكرة اعادة تنظيم المنطقة السورية العراقية واساسها تفكك الدول القومية القائمة واقامة دول على أساس طائفي/عرقي : دولة علوية في غرب سوريا، كردستان في شمال العراق وسوريا، دولة سنية في منطقة شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا، ودولة شيعية في مركز وجنوب العراق. يحتمل أن تكون خطوط التقسيم الطائفية والعرقية هي الاكثر طبيعية واستقرارا.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    وحل حماس

    بقلم: سيفر بلوتسكر،عن يديعوت

    في لحظة كتابة هذه السطور لم يتحرر بعد الابناء المخطوفون. حبذا لو ان هذه الجملة لا تعود واقعية في ساعة قراءتها، ولكن التتمة كفيلة مع ذلك بان تكون واقعية: الى جانب التمشيطات والتفتيشات المكثفة تجري في مناطق يهودا والسامرة حملة عسكرية اخرى، عديمة الاسم، تستهدف القضاء على البنى التحتية لحماس. ولاصحاب الذاكرة الطويلة مثلي فانها تبدأ بالتذكير – بسلاح وصخب – حرب لبنان الاولى، الزائدة، الغبية والطويلة بين حروب اسرائيل.
    مفهوم ان الحاضر لن يشبه الماضي ابدا. فلتبرير حرب لبنان الاولى تمسك، بيغن، شارون ورافول باغتيال السفير الاسرائيلي في لندن. ومع ان منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة عرفات لم تكن ضالعة في الاغتيال، استغلته حكومة اسرائيل كذريعة «للقضاء على البنى التحتية الارهابية لـ م.ت.ف في جنوب لبنان.
    والان تعمل اسرائيل ضد بنى الارهاب التحتية لحماس استنادا الى معلومات (موثوقة، كما نأمل) عن ضلوع عميق للمنظمة في اختطاف الشبان الثلاثة. وفي الوقت الذي اعتبرت فيه م.ت.ف حركة تحرر وطني، عرفت حماس في العالم كمنظمة ارهاب اسلامية متطرفة. وعليه فان غزو لبنان شجبته على الفور معظم الدول الغربية والاعمال ضد حماس يرحب بها كثيرون.
    وفضلا عن ذلك: كان لبيغن، شارون ورافول اصبع رشيق على الزناد. فقد أعدوا الجيش للحرب وفتشوا فقط عن سبب ما للشروع فيها. اما نتنياهو، يعلون وغانتس، بالمقابل، فلا يسارعون الى المعركة. تركيبة حكومة بيبي تختلف تماما عن حكومة بيغن التي ضمت اغلبية متماسكة من أسوياء العقل.
    وبعد أن طرحت وفصلت كل هذه الاختلافات، لا يزال مجال للخوف اليوم ايضا من فقدان قدرة كبح الجماح لدى اصحاب القرار. فشخصيات سياسية وامنية تصرح علنا منذ الان: هذا ليس عملا محدود الهدف (حتى العثور على المخطوفين) أو الزمن (حتى عيد رمضان). هذه حملة تطهير متدحرجة، ترمي الى التحطيم النهائي لحماس. وهي «ستستمر قدر ما تستمر»؛ اشهر، سنين. لهذه التصريحات نبرة معروفة: هكذا تحدث المسؤولون عن تحول حملة الاربعين كيلو متر في جنوب لبنان الى حرب عديمة الغاية استمرت لسنوات.
    اسرائيل لن تنجح في ابعاد حماس من مناطق السلطة الفلسطينية. يمكنها أن توجه اليها ضربة اليمة جدا، تضعفها، تفتت بعضا من معاقلها – ولكن لن تشطب وجودها.
    هذه المنظمة متجذرة في الواقع الفلسطيني والفلسطينيون وحدهم يمكنهم في يوم من الايام ان يزيحوا عنهم عبئها. ما كان يمكن لاحد من الخارج ان ينجح في وقف الاخوان المسلمين في مصر: فعل هذا الجيش المصري. حملة تطهير وقضاء لا تنتهي في المناطق لن تخدم مصالح دولة اسرائيل. فهي ستعيد وتبرز الوجه الوحشي للتواجد العسكري الاسرائيلي في مناطق السلطة الفلسطينية ستجعل من الصعب على ابو مازن التعاون معنا، ستوجه الينا انتقادا دوليا متعاظما وستعزز المتطرفين.
    اليوم، يردع نشاط الجيش الاسرائيلي الارهاب، اما غدا فسيشكل محفزا له. ولا ينبغي أن نصل لهذا الغد. من الافضل ان نترك حماس جريحة، مطاردة تلعق جراحها ونحرص على أن ينفر السكان الفلسطينيون منها ويرفضوا أساليبها. وعندها فان جراح حماس لن تلتئم. في حرب لبنان الثانية تمكنت حكومة اسرائيل من وقف القتال دون أن «يقضي الجيش الاسرائيلي من الاساس» على البنى التحتية لحزب الله، لهذا كانت لها انجازات استراتيجية بعيدة المدى وغير مسبوقة. والان، في ظروف مختلفة، يهددنا مرة اخرى خطر التدهور الى النموذج اللعين لحرب لبنان الاولى، رغم أن درسه معروف وواضح: من السهل الغرق في الوحل، من الصعب جدا الخروج منه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    حرروا المخطوفين بدل مصادرة الحوسيب

    بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس

    في اللحظة التي توقفت فيها كاميرا تصوير التلفاز عند الغنيمة من أعلام حماس الخضراء التي صادرها جنود الجيش الاسرائيلي في جامعة بير زيت في نهاية الاسبوع أمكن أن ندرك أن المخططين لعملية «عودوا أيها الاخوة» قد استنفدوا أكثر مخزون الافكار في جعبتهم. فقد تحولت العملية العسكرية من مطاردة مركزة لخاطفي الفتيان الثلاثة الاسرائيليين الى معركة واسعة ليس لها هدف في جزء منها تشمل ايضا مكافحة رموز وطنية.
    ما زال خريجو الانتفاضة الاولى يتذكرون بيقين المكافحة المريبة للاعلام: وكيف اضطر جنود الجيش الاسرائيلي سكانا في القطاع وفي الضفة الى تسلق أعمدة الكهرباء كي ينزلوا عنها ما كان يسمى آنذاك «أعلام م.ت.ف» (أي اعلام فلسطين)؛ وكيف تكهرب بعضهم وماتوا، وكيف تبرأت الدولة من دعاوى تعويضات عائلاتهم بذرائع مختلفة وكيف جاء آخر الامر شخص ما مع قليل من العقل السليم فوضع حدا لكل ذلك حتى قبل اتفاقات اوسلو. وتعتبر الاعلام الفلسطينية الآن شرعية لكن اعلام حماس اصبحت قضية كبيرة مرة اخرى.
    يجب على اسرائيل أن تبين مصير الفتيان وأن تضع يدها على خاطفيهم. ولها تسويغ كامل لأن تستمر على المعركة الجديدة التي بدأتها على اعضاء الذراع العسكرية لحماس في انحاء الضفة. ويمكن بصعوبة قبول استنتاج أن الهدف الرئيس لجمعيات «الدعوة» هو خدمة خلايا ارهاب المنظمة. لكن حماس التي تستعمل اعمالا ارهابية قاتلة على اسرائيل هي حركة شعبية واسعة ايضا تعتمد على أساس عام عميق. وكل جهودنا لقمعها فشلت منذ أن أنشئت في كانون الاول 1987 بعد نشوب الانتفاضة الاولى بأيام معدودة.
    من كان يرى أن الاعلام والحواسيب التي صودرت جزء من انجازات العملية فيبدو أنه لا ينتبه الى أن الضباط الذين يصفون هذه النجاحات التي تدير الرؤوس يفعلون ذلك كأنما يتخبطهم الشيطان من المس. فقد نشأت القطيعة بين حماس والسلطة منذ اللحظة التي بادرت فيها المنظمة الى الاختطاف في الضفة من وراء ظهر الرئيس محمود عباس. وحتى لو بقيت حكومة الخبراء الفلسطينية فانه يصعب أن نرى كيف ستتفق السلطة وحماس على اجراء انتخابات في الفترة القريبة. وإن ضربات اسرائيلية عمياء اخرى توجه الى «البنية التحتية» المدنية لحماس لن تضائل موالاة المنظمة في الضفة.
    إن لهدف الجيش الاسرائيلي العام مهمتين في هذه الايام متساويتين في أهميتهما تقريبا، الاولى هي ترجمة المعلومات الاستخبارية القليلة التي جاءت الى الآن من «الشباك» الى اجراءات ميدانية تفضي الى العثور على المخطوفين. والثانية كف جماح افكار سخيفة تثار من هوامش الحكومة والائتلاف الحكومي قد تورط اسرائيل بدون حاجة في حرب مع حماس في قطاع غزة.
    وكلما كبرت خيبة الأمل من فشل اعمال البحث في الضفة يزيد هذا الخطر برغم أن اسرائيل ليس لها أي اهتمام في ظاهر الامر بمواجهة مباشرة مع حماس في غزة، وبرغم أن الضغط المصري على المنظمة يردعها الى الآن عن أن تبدر بادرة منها من القطاع.
    يلاحظ ضبط النفس المحدد الذي تستعمله قيادة الجيش العليا في نشاطها في الايام الاخيرة ايضا. في البداية أظهر الفلسطينيون مقاومة قليلة لاغراق الضفة بقوات الجيش الاسرائيلي إما لأنهم فاجأتهم قوة العملية وإما لأنهم أدركوا أن خطف فتيان غير مسلحين هو تجاوز لخط احمر يجب على اسرائيل أن ترد عليه بقوة. لكن كلما مرت الايام قويت مقاومة عمليات الاعتقال، والرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة يفضي الى استعمال الجنود للسلاح الحي. وفي فجر يوم الاحد قُتل شابان فارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في العملية الى اربعة. ويبدو أن صرف أكثر الوحدات الى اعمال بحث في المناطق المفتوحة غرب الخليل يرمي الى تفتير المواجهات في القرى والمدن شيئا ما.
    سُمح بنشر أمرين مركزيين من تحقيق “الشباك” والشرطة في الاختطاف وهما وجود السيارة المحروقة التي استعملها الخاطفون كما يبدو في العملية والمكالمة الهاتفية من أحد الفتيان الى مركز الطواريء التي تأخر علاج الشرطة لها إهمالا. وتبين صور السيارة أنها كانت سيارة خاصة صغيرة فيها مكان للسائق والراكب قربه ومعهما مكان لثلاثة ركاب في المقعد الخلفي. ونعلم ايضا بحسب الجدول الزمني المخمن الذي نشر أن الفتى هاتف الشرطة بعد أن ركب السيارة هو ورفيقاه بوقت قصير نسبيا. ونقول بعبارة اخرى إن الخاطفين أدركوا أن في أيديهم عددا كبيرا نسبيا من المخطوفين قد يزيد على ما خططوا له في البداية؛ وأدرك الفتيان أنهم خُطفوا وربما أدرك الخاطفون ايضا أن الفتيان يعرفون (ولا نعرف هذا من الانباء الرسمية التي نشرت.)
    ما الذي يحفز المخربين في هذه الظروف الى التخلص من رهائنهم؟ وما هي السابقة لابقاء ثلاثة مخطوفين أحياء في الضفة الغربية التي يسيطر عليها “الشباك” واجهزة الامن الفلسطينية من جهة استخبارية؟ ولماذا لم تحتجز خلية ارهاب في الضفة منذ تم تخليص الياهو غورال في 2003 حتى مخطوفا اسرائيليا واحدا حياً؟.
    ليس الجمهور الاسرائيلي أحمق ولا مغفلا. وقد أصبح كل صحافي يشتغل بهذه القضية يسأله اصدقاؤه ومعارفه في الايام الاخيرة مرة بعد اخرى هل توجد معلومات اخرى لم تنشر في وسائل الاعلام؟ فمن الجيد أن يتحدث المستوى السياسي الذي ما زال يعقد في كل يوم تقريبا مؤتمرا صحافيا غريبا شيئا ما من غير أن يُمكن المراسلين من عرض اسئلة، يجدر أن يتحدث الى المواطنين بصفتهم أناسا بالغين.
    أخذت تقل احتمالات أن تنتهي هذه القضية على أحسن وجه برغم أنه يجب على قوات الامن أن تبذل كل جهد لحل اللغز حتى مع وجود أقل احتمال لنجاح أحد المخطوفين في البقاء حياً. وتوجد في اسرائيل حساسية خاصة بقضايا الاختطاف كما بينت قضية شليط واختطاف الفتيان ايضا. لكن يجدر أن يُعامل الاختطاف بتقدير صحيح للامور: فهذه عملية خطيرة يجب أن يُرد عليها بصرامة وأن يوجد المسؤولون عنها، ولا يوجد هنا سبب للحرب ولا لجو الهياج الذي قد يُعرض مصالح اسرائيل الاستراتيجية في المنطقة للخطر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 23/06/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 12:07 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 20/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:52 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 19/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:52 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 17/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:51 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 08/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:42 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •