النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 15/09/2014

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 15/09/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي الاثنيـــن 15/09/2014 م


    في هــــــذا الملف

    المبادرة الفلسطينية القديمة الجديدة لإقامة دولة
    لو نجحت خطوة عباس فستكون إسرائيل في موقف لا تحسد عليه في الأشهر القادمة
    بقلم:جلعاد شير وليران اوفك،عن نظره عليا

    رئيس مصر رجل عجيب
    بقلم:إسرائيل هرئيل،عن هآرتس

    إسرائيل شريك غير مرغوب في حرب «داعش»
    يحاول نتنياهو أن يستغل الحرب على التنظيم المتطرف للتغطية على الاحتلال
    بقلم:حيمي شليف،عن هآرتس

    أسئلة لحماس
    نقاط متخيلة تطرح على مسؤولي الحركة فيما لو أتيحت فرصة لصحافي إسرائيلي أن يسأل عنها
    بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس

    أوسلو تخدمكم بعد كل شيء
    بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم

    تمرد المدللين
    بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم









    المبادرة الفلسطينية القديمة الجديدة لإقامة دولة
    لو نجحت خطوة عباس فستكون إسرائيل في موقف لا تحسد عليه في الأشهر القادمة

    بقلم:جلعاد شير وليران اوفك،عن نظره عليا

    في حال حصلت المبادرة القلسطينية التي يقودها عباس على دفعة قوية، فان اسرائيل ستقف امام واقع سياسي غير بسيط، سواء أمام الفلسطينيين او أمام الرأي العام العالمي، ومن شأن مبادرة اسرائيلية ان توازن الصورة للجولات السياسية القادمة اذا سعت لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي بنظرة مسؤولة وبعيدة المدى مع مراعاة المصالح الوطنية الاستراتيجية لاسرائيل.
    خلال عقدين من المفاوضات مع اسرائيل. شددت القيادة الفلسطينية على طرح مطالب وشروط. لكنها امتنعت عن طرح مبادرة خاصة بها لحل الصراع، في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيتم يوم الاحد في القاهرة ينوي محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، تفصيل مبادرته لاقامة دولة فلسطينية مستقلة. بمناسبة انتهاء عملية «الجرف الصامد» زار عباس الدوحة وعرض المبادرة على خالد مشعل، وحسب مصادر فلسطينية فان مشعل وقع عليها، وقيل ايضا ان وفدا فلسطينيا برئاسة صائب عريقات سيذهب لواشنطن لمناقشة المبادرة مع وزير الخارجية الامريكي.
    يشار الى ان عباس لم يتطرق في مبادرته لخطة السلام العربية، او لتوجه اقليمي لحل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، الخطة مكونة من ثلاث بدائل متدرجة:
    الاول: مفاوضات لفترة محددة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية برعاية الولايات المتحدة وفي بداية هذه المفاوضات تقدم اسرائيل حدودها الدائمة من وجهة نظرها، الهدف: تحديد حدود الدولة الفلسطينية واعتراف اسرائيل بهذه الدولة. وكل ذلك خلال اربعة اشهر. بهذا الخط لا يوجد جديد.
    الثاني: هذا يطبق في حال فشلت المفاوضات او لم تتم اصلا.بسبب رفض المسار من قبل الولايات المتحدة او اسرائيل، وفي هذه الحالة ستتوجه السلطة الفلسطينية عن طريق الجامعة العربية الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة، بطلب انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية خلال 3-5 سنوات.
    في حال فشل البديلين ستنضم السلطة الفلسطينية الى جميع المؤسسات والمنظمات الدولية، وتوقع على ميثاق روما الذي تعمل محكمة الجنايات الدولية على اساسه. وهناك تقدم دعوى ضد اسرائيل وزعمائها.
    ان المبادرة القديمة الجديدة لعباس، تنشر على خلفية واقع مركب، حيث تعتبر السلطة الرابح الاكبر من اتفاق وقف اطلاق النار الذي اعدته مصر، حسب وثيقة من 11 بند بتاريخ 15-8-14 ، التنسيق بادخال البضائع لقطاع غزة مع السلطة. وستشترك باعادة اعمار غزة وتنسق لجانب اسرائيل مع المنظمات الانسانية الدولية من اجل ذلك. وابتداء من كانون ثاني 2015 من المفترض ان تنتشر قوات الامن الفلسطينية شمال القطاع وشرقه، وفي النهاية بحسب الوثيقة المصرية، امكانية اقامة مطار وميناء ستناقش في اطار اتفاقيات اوسلو واتفاقيات سابقة، والتي وقعت كلها بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
    عمليا، لم يذكر اسم حماس باتفاق وقف اطلاق النار، هذا يعني ان اسرائيل ومصر يرون ان السلطة الفلسطينية هي المسؤولة عما يحدث في القطاع. هذا لا يلغي حقيقة انه على ارض الواقع حماس هي المسيطرة وشعبيتها بازدياد، ومن المشكون فيه ان تستطيع السلطة الفلسطينية الايفاء بالتحدي الامني والسيطرة التي فرضها اتفاق وقف اطلاق النار. ولكن رسميا الاتفاق يضعف حماس التي يعترف مسؤولها مشعل ولو بشكل ضمني بالمحادثات مع اسرائيل كوسيلة لاقامة دولة فلسطينية.
    بالمقابل لا زال الشارع الفلسطيني يفكر بطريقة اخرى، الاستطلاعات التي اجريت في قطاع غزة اواسط اب تظهر ان الشارع يؤيد استمرار القاء القذائف، لانه يرى في ذلك اضعاف للردع الاسرائيلي، ومطلب حماسبعدم اخذ سلاح المنظمات يلاقي ترحيبا من قبل السكان في الضفة الغربية. استطلاع واسع نشره المركز العربي للبحث والعلوم السياسية في الدوحة اظهر ان 84٪ من الذين سئلوا في الضفة وغزة رفضوا فكرة اخذ السلاح الفلسطيني، كما اظهر الاستطلاع ايضا ان 80٪ من الجمهور الفلسطيني يعارض استمرار التنسيق الامني مع اسرائيل. توجه اخر سجلته الاستطلاعات منذ نيسان وحزيران 2014 هو تاييد 70٪-80٪ من الشارع الفلسطيني في الضفة والقطاع بالانضمام للمؤسسات الدولية.
    على خلفية هذه المعطيات فإن عباس يستمر بتلقي الانتقادات بسبب التنسيق الأمني حتى وإن كان الثمن ضرب المصالحة الوطنية الداخلية حيث تحدث عباس علناً عن خطف الشبان الثلاثة وقتلهم. الظاهر أن عباس يناور من خلال مبادرته ثلاثية الأبعاد بسبب الوضع المعقد الذي هو موجود فيه. التوجه لإسرائيل من أجل المفاوضات هدفه لوي ذراع حماس، لاحتواء توترات فلسطينية داخلية والتأثير على الوسيط الأمريكي، أما الانضمام للمؤسسات الدولية والتهديد بمقاضاة اسرائيل، فإن ذلك ينبع من غياب الشرعية داخل البيت الفلسطيني للحوار مع اسرائيل. هذه المناورة السياسية التكتيكية تمكن عباس من خلق وضع مريح له تجاه اسرائيل: إن حدثت المفاوضات، فإن الإطار الزمني سيفرض سرعة وجوهر هذه المفاوضات، لم ينجح؟؟ سيتقدم عباس بشكل أحادي الجانب في الساحة الدولية.
    البدائل الثلاثة المذكورة أعلاه تعطي الفلسطينيين مجموعة طرق لتحقيق دولة فلسطينيةفي إطار جامد من ناحية الجدول الزمني ويبقى الوقت ليونة من ناحية رافعات الضغط الذاتية. الأمر الذي سيلاقي تأييد الكثير من الأطراف في الساحة الدولية.
    يعالج عباس أيضاً التوتر الداخلي في الساحة الفلسطينية والمعارضة الشديدة له، كونه يدخل حماس من البوابة الخلفية للعملية السياسية. خط عباس- مشعل- رغم الخلافات والجدالات الشديدة والعلنية بينهم، هذا الخط يحول حماس لشريك محتمل مستقبلاً في المفاوضات مع اسرائيل.
    إن التقدم الفلسطيني للبديل الثاني والثالث في خطة عباس من شأنه عمل تأثيرات أخرى، توقفنا أمامها بهذه الصفحات قبل حوالي سنتين، عشية توجه عباس في تشرين الثاني 2012 لهيئة الأمم المتحدة. صحيح أن الولايات المتحدة من المتوقع أن تستخدم حق النقد الفيتو على القرار، لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هذا القرار الذي يطلب من اسرائيل الانسحاب من الضفة الغربية بدون اتفاق. ولكن بتحليل نظري لا يجب إلغاء سيناريو كهذا، والذي فيه، بظروف معينة، تنجح السلطة حسب خطتها، في خلق جبهة سياسية دبلوماسية في مجلس الأمن ضد اسرائيل، وكذلك جبهة قضائية دولية.
    التقدم الفلسطيني أحادي الجانب وفي غياب إطار اتفاقي من شأنه إلغاء الاتفاق المرحلي (أوسلو ب) الذي وقع عام 1995، وساري المفعول حتى اليوم، وهذا من شأنه تمكين إقامة جيش فلسطيني سيادي. وإعلان أحادي الجانب أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، وبالتالي تغيير مكانة المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة بما في ذلك الأجسام الاستيطانية الكبيرة التي كان من المفترض أن تكون جزء من الحدود الاسرائيلية في حال تم اتفاق وكتبادل أراضي، وبالمقابل سيكون أيضاً رد اسرائيل أحادي الجانب.
    في حال لاقت مبادرة عباس دفعة قوية، ستقف اسرائيل في الأشهر القادمة موقف لا تحسد عليه من الناحية السياسية، سواء أمام الفلسطينيين أو أمام الجالية الدولية. الظاهر أن مبادرة اسرائيلية قادرة على السعي لإنهاء الصراع الإسرائيلي العربي من منطلقات مسؤولة وبعيدة المدى للمصالح القومية الحيوية لإسرائيل، ستتمكن من إحداث توازن على طريق الجولات السياسية القادمة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    رئيس مصر رجل عجيب

    بقلم:إسرائيل هرئيل،عن هآرتس

    عرض رئيس مصر عبد الفتاح السيسي على الفلسطينيين 1600 كم مربع بجوار قطاع غزة (مساحة القطاع 356 كم مربع فقط). ورفض أبو مازن الاقتراح رفضا باتا، لماذا؟ يبدو لأنه يوجد فيه عناصر يمكن أن تساعد في حل مشكلة اللاجئين وتخفيف الاكتظاظ القبيح في القطاع. ورئيس الفلسطينيين يخيفه هذان الشيئان ولا سيما اعطاء حل لعدد من اللاجئين في سيناء ـ لا في أسدود وعسقلان.
    عند نشر اقتراح السيسي في صوت الجيش الاسرائيلي تلقيت رسالة قصيرة من شخص مركزي سابق في وسائل الاعلام قال فيها: «هل يمكن أن يكون السيسي قد شارك قبل سنين في مؤتمر هرتسليا واقتنع برغم ردود ساخرة في القاعة بكلام اسرائيلي غريب تحدث عن واجب مصر أن تسهم بشيء من ارضها الضخمة الفارغة للدولة الفلسطينية؟».
    اليكم خلاصة الاقتراح الذي بسطه في مؤتمر هرتسليا: إن أكثر الاسرائيليين، حتى من اليمين جُعلوا يعتقدون أن اسرائيل هي الوحيدة التي يجب عليها أن تقدم الاراضي المطلوبة لانشاء دولة فلسطينية. وسألت: لماذا لا نطلب ـ ونكمل الطلب بنشاط سياسي مناسب ـ أن تسهم مصر والاردن ايضا، وهما صاحبتا الاحتياطي الضخم من الارض، أن تسهما بنصيب. أليستا أختين للفلسطينيين في الدين والاصل والقومية. ولا يقل عن ذلك أن جزءا كبيرا من المشكلات الارضية والسكانية للفلسطينيين نشأ بسبب حربهما في 1948 للقضاء على الدولة اليهودية.
    واقترحت أن تفرز مصر التي تبلغ مساحتها أكثر من مليون كم مربع (أكثرها غير مأهول)، للفلسطينيين نحوا من 10 آلاف كم مربع. فيحظى مئات آلاف الفلسطينيين برفاهة مادية واقتصادية (ميناء عميق في العريش، وأن يُعد مجددا مطار ايتام الذي لم تخربه اسرائيل عند انسحابها في 1982، وأن يتم تطوير قطاع غزة الموسع وتصنيعه بمساعدة اسرائيل والغرب وصناديق دولية). وحتى لو انسحبت اسرائيل الى خطوط 1967 فلن يكون للفلسطينيين ما يكفي من الاراضي (نحو من 5500 كم مربع) كي يصرفوا امور دولة قابلة للبقاء. إن النقص من الارض سيسبب اختناقا وغليانا شعبيا عاما ينفجر الى داخل اسرائيل، ويمكن اقناع الامريكيين وسائر الجهات المتقدمة في العالم بمنطق الاقتراح كي تستعمل تأثيرها في الرئيس حسني مبارك المتعلق بها.
    وانفجر أحد حاضري المؤتمر قائلا: «هل يعطون مثل هذا الكلام العجيب منبرا في مؤتمر هرتسليا؟» (وقد أُعطيت المنبر في سنوات اخرى ايضا). وكان هناك من غضوا ابصارهم وكأنهم يشاهدون منظرا محرجا في ساعة عرض. ونهض السفير الاردني فاحتج بصوت عال وخرج من القاعة وتبعه المصري.
    وعُرضت الفكرة في منتديات اشتغلت برسم خطوط انسحاب لمختلف خطط السلام، ولم يُخف أكثر السامعين رأيهم بأن الاقتراح «لا يقبله العقل ألبتة». واذا كانوا قالوا ذلك فانه توجد خطة البروفيسور يهوشع بن آريه وأساسها أن تمنح مصر الفلسطينيين في غزة اراضي وأن تعوضهم اسرائيل بأراض في النقب. وهذا المنطق «يقبله العقل».
    وعلى عكسهم لم يرفض المتباحثون ولا سيما غير اليهود في حلقات دراسية في الخارج ـ ممن يملكون عقول غير اليهود السديدة ـ لم يرفضوا الاقتراح.
    «من العدل أن تمنح مصر الفلسطينيين الذين يعيشون في زحام في ظروف شائنة في أحد اكثر الاماكن اكتظاظا في العالم – أن تمنحهم مساحة ارض رمزية»، رد شخص رفيع الشأن في وزارة الخارجية في واشنطن وأكد قائلا: «لكن يجب على اسرائيل على كل حال أن تنسحب الى خطوط 1967». ووجد معهد «تشاتم هاوس» وهو معهد البحث الملكي البريطاني (المؤيد للعرب)، وجد أن الفكرة تستحق البحث، بل اصدرها في نسخة رسمية تشمل افكارا اخرى لحل المشكلة الفلسطينية.
    لم تتطرق حكومة اسرائيل الى الآن بصورة رسمية الى استعداد رئيس مصر ورفض أبو مازن. ويبدو أنه يصعب عليها ايضا أن تفيق من هول اجراء السيسي الذي لا يكف عن مفاجأتنا، فهو في هذه المرة مستعد لأن يتبرع باراض للدولة الفلسطينية وهو يعفي بذلك اسرائيل في واقع الامر من مسؤوليتها وحدها عن المشكلة. ولو أن السيسي بسط اقتراحه في مؤتمر هرتسليا لكان من المعقول جدا أن يُحكم عليه في نظر عدد من المشاركين – الذين يعتبرون في المؤسسة الامنية والاقتصادية والاكاديمية والسياسية في الدولة – على أنه رجل غريب الاطوار إن لم نقل اسوأ من ذلك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ



    إسرائيل شريك غير مرغوب في حرب «داعش»
    يحاول نتنياهو أن يستغل الحرب على التنظيم المتطرف للتغطية على الاحتلال

    بقلم:حيمي شليف،عن هآرتس

    لا يُحتاج احيانا الى أكثر من تصريحات متحدث كي نرى الصورة كاملة، فقد نشر متحدث الوزير يوفال شتاينيتس مثلا أمس اعلانا «بعد يومي محادثات ماراثونية» عن المواضيع التي أُثيرت في اطار الحوار الاستراتيجي بين اسرائيل والولايات المتحدة، وفي أول القائمة «الحلف الامريكي في مواجهة داعش». ويورد الاعلان مباركة شتاينيتس قرار الرئيس اوباما على محاربة المنظمة، مع تحذيره أن ايران أهم مع كل ذلك.
    ويُقال في فضل شتاينيتس ايضا إن اعلانه يشمل الاعلان الذي نشرته وزارة الخارجية الامريكية بيد أنه، ويا للعجب، يختلف تمام الاختلاف، فهناك يذكرون في الحقيقة: «التزام محاربة الارهاب المشترك»، لكن لا يُذكر اسم تنظيم الدولة الاسلامية على اختلاف تصاريفه.
    وفي مقابل ذلك يتناول اعلان واشنطن بتفصيل عميق كل ما يتعلق بضرورة تعمير غزة وتقوية السلطة الفلسطينية واحراز تسوية سلمية وقلق امريكا من «النشاط الاستيطاني المستمر في الضفة الغربية».
    هذه هي الخطوط المتوازية التي يتم التجادل فيها جدل الصم المعلن بين القدس وواشنطن منذ صك بنيامين نتنياهو شعار حماس = داعش وعشقه. ويحاول نتنياهو أن يضع اسرائيل في مقدمة جبهة النضال للاسلاميين المتطرفين، لكن واشنطن تفضل أن تبقى في الخلف وجون كيري يتنقل في المنطقة. ويحاول نتنياهو أن يُسوي بين حماس والدولة الاسلامية لكن متحدثة وزارة الخارجية الامريكية تجهد في تبيان الاختلاف كل يوم. وهو يجهد في أن يجعل المواجهة الخاصة بين اسرائيل والفلسطينيين وفيها الحرب في غزة من المعارك في حرب الحضارة، لكن ادارة اوباما مع الدول الاوروبية تعامله على أنه بائع سيارات مستعملة.
    لا يعني ذلك أن نتنياهو مذنب حقا في أن اسرائيل لم تُدمج في الحلف على الدولة الاسلامية كما يزعم بوجي هرتسوغ زعمه الداحض.
    فحتى لو تغاضينا عن الشحناء بين رئيس الوزراء والادارة في واشنطن، وبرغم حقيقة أن الدولة الاسلامية عدو مشترك للجميع، فانه ما زالت أكثر الدول العربية صداقة لنا غير قادرة على أن تقف مع اسرائيل علنا لتواجه أبناء شعبها مهما يكونوا متطرفين – ولا سيما بعد الدمار الذي خلفته اسرائيل في غزة في عملية أيدها هرتسوغ ايضا كما تذكرون.
    كان يمكن أن يُزعم أنه لم يتغير شيء منذ أن طلبت امريكا الى اسرائيل في حرب الخليج الاولى أن تطمئن نفسها كي تُمكن من تشكيل حلف على صدام حسين؛ بيد أنه يصاحب ذلك في هذه المرة عدم وعي كبير من جهة متخذي القرارات في القدس وفرق ضخم بين رؤيتهم لأنفسهم وصورتهم العالمية عقب عملية الجرف الصامد.
    لن تنجح اسرائيل حتى لو برهنت بالبراهين والأدلة على أن حماس وداعش شيء واحد، لن تنجح في اقناع أحد سوى مشجعي نتنياهو المحافظين في امريكا بأن نيتها الحقيقية ليست أن تُنسي الصور الفظيعة من غزة وأن تصد ضغوطا سياسية في الشأن الفلسطيني.
    وحينما يصاحب ذلك ايضا «رد صهيوني مناسب» مثل مصادرة الاراضي التي تمت في الآونة الاخيرة في يهودا والسامرة فانه يصعب حتى على مشجعي اسرائيل المخلصين مثل جيري روزنبلت، محرر صحيفة مؤسسة «جويش ويك» في نيويورك، أن يدافعوا عن الحكومة: فقد كتب روزنبلت في نهاية الاسبوع يقول إنه يفضل بدل أن يشغل يهود امريكا انفسهم بصورة وسواسية باعوجاجات وسائل الاعلام، أن يبينوا للحكومة في القدس مبلغ كون «غرورهم السياسي» مضرا بشؤونها.
    إن من يقرأ اليوم خطبة نتنياهو إذ كان مواطنا أمام لجنة مجلس النواب في 20 أيلول 2001 بعد عملية التوائم باسبوع، لا يستطيع أن ينكر رؤيته الحادة لتطور الارهاب الجهادي في المنطقة. لكن برغم أن اسرائيل تدعم الامريكيين «بطرق معروفة وطرق معروفة بقدر أقل»، كما قال نتنياهو في يوم الخميس، يفضل العالم أن يراه يسهم بنصيبه في حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الذي يغذي من وجهة نظرهم التطرف الاسلامي. لكن نتنياهو بدل ذلك فضلا عن أنه لم يفعل شيئا لانهاء الاحتلال، أصبح يُرى الآن أنه يستغل المواجهة مع الاسلام المتطرف كي يتظاهر بأن الاحتلال غير موجود أصلا، بل إنه يفترض كما يبدو أن لا أحد ينتبه لذلك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    أسئلة لحماس
    نقاط متخيلة تطرح على مسؤولي الحركة فيما لو أتيحت فرصة لصحافي إسرائيلي أن يسأل عنها

    بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس

    1. هل أنتم متمسكون بالموقف في أن الحرب الاخيرة انتهت بانتصاركم؟
    2. هل هذا انتصار فلسطيني أم هو انتصار حماس؟
    3. نجحتم في تشويش الجيش الاقوى في المنطقة. هل هذا هو الانتصار؟
    4. تكبدت السياحة الاسرائيلية خسائر. ميزانية التعليم الاسرائيلية ستتقلص. ميزانية الدفاع سترتفع. في بلدات غلاف غزة محبطون، يشعرون بانهم تعرضوا للخيانة وبعدم الامان. اذا كان هذا هو الانتصار، فهل ولماذا كان الثمن الذي دفعته غزة وسكانها مجديا؟
    5. عرفتم مسبقا بان الغرب سيسارع ويضمن دفع ثمن اعمار غزة وتأهيل سكانها بعد الدمار الذي ألحقته اسرائيل. هذا ما يفعله من 1994 (في الضفة ايضا)، جزئيا لاعتبارات انسانية وبالاساس لاعتبارات سياسية: من أجل ابقاء السلطة الفلسطينية في مكانها (في دور وكيلة الاعمار) وكي لا تهتز منظومة التوازنات مع اسرائيل أكثر مما ينبغي. لو لم تعرفوا بان الغرب والامم المتحدة سيتجندان للاعمار – فهل كنتم ستعملون بالضبط مثلما عملتم؟
    6. أنتم تحفظون لانفسكم بحق اختيار طريق الحرب (الكفاح المسلح) من أجل الفلسطينيين، ولكن على كل مهمة مدنية ينبغي تنفيذها تجيبون: هذا دور حكومة المصالحة. الا يوجد هنا تناقض وازدواجية اخلاقية؟
    7. بدل الايجار في القطاع ارتفع، بسبب الانخفاض في العرض (المنازل التي دمرتها اسرائيل) وتحول نحو 100 الف نسمة على الاقل الى معوزي منازل. كما ارتفعت معدلات الفقر والبطالة. فما هي خطتكم لتخفيضها.
    8. القدرة القتالية لمقاتليكم تحسنت مقارنة بـ 2008 – 2009 (وان كنتم في حينه ايضا تفاخرتم بهذه القدرة القتالية، ولم تقنعوا احدا غير الموالين لحماس). واضح أنكم تعلمتم من الاخطاء وكرستم زمنا كثيرا للتدريبات العسكرية. فهل تحسن القدرة القتالية وتطوير السلاح الذي بحوزتكم تحولا من وسيلة الى غاية، ولهذا فعندما تحققا – ترون في ذلك انتصارا؟
    9. قلتم ان اتفاق وقف النار مع اسرائيل هو انجاز كبير. فماذا فيه بالضبط، ما يجعلكم تعتبرونه مثل هذا الانجاز؟ نحن، الاغبياء، لم نتمكن من الفهم. وفي هذه الاثناء الاغلاق لم يرفع واسرائيل لا تعتزم رفعه، وسلاح البحرية يواصل اطلاق النار على صيادي غزة واعتقالهم لدى انطلاقهم لنيل الرزق من البحر وسكان غزة يعيشون في ذات السجن الذي كانت تحبسهم فيه اسرائيل منذ نحو عشرين سنة.
    10. لماذا تنازلتم عن الطلب الاصلي للضمانات الدولية كي تفي اسرائيل بتعهداتها.
    11. لقد وجد مركز البحوث الفلسطيني ومسوح الرأي العام في الاستطلاع الاخير بان تأييد الفلسطينيين لكم ارتفع. فهل برأيكم كانت النتائج ستكون مشابهة حتى لو لم تنجحوا في أن تعفوا أنفسكم مسبقا من المسؤولية عن الاعمار المدني والقائها على حكومة المصالحة التي خرجت متضررة جدا في العينة؟
    12. مكانتكم قبل الحرب كانت في أسفل الدرك. فهل هذا هو انتصاركم – في أن التأييد لكم ارتفع؟
    13.هل عندما فكرتم في الدخول الى التصعيد العسكري (برأيي انتم واسرائيل معا اخترتم اتجاه التصعيد العسكري، وليس فقط اسرائيل) – كان أمام ناظريكم الاحتمال المعقول في ان مكانتكم الجماهيرية ستتحسن مثلما تتحسن دوما بعد المعارك العسكرية؟
    14.حسب الاستطلاع، فان 43 في المئة من سكان القطاع الذين تحت حكمكم يريدون الهجرة (20 في المئة يريدون الهجرة من الضفة الغربية). هل تتنكرون للمسؤولية عن هذا المعدل العالي من المهاجرين المحتملين؟
    15.عرضتم فك الارتباط (خلاء المستوطنات في القطاع) كانتصار لطريقكم العسكري. ولكن ما حصل هو انقطاع غزة عن الضفة الغربية، الهدف الذي كان العمود الفقري للسياسة الاسرائيلية منذ 1990. طريقكم العسكري ساعد فقط في النية الاصلية لاسرائيل في انتهاج نظام آخر في غزة، مختلف ومنفصل عن ذاك الذي في الضفة الغربية. ما هو جوابكم على ذلك؟
    16. بسبب فك الارتباط تسمح اسرائيل لنفسها بالكذب في أنه انتهى احتلال القطاع (ما لا تسمح لنفسه بادعائه بالنسبة للضفة). وعليه، مثلما تصرفت في هجماتها ضد لبنان السيادي، فانها في القطاع أيضا تجتاز الحدود وتتجاوز الخطوط الحمراء: تدمر، تقصف وتقتل بدون حساب. أوليس من واجبكم أن تأخذوا هذه الحقيقة بالحسبان، في ان للمحتل الذي يدعي بانه يعتدى عليه لا يوجد رب؟
    17.أنتم تدعون (عن حق برأيي) بان طريق المفاوضات الذي اتخذته م.ت.ف وابو مازن اثبتت فشلها واخفاقها. والدليل: البنك الدولي يصرخ بانه بدون المنطقة ج لا وجود للاقتصاد الفلسطيني، واسرائيل تستخف بذلك. وتواصل سلب الاراضي، هدم المنازل الفلسطينية. الجيش والشرطة على حالهما: يقتلون المتظاهرين الشبان والكبار ممن لا يعرضون حياة مسلحيهم للخطر. والقدس الشرقية هي حي فقر واحد كبير. ماذا تقترحون عمله بدلا من المفاوضات؟
    18.عمر الطريق العسكري والكفاحي الذي اخترتموه منذ سنوات التسعينيات هو أكثر من سنوات المفاوضات. فما الذي حققه؟ في الانتفاضة الاولى دفعتم نحو استخدام السلاح الناري. ولكن في الاراضي المحتلة فقط. بعد المذبحة التي ارتكبها د. باروخ غولدشتاين في الخليل في شباط 1994 انتقلتم الى العمليات الانتحارية ضد المدنيين في اسرائيل. في سنوات الـ 2000 قفزتم مراحل عديدة في العسكرية وانتقلتم الى تطوير الصواريخ. ومع ذلك، كل شيء أسوأ مما كان: الارض الفلسطينية منقسمة أكثر. ليس فقط المستوطنات بل والفوارق الاقتصادية لدى الفلسطينيين اتسعت. واليأس ازداد. إذن فهل الاستنتاج هو أن الطريق المسلح خاصتكم هو الاخر اثبت اخفاقه وفشله؟
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    أوسلو تخدمكم بعد كل شيء

    بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم

    اذا كان كل ما يقوله منتقدو اوسلو صحيحا جدا فلماذا لا يلغونها؟ أليسوا موجودين في موقع يحق لهم فيه أن يتخذوا مثل هذا القرار؟ يخيل إلي حينما أستمع لانتقاد من اليمين أن الحديث مع معارضين يحاولون اقناع حكومة يسارية بتفهم حقائق الحياة، وحماقة انشاء دولة فلسطينية، وسذاجة التوصل الى تسوية مع م.ت.ف والاخطار الامنية التي تصاحب الانسحاب من المناطق.
    أعلن بنيامين نتنياهو إذ كان رئيسا للمعارضة، في النقاش التاريخي في اتفاق اوسلو في الكنيست، أنه حينما يتولى رئاسة الوزراء سيلغي اتفاق اوسلو. وبعد ذلك بأقل من ثلاث سنوات انتخب لهذا المنصب ولم يذكر ذلك الوعد ألبتة. وبعد ذلك أدرك اليمين أنه يمكنه أن يستعمل الاتفاق على نحو يريحه، فانه يمكن أن يُقال إن اتفاق اوسلو ما زال نافذا الى أن يُستبدل باتفاق آخر، ولهذا يجوز الاستمرار على البناء في المستوطنات، والتبرؤ من المسؤولية المالية والسياسية عن الفلسطينيين في المناطق، الذين اختاروا سلطة فلسطينية ورئيسا منهم، وأن يحاولوا الاستمرار على الوضع الحالي بقدر المستطاع، تحت المظلة التي أقمناها خمس سنوات والتي تؤبدها حكومات اليمين.
    تطلب الحكومة الحالية الى حماس في واقع الامر شرطا واحدا فقط كي تتحدث معها وهو الاعتراف باتفاق اوسلو (الذي يشمل بالطبع البراءة من الارهاب، والاعتراف باسرائيل). وتراود هذه الحكومة السلطة الفلسطينية التي أنشئت في اوسلو لاجل الاستمرار على التنسيق الامني في الضفة الغربية وتوافق ايضا على أن تتجه الى القطاع كي تحمي المعابر. ولا يوجد نفاق أكبر من القيام بحملة دعائية على الاتفاق الذي جاء اسرائيل بايام مجد علاقات دولية، وبالغاء كبير للمقاطعة العربية وبنمو اقتصادي لم يسبق له مثيل وبتحرر من السيطرة المباشرة على ملايين الفلسطينيين، مع التمسك به من جهة اخرى.
    يكرر اليمين عرض صورة مشوهة لهدوء وسكينة ميزات الحياة هنا، الى أن بادر شخص ما الى اتفاق اوسلو فانفجر العنف. ونقول لمن نسي إن رابين بلغ الى الحكم وبين يدي ذلك ازدياد الارهاب الفلسطيني قوة والذي بلغ ذروته بقتل هيلينا راب في بات يام. وقد فاز لجملة اسباب منها أنه وعد بأنه سيتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين في غضون تسعة أشهر. وقد بدأت عمليات حماس الانتحارية الكبيرة بعد مذبحة باروخ غولدشتاين الفظيعة في الحرم الابراهيمي بأربعين يوما بالضبط. وكانت زيارة اريئيل شارون التحرشية حينما كان رئيس المعارضة مع رفاق من حزب الليكود ومع ألف حارس لجبل الهيكل هي التي بدأت الانتفاضة الثانية بعدها بيوم. وقد قاد رئيس الوزراء ذاك الذي كان يرأس الليكود حماقة الطرف الواحد بخروجه من قطاع غزة، واستعداده لتمكين منظمة ارهابية اسمها حماس من المنافسة في الانتخابات الفلسطينية (بمخالفة صريحة لاتفاق اوسلو).
    أعلنوا من فضلكم أنه لأن حكومة اسرائيل ترى أن السلطة الفلسطينية لم تفي بكل التزاماتها بحسب اتفاق اوسلو، فانها تلغي السلطة الفلسطينية وتقيم حكما عسكريا في المناطق التي احتلتها اسرائيل في 1967، ولأنه لا يوجد أي احتمال لحدوث ذلك يحسن الاعتراف بأنه ليس لليمين أي بديل عن هذا الاتفاق بعد 21 سنة من التوقيع عليه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    تمرد المدللين

    بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    أعلن 43 مواطنا يرفضون مساعدة اسرائيل على جمع معلومات عن الارهاب الفلسطيني، أعلنوا الجمعة برسالة قصيرة جدا أنهم لن يخدموا بعد الآن الخدمة الاحتياطية في الوحدة الاستخبارية 8200. إن معارضة استمرار الوجود الاسرائيلي في يهودا والسامرة شيء، لكن معارضة حماية حياة الاسرائيليين من الارهاب في غزة شيء آخر.
    تساعد الوحدة الاستخبارية 8200 منذ 14 سنة على حماية معرفتي اهارون بيرتس، الذي يتلقى القذائف الصاروخية في قلب سدروت ولا يهرب، وأحباء نفسي الذين عرضوا أنفسهم للخطر في حرب الدخول الى الانفاق في غزة كي لا يستطيع المخربون الخروج في قلب ناحل عوز وصوفا وكفار عزة. لكن جزءا صغيرا من اولاد القشدة في الوحدة لا يريدون المشاركة في ذلك ولا يجب ارغامهم.
    برغم أن الرفض الجماعي للقيام بواجب امني يعتبر تمردا في دولة قانون، لا داعي الى بلوغ ذلك. بل يُحتاج الى خفض الرتب العسكرية وشهادة اعفاء طول الحياة ثم الوداع بلا لقاء.
    قرأت ما يدعيه من متحدثهم هو المحامي المعروف بتمثيله للفلسطينيين، ميخائيل سفراد، الذي عبر عن آرائهم في «يومان» آيلاه حسون في القناة الاولى. فقد سمع أحدهم أنهم جندوا مُخبرا للشباك بعد أن عرضوا على قريبه المصاب بالسرطان علاجا طبيا في اسرائيل؛ وسمع آخر – ويا للهول – أحاديث حميمة بين زوجين يشتبه فيهما أنهما مخربان.
    وهذا ادعاء كاذب لأنه في التنصتات التي تقوم بها الشرطة بمقتضى القانون لمواطنين اسرائيليين يُسمع مثل ذلك الكلام ولا يجوز لها استعماله. هل سمع أحد أن اسرائيل ضغطت على امرأة فلسطينية لأنهم استمعوا دون قصد الى حديث حميم بينها وبين زوجها؟ هراء.
    كان يجب على الجيش الاسرائيلي أن يعمل بصرامة، لكن موشيه يعلون وبني غانتس وأفيف كوخافي مُنحوا سعة الصدر. ويعلون يتذكر رسائل كهذه فيها استغلال الخدمة العسكرية للالتزام بموقف سياسي. وكان ذلك في عهد اريئيل شارون، ووجدت اشاعات غير مكفوفة الزمام تبين من الذي قام من وراء المبادرة، وحدث شيء ما مشابه الآن – مع أناس آخرين – وينوي يعلون أن يستوضح الامر.
    إن الوحدة 8200 مؤلفة من «اولاد عجيبين» في مجال الهاي تيك. وقد نبه غابي اشكنازي في سنواته الطيبة حينما كان رئيسا للاركان الى أنه يدرك لماذا يضغط آباء كثيرون جدا من نوع بارز من المواطنين كي يخدم أبناؤهم في الوحدة 8200. إنها خدمة جليلة وضرورية للجيش الاسرائيلي وليست خطرا ايضا على الجندي في الجبهة الداخلية، وحينما يحين وقت التسريح من الخدمة يتمتع خريج الوحدة باحتمال نيل مصدر رزق حسن، عال. ولو أُرسل جنود الوحدة 8200 لقضاء ثلاثة أشهر دوريات وكمائن على حدود غزة قبل أن يجلسوا بالقرب من طابعة الحاسوب لكان عدد الرافضين أقل كثيرا.
    ويستطيع الجيش الاسرائيلي من جهة اخرى أن يفخر بأنه ليس فيه تصنيف سياسي، وأن معارضين للوجود في المناطق يجندون لوحدة حساسية جدا.
    إن مثل هذه الرسائل هي ثمرة تربية لا يوجد فيها تأكيد صهيوني، ويصعب التأثير على الوالدين الذين اصبحوا اكثر انانية مما كانوا في الماضي، لكن هناك مكان للادعاء على وزراء التربية وعلى الجهاز الذي يتولون اموره أنهم لم يُنشئوا شبابا يفرقون بين واجبهم الديمقراطي أن يخدموا في الجيش الاسرائيلي بكل عمل وبين وجهة نظرهم الشرعية التي ترفض الاحتلال.
    ويجب أن يفهموا في واقع الامر أنه حينما يحين اليوم المأمول الذي تنشأ فيه دولتان للشعبين ستحتاج اسرائيل الى الزيادة في عمل الاستخبارات من نوع 8200 الى أن تبنى الثقة المداسة بين اليهود والفلسطينيين. وسنضطر الى أن يتغلغل هذا الفهم الى اذهان «الاولاد العجيبين»، سنضطر الى أن نجرب صعوبة وقبح .

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 26/08/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-09-16, 11:45 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 22/08/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-09-16, 11:44 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 21/08/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-09-16, 11:43 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 20/08/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-09-16, 11:43 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 19/08/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-09-16, 11:42 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •