النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 05/12/2014

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 05/12/2014

    عبرية لليهود فقط

    بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
    ران شفشوفتس، جندي مهاجر جديد من مولدوفا، كان عمره 20 عاما عندما قتل في عام 1998 في مقهى على شاطيء عسقلان. كانت جريمته أنه تحدث الروسية مع صديقه بالقرب من اشخاص اعتقدوا أن الروس يضحكون عليهم. كان هذا قتلا عنصريا على خلفية استخدام لغة «ممنوعة».
    في يوم السبت تم احراق مدرسة ثنائية اللغة في القدس، ايضا هذه الجريمة كانت بسبب اللغة، ولكن الصورة انقلبت هنا: أرادت هذه المدرسة تعليم العبرية، ولكن لمن لا يستحقها.
    لدى المخربين اليهود اسبابهم الخاصة بهم: طلاب المدرسة والمعلمين أضروا باللغة العبرية كلغة قومية. وفتحوا أمام العدو أبواب القاعة. في الدولة اليهودية لا يوجد مكان للغة غير لغة القومية، ولا سيما اللغة العربية التي تمثل الأعداء. لا ينتظرون هنا بطول نفس حتى يقوم قانون القومية بطرد العربية رسميا الى خارج الجدار.
    إن كثيرا من التعبيرات العبرية اليومية مستمدة من لغة الاحتلال. والحريق في المدرسة ثنائية اللغة يمكن تسميته «عملية أجواء» مثل تلك التي تتغذى على ينابيع التحريض التي تنشرها القيادة اليهودية. لكن عمليات الاجواء أو انتفاضة يهودية للقلائل، ليست بديلا عن الاستراتيجية. الطريق الصحيحة هي تقسيم الدولة الى مناطق أ و ب وج مثل الضفة، وتحديد الاماكن المسموح فيها التحدث بالعربية. ويُسمح للشباب اليهود بتعلم العربية فقط في اطار صفوف النادي، والعرب الاسرائيليين الذين يريدون تعلم العبرية يجب أن يمروا بفحص أمني أو يتعلمونها في السجن.
    يُمنع التحدث بالعربية في الاماكن العامة، وحراس خاصين يطبقون هذا المنع بمساعدة مواطنين حساسين. الضرر الذي أصيبت به المدرسة ثنائية اللغة هو خطوة اولى، ولكن قريبا ستكون هناك أهداف يجب تطهيرها. اذا كان يُحظر على الطلاب العرب واليهود التعلم معا فلماذا يُسمح بتعلم الطلاب العرب في الجامعات الاسرائيلية؟ يجب ايضا منع الطلاب العرب من تعلم الدين اليهودي، والادب العبري واللغة العبرية، لأنه ليس فقط اللغة في خطر بل الثقافة اليهودية جميعها مهددة.
    قبل نحو عشر سنوات دار جدال بين كتاب مصريين حول اعطاء إذن بترجمة ابداعاتهم للعبرية. أحد الاعتبارات القوية ضد الترجمة كان أنه عن طريق الترجمة سيفهم اليهود نفسية العرب، ومن هنا فان الطريق قصيرة لمعرفة نقاط ضعفهم واستغلالها. ولا نريد نحن أن يدخل العرب، ولا سيما عرب اسرائيل، الى أعماق النفس اليهودية ويتعرفوا عن قرب على ينبوع الحكمة وأن يأخذوا منه. واشعال حريق واحد في كلية العلوم الانسانية في القدس سيقوم بالمهمة.
    آفي ديختر، أييلت شكيد، زئيف الكين، دافيد روتم أو اعضاء الكنيست من كديما، الذين أيدوا الغاء مكانة اللغة العربية كلغة رسمية منذ 2011، يعرفون عما يتحدثون. الامر المشترك لليهودية الاسرائيلية يرتبط بالكوابح، ولم يتبق منها الكثير.
    كدين وكايديولوجية فانها تتحطم كل يوم سبت في ملاعب كرة القدم وعلى شواطيء البحر أو تنغلق في غيتوات. اليهودية السياسية أسيرة القومية المجنونة، ولليهودية كقومية بقيت الآن اللغة العبرية كرمز للنادي، وعندما يحترق النادي يجب أن ننقذ الرمز على الأقل.
    ليعرف الآن كل اسرائيلي يريد تعلم العربية، حتى وإن كان عمره 6 – 7 سنوات، أن حرس التطهير القومي سيلاحقه. لأن العبرية ليست مثل الروسية أو الاسبانية ليست هي لغة الدولة وانما لغة العرق. ومن المسموح عدم فهم مغزى كلماتها ويمكن ايضا تشويشها والتبديل بين المذكر والمؤنث وايجاد اختصارات ولغة شارع، لكن ممنوع أن تجمع العبرية العرب واليهود في جسم واحد. هذه الانفصالية اللغوية خطيرة. اليوم سيتعلمون العبرية وغدا سيتزوجون اليهوديات.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ



    مسرح المهزلة للبرلمان الفرنسي
    الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل البرلمانات الأوروبية لن يساعد عملية السلام بل سيعيقها

    بقلم: بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
    إن الميل الى احترام منتخبي الجمهور يمنعني من الاعتقاد أن 339 عضواً في الجمعية الوطنية العامة لفرنسا، الذين صوتوا مع القرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، يؤمنون فعليا أنهم ساهموا في تعزيز ودفع السلام واقامة دولة فلسطين. اذا لم يفعلوا ذلك بأنفسهم – كنت سأصفق لهم تقديرا على مشهد مسرحي من التلون، من الأفضل أن يتم عرضه في المسرح الكوميدي فرانسواز.
    من الصعب التصديق، ولكن 151 عضوا منتخبا عارضوا القرار، هل يمكن أن هؤلاء يعارضون الدولة الفلسطينية؟ يعارضون السلام؟ تصويت البرلمان الفرنسي متلون ولا يخدم السلام في منطقتنا. هو يخدم على الاكثر شعور الرضى لمن أيدوا ويشعرون أنهم اقتربوا من غاندي ومانديلا أو الأم تيريزا، لكنهم فعليا أضروا بعملية السلام، ولا يقل خطورة عن ذلك – مساهمتهم في زيادة العداء للجالية اليهودية في فرنسا.
    وقد يكون الحديث هنا عن موضوع ديمغرافي، وبالنسبة لاعضاء البرلمان من اليسار هذه استراتيجية انتخابات وجري وراء الصوت الإسلامي.
    لم تنتظر اسرائيل السويد وقرارات البرلمان في ايرلندة، بريطانيا، اسبانيا وفرنسا – وغدا في بلجيكا والاتحاد الاوروبي – من اجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية. أنظروا الى اقتراح التقسيم في 1947، وخطاب بار ايلان لرئيس حكومة يميني (نتنياهو) الذي تحدث عن فكرة دولتين لشعبين. نُذكر اعضاء البرلمان الفرنسي بأننا ما زلنا ننتظر خطاب بير زيت لأبو مازن الذي يعترف فيه بالدولة اليهودية.
    البرلمان الفرنسي بالغ أكثر من البريطاني والاسباني، وزير الخارجية لوران فابيوس، قدم المبادرة وتحدث عن مفاوضات لمدة عامين (هدية لاوباما)، في نهايتها نحظى بالسلام المأمول أو الاعتراف الفرنسي الرسمي بدولة فلسطين. يمكن تفسير ذلك على أنه نوع من الحد الزمني أو كحث للفلسطينيين بعدم التنازل عن شيء.
    إن تجاهل الفرنسيين المطلق لما حدث في الصيف – اطلاق الصواريخ من غزة، المواجهة الصعبة، جنازات أبناءنا – وتجاهل خطاب أبو مازن الغير محتمل في الامم المتحدة والعملية الدموية في الكنيس في القدس واتساع الجهاد الإسلامي (بما في ذلك في اوروبا) – كل ذلك يثير الغضب (عادة ما يناقش البرلمان مواضيع داخلية. يمكن أن مشكلات فرنسا قد تم حلها).
    إن الاعتقاد بأن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية سيساهم في تقدم الامر، غير واقعي. كيف ساهم تحويل فلسطين الى دولة مراقبة في الامم المتحدة في تقدم الفلسطينيين؟ وكيف ساهم الاعتراف بفلسطين كدولة عضو في اليونسكو، ايضا من قبل فرنسا في 2011؟ والمفارقة هي أن من سيكون المسؤول عن الدولة الفلسطينية حينما تُقام هي فقط اسرائيل.
    للمسرح الفرنسي وُلد 339 موليير جديد، كتبوا مسرحية هزلية جديدة. على خلفية هذا النجاح فمن الجيد معرفة – متى سنشاهد مسرحية دولة كردستان؟ أم أن هذا أمر جدي أكثر؟.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ







    مسؤولية الصهيونية الدينية
    التيار قوة صاعدة وقد تتحول بعد عقد أو اثنين إلى القوة الأولى في إسرائيل

    بقلم: إسرائيل هرئيل،عن هآرتس
    تسبب قانون القومية بعاصفة كبيرة، لكنه كان عنصرا هامشيا في الازمة التي أدت الى الانتخابات. بنيامين نتنياهو، وبسبب مسؤوليته العليا عن الاسباب الحقيقية (غياب القدرة على الحكم، اقتصاد ضعيف وتدهور أمني شخصي ووطني)، سيحاول التبرؤ من اخطائه القيادية والوظيفية وأخذ الانتخابات في مسار ايديولوجي، من لليكود – قائد المعسكر القومي، الصهيوني والفعال. ومن هو السبب في ازمتنا – معسكر اليسار الذي أثبت بمعارضته قانون القومية الى أي حد هو ما بعد صهيوني، يتحالف مع الفلسطينيين، يعارض البناء في القدس ويحرض أعداء اسرائيل عليها.
    ولكن حتى إن نجح نتنياهو في إبراز الفوارق بين اليمين واليسار فمن المشكوك فيه أن ينجح في إعادة الثقة فيه وبحزبه. تثبت الاستطلاعات ما نشعر به منذ فترة طويلة: الصهيونية الدينية تتطور، بسبب غياب الثقة بالليكود وزعميه، من الهامش الى الوسط. تأثيرها ملموس في جميع مناحي حياة الدولة. لذلك ستصب فيها اصوات كثيرة ولا سيما الشباب الذين ليسوا بالضرورة من حافظي التوراة والفرائض.
    بتصرف مسؤول وأمين، من شأن البيت اليهودي أن يكون الثاني في حجمه، أكثر من العمل الذي كان يلقي له فتات الميزانية الدينية. من كان يظن أن حركة مسيحانية صهيونية كبيرة، ولها دور في انشاء الدولة، ستصبح حزبا خاطئا وغير مُركزا. وبسبب اهمال الرؤيا الصهيونية والسعي وراء موضة عابرة، قد يندثر مثلما اندثر اخوانه الخاطئين – مبام واهدوت هعفودة – من على منصة التاريخ.
    البيت اليهودي الذي هو الحزب التاريخي الوحيد الذي يُظهر الفعالية واتجاهه الايديولوجي حول المسائل الوجودية، ليس متقلبا. الافضلية الديمغرافية بالتوازي مع القيادة المتحررة من الحاخامات من شأنها أن تتسبب في دفع هذا الحزب بعد عقد أو اثنان الى قيادة دفة الدولة. هذا ما يسعى اليه نفتالي بينيت، وسوف يتغلب على المعارضة الخردلية التي هي غير قادرة على التسليم بتحول الحزب من جسم صغير يمثل قطاع معين الى حزب على مستوى اسرائيل.
    رغم أن الطريق الى السلطة طويلة، ورغم أن هذا التوسع غير مضمون ايضا في المستقبل، فمن الواجب اليوم على هذا المعسكر التفكير والعمل بناءً على معايير المسؤولية الرسمية الشاملة. طريق الصهيونية الدينية ستكون صعبة، ومعارضي هذا المعسكر لن يرتاحوا ولن يصمتوا على ضوء هذه القوة الصاعدة لا سيما بسبب الهوية اليهودية الصهيونية التي يسعى الى تعزيزها. سيستمرون في اتهامه واتهام قيادته – مثلما يفعلون الآن – اتهامات باطلة (الضرر بحقوق المواطن، المساواة والديمقراطية)، حتى وإن كان الثمن هو تشويش الاجراءات الداخلية للدولة والتسبب باعطاء صفة اللاانسانية للشعب والدولة من قبل شعوب العالم.
    رغم أن الصراع هو على روح الدولة ومستقبلها – في الصراعات حول الهوية والايمان تكون الاصوات عالية، غاضبة ومتطرفة أكثر من الصراع حول قضايا خلافية اخرى – فان على القوة الصاعدة اظهار التروي وضبط النفس. اذا كان سلوك هذه القوة مسؤول وسليم وحقيقي وله نتائج ايجابية، فان الاتهامات ستتلاشى وتذهب مع الرياح.
    تتضح الكلمات الصادقة في نهاية المطاف، وحتى لو طال الزمن، فستتضح الكلمات الكاذبة ايضا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ






    إسرائيل ضد التزمت
    العبرة التي يجب استخلاصها من الانتخابات السابقة هي عدم ترك المجال للمتزمتين


    بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس
    كانت انتخابات 2013 مجنونة، الامور الاساسية التي كان يفترض أن تطرح فيها لم تطرح أبدا.
    المرشحون كانوا مرشحي شاشة وعلى الموضة، قليلي الخبرة السياسية. الاحزاب كانت اتحادات اصطناعية وغريبة، ولا تمثل الجمهور الاسرائيلي والنوعية الاسرائيلية. في حين أن ايران على أبواب القنبلة، والاحتلال على أبواب التخريب، والشرق الاوسط مثل الأتون – الانتخابات السابقة تمت وكأن اسرائيل موجودة في جنوب كاليفورنيا.
    في مركز هذه الانتخابات كان الافتراض أن العدو الأكبر هو الحريديين، والتهديد الوجودي هو المخصصات لطلاب المعاهد الدينية. وفي أقل من سنتين على الاحتجاج الكبير في صيف 2011، مباديء الاحتجاج اختطفت، استُغلت وتم اقصاءها.
    كانت النتيجة حملة انتخابية سطحية، كاذبة ومنفصلة تماما عن الواقع وقد أدت باسرائيل الى انحطاط لم يسبق له مثيل.
    الحكومة التي تم تشكيلها بعد انتخابات 2013 كانت هي ايضا مجنونة. لم يقف على رأسها أحد، لم يُخلص لها أحد ولم يحبها أحد. لم يحكم أحد في هذه الحكومة، والحكومة لم تحكم الدولة. ومن أدى دور رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) كان قائدا لا يملك القوة، وهو عمليا خسر في الانتخابات.
    ومن وقف في موقع القوة في الحكومة (يئير لبيد) هو الذي فاز في الانتخابات، لكنه بعثر انتصاره وسحقه عندما أعطى السلطة لشخص آخر (نفتالي بينيت).
    هؤلاء الثلاثة البيض والمحافظين احتقروا بعضهم البعض منذ اليوم الاول لاقامة الحكومة حتى اليوم الذي لفظت فيه أنفاسها. فهم لم يوافقوا على أي شيء ولم يعملوا أي شيء واهتموا من الصباح حتى المساء بالموقع والمكانة الشخصية. لذلك كانت الادارة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فاشلة. ولهذا لم يعمل أحد بشكل جدي وحقيقي سوى تقدم الذات بدلا من خدمة المصلحة العامة.
    المتزمتون في دولة اسرائيل ما زالوا أقلية. بينما القيادة المركزية هي قيادة هابطة في حين أن المركز السياسي هو مركز انتهازي – المتزمتون يحتفلون. في حين أن الناخبين من الطبقة الوسطى وممثلي التحضر يُقصرون في وظيفتهم – فان المتزمتين ينتصرون.
    هذا ما حدث خلال الفترة القصيرة لحكومة 2013 ـ 2014. ونظرا لأن نتنياهو ولبيد لم يكن لهما برنامج عمل مشترك – بينيت فرض عليهما البرنامج الخاص به. ونظرا لأن يوجد مستقبل أدمن على رفض الحريديين، فقد منح الدولة للمستوطنين. رفض لبيد اقامة جسم وسط – يسار قوي وقراره الاتحاد مع زعيم البيت اليهودي كانا الخطأ الاول.
    وبعد الخطأ جاء العقاب: الأخ الصغير بينيت ربت على كتف الأخ الاكبر، في الوقت الذي تقلص فيه وتنازل الأخ الاكبر لأخيه الاصغر. الفراغ الايديولوجي لحكومة كان في مركزها شخص بدون ايديولوجيا امتلأ بسرعة بالتزمت القومي الديني. والتحطم السريع للأمل الابيض الكبير أدى الى اليأس العميق وانتشار الظلام الاسود.
    العبرة واضحة: يُمنع منعا باتا على انتخابات 2015 اعادة جنون الانتخابات السابقة، وجنون الحكومة الخارجة. في هذه المرة يجب عمل نقيض ما تم عمله قبل سنتين: يجب اقامة جسم وسط – يسار واسع واجراء نقاش مسؤول مع الحريديين.
    من لم يفهم ذلك في بداية 2013 عليه أن يفهمه في نهاية 2014: التهديد الاكبر لاسرائيل الآن هو تهديد المتزمتين. انتخابات 2015 يجب أن تكون انتخابات الفوز والتغلب على المتزمتين وعزلهم، وتحرير اسرائيل من خنقهم لها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ



    حتى المسمار الأخير
    عاشت الحكومة منذ تشكيلها وحتى اللحظة الاخيرة صراعات داخلية كبيرة الامر الذي يؤكد أن تشكيلها على هذا النحو كان خطأ فادحا منذ البداية



    بقلم: اريك بندر،عن ،يديعوت
    حكومة اسرائيل الـ 33 والتي تسمى ايضا حكومة نتنياهو الثالثة، أقيمت بعد انتخابات الكنيست التاسعة عشرة وأدت يمين القسم في 18 آذار 2013. تعيد الآن روحها للناخب بعد تشكيلها بأقل من عامين. هذا الامر لم يكن مفاجئا لاعضاء الكنيست، رغم أن معظمهم ليس من مصلحتهم الذهاب الى الانتخابات.
    إلا أنه ومنذ الايام الاولى من تشكيلها، بل وقبل انطلاقها، تميزت حكومة نتنياهو الثالثة بالصراعات والقذارة والازمات الائتلافية المتقاربة التي ازدادت أكثر فأكثر حتى أدى ذلك الى حل الكنيست والذهاب الى انتخابات جديدة.
    ينسى الجميع أن الازمة الاولى للحكومة حدثت خلال المفاوضات الائتلافية. وقبل أن يتحول بينيت ولبيد الى إخوة، فقد تصارعا فيما بينهما حول من سيكون نائبا لرئيس الحكومة، وهذا يُذكرنا بالمعركة الغريبة في الايام الاخيرة حول من سيجلس على كرسي الوزير في قاعة جلسات الحكومة، الكرسي الذي كان يجلس عليه جدعون ساعر.
    الجدل والصراعات رافقت الحكومة طول الوقت تقريبا. مرة حول قانون القومية، ومرة حول قانون المساواة في العبء، ومرة اخرى بسبب الاعلان عن البناء في المناطق الامر الذي أثار غضب الولايات المتحدة، ومرة بسبب ادعاء تجميد البناء في المستوطنات، ومرة حول قانون التجنيد واخرى بسبب اطلاق سراح المخربين القتلة.
    هدد رئيس البيت اليهودي، بينيت، بالاستقالة من الحكومة ليس فقط على خلفية اطلاق سراح المخربين بل ايضا على خلفية ادارة المفاوضات السياسية مع أبو مازن. وقد حذر من أنه اذا تحدثوا عن العودة الى حدود 1967 فسيكون حزبه خارج الحكومة.
    احدى الازمات الاصعب حدثت في كانون الثاني 2014 حيث قدم نتنياهو في حينه سقفا زمنيا لنفتالي بينيت: الاعتذار أو الاقالة. وكان ذلك في أعقاب انتقاد وجهه بينيت لرئيس الحكومة بعد اشاعة فحواها أن نتنياهو يؤيد اعطاء السلطة الفلسطينية مناطق اسرائيلية، يؤمن نتنياهو أنه يجب اعطاء المستوطنين خيار البقاء في فلسطين. هذا ما قاله بينيت في هجومه على نتنياهو واتهمه بفقدان البوصلة القيمية، وقال إن أحفادنا لن يغفروا لقائد يقوم بتسليم البلاد.
    بعد هذه التصريحات تم ارسال تهديدات من مكتب رئيس الحكومة لاقالة بينيت اذا لم يعتذر علنا عن هذه التصريحات. نتنياهو قال إن بينيت تصرف بتسرع وبعدم مسؤولية، وفي نهاية المطاف أثبتت التهديدات نفسها واعتذر بينيت وانتهت الازمة.
    وفي المقابل، تصارع وتجادل البيت اليهودي مع الحركة بشكل يومي تقريبا، حيث تستغل وزيرة العدل ورئيسة الحركة، تسيبي لفني، مكانتها كرئيسة لجنة الوزراء لشؤون التشريع، من اجل كبح اقتراحات قانون يمينية من البيت اليهودي. أما البيت اليهودي فيكبح اقتراحات قانون للحركة.
    عندما تراجع نتنياهو عن نيته تمرير قانون السكن الذي بادر اليه عضو الكنيست اليعيزر شتيرن (الحركة) في الحكومة على شكل قرار حكومي، كبديل للتشريع، هاجمته لفني وقالت بيبي يخاف من الحريديين ويخضع لهم.

    تم ازالة جميع العقبات

    الاختلاف المتضعضع استمر في الانتقال من ازمة الى ازمة حتى التصعيد الاخير الذي أدى الى الانفجار. الذريعة كانت الازمة حول قانون القومية ومعارضة رئيس الحكومة لقانون ضريبة قيمة مضافة صفر، قانون العلم لوزير المالية يئير لبيد، ومعارضة الليكود واسرائيل بيتنا فرض ضريبة على السياحة العلاجية وفرض الرقابة على الاموال التي تصل الى الكيرن كييمت.
    الطريق المسدود الذي وصل اليه قانون القومية وقانون الميزانية أدى الى انقطاع كامل بين الاطراف. المعلومات التي وصلت لرئيس الحكومة – أن لبيد ولفني يحاولان اسقاطه من خلال اقامة حكومة مع الحريديين – أضافت الزيت على نار العداء، وللمرة الاولى أسمع نتنياهو ومقربوه كلمة انقلاب.
    من هنا كان التدهور سريعا. وتحول الائتلاف من مصاب باصابة بليغة الى مصاب باصابة قاتلة وحياته مهددة. والشهادة على العلاقات السيئة ظهرت أول أمس في المكالمة الهاتفية بين نتنياهو والوزيرة تسيبي لفني حينما أعلمها أنه قام باقالتها. «لم تكن لديك الجرأة للنظر في عيني»، قالت لفني لنتنياهو حيث جلسا قبل ذلك بساعة الى جانب بعضهما في مناسبة لدى الرئيس.
    لفني وبينيت إستمرا أمس في توجيه اللكمات لرئيس الحكومة. لفني قالت إن نتنياهو كذاب وخائف وغير صادق، وإن هذا هو طابعه. واقتبست كلمات والدتها حيث قالت لها ذات مرة إن الكبار لا يستطيعون تغيير طباعهم.
    عضو الكنيست مئير شتريت، رئيس حركة تسيبي لفني وأحد اعضاء الكنيست القدامى، قال إنه من المحزن رؤية الكنيست تذهب الى البيت وتُحل قبل موعدها. «هذا محزن للديمقراطية، وللدولة، ولنا أيضا، اعضاء الكنيست. هذه عملية ضارة وتدميرية»، كما قال، «ايضا الاتحاد بين لبيد وبينيت هو الذي فرض التركيبة الائتلافية الغير ممكنة وهو ايضا الذي أدى الى الانفجار».
    عضو الكنيست دوف حنين ايضا (حداش) يزعم، رغم أنه من المعارضة، أن هناك قوانين كثيرة ستُقطع في منتصف الطريق، وهذا أمر مؤسف.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 23/08/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-09-16, 11:44 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 12/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:44 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 10/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:43 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 09/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:43 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 08/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:42 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •