لن يقضى على الإرهاب إلا بالقضاء على إسرائيل
بقلم مصطفى الصواف عن فلسطين الان
استمعت بالأمس لبعض كلام الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي والتي تحدث بها عن ضرورة بناء قوة عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب والأخطار التي يتعرض لها الوطن العربي، ثم تحدث عن ضرورة إعادة الطريقة في التعامل مع السياسات الصهيونية خاصة في أعقاب التصريحات التي صدرت عن الإرهابي نتنياهو والتي على ما يبدو فاجأت وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ومن ثم تعرف عليها العربي وبقية الوزراء علما أن هؤلاء السادة لو سألوا أجهل الفلسطينيين وأقلهم معرفة لشرح لهم السياسة الصهيونية وما تسعى إليه من أهداف خبيثة تهدف للسيطرة على مقدرات الأمة العربية وهذا يتم من خلال وسائل مختلفة أولها ممارسة الإرهاب والقتل وزرع الفتن.
كلمات الأمين العام حول تشكيل القوة العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب في العالم العربي، وعندما يتحدث العربي عن الإرهاب وكذلك غالبية الزعماء العرب ووزراء خارجيتهم لا يقصدون (إسرائيل) لأنهم لا يعتبرونها إرهابا يجب أن يحارب ويقتلع من الأرض الفلسطينية، بل هم يريدون أن يتساوقوا مع تعريف الإدارة الأمريكية والصهيونية العالمية بأن الإرهاب يكمن في الأصولية الإسلامية وأن المسلمين هم دعاة التطرف والإرهاب والقتل متخذين ذريعة مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين الذي أقرته كل الشرائع على أنه إرهاب فقط لأنه يهدد هذا الكيان الغاصب، ولو كانت هذه المقاومة الفلسطينية موجهة لغير الغاصب الصهيوني لباتت مشروعة من وجهة نظرهم، والذي يجعلنا نسخر مما تحدث به العربي ونعتبره مجرد دغدغة عواطف وحديث للاستهلاك الإعلامي.
نبيل العربي أول من يعلم أن فكرة إقامة قوة عربية لمكافحة الإرهاب فكرة غير عربية، وأنها فكرة أمريكية صهيونية تهدف إلى تحقيق المقولة الحاضرة اليوم بأن يقتل (العربي العربي) هذا المطبق الآن في جزء من الصراع الدائر في العديد من البلدان العربية والمطلوب تقنيين هذا القتل من خلال تشكيل هذه القوة، وما يجعلني أقول ذلك أن دعوة العربي أخرجت (إسرائيل) من معادلة هذه القوة ومن أن (إسرائيل) أساس وجود الإرهاب في المنطقة، وإنهاء هذا الوجود لها سيكون أول الطريق نحو إنهاء الإرهاب وعودة الأمن والسلام للمنطقة وللعالم أجمع، ولذلك هذه القوة التي يدعو لها العربي لن تكون في صالح الأمة وأمنها وسلامتها بل ستكون وبالا على الأمة العربية وشعوبها، ووسيلة لمزيد من التفتيت والشرذمة.
نبيل العربي يعلم أن هناك معاهدة الدفاع العربي المشترك، هذه المعاهدة التي بقيت طي الأوراق وفي أدراج الجامعة العربية وماذا فعلت يوم أن احتلت فلسطين وماذا فعلت عندما تعرضت فلسطين على سبيل المثال لكل هذه الاعتداءات الصهيونية وهذا الإرهاب والقتل، لقد لاذ الجميع بالصمت والشعب الفلسطيني يُقتل، وسؤال بسيط نطرحه أمام نبيل العربي والأمين العام لا نريد جيوش ولا نريد قوات نريد فقط رفع الحصار عن قطاع غزة ماذا فعلت الجامعة العربية في رفع الحصار عن القطاع والذي صدر فيه قرار منذ سنوات ولم يرفع بل اشتد من الجانب العربي.
نبيل العربي، وعندما أقول نبيل العربي اقصد فيه المكانة الاعتبارية وليس المكانة الشخصية هل البيئة العربية تحتمل إنشاء قوة عربية مشتركة والعالم العربي يعيش حالة من الانقسام والخلاف حدا لم تصله في يوم من الأيام، هل هذه المناخات المريضة يمكن خلالها طرح فكرة لم تنجح والعالم العربي في حال أحسن بكثير مما هو عليه الآن.
نختتم القول إذا أردتم أن تعود الوحدة العربية وأن يتم القضاء على الإرهاب والتطرف عليكم بالحل الشافي وهو العمل على إزالة الاحتلال الصهيوني عن فلسطين دون ذلك كل ما سيطرح من حلول وأفكار لن يؤدي إلى القضاء على الإرهاب والتطرف بل يزيد منه بشكل لا طاقة لكم فيه ولا لغيركم، لتدرك الجامعة العربية الأمر قبل فوات الأوان.
من يكرهون حماس؟
بقلم عصام عدوان عن فلسطين الان
حركة المقاومة الإسلامية – حماس؛ الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين العالمية. وكأي إنسان أو حركة لها محبون ولها كارهون. ولها أصدقاء ولها أعداء. لم يُجمع الناسُ يوماً على شيء, فقد اختلفوا في توحيد الله وفي اتباع الأنبياء. ليس كل ما يكرهه بعض الناس – ولو كثُروا – ببغيض. فقد قال الله تعالى: "وما أكثرُ الناسِ ولو حرصتَ بمؤمنين"(يوسف 103). إن الكارهين لرسول الإسلام اليوم أكثر من ثلاثة أرباع البشرية، ومع ذلك فإننا نعتقد أنه هو الحق وهم الضلال.
محبو حماس في الأمة كُثُر، ولكن مبغضيها أكثر, لماذا؟:
- القوى الوطنية الفلسطينية في غالبها تكره حماس. بعضهم يرى نفسه سابقا لها بالنضال، غير أنه غيَّر وبدَّل، فهو لا يطيق أن يرى غيره أكثر ثباتاً منه وأكثر التزاماً بالمبادئ والثوابت الوطنية، فيرميها بدائه. وبعضهم يتنافس معها، ويرى صعوبة هذه المنافسة في ظل جماهيرية حماس الكاسحة، فيحسدها، ويغمزها ويلمزها لينال منها, ويدّعي أحياناً الموضوعية والوسطية ليحول دون استحقاق الوقوف إلى جانبها حينما تصيب، فيخذلها ويعرّي ظهرها، وهو ينتظر اللحظة التي تضعف فيها حماس أو ينفضّ بعض الجمهور عنها، أملاً في أن يحُلَّ محلها أو يكون وعاءً يستوعب النافرين منها، وبعض القوى الوطنية تكره حماس لإسلاميّتها؛ لأنهم لا يطيقون الدين ولا سماع كلمة منه؛ لأنهم ملحدون أو متطرفون في العلمانية. وهم يعتقدون أن نضال حماس وخدماتها للجمهور يستقطب الناس نحو الإسلام ويصرفهم عن هذه القوى.
- القوى العلمانية في الشعب الفلسطيني والأمة العربية، ترى أن حماس تمثل الرجعية الإسلامية بتمسكها بالإسلام كمنهج حياة. لكنها في نفس الوقت ترى إبداع حماس وديناميّتها وتقدمها على كافة الصعد، فتحسدها على إنجازاتها وعلى شعبيتها، وتخشى من أن تؤثر حماس بذلك على جماهير الأمة فتنصرف عنهم إليها، وهي تتظاهر أحياناً بدعم حماس كي لا تدفع كل الجماهير نحو حماس، وكي لا تخسر جمهورها أيضاً. لكنها في داخلها تبغض حماس ويظهر ذلك عند بعض المحكّات، فيدّعون مثلاً أن حماس مقبولة لكن انتماءها لجماعة الإخوان المسلمين مرفوض.
- الحركات الإسلامية أحياناً تجد من بينها مَن يكره حماس إما لفهم ضيّق للإسلام فلا يرون الاشتغال بالسياسة وبالمقاومة المسلحة من الأعمال التي يحض عليها الإسلام. وإما لتشدُّدٍ لا يبيحون معه السياسة الشرعية التي تتبعها حماس حيث تتسم بالمرونة والواقعية فيما لم يحرمه الشارع، ومنهم من يحسدها على جمعها بين الدعوة والجهاد، وبين التربية والعمل السياسي، ويتمنى لو كان لديه قبول في الشارع مثل حماس، ولذلك هو يذمُّها ويعظِّم صغائرها، ويُحرِّف كلماتها عسى أن يصرف جمهورها عنها. ومن هؤلاء مَن قعد عن الجهاد بانتظار معجزة أو قدوم غائب، فيمُنّي نفسه ويقدح في حماس التي لم تنتظر غائبه فتستكين وتعطي الدنيّة في دينها ووطنها.
- الأنظمة العربية التي وطّدت نفسها للتعايش بسلام مع إسرائيل، بعد أن هُزمت من إسرائيل عدة مرات، لا تُطيق أن ترى حركة ما ترفض الاعتراف بإسرائيل وتحقق انتصارات ما عليها. ولذلك تكره حماس.
- المجتمع الدولي الذي تهيمن عليه قوىً عظمى، لطالما استباحت حقوق الإنسان واحتلت دولاً عدّة. وهو لا يقبل أن يناكفه أحد، أو يتمرد عليه فصيل أو حزب هنا أو هناك. إنهم لا يطيقون حركات التحرر، فكيف وهي إسلامية أيضاً! إنهم يكرهون حماس؛ لأنها تقف في وجه مخططاتهم الاستعمارية وتحول دون اندماج إسرائيل في المنطقة، وترفض الانصياع لشروط الرباعية والقرارات الدولية المنحازة لإسرائيل.
إن حماس لا تكره مَن يكرهونها، لكنها تُشفق عليهم مما هم فيه من البلاء؛ لأنهم يشاكسون الفطرة والمنطق السويّ، ويوردون أهلهم وجماهيرهم المهالك في الدنيا قبل الآخرة. وليس على حماس أن تنزعج من كثرة الكارهين، فإنه لا يبكي على الحب إلا النساء.
رمتني بدائها وانسلت ..؟!
بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين
الحياء من الإيمان. فحين يتراجع الإيمان وقاعدته الخوف من الله يتراجع الحياء. ويصير الكذب مطية اللسان والضلال. ومن هذا الكذب المتفجر من هذا النبع الذي حذرنا منه رسول الله، ما زعمه أحد الناطقين باسم فتح أن قيادة حماس في غزة تجري مفاوضات سرية مع إسرائيل على قاعدة الهدنة ورفع الحصار وفصل الضفة عن غزة؟! هكذا يزعم فصل الضفة عن غزة ؟! ويزعم أن محمود عباس رفض الفصل بين الضفة وغزة بينما تقبل حماس بذلك؟! وأغرق هذا المتحدث في الحديث في تاريخ الراحل ياسر عرفات، وزعم أن كوادر حماس لا تعرف شيئا عما تقوم به قيادة غزة؟! ( كلام المتحدث بتفاصيله منشور على وكالة سما للأنباء).
وهنا نود أن نقول للمتحدث : إن كل مشاكل حماس وغزة جاءت بداية من رفض حماس لمشروع التفاوض مع دولة الاحتلال، ومن رفضها لاتفاق أوسلو، وعده من أعظم الخطايا التي ضربت القضية الفلسطينية في الصميم، وأعني بالصميم فكرة التحرير وتقرير المصير، وهذا القول عليه إجماع فلسطيني وموافقة حتى من بعض قيادات فتح.
وحين تولت حماس مسئولية الحكم في انتخابات حرة رفضت الاعتراف بشروط الرباعية الدولية، وكان محمود عباس يطالب حماس بالاعتراف بها، ويكرر طلبه على مسامع قيادة حماس، ولما يئس من هذا طالبها بالاعتراف بالمبادرة العربية، ولما يئس من ذلك خاصم حكومة هنية وحرض عليها. وحين وقع الانقسام استغله رئيس السلطة استغلالا سيئا في فصل الضفة عن غزة، وكان أول قرار لحكومة فياض هو حرمان غزة من حقها في الضرائب، ثم فصل الموظفين ، ثم تحويل تمويل كهرباء غزة إلى ميزانية السلطة، وغير ذلك من الإجراءات الإدارية، ناهيك عن التحريض السياسي على غزة وحماس.
في ظل هذه الفترة خاضت حماس والمقاومة ثلاث حروب قاسية دفاعا عن القضية والشعب، وحققت فيها الصمود والتصدي وإيلام العدو ما لم تحققه جيوش عربية مكتملة البناء، وهذا مقرّ بشهادة الصهاينة أنفسهم وبشهادة الواقع والتاريخ، وعجزت إسرائيل عن اقتحام غزة، ومن نزع سلاح المقاومة، رغم تعاونها في ذلك مع السلطة من ناحية ومع دول عربية من ناحية أخرى.
غزة محاصرة منذ ثماني سنين، وعباس وسلطة رام الله لم تفعل شيئا لرفع الحصار، وظلت تتفرج على آلام غزة، وكأن غزة ليست جزءا من الوطن الفلسطيني. واتخذ عباس وأعضاء من فتح وسائل الإعلام المصري بعد ٣/٧ منابر لمهاجمة حماس وتحريض النظام المصري عليها، وما زال معبر رفح مغلقا إغلاقا شبه تام على الرغم من أن مصر صرحت على لسان المسئولين (أن المعبر بإمرة محمود عباس فتحا وإغلاقا؟!) .
بعد هذا كله يأتي المتحدث بلسان فتح ليزعم أن حماس تفاوض الإسرائيليين على فصل الضفة عن غزة؟! ( والله كبيرة؟!)، حماس التي لا تعترف بإسرائيل ولا بشروط الرباعية تتهم هذا المتحدث بهذه الفرية وهي التي تدفع ضريبة التمسك بالوطن ، كل الوطن.
إن من أراد أن يكذب على العامة وعلى الرأي العام عليه أن يصنع لكذبته أرجلا تمكنها من المشي؟! أما أن يلقي عليهم كذبة مقطعة الأرجل فهذا استهتار بالسامعين ومضيعة للوقت؟!.
بقي أن نقول للمتحدث باسم فتح من حق حماس أن تعمل على رفع الحصار بكل الوسائل الممكنة عن غزة، بما فيها وسيلة المقاومة ، والضغوط الدولية، والحديث مع الأمم المتحدة، وحماس حين تفعل ذلك لا تدخل في مفاوضات سياسية، لأن مآلات مفاوضات أوسلو وتوابعها الكارثية واضحة وفيها العبر لمن يبحث عن الاعتبار.
اطمئن أيها المتحدث ، حماس لا تفاوض الاحتلال سياسيا، وتترك لكم ولعباس المفاوضات السياسية لعشرة أعوام قادمة، حتى تقتنعوا بما اقتنعت به حماس وغيرها من الفصائل المقاومة التي لم تغادر أسلحتها مقابل المفاوضات التعيسة.
الدور السعودي المرتقب
بقلم إياد القرا عن فلسطين اون لاين
لم يتضح الموقف السعودي الرسمي تجاه العديد من الملفات الإقليمية، على الرغم من بعض الإشارات التي صدرت عن مقربين من الملك سلمان، في غالبيتها تعيد المنطقة إلى معادلة الاستقرار، وإعادة السعودية لموقفها من بعض القضايا التي غضت الطرف عنها خلال السنوات الأخيرة، وخاصة فيما يتعلق بالملفات التي تشكل تهديداً وخطراً على المملكة، ومساً بحضورها في المنطقة.
أحد الملفات التي يترقب الجميع الموقف السعودي منها، هي القضية الفلسطينية، بالتدخل في الملفات التفصيلية فيها، من بينها ملف المصالحة الفلسطينية وإعادة العلاقة مع حركة حماس، التي شابها نوع من القطيعة نتيجة التحريض الذي مارسه محمود عباس بعد اتفاق مكة 2007، وكذلك استمرار حصار قطاع غزة، وإعادة إعمار غزة.
لا شك أن الملفات المذكورة مترابطة، والتقدم في أحدها يساهم في التقدم في الملفات الأخرى، وفي مقدمتها المصالحة الفلسطينية، وخاصة أن السعودية تمتلك علاقات إيجابية مع محمود عباس، على الرغم من عدم رضاها خلال الفترة الماضية عن مواقفه وعلاقته مع العديد من الأطراف.
مثلت المرحلة الماضية حالة من الجمود في العلاقة مع حركة حماس، ولم يجاهر فيها النظام السعودي بعدائه لحماس، على الرغم من موقف المملكة المعادي للإخوان المسلمين في الإقليم العربي ، كذلك مارس عباس دوراً تحريضياً ضد حماس واستغل هذا الموقف، لتقديم معلومات مخابراتية مفبركة ضد حماس لتحريض المملكة عليها، لكنه فشل في الحصول على موقف علني معادٍ من قبل السعودية لحماس، وعلى الرغم من ذلك لم يكن موقفاً إيجابياً.
حماس اخترقت هذا الموقف بالعديد من المبادرات الإيجابية طوال السنوات الماضية وعملت على إيصال رسائل مباشرة أو غير مباشرة عبر وسطاء للملك الراحل عبد الله، مفادها أن حماس تحمل موقفاً ودياً للمملكة وللنظام السعودي، وأنها معنية بموقف إيجابي من السعودية ودور مركزي.
في ظل التغيرات المحيطة هناك ترقب فلسطيني لموقف سعودي تجاه القضايا المختلفة، وإن كانت هناك إشارات صدرت عن بعض الأطراف تحمل رسائل لمحمود عباس بضرورة البدء في خطوات المصالحة، ويعطي المجال لدخول السعودية بقوة في هذا الملف، وقد نرى بعض الخطوات في هذا الشأن، من بينها لقاءات مع قيادات من حركة حماس.
السعودية تدرك أهمية التحرك في هذا الملف لأسباب كثيرة، منها إعادة ترتيب الملفات الإقليمية، والتأثير الذي يمكن أن تقرره المملكة على بعض الأطراف العربية ومن بينها النظام المصري، ويمنع انفجاراً في المنطقة بسبب تعطل إعمار غزة واستمرار الحصار، وتنسيق ذلك مع بعض الأطراف التي يعمل الملك سلمان على توثيق العلاقة معها وهي قطر وتركيا ، وخاصة أنهما يلعبان دوراً مهماً في فك الحصار.


رد مع اقتباس