النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 31/03/2015

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 31/03/2015

    يوميات إيران: 14 يوما في بلاد آيات الله

    بقلم: اورلي ازولاي،عن يديعوت

    المضمون يتناول الكاتب مشاهداتة التي يصفها خلال زيارتة الى ايران وكيف يقف الشارع الايراني مع الاتفاق المنوي توقيعة مع القوى الكبرى اضافة الى غضب ايراني من الموقف الاسرائيلي)

    حاجز رقابة جوازات السفر، مطار على اسم الامام الخميني في طهران.
    فحص الموظف الإيراني جواز سفري الاجنبي على مدى دقائق بدت لي كالابد. لم يوجه لي نظرة مباشرة، لم يبتسم، لم يقل عما يبحث. وفجأة نهض من كرسيه وذهب إلى حاجز آخر كي يتشاور مع الموظف الاخر. وعندها انضم إلى العصبة موظفان آخران. احدهما توجه الي وسأل اذا كنت ولدت في اسرائيل. فهززت رأسي. ما كان بوسعي أن أنفي: فهذا مسجل في جواز السفر. وثقت الحجاب على شعري كي لا يكون له مبرر لاعتقالي. ولم تتوقف أجهزة الطرد المركزي في عقلي عن الدوران. فقد خصبت إلى المستوى الاعلى المخاوف التي جلبتها معي من الوطن، الاراء المسبقة. فكرت في جيسون رزيان، مراسل «واشنطن بوست» الذي اعتقل قبل أربعة اشهر في إيران، ومنذئذ اختفت آثاره.
    مرت بضع دقائق طويلة اخرى، وعندها أمرني بالدخول إلى غرفة مجاورة كي تؤخذ بصماتي. امرأة شابة، مكشرة، ضغطت على كفي يدي بشدة كبيرة في مخدة الحبر: بداية يدي اليمنى وبعد ذلك اليسرى، وبعد ذلك كلتاهما معا. وبعد بضع دقائق اخرى وصل أحد الموظفين من الحاجز مع جواز سفري في يده. اعطاني اياه وقال ثلاث كلمات بالانجليزية: «يمكنكِ أن تذهبي».
    وهكذا بدأت زيارتي إلى إيران- 14 يوما وليلة في طهران وفي شيراز، في اصفهان وفي فارسبوليس، العاصمة العتيقة للامبراطورية الفارسية. 5.600 كيلو متر من السفر في بلاد آيات الله واجهزة الطرد المركزي، ممن ينتظر مواطنوها بنفاد صبر الاتفاق الذي ينقذهم من العقوبات الخانقة. قصة الرحلة، التي جرت في ذروة محادثات النووي بين إيران والقوى العظمى، ستنشر في تقرير خاص في عدد الفصح من ملحق سبع ايام، يوم الجمعة القريب القادم.
    الى مدينة حمدان، مكان قبر الملكة استر واليهودي مردخاي، وصلنا مساء. من على حاجز الاستقبال، في فندق صغير على الطريق حيث نزلنا، رفرف علم أمريكي، وهو مشهد نادر في دولة لا يزال تحرق فيها إعلام الولايات المتحدة في المظاهرات. صعدت إلى الغرفة كي أضع حقيبتي، وعندما نزلت إلى القاعة لم اصدق ما شهدته عيني: على شاسة التلفزيون الضخمة، امام الصور المؤطرة لاية الله خميني والزعيم الاعلى علي خامينئي رأيت رئيس وزراء اسرائيل. شبكة التلفزيون الإيرانية بالانجليزية «فارس تي في»، رفعت إلى البث المباشرة خطاب نتنياهو في الكونغرس الامريكي، ومن كل الاماكن في العالم وجدت نفسي اشاهده بالذات في قاعة فندق إيراني، على أم الطريق بين طهران وبغداد.
    عشرات الإيرانيين وقفوا في القاعة يشاهدون الخطاب. وهم لم يستطيبوا ما سمعوه. «بعد خطاب كهذا على إيران أن تحطم الادوات وان تحقق النووي الذي تريد»، قال لي احد المرافقين المحليين، ووجهه محمر من الغضب. «كان هذا خطاب مهين ومذل. خجلت لسماعه. رئيس الوزراء هذا كان مستعدا لان يبعث الطائرات لقصفنا جميعنا هنا. خير أن الرئيس اوباما لا يستمع لنصائحه».
    وفي الغداة وجدت في منصات الصحف مجلة ساخرة. صورة نتنياهو تغطي الصفحة الاولى. يحمل في يده أنجري بيرد ومن رأسه تطل صورة كينغ كونغ، وتحته كتابة بالفارسية: «لا شيء يخافه أكثر من السلام».
    في مقهى فندق «لالا» في طهران قدم لي النادل نسخة من «طهران تايمز»، الصحيفة المحلية الانجليزية التي تعود إلى مقرب الزعيم الاعلى خامينئي. وفي الصفحة الاولى صورة كبرى: متظاهر يحمل يافطة ضد خطاب نتنياهو في واشنطن وعليها معالجة حاسوبية: رئيس وزراء اسرائيل بيدين مضرجتين بالدماء. وتمتلىء مقالات التحليل بالشماتة: «خطاب نتنياهو دمر علاقات اسرائيل الخاصة بالولايات المتحدة». ورغم السم والكراهية، ينبغي قراءة ما بين السطور. لم تعد هذه «الكيان الصهيوني» بل دولة اسرائيل. ظلال المعاني.
    وتبشر الصحف الإيرانيين بانه حين سيوقع الاتفاق، سترفع معظم العقوبات. «لقد خنقنا اوباما»، قال لي رجل التقيته في طهران، قرب مطعم للكباب. رآني أحمل علبة مارلبورو فطلب سيجارة. وحين أعطيته لاطفني وروى لي بانه لسنوات لم يرَ سيجارة امريكية. اعطيته كل العلبة. «عندي أربعة أولاد»، قال لي. «اريد تعليما افضل لهم. ولكن العقوبات قتلتنا. لا يمكن التوفير. الاسعار في السماء والاجر هو 50 دولار فقط في الشهر. لا آمل فقط أن يكون اتفاق، بل اصلي أن يكون.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    عودة المبادرة السعودية
    قد تكون المدخل للولايات المتحدة لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات

    بقلم: شلومو شمير،عن معاريف
    المضمون يتحدث الكاتب عن المبادرة السعودية للتسوية بين الفلسطينيين و الاسرائيليين ويطرح الكاتب ان الولايات المتحده قد تعود الى طرح المبادرة بصورة غير مباشرة من ال عودة الطرفسن الى طاولة المفاوضات)

    الولايات المتحدة كفيلة بان تبادر إلى ان تطرح على البحث من جديد خطة السلام السعودية لحل النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني. هكذا تقدر محافل دبلوماسية رفيعة المستوى في نيويورك. الولايات المتحدة، هكذا حسب هذه المحفل، لن تفعل ذلك بشكل مباشر بل «ستحرص» على أن تتخذ دولة غربية الخطوة.
    وتشرح محافل على علاقات عمل وثيقة مع الوفد الامريكي في الامم المتحدة بانه بالتوازي مع التصريحات الفظة، التي تنزل مؤخرا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من جانب البيت الابيض، يفكر كبار المسؤولين في الادارة بمبادرات وخطوات تتخذ فور قيام حكومة جديدة في اسرائيل، وذلك بهدف استئناف الحوار بين اسرائيل والفلسطينيين.
    وفي حديث لغير الاقتباس، قدر سفير اوروبي كبير وقديم في نيويورك بانه على خلفية الدوامة التي تعصف اليوم في الشرق الاوسط وتورط الدول العربية في الحرب في اليمن، فان الولايات المتحدة برأيه ستطرح المبادرة السعودية للبحث في محفل دولي ما او من خلال التوجه إلى اسرائيل والسلطة الفلسطينية.
    هذا لا يعني ان الولايات المتحدة تؤيد بنود الخطة السعودية وتوافق على الاهداف السياسية التي ترد فيها. ولكن مثل هذه الخطوة ستخدم الآن واشنطن من ناحيتين: الأولى، ستصالح السعودية وتعزز مكانتها ومكانة دول الخليج المعتدلة، التي تخشى الاتفاق النووي المتبلور مع إيران وتطلعاتها للسيطرة على المنطقة. ثانيا، خطوة كهذه ستكون رسالة إلى الحكومة الجديدة التي ستقوم في اسرائيل، بان ليس لديها كثيرا من الوقت للتلبث إلى ان تقرر بشأن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
    لقد سبق لخطة السلام السعودية أن طرحت لاول مرة في قمة قادة الدول العربية التي انعقدت في بيروت في 2002. الخطة، التي عرفت لاحقا بالمبادرة السعودية، بحثت مرة اخرى في اجتماع الزعماء العرب الذي عقد في الرياض في 2007. وتتضمن الخطة انسحابا اسرائيليا من المناطق بما في ذلك شرقي القدس واقامة دولة فلسطينية. وذلك، مقابل اعتراف الدول العربية باسرائيل واقامة علاقات كاملة معها. وفي حينه ردت اسرائيل المبادرة السعودية ردا باتا، ولا سيما بسبب البند الذي يطالب «بحل عادل للاجئين» ويؤيد عمليا حق العودة إلى الفلسطينيين. وبمقابل اسرائيل، اعرب رئيس السلطة ابو مازن في حينه عن تأييد تام للخطة السعودية.
    وبالنسبة للولايات المتحدة، فانها رسميا «تتجاهل» المبادرة السعودية، لذات السبب الذي ترفض فيه محاولات التدخل من جانب زميلاتها الاوروبيات، ومن جانب مجلس الامن في مساعي الوساطة بين اسرائيل والفلسطينيين، وهو المجال الذي تراه الادارة الامريكية حصريا لها.
    ولكن التقدير في نيويورك الان هو أنه مع قيام حكومة جديدة في اسرائيل، وردا على مشروع القرار لتحقيق حل سياسي للنزاع تخطط فرنسا للمبادرة له في مجلس الامن، تتعاطى الولايات المتحدة مع المبادرة السعودية كرافعة مؤقتة تهز الطرفين وتشجع القدس على تفكير آخر في مبادرة السلام.
    ومع ذلك، يبدو أن للتوجه إلى المبادرة السعودية لن يكون تأثير على سياسة الولايات المتحدة في مجلس الامن. فالدبلوماسيون في نيويورك يتعاطون باستخفاف مع التقارير التي تنشر مؤخرا في أن البيت الابيض يفكر بالتنازل عن استخدام الفيتو في التصويت في مجلس الامن في المواضيع المتعلقة بالنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطين. ومن حديث مع هذه المحافل يتبين أنه يوجد اجماع، شبه تام، على أن الولايات المتحدة ستواصل سياستها التقليدية، احباط المبادرات ومنع الخطوات التي تطرح في مجلس الامن في موضوع المسيرة السلمية. فهناك كابحان يمنعان تغيير هذه السياسة. أولا، في الامم المتحدة توجد علاقات عمل ممتازة ويوجد تعاون وثيق بين السفير الاسرائيلي رون بروشاور وبين السفيرة الامريكية سمانتا باور. السفيرة، التي هي تعيين من الرئيس براك اوباما، هي عاطفة متحمسة لاسرائيل وتبدي يقظة خاصة واستعدادا للاحباط المسبق لكل محاولة للمس باسرائيل في الامم المتحدة. وتتبع باور التعليمات من البيت الابيض، ولكنها تعتبر مقربة جدا من الرئيس وتعد من القليلين الذين يستمع اليهم الرئيس ويراعي اراءهم.
    وبالتوازي فان قناة الحوار بين مستشارة الامن القومي للرئيس، سوزان رايس، ومستشار الامن القومي في مكتب رئيس الوزراء يوسي كوهين، تعمل بنجاعة.
    يسود بين الاثنين علاقات ثقة وتعاون وثيق بينهما. رايس وكوهين يتحدثان في احيان قريبة ويتبادلان الرأي بروح عاطفة. وتعد رايس من الدائرة الداخلية الحميمة حول اوباما كما أنها صديقة باور. وبتقدير هذه المحافل في نيويورك فان التعاون الوثيق بين اسرائيل والولايات المتحدة في هاتين القناتين هو ضمانة لتواصل الدعم الامريكي لاسرائيل في الامم المتحدة والاسرة الدولية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    شرق أوسط جديد
    لا يمكن لإسرائيل أن تنخرط في المنطقة التي تعيد السعودية تشكيلها

    بقلم: أفرايم سنيه،عن يديعوت

    المضمون يرسم الكاتب خارطة للتحالفات و المصالح في منطقة الشرق الاوسط وكيف تواجه الدول السنية الخطر الشيعي الايراني وان فرصة اسرائيل في الاندماج بهذا التحالف تكمن في انهاء سيطرتها على الضفة الغربية و التعاطي بجدية مع مبادرة السلام العربية)

    حصل شيء حاسم في الشرق الاوسط. لاكثر من 30 سنة والنظام في طهران يدير نشاطات تآمرية وإرهابية في المنطقة بهدف توسيع سيطرته ونفوذه. وحتى هذا الاسبوع لم يخرج احد للقتال ضد إيران أو فروعها. ووحدها اسرائيل قاتلت 18 سنة ضد حزب الله من داخل الحزام الامني و 15 سنة اخرى تقف امامه على الحدود اللبنانية، وربما في المستقبل في الجولان ايضا. في كل جولات الحرب الثلاثة في غزة ـ في 2008، في 2012 وفي 2014 ـ كانت الصواريخ التي استخدمت ضدنا مصدرها إيران.
    في الاشهر الاخيرة سيطر الثوار الحوثيون على القسم الغربي من اليمن وبما في ذلك على شاطئ البحر الاحمر. ويطل الشاطئ الغربي من اليمن على مضائق باب المندب، التي هي المدخل الضيق لمسار الابحار في البحر الاحمر والذي يربط بين المحيط الهندي وقناة السويس. واغلاق باب المندب يقطع التجارة بين آسيا والغرب ويستوجب التفافة باهظة الثمن من جنوب قارة افريقيا. وكان الثوار الحوثيون، الشيعة بدينهم، دربهم حزب الله ودعمتهم إيران. وبالنسبة لاسرائيل فان السيطرة الإيرانية على مداخل البحر الاحمر هي خطر استراتيجي حقيقي.
    للسعودية حدود برية مع اليمن، بطول 1.800 كيلو متر. وتفتت الدولة اليمنية واقامة دولة القاعدة شرقها ودولة مرعية إيرانية في غربها، هو تهديد خطير على امن المملكة. ولهذا فقد بادرت السعودية الاسبوع الماضي بهجوم متداخل ضد الميليشيا الحوثية التي تسيطر في غربي اليمن. وقد ضمت اليها مصر، دول الخليج، السودان والمغرب. ولأول مرة يقاتل ائتلاف من عشر دول عربية ضد السيطرة الإيرانية. لم تعد اسرائيل وحدها.
    يمكن أن نستخلص عدة استنتاجات من التطورات الاخيرة من اليمن المتفتت. الجبهة الاقليمية ضد إيران، التي تتشكل اساسا من الضحايا المحتملين لعدوانها وطموحها للسيطرة، لم تعد فكرة نظرية بل هي حقيقية ومقاتلة. السعودية، تحت حكم الملك الجديد سلمان، تتخذ موقفا زعاميا رائدا في المنطقة. وللاحاديث عن قامة جيش مشترك لدول الخليج ولمصر كان ينظر اليها باستخفاف. «تدريب الانشاء» لهذا الجيش يجري في اليمن هذا الاسبوع.
    مصر، التي تطلق قوة بحرية إلى مياه اليمن والتي لها الجيش الاكبر في المنطقة، لا تتردد في استخدامه بعيدا عن حدودها.
    الحملة المتداخلة في اليمن ترمز إلى نفض السعودية عنها التعلق بالولايات المتحدة. فحين يدور الحديث عن مصلحة امنية حيوية، تعتمد السعودية على نفسها وعلى شركائها الطبيعيين.
    وما هي الزاوية الاسرائيلية للتحول الاقليمي الجديد؟
    الدول الاعضاء في التحالف ليست محبة لصهيون، ولكن معظمها تتوق للتعاون مع اسرائيل في مواجهة التهديد الإيراني. هذا لن يحصل طالما تسيطر اسرائيل في الضفة الغربية وحكومتها تتعاطى باستخفاف مع مبادرة السلام العربية التي قدمتها السعودية في العام 2002 وتتمسك بها حتى يومنا هذا. اسرائيل لا يمكنها أن ترتبط بشركائها المحتملين في المنطقة طالما كانت تسيطر فيها الحكومة التي انتخبت هذا الشهر.
    لمضائق باب المندب يوجد شاطيء آخر، امام إيران، أرتيريا. والواجب الجغرافي السياسي العاجل هو اعادة أرتيريا إلى اسرة الشعوب. فقد نبذتها منها سلسلة عقوبات دولة قادتها الولايات المتحدة. وسبب العقوبات ـ مساعدة أرتيريا شبه المسيحية منظمة الشباب الإسلامية في الصومال ـ احد لم يعد يأخذها بجدية. اما اسرائيل التي لها مصلحة واضحة في العلاقات الطيبة مع أرتيريا، فقد كان بوسعها أن تكون المبادرة إلى رفع العقوبات عن أرتيريا ودمجها بنظام أمني جديد في البحر الاحمر. ولكن حتى هذه المبادرة السياسية المتواضعة لا يمكن لحكومة نتنياهو أن تتخذها، وهي في وضعها الدولي المتهالك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    اليسار بانتظار غانتس
    لإقناع المقترعين بالتصويت لصالح قيم اليسار يجب تغليفها بغلاف أمني محترم

    بقلم: طال ليئور، عن هآرتس

    المضمون يتحدث الكاتب عن أن غانتس وديسكن على انهما ذخر لمعسكر اليسار، وينبغي التوقع والامل بان يتمكن مهندسو هذا المعسكر ان يسارعا إلى ادخالهما في التحدي المستقبلي لتغيير الحكم في اسرائيل في الانتخابات القادمة.)

    اكتب هذه السطور بقلب ثقيل وانطلاقا من خيبة أمل مريرة، ولكن بعينين مفتوحتين على مصراعيهما وكنتيجة واضحة لنتائج الانتخابات. ودون الاستخفاف بالاخطاء الكثيرة التي ارتكبت في اثناء حملة المعسكر الصهيوني والكثير قبله، ثبت في 18 اذار مرة اخرى، لشدة الاسف، بانه في الواقع القائم اليوم في الشرق الاوسط، فان الجمهور الاسرائيلي بعمومه ليس ناضجا لزعيم يساري ليس ذا ماض عسكري ـ امني صرف.
    لا جديد تحت الشمس الصهيونية. فالمجتمع الاسرائيلي يعجب بالاستراتيجيين العسكريين. وبينما تقوم رواية اليمين في جوهرها على اساس القومية والامن، ولهذا فثمة اهمية ثانوية للخلفية العسكرية لمن يقف على رأسه، في اليسار ـ الذي يقوم موقفه على اساس القيم الكونية وبقدر أقل على المفاهيم الكفاحية ـ فان للامر معنى كبير.
    في الحملتين الانتخابيتين الاخيرتين نصب حزب العمل على رأسه امرأة ورجل كفؤين كل واحد وواحدة بطريقته/ها ـ شيلي يحيموفيتش واسحق هرتسوغ مما ليسا ذوا خلفية عسكرية ـ امنية صرفة. يحيموفيتش، صحافية في ماضيها، هي نائبة ذات فكر اجتماعي ـ ديمقراطي، وهرتسوغ هو محامي وسياسي مجرب. اما النتائج البشعة فمعروفة للجميع.
    فوز تسيبي لفني كرئيسة كديما في انتخابات 2009 بـ 28 مقعدا ـ بمقعد واحد فقط اكثر مما حصل عليه الليكود ـ منح اليسار ـ الوسط أملا لحظيا، ولكن كتلة اليمين كانت أقوى وذلك حتى عندما لم يكن كديما يصف نفسه كحزب يساري، بل كحزب وسط براغماتي.
    تكتب هذه الامور بحزن، أن يكون للنساء زعامة ـ ولاسباب عديدة ومتنوعة ليس لهن تقريبا قدرة على جمع التجربة الامنية الواسعة مثلما للرجال ـ فان لهذا ميزات عديدة. فالمجتمع الاسرائيلي هو مجتمع يعاني من مظاهر ما بعد الصدمة.
    الخوف ووعي البقاء لديه يشكلان منذ الازل ارضية خصبة لتنمية مخاوف وجودية من جانب زعماء اليمين. واذا ما استعرنا تعبيرا دارجا من مجال علم النفس وعلاج الازواج ـ فان اسرائيل لا تزال «غير ناضجة عاطفيا» لزعامة لا تجلب معها سندات من المجال الامني. ومهما كان هذا محزنا ـ الا انه كذلك.
    من أجل اقناع المقترعين ممن لا ينتمون مسبقا لكتلة اليسار ـ الوسط في التصويت في صالح القيم والسياسات التي يمثلها اليسار، يجب تغليف هذه القيم بغلاف امني محترم. هكذا كان في حالة اسحق رابين، في انتخابات 1992، وهكذا ايضا كان في حالة ايهود باراك في انتخابات 1999.
    لقد اشرف على الانتخابات الحالية من مقعد الاحتياط عدة لاعبين محتملين في الملعب السياسي، يستجيبون للمطالب التي عددناها اعلاه: رئيس الاركان المسرح بيني غانتس، رئيس المخابرات السابق يوفال ديسكن ورئيس الاركان الاسبق غابي اشكنازي. رئيس الموساد الاسبق مئير داغان صرح أمام الملأ انه ليس لديه الان تطلعات سياسية. وسنضطر إلى تصديقه. ويأمر القانون الاسرائيلي بفترة تجميد لثلاث سنوات، تنطبق على من أنهى منصبا رفيع المستوى في جهاز الامن وعني بان يتنافس في الكنيست. في حينه كانت محاولة لتقصير هذه الفترة لسنة واحدة ـ او ما سمي في حينه «قانون اشكنازي» وكان يستهدف تقريب موعد دخول رئيس الاركان الاسبق إلى الكنيست مباشرة إلى اذرع حزب العمل. وينتظر اشكنازي اليوم انتهاء قضية هيرباز الذي كان مشاركا فيها، وقد خضع في اطارها للتحقيق تحت طائلة التحذير، ومشكوك فيه أن يسارع في الانضمام إلى السياسة.
    ومقارنة به، يدير رئيس المخابرات السابق يوفال ديسكن علاقات «الحب ـ الكراهبة» مع الساحة السياسية منذ اعتزل الخدمة في العام 2011. وفي حملة الانتخابات الاخيرة أكثر ديسكن من مهاجمة نتنياهو وأعرب عن مواقف سياسية يسارية واضحة. ولكنه أعلن بانه لا يعتزم حاليا القفز إلى المياه السياسية. هناك من يدعي بانه لو كانوا غازلون، لاستجاب. وعلى اي حال، مرت أربع سنوات منذ اعتزل، ويبدو ان لحظته المناسبة آخذة في الاقتراب.
    غانتس اعتزل لتوه، ولكنه ملزم بالانتظار ثلاث سنوات من التجميد، ولكن هذه فترة زمنية معقولة لغرض تهيئة التربة والقلوب حتى الانتخابات التالية. غانتس، رئيس اركان شقائق النعمان، يعتبره الجمهور رجلا معتدلا، مرتاحا ومسؤولا.
    مقبولا من فئات عديدة من السكان. رجلا يمكن ان يوضع على رأسه اضافة إلى التيجان الامنية، تيجان الانسانية والمبالاة الاجتماعية.
    ومع ذلك فان غانتس أزرق العينين وجميل الطلعة، يعاني ظاهرا من صورة الزعامة الرقيقة التي لا تبث ردعا وصلابة، المزايا التي يبحث الجمهور الاسرائيلي عنها لدى زعيمه مثلما تبين الان مرة اخرى.
    صحيح أننا لم نسمع من المواطن غانتس اي تصريح سياسي منذ نزع بزته، ولكنه لن يكون تخمينا غير مسنود اذا افترضنا بان الرجل الذي تربى على قيم حركة القرى الزراعية يمكنه ان يجد مكانه في حزب العمل.
    مهما يكن من أمر، يبدو أن غانتس وديسكن على حد سواء هما ذخر ها لمعسكر اليسار، وينبغي التوقع والامل بان يتمكن مهندسو هذا المعسكر ان يسارعا إلى ادخالهما في التحدي المستقبلي لتغيير الحكم في اسرائيل في الانتخابات القادمة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 30/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-04-05, 10:00 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 24/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-03, 12:22 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 24/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-03, 11:55 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 21/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-03, 11:54 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 09/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-03, 11:40 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •