النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 16/04/2015

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء حماس 16/04/2015

    ملخص مركز الاعلام


    لجان وعن الاستبداد
    يوسف رزقة / الرأي
    بعيدا عن اللجان. بعيدا عن اللجان الفنية والإدارية. أقول بعيدا لأننا كعرب نمارس دفن القضايا في عالم النسيان من خلال اللجان. المثل الفلسطيني يقول ( إذا أردت أن تميت قضية شكل لها لجنة؟!). لا أحد في قطاع غزة يثق باللجان عامة، ولا أحد يثق باللجان التي شكلتها ما يسمى حكومة التوافق على وجه الخصوص. الكذب الذي تمتعت به حكومة ما يسمى بالتوافق بلغ مستوى غير مسبوق، فقد زعمت أن زيارتها الأخيرة لغزة كانت لحل المشاكل العالقة، ولكنها كانت قد جاءت لغزة من أجل القمة العربية لا من أجل المشاكل، بدليل تفاقم الخلافات والمشاكل بعد عودة رئيس الحكومة إلى رام الله، حيث اتخذت حكومته قرارات انفرادية، وضربت بعرض الحائط بمجموعة التفاهمات التي اتفق عليها الطرفان.
    أودّ أن أكرر ما بدأت به من قول: بعيد عن اللجان، وأضيف إليه بعيدا عن كذب ما يسمى حكومة التوافق، لأنني أؤمن أن المشكلة التي تعاني منها الأطراف، وتعاني منها الحكومة، ويعاني منها المجتمع الفلسطيني، ليست مشكلة فنية، ولا مشكلة إدارية البتة، وهي ليست مشكلة قانونية أيضا، فأول الغائبين في النظام السياسي الفلسطيني القائم هو القانون والقضاء النزيه، فلا يستطيع أحد مثلا أن يقاضي السلطة، أو رئيس السلطة أمام القضاء لأن رئيس السلطة أوقف راتبه كموظف وقفا تعسفيا، وسياسيا، بدون قانون وبدون قضاء. آلاف الموظفين لا يتلقون رواتبهم بقرار تعسفي من رئيس السلطة نفسه، هؤلاء وهم جماعة كثيرة لا تسطيع مخاصمة رئيس السلطة أمام القضاء، ووفق أحكام القانون الفلسطيني، لأن القضاء عندنا في فلسطين للفقراء، والضعفاء، ورئيس السلطة فوق القانون، وفوق القضاء؟!
    المشكلة التي في غزة، والتي في الضفة، والتي بين حماس وفتح، وبين الموظفين والسلطة، ليست قانونية، وليس إدارية أو فنية ، المشكلة في جوهرها أن النظام السياسي الفلسطيني ناقص في الواقع، حتى وإن زعم المدافعون أنه مكتمل على الورق، لأن الورق لا يسمن ولا يغني من جوع. رئيس السلطة محمود عباس يدير القرار الفلسطيني منذ سبع سنوات إدارة منفردة، بلا مجلس تشريعي حقيقي، ويديره بعد أن انتهت شرعيته القانونية كموظف في منصب رئيس منتخب؟! .
    لست أجد نموذجا لهذا الوضع الشاذ في البلاد التي تبحث عن الحرية، والتي تحترم مفاهيم الحرية والديمقراطية، ويمكن للمرء أن يجد هذا النموذج البائس في البلاد المتخلفة، وفي ظل القيادات المستبدة التي تحكم من خارج البرلمان، ومن خارج الإرادة الشعبية الحرة.
    المشكلة التي يعاني منها الفلسطيني هي في جوهرها مشكلة استبداد حقيقي، ومشكلة رفض تجديد الشرعيات من خلال الانتخابات الحرة النزية، ليس إلا؟!. وحين تقرر الأطراف الانتخابات، ويصار إلى إجرائها بشكل دوري، وبنزاهة وشفافية، عندها فقط يمكن أن تُحلّ مشاكل غزة، وبضمنها مشاكل الموظفين، ولن نحتاج يومها إلى لجان فنية وإدارية. عندها فقط ستتنافس الأحزاب والفصائل على تبني حلول عاجلة ومنصفة لمشاكل الموظفين، وستكون الحلول العاجلة والشاملة هي مركز الدعاية الانتخابية لفتح ولغيرها أيضا.
    لهذا قلت بعيدا عن اللجان، وبعيدا عن الكذب، ولندخل معا إلى الجوهر: ( نريد نظام سياسي فلسطيني مكتمل المكونات والبنيان، قائم على الانتخابات، وخال من الاستبداد، ومن حكم الفرد. نريد هذا أولا ، وبعدها لن يكون هناك مشاكل للموظفين.

    احذروا من مقاصد العدو الخبيثة
    مصطفى الصواف / المركز الفلسطيني للاعلام
    كثر الحديث في الإعلام الصهيوني عن بطولات القسام وحماس خلال العدوان الأخير على قطاع غزة في 2014 وصاحب ذلك نشر الفيديوهات المختلفة ثم يتبعه تصريحات لقيادات ميدانية تشيد ببطولات القسام الأمر الذي لم نعتده من الإعلام الصهيوني ومن قادة الاحتلال العسكريين.
    نحن لا نشك لحظة ما بأن المقاومة أبدعت خلال هذه المعركة وإبداع القسام كان ابرز من خلال العمليات النوعية التي نفذتها الكتائب وصمودها على مدة الـ 51 يوما من المعركة، ولكن الذي نشك فيه هو براءة الحديث الذي يصدر كل فترة من الزمن عبر وسائل الإعلام الصهيونية فالأمر يجب أن نأخذه بسذاجة وان نغتر به ونعتبره إشادة من قادة الاحتلال بالمقاومة وحماس والتطورات التي وصلت إليها الصناعة العسكرية لدى المقاومة وخاصة القسام، بل علينا أن نتوقف أمام هذا السيل من الفيديوهات والتصريحات ونبحث عن الهدف الذي يسعى اليه الاحتلال من خلال هذه التصريحات والتي تعتبر في العرف العسكري هي اعتراف بالهزيمة او أنها تسبب انتكاسة نفسية لدى جنوده وجبهته الداخلية وهذا أمر من وجهة نظري مستبعد بل أن الاحتلال يسعى إلى أهداف خبيثة من وراء كل ذلك.
    ونعتقد أن الاحتلال بما يقوم به يسعى إلى تضخيم قدرات المقاومة كمبرر لأي عمل عسكري يعد العدة لها ويريد أن يوصل رسالة إلى المجتمع الدولي بأن حماس والقسام لديهم قوة هائلة وهذه القوة تهدد أمن ( إسرائيل ) وهي قوة تتعاظم وان أي عملية عسكرية يمكن أن تقدم عليها قوات الاحتلال هي من باب الدفاع عن النفس والحد من قدرات حماس العسكرية فيكون المبرر للعدوان متوافقا عليه ومدعوما من المجتمع الدولي مهما كانت النتائج المترتبة على هذا العدوان كونه يعمل على وقف التهديد الذي يتعرض له الكيان من المقاومة.
    ولعل الهدف الثاني الذي يسعى إليه الاحتلال هو إثارة حفيظة الأنظمة العربية التي يسعى البعض إلى دفعها لمواجهة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وأن هذه المقاومة بلغت مبلغا قد يشكل تهديدا على بعض الأنظمة ولا بد من التدخل في الوقت المناسب قبل أن تتعاظم هذه القوة ويصبح القضاء عليها صعبا أو مكلفا وهذا يأتي في ظل دعوة عباس وحركة فتح للتدخل في قطاع غزة على غرار عاصفة الحزم الذي تجري في اليمن من قبل تحالف الدول العشر وقيادة السعودية لها ، وفي ظل حملة إعلامية مسعورة من قبل الإعلام المصري وتشويه غير مسبوق للمقاومة إلى جانب تحريض عباس وفتح مما يعزز السعي الصهيوني نحو أن يقوم العرب بأنفسهم لتخلص الصهاينة من المقاومة الفلسطينية دون أن يدفع الاحتلال الثمن بدعوى عودة الشرعية وإنها حكم حماس في قطاع غزة متجاهل الجميع أن هناك اتفاقا وأن هذا الاتفاق متوافق عليه فلسطينينا وأن من يعطله ليست حماس بل من يدعي الشرعية.
    الهدف الثالث الذي يسعى إليه الاحتلال من خلال تلك التصريحات هو إشاعة جو من الغرور لدى المقاومة والاعتزاز بالنفس بشكل مبالغ فيه ما يؤثر على تطوير قدراتها المختلفة واستمرار التدريب والإعداد نتيجة الإصابة بالغرور نتيجة هذه الإشادة المستمرة بقوة القسام والمقاومة فتركن المقاومة إلى هذه الإشادة وتتوقف عن تطوير نفسها والإعداد للجولة القادمة.
    هذا الهدف الأخير تفهمه المقاومة ويفهمه القسام كما تفهم الأهداف الأخرى التي يسعى لها الاحتلال من وراء هذه الحملة المتواصلة عبر وسائل الإعلام المختلفة، لذلك الحذر من الغرور والجري خلف ما ينشره الاحتلال وكأنه ثابت يجب أن نركن إليه ، وعليه على المقاومة أن لا تتوقف عن التطوير والاعداد وبناء القدرات وتعزيز الإمكانيات بكل الوسائل وعلى حماس أن تجتهد في إبطال مساعي الاحتلال الخبيثة في تحريض الدول العربية على المقاومة والقسام والعمل على دحض المخاوف التي يحاول العدو زرعها والتخويف منها.

    القيادة الفلسطينية.. جذب الأتباع وتحريك الشعب
    ناجي الظاظا / فلسطين اون لاين
    لا تزال الحياة البشرية تتطلب القادة، ولا تزال الأمم تتخير في نفسها من يسوسها ويقوم على شأنها، هذه هي طبيعة الكيانات البشرية، بل لعل ذلك من نواميس الكون التي جبلت عليها الكائنات الحية، من يعقل منها ومن لا يعقل.
    فما من مجموعة من الناس _سواء أصغيرة كانت أم كبيرة_ إلا وتحتاج إلى قائد وزعيم، وما من شعب من الشعوب _سواء أحرًّا كان أم تحت احتلال_ إلا وأراد له قائدًا؛ فقائد الدولة هو من يقوم على سياسة أمورها كافة: السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما هو حال قائد الثورة؛ فهو الذي يقرر في أمر المواجهة أو المهادنة، ومسؤول عن تفاصيل حياة الشعب الذي من أجله يطلب الحرية والخلاص من الطاغية، سواء أغريبًا كان أم قريبًا.
    ولعل الشعب الفلسطيني في هذا الأمر ليس بدعًا من الشعوب، ولا مختلفًا في حاجته لمن يقوده نحو تحرير الأرض المغتصبة، واستعادة المقدسات، وإعادة الكرامة لكل من ضحى من أجل ذلك الهدف المنشود، إن الشعب الفلسطيني له خصوصية لا تكاد توجد في غيره، فهو شعب صاحب حق مشهود له من كل الأمم والشعوب، وهو شعب ظلمه في الوقت نفسه كثير من الأمم والشعوب بتأخير حصوله على ذلك الحق، الشعب الفلسطيني مشرّد في منافي الأرض منذ أكثر من 67 عامًا، يبحث عن الأمن والسلامة في دول الجوار العربي تارة، وفي دول العجم تارة أخرى، يتلمس الحرية ويعمل ليوم العودة المنشود.
    ومن الإنصاف القول: إن القيادة الفلسطينية مرت بمراحل متعددة وتجاذبات كثيرة، مارست خلالها الإقناع والجذب للأتباع والمناصرين، والعنف الفكري والقهر السياسي تجاه المخالفين؛ من أجل تحريكهم نحو هدفها” وشعب هذا حاله احتاج إلى تعدد القيادات، ففي كل تجمع له قائد أو قادة، وفي كل مخيم له قادة، قادة يتوزعون على المرجعيات الفكرية والأيدلوجية للتنظيمات الفلسطينية، بل أصبحوا يتوزعون على مشروعين لا ثالث لهما مشروع “المقاومة” ومشروع “المفاوضات”.
    وهذا أنتج حالة من الاستقطاب التي تعتمد على رؤى الأتباع، وقدرة القائد على حشدهم حول فكرته ومشروعه، غير أن من حسن الخلق الجمعي أن ثمة قيادات قد قضت نحبها وأفضت إلى ما قدمت لا تزال تحتفظ بعرفان واضح، وقبول واضح لقيادتها للشعب الفلسطيني، مثل ياسر عرفات (أبي عمار)، والشيخ أحمد ياسين، وهما على طرفي نقيض من حيث المرجعية الأيدلوجية والمشروع؛ فمعلوم أن ياسر عرفات هو صاحب مشروع التسوية والمفاوضات، والشيخ أحمد ياسين هو صاحب مشروع المقاومة والتحرير.
    وذكر القائدين لا يعني بالضرورة تجاهل الآخرين، فالمرجعية اليسارية الشيوعية والقومية قد أفرزت لها قيادات مثل: جورج حبش ونايف حواتمة وحيدر عبد الشافي، وكذا المرجعية الثورية الفتحاوية قد أفرزت قيادات أمثال: خليل الوزير وصلاح خلف، وكذا المرجعية الإسلامية كان لها نصيب وافر من القيادات الممتدة أمثال: فتحي الشقاقي وعبد العزيز الرنتيسي وإبراهيم المقادمة وإسماعيل أبو شنب، والمقام لا يتسع لذكر كل القيادات الفلسطينية التي كان لها دور بارز في كل مرحلة من مراحل قيادتها في الثورة الفلسطينية، سواء أكان إيجابيًّا دوره أم سلبيًّا؛ فالقائد ليس بالضرورة أن يكون قائدًا يقود إلى النجاح دائمًا، ففرعون قاد قومه نحو الهلاك في بحر الدنيا، وكذا يقدمهم نحو الهلاك في الآخرة “يقدم قومه يوم القيامة”.
    ولعل الحديث عن القيادة الفلسطينية والقائد الفلسطيني يُلزمنا ببسط تعريف القائد بين يدي القارئ، والتعريفات كثيرة كثيرة، غير أن ممن أجمل وأجاد في التعريف هو د. طارق السويدان الذي عرف القيادة بأنها “القدرة على تحريك الناس نحو الهدف”، وجعل أدوات التحريك التي يستخدمها القادة أربعًا، هي: الترغيب والترهيب والإلقاء والإقناع، والقيادة بحسب هذا التعريف تناسب حالة القيادة الفلسطينية التي لا يجمعها رأي ولا ينظمها سوى طرف الهدف، وهو التحرير.
    فلا شك أن تحرير فلسطين هدفًا جامعًا لا يمكن أن يكون بير المقاومة التي تحسن إدارة شعبها في الوقت الذي تنتزع من عدوها الحق، كما فعلت كل شعوب الدنيا؛ وليس ثمة شاهد في الحياة أن شعبًا حصل على حقه المغتصب وأرضه المسلوبة من “محتل” و“مستوطن” بالرضا والسلم والمفاوضات والمهادنة والتفريط.
    والقادة الفلسطينيون _بلا شك_ تمتعوا بملكة القيادة وجذب الأتباع حول هدفهم، واستطاعوا أن يحركوهم بالرغبة والإقناع، حتى إن الواحد منهم ليضحي بسنوات عمره معزولًا في زنزانة، أو يفجر نفسه في طائرة يختطفها من الجو، أو يفجر نفسه استشهاديًّا وسط عدوه، كلهم رغبوا في العمل تحت لواء القائد واقتنعوا بمنهجه وطريقته في تحقيق الهدف.
    وإن فريق (أوسلو) والمفاوضات قد استطاع أن يقود الشعب الفلسطيني ويحركه نحو هدفه بالترهيب والإلقاء، ففرض قائد التسوية والمفاوضات الاتفاق على الأرض، ووضع كلًّا تحت الأمر الواقع، فمن رَغِب ورضي فبها ونعمت، ومن رفض وأبى فكان الترهيب والسجن وفرض الإقامة الجبرية على قائد المشروع المخالف (مشروع المقاومة)، تلك كانت ملكة القيادة لا ثقافة القيادة، فليس كل من يحسن التنظير يحسن ‏القيادة، لكن القائد لابد أن يحسن ‏التنظير لفكرته ومنهجه وقراره.
    فالقائد الفلسطيني تبرزه المواقف وترفع من شأنه التضحيات، شأنه شأن سهيل بن عمرو كان قائدًا في ‏الجاهلية وقائدًا في ‏الإسلام؛ ففي الجاهلية كان مكلفًا من قريش بتمثيلها في مفاوضات صلح الحديبية، أما في الإسلام فقد برز بناء على ‏الاختيار الطبيعي، عندما خطب في أهل ‏مكة، لما تحدثوا في ‏الردة، فعظّم الإسلام في صدورهم وثبتهم، وليس كل الناس يصلح للقيادة، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) جعل 1% من الناس من يصلح لقيادة قومه: “إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة” (صحيح البخاري).
    وفي الشعب الفلسطيني من ظهرت معالم قيادته منذ شبابه، بل لعل معظم قادة الشعب الفلسطيني قد تشكلت معالم قيادتهم من على مقاعد الدراسة، وخلال أنشطتهم الجامعية، ولا عجب في ذلك؛ فمن الناس تراه أميرًا قبل أن يسود ويظهر للناس، فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يومًا رأى عمرو بن العاص مقبلًا، فابتسم وقال: "ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرًا".
    وهنا لابد من تقرير أن التقوى وسلامة السريرة وصفاء القلب ونظافة اليد صفات لا تفي بغرض القيادة؛ فقد منع النبي (صلى الله عليه وسلم) أبا ذر الغفاري الإمارة، مع أنه مدحه بما لم يمدح أحدًا فقال: “ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغَبْراء أصدق لهجة من أبي ذر، ومن سره أن ينظر إلى مثل عيسى في الزهد فلينظر لأبي ذر”.
    ومن الإنصاف القول: إن القيادة الفلسطينية مرت بمراحل متعددة وتجاذبات كثيرة، مارست خلالها الإقناع والجذب للأتباع والمناصرين، والعنف الفكري والقهر السياسي تجاه المخالفين؛ من أجل تحريكهم نحو هدفها.

    مواسم النُّصرة
    محمود مدحت الدلو/ فلسطين اون لاين
    في السابع عشر من إبريل/نيسان من كل عام "ركض بحوافر الخيل على أرض ترابية تثير الغبار، فتتوقع مجيء جيش جرار أو كتيبة مدربة، وما إن تهدأ الخيل وينقشع الغبار حتى ترى الحقيقة؛ السراب!"؛ تتعالى الدعوات لتغيير صور حساباتنا الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وستهُب عاصفة الهاشتاجات والوُسوم، وستلفّنا الوطنية جميعاً من رؤوسنا حتى أخمص أقدامنا ونتسارع لتصدر وتصدير أخبار "النُّصرة"، لنشعر بعدها بالرضى والارتياح على مشاركة خاوية، واهتمام زائف، لا يعدو عن كونه "زوبعة في فنجان"، نحاول فيها أن نسُد خواء نفوسنا ونعزي به أنفسنا على تقصيرنا.
    ما إن ينتهي هذا الموسم، حتى "تعود ريمة لعادتها القديمة"، فتعاطينا على المستوى الشعبي والرسمي مع قضية وطنية بحجم قضية الأسرى موسمي بحت، فمن موسم الكرامة "الأمعاء الخاوية"، إلى موسم "وفاء الأحرار"، فموسم عرفات جرادات، فميسرة حمدية، فحسن الترابي، فرائد الجعبري، وليس ختاماً بموسم جعفر عوض، وما إن ينتهي الموسم حتى يعود سيف النصرة الشعبي إلى غِمده، ولا نرى قمحاً من بعد جعجعة المؤسسات الرسمية الفلسطينية.
    الموسمية الرتيبة والمملة، والفردانية العشوائية في التعاطي مع قضية وطنية بحجم قضية الأسرى والمعتقلين، وكيف أن تصرفات وفعاليات النُّصرة (الكم) هي التي تجمعنا في هذا اليوم، وليس القضية أو الهدف (النوع)، فعلى المستوى الشعبي العام؛ لعل الواقع "ثقيل الظل" الذي نحياه في ظل تتابع الاهتمامات وكثرتُها، وتواتر القضايا وتشعّبها خلق حالة من اللا-شهيّة لأي شييء، تحصّلت من حالة اللا-فهم الناتج عن التشوّش و/أو الانشغال الذهني للمواطن الفلسطيني في ظل حياة تتخطفه فيها دوامة الفقر، البطالة، الانقسام، الحصار، وليس انتهاءً بالإعمار.
    وعلى المستوى الفصائلي، كلٌ يُغني على ليلاه، و"ما دام الأسير ليس منا فليقع أشواكه بيديه أو بأيدي تنظيمه"، كما عبر بذلك الكاتب والمحامي جواد بولس، أما على مستوى الدبلوماسي الفلسطيني فحتى في يوم الأسير قلّما نسمع لهم صوت في هذا الجانب، لذلك "لا يفلُّ الحديد إلا الحديد".
    ختاماً؛ ليس أبلغ مما قاله الكاتب والمحامي جواد بولس: " لن يتحرّك العالم من أجل أسرى الحرية الفلسطينية إذا لم يعطه الفلسطينيون كل المسببات والدواعي لهذا التحرك المرتجى؛ فعالم يرى الفلسطينيين معسكرات و"فسائل" يفقد "شهيّته"، الضعيفة أصلًا، للتضامن والتكافل، ومؤسسات حقوقية دولية تستشعر أن وراء الصمت الشعبي في فلسطين، إزاء مسألة الاعتقال الإداري، أكثر من إرهاق شعب يئن تحت أعباء الحصار والقمع والقهر ولقمة العيش، فالحقيقة أن هنالك موقف يتنامى ويصرخ: "زيحها عن ظهري بسيطة".
    النُّصرة واجبة، وواجب، واجبة ضمن استراتيجية وطنية حقيقة تدور ويدور معها المواطن على مدار العام، انطلاقاً من كونها واجب وطني، ديني، قومي، وأخلاقي، فكل تضحية مهما صغُرت من أي أسير أو معتقل فلسطيني تستحق التقدير، بل ويستحق صاحبها الوقوف له إجلالاً. والحرية لأسرى الحرية.
    ملاحظة/ حتى كلامي أعلاه يدخل ضمن نطاق "مواسم النُّصرة"..

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 30/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-04-05, 11:44 AM
  2. اقلام واراء حماس 10/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-03, 12:09 PM
  3. اقلام واراء حماس 09/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-03, 12:09 PM
  4. اقلام واراء حماس 08/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-15, 01:20 PM
  5. اقلام واراء حماس 07/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-15, 01:19 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •