الفلسطينيون: المُعاناة والتَغييب

بقلم: محمد ياغي عن صحيفة الايام

دعا الدكتور محمود الزهار، أحد قيادات "حماس"، الكوادر الفلسطينية في الخارج الى العودة الى غزة، إن كانت تبحث لها عن منفى جديد غير الشام، لأنها الوحيدة "التي بها مساحة حرة للحركة السياسية". الزهار عَللَ استنتاجه هذا بأن الدول التي حدثت بها ثورات لديها أولويات داخلية لا تسمح لها بالتركيز على قضايا أخرى.. مضيفاً بأنه لو كان مكانهم لفعل نفس الشيء.

يهمنا في تصريح الزهار التوقف عند مسألتين.. الأولى، حجم المعاناة التي يعيش فيها الفلسطينيون منذ عشرات السنين.. والثانية، التغييب الممنهج للقضية الفلسطينية في دوائر القرار العربي القديمة والجديدة. في المسألة الأولى لا نضيف جديداً للقارئ إذا ذكرناه بالقتل اليومي، وسرقة الأرض، والمطاردة في لقمة العيش، والذل على الحواجز، والحرمان من الحركة الذي يتعرض لها وبشكل يومي منذ النكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. ولا نضيف جديداً أيضاً، إذا ما قلنا إنه علاوة على القتل والتهجير الذي تعرض له فلسطينيو لبنان فإنهم محرومون من العمل في 73 مهنة بما فيها الهندسة والطب والمحاماة، وأن وثيقة سفرهم بلا قيمة سياسية في أغلب بلدان العالم العربي والغربي.

ودعونا نذكر، بأنه لم يَشفع للفلسطينيين بأنهم كانوا من أوائل من بَنىْ دول الخليج العربي.. فطردوا جميعاً من الكويت لا لخطأ ارتكبوه هُمْ، ولكن لأن موقف قيادة منظمة التحرير كان متعاطفاً مع صدام الذي احتلهم.. الطرد تَبعه إقصاء وظيفي وعدم تجديد عقود لعشرات الآلاف من العاملين في دول الخليج الأخرى.. حتى من عَمِلَ 30 عاماً في الخليج، لم يعد بإمكانه العودة إليها بدون تأشيرة فيزا لا تمكنه من الإقامة عِندَ أبنائه أكثر من بضعة شهور.. أما أبناء أبنائه، فلا يمكنهم الدراسة في المدارس الحكومية ولا يمكنهم العلاج في المراكز الصحية الحكومية، التي أصبحت حِكراً على "المواطنين".. وفي العراق طرد الفلسطينيون بفعل الحرب الأهلية التي أطاحت بالدولة العراقية وَتشتتوا على أصقاع الأرض الواسعة..

وفي الأردن، لا يزال الفلسطينيون أُردنيين بِالاسم.. فهم بالنسبة للبعض ضُيوفٌ إلى حين.. وللبعض، ولاؤُهم مَشكوك فيه.. وللبعض الآخر يجب إعادة تَأهليهم حتى يُصبحوا مواطنين.. وللكثيرين ممن استقروا في الأردن قبل قرار فَكْ الارتباط العام 1988 هو أُردني ومن حضر إلى الأردن بعدها هو فلسطيني (لا يتوظف ولا يترشح ولا ينتخب). أما الفلسطيني- ونتحدث هنا عن الأغلبية الساحقة الفقيرة والمتوسطة الدخل- فهي لا تعرف ماذا تفعل، وبماذا تنعت نفسها حتى تصبح جزءاً من نسيج مُجتمعها الذي تعيش فيه.. إن شاركت في الحراك الإصلاحي الذي تشهده الأردن، يَتهِمُها البعض بالرغبة بالسيطرة على البلد.. وإن وقفت مُحايدة تُتَهمْ بأنها لا تمارس مواطنتها وبأن فلسطينيتها أكثر من أردنيتها.. وفي المحصلة فإن الأردن نفسه قد يكون ضحية عملية تهجير لضحايا جُدُدْ وهذه المرة بمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين قد يضطرون لترك سورية هرباً من أجل الأمان إذا ما اشتدت الحرب الأهلية فيها.

معاناة الفلسطينيين كان بإمكانها أن تكون رافعة لتحرير بلدهم ولانعتاقهم من هذا التشرد والذل لو أن قياداتهم توقفت عن التجريب السياسي الذي أَبدَّ المعاناة وجعلها روتيناً. كان بإمكان الانتفاضة الأولى لو تُركَتْ أن تنجز حلاً سياسياً.. لكن تم إيقافها بأوسلو.. كان بإمكان الانتفاضة الثانية لو تُركت، أن تقوم بنفس الفعل، لكنها أُوقِفَتْ بخارطة طريق لا يتذكرها أحد اليوم غير القيادة الفلسطينية.

سياسياً، غَيبَ العرب فِلسطين عن أجنداتهم منذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد 1978. ومنذ ذلك التاريخ "اللعين" أصبحت القضية شأناً داخلياً فلسطينياً تمت ترجمته عملياً بالتخلي عن لبنان والفلسطينيين في العام 1982.. وكما يبدو، فهم الرئيس الراحل عرفات من لبنان، ما لم يفهمه قبلها.. وبدلاً من أن يتصرف كثائر لتكريس قوة المثال، تصرف كسياسي مُفضلاً اللعب على طريقة العرب.. وكان الانتقال من موقع الثورة بوضوح لغتها وأهدافها وسائل فعلها الى موقع المناورة السياسية بضبابية لغتها وضحالة فعلها وبقدرتها الكبيرة على تقسيم الفلسطينيين.. ومعها كرس العرب الرسميون "القدماء" تغييبهم للقضية الفلسطينية عن أجنداتهم التي لم تكن تحتمل أكثر من زيارة كل أربع سنوات لخادم الحرمين الشريفين للولايات المتحدة لتهنئة الرئيس الأميركي "الفائز" بالانتخابات وتذكيره بواجب القيام "بشيء ما" لإنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.

هذا التغييب للقضية الفلسطينية أصبح كما يبدو "موضة" يُعتدُ بها. الحكام العرب "الجُدد" كما نفهم من لغة الزهار لا يضعون القضية الفلسطينية على رأس أجنداتهم.. فهي شأن داخلي فلسطيني.. ومثلما لا نتدخل "نَحنْ" في الشؤون الداخلية لهم.. لا يتدخلون "هُمْ" في الشؤون الداخلية "لنا." لتعترف "حماس" بإسرائيل إن أردات فهذا شَأْنها.. وليتفاهم الفلسطينيون على "أيْ" حل يناسبهم فهذا شَأنهم.. الحكام "الجُدد" سلموا الراية، كما يبدو، لمن تبقى من الحكام "القدماء".. وللقدماء أولوياتهم وسياساتهم المعروفة.. فلسطين ليست على أجندة أحد فيهم وإلا لكنا شاهدنا ولو من باب "الخجل" القضية الفلسطينية الى جانب السورية في مجلس الأمن.. ولكنا شاهدنا مؤتمر أصدقاء فلسطين بجانب مؤتمر أصدقاء سوريا.. ولكننا سمعنا تصريحاً "نارياً"، مثلما سمعناه في الشأن السوري، بأن على الاحتلال أن يرحل "طَوعاً أو كَرهاً".. ولكنا شاهدنا "تَحشيداً" شبيهاً للمقاتلين على أطراف فلسطين مثلما نشاهد هذا "التحشيد" على أطراف سوريا.

لا نريد تحميل الحكام "الجدد" ما لا طاقة لهم به.. لكن الثورة لم تقم من أجل تكريس الهزيمة، بل من أجل استرداد كرامة العرب، وحريتهم، وحقوقهم.. إن أقل ما يمكن أن يقوم به الحكام "الجُدد"، وتحديداً في مصر، هو إعادة الروح العربية للقضية الفلسطينية وإعطاؤها حقها في أن تكون حاضرة ولها صفة الأولوية في كل محفل عربي ودولي، لا أن يستمر تَغييبها بذريعة "الأولويات" الداخلية.. أو ليس من المخجل أن تنعم إسرائيل بالغاز المصري، بينما لا يمكن لغزة الحصول عليه؟!.

المصالحة تعاني ضغوطاً

بقلم: جهاد الخازن عن صحيفة القدس

جهود المصالحة الفلسطينية تعثّرت مرة بعد مرة في السنوات الخمس الأخيرة، وخابت آمال طلابها. مع ذلك أغامر فأقول إن فرص المصالحة باتت أفضل كثيراً بعد اجتماعات الرئيس محمود عباس والأخ خالد مشعل في الشهرين الأخيرين من السنة الماضية والشهر الثاني من هذه السنة.

ذهبت الى القاهرة لأطمئن إلى مصر وأهلها، وخدمني الحظ، فقد وجدت فيها أركان الفصائل الفلسطينية، بمن في ذلك أبو مازن وأبو الوليد والأخ رمضان شلّح (أبو عبدالله)، وسمعت منهم تفاصيل كثيرة، وأكتفي اليوم ببعض ما سمعت من الأخ خالد مشعل لأنني لم أرَ رئيس المكتب السياسي لحماس منذ أكثر من سنة بسبب أحداث سورية. هو قال إن المشكلة ليست أبو مازن أو أي طرف فلسطيني، وإنما هي بنيامين نتانياهو وحكومته المتطرفة، وأضاف أنه تناول مع الرئيس الفلسطيني ملفات المصالحة ثم الحكومة، وكان الخيار الوحيد أبو مازن لرئاستها، فحماس لها تحفظات على الأخ سلام فياض، والأسماء الأخرى غير مقنعة.

أبو الوليد أقرّ بأن اختيار أبو مازن لم يكن قراراً شعبياً بين أنصار حماس بسبب الخلافات السابقة ورصيد المصالحة بين الناس الذين كانوا يفضلون رئيس حكومة مستقلاً.

المشكلة هي انه من دون حكومة توافق وطني لن تجرى انتخابات، وعقدة الحكومة رئيسها. مع ذلك وافق المكتب السياسي لحماس من دون تردد على اختيار أبو مازن على رغم عدم الارتياح الشعبي.

رئيس المكتب السياسي يعتقد أن أبو مازن يريد أن يطمئن الى ترتيبات الانتخابات ومواعيدها قبل تشكيل حكومته وإعلان أسماء الوزراء، وهو يدرك أن الأجواء الطيبة بين القادة لا تعكس حرارة مماثلة في الشارع الفلسطيني، فالملفات العالقة لا تزال من دون حل مثل قضايا المعتقلين وحرية العمل والإجراءات الأمنية وجوازات السفر والمفصولين وغيرها كثير.

أبو الوليد يعترف بأنه منذ اتفاق 2005 في القاهرة وحتى 2011 لم يحصل أي تقدم على الأرض. وهو طلب الاجتماع مع أبو مازن على خلفية الانسداد السياسي مع اسرائيل وانتخابات الرئاسة الاميركية المقبلة. وجرى أول اجتماع بين الرجلين في 24/11/2011 وكانت أجواؤه إيجابية تسمح باختراقات.

أبو الوليد تحدث عن لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، أو لجنة الإطار القيادي، التي تعمل لتطوير منظمة التحرير. فهذا ورد في اتفاق القاهرة عام 2005 من دون أن يتحقق أي تقدم بعد ذلك حتى اجتماع اللجنة في 22/12/2011، وهو اجتماع يعتبره أبو الوليد الولادة الثالثة لمنظمة التحرير بعد 1964 و1969.

رئيس المكتب السياسي لحماس تحدث عن فترة انتقالية الى حين قيام لجنة تنفيذية جديدة ومجلس وطني جديد. غير أنه سجل أن المصالحة تعاني ضغوطاً اميركية وإسرائيلية. فالأميركيون هددوا بقطع المساعدات، والإسرائيليون أوقفوا تحويل أموال الضرائب الى السلطة. ثم هناك مشكلة التعاون الأمني التي لم تُحلّ بعد.

كنت في آخر اجتماع لي مع الأخ أبو الوليد في دمشق سمعت منه أن الجانبين الفلسطينييَنْ اتفقا على جميع النقاط باستثناء الشراكة الأمنية. وقلت له إن حكومة اسرائيل، ، ستستغل أي تعاون أمني لتدمر جميع الإنجازات الاقتصادية لحكومة سلام فياض في الضفة الغربية، ولن تتردد في قتل أي رجال أمن من حماس تستطيع أن تصل اليهم. وقال أبو الوليد إنه يقبل أن تشارك حماس في تخطيط الملف الأمني من دون مشاركة على الارض تعطي اسرائيل العذر لارتكاب جرائم جديدة.

كنت أحدّثُ أبو الوليد فيما كان الأخ إسماعيل هنيّة يزور الأزهر فيُحمَل رئيس وزراء حماس على الأعناق وسط هتافات تطالب بتحرير القدس وبينها: «يا زهّار، يا هنيّة، أوعوا تسيبوا البندقية». ولاحظت أن تظاهرة الأزهر ضمّت شيوخاً مسلمين ورجال دين مسيحيين وجاليات عربية، والكل يهتف داعياً الى تحرير القدس.

المصالحة: فصل تفاوضي مملّ

بقلم: رجب أبو سرية عن صحيفة الأيام

التصعيد الإسرائيلي في القدس وتجاه الأسرى وحول القدس، يجب أن يقلق الفلسطينيين جداً، ذلك أنه يشير إلى محاولة إسرائيلية لإغلاق قوس التفاوض نهائياً، خارج حدود القدس أولاً وقبل كل شيء، كذلك يشير إلى إجراء إسرائيلي استباقي، يسبق أية محاولة فلسطينية لفتح الجبهة الدبلوماسية مجدداً، داخل أروقة الأمم المتحدة، حول مشروع قرار عضوية فلسطين في الأمم المتحدة أو حول انتهاكات الاحتلال لمدينة القدس كما لوّح بذلك المؤتمرون في الدوحة الأسبوع الماضي، أو حول الاستيطان، حيث يبدو أن السلطة الفلسطينية بدأت تراجع ذاتها وتفكر في العنوان الأنسب لفتح المعركة في الأروقة الأممية، والذي يضمن "موافقة" المجتمع الدولي، الأوروبي منه خاصة.

ورغم أن أسيراً واحداً اسمه خضر عدنان ألحق هزيمة بالسجان الإسرائيلي وقدم درساً في "التفاوض" للمفاوض الرسمي، وفتح بعد انتصاره على السجان الباب لهناء شلبي وللآخرين لإبقاء باب المواجهة بين الحركة الأسيرة والسجان الإسرائيلي مفتوحاً، ورغم أن المواطنين الفلسطينيين قد اجتازوا خطوط الأرقام التي تقسمهم، بين 48 و67 وتصدوا ببسالة لقطعان المستوطنين والمتطرفين اليهود الذين حاولوا فتح معركة القدس على مصراعيها قبل أيام، إلا أن القيادة الفلسطينية، ما زالت تعتقد أن مركز المواجهة إنما هو أروقة الأمم المتحدة .

بالطبع لا أحد يمكنه أن يتجاهل انحسار الاهتمام الدولي بالملف الفلسطيني، نظراً لوجود ملفات ساخنة إقليمية، حتى الإعلام العربي مشغول فيها، لكن في الوقت ذاته لابد من ملاحظة انه سبب سخونة كل الملفات الإقليمية يعود إلى نزول المواطنين للشارع، ليصنعوا قدرهم بأنفسهم، وليرسموا حدود مستقبلهم، بلفظ أنظمة الاستبداد والاستفراد، وهذا يجب أن يقدم درساً للفلسطينيين مزدوج المعنى والغاية.

السؤال هنا، هو حول السبب الذي يحول حتى اللحظة دون انطلاق الربيع الفلسطيني، وهل يعود السبب إلى أن الهدف كان أوضح عند الشعوب العربية التي أطلقت ربيعها، وهو إسقاط النظام الحاكم، فيما يواجه الفلسطينيون احتلالاً إسرائيلياً وفي الوقت ذاته سلطتين ونظام فصائل، بمجمله ومجموعه غير ديمقراطي، أي أن الهدف أمام الربيع الفلسطيني سيكون مركباً، أم أن هناك سبباً آخر أو أسباباً أخرى، ربما كانت الإجابة الأدق هي أن هناك أكثر من سبب، فبالإضافة إلى وجود هدف مركب وصعب التحقيق أمام الشعب الفلسطيني، فإن إرث الفلسطينيين السياسي ما زال هنا _ ربما هذه سلبية رافقت تأخر إنجاز هدف الاستقلال _ بمعظمه خارجياً، أي أن الشباب والشعب الفلسطيني معبأ بشعاراته ضد العدو الخارجي، فيما المجتمعات العربية وخلال عقود، تراكمت فيها الصراعات الداخلية، بحيث صارت ناضجة الآن لتحقيق الثورة الداخلية.

الشعب الفلسطيني على العكس، رغم حدوث اصطدام داخلي وصل إلى حد الحرب الأهلية أو الاقتتال الداخلي على السلطة، إلا انه غير قابل بمجموعه للإقرار بضرورة حسم الصراع الداخلي "بثورة" هذا الواقع يضع العراقيل أمام إنجاز المهمة الخارجية _ مهمة الاستقلال _ ذلك انه كيف يمكن أن تحقق النصر على عدو خارجي بأدوات "بتنظيمات" مثلومة، تتصارع فيما بينها، وانتشر الفساد وروح الفردية والذاتية الفصائلية في كوادرها وثقافتها الداخلية، ويتضح ذلك من خلال ما يستنفد حركتي فتح وحماس بالذات من وقت وجهد للتحريض أحدهما على الآخر، ولمحاولة كسب "المعركة" ضده وعلى حساب التحريض والتحشيد ضد الاحتلال الإسرائيلي.

إن عجز حركتي فتح وحماس عن التراجع عن الانقسام الذي هما مسؤولتان عنه بالدرجة الأولى، طبعاً بغض النظر عن حجم مسؤولية "فتح" عن "حماس" في هذا الأمر، يوضح لنا حجم المأساة .

لابد في هذا السياق من التمييز بين المصالحة وإنهاء الانقسام أو تحقيق الوحدة الوطنية (الجغرافية والسياسية) فالمصالحة يمكن أن تتم بين دولتين أو كيانين، ومع جولات "التفاوض" واللقاءات التي كانت تتم أو تجري قبل سنوات في ظل اشتراطات وتحت رعاية آخرين (السعودية، قطر، اليمن، مصر، سورية) يمكن القول إن اللقاءات قد خلقت أجواء تصالحية، وقد كانت سبباً في "اختفاء" حرب الدعاية الإعلامية، بين الحركتين، وقللت من إجراءات الاعتقال وملاحقة كوادر وعناصر وقيادات الحركتين في غزة والضفة، وفتحت الباب لتشكيل اللجان التي وجدت فيها بعض الفصائل الهامشية وبعض الشخصيات الطامحة فرصتها في الظهور والتواجد الإعلامي وما إلى ذلك، وصارت لقاءات القاهرة المتابعة، خاصة الاجتماع الخير الذي تلا الدوحة فصلاً مملاً جداً، ذلك أن الحديث عن أجواء تصالحية أو اقتراب في وجهات النظر لم يعد يعني المواطنين في شيء، لأنهم ببساطة يتطلعون إلى خطوة حاسمة لإنهاء الانقسام، حتى لو أدت إلى اختفاء "حماس" و"فتح" وكل الفصائل التي باتت مثل "الأوثان" حيث نسي الجاهلون الهدف من إقامتها "تقربنا لله زلفى" فعبدوها، فكان الكفر، فصائلنا قمنا بتشكيلها لتحرر فلسطين وليس حتى تصبح هدفاً وغاية بحد ذاتها، وهي حين تصبح كذلك لابد من تحطيمها كما حطم سيدنا محمد عليه السلام الأصنام وأعلن ذلك نجاح ثورته على طريق الإيمان والفتح،

"جاء الحق وزهق الباطل"، من الواضح أن "حماس" و"فتح" أو قيادتهما، تفضلان المصالحة بينهما، حتى لا تواجهان معاً الشعب منتفضاً في ربيع فلسطيني داخلي، على إنهاء الانقسام، ما دامتا لم تتفقا فعلياً على شراكة مشتركة، فلا ضير من شراكة متجاورة، هنا تبدو المصالحة فعلاً يعزز الانقسام ويطيل في عمره، المشكلة طبعاً تتمثل في أن مصلحة إسرائيل هي عدم توحيد الفلسطينيين لا تحت سيطرة هذا ولا ذاك، ثم عدم وجود وحدة جغرافية، وهذا الواقع يقف إلى جانب الانقسام وثم في تداخل مهمات الكفاح الوطني بين مهمة التحرر ومهمة الديمقراطية، فلو كانت القيادة السياسية حزبية أي غير فصائلية بمعنى أن أحزابنا غير مسلحة لما كان ممكناً الاحتكام للقوة العسكرية في فض الخلاف السياسي، ثم لو كانت الدولة الفلسطينية ناجزة، لاحتكم الشعب إلى صناديق الاقتراع والى الدستور والقوانين ومؤسسات الدولة، كل ذلك يمثل تفاصيل الملف الداخلي المعقد، لكن الشعب الفلسطيني، بمجرد أن ينطلق في الشارع سيعرف كيف يجيب عن كل هذه الأسئلة، وسيقلب الطاولة ضد الجميع: الاحتلال ونظام العجز الداخلي عن إنجاز مهمة التحرير والوحدة _ وله في ذلك سوابق انتفاضية، المهم أن يبدأ الاعتصام ولو تحت شعار مطلبي واحد مثل "الشعب يريد في غزة الكهرباء وفي الضفة الماء والهواء"!

لقاء قانوني في جامعة بيرزيت حول «العملية التشريعية بعد الانقسام في غزة»

بقلم: هيئة التحرير عن صحيفة الحياة الجديدة

نظم معهد الحقوق في جامعة بيرزيت، لقاءً قانونياً حول «العملية التشريعية بعد الانقسام في غزة»، تحدث فيه الدكتور القاضي عبد القادر جرادة، بالإضافة إلى حضور عدد غفير من المحامين وطلبة القانون والمهتمين.

افتتحت اللقاء لينا التونسي – منسقة أعمال المعهد في غزة، مرحبةً بالمتحدث والحضور، ومعرفةً ببرنامج لقاءات بيرزيت القانونية، ثم استهل اللقاء الدكتور القاضي عبد القادر جرادة بالحديث عن التشريعات الفلسطينية قبل قيام السلطة الوطنية، واتسامها بالتناقض والتعارض وعدم الوضوح والازدواجية بين شطرين من الوطن هما الضفة وقطاع غزة، وذلك بسبب الاحتلالات التي تعرضت لها فلسطين على مدى عشرات السنين السابقة.

ثم انتقل للحديث عن المجلس التشريعي الأول الذي أصدر (127) قانوناً والتي كانت من أهم علامات المنظومة التشريعية الفلسطينية الحديثة، حتى حل الانقسام بين الضفة وغزة في العام 2007، حيث أصبح المجلس التشريعي في القطاع هو صاحب الكلمة الفصل في سن التشريعات وأصبحت القرارات بقانون التي يصدرها الرئيس بالضفة، بمثابة الآلية التشريعية الوحيدة التي لا غنى عنها لتسيير أمور الدولة.

كما تناول الحديث عن سمات التشريع الجيد ومنها أن يكون حجم التشريع معقولاً حتى يمكن للشخص العادي أن يتعلمه دون أن يقضي حياته كلها في دراسته وفهمه، وأن يكون التشريع منسجماً مع بعضه بحيث لا يكتشف الشخص الذي يتبع قانوناً معينا أنه يخالف قانوناً آخر.

و قام بطرح رؤيته لبعض مشاريع القوانين المطروحة على الساحة الفلسطينية بعد الانقسام، كقانون العقوبات حيث قال ان مشروع قانون العقوبات الفلسطيني لسنة 2010م المعد من قبل وزارة العدل بالضفة مشروع قانون جديد قديم، فهو جديد في إعداده وصياغته، ولكنه قديم في قواعده وأحكامه، وتساءل كيف يمكن لقانون بأهمية وخطورة وحجم قانون العقوبات أن يصدر بقرار رئاسي، لا عن طريق الهيئة التشريعية الممثلة لكافة مكونات وأطياف المجتمع الفلسطيني؟ وكيف يتم تطبيقه في شطر من شطري الوطن دون الآخر؟

ثم تناول تعديل قانون الإجراءات الجزائية في قطاع غزة، في العام 2009، والذي يمنح القضاة سلطة واسعة في الإثبات، حيث أشار الى أن هذا التعديل جاء لتغطية العجز في إثبات معظم قضايا المخدرات أمام المحاكم، إذ كثيراً ما يفلت الجناة لسبب أو آخر من أسباب البطلان أو عدم كفاية الأدلة، ومن وجهة نظر المتحدث إن هذا التعديل في غير محله إذ أنه يفتح الباب على مصراعيه لمأمور الضبط القضائي في اتخاذ كافة الإجراءات الاستدلالية للوصول إلى هدفه المنشود بإثبات الجريمة.

ثم تطرق إلى استحداث قانون مكافحة الفساد بالضفة في العام 2005 والذي تم تعديله بالعام 2010، حيث أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قراراً بقانون عدل هذا القانون ليصبح اسمه قانون (مكافحة الفساد) وقد تضمن هذا التعديل جميع مواد القانون تقريباً ليصبح إحلالاً لقانون جديد بدلاً من تعديل قانون قائم.

ثم أكد على ضرورة وضع مشروع لقانون المواريث، حيث قال ان المتتبع لحال قضايا المواريث في فلسطين يجد أن المجتمع مليء بالكثير من القضايا المتعلقة بالميراث حيث ان نسبة كبيرة جداً من الإناث لا يحصلن على حقوقهن الإرثية، واذا لجأن إلى طرق باب المحاكم استمر النزاع بين الورثة سنوات وسنوات، حيث لا يقتصر الأمر على التنازع القضائي ولكنه يمتد إلى كثير من الخلافات والاعتداءات بين الورثة تصل في بعض الأحيان إلى القتل.

نبض الحياة - القرضاوي وفتواه الخاطئة

بقلم: عادل عبد الرحمن عن صحيفة الحياة الجديدة

مسألة التطبيع مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية حاضرة وماثلة كلما وجهت جهة رسمية أو اهلية فلسطينية دعوة لابناء الشعوب العربية زيارة الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 خاصة القدس الشرقية. وما زالت هذه المسألة مغروسة في الوعي واللاوعي في اوساط العرب الرسميين (بعضهم) وغير الرسميين، نتيجة التربية المتجذرة في صفوف العرب قبل وبعد ال67، حيث كان التعاطي مع ابناء الشعب الفلسطيني في داخل الداخل (48)، كونهم يحملون الجنسية الاسرائيلية محذورا ومرفوضا حتى في اوساط الشعب الفلسطيني وفصائلها الوطنية. ولم يتم التمييز بين الفلسطيني، الذي تجذر في ارض الآباء والاجداد، ورفض الرحيل الى الشتات، وبين الجنسية الاسرائيلية، التي ارغم على حملها بحكم إقامة الدولة العبرية ما نتج عن تلك التربية والسياسة نتائج خاطئة وقاتلة اساءت لحين من الوقت لوحدة الشعب العربي الفلسطيني، كما غيبت امكانية الاستفادة من الطاقات الفلسطينية الموجودة داخل الدولة الاسرائيلية، لولا انهم المنغرسون في ارض الآباء والاجداد دافعوا عن هويتهم وانتمائهم الفلسطيني العربي بوسائلهم وادواتهم واطرهم الحزبية والسياسية الموجودة تاريخيا (الحزب الشيوعي الاسرائيلي) او التي اوجدوها كما حركة الارض وابناء البلد وغيرها من الاطر. وكانوا الاكثر وطنية وانتماء للارض والهوية الوطنية الفلسطينية وللقومية العربية، لانهم لم يتخلوا عنها، لا بل دافعوا عنها بكل ما اتيح لهم، ودفعوا ثمنا باهظا جراء ذلك من سلطات الاحتلال.

وما زال هذا اللغط والخطأ التاريخي عالق في الوعي العربي حتى الآن. حيث يفترض الكثيرون، وهم الاغلبية، من العرب ان زيارة الاراضي الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي شكل من اشكال التطبيع. وهو التعبير المخفف عن مصطلح العمالة لاسرائيل؟! ولم يفرق المثقفون واهل الاعلام والقيادات السياسية النافذة بين قيادات وشخصيات مرتبطة عربية وفلسطينية واسلامية متواطئة مع دولة الابرتهايد الاسرائيلية، وعملت لخدمة اهدافها بالتخريب للمصالح العربية ونقل المعلومات لاجهزة امن اسرائيل، وبين من يزور فلسطين للتضامن مع اهلها وشعبها، وللوقوف في وجه المحتلين الصهاينة، ومشاركتهم معاناتهم والتخفيف عنهم، والتأكيد على عروبة الارض الفلسطينية، ووحدة الحال بين المواطنين الفلسطينيين والعرب، لأن الهجمة الاسرائيلية والمتواصلة عبر احتلالها للارض الفلسطينية واستشراء التهويد والمصادرة للاراضي المحتلة عام 67، لن تتوقف عند حدود الارض الفلسطينية بل ستتواصل للاراضي العربية في دول الطوق بشكل مباشر وغير مباشر، لأن الهجمة الصهيونية متواصلة باشكال واساليب مختلفة، والتراجع التكتيكي الذي انتهجه القادة الصهاينة بشأن حدود الدولة الاسرائيلية، انما هو تراجع مؤقت، لأن التجربة الماثلة امام المراقب والمتابع يلحظ ان المشروع الكولونيالي الصهيوني المدعوم اميركيا، ما زال متواصلا باشكال متعددة. وما لم يتكاتف ويتكامل العرب عبر الوسائل المختلفة إن إسرائيل ستكون المستفيد من استمرار التشدق بالمنطق الشكلي في العلاقة مع ابناء الشعب الفلسطيني الواقعين تحت نير الاحتلال الاسرائيلي البغيض.

ما ورد اعلاه له عميق الصلة مع الفتوى، التي اطلقها الشيخ يوسف القرضاوي في اعقاب دعوة الرئيس محمود عباس العرب والمسلمين لزيارة القدس لتعزيز صمود ابنائها، والشد من ازرهم، التي خرج بها القرضاوي، من خلال تحَّريمه على العرب وغيرهم زيارة المدينة المقدسة، معتبراً ذلك يندرج في سياق التطبيع؟! وهي فتوى قاصرة ولا تخدم مواجهة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي، الذي تتعرض له عموم الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وتحديدا مدينة القدس الشرقية. لا بل تخدم دولة الابرتهايد الاسرائيلية ومخططاتها ومشاريعها الاجرامية.

ومع ذلك إن كان الشيخ القرضاوي حريصا على عدم التطبيع مع دولة الاحتلال الاسرائيلية، لماذا لم يحرم العلاقات بين دولة قطر، التي يقيم فيها ودولة إسرائيل؟ وبين إسرائيل وباقي الدول العربية؟ ولماذا لم يحرم اقامة قاعدة السيلة الاميركية في قطر، التي تستخدم ضد المصالح العربية في الخليج وعموم المنطقة؟ واين الحكمة في التحريم؟ ما هي الفائدة من ذلك؟ وهل من يريد ان يتعامل مع اجهزة الدولة العبرية بحاجة لزيارتها أو عدمه؟ وكيف يفسر الشيخ يوسف اولئك المناضلين الامميين، الذين يأتون من بلدانهم للتضامن مع كفاح الشعب الفلسطيني؟ اليس الاحق بالمجيء الى الارض الفلسطينية الاشقاء العرب ليتعاضدوا مع اشقائهم الفلسطينيين بالجهد والكفاح والمال والدعم المعنوي؟ ولماذا لم يبادر للافتاء الآن بضرورة تقديم الدعم المادي والمالي للشعب الفلسطيني خاصة في القدس الشرقية، التي يعمل الصهاينة ليل نهار لتهويدها وتغيير معالمها وطابعها الديمغرافي والجغرافي؟

مما لا شك فيه ان دعوة الشيخ يوسف القرضاوي، دعوة خاطئة وتخدم اسرائيل اولا وثانيا ... وعاشرا. وهي فتوى ساذجة وفيها خفة بمصالح العرب عموما والفلسطينيين. وآن الاوان للشيخ يوسف واضرابه ممن تستهويهم لعبة الفتاوي السياسية الغبية والرخيصة الكف عن هكذا فتاوى، والارتقاء الى مستوى كفاح الشعب العربي الفلسطيني، وحث العرب والمسلمين والمسيحيين وكل انصار السلام والعدالة الاجتماعية في العالم بزيارة فلسطين ودعم الكفاح التحرري الفلسطيني حتى تحقيق هدف خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 67 وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194.

يا خادم الحرمين أسرجة المقدسيين تحتاج الى زيت

بقلم: جمال أبوظريفة عن صحيفة القدس

تابعت باهتمام كلمات المدعوين لـ 'المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس' في العاصمة القطرية الدوحة تنفيذا لقرار القمة العربية الأخيرة في مدينة سرت الليبية، تضامنا مع مدينة القدس ودعم صمودها في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، حيث اتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني في كلمتيهما في افتتاح 'المؤتمر على ضرورة طرح قضية القدس على مجلس الأمن.

كما دعا الرئيس عباس العرب والمسلمين بإنقاذ القدس قبل فوات الأوان طالبا منهم زيارة القدس، مشددا على ان 'زيارة السجين نصرة له ولا تعني بأي حال تطبيعاً مع السجان'، لافتا الى ان 'القدس يجب أن تكون العُنوانَ المركزي في علاقات الدول العربية والإسلامية مع دول العالم'

من جهته، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، أن 'التحدي الذي تخلقه ممارسات إسرائيل المجافية للقوانين الدولية في القدس، ينبغي مواجهته على أرض القدس ذاتها، عبر تثبيت أهلها من خلال الاهتمام بالقطاعات الحيوية، ومساعدتهم على مجابهة ما يراد لمدينتهم من محاولات للتهويد'.

بدوره، قال أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، إن انعقاد هذا المؤتمر مهم في ظل ما تتعرض له القدس من انتهاكات، وما تحتله مدينة القدس محورا هاما في فكر الدول العربية والإسلامية، باعتبارها مدينة للتسامح وتعايش الأديان.

وقال رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، إن انعقاد المؤتمر يأتي في ظروف إقليمية ودولية عصيبة، تلقي بظلالها على العملية السلمية في ظل الانتهاكات الإسرائيلية .

وأكد بنكيران باسم الأمانة العامة لرئاسة لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، دعوة اللجنة المجتمع الدولي دائما إلى إلزام إسرائيل بوقف المخططات التوسعية، والممارسات المتصاعدة، داعيا إلى بلورة إستراتيجية شاملة الأبعاد من خلال كل الوسائل من اجل الدفاع عن المدينة المقدسة.

وهنا نتساءل هل مؤتمر الدوحة استمرار لفعاليات ""لجنة القدس"" التي تم تشكيلها في المملكة المغربية الشقيقة منذ مطلع الثمانينات للوقوف في وجه المساعي الإسرائيلية المستمرة لتهويدها وافراغها من سكانها العرب لكن شيء من هذا لم يحدث فإسرائيل ماضية في تهويد المدينة المقدسة من تحت الارض وفوق الارض ،والسبب انها تدرك ان القمم والمؤتمرات العربية والاسلامية من هذا القبيل غير ملزمة ولن تشكل لها أكثر من قرارات لا تساوي الحبر الذي كتبت به .

ثم أتساءل مرة أخرى لماذا غابت عن الصدارة أهم دولة عربية وإسلاميه ارتبط اسمها بالقدس عن هذا المؤتمر حيث يقول رب العزة ""سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا" . ان المملكة العربية السعودية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين واولى القبلتين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إن صح لي ان أدعوه بذلك لهو الأجدر بأن تكون له الصدارة وليس عبر كلمة على هامش المؤتمر وأن يتحمل العبء الأكبر في الوقوف في وجه تهويد مدينة القدس لما للمملكة العربية السعودية من مكانة دولية وثقل سياسي واقتصادي فاعل فقد حباها الله بنعم كثيرة واصطفاها بالحرمين الشريفين، لهذا لابد ان تنطلق الدعوات الفعلية والعملية من خلال مؤتمر ملزم لمن يحب القدس يعقد في مكة يدعو اليه خادم الحرمين الشريفين وأولى القبلتين لنصرة الأقصى يجتمع فيه كل قادة الامة العربية والإسلامية والمنظمات الدولية المناصرة لقضية الشعب الفلسطيني لاتخاذ مواقف حازمة وملزمة في وجه الغطرسة الإسرائيلية التي ضربت بكل قرارات الامم المتحدة عرض الحائط.

ان من اجتمعوا في الدوحة مع احترامي لهم كانوا يتباكون وكأنهم يودعون الأقصى ومن المضحكات المبكيات عندما أستشهد الرئيس الفلسطيني بحديث الرسول عليه الصلاة السلام عندما سئل عن المسجد الأقصى حيث أمر بزيارته والصلاة فيه، وقال :'فمن لم يستطع زيارته فليهد إليه زيتا يُسرج في قناديله' أي أن الدعم المادي لتعزيز صمود القدس وأهلها، قد يكون زيت زيتون أو زيت نفط أو أي شيء آخر فضحك المجتمعون .

نعم يا خادم الحرمين النصرة النصرة للمسجد الاقصى قبل فوات الاوان فوالدك الملك عبد العزيز رحمه الله عند انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945 تحركت أوروبا وأمريكا وحركَّت قوافل اليهود ودفعتهم صوب الأراضي الفلسطينية، وفي الوقت نفسه أخذ اليهود ،من كل أنحاء العالم يتدفقون إلى فلسطين في موجات هادرة من كل حدب وصوب، وكان الانتداب البريطاني يمضي قدما ويبرّ بوعده في تنفيذ التعهد الذي قطعه على نفسه المستر بلفور وزير الخارجية البريطانية في عام 1917، وتعهد الوزير البريطاني المشؤوم بأن ينشئ وطنا (قوميا) ليهود العالم على أرض فلسطين ارسل اخيك (الملك) سعود رحمه الله للقيام بزيارة تاريخية إلى القدس الشريف؛ لاستجلاء المصير الذي ستؤول إليه المدينة المقدسة والمسجد الأقصى. لقد استقبل الشعب الفلسطيني الامير سعود آنذاك بكثير من الحفاوة والترحاب، ونصب له سرادقات النصر وأقام له الاحتفالات التي كانت لا تخلو من إلقاء الكلمات والقصائد الشعرية الحماسية، وفي أحد الاحتفالات تقدم إليه أحد الشعراء المفوهين وألقى بين يدي الأمير (الملك) سعود قصيدة عصماء، وجاء في القصيدة ''بيت'' يساوي أبيات الشعر التي قيلت والتي ستقال عن فلسطين، قال الشاعر الملهم متسائلا:

المسجد الأقصى.. أجئت تزوره ..أم جئت من قبل الضياع تُودعه؟!

وانا اليوم يا خادم الحرمين الشريفين وأولى القبلتين اردد على أسماعك هذه الأبيات وقبل فوات الأوان مع علمي الشديد انك حريص وتتابع باهتمام كبير المسجد الأقصى وان المملكة العربية السعودية هي من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية ، فلا مجلس الأمن ولا قرارات الشرعية الدولية تحافظ على مدينة القدس بطابعها الإسلامي ""دون ان تسرج مصابيح اهلها بالزيت"".

أيها المقدسيون..... لا تنتظروا دعمهم ولا قراراتهم او بياناتهم!!

بقلم: راسم عبيدات عن صحيفة القدس

الاستيطان والجدران تحاصر وتعزل مدينتكم، الضرائب لها مسميات لم يعرفها التاريخ البشري، حتى في عصور الإقطاع ولجان التفتيش الكنسية، وقوانين وقرارات تشرع وتسن أسوأ من اكثر التشريعات تشددا وقمعا بهدف طردكم وترحيلكم عن مدينتكم، ومناهجكم يجري تشويهها، وتاريخكم وجغرافيتكم يجري العبث بهما، وتراثكم يسرق علناً وجهراً، وثقافتكم وهويتكم وذاكرتكم الجمعية مستهدفة بالشطب، وأرضكم تصادر وبيوتكم وممتلكاتكم يجري الاستيلاء عليها بالطرق القانونية وغير القانونية تارة تحت ما يسمى المنفعة والمصلحة العامة - ( أي لمصلحة ومنفعة المستوطنين) -،وتارة أخرى تحت ما يسمى بأملاك الغائبين، أو من خلال التزوير والتزييف من قبل المستوطنين وجمعياتهم الاستيطانية وما يسمى بسلطة تطوير ارض إسرائيل، أو البيع من قبل بعض المشبوهين والجواسيس، والاستيطان "يتغول" بشكل "تسونامي" وهناك من يؤيد استمرار مفاوضات عبثية وعقيمة تزيد الوضع الداخلي الفلسطيني شرذمة وانقساما، وتلحق الضرر بالقضية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فقد ثبت بشكل قاطع وملموس بأن نتيجتها لم تكن سوى صفر أو ما دون ذلك، وبالمقابل هناك من يضع شروطاً على المصالحة ولا يريدها،بل يريد استمرار إدارة الأزمة والحفاظ على مصالحه وامتيازاته الفئوية.

وحصولكم على رخصة بناء في القدس عدا التكاليف التي تفوق بناء عمارة كاملة من عشرة ادوار او أكثر في مدينة أخرى، فحصولكم على الرخصة قد يكون بعد وصولكم الى القبر، حيث تفرض عليها رسوم لا تعرف لها أول من آخر تصيبكم وتشعركم بدوران وغثيان، ومع كل عام جديد تأتيكم "أفراح" جديدة ارتفاع وزيادة في قيم الضرائب المرتفعة أصلا،المسقفات "الأرنونا" الدخل،التأمين الوطني،والتأمين الصحي، الراديو والتلفزيون، إستخدام الطرقات والشوارع،وأضف لها فواتير الهاتف والشبكة العنكبوتية والكهرباء والمياه وأقساط المدارس والجامعات. دخلكم بالكامل لا يكفي لسدادها، وكل شيء من حولكم ومن فوقكم ومن أسفلكم يريدون عبرنته وتهويده، ونسيجكم الاجتماعي والمجتمعي يعملون على هتكه وتخريبه وتفكيكه وتدميره، وهناك من ينشر المخدرات ويصعد حدة الخلافات الاجتماعية والمجتمعية ويغذيها، حيث الخلافات والمشاكل و"الطوش" على أتفه الأسباب والتي سرعان ما تتحول الى تجييش عشائري وقبلي وجهوي وطائفي يأكل الأخضر واليابس ولا يقيم وازعا لدين او أخلاق او انتماء وطني وحضاري،في تفريغ داخلي لحالة من القمع والكبت من الاحتلال،وتخلف وجهل يشعركم بانتماءات إلى داحس والغبراء وحروب البسوس، وقمع وإذلال وامتهان للكرامة وتجريد للإنسان من إنسانيته عبر حواجز ومعابر تشعرك بأن حقوق الكلاب في بعض الدول أفضل من حقوقكم، ومؤسسات يجري إغلاقها وتهجيرها تحت حجج وذرائع ما يسمى بمخترع"الإرهاب" في عصر "التغول" المعولم والمرسمل،الذي حظرت فيه المقاومة المشروعة وأساليب الكفاح والنضال التي كفلتها القوانين الدولية للشعوب المقهورة والمظلومة من اجل نيل حريتها واستقلالها واصبحت شكلاً من أشكال "الإرهاب" واحتلال أرض الغير والاستيلاء عليها أصبح حقاً"مشروعاً" ويمنع مقاومته في سطو غير مسبوق على الشرعية الدولية، وبيوت العبادة من مساجد وكنائس يمنع المؤمنون من اداء شعائرهم فيها، ومن يسمح له بذلك تفرض عليه قيود مشددة، والمساجد والكنائس عدا عن انها تتعرض للانتهاكات وللحرق وكتابة الشعارات العنصرية على جدرانها وأبوابها،فالأمور وصلت حد منع إقامة الآذان فيها،والأقصى في القلب منها يحاصر بالكنس والحفريات من حوله ومن أسفله،وتجري عمليات اقتحام شبه يومية من قبل الجماعات الاستيطانية وحتى الأحزاب السياسية الإسرائيلية له وتقام في ساحاته وتمارس أعمال مخلة بالآداب وشعائر تلمودية ،والمخططات واضحة تقسيمه أو هدمه لبناء الهيكل المزعوم مكانه.

ونقص حاد في المدارس وتسريب عالي والهدف واضح إخراج ودفع السكان إلى خارج ما يسمى بحدود بلدية القدس،وبنى تحتية مدمرة ومهللة لا شوارع ولا حدائق عامة ولا ملاعب ولا مؤسسات شبابية ولا حتى شبكات مجاري للصرف الصحي، وخدمات تشعركم بانكم في مدينة تنتمي الى القرن التاسع عشر بعد الساعة السابعة مساء تصبح مدينة اشباح، وشبيحة وزعران جباية ضريبة "الارنونا" المسقفات والتامين الوطني وضرائب التلفزيون والدخل وغيرها،لا يكتفون بالغارات والمداهمات النهارية والليلية لبيوتكم وترويع اطفالكم وتفتيش وعبث في ادق خصوصيات بيوتكم،بل يقومون بنصب الحواجز على الطرقات والقيام بعمليات تقشيط وبلطجة،ادفعوا والا تصادر سيارتكم وممتلكاتكم.

وبالمقابل يقسو عليكم أبناء جلدتكم وأبناء وطنكم ليزيدوا مرارتكم مرارة وليضاعفوا من همومكم وقهركم،فتارة هناك من يشكك في وطنيتكم وانتماءكم، وتارة اخرى يحسدونكم على هوية تحملونها قسرا وتدفعون ثمن حملها دماً وقهرا، وليس هذا فحسب،بل ويزايدون عليكم وبأنكم متهمون ومشوهو الانتماء والوعي وغيرها، وشعارات دعمكم وصمودكم ليست أكثر من خطب وشعارات وبيانات و"هوبرات" إعلامية ولقاءات متلفزة،وصور وتصريحات تتصدر صفحات الصحف الأولى، واصبحتم بلا أب او عنوان، فالكل يدعي المسؤولية عنكم وعن همومكم، وفي اطار الفعل والعمل والتنفيذ والترجمة على الأرض يرفع يده ويخلي مسؤوليته.

لا نريد اجترار العبارات حول قصورات السلطة تجاه القدس والمقدسين، ولا حول قصور العرب والمسلمين، فالندب والبكاء لم يعد يجدي ولم يعد ينفع، فلا اللجنة التنفيذية حاضر موضوع القدس في ذهنها ولا على سلم أولوياتها، ولا السلطة قادرة على توحيد عناوينها ولا مرجعياتها، ودعمها لا يسمن أو يغني من جوع، وقهر المقدسيين يزداد ويرتفع وسيصل حد الانفجار.

أيها المقدسيون علينا أن لا نختلف على جنس الملائكة ذكر أم أنثى في جدل بيزنطي عقيم، علينا كما يقول المأثور الشعبي"أن نخلع شوكنا بأيدينا"، فنحن أهل القدس أدرى وأعلم بأوضاعنا، فواجبنا أن نقف ونفكر بأوضاعنا وشؤوننا، فنحن رغم كل ما نتعرض له من حرب شاملة يشنها الاحتلال في كل شؤون ومناحي حياتنا، وفي أدق تفاصيلها اليومية، فإن قدرنا أن نبقى ونصمد ونواجه وندافع عن أرضنا ووجودنا، ندافع عن شرف أمة بأكملها، ندافع عن تاريخنا، عن حضارتنا، عن هويتنا، عن ثقافتنا،عن تراثنا وجغرافيتنا، عن ذاكرتنا ووعينا، عن مقدساتنا، وهذا لن يتأتى الا من خلال أن نأخذ زمام أمورنا بأيدينا،أن نؤطر وننظم أنفسنا في لجان ومؤسسات قطاعية وجماهيرية تخصصية،ومن خلال لجنة عليا علنية وطنية ومؤسساتية وشعبية تقود كل مناحي عملنا في المدينة، فنحن لسنا بحاجة الى عناوين ومرجعيات شكلية واسمية، ولسنا بحاجة الى المزيد من الضياع والتوهان، وبعد أن ننظم ونرتب أوضاعنا من يريد أن يدعمنا ويساندنا ويتحمل المسؤولية معنا، في إطار خدمة المصالح العليا لشعبنا الفلسطيني وحماية المدينة من خطر الأسرلة والتهويد، فنحن سنشد على يديه ونبارك له جهوده ومواقفه ونؤدي له الطاعة ونثقل صدره وأكتافه بالرتب والنياشين، وعلينا أن لا ننتظر الدعم من أحد أو أية قرارات جديدة حول قدسنا، فقضيتنا واضحة وليست بحاجة لاجترار الخطب والاستثمار السياسي لها لأهداف وأجندات مشبوهة.

كلمة ورد غطاها - تفريخ القادة ونظرية الطرد المركزي

بقلم: يوسف أبو عواد عن صحيفة الحياة الجديدة

في العمل المؤسسي المنظم، تبوؤ المراكز والارتقاء يكون للأفضل، حيث يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، في الحالات التي لا يكون فيها للواسطة والمحسوبيات أي دور في التعيينات، ولا تكون فيها الإعلانات عن الوظائف الشاغرة في أي مصلحة إعلانات صورية شكلية لذر الرماد في العيون، ولإضفاء النظامية الزائفة على إجراءات باطلة، حين تجرى فيها المقابلات للمتقدمين، وتتقن الأدوار، وفي اللحظة الأخيرة، يفاجأ المتقدمون، أن الحرف الذي يأتd في ذيل الأبجدية قد لعب لعبته القذرة، وجاء بمغفل من بين أصحاب الباع، من ذوي الأعمام والأخوال، في حكومات الفساد الشامل....!!.

في مثل هذا العمل المؤسسي المنظم، الذي يأخذ الطابع الغربي، حيث لا اعتراف بقبيلة ولا عشيرة، ولا جاهات ووجاهات، وآسف أن أقول النموذج الغربي، في الوقت الذي وفرت فيه شريعتنا الاسلامية وقيمنا العربية الأصيلة، وتراثنا الحضاري العريق، ما يغنينا عن التقليد والمحاكاة، أعود وأقول في مثل هذه المؤسسات النموذجية، التي تأخذ بمعايير الجودة والخبرة والكفاءة، التي لا أعتقد أنها موجودة بين مؤسسات مجتمعنا المدني، التي أصبحت تكايا للذرية وزمرة المنافقين، فضلاً عن دوائر القطاع العام، التي لولا انتشار العيون في أروقتها، وتحسب هذا لذلك وذاك لهذا، لأصبحت غالبيتها أوكاراً تدار فيها الامور بطريقة العصابة، ودساتير المافيات، ومع ذلك يحصل مالا عين رأت ولا أذن سمعت...!!.

في المؤسسات المحترمة، في حكومات النزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص، يتسنم المواقع الأفضل والأقدر، بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى، عرقية أو أياً كانت، ويرتقي المرء في سلم الوظيفة بمجهوداته لا بالهدايا والتلفونات، وأحياناً بالمخفي الأعظم والسري للغاية، على رأي الصحفي والإعلامي البارز، يسري فودة، صاحب برنامج ( سري للغاية)، الذي لا ندري كيف غاب نجمه !!، أقول في المؤسسات والدوائر المحترمة في الحكومات الوطنية التي لا يحنث أعضاؤها في اليوم ألف مرة بقسمهم لعلمهم أنه قسم عظيم، يفتخر القائد أنه أحسن صنع قائدٍ من الكفاءات الشابة، نعم القادة يصنعون، فلا يولد المرء من بطن أمه قائداً، القيادة في معظمها مكتسبة، قد يتعذر عليك أن تصنع شاعراً ليس عنده موهبة الشعر، ولم يعتد أن يختلي بنفسه في وادي عبقر، وقد تفشل في صناعة موسيقار كبير مثل موزارت أو بتهوفن، أو رسام ملأ الآفاق مثل بيكاسيو، أو تصنع حنجرة كحنجرة عمالقة الطرب الاصيل الذين شنف لهم الآذان، وما زالت تتمايل طرباً معهم، لكن أن تصنع قائداً فهذا ليس معجزة، أن يصنع المدير مديراً ناجحاً ليس أمراً مستحيلاً، أن يجعل الوزير من وكيله في الوزارة رجلاً مهيّأً بكل الإمكانات ليكون قادرا على تسيير الأعمال على الأقل في غيابه، أو لحمل اللواء من بعده لو قضى نحبه، أمراً ليس صعباً، بل في منتهى السهولة، لو توفرت الاستعدادات وخلصت النوايا.

في المؤسسات والدوائر التي يقودها الأوفياء والمخلصون، الذين يتبعون النظم والقانون، ويكون ولاؤهم للمثل العليا والمصالح الوطنية لا الشخصية، يحرصون على تفريخ وصنع القيادات الشابة، فالمسألة ليست مهمة صعبة المنال، لكن الذي يحصل عندنا للأسف هو العكس والنقيض تماماً، فما أن يسطع نجم مسؤول في موقعه، ويصبح محل الاعجاب، ويحظى بالتقدير والنزاهة، ويبدي جاهزية فائقة في انتظار من يأخذ بيده ليتسنم موقعاً متقدماً لخدمة وطنه وشعبه، تبدأ عند رئيسه أو مديره الخشية أن ينتزع منه الأضواء، أو يكشف ضعف إمكاناته، فيبدأ كهنة البطانة وأذرع الفساد وأدواته، في التأليب وتحديد الهدف، فيبدأ الكبير وأعوانه في نسج المكائد، ويرسموا خارطة طريق للتخلص من هذا الطاهر المبدع، الوطني الغيور، حتى لو بتلبيسه فضيحة أو خيانة، فالغاية تبرر الوسيلة عند هؤلاء، حتى يجد نفسه خارج الدائرة، بفضيحة أحسن حبكها، وهكذا يكافأ عندنا الأوفياء،

وباختصار شديد، أقولها بمرارة وحسرة من اكتووا بنارها، وأنا واحدهم، إن تفريخ القيادات عندنا يتم على طريقة الطرد المركزي، الثقيل المليان خبرة وتأهيل وإمكان، يطرد بعيداً والقشور الفاضية التي تعاني حتى من انعدام الوزن، هي التي تظل قريبة للمركز، وهذا لعمرك منتهى الخسران، للوطن والانسان.

مدارات - اليسار الفلسطيني

بقلم: عدلي صادق عن صحيفة الحياة الجديدة

يوصف انزياح دور اليسار الفلسطيني، بأنه أزمة يعاني منها هذا التيار. ولعل معظم أسباب هذا الانزياح، موضوعي، وقليلها الذاتي كان بسبب هشاشة البنى التنظيمية أو الحزبية، وضعف التثقيف. ويكمن بين الموضوعي والذاتي، من أسباب تراجع دور اليسار في الحياة السياسية والنضالية الفلسطينية، عامل المنظمات غير الحكومية، التي تمولها الدول المانحة، وهو


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً