آخـــــــــــــــر الـــمـــســتــــجـــدات عــلى الـــســــــــــــــــــــــاح ـــة الـــــــســــــــــــــــــــ ورية

مـــلـــف رقــــــــــــــــــــــــــــ ــــــم (147)

_____________________ ___________________

فـــــي هـــــــــــذ الـــمـــلـــف :

 الصناعات اللبنانية لن تدخل سوريا

 صحيفة إيطالية: الأسلحة المهربة للجماعات الإرهابية في سوريا أميركية

 سوريا: تزايد عمليات الجنود المنشقين..وهروب ضابط بالحرس الجمهوري

 سوريا: 29 قتيلا بينهم 13 من عناصر الجيش والأمن

 سوريا: نظامٍ عاق ومعارضة معاقة

 المالكي: سوريا قادرة على تجاوز أزمتها من خلال الإصلاحات

 امريكا "تنتقد بشدة" سوريا بعد الهجوم على سفيرها في دمشق

 الأسد و «حزب الله» يهزان وحدة بكركي

 تركيا تحذر سوريا بشأن حظر الواردات

 مندوب سوريا: ندرك حجم الضغوط على لبنان والعقوبات على سوريا لن تمر

 المعارضة السورية تتجه لإعلان قيادة موحدة بعد 24 ساعة

 "الاندبندنت اون صنداي": استهداف سوريا للمحتجين ضد النظام في بريطانيا

 باكور يدعو سفارات العالم لحماية المحتجين في سوريا

 سوريا: قوات الجيش تسيطر على مدينة "الرستن"

 بري: أين مقاطعة العرب لاسرائيل بدل سوريا ولماذا يمولون احتجاجات دمشق؟

الصناعات اللبنانية لن تدخل سوريا

300 مليون دولار الخسائر المحتملة... والزراعة «زمطت»

5 في المئة من الصادرات الصناعية اللبنانية تذهب الى السوق السورية. هذه النسبة أصبحت صفراً بعدما حظرت سوريا الاستيراد بقرار ارفق يوم امس باستثناءات لم تشمل المنتجات الصناعية. خسائر الصناعة اللبنانية ستكون 300 مليون دولار إذا استمر القرار، ووظائف كثيرة «على المحك»

صدر منذ أيام قرار عن الحكومة السورية يمنع استيراد عدد كبير من السلع الى سوريا من جميع البلدان بما فيها لبنان. القرار اتخذ للحفاظ على قيمة العملة السورية ومنع انهيارها عبر الحفاظ على كل دولار اميركي في الداخل السوري. الانعكاسات السلبية على لبنان بدأت تلوح في الافق، ولا سيما على المؤسسات التي تعتمد في نشاطها بنسبة كبيرة على التصدير الى سوريا، وهي تتركز في مجالات الصناعات الغذائية والالكتروميكانيكية والترابة.

ليل أول من أمس، صدر قرار جديد عن وزارة الاقتصاد والتجارة السورية يستثني من قرار حظر الاستيراد عدداً من المواد التي رأتها الوزارة أساسية لاستمرار المنشآت الصناعية بأعمالها، وخاصة صناعة الألبسة، كذلك، شمل الاستثناء الخضر والفواكه الطازجة، وذلك «لتأمين هذه المواد للمواطنين السوريين من دون أن يطرأ عليها ارتفاع في الاسعار او فقدانها من الاسواق» بحسب ما أوضحت وزارة الاقتصاد السورية.

ولرفع الضرر عن المستوردين، سمح لهم بإدخال كل المواد ومن كل البنود الجمركية المسموح باستيرادها التي تم شحنها او وصلت الى المعابر الحدودية قبل تاريخ 22/9/2011، ما عدا المواد المشحونة أو الواصلة إلى المناطق الحرة السورية والمنطقة الحرة السورية الأردنية.

هكذا أفرج عن نحو 70 شاحنة لبنانية كانت محملة بمنتجات زراعية للتصدير الى سوريا، وقد كانت متوقفة منذ ايام على الحدود اللبنانية ـــــ السورية. وبحسب الجمارك اللبنانية والسورية، بدأت الشاحنات اللبنانية المحملة بالمنتجات الزراعية الدخول الى سوريا أمس طبيعياً، لكن ماذا عن المنتجات الصناعية؟

خطر على المصانع يتوقّع رئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام أن يؤثّر القرار السوري بوقف الاستيراد سلباً على الصناعة اللبنانية، على الرغم من عدم ظهور مفاعيله إلى الآن لأنه صدر منذ نحو 4 أيام فقط. وقال إن الاثر سيكون شديداً على بعض المصانع لأنه يتزامن مع مشكلات اخرى في التصدير إلى العراق، فضلا عن المعوقات المتعلّقة بالمواصفات وأكلاف الشحن المرتفعة.

وأشار افرام الى أن 5 في المئة من حجم الصادرات الصناعية اللبنانية تتوجه إلى سوريا. وإذا لم يجر العدول عن هذا القرار أو تعديله، فستصبح نسبة التصدير الى سوريا صفراً، وهذا من شأنه ان يترك انعكاسات شديدة السلبية على القطاع الصناعي، وقد يؤدي الى اقفال عدد من المصانع في لبنان، ولا سيما المصانع التي تعتمد أساساً على التصدير الى سوريا. ولفت الى أنه فوجئ بالخطوة السورية لكون هناك اتفاقية لبنانية ـــــ سورية واتفاقية تيسير التجارة العربية. ودعا افرام إلى السير في معالجة ثنائية بين لبنان وسوريا لهذا الأمر. وأوضح افرام لـ«الأخبار» أن العراق ألغى أخيراً اتفاقية كانت موقعة مع لبنان في ما يتعلق بالتبادل التجاري، اذ تنص هذه الاتفاقية على شهادات التطابق في المواصفات التصديرية للبلدين، وبالتالي كان العراق يعترف بالمواصفات اللبنانية، فجاء قرار إلغاء الاتفاقية ليخلق حواجز تجارية كبيرة أدت الى وقف معظم الصادرات اللبنانية الى هذا البلد، بسبب وضع شروط للاستيراد محصورة بالمواصفات العراقية.

ما هي الصناعات التي ستتأثر بنحو أساسي بقرار سوريا حظر الاستيراد؟ يشرح افرام أن قرار الحظر السوري يطاول صادرات لبنانية صناعية بقيمة تقدّر بنحو 300 مليون دولار. وبالتالي فإن هذا الحجم من الخسائر سيهز القطاع الصناعي، ويؤثر على القطاع بأسره بطريقة مباشرة وغير مباشرة. فالصناعات الثلاث التي ستشهد توقفا فعلياً لصادراتها بفعل القرار السوري هي الصناعات الغذائية والصناعات الالكتروميكانيكية والترابة وغيرها. وفي حال استمرار القرار السوري من دون الغاء أو تعديل، فإنه سيهدد نحو 10 آلاف عامل في القطاع وذلك بطريقة غير مباشرة. ويشدد افرام على أن القرار السوري ليس موجهاً ضد لبنان، اذ إنه يحظر الاستيراد من جميع الدول، وهو قرار اقتصادي وليس سياسياً، وبالتالي يجب أن يعالج من خلال الاتصالات الثنائية بين البلدين، إذ إن الموضوع أصبح في عهدة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وكذلك وزير الصناعة فريج صابونجيان. اما عن تأثير هذا القرار على زيادة التهريب بين البلدين، فيرى افرام انه لا يستطيع أن يجزم في هذا الموضوع، بحيث لا أحد يعلم كيف سيكون وضع ضبط الحدود بين البلدين، وخصوصاً ان القرار سيحدث ضغطاً كبيراً على المستهلك السوري.

المزارعون مُعفون وفيما الصناعة تعد خسائرها، نجا القطاع الزراعي من القرار السوري، ويشرح رئيس جمعية المزارعين انطوان حويك أن يوم أول من امس امتنعت الجمارك السورية عن ادخال الشاحنات اللبنانية الى اراضيها، وذلك باستثناء الموز لكون الرسم الجمركي على استيراده يقل عن 5 في المئة، فيما كانت الصادرات الزراعية اللبنانية كلها متوقفة، وامتنعت الجمارك السورية أول من أمس كذلك عن اعطاء تصاريح زراعية لأصحاب الشاحنات. الا أن الوضع كان مختلفاً اليوم مع صدور قرار الاستثناء السوري الذي طاول المنتجات الزراعية من جميع الدول ومنها لبنان.

وأشار التاجر عزت ابو هيكل إلى أن عدد الشاحنات التي كانت متوقفة على الحدود وصل الى ما بين 60 و70 شاحنة، وكان محظراً عليها الدخول باستثناء المواد الزراعية المخصصة للصناعات الغذائية السورية. الا أنه عند الساعة الثالثة من بعد ظهر امس تسلمت الجمارك السورية قرار الاستثناء الصادر عن وزارة الاقتصاد السورية، فاستطاع بعض الشاحنات النفاذ الى السوق السورية، والبعض الآخر لم يستطع بسبب تأخر وصول القرار.

وكذلك، أشارت مصادر «الأخبار» في الجمارك اللبنانية والسورية، إلى أن الأجواء عادت طبيعية على الحدود، وأن الشاحنات اللبنانية المحملة بالمنتجات الزراعية اصبحت مستثناة من قرار حظر الاستيراد السوري. ولفتت الى أن عدد الشاحنات المحملة بالمنتجات الصناعية قليل، إذ ان غالبية الصادرات اللبنانية الى سوريا هي من الخضر والفاكهة.

هي المرتبة التي يحتلها العراق في قائمة الدول المستوردة من لبنان، إلا أن وقف الاتفاقية التجارية، التي كانت سارية بين العراق ولبنان منذ عام 2002، سيؤدي بحسب أفرام الى تراجع تصنيف العراق في قائمة الصادرات اللبنانية

القرار السوري... والاستثناءات أشارت المادة الأولى من قرار مجلس الوزراء السوري إلى أنه «يعلق استيراد المواد من جميع الدول...». ويوم أول من أمس، صدر قرار ملحق عن وزارة الاقتصاد السورية تضمن عدداً من الاستثناءات من قرار حظر الاستيراد. وشمل القرار عدداً من المواد، منها: كل المواد ومن جميع البنود الجمركية المسموح باستيرادها وفقاً لأحكام التجارة الخارجية المشحونة أو الواصلة إلى الأراضي السورية قبل تاريخ 22/9/2011، كل الخيوط والأقمشة، الخضار والفواكه الطازجة.

صحيفة إيطالية: الأسلحة المهربة للجماعات الإرهابية في سوريا أميركية

إستغربت صحيفة "ريناشيتا" الإيطالية تصريحات الناطق بإسم الخارجية الأميركية مارك تونر التي يبرر فيها للمعارضين في سوريا إستخدام العنف ضد قوات حفظ النظام والجيش.

وأشارت الصحيفة في تحليل تحت عنوان "واشنطن تشجع العنف في سوريا" الى أنه "لو كانت مثل هذه التصريحات صدرت عن أي موظف في أي دولة لا تتحالف مع الولايات المتحدة الاميركية لكانت قوبلت بإزدراء دولي وتم وصفها بالتحريض على العنف"، لافتة الى أن "صدور تلك التصريحات الأميركية تزامن أيضاً مع قيام الجماعات المسلحة بقتل الكثير من الأبرياء السوريين من مدنيين وعسكريين". ‏

وإعتبرت الصحيفة أنهم "في واشنطن يصدقون بأنهم يستطيعون فعل كل شيء والتدخل في الشؤون الداخلية للدول التي لا تتطابق أفكارها معهم وهم يشوهون الديمقراطية ويبررون العنف عندما يخدم ذلك أهدافهم"، منوهة بـ"البيان الصادر عن الخارجية السورية رداً على تلك التصريحات الاميركية".

وشددت الصحيفة على أن "الاسلحة التي يتم تهريبها من قبل الجماعات المسلحة التي تريد تحويل سوريا الى إمارة هي أميركية الصنع وأن مثل تلك الاسلحة التي تنتشر في عدة مدن سورية تم إستخدامها من قبل الجماعات المسلحة لاغتيال كبار الأكاديميين والضباط".

وتحدثت الصحيفة الايطالية في تحليلها عن تغاضي الإعلام الغربي عن المسلحين الذين يحاولون بث الرعب ويقومون بقتل الأبرياء والمدنيين، وقالت:"إن الإعلام الغربي وفي إطار حملات التشويه المغرضة يتغاضى حتى عن مجرد الإشارة إليهم والى مصادر تمويلهم وبالأخص مصادر التمويل الأميركية التي كشفت عنها وثائق ويكيليكس مؤخراً".

واستعرضت الصحفية ردة فعل السوريين الغاضبة والمحتجة على زيارة سفير الولايات المتحدة إلى مكتب أحد المحامين وسط العاصمة، مشيرة الى أن "المحامي المعارض كان في مكتبه ولم يكن داخل السجن أو تحت التعذيب أو انه تعرض للأذى من قوات الشرطة". ‏

وأكدت أن "الزيارات الاستفزازية لسفراء الولايات المتحدة وفرنسا داخل المدن السورية تهدف إلى تقديم الدعم لكل من يعارض الحكومة السورية ويقوم باستهداف المشافي والثكنات ومنازل السكان وإيقاع الضحايا وتساءلت عن تحركات سفراء الولايات المتحدة في دول أخرى وابتعادهم عن ساحات التظاهر حيث يتعرض المتظاهرون بالفعل للقمع". ‏

سوريا: تزايد عمليات الجنود المنشقين..وهروب ضابط بالحرس الجمهوري

تواصلت الاشتباكات في وسط سوريا بين منشقين من الجيش وقوات موالية للنظام, بينما قتلت قوات الامن السورية بالرصاص اربعة محتجين خلال مظاهرات تطالب باسقاط الرئيس بشار الاسد.

وتخوض القوات الحكومية معارك ضد الجيش السوري الحر في بلدة الرستن في اول مواجهة مسلحة طويلة منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الاسد قبل ستة اشهر.

وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان سبعة من قوات الجيش والشرطة قتلوا في عملية ضد "ارهابيين" في الرستن وأصيب 32 اخرون.

من جهته, قال العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر ان الهجمات التي تتبنى نمط حرب العصابات تركز على المخابرات الحربية ومخابرات القوات الجوية وهي الشرطة السرية داخل صفوف الجيش التي تعمل على ضمان عدم حدوث تمرد في الجيش الذي شارك في بعض من اكبر الهجمات على المحتجين .

وأضاف الاسعد ان هذه الشرطة السرية لها دور كبير خلف خطوط الجيش وفي نقاط التفتيش على الطرق حيث تطلق النار على الجنود الذين يعصون الاوامر.

واضاف ان عمليات المنشقين تحسنت بشكل واضح في الاسبوع الماضي.

وتابع الاسعد ان قتالا وقع ايضا مع قوات الجيش لكن المنشقين يحاولون عدم الاشتباك مع الجيش للمساعدة في حشد التأييد لقضيتهم.

وكان الجيش السوري الحر ثقد دعا في بيان على صفحة التواصل الاجتماعي الفيس بوك تركيا ودول الخليج وأميركا والدول الغربية إلى مساعدته للإطاحة بالنظام السوري وتخليص الشعب السوري من هذا النظام المجرم.

في نفس الوقت, ذكرت مصادر المعارضة أن ضابطا برتبة مقدم فر أخيرا من الحرس الجمهوري التابع لماهر الأسد بعد أن انكشف أمره في التخطيط لانقلاب على النظام السوري.

إلى ذلك, هددت تركيا أمس بالرد على سوريا بعد قرارها بفرض حظر واسع النطاق على الواردات.

وفرضت دمشق الأسبوع الماضي حظرا على كل الواردات عدا الحبوب والمواد الخام و51 سلعة أساسية للمحافظة على الاحتياطيات المتناقصة من النقد الأجنبي.

وقال وزير الاقتصاد التركي ظفر جاغليان إنه يأمل أن تغير سوريا ممارستها في أقرب وقت ممكن، وحذر من أن تركيا أكبر شريك تجاري لسوريا قد تقرر استهداف الصادرات السورية.

وقال جاغليان للصحفيين، “سوريا لها صادرات كبيرة إلى تركيا. نحن لا نضع عوائق أمام الصادرات السورية إلى تركيا التي تصل مابين 800,700 مليون دولار سنويا. لكنني أريد أن أؤكد أنهم إذا وضعوا عائقا أمام السلع التركية فإن تركيا ستفعل مثل ذلك”.

سوريا: 29 قتيلا بينهم 13 من عناصر الجيش والأمن

أعلنت جماعات معارضة سورية عن مقتل 13 شخصاً برصاص القوات الحكومية، منهم 7 في مدينة حمص، بينما قالت الحكومة أن 13 عنصراً بالجيش وقوات الأمن، بالإضافة إلى 3 مدنيين قتلوا في الاحتجاجات التي وقعت في سوريا الجمعة.

وقالت لجان التنسيق المحلية المعارضة إن سبعة أشخاص قتلوا في حمص و2 في كفرزيتا بحماة و2 في قدسايا وواحد في دوما وآخر في دمشق.

وجاءت أحداث العنف هذه في الجمعة التي أطلق عليها السوريون المعارضون اسم "جمعة النصر لشامنا ويمننا" وبعد مقتل 49 شخصاً خلال يومين من العنف في منطقة الرستن بمحافظة حمص، غربي البلاد.

وكانت جماعات المعارضة السورية قد أعلنت في وقت سابق الجمعة عن انطلاق مظاهرات في عدة مدن وبلدات ضمن جمعة جديدة من الحراك الشعبي المطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، تحت شعار "النصر لشامنا ويمننا."

وقد أبلغت مواقع المعارضة عن تدخل أمني لمواجهة المحتجين بعدة مناطق، بينما أشارت وسائل الإعلام الرسمية إلى تفكيك عبوة في درعا وضبط أسلحة قادمة من لبنان.

وقالت وكالة الأنباء السورية إن وحدات الهندسة بمدينة درعا "تفكك عبوة ناسفة تزن 12 كغ مزروعة جنوب الجامع العمري،" وهو المسجد الذي انطلقت منه شرارة المظاهرات في المدينة قبل أن تنتشر في أنحاء البلاد.

وذكرت الوكالة أيضاً أن من وصفتها بـ"الجهات المختصة" ضبطت في معبر جديدة يابوس، عند الحدود مع لبنان، كميات من الأسلحة والذخيرة لدى محاولة تهريبها إلى سوريا في شاحنة قادمة من لبنان تحمل لوحة عراقية.

وأشارت الوكالة أن الشاحنة كانت تحتوي على مخبأ سري وبداخله 125 بندقية من نوع "بمبكشن اوتوماتيك وكميات من الطلقات الخاصة بالمسدسات يتجاوز عددها 30 ألف طلقة من عيارات مختلفة."

يشار إلى أن دمشق تتهم من تصفهم بـ"المجموعات الإرهابية المسلحة" بالوقوف وراء الأحداث التي تجري على أراضيها، وقد سبق لها الحديث عن تهريب أسلحة من الدول المجاورة إلى أراضيها، ولكن المعارضة تنفي تلك التقارير وتؤكد سلمية تحركاتها.

ولا يمكن لـCNN تأكيد صحة هذه المعلومات بشكل مستقل نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

وعلى صعيد تحرك هذا الأسبوع الذي يحمل شعار "النصر لشامنا ويمننا" وهو منظم بصورة مشتركة مع المعارضة اليمنية، فقد أعلنت صفحة "الثورة السورية" على موقع فيسبوك عن خروج مظاهرات في مدن حماة حمص ودرعا ومعرة النعمان وعامودا وأدلب ودوما واللاذقية ودير الزور ومناطق في حلب ودمشق.

كما أشارت الصفحة إلى تعرض العديد من المظاهرات لقمع من قبل قوات الأمن وإلى إطلاق للنار.

وكان نشطا في المعارضة السورية قد قالوا الخميس إن القتال بين القوات الحكومية والمنشقة عنها في عدة مدن غربي سوريا، أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 49 شخصاً يومي الأربعاء والخميس.

وقالت لجان التنسيق المحلية المعارضة في سوريا، والتي تنظم المظاهرات المعارضة للحكومة، إن معظم القتلى سقطوا في مدينة الرستن بمحافظة حمص، حيث قتل 27 شخصاً على الأقل، سقطوا خلال القصف العنيف للمنطقة.

وبحسب لجان التنسيق فقد قتل 12 آخرون في مدينة حمص.

وقالت لجان التنسيق والمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن الجيش السوري يخوض قتالاً ضد المنشقين عنه، فيما تقول الحكومة السورية إنها تخوض قتالاَ ضد الجماعات الإرهابية المسلحة.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكيد على صحة المعلومات وأعداد القتلى من مصادر مستقلة، حيث حظرت سوريا على الصحفيين الأجانب الوصول إلى العديد من المناطق داخل البلاد.

وكانت المعارضة السورية قد أفادت الأربعاء بأن القوات السورية قصفت الرستن لليوم الثاني على التوالي في معركة ضد عناصر المنشقين من الجيش، وأن النظام استخدم الطائرات المقاتلة في دعم قوات الجيش، في هجومها على المدينة بهدف إخماد الثورة ضد سلطة الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن وكالة الأنباء السورية الرسمية نفت اللجوء إلى سلاح الجو.

يشار إلى مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة كانت قد أشارت مطلع الشهر الجاري إلى سقوط ما لا يقل عن 2600 قتيل منذ بداية الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد في مارس/آذار الماضي.

سوريا: نظامٍ عاق ومعارضة معاقة

بات واضحاً للجميع؛ لكلّ داخل في سوريا وكلّ خارجٍ أيضاً، بأنّ أقل ما يمكن أن يوصف به النظام السوري، بعد مرور أكثر من ستة أشهر ونصف على ثورة الشعب السوري، ليحكم نفسه بنفسه، هو أنه "نظام عاق"، لا بل "أكثر من عاقٍ"، داخلياً وخارجياً.

فهو مستعدٌ لمواجهة كل من "يضع رأسه في رأسه" ب"التي هي أسوأ".

لهذا تراه مرةً "يلغي" أوروبا من على الخريطة، وثانية يرفض سماع أية مشورة مقدّمة من أية جهة كانت قريبة أو بعيدة، فالرئيس الأسد(العالِم بكلّ العالَم!) بحسب "دكاترة" إعلامه، "ليس بحاجة إلى تلقي الدروس والنصح من أحد"، وثالثةً يستعد للرد على "الرسائل الحازمة" برسائل "أكثر حزماً"، ورابعةً يرفض العمل بأية قرارات صادرة عن المنظمات الدولية الحقوقية، التي ليست بحسبه، سوى "حفنة" جهات إستخبارية متحيزة ومدسوسة وعميلة للإمبريالية والصهيونية، وخامسةً يدير ظهره للجامعة العربية ب"تكبر وتعجرف"، ويعتبر كلّ ما يصدر عنها من بيانات تخص "شأنها الداخلي"، و"كأنها لم تكن أو لم تصدر أصلاً"، وسادسةً يستعد ل"محو" الغرب أو شطبه من ذاكرته وشد الرحال شرقاً، وسابعةً يعلن بكلّ وضوح بأنه سيواجه كلّ قرار دولي أو أممي ب"كلّ رفض وقوة وحزم" وسيكون أصحاب هكذا قرارات فيما لو صدرت، من أكثر المتضرررين والخاسرين كما لمّح وزير الخارجية السوري وليد المعلّم في خطابه التهديدي الأخير في الأمم المتحدة. هذا على مستوى تعاطي النظام السياسي والديبلوماسي مع الخارج، وخروجه على كلّ سياسة وكلّ ديبلوماسية. أما على مستوى الداخل، فرسالة النظام إلى الشعب السوري، المتضمنة لأكثر من قتلٍ ومحو وإبادة، فواضحة ك"طلقة مسدسٍ" على حدّ تعبير الشاعر السوري الراحل، إبن مهد الثورة السورية درعا، رياض صالح الحسين(1954ـ1982).

لم يعد هناك أحد(خلا قلة قليلة من الداخلين مع هذا النظام، في أكثر من شراكة وورطة)، سواء في الداخل أو في الخارج، يتحدث عن إمكانية "إصلاح" النظام أو سلوكه، كما كان مطلوباً من قبل.

الكلّ، أو قريباً منه، داخلاً وخارجاً، فهم "مستحيل" النظام في كونه نظاماً "عاقاً" بإمتياز، ولا يقبل بأيّ ممكن، أياً كان وممّن كان هذا الممكن، فوق "مستحيله" الأول والأخير: "إما الكل أو لا شيء..إما أن يكون هو الكل فوق الكل في كلّ سوريا، أو ستستحيل هذه الأخيرة إلى خرابٍ فوق رؤوس الكل "!

تلك هي رسالة النظام السوري العاق، إلى العالم في الداخل والخارج.

إلى هنا يبدو الأمر طبيعياً أو يكاد، بالنسبة لنظامٍ فاشيٍّ يحكم سوريا منذ أكثر من أربعة عقودٍ من الزمان، بحديد ونار الأمن والشبيحة والمخابرات، حكماً فردياً ديكتاتورياً قلّ مثيله في الشرق.

لكن اللاطبيعي هو تشرذم المعارضات السورية وتفتتها، وانقسامها على نفسها وفيما بينها، لكأنها اتفقت على ألاّ تتفق، وألاّ تتوّحد أبداً، كما أراد لها هذا النظام على الدوام.

ستة أشهر ونصف من الثورة السورية، وآلاف الشهداء، وأضعافهم من الجرحى والمفقودين، فضلاً عن عشرات الآلاف من المعتقلين، كلّ هذه التضحيات وما بينها من دمٍ كبير، لم تكفي حتى الآن، لتوحيد صفوف المعارضات السورية تحت سقف صيغة معارضة موحدة، لدعم أهل الثورة في الداخل، وتمثيله في الخارج، كما أراد لها المنتفضون في أكثر من جمعةٍ من جمعهم الكبيرة أن تكون.

أكثر من سبع مؤتمرات تحركت فيها هذه المعارضات ما بين إسطانبول وأنقرة وبروكسل وباريس وبرلين ودمشق والقاهرة، ولكن دون جدوى حتى اللحظة. ما رأيناه هو "معارضة الفنادق"، التي خرجت إلينا بمجالس "إنتقالية"، و"وطنية"، و"علمانية"، و"هيئات تنسيقية" كثيرة، دون أن يكون هناك أيّ برنامج ملموس يوّحد صفوفها، أو ينسّق فيما بينها.

ما رأيناه هو المزيد من الفرقة، بدلاً من المزيد من الوحدة، والمزيد من الكلام عن قادم سوريا، بدلاً من التمهيد الفعلي للدخول إليه فعلاً.

رغم خروج الثورة السورية كجاراتها وشقيقاتها من الثورات العربية الأخرى، إلى الشارع في كونها ثورةً شعبية من كلّ الشعب لكلّ الشعب، وخروجها بالتالي على كلّ الآجندات الآيديولوجية، سواء الحزبية، أو القومية، أو الدينية، أو الطائفية، أو المناطقية، إلخ، إلا أنّ مؤتمرات بعض هذه المعارضات السورية لوّحت في أكثر من مناسبة، بغير ذلك، وركبت في أكثر من مؤتمر، ما لم تركبه الثورة، وقالت بما يمكن أن يقوله أيّ مؤدلج، يريد زجّ الثورة وحصر مستقبلها في بعض وطن دون بعضه الآخر.

هذه المعارضات السورية، لم تثبت حتى الآن، بأنها متخلفة عن الشارع السوري وثورته التي تجاوزت كل الآيديولوجيات فحسب، وإنما أثبتت أيضاً بعد عبورها لكلّ هذا الدم الكبير، بأنها معارضة معاقة و"معوقة" أيضاً.

هي معارضة "معاقة"، عندما تتخلف عن الثوار ولا تتقدمهم.

هي معاقة، عندما "تزايد" على الثوار، ولا تزداد معهم.

هي معاقة، حين تصنع الكثير من الكلام في المؤتمرات عن الثورة، ولا تصنع فعلاً فيها.

هي معاقة، لأنّ كلٌّ طرفٍ فيها، يبحث منذ الآن عن "نصيبه" القادم، في الكعكة السورية القادمة، التي لن تكون "كعكةً سهلة" على أية حالٍ، كما قد يتراءى للبعض.

هي معاقة، لأنها ملتزمة بالآيديولوجيا، أكثر من التزامها بالثورة السورية الخارجة على كل الآيديولوجيات.

هي معاقة، لأنها "تناصر أخاها في الآيديولوجيا ظالماً أو مظلوماً"، فتكافئ منذ الآن من تشاء، وتقصي من تشاء.

هي معاقة، عندما تقول أنها "متفقة" على "أساسيات" الثورة، ولكنها تختلف على تفاصيل كثيرة، يكمن الشيطان فيها على الدوام.

هي معاقة، لأنّ لا أحد يقبل فيها أن يتقدمه "آخر"، أياً كان هذا الآخر، فالكل "كبير" و"مافي حدا أحسن من حدا"، على حدّ قول المثل.

هي معاقة، لأنها عاجزة ك"داخل معوّق" عن مساعدة الثورة، ولا تقبل بأي "خارجٍ" أيضاً مساعدتها.

هي معاقة، لأنها تسعى إلى "انتهاز" الثورة، وتريد أكل ثمارها قبل أن تنضج.

هي معاقة، لأنّها ليس من السهل أن تتعافى بهذه السرعة، من أمراض نظامٍ عاقٍ اشتغل على إعاقتها طيلة أكثر من أربعين سنةٍ.

اليوم وغداً ستتجه أنظار الإعلام وعدسات الكاميرات إلى لقاء هذه المعارضات في "إسطانبول عاجلة أخرى".

اليوم، يُقال أن "إسطانبول الجديدة" هذه، لن تمرّ على النظام في دمشق، كسابقاتها.

اليوم، يُقال أنّ المعارضات السورية، هي على وشك الخروج من "إسطانبول البشرى" ببشرى "معارضة سورية واحدة وموحدة".

فهل سنشهد غداً، "إسطانبول فارقة"، تعافي المعارضات السورية بعد أن عوّقتها، وتوحّدها بعد أن فرّقتها من قبل، طيلة أشهرٍ ستة مضت؟

المالكي: سوريا قادرة على تجاوز أزمتها من خلال الإصلاحات

حذر في مقابلة مع «المنار» من تداعيات إقليمية إذا تحول الصراع إلى طائفي

حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من التداعيات الإقليمية التي ستحدث إذا تصاعدت الاحتجاجات في سوريا المجاورة إلى عنف طائفي، أو تمت الإطاحة بالحكومة لأسباب طائفية. وتسلط تصريحات المالكي الضوء على المخاوف لدى القادة الشيعة وحلفائهم في إيران من إمكانية انتشار الاضطرابات في سوريا إلى العراق، أو أن تنتهي هذه الاضطرابات بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وتحسنت العلاقات بين بغداد ودمشق وطهران منذ سقوط نظام صدام حسين بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وقال المالكي لتلفزيون «المنار» التابع لحزب الله، في مقابلة أذيعت أمس «دولة مثل سوريا.. دولة محورية محاطة بتحديات وأزمات حادة وعنيفة.. المنطقة كلها معرضة للاهتزاز والارتباك إذا ارتبك الوضع الداخلي في سوريا وتحول إلى حرب طائفية، أو حتى إذا حصل التغيير على خلفية طائفية». وأضاف «بصراحة نحن نعتقد أن سوريا قادرة على تجاوز أزمتها من خلال خط الإصلاحات الذي نسمع عنه.. ونحن نشجع هذه الإصلاحات».

وحاول العراق تحقيق توازن صعب بين الحث على التغيير تخفيفا للاحتجاجات، ودعم سوريا المجاورة التي من الممكن أن يغير مستقبلها توازن القوى في العراق والمنطقة بأسرها. والتزم المالكي، وهو شيعي تتقاسم حكومته السلطة مع كتل سنية وكردية، الصمت نسبيا في ما يتعلق بما يدور في سوريا، إذا ما قورن بغيره من القادة العرب الذين وجهوا الانتقادات للأسد، وسحب بعضهم سفراءه من دمشق احتجاجا.

ومنذ سقوط صدام حسين وصعود الأغلبية الشيعية إلى الحكم تحدث بعض القادة السنة عن ظهور «الهلال الشيعي»، الذي يمتد من إيران إلى العراق إلى سوريا التي يحكمها العلويون إلى حزب الله في لبنان. وتعقدت العلاقات بين سوريا والعراق في الماضي بسبب تكرار اتهام بغداد لدمشق بالسماح للإسلاميين العرب السنة بعبور الحدود بين البلدين لمهاجمة القوات الأميركية والقوات العراقية خلال ذروة الحرب في العراق.

وبنى المالكي منذ ذلك الوقت علاقات عملية بدرجة أكبر مع دمشق، وفاز بتأييد الأسد للحكومة الائتلافية التي شكلها بعد الانتخابات غير الحاسمة التي شهدها العراق العام الماضي.

امريكا "تنتقد بشدة" سوريا بعد الهجوم على سفيرها في دمشق

واشنطن (رويترز) - قال مسؤولون امريكيون يوم الجمعة ان وزارة الخارجية الامريكية "وجهت توبيخا شديدا" الى السفير السوري بعد الهجوم الذي وقع يوم الخميس على السفير الامريكي في دمشق مطالبة بمزيد من الحماية للدبلوماسيين الامريكيين وبتعويض عن الممتلكات الامريكية التي خربت.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ان جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى استدعى السفير السوري عماد مصطفى الى مبنى الوزارة ووجه اليه "توبيخا شديدا فيما يتعلق بهذا الحادث."

وقالت "تم تذكيره بأن السفير (روبرت) فورد هو الممثل الشخصي للرئيس وان الهجوم على فورد هجوم على الولايات المتحدة. كما طلب منه تعويضا عن سياراتنا التي اتلفت."

والقى انصار للرئيس السوري بشار الاسد خلال الهجوم الحجارة والبندورة (الطماطم) على فورد ومساعديه عندما كانوا في زيارة لشخصية معارضة بارزة في دمشق.

وقالت نولاند ان فورد -- الذي اثار غضب الحكومة السورية باتخاذ مواقف معلنة تدعم المعارضة السورية منذ اندلاع الانتفاضة السورية -- عازم على مواصلة التواصل مع الشخصيات البارزة في الطيف السياسي كله.

وقالت ان الولايات المتحدة تشعر بالقلق تحديدا من ان الامر استغرق قوات الامن السورية نحو ساعتين حتى تتدخل لانقاذ فورد ممن وصفتهم بالمأجورين.

ومضت تقول "لا نفهم قدرة قوات الامن السورية على الوصول الى مكان مظاهرات سلمية في دمشق في غضون دقائق بينما يستغرقون ساعتين ليأتوا لمساعدة السفير فورد."

وروى فورد شهادته عن الحادث على صفحة السفارة الامريكية على فيسبوك وقال ان محتجين القوا كتلا اسمنتية من النوافذ وضربوا سيارات السفارة بقضبان حديدية.

وقال "وثب شخص على مقدمة السيارة وحاول رفس الزجاج الامامي ثم قفز على السقف. وامسك شخص اخر درابزين السقف وحاول كسر النافذة الجانبية."

ووصف فورد المحتجين بأنهم "متعصبون ان لم يكن اسوأ."

ونفى فورد ان يكون الركب قد اصاب محتجا على الطريق وقالت نولاند ان هذه المعلومات على العكس ليست سوى "تضليل سوري."

وفرضت الولايات المتحدة عدة جولات من العقوبات على الاسد وحكومته منذ بدء الحملة الامنية الصارمة على المحتجين المعارضين لحكمه والتي قدرت الامم المتحدة ان ضحاياها بلغوا 2700 قتيل.

واعرب فورد عن قلقه من أن تؤدي الاساليب الوحشية التي تتبعها الحكومة الى دفع المزيد من الناس الى حمل السلاح.

وقال "نحن لا ندافع عن هذا العنف لكن محللينا يقولون لنا ان هذا هو ما يحدث على الارض... انها ليست مؤامرة خارجية. مشاكل سوريا لا تأتي من تدخل خارجي وانما من التعصب.

الأسد و «حزب الله» يهزان وحدة بكركي

لم تهدأ حدة الجدل المستمر في لبنان حول موقف البطريرك الماروني بطرس الراعي المتعلق بالوضع في سوريا وسلاح “حزب الله” اللبناني، إذ لا يزال التباين واضحاً بين فريق داعم لموقفه وآخر معارض يعتبره خروجاً على ثوابت بكركي التاريخية، إضافة إلى ظهور بوادر انقسام هو الأول من نوعه داخل الكنيسة المارونية عكسته خلافات برزت أثناء اجتماع مجلس المطارنة الموارنة الثلاثاء الماضي.

وعزز أجواء الانقسام ما حدث في 25 سبتمبر، حيث ظهر البطريرك السابق الكردينال نصر الله بطرس صفير وإلى جانبه سبعة مطارنة مشاركاً في احتفال لـ”القوات اللبنانية” بزعامة سمير جعجع الذي أكد بقاءه على ثوابت بكركي التاريخية، منتقداً بشده مواقف الراعي من النظام السوري وسلاح “حزب الله”. في وقت كان فيه الراعي يكمل زيارته للجنوب برعاية تحالف “حزب الله”، وحركة أمل الذي أطلق عليه لقب “إمام البطاركة”. كما تلقى قبيل مغادرته بيروت إلى أميركا رسالة شكر من مرجعيات روحية وسياسية سورية على موقفه أبلغه إياها مفتي دمشق عدنان أفيوني خلال زيارة إلى بكركي الاربعاء الماضي.

وإذ انتقدت باريس موقف الراعي، جاء موقف واشنطن أكثر حدة إذ تحفظت الإدارة الأميركية على تصريحات البطريرك إلى درجة إبداء عدم رغبتها في ترتيب أي لقاءات له مع مسؤولين إلا في حال قيامه بتوضيح ما ورد على لسانه من تصريحات في ما يتعلق بتأييده منح فرصة لنظام الرئيس بشار الأسد، وربطه نزع سلاح “حزب الله” بعودة اللاجئين الفلسطينيين، وهو الأمر الذي دفع البطريرك إلى تعديل برنامج جولته الأميركية ليبدأها من نيويورك وليس واشنطن.

وزاد التزام الفاتيكان الصمت إزاء موقف البطريرك الراعي حالة الارتباك السياسي لدى الموارنة، فقد فسره مؤيدو البطريرك بأنه تأييداً، بينما اعتبره المعارضون مقلقاً، إذ إنه قد يفهم منه لاحقاً “أن الكنيسة الكاثوليكية تقف إلى جانب الأنظمة القمعية، وتفضل استبداد الأقليات على ديمقراطية الأكثرية”، الأمر الذي قد يتسبب بخسارة مسيحيي المشرق الكثير من مواقعهم ومكتسباتهم في مواجهة الأغلبيات في المنطقة.

المؤيدون للبطريرك الراعي يعزون موقفه إلى مخاوف مستقبلية من حلول أنظمة متشددة قد تشكل خطراً على الوجود المسيحي في المحيط العربي ربما يكون من نتائجها تقسيم المنطقة وتفتيتها وتهجير المسيحيين، كما حصل في العراق. وقال النائب عن “التيار الوطني الحر” آلان عون” لـ”الاتحاد”: “إن هواجس البطريرك الراعي مشروعة، وهو يعبر عنها من باب التحذير والتنبيه من أخطار قد نواجهها، ونحن نقف إلى جانبه من أجل استدراكها”.

لكن أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية كمال اليازجي، نفى هذه الهواجس، واعتبر في تصريحات لـ”الاتحاد” أن هذا الكلام يعتمد بشكل أساسي على نهج التخويف، وشائعات بأن حرباً أهلية سنية - علوية سوف تحدث، وأن سوريا سوف تقسم إلى دويلات طائفية، وأن البديل عن النظام البعثي هو الإخوان المسلمون، وأن المسيحيين سوف يدفعون ثمن التغيير، ويتعرضون للاضطهاد، وهذا الكلام خطير وغبر مبرر”.

وقال اليازجي “إن موقف البطريرك الراعي هو حتماً ليس زلة لسان، ولم يتم اجتزاؤه كما قال؛ لأن تصريحاته في باريس عاد وكررها في لبنان أثناء زيارته إلى بعلبك.. إذن هو كلام يعبّر عن وجهة نظر متماسكة تتطابق للأسف مع الدعاية الرسمية للنظام السوري ومع أفكار ما يسمّى بمحور الممانعة الذي يمثله فريق 8 مارس والذي يشيع أن البديل عن النظام البعثي هو نظام متعصب، سوف يضطهد المسيحيين،”.

وفي المقابل، عارض أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة اللبنانية بسام الهاشم تماماً ما قاله زميله اليازجي في تفسير المنطق الذي اعتمده البطريرك الراعي، ورأى أن “كلام الراعي تعرض لتحريف كبير، وأنه من الخطأ والإجحاف بحق البطريرك اعتباره ضد حركات التغيير والديمقراطية خصوصاً في سوريا، أو أنه خائف وصول السنة إلى الحكم وكأن السنة أعداء”. وقال “الراعي يقول وبكل بساطة، إن هناك حراكاً حاصلاً في العالم العربي، وهذا حق للشعوب، ولكن عمليات التغيير لا يمكن أن تتم من خلال العمل المسلح، وأن انحراف الحركات المطالبة بالحرية باتجاه العنف يؤدي إلى جرها نحو نقيض طروحاتها ومطالبها وأهدافها، وقد يؤدي ذلك إلى تفكيك وحدة المجتمع وشرذمته”.

وأضاف الهاشم “ان خوف البطريرك الراعي هو استخدام العنف، سعياً للتغيير الأمر الذي قد يؤدي إلى تفتيت سوريا، وأن أي اقتتال سني - علوي في سوريا سوف ينعكس سلباً على لبنان، ويقحم المسيحيين في صراع هم بالغنى عنه”.

من جهته، اعتبر منسق الأمانة العامة لقوى 14 مارس النائب السابق فارس سعيد أن “الكنيسة المارونية، تبدو برئاسة الراعي تتعاطى بأسلوب مختلف جداً، بل معاكس في الموضوع السوري وسلاح (حزب الله) عما كانت عليه الكنيسة في فترة صفير”. وقال “إنه منذ انتخابه (الراعي)، أبدى استعداده لزيارة سوريا وللحوار والانفتاح على سلاح (حزب الله)، وهذه المواقف مناقضة لمواقف سلفه، وانتهت بأنها لا تعبر عن أسلوب وآلية تعاطي جديدة، وإنما عن قناعات راسخة تدور في رأس الكنيسة المارونية مفادها أن الانفتاح المسيحي على النظام السوري وتفهم أسباب بقاء سلاح (حزب الله) يعودان بمكاسب إيجابية على الفريق المسيحي في لبنان”.

ورأى سعيد أن الجدار الذي سيصطدم به الراعي هو أن النظام السوري بات على شفير الهاوية، وأن سلاح “حزب الله” أصبح خارج دائرة الإجماع اللبناني، وبالتالي قد لا تعوض المكاسب الخاصة على أهميتها انتقاص سيادة لبنان ووضعه في مواجهة الشرعيتين العربية والدولية. وأضاف “نحن لا نفهم أين مصلحة البطريركية في ذلك”.

وانتقد سعيد بشدة البطريرك الراعي، معتبراً أنه يتصرف وكأنه قائد أقلية مسيحية في لبنان والعالم العربي وخائف من نظريات وهمية تصف “الربيع العربي” بأنه اضطرابات أمنية، وتنظر إلى التغيير بعين القلق وليس الأمل، وهذا كله يتناقض مع توجهات المجمع البطريركي الماروني الذي شارك فيه الراعي وخرج بتوصيات بأن الموارنة ليسوا أقلية بل جماعة والفرق بين الاثنين كبير، فالجماعة تتفاعل مع الآخرين، إنما الأقلية تحتمي بمراكز القوى.

ومن واشنطن، رأى كبير باحثين مؤسسة “جرمن مارشل” الأميركية حسن منيمنة “أن مواقف الراعي مخالفة لثوابت الكنيسة المارونية وجنوحا بها نحو مصالح ذاتية”، معتبراً أن مواقف البطريرك هي تفريط برصيد ضخم للكنيسة المارونية خاصة وللبنان عامة في أميركا، فبعد أن كانت في عهد صفير وأسلافه رمزاً للمبدئية والثبات، تجنح اليوم نحو المنطق المتوقف عند أفق ضيق هو المصلحة الذاتية دون اعتبارات مبدئية”. واعتبر منيمنة أن الراعي من خلال قبوله بالظلم اللاحق بالمدنيين السوريين ومن خلال إسقاطه صفة طائفية عليهم يدعم من حيث لا يدري مشروع الاقتتال الطائفي الذي يسعى نظام الأسد إلى إنزاله بسوريا عقاباً لشعبها، لكن هذا المشروع لن ينجح، فيما ستخرج البطريركية من هذه المرحلة في حالة ضعف وفقدان صدقية لم تشهدها من قبل”.

وأيد اليازجي بأن الراعي ألحق بصورته ضرراً لا يمكن إصلاحه، وظهر بمظهر “الشريك القاتل”، وأحرج بمواقفه شريحة كبيرة من أبناء رعيته، وأنه بدلاً من أن تبقى المرجعية المسيحية فوق المعمعة السياسية، ظهرت وكأنها حليف سياسي لفريق 8 مارس.

تركيا تحذر سوريا بشأن حظر الواردات

أنقرة (رويترز) - هددت تركيا يوم الجمعة بالرد على سوريا بعد قرارها بفرض حظر واسع النطاق على الواردات في علامة أخرى على تدهور العلاقات بين الجارتين بسبب الحملة الدموية التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الاسد على المحتجين.

وبينما وسعت الدول الغربية نطاق العقوبات على النخبة الحاكمة في سوريا وتأثر الاقتصاد بالاحتجاجات فرضت دمشق الاسبوع الماضي حظرا على كل الواردات عدا الحبوب والمواد الخام و51 سلعة أساسية للمحافظة على الاحتياطيات المتناقصة من النقد الاجنبي.

وقال وزير الاقتصاد التركي ظفر جاغليان انه يأمل أن تغير سوريا ممارستها في أقرب وقت ممكن وحذر من أن تركيا أكبر شريك تجاري لسوريا قد تقرر استهداف الصادرات السورية.

وقال جاغليان للصحفيين في مدينة مرسين "سوريا لها صادرات كبيرة الى تركيا. نحن لا نضع عوائق أمام الصادرات السورية الى تركيا التي تصل الى 700-800 مليون دولار سنويا. لكنني أريد أن أؤكد أنهم اذا وضعوا عائقا أمام السلع التركية فان تركيا ستفعل مثل ذلك."

وأضاف "تركيا التي يبلغ حجم تجارتها 300 مليار دولار لن تتأثر بذلك بشكل يذكر. لكن العبء المحتمل الذي ستضطر سوريا لتحمله سيقلب الاقتصاد السوري رأسا على عقب."

واقتربت العلاقات التركية السورية التي كانت دافئة في وقت من الاوقات من نقطة الانهيار بسبب قمع الاسد للاحتجاجات المناهضة للنظام.

وتعد تركيا قائمة عقوبات ضد سوريا بعدما فشلت في اقناع الاسد بانهاء العنف وتطبيق اصلاحات ديمقراطية.

وترتفع أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية بشدة في سوريا مما يزيد من متاعب السوريين الذين رأوا المئات من بني وطنهم يقتلون في حملة تقول الامم المتحدة انها أودت بحياة 2700 شخص.

وقال محمد بويوكيكشي رئيس اتحاد المصدرين الاتراك ان الموقف في سوريا صعب وان العنف يلحق ضررا شديدا بالاقتصاد السوري.

وأضاف في بيان "ايراداتهم السياحية اقتربت من الصفر وايرادات التصدير تتراجع بشكل حاد والاحتياطيات الاجنبية للحكومة توشك أن تنفد."

وأشار الى تقارير بأن سوريا تستهدف السلع التركية فقط قائلا "التقارير الاعلامية تسبب فهما خاطئا للمسألة. هذا القرار لا يؤثر على الواردات من تركيا فحسب بل من كل الدول بما فيها الدول العربية."

وبلغت قيمة التبادل التجاري بين تركيا وسوريا 2.5 مليار دولار في عام 2010 بينما بلغت استثمارات الشركات التركية في سوريا 260 مليون دولار.

مندوب سوريا: ندرك حجم الضغوط على لبنان والعقوبات على سوريا لن تمر

اشار المندوب السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري في حديث الى "السفير" الى ان "رئاسة لبنان لمجلس الامن تميزت بالنشاط وكثافة الحضور، وتُوّج ذلك بترؤس رئيس الجمهورية ميشال سليمان لجلسة مهمة لمجلس الامن كرست للسياسة الوقائية، وايضا بمشاركة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وترؤسه ايضا جلسة لمجلس الامن كرست للوضع في الشرق الاوسط، لكن مع اهمية مشاركة الرئيسين، تميزت الرئاسة اللبنانية بشكل عام بالفعالية وبالحضور والاداء الجيد دفاعا عن مجمل القضايا العربية خلال مداولات مجلس الامن بشأنها".

وعن قراءته للموقف اللبناني من التعامل الدولي مع سوريا، اوضح انه "عادة الدولة العربية العضو في في مجلس الامن تمثل مصالحها الوطنية لكنها ايضا تمثل مجموع المصالح العربية القومية". وتابع ان "الامم المتحدة كمنظمة اممية ومجلس الامن على وجه التخصيص ليسا جمعية خيرية، فهناك كلام يقال من باب المجاملة في الادبيات السياسية ان هناك مجتمع دولي او اسرة دولية، لكن هذين الوصفين لا ينطبقان عمليا على الخلفيات السياسية التي تحرك الدول النافذة في مجلس الامن، خاصة الادارة الاميركية، ولو كان هناك شيء من المصداقية انه يوجد اسرة دولية ديموقراطية تمثل المنظمة الاممية بشكل عادل ونزيه وشفاف، لكان ينبغي اصلاح مجلس الامن منذ 40 عاما لكن هذا الامر لم يتم لأن مصالح الدول النافذة تقتضي بقاء مجلس الامن على ما هو عليه".

اضاف الجعفري انه "من هنا يجب ان نفهم كعرب اننا اول ضحايا المعايير المزدوجة في الامم المتحدة، فهناك اكثر من الف قرار صدر عن الامم المتحدة ومؤسساتها كافة تخص القضايا العربية، وكلها كانت تعتمد بالتصويت لأن الدول النافذة كانت تقف حجر عثرة وتحول دون تطبيقها حماية للاستثناء الاسرائيلي من القانون الدولي. فمركزنا يكون قويا عندما نتحدث عن اننا ضحايا المعايير المزدوجة، وقد مورس اكثر من 50 "فيتو" اميركي بحق قضايا العرب منذ العام 1948. ونحن كعرب ينبغي ان نقيس قضايانا بالمقاييس الموضوعية المستقاة من الميثاق وليس من منطلق المصالح الانية، او من ضرورات تبيح المحظورات، فعدونا واحد ومصالحنا متشابكة ومترابطة شئنا ام ابينا، وعندما نصل الى اليوم الذي ندرك فيه ان ما يحيق باحدنا من اخطار سيصل حتما الى اخوانه، سنكون في احسن احوالنا".

وتابع الجعفري ان "الوطن العربي كله الان في حالة استهداف وحشي مكشوف ومفضوح، تنفيذا لمشروع صهيوني اطلقه شمعون بيريز اسمه "الشرق الاوسط الجديد"، ولما فشل لأن مصدره كان اسرائيليا عاد جورج بوش وتبناه واطلق عليه اسم "الشرق الاوسط الكبير او الموسع"، وهدف المشروع انهاء دور الجامعة العربية ومبدأ التضامن العربي، واستبداله بكتلة مصلحية جديدة تقوم على بناء شرق اوسط جديد يكون فيه الدور الاقليمي الوحيد غير عربي. وقال ردا على سؤال حول توجه هذا المشروع: انه مشروع غير عربي، هذه نقطة مهمة واضع تحتها عشرة اسطر، وفي مقدمة هذه الادوار الاسرائيلي، وذلك في غياب دور عربي فاعل ونافذ كالادوار الاخرى، التوجه الغربي هو لاراحة اسرائيل اقليميا بالنسبة للقضية الفلسطينية وتقويض اقامة دولة فلسطينية، وايصال الامور في نهاية المطاف الى نزاع اسلامي ـ اسلامي بين كتلة سنية وكتلة شيعية، والرابح الاكبر ستكون اسرائيل والمصالح الغربية لاننا سنتحول مرة اخرى الى مخبر للتجارب السياسية وموئل لكل اشكال التغلغل الاستعماري الغربي وتقويض كل مصداقية عربية".

اما عن المطلوب من لبنان والعرب، فاشار الجعفري الى ان "الامر الاول الذي يجب ان نسعى اليه جميعا هو ان نوصل رسالة الى كتلة الدول النافذة ان هناك حداً ادنى من التضامن العربي يقوم على اساس واحد هو رفض التدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية".

يقول الجعفري في سؤاله حول موضوع العقوبات ان "العقوبات الاحادية الجانب التي تصدر خارج اطار الامم المتحدة، وانا اتكلم تحديدا عن العقوبات الاوروبية، تتناقض مع احكام ميثاق الامم المتحدة، وبالمناسبة اكثر من قرار يتم اعتماده كل سنة في الامم المتحدة ضد العقوبات الاحادية الجانب، وهذا الموضوع مدان من جانب الامم المتحدة والقانون الدولي. وبالنسبة لتركيز الدول المعادية للمصالح السورية في مجلس الامن على امكانية استصدار قرار بالعقوبات على سوريا، فقد اثبتت التجارب بشكل عملي انها تضر بمصالح الشعوب وأنها تستخدم بشكل قانوني كسلاح من اجل الحصول على مصالح سياسية، والدول التي تسعى لفرض عقوبات على سوريا هدفها كسر الدور الاقليمي السوري، وكسر استقلالية القرار السياسي السوري، واجبار سوريا على اعادة صياغة تحالفاتها وعلاقاتها عربيا واقليميا ودوليا، وهذا الامر لن يرى النور لأنه