الملف السوري

رقم ( 155 )

في هـــــــــــــذا الملف

 أوغلو يلتقي أعضاء في المجلس الوطني السوري

 صحيفة سورية حكومية تشن هجوماً عنيفاً على الجامعة العربية

 «الناتو» خائف من حرب على سوريا ... وأوروبا خائفة من اقتتال أهلي

 اميركا بصدد إلهاء سوريا واستهداف إيران

 بان كي مون يدعو الأسد إلى وقف القتل «قبل فوات الأوان»

 موسكو وباريس تدعمان المبادرة العربية تجاه سوريا



 باريس تدعو الدول العربية إلى «تحمل مسؤولياتها» واتخاذ القرارات «اللازمة» إزاء سوريا

 الجزائر ضمن وفد سيتوجه إلى سوريا لرأب الصدع

 «المجلس الوطني»: ردنا الوحيد على مجازر النظام محاكمة بشار وماهر الأسد

 مرجع أمني: لا نية لسوريا بخرق الحدود مع لبنان رغم الاحداث الاخيرة

 ثورة سوريا تدخل شهرها الثامن والنظام يفشل في إجهاضها

 قوات الاسد تقاتل منشقين عن الجيش في جنوب ووسط سوريا

 سوريا: عمليات بريف دمشق والوفد العربي يحضر لزيارته

أوغلو يلتقي أعضاء في المجلس الوطني السوري

الأهرام

أنقرة‏-‏ دمشق‏-‏ وكالات الأنباء‏:‏ كشف مسئول في الخارجية التركية ان وزير الخارجية أحمد داوود اوغلو التقي للمرة الأولي في أنقرة مع اعضاء في المجلس الوطني السوري المعارض الذي تشكل حديثا‏.‏

يذكر أنها المرة الاولي التي تعترف فيها تركيا بعقد اجتماع مع أعضاء في هذا المجلس الذي شكله المعارضون لحكم الرئيس السوري بشار الاسد.وقال مسئول الخارجية التركية الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان داوود اوغلو طلب من اعضاء المجلس العمل بطريقة سلمية من اجل التحول الديمقراطي في سوريا. وفي وقت سابق من الشهر حذرت سوريا من انها سترد بشدة علي اي دولة تعترف رسميا بالمجلس الوطني المعارض. و قد رحبت دول غربية من بينها الولايات المتحدة وفرنسا بتشكيل المجلس لكن علي خلاف ما حدث في ليبيا لم تعترف أي حكومة غربية رسميا بالمجلس الوطني السوري المعارض. في هذه الأثناء, لقي36 شخصا علي الأقل مصرعهم في أنحاء سورية أمس الأول بعد لجوء المنشقين العسكريين إلي تكتيكات جديدة في حربهم ضد قوات الأمن الذين يقومون بقمع المحتجين. وقال رامي عبد الرحمن بالمرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا أنه في الوقت الذي تتزايد فيه حدة الحملة العسكرية في حمص, قتل27 مدنيا في المحافظة.

واستطرد قائلا إن القنابل التي يتم تفجيرها بأجهزة التحكم عن بعد صارت الآن أسلوبا جديدا وبدأنا نسمع عن استخدامه في هجمات مختلفة ضد قوات الجيش السوري في مطلع الأسبوع الحالي.

من جهة أخري, ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أنه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية, تعرضت قوات من الجيش السوري لعدة هجمات نفذتها جماعات إرهابية.

وألقت الحكومة السورية باللائمة في الاضطرابات التي تشهدها البلاد والمستمرة منذ منتصف مارس الماضي علي جماعات إرهابية ممولة من الغرب وبعض الدول العربية بهدف زعزعة الاستقرار في سوريا.

من ناحية أخري, ذكر نشطاء في وقت سابق أن خمسة جنود علي الأقل لقوا حتفهم في مواجهات مع مسلحين يعتقد أنهم منشقون عن الجيش عند نقطة تفتيش في محافظة حمص.

صحيفة سورية حكومية تشن هجوماً عنيفاً على الجامعة العربية

أيلاف

شنت صحيفة حكومية سورية الاربعاء هجوماً عنيفاً على الجامعة العربية متهمة اياها بالعمل وفق اجندة قوى دولية "عدوانية" تمارس "فعلا تخريبيا" مضادا للمصالح العربية. وكتبت صحيفة الثورة "لا يعود مستغربا أو مثيرا للحيرة أن تقدم هذه المؤسسة العربية التي يفترض بها التركيز على العمل المشترك بين أعضائها من الدول العربية على ممارسة الجور والظلم تجاه سوريا".

ورأت الصحيفة ان قرار الجامعة "لطالما كان أسير تلك القوى المتسلطة المهيمنة التي لا تعمل وفق أجندة العمل العربي المشترك بل وفق أجندة كلفتها بتنفيذها قوى دولية عدوانية كأميركا وإسرائيل وحلفائهما من الدول الأوروبية الغربية".

وكان وزراء الخارجية العرب دعوا مساء الاحد في بيان صدر في ختام اجتماع طارىء عقدوه في القاهرة الى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و"اطراف المعارضة بجميع اطيافها خلال 15 يوما"، الا ان سوريا تحفظت عن هذا البيان.

ودعا البيان ايضا الى "الوقف الفوري والشامل لاعمال العنف والقتل ووضع حد للمظاهر المسلحة والتخلي عن المعالجة الامنية تفاديا لسقوط المزيد من الضحايا والانجراف نحو اندلاع صراع بين مكونات الشعب السوري وحفاظا على السلم الاهلي وحماية المدنيين ووحدة نسيج المجتمع السوري".

واعتبرت الصحيفة ان الجامعة بذلك انتقلت "من حالة العجز المزمن التي عاشتها طويلا إلى حالة الفعل التخريبي المضاد للمصالح العربية"، مشيرة الى انها تحولت الى "سوط إضافي يسوط الجسد العربي بيديه دون الحاجة إلى أياد خارجية".

واكدت الصحيفة ان "الفارق الوحيد اليوم بين الجامعة العربية وبين غيرها من المنظمات الدولية (...) أنها الوحيدة التي باتت تتفرد بعدائها السافر لأعضائها العرب فيما المنظمات الدولية الأخرى تحمي القوى الكبرى والمؤثرة فيها وتنحو نحوها".

واضافت الصحيفة "ان قراءة ما فات من زمن يجعلنا أكثر قناعة بأن الأزمة ستنتهي على الأرض ولكن المؤامرة الخارجية ستستمر وبأشكال وألوان مختلفة وستأخذ أكثر من طابع اقتصادي وسياسي وإعلامي شرس".

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها سقط خلالها اكثر من ثلاثة آلاف قتيل بينهم 187 طفلا على الاقل منذ 15 اذار/مارس بحسب الامم المتحدة التي حذرت من مخاطر وقوع "حرب اهلية". وتتهم سوريا "عصابات ارهابية مسلحة" بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.

«الناتو» خائف من حرب على سوريا ... وأوروبا خائفة من اقتتال أهلي

السفير



«حصان طروادة» قال رفيقنا الشيوعي محذراً من دور مرسوم لرئيس حكومة بلاده رجب طيب اردوغان، في تركيا والمنطقة، بما في ذلك سوريا.

الاتهام الذي أطلقه عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي التركي اركان باش، وهو يتحدث بهدوء وثقة في الشطر الآسيوي من مدينة اسطنبول، كان يمكن ان يكون مفاجئاً لمن كان يتتبع بانبهار، صولات وجولات اردوغان الاقليمية. لكن باش، بنظراته الحادة كأفكاره، والأداء المتواضع لحزبه في الانتخابات البرلمانية، كان مقتنعا عندما قال ان «الدولة في تركيا تخدم الامبريالية... ليس مهماً اذا كانت اسلامية او علمانية».

ومثلما هو الحال في تركيا، فان الامور حافلة بكثير من التناقض في بروكسل ايضا حيث تتجاور في هذه المدينة مباني الاتحاد الاوروبي، ومقر حلف شمال الاطلسي، المنتشي بما يعتبره إنجازه العسكري الابرز في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، من خلال حرب ليبيا، بعد سنوات الإخفاق الافغاني.

نشوة غذّت نظرية ما إن سقطت طرابلس وفرّ العقيد معمر القذافي، مفادها بان الممكن في ليبيا، ممكن ايضا في سوريا!

وللتذكير فان الازمة السورية شهدت انعطافتين بارزتين في الايام الاخيرة، مع اعلان تشكيل «المجلس الوطني السوري» المعارض، الذي يكاد يتشابه مع «المجلس الوطني الانتقالي» الليبي، والانعقاد السريع لمجلس الجامعة العربية، بطلب عاجل من مجلس التعاون الخليجي، بعد ايام على الفيتو المزدوج لروسيا والصين والذي أطاح، ولو موقتا، بفكرة التحرك الخارجي لاسقاط النظام في دمشق، على غرار ما جرى في طرابلس في آب الماضي بعدما توفر لها «الغطاء الشرعي» العربي.

في الجزء الثاني من هذا التقرير، محاولة لرصد المواقف مما يجري حول سوريا، من خلال لقاءات واتصالات أجرتها «السفير» مع مسؤولين حكوميين وحزبيين ومحللين في كل بروكسل واسطنبول وطهران وواشنطن.

لكن السؤال الابرز الذي يلح حول سوريا في ظل ما يجري في بروكسل تحديداً، كعاصمة اوروبية وعاصمة اطلسية ايضا، متعلق بما اذا كانت هذه الحرب ممكنة، ام لا؟ وهو سؤال يتداخل فيه السياسي بالعسكري بالمصالح والعرقيات والحدود... وبالغاز في شرق المتوسط.

«الناتو خائف». يقول بروكز تيغنر، المحلل في مجلة «جينز» الدفاعية لقضايا الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي.

من بعيد، تبدو المواقف ضبابية ازاء ما يجري في بروكسل. تختلط المفاهيم السياسية بانتهازيتها، بالمبادئ الانسانية باخلاقياتها... وفي التعامل مع احداث كالتي تجري في سوريا، يصير ما هو ضبابي...معقداً.

لنضع في الاعتبار التحذير الايراني الموجه الى كل اللاعبين، والذي اتخذ اشكالا متعددة في المرحلة الماضية، باعتبار استقرار سوريا، في صميم الامن الاستراتيجي لايران. ولنأخذ في الاعتبار ايضاً، مخاض الانسحاب العسكري الاميركي من العراق، مصحوباً بتقارب يثير حنق الأميركيين، وحلفائهم في المنطقة، بين بغداد ودمشق.

ولهذا، ولأسباب اخرى عديدة ومتداخلة، يقول تيغنر، وهو بالاضافة الى وظيفته في مجلة «جينز» الدفاعية، مدير للدراسات في مكتب «سوكيور» لتحليل سياسات الامن في الاتحاد الاوروبي، إنه لا يعتقد بإمكانية التدخل العسكري «الاطلسي» ضد سوريا.

ويقول تيغنر لـ«السفير» ان «الناتو خائف كثيرا من فكرة الذهاب الى سوريا.. المجتمع الدولي خائف ايضا... لكن الناتور تحديدا خائف».

لماذا؟ يسرد تيغنر سلسلة من الاسباب التي استقى مضامينها من الاوساط القيادية داخل حلف الاطلسي في بروكسل.

يقول اولا ان «سوريا دولة كبيرة جغرافياً، لديها جيش كبير ومنظم، واجهزة امنية ومخابراتية كبيرة ومنظمة بشكل او بآخر». ويتابع «هناك العديد من الجبهات المحيطة بها، وموقعها الجغرافي شديد التعقيد، حيث ان هناك العديد من النقاط الساخنة حول حدودها».

وبالاضافة الى مجاورتها لدولة اطلسية هي تركيا التي لها مشكلاتها الجغرافية والسياسية والعرقية، هناك ايضا تأثير الازمة السورية المحتمل، على لبنان وفلسطين واسرائيل، واحتمال تزعزع استقرار الاردن. ويشير ايضاً الى احتمال تحرك النزاع السني الشيعي في المنطقة، مع الدخول الايراني والسعودي المحتمل على مسار ازمة متفجرة في سوريا.

يقول تيغنر، مستنداً على محادثات اجراها مع دبلوماسيين في حلف الناتو، انهم ابلغوه «لن نذهب الى هناك أبداً أبداً... لا يمكننا ان نكسب مثل هذه الحرب».

لكن ذلك لا يعني ان حلف «الناتو» يقف مجرداً من الخيارات. ويقول تيغنر ان بامكان الحلف اذا فرضت الامم المتحدة حصارا اقتصاديا او بحريا على سوريا، ان يشارك في تطبيقه عبر اعتراض السفن وتفتيشها، خصوصا ان الساحل الشرقي للبحر المتوسط، محدود نسبياً من السهولة مراقبته.

ويقول ان مسؤولي «الناتو» كلما سئلوا عن سبب عدم لجوئهم الى العمل ضد سوريا، يقدمون سببين رئيسيين: اولا نحتاج الى تفويض من الامم المتحدة، وهو خيار يبدو حتى الآن متعثراً، والسبب الثاني ضرورة توفير غطاء اقليمي، مثلما جرى في الحالة الليبية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

«لا يمكن ان نربح حرباً كهذه» ينقل تيغنر عن همس مسؤولي حلف «الناتو»... فسوريا ليست كليبيا التي هي صحراء تسهل مراقبتها من السماء ومهاجمة الاهداف فيها بسهولة نسبية، ولا يوجد تركيز سكاني في غالبية مناطقها.

اما بالنسبة الى سوريا، فانها اكبر سكانياً واكثر تركيزاً، واكثر تعقيداً من ليبيا من الناحية الجيوبولوتيكية، اذا انها تختلف بطبيعتها الجغرافية وتركيبتها الطوائفية ايضا الداخلية، مع ضرورة مراقبة موقف الاكراد في سوريا نفسها وفي المنطقة عموما.

وبعدما يقول ان موقف الاكراد يثير هواجس تركية أكيدة، يقول تيغنر «انا واثق ان ممثل تركيا في حلف الاطلسي يقول لا للتدخل العسكري».

وعندما نسأله عن مواقف اردوغان وتصريحاته المتواصلة ضد سوريا، يقول محلل السياسات الأمنية في مجلة «جينز»، «هذه مجرد تصريحات سياسية... خلف الابواب الموصدة في الناتو، الاتراك، على الارجح، سيقولون لا للحرب... لو كنت اردوغان، هل كنت ستستدعي الحرب الى بلدك!؟».

لم يتبدد من الذاكرة الجماعية لكثيرين حول العالم ما جرى في العراق.. هذه «الهواجس العراقية»، وفشل العمل العسكري مهما قيل حوله، تحكم بشكل او بآخر مبادئ التفكير العسكري المرتبط بسوريا،كما يشير تيغنر.

«الناتو» واسرائيل والغاز

وماذا عن قضية حقول الغاز في شرق البحر المتوسط، ومدى ارتباطها بما يجري، او ما يمكن ان يحدث؟ يقول تيغنر «علينا مراقبة ذلك.. هذه قضية قد تتطور لاحقا.. الدول الآن تقوم بترسيم حدودها البحرية لضمان حصتها في موارد الطاقة.. واذا جرى العثور على حقول محتملة قبالة السواحل السورية، فإن الاحداث قد تتداخل مع بعضها البعض».

وماذا عن موقف «الناتو» في حال انفجرت مواجهة ما مع اسرائيل بسبب قضية مصادر الطاقة البحرية؟ يقول تيغنر «لا توجد اتفاقية تبادل الدعم العسكري مع اسرائيل تتيح الدخول بحرب من اجلها او الدفاع عنها، في حال انفجرت ازمة حقول الغاز... الناتو لن يتورط بشيء كهذا، لكنه سيكون انفجاراً كبيراً في المنطقة اذا حدث».

اما على الصعيد الاوروبي الرسمي، فان الصورة تبدو مربكة لاي مراقب. يندفع الاتحاد الاوروبي في خياراته «العقابية» ضد دمشق، فيما تقول النائبة في البرلمان الاوروبي أنيمي نويتز لـ«السفير» إنه «من الصعب فعلاً معرفة ما يجري في سوريا».

لكن نويتز، العضوة في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، وهي تقر بصعوبة المعرفة هذه، تسرد في الوقت ذاته، بالتفصيل كيف تحرك الاتحاد الاوروبي لمواجهة النظام السوري عبر استهدافه بالعقوبات، وتعترف في الوقت ذاته بان العنف الحاصل قد يقود الى «حرب اهلية»...على ابواب اوروبا.

وبعدما تقول نويتز ان «الوضع يمكن ان يتحسن من خلال الحوار السياسي وليس بعمليات القتل»، تشير الى «صعوبة تقييم الامور ومدى حجم المخاطر»، وتعترف بأن هناك قلقاً في الاوساط الاوروبية من «تصاعد العنف والذي يمكن ان يؤدي الى حرب اهلية، وهو ما لا نريده».

لكن الاوروبيين، تقول النائبة في البرلمان الاوروبي، والعضو في الحزب الليبرالي الديموقراطي الفلمنكي، «لا يريدون ايضا ان نمنح الاسد يداً طليقة ليتصرف على هواه».

وفي الوقت ذاته، تشير نويتز الى انها وغيرها من النواب الاوروبيين التقوا بشخصيات سورية معارضة، لكنهم لا يقيمون في سوريا نفسها، وبالتالي فان تفاصيل المشهد الداخلي غير واضحة تماما، بالنسبة لهم.

وعما اذا كانت «التجربة الليبية» تغري الاوروبيين بالتحرك عسكريا ضد سوريا، تقول «لا ارى كيف يمكننا ان نفتح جبهة جديدة... جغرافيا، سوريا تختلف عن ليبيا، وهي اكثر صعوبة واختلافا.. الفكرة مستبعدة تماما في الوقت الراهن».

لا تعرف نويتز ما اذا كانت هناك بالفعل عمليات تهريب للاسلحة الى سوريا وبعض الجماعات المعارضة، كما لا تعرف من هي كل الجهات المسؤولة عن عمليات القتل من الطرفين، ولا تعرف ايضا حجمها... وتطرح النائبة الاوروبية تساؤلات لاستجلاء الصورة اكثر، عن السيناريو الاكثر ترجيحاً لمسار الازمة السورية: فاما ان ينجح النظام في كبح الاحتجاجات، وانما ان نشهد خليطا من قمع الاحتجاج والمبادرة السياسية للتسوية الداخلية، واما ان يتفاقم العنف ويحصل انجراف الى حرب اهلية، وهو الاحتمال الذي تقول انها تخشاه ويخشاه الاوروبيون.

ومن جهتها، تقول ايلكا اوسيتالو، المسؤولة في خدمة عمل الشؤون الخارجية لشؤون الشرق الاوسط في الاتحاد الاوروبي، لـ«السفير»، ان «الخيار العسكري ليس مطروحاً على الطاولة... سوريا تختلف عن ليبيا».

تحرص على التأكيد على «وضوح السياسة الاوروبية تجاه سوريا» مذكرة بسلسلة العقوبات التي فرضت على دمشق، وصولاً الى مطالبة الاسد بالتنحي على الحكم، وبالعمل مع الامم المتحدة من اجل التحرك ضد النظام.

لكن عند سؤالها عن الخيار العسكري، تقول اوسيتالو «الخيار العسكري ليس مطروحا، وسوريا شديدة الاختلاف عن ليبيا»، مشيرة الى ان المعارضة السورية شددت على ان أي مرحلة انتقالية مستقبلية في البلد، يجب ان يقودها الشعب السوري، وهو ما اكد عليه البيان الرئاسي لمجلس الامن الدولي في آب الماضي».

كما اشارت الى انه حتى في مسودة عقوبات مجلس الامن التي استخدمت روسيا والصين الفيتو ضدها، لم تكن اجراءات كالتي شهدناها حول ليبيا، خصوصا فرض منطقة حظر جوي، مطروحة.

وحذرت من انه مع تفاقم العنف، فان الاوروبيين يطالبون النظام السوري بوقف العنف فورا، ويطالبون ايضا المتظاهرين بالحفاظ على الطابع السلمي لتحركهم، مضيفة ان «الصراع المسلح بين الطرفين سيكون كارثياً».

خاتمة

على الضفة الآسيوية لاسطنبول، ينتظرنا «جعفر» على المرفأ شاب شيوعي. الحي اكثر هدوءا واقل صخبا من الشطر الاوروبي للمدينة. جعفر يعاجل بالسؤال عن موقفنا من «الثورات» في المنطقة... وينتظر اجابة..

تتناوب القوى التقليدية على الحكم في تركيا منذ انقلاب الثمانينيات.. لكنه زمن حزب العدالة والتنمية الآن... وللحزب حساباته الخاصة.. «الامبريالية» يقول جعفر تريد الاستيلاء على التحركات الشعبية في المنطقة، او تحريكها من خلف الستار. المطلوب جلب جماعة الاخوان المسلمين» الى سوريا وغيرها.. يشير الى نوايا حزب العدالة والتنمية والـ«سي آي ايه».

في اللقاء مع اركان باش، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، لا تختلف اجواء النقاش عما يردده جعفر في الخارج.. يقول اركان باش «تركيا تريد الانسجام مع النظام العالمي الجديد... و«العثمانيون الجدد» و«الجمهورية الثانية» مصطلحات يجري الترويج لها لاستقطاب الدعم والتأييد من الاسلاميين والقوميين في تركيا. وخارجياً، تركيا مكلفة بـ«مهمة سوداء» في افغانستان ويوغوسلافيا السابقة والتحالف ضد ليبيا، واسرائيل لا تكفي وحدها لتحقيق اهداف الهيمنة الاميركية، وتركيا لديها الوجه المبتسم، ودورها في سوريا، التي هي على هامش النظام العالمي، ادخالها عنوة في النظام، واذا كان الاسد عقبة، يجب ان تجري ازاحته.

لم تعد تركيا كلمة واحدة حول سوريا، وربما لم تكن أصلاً ... الجهات السياسة والأمنية، كما السلطة والمعارضة وبعض القوى الداخلية، ليس على موقف واحد من الجار السوري.. لكن لهجة اردوغان صارت اكثر هدوءاً في الآونة الاخيرة.. هل هو ذلك الهدوء الذي ستتبعه عاصفة؟ هل صارت مصلحتها واضحة في فك التحالف الايراني ـ السوري في ما مرحلة ما بعد الانسحاب العسكري الاميركي من العراق؟ هل يذهب اردوغان بالمنطقة الى خراب وهو ينشد الزعامة والدور؟

صديقنا الشيوعي، عذراً اذا كنا لا نمتلك الاجابات.

اميركا بصدد إلهاء سوريا واستهداف إيران

قناة العالم الاخبارية

رأى النائب السابق في البرلمان اللبناني نزيه منصور، أن الولايات المتحدة وبعد فشلها المتكرر في مواجهة ايران باتت في المرحلة الاخيرة من المأزق الذي تعيش فيه لذا فهي تعمل حاليا لإلهاء سوريا واستهداف إيران.

وأوضح منصور في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية اليوم الاثنين، ان اميركا ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي تسعى جاهدة لاثارة الفتن في كل مناطق العالم بشكل عام وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص بهدف ايجاد شرخ وفتنة ضمن المجتمع العربي والاسلامي وابعاد كل الصراع والضوء وكل الماضي العدائي مع الكيان الصهيوني عبر ايجاد مواجهة بين المسلمين ضمن الصف الاسلامي وضمن الصف العربي الاسلامي والعربي الفارسي والسني الشيعي، ولم تكتف بهذا بل ذهبت الى ابعد من ذلك لاثارة الحروب الاهلية من قومية وقبائلية وعشائرية.

وأكد منصور أنه بعد الفشل الذي منيت به (اميركا) خلال هذه الفترة وخاصة في مواجهتها للثورة الإسلامية في ايران، فقد حاولت احتواء هذه الثورة منذ قيامها وفشلت كما دخلت عليها عبر الحرب التي شنها صدام على ايران لفترة ثمانى سنوات وفشلت كذلك حتى ذهبت الى الملف النووي ومنه الى ملف العقوبات وفشلت في كل هذه المحاولات أيضا إضافة الى فشلها في حرب تموز ضد لبنان، فكان لابد لها بعد هذا من ايجاد ملف قضائي عدلي وتسليط كل الاضواء باتجاه الثورة الاسلامية خاصة بعد الهاء واشغال سوريا التي تعتبر الحليف الاول لايران بالمنطقة بمشاكلها الداخلية تحت عنوان الديمقراطية وحقوق الشعب السوري.

واعتبر النائب السابق في البرلمان اللبناني، ان اميركا حاليا في المرحلة الاخيرة من المأزق الذي تعيش فيه لاسيما بعد تحول الارادة الشعبية في الصفوف العربية والاسلامية والذي سيكون لصالح الثورة الاسلامية ما يؤدي الى تشكيل جبهة مقاومة ومواجهة في المنطقة.

وأشار الى ان أميركا بصدد اسقاط الجمهورية الإسلامية لتجعل منها ازمة دولية، مؤكدا انها لن تنجح في ذلك، واعرب في نفس الوقت عن أسفه الشديد لأن بعض العرب بدأوا يتلقفون هذا الوضع الذي وصفه بأنه كرة النار التي ستلتهم هؤلاء الذين بدأوا يتغنون بهذا الملف ويحاولوا التصعيد من خلالهم.

وراى ان موقف القيادات السياسية بالمنطقة يختلف عن موقف شعوبها لذا فالرهان ليس على الأنظمة بل على حركة الشعوب.

وحول خطاب قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي الاثنين الذي قال فيه ان اميركا تسعى الى اثارة فتنة طائفية بين السنة والشيعة بالمنطقة يستفيد منها الغرب، أوضح نزيه منصور ان مواقف الجمهورية الاسلامية وخاصة استضافتها مؤخرا لمؤتمرين حول الصحوة بالمنطقة والقضية الفلسطينية، وكذلك الخطاب السياسي الايراني حتى في موضوع المزاعم الاميركية بشأن التخطيط لاغتيال السفير السعودي بواشنطن، تبين ان ايران ما زالت تمد اليد وتدعو كل القوى الاسلامية ومنها السعودية برغم كل الملاحظات الموجودة حول نظامها، وتقول (ايران) إننا على استعداد لأن نكون جميعا في نفس الخط وفي خط المواجهة كي لا نسقط في هذا الشراك الذي اوجدته الادارة الاميركية لتثبت الخلاف بين السنة والشيعة.

واشاد منصور بمؤتمر الصحوة الذي استضافته ايران وبالخطاب السياسي الديني الذي يتوجه به قائد الثورة الاسلامية وخطابات باقي المسؤولين الايرانيين، مؤكدا ان الرهان اليوم على الشارع الايراني اكثر من الشوارع الاسلامية الاخرى.

بان كي مون يدعو الأسد إلى وقف القتل «قبل فوات الأوان»

الشرق الأوسط

كرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس دعوته إلى الرئيس السوري بشار الأسد بوقف عمليات قتل المدنيين فورا والقبول بتحقيق دولي حول انتهاكات حقوق الإنسان. وقال بان في تصريحات من برن: «تتواصل عمليات قتل المدنيين. يجب أن تتوقف فورا». وحمل أمين عام الأمم المتحدة الرئيس السوري المسؤولية المباشرة لعمليات القتل، قائلا: «لقد قلت للأسد توقف قبل أن يفوت الأوان»، مشيرا إلى أن ثلاثة آلاف شخص قتلوا في حملة القمع التي يشنها النظام السوري. وجاء ذلك في وقت شككت فيه الإدارة الأميركية في قدرة الأسد على الاستجابة للمطالب الدولية وخاصة مطالب الجامعة العربية بالكف عن القتل وخوض حوار جدي مع المعارضة. وعبرت باريس عن الشكوك نفسها، حيث قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها «لا تثق» في وعود الأسد.

ومن برن، عبر بان عن استنكاره للقتل المتواصل في سوريا، قائلا: «من غير المقبول أن يقتل 3000 شخص»، مضيفا: «الأمم المتحدة تدعوه مرة أخرى إلى القيام بتحرك عاجل». ودعا الأمين العام الأسد كذلك إلى القبول بإجراء تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بعد أن أفاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن 3 آلاف سوري قتل حتى الآن. وأمر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أبريل (نسيان) بإجراء تحقيق في الوضع في سوريا، إلا أن دمشق منعت المحققين من دخول البلاد. وفي جلسة طارئة في أغسطس (آب) الماضي طالب المجلس بإجراء تحقيق آخر. وفي نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي قال رئيس فريق التحقيق إن فريقه يأمل في السماح له بزيارة سوريا رغم أنه لم يدخل بعد في اتصال مع السلطات السورية.

وقد تحدث بان مرات عدة مع الرئيس السوري وكرر هذه الدعوة خلال الأسابيع الماضية، لكن من دون جدوى. وقال بان كي مون الشهر الماضي إن بشار الأسد «لم يف بالوعود التي قطعها» في تنفيذ الإصلاح، مما يثير تساؤلات حول دعوة بان مجددا للأسد بالكف عن الحملة العسكرية ضد المعارضين السوريين.

وبينما اتصل بان مباشرة مع الأسد وأجرى اتصالات هاتفية عدة معه، كان الرئيس السوري قد رفض اتصالين من الأمين العام للأمم المتحدة هذا الربيع، لكن بعد ذلك تحدث القائدان. وقال ناطق باسم بان لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمين العام كان واضحا وقال تكرارا بأنه من الضروري أن توقف الحكومة السورية العنف وأن تدخل في حوار» مع المعارضة. وأضاف أن بان تحدث مرات عدة مع الأسد وأنه قد يتحدث إليه مرة أخرى ولكن لم يوجد هناك موعد محدد لذلك، لافتا إلى أن «الأمين العام دائما يبحث عن ما يمكنه القيام به للمساعدة، لا توجد خطط محددة الآن للخطوات المقبلة ولكنه يراجع الأمر الآن». ويجد بان كي مون نفسه أمام مطالب متزايدة باتخاذ موقف أكثر حزما حول ما يحدث في سوريا مع غياب اتفاق في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إصدار أي قرارات أو مواقف متحدة، مع المعارضة الروسية والصينية للتدخل في الشأن السوري. وقال الناطق إن «على المجتمع الدولي أن يتحدث بصوت واضح حول سوريا»، لكن حتى الآن من غير المتوقع حدوث ذلك.

ومع استمرار الأحداث في سوريا، تزداد المطالب للحكومة السورية بالكف عن الهجمات العسكرية وتهدئة الأوضاع. ورحب مسؤول من الخارجية الأميركية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» باجتماع جامعة الدول العربية حول سوريا ومطالبتها بفتح حوار مع المعارضة، لكنه شكك في أن تتوصل هذه الجهود إلى نتيجة ملموسة. وخرج اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب أول من أمس بدعوة إلى عقد «مؤتمر حوار وطني» في القاهرة خلال 15 يوما يشارك فيه ممثلون عن الحكم السوري وعن المعارضة.

وقال المسؤول الأميركي: «تلعب الجامعة العربية دورا فعالا ونحن نقدر الدعوة المتجددة إلى النظام السوري، لكن لا نؤمن بأن الحكومة السورية ستغير من النهج الذي تتبعه». وأضاف: «لقد أوضحت جامعة الدول العربية أن اجتماع (أول من أمس) جزء من جهود متواصلة وهذا دور بناء وإيجابي ولكن لا نتوقع تعامل سوريا بمصداقية» مع تلك الجهود.

من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن إعلان الرئيس السوري عن تشكيل لجنة تعد لدستور جديد، يفتقد إلى المصداقية في حين أكدت في المقابل دعمها للجهود التي تبذلها الجامعة العربية لإقامة حوار بين الحكومة والمعارضة. وقال برنار فاليرو الناطق باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي، إن إعلان الرئيس الأسد عن تشكيل لجنة كلفت الإعداد لمسودة دستور سوري «يفتقر إلى أي مصداقية، في الوقت الذي يواصل فيه النظام يوميا القتل والسجن والتعذيب».

وأضاف الناطق الفرنسي: «فرنسا ترحب بقيام الجامعة العربية مرة جديدة بالتطرق إلى الوضع في هذا البلد. نأمل في أن تتخذ الجامعة العربية القرارات الشجاعة التي تفرض نفسها لزيادة الضغط على السلطات السورية تمهيدا لوضع حد للقمع الدامي وتشجيع الانتقال السياسي».

موسكو وباريس تدعمان المبادرة العربية تجاه سوريا

الخليج



رفض المعارضون السوريون في القاهرة والجزائر البيان الختامي لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، الذي وضع خارطة طريق لحل الأزمة في سوريا، تتضمن حواراً بين النظام والمعارضة تحت قبة الجامعة، فيما تحفظت عليه دمشق واعترضت على تشكيل اللجنة وعلى رئاسة قطر لها، الأمر الذي رد عليه أمين عام الجامعة، نبيل العربي، بتأكيد تمسك وزراء الخارجية بالرئاسة القطرية للجنة الوزارية المعنية بإجراء اتصالات مع الأطراف السورية لعقد مؤتمر الحوار الوطني .

وقال العربي إن “رئاسة اللجنة تكون للدولة التي تترأس الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية”، وأوضح أن “رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم، سينقل التحفظ السوري على رئاسة بلاده للجنة الوزارية المعنية بالإعداد لمؤتمر وطني في سوريا إلى أمير قطر، لكن في الوقت ذاته، مجلس الجامعة يتمسك بالرئاسة القطرية للجنة” .

وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن دمشق لديها تحفظات على دعوة الجامعة، وتقول إنها قادرة على إدارة شؤونها وأمنها . كما رفضت المعارضة السورية بالقاهرة والجزائر قرار الاجتماع .

وبحث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو والعربي التطورات الأخيرة في سوريا، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية دعمها لدعوة الجامعة العربية، وأشادت ب”حرص الجامعة على عدم السماح بتدخل خارجي في شؤون سوريا” . وذكرت أن روسيا ستواصل جهودها لإنهاء الخلاف .

واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن إعلان الرئيس السوري بشار الأسد تشكيل لجنة تعد لدستور جديد، “يفتقد الصدقية”، وأكدت بالمقابل دعمها للجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية لإقامة حوار بين الحكومة والمعارضة .

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسد إلى وقف عمليات قتل المدنيين فوراً، والقبول بتحقيق دولي حول انتهاكات حقوق الإنسان .

على الأرض، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 24 شخصاً قتلوا في عمليات أمنية، بينهم 21 بين مدني وعنصر في شرطة المرور في حمص، وأعلن مقتل 11 جندياً خلال اشتباكات مسلحة . وأن عبوة ناسفة فجرها عناصر يعتقد أنهم “منشقون” في ريف إدلب، أسفرت عن مقتل ضابط وثلاثة جنود .

باريس تدعو الدول العربية إلى «تحمل مسؤولياتها» واتخاذ القرارات «اللازمة» إزاء سوريا

الشرق الأوسط

تعول باريس كثيرا على ما يمكن أن تقوم به الجامعة العربية وما تعلنه من مواقف من شأنها تحريك الوضع في سوريا، بعدما تراجعت الاتصالات في مجلس الأمن الدولي عقب فشل الغربيين في الخامس من الشهر الجاري في استصدار قرار يدين سوريا بسبب الفيتو المزدوج الروسي والصيني.

وحتى الآن، كان المسؤولون الفرنسيون يبدون «تحسرهم» على غياب الموقف العربي مما يجري في سوريا منذ 7 أشهر، ويقارنون بين صمتهم اليوم وموقفهم «الشجاع» في حالة ليبيا حيث وفر العرب الغطاء لمجلس الأمن الدولي ليضع يده على الملف الليبي عندما دعوه إلى «حماية المدنيين». وكانت هذه الجملة «ضرورية» للدول الغربية لاستصدار القرارين 1970 و1973.

وسارعت باريس في التعليق إيجابا على تناول الجامعة الملف السوري مجددا. غير أنها، عمليا، لم تدعم المبادرة العربية القائمة على الدعوة للحوار بين السلطة والمعارضة بإشراف الجامعة وفي مقرها في القاهرة وهو ما سارعت دمشق إلى رفضه. وفهم من بيان الخارجية الفرنسية الذي جاء فيه أن باريس «تتمنى على الجامعة العربية أن تتخذ القرارات الشجاعة التي تفرض نفسها من أجل زيادة الضغط على السلطات السورية...» وأن هذه المواقف «غير كافية» ولا تذهب بعيدا أو على الأقل إلى المدى المطلوب.

ولمزيد من الوضوح، قالت الخارجية الفرنسية أمس إنه «يتعين على الدول العربية أن تتحمل مسؤولياتها إزاء المأساة المستمرة منذ شهور في سوريا» وبالتالي «عليها اتخاذ القرارات اللازمة». ورفضت باريس أمس الإفصاح عما تعنيه بالقرارات «الشجاعة» أو «اللازمة» تاركة للدول العربية نفسها أن تقرر ما ستقوم به.

غير أن ما لم تقله باريس مباشرة قالته مداورة. فهي من جهة أكدت على موقفها القائل بأن نظام الرئيس الأسد فقد كل مصداقية للقيام بالإصلاحات المطلوبة وذلك ردا على الإعلان عن تشكيل لجنة لصياغة دستور سوري جديد. ويعني ذلك أنها تدعو العرب إلى التزام موقف متحفظ من وعود الرئيس الأسد الإصلاحية. ومن جهة أخرى، حثت باريس الدول العربية على «أخذ جهود المجلس الوطني السوري في الاعتبار» ما يمكن أن يفسر على أنه دعوة للعرب للاعتراف بهذا المجلس. وحتى الآن، امتنعت باريس عن اجتياز هذه الخطوة. وجل ما قامت به هو أن وزير خارجيتها آلان جوبيه صافح علنا برهان غليون، المسؤول المفترض عن المجلس وبسمة قضماني، الناطقة باسمه، بمناسبة اجتماع عام في مسرح الأوديون في باريس الأسبوع الماضي.

وقالت مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن باريس «ليست لديها مشكلة في الاعتراف بالمجلس الوطني السوري». غير أنها ترغب في أن تعطيه الوقت الكافي لينظم صفوفه ويضم إليه مزيدا من التيارات والتنظيمات ويبلور برنامج عمل سياسيا واضحا. وفي أي حال، تؤكد باريس أن مسؤولي المجلس ومنهم من يقيم في فرنسا بصفة دائمة «لا يطلبون اليوم الاعتراف».

وامتنعت المصادر الفرنسية عن تعيين مهلة زمنية محددة ستعمد بعد انقضائها إلى «عبور الخط الأحمر» أي الاعتراف ما يعني سحب السفراء وإغلاق السفارات. وفي أي حال، تسعى باريس لتنسيق المواقف خصوصا الأوروبية. وحتى الآن، يركز الأوروبيون جهودهم على فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على دمشق التي طالت في سلتها الأخيرة القطاع النفطي شراء واستثمارا، وستمتد أكثر فأكثر إلى القطاع المالي وليس فقط إلى المصرف التجاري السوري. والحال أنه حتى هذا الوقت، ليس ثمة إجماع داخل الاتحاد الأوروبي على خطوة قطع العلاقات.

غير أن المصادر الفرنسية أفادت بأن باريس «لن تتردد في اتخاذ خطوة كهذه ولو منفردة» في حال وجدت أنها ضرورية بسبب تطور الوضع الميداني واستفحال القمع وبقاء أبواب مجلس الأمن موصدة نظرا لمواقف بكين وموسكو. وبانتظار ذلك، فإن باريس الساعية إلى تنسيق المواقف تكثف اتصالاتها مع جميع الأطراف خصوصا العربية منها رغم أنها تعرف أن كلا منها مشغول بمشاكله الخاصة. وتنظر فرنسا إلى موقف دول الخليج التي كانت قد طلبت انعقاد اجتماع الجامعة على المستوى الوزاري وطالبت بسحب عضوية سوريا منه على أنه موقف «متقدم» يمكن البناء عليه لاحقا. كما أنها مستمرة في التواصل مع تركيا ومع بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية بحثا عن «استراتيجية موحدة» إزاء النظام السوري تفتقد إليها هذه الأطراف في الوقت الحاضر ما يشتت جهودها ويحد من فاعليتها.

من جهته، أعلن وزير الخارجية البرتغالي، باول بورتاس، أمس، أن المبادرة العربية لحل الأزمة السورية «يمكن أن تكون بنَّاءة»، موضحا أن نظيره الجزائري مراد مدلسي أطلعه على تفاصيلها خلال محادثات جمعت الوزيرين أمس في الجزائر. وقال الوزير البرتغالي في مؤتمر صحافي مع مراد مدلسي: «تبادلنا معلومات مهمة حول مقترحات الجامعة العربية عن الوضع في سوريا، وهو، كما يدرك الجميع، خطير». وتابع: «أطلعني الوزير على هذه المبادرة التي يمكن أن تكون بنَّاءة». وتترأس البرتغال حاليا لجنة العقوبات في الأمم المتحدة وهي أيضا عضو في مجلس الأمن الدولي.

وقال مدلسي من جهته: «تبادلنا المعلومات الحديثة حول الوضع في المنطقة العربية، خاصة في ليبيا وسوريا»، مضيفا: «نتمنى أن يتجاوز الإخوان في سوريا الأزمة التي يمرون بها، لكن تجاوز الأزمة يعني بالدرجة الأولى دول الجوار ويعني بصفة أوسع الدول العربية، بما أن سوريا تنتمي إلى هذا الفضاء».

الجزائر ضمن وفد سيتوجه إلى سوريا لرأب الصدع

الشروق اون لاين

كشف رئيس الدبلوماسية الجزائرية، مراد مدلسي، أن جامعة الدول العربية قررت إرسال لجنة وزارية مشكلة من وزراء خارجية 5 دول عربية، وهي الجزائر، مصر، عمان، السودان وقطر بصفتها الدولة التي تشرف على رئاسة الجامعة في الفترة الحالية، إلى سوريا، لإجراء محادثات بين طرفي النزاع في سوريا.

وأوضح مدلسي، انه سيتم تحديد موعد زيارة الوفد للأراضي السورية، خلال الأيام القليلة القادمة، وسيتحادث الوفد مع السلطات والرئيس السوري، بشار الأسد، و"سنبحث سبل التوصل إلى حل سريع ومرض للأزمة"، مشيرا إلى إمكانية إجراء المحادثات في مقر الجامعة العربية بالقاهرة.

وأكد وزير الخارجية في رده على أسئلة الصحفيين في الندوة التي عقدها مناصفة رفقة نظيره البرتغالي، باولو بورتاس، بإقامة الدولة بجنان الميثاق، بالجزائر العاصمة، أن "وفدا ليبيا متكونا من دبلوماسيين ومسؤولين بمن فيهم الأجهزة الأمنية، سيزور الجزائر قريبا"، واعتبر الزيارة أنها ليست نية أو مشروعا وإنما حقيقة، مشيرا في السياق ذاته أن "هذه الزيارة ستكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة للعلاقات مع السلطات الليبية الجديدة"، مشددا على أن الجزائر "مستعدة لتوسيع أرضية العلاقات إلى أقصى حد".

وحول المحادثات التي جمعته بوزير الخارجية البرتغالي، قال مدلسي إن "الزيارة جاءت من أجل بحث سبل التعاون والشراكة بين البلدين، وكذا للحديث عن التطورات الحاصلة في المنطقة وحول الشأن العربي، خاصة سوريا"، معلنا عن ميلاد لجنة عمل مشتركة بين الجزائر والبرتغال، يترأسها عن الطرف الجزائر، وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، محمد بن مرادي، لتحديد القطاعات التي سيتمكن البلدان من خلالها من دفع المتعاملين الاقتصاديين، وقال مدلسي"لقد قررنا إنشاء مجموعة عمل تهتم بتحديد القطاعات الأخرى التي يمكننا من خلالها دفع متعاملينا الاقتصاديين وتحديد آليات دعم جديدة لفائدتهم تكملة لتلك الموجودة"، مضيفا أنه بإمكان هؤلاء المتعاملين تقديم المزيد في التسهيلات التي يستفيد منها المتعاملون الاقتصاديون البرتغاليون في الجزائر.

ومن جهته، أكد وزير الخارجية البرتغالي، باولو بورتاس، أن العلاقات بين بلاده والجزائر"ليست وليدة اللحظة، بل هي علاقات وطيدة تعود لزمن بعيد، ونحن بالجزائر لدعم هذه العلاقات وتوسيعها لشمل مختلف القطاعات، وعلى رأسها المجال الاقتصادي". وقال باولو بورتاس عن موقف بلاده إزاء الأزمة الدائرة في سوريا، أن "البرتغال ضد سفك الدماء الخطير والمتصاعد في سوريا.

«المجلس الوطني»: ردنا الوحيد على مجازر النظام محاكمة بشار وماهر الأسد

الشرق الوسط

أعلن عضو المجلس الوطني السوري خالد الخلف، أن «الردّ الوحيد للثورة السورية على الجرائم التي يرتكبها النظام السوري هو إسقاط (الرئيس السوري) بشار الأسد وشقيقه ماهر وكل مرتكبي المجازر بحق الأبرياء في سوريا ومحاكمتهم»، مؤكدا أن «النظام وشبيحته يرتكبون القتل الممنهج بحق الثوار والمتظاهرين العزل، ومن بينها عملية اغتيال الرمز الكردي المعارض الشيخ مشعل تمو».

وقال خلف الذي يشغل أيضا منصب رئيس المجلس الإقليمي لمناهضة العنف والإرهاب ودعم الحريات وحقوق الإنسان، والمقيم بشكل مؤقت في تركيا لـ«الشرق الأوسط»: «منذ مدة اتصل بي مصدر من داخل النظام السوري، وأبلغني أنه تم اتخاذ قرار على مستوى بشار وماهر الأسد باغتيال أحد أبرز رموز المعارضة في الجزيرة السورية الموجودين في الداخل، وفهمت أن المستهدف بهذا المخطط هما رمزا المعارضة مشعل تمو ونواف البشير، وعندما تلقيت هذه المعلومات كنت في اجتماعات المجلس الوطني في إسطنبول، وحينها قابلت مساعد مشعل تمو الأخ سردار مراد واطمأننت منه على حياة الشيخ مشعل لأنه موجود في القامشلي ويقود المظاهرات، فأبلغني أنه بخير وبعد كل مظاهرة يختفي كي لا يتعرض للاستهداف». وأضاف «اعتقدت أن الشخص الآخر الذي هو في دائرة الخطر والمستهدف بمخطط الاغتيال هو نواف البشير الذي كان في المعتقل، وقد اجتمعت بالشيخ عبد الإله الملحم شيخ مشايخ سوريا، والشيخ محمد بن تامر المهيد وتناقشنا بالأمر، وبناء على المعلومات التي وردتني من المصدر الموجود داخل النظام، تمّ الاتفاق على أن أخرج على الإعلام وأعلن نبأ استشهاد نواف البشير تحت التعذيب.. لكن ما إن أعلنت نبأ استشهاده حتى اتصلت جماعة النظام بأهل نواف وطلبوا منهم أن يحضروا لمقابلته، وبالفعل حضروا وقابلوه في سجن شعبة الأمن السياسي في دمشق، وفي اليوم التالي أطلقوا سراحه ووضعوه تحت الإقامة الجبرية، والمفاجأة أنه عصر اليوم نفسه اغتالوا مشعل تمو».

واعتبر الخلف أن «استشهاد مشعل تمو كان خسارة كبيرة للثورة، لأنه كان عمادها ومحركها الأساسي في الداخل، لكن عزاءنا الوحيد في مشعل هو عهدنا إليه جميعا على أن ثمن استشهاده لن يكون أقل من إسقاط بشار وماهر الأسد وجماعتهما في النظام والشبيحة ومحاكمتهم، خصوصا أن بشار وماهر هما من أعطى الأمر لتصفيته»، مشيرا إلى أن «اغتيال مشعل أثبت صحة المعلومات التي وردتنا عن قرار بتصفية أحد رموز المعارضة».

وأكد الخلف الذي هو أحد مشايخ العشائر العرب، أن «هناك تأكيدا على وحدة صف العشائر العربية والإخوة الكرد لأن الشهيد تمو كان طرح علي شخصيا مشروع ميثاق شرف يوقع بيننا وبين العشائر ينص على تحريم دم أي فريق على الآخر، والعمل معا ويدا واحدة من أجل استعادة الحقوق المسلوبة التي اغتصبها النظام السوري من الكرد، عندما نقل البعض من أبناء العشائر من مناطقهم ووطنهم بأراضي الكرد ورغما عن إرادتهم».

وحذر الخلف من الأفكار التي بدأ يسوقها النظام السوري، عبر الادعاء أن الكرد سيطالبون بالانفصال وبدولة مستقلة بعد سقوط النظام، وقال «نحن على يقين بأن الإخوة الكرد يرفضون هذه الأفكار وهم عازمون على العيش في سوريا الموحدة من ضمن ميثاق احترام حق المواطنة، والتشبث بأرضهم من داخل الدولة السورية الحرة الديمقراطية، كما أن العشائر ملتزمون بهذا الميثاق، شرط أن يسمى ميثاق مشعل تمو الذي يحرم دماء السوريين بعضهم على بعض من كل الفئات والأديان والإثنيات».

مرجع أمني: لا نية لسوريا بخرق الحدود مع لبنان رغم الاحداث الاخيرة

النهار

رأى مرجع أمني لصحيفة "النهار" أن "البعض يساهم في تضخيم قضية مع سوريا، وان بعض الأطراف يصوّر هذا الفعل ويقارنه بالخروق الإسرائيلية".

وردا على هذا التفسير، شدد على انه "لا ينبغي الخلط في هذا الامر لان سوريا تبقى دولة شقيقة واسرائيل عدوة، والمطلوب منا في كل الاوقات الحذر والانتباه"، نافيا "وجود أي قرار عند الإدارة السياسية والامنية في دمشق باختراق الحدود اللبنانية من اي جهة، سواء في البقاع او في الشمال".

وتحدث هذا المرجع من موقع المتابع والمشارك في رسم العلاقات الامنية بين البلدين، ليؤكد ان "رسالة سوريا تشدد، رغم الاحداث التي تمر بها، على ان لا نية للخروق اصلا"، مضيفا أن "ما حصل أخيراً أن عناصر أمنية سورية كانت تطارد في الأماكن المتاخمة لعرسال مجموعة من المهربين، وبفعل التداخل في الأراضي بين البلدين على الحدود جرى تخطي الحدود اللبنانية لمسافة قصيرة أثناء مطاردة هذه المجموعات من المهربين"، نافيا "الرواية التي تقول ان القوات السورية أقدمت على قتل علي الخطيب في الأراضي اللبنانية، وان الرجل جرح في سوريا وتوفي في محيط عرسال"، مشيرا الى ان "ما أعلنه السوريون في هذا الخصوص هو أن ثمة مجموعات من المهربين تنشط بين المنطقتين منذ اعوام عدة، واستفادت من الاوضاع الاخيرة في دمشق، والى جانب هؤلاء، تقوم مجموعات منظمة بتهريب اسلحة، وتحرّكها جهات سياسية تناصب النظام السوري وقيادته العداء".

واشار الى ان "الجانب السوري سيرسل قريباً ملفاً مفصلاً عن تهريب الأسلحة من لبنان الى الجهات المعنية في بيروت بغية ضبط المنافذ إلى سوريا"، لافتا الى أن "الاخيرة لا تعارض في قفلها نهائياً"، علماً أن "الشكوى سترتفع لدى عدد لا بأس به من البلدات اللبنانية التي يعتاش قسم كبير من أهلها من التهريب".

ثورة سوريا تدخل شهرها الثامن والنظام يفشل في إجهاضها

إيلاف

قال عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان في تصريح خاص لـ"ايلاف" إن الأوضاع في ريف دمشق كانت الثلاثاء صعبة ومأساوية، وسط حصار واعتقالات بحثًا عن منشقين من الجيش من عناصر الجيش السوري الحرّ، موضحًا "أن مناطق سقبا - حمورية - كفر بطنا - جسرين - مديرة - مسرابا - شرقي حرستا - شرقي دوما - شرقي عربين، تشهد حملة أمنية هي الأشرس من نوعها منذ بدء الثورة".

وبيّن أن هناك "حصارًا كاملاً من قوات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والمخابرات الجوية وانتشار كثيف للأمن والشبيحة ضمنها مع انتشار القناصات على أسطح الأبنية والرشاشات الثقيلة على سيارات الجيش والأمن، وتم منع الأهالي والموظفين والطلاب من الخروج إلى أعمالهم ومدارسهم، وجرت عملية تمشيط كاملة للأراضي والبيوت واعتقالات عشوائية".

وقال "إن حملات دهم طالت عشرات الشباب من أهالي هذه المناطق بحثاً عن عناصر الجيش السوري الحر".

وأضاف "هناك أنباء عن أن هذه الحملة ستستمر أيامًا عدة حتى الأسبوع المقبل