- أقــلام وآراء إسرائيلي (271) الثلاثاء- 19/02/2013 م
|
- في هــــــذا الملف
- الاخطبوط من طهران.. والحرس الثوري الايراني في دمشق
- بقلم: أساف جبور،عن معاريف
- ايران تريد مصر.. و'القاعدة' تريد لبنان
- بقلم: تسفي بارئيل ،عن هآرتس
- لاجئو سوريا
- بقلم: د. غابي افيطال ،عن اسرائيل اليوم
- موت العميل أفضل
- بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
- صباح الخير يا عباسستان
- بقلم: ألوف بن ،عن هآرتس
|
- الاخطبوط من طهران.. والحرس الثوري الايراني في دمشق
- بقلم: أساف جبور،عن معاريف
- في اللغة الفارسية معنى كلمة 'نويس' هو شخص يسيطر على عدة مجالات. هذا هو اللقب الذي الصق بالجنرال حسن شاطري، ويتبين أنه كان يتناسب ومناصبه ومؤهلاته العديدة. كل هذا لم يساعده في ان ينجو من الاغتيال الذي تعرض له الاسبوع الماضي في كمين اعد له على طريق بيروت دمشق.
- حسام خوش نويس، هو حسن شاطري، الذي كان ابن 58 وأب لاربعة عند وفاته. وقد ولد في البلدة الصغيرة سمانان، بين طهران ومشهد، عاصمة اقليم خورسان والمدينة الثانية في حجمها في ايران. وكان بدأ حياته العسكرية في حرب ايران العراق التي استمرت ثماني سنوات. في العراق قاتل في الوحدات الخاصة للحرس الثوري الايراني وكان يعتبر مقاتلا متفوقا وبعد ذلك ضابطا مميزا. وقد أعجب قادته الذين رفعوه بسرعة. وبعد الحرب انضم الى قوة القدس التابعة للحرس الثوري والمسؤولة عن العمليات الخاصة خارج ايران. وفي العام 2001، بعد سقوط نظام طالبان في افغانستان المجاورة، ارسل شاطري الى هناك كي يكون مسؤولا عن المصالح الايرانية وقاعدة القوات العسكرية في الدولة. وفي العام 2006 ارسل الى لبنان وساعد في اعادة ترميم الاضرار التي خلفها الجيش الاسرائيلي هناك في أعقاب حرب لبنان الثانية.
- واقام شاطري 600 وحدة سكن للاجئين اللبنانيين الذين دمرت منازلهم في أثناء الحرب، ولكن رغم محاولة الايرانيين عرضه كرجل مهني في مجال الهندسة والبناء، الا انه كان عمليا نشيطا جدا في اعادة بناء قدرات المنظمة الشيعية العسكرية.
- تصفية عماد مغنية، رئيس أركان حزب الله الذي كان مسؤولا عن العلاقات بين ايران والمنظمة في العام 2008، وسع فقط صلاحيات شاطري الذي عمل كقائد لقوات الحرس الثوري الايراني في لبنان. وهذه حقيقة وجدت تأكيدها بعد موته عندما شبهه رجل الدين علي رضا بنهيان بمغنية وقال امام تابوته قبل دفنه في ايران ان 'الكثير من أفعاله ستبقى خفية الى الابد'.
- تلقى 200 مليون دولار
- د. علي نوري زاده، مدير مركز البحوث الايرانية العربية في لندن الذي بحث في دور شاطري وصفه بانه 'احد قادة قوة القدس في الحرس الثوري الايراني الاكبر'. واشار الى أن شاطري تلقى 200 مليون دولار في السنة من ايران لاعادة ترميم لبنان بعد الحرب. وقد وزع هذا المبلغ بحكمة بين الاغراض العملياتية والسياسية لحزب الله في لبنان. فقد رشا أعضاء برلمان، صحفيين وشخصيات عامة في لبنان مما أدى الى تقدم حزب الله على المستوى السياسي وبالتوازي أعاد بناء القوة العسكرية ورمم القدرات الصاروخية ومنظومة الدفاع الجوي لحزب الله وبعد ذلك نسق نقل السلاح من سوريا الى حزب الله في لبنان.
- غير قليل من الجهات فتشت عن رأس شاطري. وقد انكشف نشاطه أيضا للولايات المتحدة التي أدخلته في العام 2010 الى قائمة المسؤولين الايرانيين الذين قدموا مساعدات مالية وعملياتية لمنظمة حزب الله. كما ورد اسمه ايضا بين المشبوهين بالمشاركة والتخطيط لتصفية من كان يعتبر رئيس الوزراء ذا النهج العملي في لبنان، رفيق الحريري في العام 2005. وبقدر ما تقدم التحقيق الدولي الذي كان ينبغي أن يقرر من يقف خلف التصفية فان الطوق حول رقاب محافل في حزب الله وايران اشتد.
- واتخذ شاطري خطوة ساعدت على ادخال محافل عديدة في الحرس الثوري الى سوريا ولبنان. فقد تبنى اسما ثانيا، حيث أسمى نفسه حسام خوش نويس، وهكذا اتيحت له حركة حرة الى سوريا ايضا. ومع بداية الحرب بين الثوار وقوات الاسد عمل شاطري أو نويس عمليا كرئيس منسق الاعمال بين القوات الايرانية والقوات السورية.
- اختطاف المقاتلين وتصويرهم
- وافادت وسائل الاعلام الايرانية بان شاطري، الذي كان مسؤولا عن اعادة بناء لبنان، سافر من بيروت الى دمشق لعقد لقاء. وحسب تقارير اخرى وصل في طائرة مباشرة الى دمشق من طهران وبعد ذلك سافر الى لبنان. ولم يوسع الايرانيون في الحديث عن نشاطه في لبنان ولكن د. نوري زاده اشار الى ان شاطري كان مسؤولا عمليا عن التنسيق بين القوات في المثلث الذي يقاتل ضد الثوار في سوريا: قوات حزب الله التي اجتازت الحدود من لبنان الى سوريا كي تشارك في القتال، قوات الحرس الثوري الايراني المتواجدة في سوريا، وقوات الرئيس بشار الاسد.
- وكشف زاده النقاب عن أن شاطري اقام قوات ايرانية نظامية في سوريا وصفها بانها 'قوات البسيج' السورية، مثل الميليشيات المسلحة في ايران والتابعة للحرس الثوري. وتلك في سوريا تشكلت من ضباط ايرانيين من الحرس الثوري ومن مقاتلين لبنانيين ينتمون الى حزب الله وعراقيين موالين للنظام في طهران. ودربت القوات قوات ايرانية وبعد ذلك انتشرت في احدى ضواحي دمشق، قاتلت الثوار على نظام الاسد بل وتكبدت خسائر في اثناء المواجهات. واختطف 48 من مقاتلي القوة الخاصة التي اشرف عليها شاطري من قبل جماعات مسلحة صورتهم وصورت هوياتهم الايرانية للاثبات للعالم التدخل الايراني في الحرب في سوريا. أما في طهران فقالوا ان الهويات التي عرضت مزيفة.
- ويشير زاده الى أن هدف زيارة شاطري الى سوريا كان لقاء قادة القوات الايرانية هناك وفحص وضعهم في أعقاب المواجهات المتعاظمة مع الجيش السوري الحر.
- وقبل بضعة ايام من تصفية شاطري كانت تقارير عن شاحنات ذات لوحات تشخيص سورية سافرت داخل لبنان باتجاه معبر الحدود مع سوريا. وكانت الشاحنات تنقل سولارا كان مخصصا لقوات الاسد. واشار زاده الى أن شاطري مكث في لبنان ايضا كي ينسق عبور السلاح والسولار من لبنان الى سوريا.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- ايران تريد مصر.. و'القاعدة' تريد لبنان
- بقلم: تسفي بارئيل ،عن هآرتس
- 'اقترح عليك تبني النموذج الايراني والانضمام الى طهران لبناء ثقافة اسلامية جديدة'، كتب في رسالة بعث بها 17 مستشارا للزعيم الايراني علي خمينئي الى الرئيس المصري محمد مرسي. الرسالة التي نقلت عنها أمس صحيفة 'الشرق الاوسط' ووقع عليها ضمن آخرين المستشار السياسي الكبير علي اكبر ولايتي، وصلت الى مصر فيما سربت مصادر مصرية للصحيفة السعودية بان المخابرات المصرية نقلت الى مرسي تقديرا مفاده أن الضرر الذي سيلحق بمصر كنتيجة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع ايران أكبر مما سيحققه من مكسب. وضمن أمور اخرى يقول تقدير المخابرات المصرية بان استئناف العلاقة مع ايران من شأنه أن يمس بالعلاقات بين مصر والولايات المتحدة وحلفائها العرب. جس النبض العلني هذا لن يحسم في مسألة ترميم العلاقات بين مصر وايران والتي لا توجد الان على جدول الاعمال. فالصفعة التي تلقاها احمدي نجاد في اثناء زيارته الى القاهرة من مسؤولي الازهر الذين طلبوا منه الكف عن نشر الفكر الشيعي في مصر، والحذاء الذي رشق بها، هي مجرد تعبير دراماتيكي علني عن مزاج عميق، يرى في ايران دولة مهددة.
- وتشهد الرسالة الايرانية اكثر من أي شيء آخر على الجهد الدبلوماسي الايراني لجعلها منافسا محتملا في المعركة لاعادة رسم خريطة الشرق الاوسط بعد الثورة، وعلى الضغط الذي تفرضه التطورات في سوريا عليها. وأكثر مما هي موجهة الى مصر، فان الرسالة الايرانية تلمح للسعودية ولدول الخليج بان ايران ستبذل كل جهد ممكن كي تقضم من قوتها ونفوذها على مستقبل المنطقة وأنه بعد أن اصبح العراق، سوريا ولبنان جزءا من مجال النفوذ الايراني، فان المحور العربي التقليدي لم يعد هو الاخر محصنا. وذلك، عندما تعد ايران نفسها منذ الان للعام 2014 حين ستغادر القوات الامريكية افغانستان وتجعل هذه الدولة المضروبة بؤرة صراع للنفوذ السياسي بين الباكستان، السعودية وايران.
- بؤرتا نزاع تقلقان الان ايران. الاولى في العراق حيث يتعاظم احتجاج المناطق والقبائل السنية التي تهدد باسقاط نظام نور المالكي، حليف ايران، والثانية في سوريا ولبنان. ويبلغ رجال المعارضة العراقيون بأن ايران نقلت الى المالكي 6 مليار دولار لتمويل قمع بؤر التمرد السُنية، وأن قائد كتائب 'القدس' الايرانية، الجنرال قاسم سليماني، تعهد بارسال 50 ألف متطوع في وحدة البسيج للمساعدة في قمع الاحتجاج. ويمكن النظر بشك الى هذه التقارير، ولكن نشرها يدل على التوتر المتعاظم بين السُنة والاكراد وبين حكومة العراق وسيدتها ايران.
- تصنف ايران الازمة في سوريا كتهديد استراتيجي من شأنه أن يحطم مسار الوصول الاهم الذي لايران في الشرق الاوسط العربي. من ناحية ايران، فان سوريا ولبنان هما مجال نفوذ واحد، حيث تدور فيهما معركة قاسية بينها وبين السعودية وقطر، اللتين تمولان وعلى ما يبدو تسلحان قوات المعارضة. وايران التي تواصل دعم الاسد وتمويل نظامه بمبالغ كبيرة (مؤخرا فتحت خط ائتمان بحجم مليار دولار لاستخدام النظام)، هي شريك فاعل في المعركة على الارض. فقوات الحرس الثوري ومقاتلو حزب الله يعملون في الاراضي السورية على مستويين: المشورة والارشاد للقيادة العليا، والقتال ضد الميليشيات السُنية الراديكالية التي تنجح في السيطرة على مواقع وقواعد استراتيجية في الدولة. هذه المعركة تنتقل ايضا الى لبنان الذي يسكن في قسمه الشمالي باكتظاظ مواطنون سُنة يؤيدون المعارضة السورية وعلم في الاونة الاخيرة بان مقاتلي جبهة النصرة الراديكالية المتفرع عن القاعدة وصلوا الى جنوب لبنان ايضا وهم يحاولون اقامة قواعد في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. واذا كانت هذه التقارير صحيحة فمعناها ان حزب الله سيجد نفسه في معركة قاسية داخل لبنان ضد قوات مسلحة سُنية تقسيم ساحة الصراع بين سوريا ولبنان.
- وذلك عندما يستعد لبنان الى الانتخابات العامة التي ستجرى في شهر حزيران ومن المهم فيها لايران وحزب الله ضمان الأغلبية في البرلمان وعبرها استمرار السيطرة السياسية على الدولة. مراكز الضغط هذه تستدعي من ايران فحص الخيارات التي تحت تصرفها ومحاولة اقامة مراكز نفوذ جديدة في حالة سقوط الاسد ودخول العراق في صراع اهلي عنيف. ومن هنا الاهمية الكبرى التي توليها ايران للعلاقات مع مصر ومساعيها لان تقيم لنفسها قاعدة نفوذ في اليمن. مشكوك فيه أن تنجح جهودها، ولا سيما ضد السور المنيع الذي تنصبه السعودية. وفي نفس الوقت يبدو أن الدبلوماسية والتدخل العسكري الايراني ينجحان بالذات في تعزيز الحلف العربي ضدها.
- كان يمكن لمنظومة المصالح الايرانية الهشة، والموقف العربي المتبلور ضد ايران أن يخدما اسرائيل الان لو أنها كانت مستعدة لان تستأنف المسيرة السلمية واصلاح الشرخ مع تركيا. ولكن عندما تتقلص الرؤية الاستراتيجية الاسرائيلية الى مزيد من الشقق في المستوطنات، فان هذه الفرصة ايضا تمر عنها كمهب الريح الحار.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- لاجئو سوريا
- بقلم: د. غابي افيطال ،عن اسرائيل اليوم
- يُبنى الرد الطبيعي على ظواهر غير عادية عند البشر من طبائع الناس والمحيط الذي ينشأون فيه ولا سيما التاريخ الذي يحملونه على كواهلهم. وقد تظهر معاملة المواطنين الساكنين أو اولئك الذين تقلقهم حياتهم العادية، للاجئي الحرب أو الجوع، في احيان متقاربة على هيئة هز الكتف وحجج مقنعة وبخاصة لماذا نهتم بمواطنين آخرين يثقلون على الاقتصاد وعلى المستشفيات وعلى سلطات الرفاه.
- وهنا يأتي النظر التاريخي لاولئك المواطنين، أو أصح أن نقول: كيف تسلك الحكومة المنتخبة حيال قضية مثل استيعاب مواطنين سوريين من لاجئي الحرب في مستشفيات في البلاد. إن الطريقة السهلة المباشرة هي الرفض المطلق لأن سوريا بلد معادٍ. والطريقة التي هي أعقد هي النظر في التاريخ اليهودي، تاريخ العصر الحديث.
- كان لاجئو الحرب هم عشرات الآلاف الكثيرة من اليهود المنقذين من النيران الذين فروا من المحتل الالماني. وقد أبحروا في سفن مخصصة لنقل الدواب في البحر المتوسط وكانوا يبدون احيانا مثل قشرة جوز فوق الأمواج وآنذاك لقوا مضطهدا آخر حينما أُغلقت أبواب البلاد دون تفسير يريح العقل من جنود الانتداب البريطاني.
- نعود هنا الى المواطنين المحتشدين على حدود اسرائيل مع سوريا إثر حرب أهلية دامية يُذبح فيها الاولاد والشيوخ والاطفال على أيدي إخوتهم، من وجهة النظر الدينية على الأقل. اجتاز آلاف كثيرون الحدود الى تركيا، وآخرون الى الاردن. واسرائيل في الوسط. لست أستخف برواسب الماضي بل ولا يالاقوال الحماسية في هذا الوقت مثل 'بعد ان ننهي الثورة سنتجه اليكم أيها الأعداء الصهاينة'.
- إن الذاكرة الشخصية ما زالت تذكر ارتجاف الجسم بعد كل قذيفة سورية كانت تسقط قرب اماكن سكننا في حرب الايام الستة. والذاكرة التي تلتها تثير التعذيب الشديد حتى الموت حقا للطيار آفي لنير في الأسر السوري والحافلات التي تنتظر اجلاء سكان إصبع الجليل الى مكان آمن بعد بدء حرب يوم الغفران بيوم. ومع كل ذلك يجب على حكومة اسرائيل ان تجيء بخطة استيعاب للاجئين المحتاجين الى مساعدة طبية عاجلة ويجب في نفس الوقت دعوة العالم الحر والمستنير أو الذي يدعي أنه كذلك وأن تُطلب مشاركته.
- وما هي تلك المشاركة؟ لنتجه مثلا الى فرنسا وبريطانيا اللتين كانت سوريا في الايام العادية حليفتهما المستنيرة. إن النسبة في عدد السكان بين اسرائيل وفرنسا أو بريطانيا 1: 10 ولذلك اذا قبلت اسرائيل استيعاب 10 لاجئين جرحى فيجب على فرنسا وبريطانيا ان تستوعب كل واحدة منهما عددا من اللاجئين بحسب ذلك. وكذلك الامر مع الولايات المتحدة والمانيا ودول اخرى، وهنا تُحل مشكلة اللاجئين المساكين الشديدة.
- وحتى لو رفضت الدول المستنيرة فيجب على اسرائيل ان تستوعب قدر استطاعتها بشرط ان يعودوا الى بلدهم بعد العلاج إلا اذا تبين ان الموت ينتظرهم. وسيكون ممكنا ان يُضاء الحساب الاخلاقي بضوء ساطع لأنهم سيضطرون آنذاك الى مواجهة عدد من كبار معادي السامية في هذه الايام ممن يعيبون على دولة اليهود سلوكها غير الاخلاقي وليستوعبوا اللاجئين في اراضيهم. ومن الواضح جدا ان هذا لن يحدث لكننا سنكسب من ذلك على الأقل عدم الاضرار بمنعتنا الاخلاقية بصفتنا يهودا.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- موت العميل أفضل
- بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
- حُكم على سامر العيساوي في محكمة عسكرية بثلاثين سنة سجن، وأُفرج عنه في صفقة شليط واعتقل في تموز، وأُعيد ليُسجن عشرين سنة اخرى لأنه خرج من القدس، التي هي منطقة سكنه، الى الرام وراء الشارع. ويتم الابقاء على العيساوي حيا بالماء والملح منذ آب. وأبلغت عميره هاس عن وجود 13 ممن أُفرج عنهم بصفقة شليط أُعيدوا الى السجن بحسب اجراءات اتُخذت سرا، وأخفوا على أكثرهم 'الأدلة التي فحصت اللجنة عنها'. ووسائل اعلامنا غير مكترثة. فالسجناء الفلسطينيون مجهولون دائما وفيهم ايضا المضربون عن الطعام.
- لم تُصر وسائل الاعلام على بث التقارير عن موت بن زغيير ايضا. فقد اعترف رونين بيرغمان من صحيفة 'يديعوت احرونوت' في التلفاز بأن صحيفته التي استأنفت بشأن موت زغيير، لم تُجهد نفسها حقا. وبعد اسبوع ما زال زغيير يشغل الجمهور بواسطة التقويات. إن روني دانيال وأمنون ابراموفيتش (من اليمين واليسار) يُهدئان جأش الشعب المتأثر: 'كان عندنا محامون ذوو شأن'، و'هو لم يكن ذا شأن'.
- ويسود كل ذلك كليشيه أن 'الرقابة غير ممكنة في عصر الشبكات الاجتماعية'. أهي غير ممكنة؟ لم تُفد أية شبكة اجتماعية عن اعتقال زغيير في منتصف 2010 ولم تُبلغ أية شبكة اجتماعية عن موته ايضا في نهاية 2010 ما عدا 'واي نت' وأُخضع ذلك للرقابة فورا. وفي يوم الثلاثاء الماضي فقط بعد ان نشر التلفاز الاسترالي التحقيق انفجرت القصة هنا.
- اليكم اسئلة عن سجناء مجهولون باعتبارهم مثلا لاستهلاك المعلومات الذي يملي على وسائل الاعلام برنامج عملها. ما الذي يحب الاسرائيليون معرفته؟ هل هو إضراب السجناء الفلسطينيين عن الطعام؟ أم فضائح في الجماعة الاستخبارية؟ أم اجراءات قضائية سرية؟ أم منتحر 'منا' في السجن؟ ورتبوا أنتم مستوى الأدرينالين عند مستهلك المعلومات لأنه في نهاية الامر ما الذي يوجد في اعترافات مصورة لرؤساء 'الشباك' في الطريق الى هوليوود في شأنٍ ما يفترض ان يعرفه كل انسان نزيه بعد 46 سنة احتلال في لقاءين أو ثلاثة مع سجناء مُفرج عنهم على مبعدة خمس دقائق من كفار سابا أو الطالبية؟ إن كل من رأى كيف تتم محاكمة عسكرية في المناطق يدرك كيف حُشر في السجون عشرات آلاف الفلسطينيين مدة 46 سنة من غير أدلة وبمساعدة التعذيب في مرات كثيرة.
- إن سور عدم الاكتراث عندنا أثخن من جدران السجون. هنا نشأت قسوة القلب الاسرائيلية، وفي اليسار ايضا فيما يتعلق بالحق في البراءة. وعلى مر السنين تحول الاسرائيلي الى قاض عسكري صغير أو سجان أو رجل 'شباك' الدليل الذي يكفيه هو 'يقولون انه...'.
- هل تأثرتم بزغيير حقا؟ ستهدأ نفوسكم فورا اذا لم تهدأ بعد. فوسائل الاعلام تبيع معلومات. وهي مؤثرة اذا تم الكشف عنها 'فجأة'، وبشرط ألا نسمع شيئا بعد ذلك وقبله. ومن هنا تأتي حملات مبيعات الكشوفات الصحفية الغريبة: فيوفال ديسكن يُحدث رفيف دروكر عن ان الجيش خدع الشعب بعد خريف 2000 فيما يتعلق بمؤامرات ياسر عرفات الذي اتهمته وسائل اعلامنا في تشرين الاول بتأجيج الانتفاضة الثانية. ما الذي تقوله؟ وكأننا لم نكن هنا وكأننا لم نرَ كيف نشأت الخدعة بالتدريج على ألسن صحفيين يشربون في عطش دعاية الجنرالات ويسقون مستهلكي وسائل الاعلام ما بقي عنهم؟.
- في نهاية ايلول 2000 تفاخر رئيس هيئة الاركان شاؤول موفاز بأن الجيش الاسرائيلي قدّر مسبقا بل استعد لعصيان (وحول العصيان الى حرب). وتلقت الصحافة العصيان في خريف 2000 على أنه 'مفاجأة'، حتى إن ملحق صحيفة 'هآرتس' نشر سريعا تقريرا عن 'اليسار الخائب الأمل'. والآن 'يكشفون' فجأة عن الحقيقة وهي 'خدعوكم'. إن هذا هو المكان الذي تتحول فيه المعلومات الى سلعة جيدة.
- إن مستهلك الأخبار لا يحب الحقيقة حقا بل يحب الكشف المفاجيء المتأخر بالطبع بحيث لا يمكنه ان يفعل شيئا في الأمر، مثل التقارير عن زغيير الى ان تقع الحادثة المؤثرة التالية بواسطة الاخفاء والكشف والاخفاء والكشف. ان هذه جمالية حوانيت ملابس داخلية للنساء.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- صباح الخير يا عباسستان
- بقلم: ألوف بن ،عن هآرتس
- تشهد جميع الدلائل بأن الفلسطينيين يوشكون ان يعودوا الى مقدمة برنامج العمل الاسرائيلي، برغم ملل الجمهور والساسة المُظهر من 'الشأن السياسي'. فهنا يوجد كلام خافت من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على سلام وهناك طلب ائتلافي لتجديد التفاوض، وهنا تقترب زيارة الرئيس براك اوباما، وبين أيدي ذلك يتضعضع الوضع الراهن الهاديء في المناطق، وتصبح الانتفاضة الثالثة أكثر تهديدا مما كانت من قبل. في كل تركيبة ائتلافية يثبت، ستبحث حكومة نتنياهو القادمة عن طريقها لتجديد المحادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. فالضغط الدولي والغليان على الارض يقودان الى هناك.
- لكن لنفترض ان التفاوض سيُجدد؛ فيم سيتحدثون هناك؟ أصبحت الصيغة القديمة 'الارض مقابل السلام' تبدو أبعد مما كانت من قبل. فنتنياهو يعارض كل تخلي عن ارض بحجة ان كل ارض ستخليها اسرائيل ستتحول فورا الى 'قاعدة ارهاب ايرانية'. ويُصر ايضا على ان يظل الجيش الاسرائيلي موجودا على الاردن مسيطرا على حدود الفلسطينيين الخارجية. وإن تقلبات الربيع العربي وخطر انهيار النظام في الاردن يعززان في الظاهر موقفه وهو انه لا ينبغي المخاطرة الآن.
- لا يبدو اخلاء المستوطنات ايضا مخرجا سهلا لنتنياهو. فائتلافه سيصعب عليه أداء عمله، وسيتمرد أعضاء حزبه، ويرد الفلسطينيون بعدم حماسة. وسيتجه نتنياهو هذا الاتجاه فقط اذا تم تلقيه باملاء امريكي لا مناص منه (كما حدث مع اريئيل شارون في 2003 فأدى به الى الانفصال عن غزة كما شهد مستشاره دوف فايسغلاس).
- اذا لم توجد انسحابات ولا اخلاءات فماذا يبقى؟ يبقى شيء واحد وهو تفاوض في اعتراف اسرائيلي وامريكي بالدولة الفلسطينية التي أُعلنت في نهاية السنة الماضية في الجمعية العمومية للامم المتحدة. وفي وجود الصيغة التي تُمكّن نتنياهو واوباما من الرجوع عن التصويت المضاد وقبول فلسطين دولة مستقلة مُحادثة في محادثات في المستقبل في التسوية الدائمة. أي ان الحديث عن كلمات لا عن ارض.
- إن التفاوض في الاعتراف بفلسطين سيمنح نتنياهو زمنا وهدوءا ويُخلص اسرائيل من عزلتها الدولية. وسيحظى عباس بانجاز وتركة باعتباره أول رئيس لفلسطين المستقلة. وسيملأ اوباما جائزة نوبل العقيمة التي حصل عليها، بمضمون. ويستطيع الاوروبيون أن يُبينوا ان امريكا سارت مرة اخرى في الطريق الذي مهدوه لها. وسيغضب شركاء نتنياهو اليمينيون لكنهم لن يُنحوه عن الحكم.
- يدل النظر في تصريحات نتنياهو على انه لا يرفض هذا المسار، فقد كانت معارضته لاعلان فلسطين في الامم المتحدة اجرائية لا جوهرية. وقد عارض ان يكون الاجراء الفلسطيني من طرف واحد ولم يعارض مجرد رفع العلم. وكرر نتنياهو في الاسبوع الماضي التزامه بخطبة بار ايلان، 'دولتان للشعبين دولة فلسطينية منزوعة السلاح، تعترف بالدولة اليهودية'. وهو لا يرى غضاضة من احراز هذه النتيجة بمحادثات لا بارغام دولي. وهكذا يستطيع ان يقول انه يفي بوعود بار ايلان.
- يحتاج نتنياهو الى تعويض من اوباما ومن عباس ايضا مثل خطوة امريكية ما مضادة لايران، وموافقة فلسطينية على عدم الادعاء على اسرائيل في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وسيلقاه طلب تجميد المستوطنات وسيحاول ان يدفعه عنه على أحسن صورة باقتراح تعليق طلبه اعترافا فلسطينيا باسرائيل على أنها 'دولة الشعب اليهودي'، أي عائق في مقابل عائق.
- سيصعب على عباس ان يرفض التباحث في الاعتراف بفلسطين مع تأجيل الاشتغال بالحدود والارض والقدس واللاجئين. فقد اتجه للحصول على اعتراف الامم المتحدة بدولة بلا حدود وسيصعب عليه ان يُفسر لماذا يطلب أكثر من ذلك الآن. وسيقول له نتنياهو واوباما انهما في الحاصل ينفذان مطلوبه.
- لهذا الاقتراح نقاط ضعف كثيرة فهو لا يغير الوضع على الارض. وستنشأ 'عباسستان' في عدد من الجيوب المعزولة المحاطة بحواجز الجيش الاسرائيلي ومستوطنات اسرائيلية، وسيستمر الصراع على الارض بكامل قوته بعد ان تعترف اسرائيل بفلسطين ايضا. لكن الاعتراف في الظروف القائمة يمنح جميع المشاركين مخرجا مريحا ويمنح نتنياهو وعباس تركة مشتركة.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ