النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 334

  1. #1

    اقلام واراء عربي 334

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.gif[/IMG]


    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age005.gif[/IMG]


    في هـــــــــذا الملف :


    • هل تستعجل إسـرائيل «الانتفاضة الثالثة» أم تخشاها؟
    • عريب الرنتاوي عن الدستور
    • أوباما في إسرائيل لتجنب الحرب مع إيران
    • هدى الحسيني عن الشرق الأوسط
    • حافة الانتفاضة الثالثة
    • د. فايز رشيد (كاتب فلسطيني) عن القدس العربي
    • 'نتنياهو والإنتفاضة الثالثة
    • محمد يعقوب عن القدس العربي
    • بروتوكولات صبرا وشاتيلا..!
    • نواف الزرو عن العرب اليوم
    • دولة هرتزل اليهودية
    • موفق محادين عن العرب اليوم
    • مستقبل فلسطين في الثورات العربية
    • عبد العالي رزاقي عن الشروق الجزائرية
    • لم تقتل إسرائيل مائة ألف سوري!
    • عماد الدين أديب عن الشرق الأوسط
    • لماذا يزور أوباما المنطقة؟
    • طارق الحميد عن الشرق الأوسط
    • إذا كان هذا هو الربيع.. فما شكل الخريف؟!
    • سليمان جودة عن الشرق الأوسط
    • اسـرائيل تنتظر سقوط مرسي.. ونهاية الاسد
    • المحامي سفيان الشوا عن الدستور
    • زمزم أمام شورى الإخوان : «4» سيناريوهات متوقعة!
    • حسين الرواشدة عن الدستور
    • زيارة أوباما وخيبة الأمل
    • جيمس زغبي عن السفير
    • أدوار أمـيـركـيـة تـتـغـيـر
    • جميل مطر عن الشورق المصرية
    • كيري في ظل أوباما
    • هشام ملحم عن النهار اللبنانية
    • الصراع الروسي- الأميركي في الشرق الأوسط
    • د.حمود الحطاب عن السياسة الكويتية
    • موجة الاغتيالات المقبلة
    • نبيل شرف الدين عن المصري اليوم


    هل تستعجل إسـرائيل «الانتفاضة الثالثة» أم تخشاها؟
    عريب الرنتاوي عن الدستور
    تعتقد أوساطٌ في السلطة الفلسطينية، أو يطيب لها أن تعتقد، بأن إسرائيل تستعجل اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، وأنها تعمل كل ما بوسعها لاستدراج الفلسطينيين إلى هذا “الفخ”، أو “المؤامرة”..والهدف إغراق الفلسطينيين في بحر من الفوضى، وتحميلهم وزر انهيار المحاولات الجديدة لإحياء عملية السلام، والإفلات تأسيساً على ذلك، من قبضة الاستحقاقات التي تنتظر إسرائيل ويتعين عليها الوفاء بها.

    لكل هذه الأسباب مجتمعة، تؤكد القيادة الفلسطينية صُبح مساء، بأن أحداً لن يستيطع استدراجها إلى هذا “المربع”..وأن الشعب الفلسطيني لن يعود للمربع الأول..فيما “الانتفاضة الثالثة” خط أحمر لا يجوز تخطيه..وثمة فيض من التعهدات و”التهديدات” بقمع أي مسعى لإطلاق “انتفاضة ثالثة” صدرت عن المستويين الأمني والسياسي الفلسطينيين في الأيام والأسابيع والأشهر القليلة الفائتة.

    نحن لا نأخذ بهذه “الفرضية” أبداً، ولا نصدق مهما “تغلّظت الأيمان” بأن إسرائيل تستعجل اندلاع الانتفاضة الثالثة..إسرائيل لا تريدها، حتى لا أذهب أبعد من ذلك وأقول بأنها تخشاها..وتقارير الجيش الإسرائيلي المُحذرة من اندلاع انتفاضة ثالثة في متناول الجميع على أية حال، وتصريحات كبار المسؤولين الأمنيين، تذهب في الاتجاه ذاته، وهي علنية ومنشورة بمختلف اللغات..أما زيارة إسحق مولخو إلى المقاطعة لنقل رسالة نتنياهو إلى الرئيس عباس، فقد اقتصرت على بند واحد: إمنعوا التوتير والتصعيد، إفعلوا ما بوسعكم من أجل قطع الطريق على انتفاضة ثالثة.

    ليس هذا فحسب، فما أن لاحت في الأفق بوادر وإرهاصات انتفاضة تقرع الأبواب، حتى هبّ نتنياهو إلى تقديم رزمة من “التعهدات” و”التسهيلات”، قرر تسريع الإفراج عن بعض الأموال المجمدة، وأشاع معلومات وتسريبات عن النية للإفراج عن بعض أسرى فتح ومعتقليها..وثمة وعود بتسهيلات إضافية لحركة المواطنين في غير اتجاه...وثمة فيض من التحليلات في الصحف الإسرائيلية تذهب جميعها صوب التأكيد على ضرورة تحويل أموال الضرائب لتتمكن السلطة من تسديد رواتب الأجهزة الأمنية، حتى لا يفقد منتسبوها حافزيتهم للقيام بدورهم، فيرتد ذلك على أمن إسرائيل واستقرار مستوطنيها.

    من نصدق إذن؟..التقديرات الفلسطينية التي تنظر للانتفاضة الثالثة بوصفها مؤامرة إسرائيلية يُراد فرضها على الشعب الفلسطيني..أم التقديرات الإسرائيلية التي تتحدث عنها بوصفها تعبيراً عن الضيق واليأس والإحباط، لها من الأسباب ما يكفي للتنبؤ بقرب اندلاعها، وربما على نطاق واسع ؟!.

    قد لا تأخذ الانتفاضة الثالثة، شكل الانتفاضة الثانية..وربما لا تكون هناك مصلحة أو جاهزية فلسطينيتين لإعادة انتاج الانتفاضة الثانية..لكن ماذا عن الانتفاضة الأولى، أليست فعلاً جماهيرياً سلمياً، استبق الربيع العربي وألهمه..ألم تنجح انتفاضة الحجارة في تفكيك أطواق العزلة والحصار عن الشعب والقيادة والقضية..لماذا لا تذهب أذهاننا عند ذكر الانتفاضة سوى للانتفاضة الثالثة، وما رافقها من ارتفاع في منسوب العسكرة والتسلح، ألم يبتدع الشعب الفلسطيني أشكالاً ومستويات من الانتفاضة والمقاومة، أذهلت العالم من حيث حنكتها وفعاليتها وعبقريتها؟..أليست المقاومة الشعبية السلمية، ضرباً من ضروب الانتفاضة، أو بالأحرى، ألم تكن الانتفاضة الأولى ضرباً من ضروب المقاومة الشعبية السلمية التي تدعو لها القيادة وتحظى بإجماع الفصائل الفلسطينية، لماذا نرفض الانتفاضة وتدعو للمقاومة الشعبية؟!.

    هل ثمة من يخشى شيوع حالة من الفوضى وانتقال الانتفاضة سريعاً إلى السلاح؟..هل يمكن التعامل مع “احتمال” كهذا؟..هل يمكن منع الفوضى وضبط الإيقاع للحراك الشعبي؟..هل يمكن التوافق وطنياً على رسم إيقاعات العمل الجماهيري والمقاومة الشعبية، بحيث تصب الانتفاضة في صالح الشعب وخدمة قضيته بدل أن ترتد وبالاً عليه؟.

    لقد بذلت السلطة جهداً جباراً من أجل أن تدين لها رقاب الفصائل والكتائب والعصائب والأفواج والسرايا..والأرجح أنها لا تريد لعقارب أن تعود إلى الوراء..الأرجح أن ثمة في أوساط السلطة، من يشعر بالتهديد، إن خرج المارد الشعبي من قمقمه..الأرجح أن الانتفاضة قد تكون “مؤامرة” على هؤلاء ومصالحهم ونفوذهم وسلطتهم وسطوتهم، ولكنها أبداً، لن تكون وبالاً على الشعب وقضيته، بل أحسب أنها وحدها المحرك الأساس الذي بمقدوره أن يدير عجلات حل القضية وإنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق.

    وعلى الذين يتهددون ويتوعدون إسرائيل بدفع أثمان مواقفها وممارساتها الاستفزازية ضد أسرى الشعب وحقوقه، أن يخبرونا ماذا هم فاعلون، وكيف بمقدورهم أن يجبروا إسرائيل على النزول لمطالب الشعب الفلسطيني وتطلعاته وحقوقه...عليهم أن يخبرونا كيف يمكن الخروج من حالة الانسداد و”الموات” التي يعيشها الخيار التفاوضي وطريق “حل الدولتين”..عليهم أن يشرحوا لنا الأسباب التي يمكن – من وجهة نظرهم – أن تدفع إسرائيل للجلاء عن الأرض المحتلة.

    والمؤسف حقاً، أن وضع غزة اليوم، ليس أفضل كثيراً من وضع الضفة الغربية، فحسابات السلطة هناك، تكاد تقترب من حسابات السلطة هنا..الكل يريد أن يبقى في السلطة، والكل يريد أن يُبقي الفلسطينيين في منازلهم، ويخشى نزولهم للشارع..ولقد برهنت السلطتان (المحتلة والمحاصرة)، وبمناسبات مختلفة، أنهما تخشيان الحراك الشعبي المستقبل، فلا وظيفة للجماهير في نظرهما سوى المشاركة في احتفالات التأسيس والانطلاقة، وإحياء هذه الذكرى و تلك المناسبة.



    أوباما في إسرائيل لتجنب الحرب مع إيران
    هدى الحسيني عن الشرق الأوسط
    ركزت التعليقات الإعلامية الأميركية بالنسبة لزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما المرتقبة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن الشهر المقبل، على أن الإدارة الأميركية في عهدها الجديد ستركز على عملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية. ورأى كثير من المعلقين أن أوباما سيعمل على إعادة إحياء مفاوضات السلام في فترة ولايته الثانية، أو سيؤكد التزامه بإيجاد أرضية مشتركة بين الطرفين.
    لكن، بالنظر إلى أن أوباما سيمضي فقط ساعتين مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، وأن السلطة علمت عن هذه الرحلة عبر وسائل الإعلام، وليس عبر اتصال مباشر من البيت الأبيض، فإنه من غير المحتمل أن يكون مصير الفلسطينيين هو الذي شد أوباما إلى هذه الرحلة.
    الصحافة الإسرائيلية من جهتها أشارت إلى أن الرئيس الأميركي قادم لمناقشة الفلسطينيين، وسوريا وإيران. إذن، إيران هي الهدف الأساسي لزيارة الرئيس.
    رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد قال خلال كلمته في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن ربيع عام 2013 هو الموعد الرئيسي مع إيران!
    وحسب مصدر أميركي مطلع، فإن الرئيس الأميركي يريد أن تدعم إسرائيل «حوار تقارب» بين الولايات المتحدة وإيران، يسمح للجمهورية الإسلامية بالاحتفاظ ببرنامجها النووي.
    وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن هدف الرئيس أوباما من أول زيارة له إلى إسرائيل هو الضغط على حكومة نتنياهو للموافقة؛ أو على الأقل لحملها على أن لا تعارض علنا جهود المصالحة الأميركية مع طهران.
    وحسب هذه المصادر، يريد أوباما تجاوز نتنياهو، في محاولة إقناع النخب الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة وحدها يمكن أن تنقذ إسرائيل وتضمن مستقبلها، وبأن أوباما الذي يريد التزاما من إسرائيل بعدم التدخل في سوريا، يعمل منذ فترة للتوصل إلى اتفاق مع إيران بحيث تحتفظ ببرنامجها لتخصيب اليورانيوم إنما تحت إشراف دولي، وأضافت: «البيت الأبيض، بعد سنوات من نقل رسائل عبر تركيا، وبالذات عن طريق رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان، على استعداد لإجراء حوار مباشر رفيع المستوى مع طهران».
    وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قال ذلك صراحة في مؤتمر ميونيخ هذا الشهر، وجاء رد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي بالرفض، أما رد محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية، فكان إيجابيا! يبدو أن أوباما يشعر بالقلق من أن تحاول إسرائيل نسف هذه الاتصالات بشكل مباشر أو غير مباشر عبر الكونغرس.. لذلك، طلب البيت الأبيض من إسرائيل اتخاذ الترتيبات اللازمة كي يتمكن أوباما من مخاطبة جمهور لا يقل عدده عن الألف، يتم اختياره بشكل مدروس، لأن أوباما قادم إلى إسرائيل لسبب رئيسي؛ وهو إيران، في وقت يحاول فيه نتنياهو تشكيل حكومة تحالف جديدة. العديد من كبار الشخصيات الأمنية في الحكومة السابقة فقد مواقعه بسبب وجهات نظره المعتدلة. الأغلبية كانت تعارض توجيه ضربة إلى إيران. وهي نجحت في منع نتنياهو لأكثر من مرة من الإقدام على هذه المغامرة.
    يشعر أوباما بأن نتنياهو سوف يعين وزراء أمنيين على استعداد للذهاب معه إلى الحرب. مجرد هذا الاحتمال دفعه إلى المجيء شخصيا إلى إسرائيل لإبلاغ القيادة السياسية والشعب الإسرائيلي، بأنه يجب تجنب الحرب ضد إيران، على الأقل ليس قبل أن يقرر الرئيس الأميركي ذلك.
    وحسب المصادر الدبلوماسية المطلعة في واشنطن، فإن مصدر القلق الكبير للإدارة كان التقاعد الوشيك لوزير الدفاع إيهود باراك (سيتقاعد بعد تشكيل الحكومة الجديدة). فباراك كان يعتبر الوزير الأكثر موالاة لواشنطن، وفي هذا الشهر، استدعي مرتين لإجراء محادثات في البيت الأبيض، وكما قال مصدر أميركي: «تم استدعاء باراك لتوجيه رسالة قوية إلى نتنياهو كي يصغي للأميركيين في ما يتعلق بإيران!». يمكن القول إن الرئيس أوباما قال هذا مباشرة لنتنياهو خلال زياراته السابقة إلى واشنطن، لكن الجديد اليوم أن أوباما لم يتحدث مباشرة إلى الرأي العام الإسرائيلي. هو يشعر، ربما عن حق، بأن الرأي العام الإسرائيلي إلى جانبه - تظهر استطلاعات الرأي العام أن الإسرائيليين يعارضون هجوما إسرائيليا أحادي الجانب على إيران - وليس إلى جانب نتنياهو بمفرده.
    مع فترة رئاسته الثانية، يريد أوباما أن يقلب الطاولة على نتنياهو - هناك دم يجري تحت جسر العلاقة بين الاثنين خصوصا أن نتنياهو راهن على فوز الجمهوري ميت رومني - ويريد أيضا حتى على الرغم من نتنياهو، أن يناشد الشعب الإسرائيلي بأن الحرب على إيران فكرة سيئة جدا. وإذا اعتمد على استطلاعات الرأي العام في إسرائيل، فسوف يجد أوباما جمهورا متعاطفا معه. طبعا سيعتمد على بلاغته في صوغ العبارات ليقنع مستمعيه بأنه الوحيد القادر على إبرام اتفاق أكثر رسوخا. هو يعرف أن قلة من الإسرائيليين تحب نتنياهو، لكن الأغلبية تتفق على أنه سياسي تكتيكي بارع، لذلك قرر أوباما أن ينازله في ملعبه. وعلى الرغم من أن «المصالحة» مع إيران على رأس جدول أعمال أوباما لعام 2013، فإنه سيضغط على إسرائيل للالتزام بخريطة طريق لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية عام 2014. وحسب المصادر، فإن الرئيس الأميركي على استعداد لتقديم ضمانات أمنية ومساعدات مالية لإسرائيل، والسلطة الفلسطينية، وكذلك إلى الأردن.
    في الثالث عشر من فبراير (شباط) الحالي، قال جون كيري وزير الخارجية الأميركية: «أعتقد أن هناك إمكانيات، سوف نبدأ بالإصغاء لمعرفة الوضع الحالي لما هو متاح، ومن ثم نعمل على اتخاذ ودراسة بعض الخيارات».
    من جانبه، اعترف نتنياهو بأن إيران ستتصدر جدول أعمال زيارة أوباما، وهذا يتطلب أن تتخذ حكومته المقبلة قرارات، وأشار في كلمته أمام مجلس الوزراء في العاشر من الشهر الحالي، إلى المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وإلى سوريا.. «هذه القضايا وغيرها التي قد تبرز، ذات ثقل، وتتطلب من إسرائيل أخذها جديا في الاعتبار، كما تتطلب وحدة وطنية واسعة وشاملة».. (هو عيّن تسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة لإدارة شؤون المفاوضات مع الجانب الفلسطيني).
    اختار أوباما أن يقوم بزيارته في 20 مارس (آذار) المقبل، لأنه لا يريد أن يرحب هو بنتنياهو في واشنطن خلال مؤتمر «آيباك». تخوف البيت الأبيض من أن يستغل نتنياهو هذه المناسبة لإلقاء خطبة رنانة حول إيران ومشروعها.. يريد أوباما تجنب الدراما التي وقعت العام الماضي، عندما خاطب مؤتمر «آيباك»، مباشرة بعد نتنياهو، وبدا الاثنان كأنهما يتبارزان؛ إذ أظهرت الخطبتان مدى الخلاف بينهما بشأن قضايا كثيرة خصوصا إيران.
    بزيارته إلى إسرائيل قبل مؤتمر «آيباك»، كما يقول المصدر الدبلوماسي، أراد أوباما أن يقول لمرة واحدة وأخيرة، لنتنياهو ما هو البرنامج، وإنه هو الرئيس الذي يكتبه. في السابق، كان نتنياهو يزور واشنطن، ويقتحم ولا يراعي أحدا.. عدة مرات أظهر أنه ليس بحاجة إلى الرئيس في أي قضية، مادام الكونغرس يقف إلى جانبه وإلى جانب إسرائيل. الخطاب الذي سيلقيه أوباما في إسرائيل، يذكّر بالخطب التي ألقاها في القاهرة، وأنقرة، وبرلين. إذا استثنينا برلين، فإن نتائج خطبه في القاهرة وأنقرة لم تصل إلى استقرار مضمون. في مصر رحل نظام وجاء «الإخوان»، وفي تركيا، استعاد أردوغان أمجاد سلاطين بني عثمان.
    المهم أن لا ينجح نتنياهو في إقناع أوباما بالسير معه في ما يخص إيران، مقابل أن يسير أوباما مع رئيس وزراء إسرائيل في ما يتعلق بالدولة الفلسطينية المستقلة.
    حرب «المستوطنات» التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين ليست أقل خطرا من الحرب التي تهدد بها إيران.. في المستوطنات إسرائيل قادرة، أما في الحرب على إيران، فإنها غير قادرة!





    حافة الانتفاضة الثالثة
    د. فايز رشيد (كاتب فلسطيني) عن القدس العربي
    شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة وما تزال تشهد حالة غليان شعبي تنذر بانتفاضة ثالثة. هذا في الوقت الذي نفذ فيه أربعة آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الصهيوني اضرابا عن الطعام، واعلنوا الحداد ثلاثة ايام بوفاة الاسير عرفات جرادات تحت التعذيب. من ناحية اخرى: تعم المناطق تحت الاحتلال ارهاصات انتفاضة جديدة وشيكة. لقد كثر الحديث من قبل عن إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبخاصة أن الأجواء السائدة حالياً أشبه ما تكون بأحوال ما قبل الانتفاضتين السابقتين. من جهة فإن موظفي السلطة في الضفة الغربية يقومون باضرابات متتالية نتيجة لعدم صرف رواتبهم كاملة منذ أشهر عديدة. من ناحية ثانية فإن الوضع الاقتصادي يتفاقم، فالسلطة تعيش أزمة خانقة بسبب الحصار المالي المفروض عليها من العدو الصهيوني رغم ما وعد به نتنياهو: من تحويل أموال ضرائب شهر كانون الثانييناير التي تجمعها اسرائيل باسم الفلسطينيين، الى السلطة. كما أن أموال الداعمين لا يجري تسديدها بشكل منتظم. الجامعة العربية مؤخراً استعدت بصرف 100 مليون دولار للسلطة شهرياً غير أن ذلك لم يتم حتى اللحظة.
    على صعيد آخر فإنه وأثناء العدوان الصهيوني الأخير على القطاع في شهر نوفمبر الماضي، قامت في الضفة الغربية حراكات جماهيرية فلسطينية واسعة وساخنة في مواجهة قوات الاحتلال. إسرائيل ماضية في استيطانها وآخر حلقة فيه: المشروع 'إي1' الذي يقسم شمال الضفة الغربية عن جنوبها، ويصادر 10' من أراضي الضفة الغربية. المشروع هو بمثابة المسمار الأخير في نعش المراهنة على حل الدولتين نفهو يلغي إمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتواصلة جغرافياً. الاستيطان والجدار والطرق الالتفافية الإسرائيلية صادرت حتى اللحظة ما ينوف عن الـــ60' من مساحة الضفة الغربية،عدا عن أن المشروع الاستيطاني الأخير يزيد من عزلة المدن والقرى والمناطق الفلسطينية، ويجعل منها كانتونات معزولة تماماً بعضها عن بعض.
    على الصعيد السياسي: فإن الإنجاز الذي تحقق في الأمم المتحدة بقبول دولة فلسطين عضواً مراقباً في المنظمة الدولية، ظلّ إنجازاً معنوياً ليس إلا، ولا يمكن تطبيقه واقعاً على الأرض في ظل موازين قوى الصراع الفلسطيني العربي- الصهيوني. من جانبٍ آخر فإن التسوية وصلت إلى طريق مسدود ومفاوضات عشرين عاماً مع إسرائيل، لم تُنتج سوى الكوارث والويلات على المشروع الوطني الفلسطيني وقضيته وعلى الحقوق الفلسطينية.إسرائيل تريد فرض رؤيتها للتسوية مع الفلسطينيين والعرب، وجوهرها: رضوح كامل فلسطيني وعربي والمزيد من الاشتراطات عليهم.
    على صعيد الداخل الإسرائيلي: فلقد أظهرت نتائج الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة تقدما ملحوظا للاحزاب المتطرفة والاكثر تطرفا، بما يشي: أن التحولات في اسرائيل ماضية نحو الاتجاه الاكثر تطرفا وصولا الى مرحلة متقدمة من الفاشية الصهيونية. ماذا يعني كل ذلك؟ هذا يشير إلى أننا سنكون أمام ائتلاف حكومي إسرائيلي قادم بزعامة نتنياهو- ليبرمان مع قوى أشد يمينية وتطرفاً من أحزاب الائتلاف الحالي (الذي يقوم بتصريف الاعمال). هذا يشير أيضاً إلى أننا أمام طرح تسوية أكثر اذلالا واختزالا أكبر للحقوق الوطنية الفلسطينية.
    بالمقابل: فإن السلطة الفلسطينية في ظل هذا التعنت الإسرائيلي الشديد، والتنكر المطلق للحقوق الوطنية الفلسطينية، لم تطرح استراتيجية بديلة لنهج المفاوضات بل تزداد يوماً بعد يوم تمسكا بها رغم عقمها ولا جدواها وآثارها التدميرية على القضية الفلسطينية.السلطة للأسف تعتبر المقاومة المشروعة (عنفاً) بل (إرهاباُ) رغم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة يومياً على الأرض والإنسان في الأراضي المحتلة(في الضفة الغربية وقطاع غزة ومنطقة 48).
    بالمقابل أيضاً: فإن السلطة الأخرى في قطاع غزة متمسكة بالتهدئة والهدنة مع العدو الصهيوني إلى أمد غير معلوم. إسرائيل ما تزال تمارس ذات الحصار على غزة. المقصود القول:أن إسرائيل في وضع ملائم دون عمليات عسكرية مقاومة ضدها،لا من قطاع غزة (إلا من تلك التي تجري دون سماح من سلطة حماس ودون معرفتها) ولا من الضفة الغربية، في ظل التشديدات من كلا السلطتين لعدم انطلاق عمليات ضد إسرائيل. هذا في ظل التنسيق الأمني القائم بين السلطة في رام الله والكيان الصهيوني. الأخير سيفرض المزيد من القوانين العنصرية ضد أهلنا في منطقة 48، وسيستمر في وضع العراقيل أمام نيلهم لحقوقهم.
    عربياً: فإن الآمال الفلسطينية التي كانت معقودة على متغيرات إيجابية حول ما يسمى بــ(الربيع العربي) تجاه القضية الفلسطينية، وفي مجال الصراع مع إسرائيل،لم تتحقق ولو في جزءٍ صغير منها،فهذه الدول ما زالت تعيش إرهاصات التحولات فيها وإشكالاتها الداخلية، وفلسطين والصراع مع العدو، لا يحتلا أولوية في أجنداتها وبالتالي فلا متغيرات حقيقية تنعكس إيجاباً على المشروع الوطني الفلسطيني.
    الوضع الدولي: فلسطين على الاجندة الدولية ليست اولوية اولى .اننا نشهد ترتيبا جديدا للاولويات، فالموضوع النووي الايراني يحتل الصدارة، ثم أن الحراكات الجماهيرية العربية تحتل مكانا متقدما بين الأولويات وبخاصة الصراع في سوريا. إسرائيل في وضع مرتاح بالمعنى النسبي، لا يجري كشف جرائمها إلا من انتقادات واحتجاجات على الاستيطان الإسرائيلي، وهو ما لا تحسب حسابه إسرائيل، وتقوم بفرض حقائقها على الأرض، لذا من الطبيعي: أن يطلب نتنياهو من عباس عبر موفده مولخو 'العمل على تهدئة الاوضاع في المناطق المحتلة'. إنجاز قبول الدولة المراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة كما صمود المقاومة في حرب الثمانية أيام لم يجر استثمارهما للأسف في إنجاز المصالحة الفلسطينية والعودة بالوحدة الوطنية الفلسطينية إلى سابق عهدها،على أساس الثوابت الوطنية الفلسطينية،ولم يجر إحياء للمقاومة وأحد أبرز أشكالها: الكفاح المسلح، ولم يجر إصلاح لمنظمة التحرير الفلسطينية.
    لكل ذلك: فإن الأجواء مهيأة لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، غير أن الانتفاضة بحاجة إلى قيادة فلسطينية موحدة (وهذه تفتقدها الساحة الفلسطينية في ظل الانقسام)، اضافة الى ان عباس قال في خطاب له حول الموضوع: 'بدأت اسرائيل في تطوير المواجهات باستخدام الرصاص الحي لقتل شبابنا واطفالنا. هم يريدون ايصالنا الى مرحلة لا نريدها ' في اشارة الى الأنتفاضة بالطبع! ما لم يقله صراحة عباس قاله نبيل شعث لصحيفة 'معاريف' من (أنه لا يوجد مخطط لانتفاضة ثالقة). نقول ذلك لأن الانتفاضة تعبتر مقاومة شعبية، وهو ما ينادي به عباس. رغم ذلك: لا يريد الوصول الى مرحلة الانتفاضة! وهذا ما يؤثر سلباً على اندلاعها، لكن في كثير من الأحيان: فإن اندلاع الانتفاضات الشعبية لا يرتبط بالواقع السياسي المعاش ولا بالحسابات هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية: فإن الانتفاضة تندلع 'بشرارة' والتي تأتي في معظم الأحيان نتيجة حدث غير متوقع، وربما سيكون الاسرى وقتل جرادات هي هذه الشرارة.
    كل ذلك يجري في ظل وجود أرضية وأجواء مهيأة. أغلب الاحتمالات أن انتفاضة فلسطينية ستندلع في فترة قريبة، ما دامت الأوضاع السياسية جامدة إلى هذا الحد في الوضع الفلسطيني المثقل بالأزمات المالية والسياسية والبنيوية التنظـــيمية، وفي ظل عدم استقرار الوضع العربي،وفي ظل ميزان قوى دولي منحاز بالكامل للطرف الصهيوني.الأدق تعبيرا أننا في المرحلة الحالية، على حافة الغــليان وعلى أبواب انتفاضة فلسطينية ثالثة وشاملة.



    'نتنياهو والإنتفاضة الثالثة
    محمد يعقوب عن القدس العربي
    ماذا يعني أن يرسل نتنياهو مبعوثا خاصا الى السلطة الفلسطينية طالبا تهدئة الإحتجاجات الشعبية التي إندلعت إثر مقتل أسير فلسطيني تحت التعذيب في سجون العدو!
    اتبع ذلك نتنياهو، الإفراج عن مائة مليون دولار من أموال الضرائب التي تجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة والتي كانت تحتجزها، خوفا من تحول الإحتجاجات الى إنتفاضة ثالثة! نتنياهو الجبان الذي جعلت منه السلطة الفلسطينية بطلا في نظرالإسرائيليين، بسبب مهادنتها له وعدم مواجهته، رغم إنتهاكات جيشه اليومية وتصرفات مستوطنيه ضد المواطنين الفلسطينيين التي تجاوزت كل الحدود وطالت كل المقدسات.
    إحتجاجات شعبية لم ترق الى مستوى إنتفاضة، دبت الرعب في قلب نتنياهو لأن قلبه مسكون بالذل والمسكنة، فما الذي سيحصل لو أن رئيس السلطة سمح بإنتفاضة ثالثة والتي حان إندلاعها وخصوصا بعد مقتل شاب فلسطيني تحت التعذيب في سجون العدو!
    إلى متى ستبقى السلطة تعيش في الأحلام الوردية بأن يقدم لها نتنياهو شيئا من الحق الفلسطيني في أرضه، طالما حالة الهدوء هي السائدة في الضفة الغربية؟ لقد دقت ساعة العمل الثوري، ولا أعتقد أن شعب فلسطين سيستكين بعد اليوم، بل إنني أتوقع أن يقوم هذا الشعب البطل بإنتفاضة ثالثة، سواء وافقت السلطة أو رفضت، وسيمحو هذا الشعب عار الذل الذي يعيشه ويعيد أمجاده وحقوقه الشرعية في وطنه فلسطين. إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر.



    بروتوكولات صبرا وشاتيلا..!
    نواف الزرو عن العرب اليوم
    يستدل من سجلات سرية لجلسات الحكومة الاسرائيلية، سمحت "اسرائيل" بنشرها الخميس-21 /02 /2013 - بعد مضي 30 عاما، أن وزير الحرب في حينه أريئيل شارون، أبدى تخوفا من أن تتهم اسرائيل بجريمة "إبادة شعب" إذا ما اعترفت الحكومة الاسرائيلية بمعرفة مسؤوليها المسبقة بخطر وقوع مذبحة في مخيمي وشاتيلا، وقد رفض شارون على هذا الأساس الاستقالة من منصبه تنفيذا لتوصيات لجنة التحقيق الاسرائيلية الخاصة بمجزرة صبرا وشاتيلا المسماة بلجنة "كاهان"، ودعا وزراء الحكومة الاسرائيلية الى عدم تبني توصيات اللجنة، لأن ذلك سيقود الى اتهام اسرائيل حسب القانون الاسرائيلي والدولي بتنفيذ جرائم إبادة جماعية أو ما يعرف بـ"جريمة إبادة شعب"، ويذكر أن اللجنة قررت أن خطر وقوع مذبحة ليس انه كان قائما فقط، بل كان معروفا للمسؤولين الاسرئيليين وتم تجاهله، ما أجبر شارون على الاستقالة آنذاك، غير أنه أعلن بعد ذلك ما اطلق عليه "مانيفستو شارون-النازي- الذي القى فيه الضوء على جذور المذبحة والنوايا الصهيونية المبيتة لاقترافها.
    ففي ذلك اللقاء الذي أجراه معه الكاتب والصحافي الإسرائيلي المعروف عاموس عوز اثر استقالته من وزارة الحرب في أعقاب المجزرة والادانة، ونشرته صحيفة دافار العبرية، ثم ترجم إلى الفرنسية، وصدر عن دار "كالمان ليفي" تحت عنوان "أصوات إسرائيل" تحدث شارون بمنتهى الوضوح عن أدبيات المجزرة التي أسماها "المهمات القذرة" وأطلق الكاتب الاسرائيلي على الحوار مصطلح "المانيفستو" النازي لشارون"، ويوضح عوزفي تقديمه للحوار: "أن اعترافات شارون في اللقاء- المانيفستو- تعكس إيماناً نازياً يعلنه شارون صراحة، حيث أعرب عن رغبته في أن يطبق على الفلسطينيين ما فعله هتلر باليهود خلال الحرب العالمية الثانية ويأسف لأن ذلك لم يحصل عام 1948"، ويؤكد عوز:" وهكذا نرى أن الاعتراف المفتوح لارييل شارون بتبني الأيديولوجيا النازية في هذا المانيفستو لا يثير عجبنا مهما بدا فضائحياً، إنه الاعتراف البسيط الواضح بالمنطق الخاص بالحركة الصهيونية منذ ولادتها، لذلك يجد غالبية الإسرائيليين والصهاينة أن المذابح التي ترتكب ضد السكان المدنيين الفلسطينيين والعرب طبيعية، وكذلك ينظرون أيضاً إلى السياسة التوسعية الإسرائيلية.
    أما شارون فقد كثف معتقداته وأفكاره ومشاريعه في فلسطين في ذلك "المانيفستو" قائلاً:
    "أنا لا أعرف إلا شيئاً واحداً: طالما أننا نقاتل لأجل وجودنا، فكل شيء مسموح، حتى ما هو غير مسموح به عرفاً: حتى طرد العرب جميعاً إلى الضفة الشرقية للأردن، كلهم قطعياً، يهودية – نازية؟ أجل، ولم لا؟ ويفصح شارون في اللقاء عن نواياه الإجرامية الشريرة ضد الشعب الفلسطيني قائلاً: "اليوم.. أنا مستعد أيضاً لأجل الشعب اليهودي بأن أتكفل بتنفيذ العمل القذر، باقتراف مجازر عربية حسب الحاجة، بأن أطرد، أحرق وأنفي كل ما يجب لجعلنا مكروهين، مستعد لأن ألهب الأرض تحت أقدام "يديش الديا سبورا" إلى أن يضطروا إلى الإسراع إلى هنا وهم يعوون، حتى ولو اضطرني الأمر إلى نسف بعض الكنس اليهودية، سيكون ذلك سيان، ولن يهمني الأمر أيضاً إذا قمتم، بعد خمس دقائق من إنجازي العمل القذر، من تحقيقي الهدف ووضع كل شيء في مكانه، إذا ما قمتم بمحاكمتي على نمط نورنبرغ .. إذا ما حكمتم علي بالسجن المؤبد، إذا ما شنقتموني بتهمة جرائم حرب، إذا ما كان ذلك يعجبكم. بعدها ستغسلون ضمائركم الجميلة بعناية بالماء المعقم وتصبحون جملاء بما يكفي، كباراً وأصحاء بما يكفي للانتساب إلى نادي الشعوب الحضارية، لا تترددوا، دعوني أتكفل بهذا العمل القذر، صفوني بكل الصفات التي تخطر ببالكم، فما لا تستطيعون أن تفهموه هو أن العمل القذر للصهيونية لم يكتمل عام 1948، وبسبب خطئكم أنتم".
    ورغم المانيفستو واعترافاته الاجرامية، الا أن الإسرائيليين انتخبوا عام 2001 شارون الذي كان مجرماً ضد الإنسانية، معجباً بهتلر، انتخبوه بغالبية ساحقة وبدعم من جميع الأحزاب بمن فيهم الاشتراكيون الإسرائيليون الذين شكلوا جزءاً من حكومته، دون أن نسمع أي اعتراض دولي لإدانة هذه الفضيحة، وهذا التهديد ضد السلام العالمي.
    لا شك أن مانيفستو شارون النازي ما زال ساري المفعول، فعلى مدى ثلاثين عاما منذ صبرا وشاتيلا، لم تتوقف الآلة الحربية الاسرائيلية عن المجزرة في فلسطين، فمن شارون آنذاك، الى رابين، فشامير، فبيريز، فباراك، ثم نتنياهو، فشارون ثانية في رئاسة الحكومة، فاولمرت وليفني، ثم نتنياهو ثانية وثالثة، لم تتوقف سياسات التطهير العرقي والابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. فالمجزرة كانت واضحة تماما، والمجرم يعترف بجريمته بمنتهى الوضوح، بل وبمنتهى الاصرار، ويكشف عن نواياه بمواصلة المجزرة والابادة الجماعية، وبالتالي يمكن أن تضاف بروتوكولات صبرا وشاتيلا التي كشف النقاب عنها قبل ايام، الى سلسلة اخرى من البروتوكولات والاعترافات والشهادات الصهيونية، التي من شأنها أن تجلب جنرالات وقادة اسرائيل على مدى اكثر من خمسة وستين عاما متصلة، الى كرسي الاتهام أمام الجنايات الدولية، لو جد جد العرب والامم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية...؟!


    دولة هرتزل اليهودية
    موفق محادين عن العرب اليوم
    رغم أن المشروع الصهيوني قام على كتاب هرتزل (الدولة اليهودية) إلا أن هذا الكتاب لا يزال مجهولا لدى الاوساط السياسية قبل غيرها، بل إن بعض هذه الاوساط تتحدث عنه أو عن هرتزل بوصفه صاحب كتاب (دولة اليهود) والفرق كبير بين الاسم والمضمون الحقيقي للكتاب (الدولة اليهودية) والتسمية الرائجة (دولة اليهود) فماذا عنه:
    1- صدر الكتاب في أواخر القرن التاسع عشر وقبل وفاة هرتزل (1904) بعشرة اعوام تقريبا.
    2- انطلق هرتزل من (المسألة اليهودية) آنذاك باعتبارها من مخلفات العصور الوسطى، ورأى أنها لم تعد مشكلة اجتماعية بل دينية، وراح يفلسف رفض الاندماج ومخاطره سواء عبر الزواج المختلط أو الدمج الاقتصادي أو المساواة أمام القانون أو التوطين كفلاحين.
    3- مقابل ذلك ركّز على بناء دولة يهودية مستقلة وضرورية أيضا للعالم. ولذلك رأى أنها ليست يوتوبيا أو خيالا فهي حاجة عالمية ولذلك فسوف تقوم.. كما توقف في مواقع عديدة عند دور الكراهية ضد اليهود كرافعة لهذا المشروع (فالصيحات الصاخبة ضدنا) والسخرية وعدم التسامح الديني والغيرة في المسائل التجارية والتعصب في سويداء القلوب ضد اليهود ونظرات الاحتقار والعزل في الصحافة والبرلمان والمطاعم والفنادق والمنابر ومشاعر الغرباء.. كانت في خدمتنا واذا تمكن ايذاء اليهود من القضاء على ضعفائهم إلا أن الاقوياء منهم واصلوا واستمروا..

    4- لم يحدد هرتزل الارض الموعودة تماما وظل حائرا بين فلسطين والارجنتين وعبارة مبهمة (هناك) ومن اللافت ربطه فلسطين بالحاجات الاستعمارية وذلك بقوله (سنصبح ملاذات وحرس شرف واستحكامات لاوروبا في مواجهة آسيا، الحضارة مقابل البربرية).
    5- وحتى تقوم الدولة اليهودية الموعودة، توقف هرتزل عند ثلاثة اسس هي الجمعية والشركة والمجموعات المحلية. فأما الجمعية فهي الاطار السياسي والايديولوجي، وأما الشركة المكلفة بالحصول على الارض وتطويبها، فستكون خاضعة للقانون الانجليزي وتحت حماية انجلترا وستركز عملها على البنوك والاكتتاب العام.. وأما المجموعات المحلية فهي القوى التنفيذية.
    6- بالاضافة لما سبق يؤكد هرتزل على المسائل المعروفة في العقل اليهودي، فعن المال يقول كما اكتسبنا تفوقا ماليا لان ظروف العصور الوسطى دفعتنا الى ذلك، فإن ظروف اليوم تدفعنا الى عالم البورصة... ولن يجرؤ احد على تحدينا لان الازمات الاقتصادية ستكون تحت سيطرتنا..
    وعن عدم الاخلاق يؤكد أن القوة فوق الاخلاق، وأن علينا أن نمتلك وطنا مستخدمين كل الذرائع، فالخير الاخلاقي لا يفيدنا ويؤشر على تقاسم ادوار بين البروليتاريا والبرجوازية اليهودية، فعندما نغرق نصبح بروليتاريا ثورية، وعندما نصعد تصعد معنا القوة الرهيبة للمال.. كما يسخر هرتزل من الديمقراطية وشعارات الثورة الفرنسية، فمن المستحيل التأسيس لدولة وصياغة سياسات عامة الا في اطار طبقة عليا متنفذة وجمهورية (ارستقراطية) من حقها إخماد أية معارضة خطرة..
    ورغم اشاراته في بعض المواقع الى شكل علماني للدولة الموعودة، إلا أنه يؤكد أن المسألة اليهودية هي مسألة دينية مستخدما تعابير مثل (اخواني في الدين) ويدعو لمجموعات محلية برئاسة حاخامات.
    7- وبخلاف العناصر الاساسية لأية دولة لا يبالي هرتزل باللغة القومية مستخدما المثال السويسري ويعتبر المجموعة البشرية اهم من الارض فالدولة عنده لا تتشكل بواسطة قطعة من الارض ولكن بواسطة الناس ويشير الى دولة الفاتيكان.. ولا يهتم ابدا بقبور اليهود الذين يقيدونهم بالهجرة (عكس ما هو شائع).
    8- وبالمجمل فالكتاب اختلاق لقومية مزعومة من جماعات قومية شتى.. ويعترف أنه لا يكترث للاخلاق والديمقراطية، كما يتحدث عن وطن مبهم مرة هناك بلا تعيين ومرة الارجنتين ومرة فلسطين، ولا يجمع عناصره المتناثرة، سوى فكرة واحدة، هي اليهودية، بما هي ظاهرة طائفية عنصرية ربوية..

    مستقبل فلسطين في الثورات العربية
    عبد العالي رزاقي عن الشروق الجزائرية
    هاهي الثورات العربية تدخل عامها الثالث محفوفة بالمخاطر، ومحملة بهموم أصحابها وانشغالات مواطنيها، وركام أعباء النظام السابق، فأي مستقبل لفلسطين في هذه الثورات؟

    الشك واليقين

    أغلب النخب العربية ما تزال تشكك في جدوى تغيير نظام "ديكتاتوري" بنظام "ديني" وتطعن في عملية الاحتكام لصناديق الاقتراع بحكم أنها لا تستطيع أن تنجب لنا "حاكما ديمقراطيا" أو "حُكما توافقيا".

    ويحاول الكثير زرع هاجس الخوف من التيار الإسلامي لأن مرجعيته في الوطن العربي هي المرشد العام مثلما كانت السلطة التنفيذية مرجعيته في الأنظمة السابقة. ويعمل المعارضون للثورات على تعبئة الشارع ضد "منتوجها السياسي" وتحريك "العسكر" على الحكم القائم والدعوة إلى مقاطعة الصناديق أو العصيان المدني لإسقاط هذا النظام الجديد بالرغم من أنه لم يستكمل عهدته.

    ويستند هذا التيار الليبرالي المعارض للتيار الإسلامي إلى الأخطاء التي ارتكبت خلال العامين السابقين في تونس ومصر وليبيا واليمن وما يجري حاليا في الساحة السورية، فهناك عامل مشترك بين هذه الثورات العربية هو افتقادها للأمن وعدم توفر أدنى الخدمات للمواطنين وبطء الانتقال من الدولة الوطنية إلى الدولة المدنية.

    ويعتمد هذا التيار على تخويف المواطنين من حكم الإسلاميين الذين جاؤوا عن طريق صناديق الاقتراع، زاعمين أنهم يريدون البقاء مدى الحياة في السلطة متعطشين للسيطرة والانفراد بالحكم وإبعاد الأصوات المعارضة لهم، في حين يحاول التيار الإسلامي التمسك بحقه في استكمال العهدة ويطالب بالاحتكام مرة أخرى إلى الصناديق.

    ففي تونس تم وضع رئيس الحكومة السابق كأول احتياطي للرئاسيات القادمة وفي مصر يخاطب الرئيس محمد مرسي مواطنيه ليلا في الوقت الذي يطالبهم فيه بالنوم باكرا.

    .

    فلسطين الغائب الحاضر

    يتفق التيار الإسلامي مع التيار الليبرالي على استغلال الشارع وتحويل المواطنين إلى "رهينة" فالسلطة تتهم المعارضة بأنها تعرقل عملها في حين تتهم المعارضة السلطة بأنها تريد تمديد فترة حكمها.

    وإذا كانت السلطة والمعارضة تستغلان الوضع القائم لفائدة كل منهما فإن المواطن بدأ يشعر بأنهما أكثر خطرا على حياته من النظام السابق، لأن كليهما يريده الضحية. والحق يقال إن الثورات العربية ما تزال تحبو ولكنها لا تستطيع أن تمشي مادامت قدماها تشلهما المعارضة والسلطة، حيث لا تجلب لهذا المولود الجديد سوى المتاعب.

    لكن هناك حقيقة يجب الاعتراف بها وهي أن من يتولى تسيير الحكم في هذه الثورات لن يتمتع بالسلطة لأنه سيكون مجبرا على الاستجابة لحاجيات المواطنين وضمان الأمن والاستقرار للبلاد.

    وإذا كانت فلسطين في خطاب الحكام العرب على مدى ستين سنة محورا أساسيا فإنها في خطاب الحكام الجدد تكاد أن تغيب فهي حاضرة في المناسبات ولكنها غائبة في الواقع، وحتى الآن لم تصدر حكومة من حكومات الثورات بيانا ضد الاستيطان الصهيوني والاغتيالات اليومية في فلسطين المحتلة وكأن الهم العربي المشترك وهو هذه القضية بات مفقودا حتى في قنوات القطاع العام والخاص وأصبح الشعب الفلسطيني في ظل هذه الثورات هو الضحية الأولى قبل مواطني هذه الثورات، ففي عهد الراحل صدام حسين كان الفلسطينيون يشكلون حاجزا بينه وبين الأغلبية الشيعية المحتجزة لدى النظام، وعندما قامت أمريكا بإسقاط هذا النظام استعمل النظام الشيعي الجديد الفلسطينيين دروعا بشرية لمواجهة غضب الأقلية وللتشويش على المقاومة، واليوم تتعرض المخيمات الفلسطينية في سوريا إلى التدمير من قبل النظام والمعارضة المسلحة وكأنه على شعب الشتات أن يكون مع هذا الطرف على حساب ذاك.

    والرهان الفلسطيني على مصر لتحقيق المصالحة دون فتح المعابر إنما هو رهان على تغليب حركة حماس على حركة فتح بعد أن كان الطرفان في عهد النظام المصري السابق يتصارعان على تقسيم فلسطين وليس على توحيد المقاومة والسلطة لتحريرها.

    ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بمستقبل الثورات في الوطن العربي لأنها تواجه ردة النخب ومحاولة الغرب احتواءها وتجاهل قياداتها لفكرة تقاسم السلطة بين أبنائها، وهذا التوجه الجديد للثورات جاء عبر خطاب ديني غير مقنع ومعارضة معادية لاختيارات الشعب، فالضحية في هذه الثورات هو الشعب والمستفيد منها هم بقايا النظام السابق ومن يصطادون في الوحل.

    ومهما كانت سلبيات هذه الثورات فإنها استطاعت أن تفتح أملا لجيل جديد فقد الأمل في جيلنا، فهل يستطيع هذا الجيل أن يقودها إلى بر الأمان؟


    لم تقتل إسرائيل مائة ألف سوري!
    عماد الدين أديب عن الشرق الأوسط
    إسرائيل، هي بالتأكيد، العدو التاريخي للعالم العربي منذ عقود طويلة ولعقود مقبلة.

    ومن وسائل تفسير ظاهرة «العدو»، وهنا نتحدث عن أي عدو، أنه الطرف الأكثر إحداثا للضرر تجاهنا، لأنه، ببساطة، عدو.

    العدو هو الذي يلحق الأذى، والشقيق هو الذي يصلح الضرر ويمنع الخطر.

    هنا، يصبح السؤال صعبا، ومحيرا، حينما يكون الضرر والأذى الآتيان من الشقيق أضعاف أضعاف ما يأتي من العدو!

    المنطق البسيط الساذج البدائي الذي لا يحتاج إلى ذكاء غير عادي، ولا عبقرية فكرية، ولا الحصول على رسائل دكتوراه من السوربون أو كمبردج أو كولومبيا - هو أن «العدو» هو من يقتل ويصيب ويدمر، والشقيق هو من يدافع ويحمي ويمنع الضرر.

    في عالمنا العربي، المنطق - كالعادة - معكوس!

    في عالمنا العربي، قتل العرب من العرب أكثر مما قتلت إسرائيل من العرب! في غزو إسرائيل للبنان، قتلت الميليشيات اللبنانية من الفلسطينيين أكثر مما قتلت إسرائيل!

    وفي الحرب الأهلية اللبنانية، قتل اللبناني شقيقه اللبناني أكثر مما قتل أي عدد آخر.

    وفي العراق، قتلت السلطة من شعبها أكثر مما قتلت إيران في حربها الطويلة مع العراق.

    وفي الجزائر، وليبيا، ومصر، واليمن، دخلت السلطات الأمنية في حروب مع مواطنيها كلفت البلاد ضحايا بالمئات والآلاف في مصادمات دموية بين السلطات والقوى الدينية المتطرفة.

    أما في سوريا، فإن تاريخ مصادمات نظام البعث، سواء كان في عهد الرئيس الأسد الأب أو الأسد الابن، تاريخ مؤلم للغاية، فيه تواؤم لا ينتهي من الضحايا الذين لقوا نحبهم على يد هذه الأنظمة المتعاقبة.

    ورغم أن سوريا دولة مواجهة عسكرية مع العدو الإسرائيلي، ورغم أن جيشها من الأقوى تسليحا وأكثر الجيوش المركزية جهوزية، فإن ضحايا هذا الجيش من المواطنين السوريين يساوي عشرة أضعاف - على الأقل - قتلاه من العدو الإسرائيلي!

    لقد قتل جيش «الدفاع السوري» من المواطنين السوريين المدنيين العزل أضعاف أضعاف من استشهد على يد جيش «الاحتلال» الإسرائيلي في كافة المواجهات العسكرية التاريخية بين البلدين.

    لم تقصف إسرائيل مدينة سورية بالمدفعية الثقيلة، ولم تجرؤ إسرائيل على إعطاء الأوامر لمقاتلاتها القاذفة بضرب المدنيين السوريين بشكل عشوائي.

    هل هذا معقول يا عرب؟ يا مسلمين؟!


    لماذا يزور أوباما المنطقة؟
    طارق الحميد عن الشرق الأوسط
    يزور الرئيس الأميركي المنطقة الشهر المقبل، وحسب المعلن، فإن الزيارة ستقتصر على إسرائيل والضفة الغربية والأردن، وبحسب تصريحات وزير الخارجية الأميركي، فإن أوباما لا يحمل مبادرة جديدة للسلام، لكنه ينوي أن «يصغي»، أي إن واشنطن تحاول تخفيض سقف التوقعات تجاه الزيارة. وعليه، فإن السؤال هو: ولماذا إذن الزيارة من الأساس؟

    الملاحظ أن الرئيس الأميركي اكتفى بإرسال وزير خارجيته للمنطقة، ومنها السعودية، بينما يكتفي أوباما بزيارة إسرائيل والضفة الغربية والأردن، وبالطبع، فإن زيارته لعمان هي المؤشر الإيجابي الوحيد، لكن كان من المتوقع أن يزور أوباما دول الربيع العربي التي قال في حملته الانتخابية الأخيرة إنه وقف معها.

    صحيح أن أوباما يدرك أن تلك الدول ليست في الحالة التي تسمح لإدارته بالتباهي بمنجزاتها، لكن كان المتوقع من الرئيس أن يلقي، مثلا، خطابا آخر كخطابه الأول في جامعة القاهرة في عهد مبارك ورفع فيه وقتها سقف التوقعات دون أي إنجاز يذكر. فلماذا لا يلقي الرئيس خطابا آخر الآن، ومن القاهرة، يذكر فيه حكومات الربيع بما لهم وما عليهم، كما فعل في عهد مبارك، وليقول للإخوان المسلمين أن ليس هذا ما اتفقنا عليه يوم أقنعتمونا واقتنعنا بأنكم رجال دولة، ودعاة ديمقراطية؟ لكن الواضح أن الرئيس لا ينوي فعل ذلك، لأن إدارته حتى الآن تفضل عدم مواجهة الأزمات، وحتى التي ساهمت في صنعها.

    وكان من المفترض أيضا أن يعلن، على الأقل، أن الرئيس ينوي زيارة مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، أو تركيا، ليظهر اهتمام إدارته بخطورة الأحداث في سوريا، ويرسل بذلك رسالة حقيقية للأسد. لكن، وحسب المعلن أيضا، فإن أوباما لا ينوي فعل ذلك!

    هل هذا كل شيء؟ بالطبع لا، فلماذا، مثلا، لا يزور أوباما العراق ليثبت نجاح استراتيجية سحب القوات الأميركية من هناك؟ وبالطبع لن يفعل ذلك لأنه يدرك أن أوضاع العراق سيئة، حيث انتهت أرض الرافدين إلى منطقة نفوذ إيرانية، وكما كان حال لبنان مع سوريا الأسد؛ الأب والابن! قد يقول قائل إن أسباب زيارة أوباما لإسرائيل هي إظهار دعم إدارته لتل أبيب أمام الاستحقاقات الإيرانية، خاصة الملف النووي، لكن إيران لا تهدد إسرائيل، بل إنها فعليا تهدد الخليج العربي، فكان من باب أولى أن يزور أوباما دول الخليج، أو اليمن على الأقل الذي يشكو الأمرَّين من إيران، ليظهر دعم إدارته لتلك الدول أمام التهديدات الإيرانية، بدلا من الاكتفاء بزيارة إسرائيل والضفة، خصوصا أن أوضاع المنطقة الآن لا تسمح بخطوات جدية وشجاعة لإنجاز السلام، إلا في حال قررت إدارة أوباما أن تأتي بما هو غير متوقع، لكن هذا الأمر غير وارد ما دام الرئيس ينوي أن «يصغي» فقط، وإدارته تفضل الهروب من المشاكل بدلا من مواجهتها!

    ملخص القول هو: ما دام الرئيس الأميركي لا ينوي اتخاذ مواقف حقيقية من قضايا المنطقة الملحة، والمؤثرة في أمن المجتمع الدولي، فلماذا يزور أوباما المنطقة أصلا؟

    إذا كان هذا هو الربيع.. فما شكل الخريف؟!
    سليمان جودة عن الشرق الأوسط
    الحكاية بدأت منتصف هذا الشهر، عندما اكتشف عدد من أبناء مدينة إدلب السورية، أن مجهولين أنزلوا تمثال أبي العلاء المعري من فوق قاعدته في أحد ميادين المدينة، ثم قطعوا رأسه، وشوهوا الكتابات الموجودة على صفحة القاعدة، والتي تقول إن صاحب التمثال شاعر، وأديب، وفيلسوف سوري، وإنه مات عام 1057 ميلادية.

    لم يتعرف أحد حتى الآن، على حقيقة شخصية الذين فعلوا ما فعلوه بالتمثال، ولكن قيل إن الذين عبثوا به، ينتمون إلى جماعة معارضة في المدينة، وأن أفرادا من هذه الجماعة، حاولوا العام الماضي، تحطيم التمثال، اعتقادا منهم أنه من بين أجداد الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن الأهالي منعوهم في حينه، إلى أن استيقظت المدينة، قبل أسبوعين، على تمثالها الشهير، وقد أصبح مسخا، بعد أن عبث به، وبالكتابات تحته، الذين يعتقدون أن صاحبه كان زنديقا، وأنه لا يجوز بالتالي، أن يُقام له تمثال على الأرض السورية!

    بعدها بأسبوع، وربما أقل، لقي تمثال عميد الأدب العربي، طه حسين، المصير نفسه في أحد ميادين محافظة المنيا، جنوب القاهرة، وهي المحافظة التي أنجبت العميد، وفيها نشأ، وكان التمثال تعبيرا عن نوع من الامتنان من أبناء المحافظة، تجاه واحد من نجبائها، بل من نجباء العرب جميعا، إلا أن الذين قطعوا رأس تمثاله، يبدو أن لهم رأيا آخر، ويبدو أنهم سمعوا هم الآخرون، أن طه حسين كان زنديقا، وأنه لا يحق له أن يجري تكريمه بتمثال في مسقط رأسه، فمثلوا برأسه، إذا جاز أن يوصف ما حدث بأنه تمثيل برأس تمثال عميد الأدب العربي!

    المفارقة هنا، أن أول كتاب لطه حسين، كان موضوعه عن أبي العلاء، وبه نال درجة الدكتوراه من الجامعة المصرية عام 1914 وكان له، بعد ذلك، أكثر من كتاب عن فيلسوف وأديب الشام، الذي لم يعجب متأسلمي العصر!

    ولو علم الذين ارتكبوا تلك الجريمة، في حق الفيلسوف المصري، أنه عاش يرفض أكل اللحوم، ليس لأنه لم يكن يحبها، وإنما رحمة بالحيوان، لأدركوا أن إنسانا بهذه الروح، تجاه الحيوان، فضلا عن روحه تجاه الإنسان طبعا، لا يمكن أن يكون زنديقا، ويستحيل أن يكون كافرا بخالق الحيوان والإنسان، وإلا، فكيف يكون بهذه الصفة فيما يخص مدى إيمانه، وهو يأبى ذبح حيوان، حتى ولو كان هذا الحيوان المذبوح، سوف يتحول إلى وجبة شهية على مائدته؟!

    بل إننا في مراحل الدراسة الأولى، كنا ندرس قصيدة شهيرة لأبي العلاء، وفيها كان يطلب من الذين يدبون فوق الأرض، أن يتمهلوا في خطواتهم، وأن يتحسبوا لكل خطوة جديدة موضعها، خشية أن يكون التراب الذي سوف يدوس عليه أحدهم، إنما هو رفات لأناس ماتوا من سنين طويلة:

    خفف الوطء ما أظن أديم

    الأرض إلا من هذه الأجساد

    إذا كانت هذه هي مشاعر «المعري» تجاه الحيوان، مرة، وإزاء الإنسان مرات، فهل يمكن أن يكون هذا هو جزاءه، من الذين يفتشون في نوايا الناس، بعد رحيله بنحو ألف عام تقريبا؟! وهل الشاعر الذي كان يملك كل هذه الرأفة في وجدانه، للحيوان والإنسان سواء بسواء، يمكن أن يكون صاحب قلب غير مؤمن، أو يكون قد حمل عقلا في رأسه لا يؤمن بخالق الكون.. وحتى لو افترضنا افتراضا أنه كان زنديقا، هل يقع حسابه على الذين هشموا تمثاله، أم يقع على الله سبحانه وتعالي؟!

    ولم تتوقف المسألة عند هذا الحد، وإنما بدا الأمر، وكأنه موجة من ضيق الأفق تضرب دولا في المنطقة، وتسيء إلى رموز عاش أصحابها لإسعاد الناس، وإدخال البهجة على قلوبهم.. إذ ما كادت تمر أيام حتى اكتشف أبناء مدينة المنصورة، في محافظة الدقهلية، شمال القاهرة، أن مجهولين أيضا قد وضعوا نقابا على رأس تمثال لأم كلثوم، يزدان به واحد من ميادين المدينة التي اشتهرت بأنها عروس الدلتا!

    صحيح أن شباب الثورة قد جاءوا بعدها، ونزعوا النقاب السخيف إياه، ثم لفوا تمثال سيدة الغناء العربي بعلم مصر، ووضعوا فوق العلم صورة لجمال عبد الناصر، وأعادوا البهاء إلى التمثال، ولكن الأصح من هذا كله، أن ما لحق بتمثال أم كلثوم، قد أثار استياء بين المصريين، وسخطا بلا حدود، خصوصا أن الإساءة إليها، بهذه الطريقة الفجة، قد جاءت مصاحبة لذكرى رحيلها التي تحل في فبراير (شباط) من كل عام، وهو شهر يحلو لمصريين كثيرين فيه، ولعرب أكثر، أن يستعيدوا تلك الأيام الجميلة التي عاشت فيها امرأة أسعدت، ولا تزال تسعد الملايين، بفنها الخالد.

    وقد كان لتونس نصيب من هذا السخط، عندما استيقظت السيدة بسمة بلعيد، أرملة السياسي البارز شكري بلعيد، الذي جرى اغتياله في تونس العاصمة يوم 6 فبراير الحالي، لتكتشف أن ما كان قد أصاب تمثال أبي العلاء المعري في سوريا، وتمثال طه حسين في مصر، قد أدرك تمثال زوجها الراحل، الذي كان محبوه قد أقاموه في المكان ذاته، الذي سقط فيه الرجل شهيد أفكاره ورؤاه!

    بقي أن نقول، إن شكري بلعيد كان حريصا في حياته، على تحفيظ القرآن لابنتيه، وكان يردد دائما أنه حفظ القرآن عن والده، وأن هذا هو الذي جعله خطيبا يلفت الانتباه إذا وقف يتكلم في جمع من الناس!

    حصل هذا كله، في أجواء «الربيع العربي» الذي يُقال إن العرب إجمالا يعيشون أيامه، وإن الدول الثلاث، مصر، وتونس، وسوريا، تعيشه وتعايشه بشكل خاص.. فإذا كان هذا هو «الربيع» فما هو، يا رب، شكل الخريف؟!



    اسـرائيل تنتظر سقوط مرسي.. ونهاية الاسد
    المحامي سفيان الشوا عن الدستور
    المراقب لسلوك وتصرفات اسرائيل سواء في تعاملها مع الاحزاب والمواطنين في داخلها او في تصرفاتها مع الدول خارج اسرائيل يجد بدون عناء كبير ان القيادة الاسرائيليه بعد نجاح الدكتور محمد مرسي في الانتخابات المصريه ومنذ اصبح رئيسا لمصر فقد شعرت اسرائيل بانها فقدت الكنز الكبير وهو الرئيس السابق حسني مبارك الذي اعطاها الامن والامان طوال فترة رئاسته لمصر والتي امتدت ثلاثين عاما كما هو معروف .

    ولكن كيف تعاملت اسرائيل مع القادم الجديد ..؟نجد الوثائق السريه البريطانيه تؤكد ان اجتماعا ضم رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير خارجيته ورئيس الاركان ورئيس الموساد واتفق الجميع على الانتظار .. فكبار قادة اسرائيل لا يدلون باي تصريح تجاه الرئيس الجديد وهم ينتظرون ما سوف يقوله تجاه اسرائيل بصفة عامة وعن معاهدة السلام المصريه الاسرائيلية بصفة خاصة.هذا من الناحيه الاعلاميه اما من الناحيه العسكريه فقد قامت اسرائيل بتكملة بناء الجدار الفاصل بينها وبين مصر بطول 280 كيلو متر ثم نقلت فرقة عسكرية مدرعه من الجبهة الشماليه الي الحدود مع مصر .

    ولكن ما رايناه ونراه في مصر من اضطرابات مفتعلة ومظاهرات لا معنى لها فان الفاشلين الذين سقطوا في انتخابات الرئاسة المصريه يحاولون العوده الي الواجهه السياسيه بل انهم افتعلوا سلسلة متشابكه من الازمات منذ نجاح الرئيس محمد مرسي فاقاموا الدنيا ولم يقعدوها عند الاعلان الدستوري ثم عندما انتهت اللجنة المكلفة بصياغة الدستور المصري الجديد وحركوا بعض اندية القضاة في تحريض سافر لعدم اشراف القضاة المصريين على الاستفتاء ولكن القيادة المصرية تغلبت على كل هذه الازمات الا ان الحكم الذي صدر باعدام 21 متهما في حادثة ملعب بورسعيد نزل للمعارضين الرئيس مرسي هدية من السماء فاستطاعوا ان يخلقوا ازمة جديدة في المدن المطلة على قناة السويس احتجاجا على حكم القضاء .

    وبكل تاكيد فان اصابع الولايات المتحده ومن خلفها اصابع اسرائيل ليست بعيدة عن هذه المظاهرات والاضطرابات التي تكاد تحرق مصر من الداخل فان التمويل ضروري لشراء المتظاهرين والمعتصمين الذين لا يجدون عملا ولا مصدر رزق لهم ولكل ذي بصر او بصيرة فان المال الان هو المطلوب في الشارع المصري واسرائيل من امهر الدول في مثل هذه الظروف فاليهود ليسوا بحاجة الي شهادة في فن الجاسوسية والتخريب واثارة الفوضى خاصة اذا كان المطلوب راس النظام الذي يصفونه بانه ينتمي الي جماعة الاخوان لمسلمين وهم اشد عنفا من مبارك ومؤيديه ضد اسرائيل كما تصفهم اجهزة اعلامهم . ان الصورة المصرية قاتمة جدا ودخلت الان مرحلة اللون الرمادي فلم يعد الرئيس محمد مرسي مرتاحا في ادارة شؤون مصر من جراء الازمات المتتاليه فهو اعتقد ان الديمقراطيه هي الانسب لمصر ولكنه اخطأ في تقديراته فان الشعب المصري اعتاد منذ اكثر من 60 عاما على الحكم الديكتاتوري ونعتقد ان الديمقراطيه وادواتها ليست علاجا ناجحا في جميع الاوقات ومع كل الشعوب خاصة شعوب العالم الثالث..مما جعل اسرائيل تشعر براحة كثيرة ونعتقد انها تنتظر بفارغ الصبر سقوط الرئيس محمد مرسي حتى تعود الى الامن والامان.

    اما في الجبهة الشماليه فان اسرائيل كانت شديدة القلق من اندلاع الثورة السوريه ضد نظام الحكم فهذا النظام كان مريحا جدا لاسرائيل فلم تنطلق خلال اربعين سنه رصاصة واحده عبر الحدود ضد اسرائيل .وفي السنة الاولى للثورة صرح وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود براك بان اسرائيل على استعداد لاخذ الرئيس بشار الاسد والطائفة العلويه كلها وتامين الحماية لهم .الا ان الثورة السوريه استمرت ثم اجبرت على التسلح خاصة بعد انشقاق كثير من الضباط والجنود عن الجيش السوري وتشكيل الجيش السوري الحر .وبدأ الرئيس السوري يضرب بعنف واشتد القتال ضراوة بل اصبح الطيران يضرب بالطول وبالعرض ضد المدنيين العزل واصبحنا امام(مجازر تعتبر كسر عظم) وكانت اسرائيل اسعد الدول المجاوره فالسوريون وفروا الجهد على اسرائيل فهم يقتلون بعضهم بعضا ..الا ان عيون اسرائيل كانت يقظة دوما فالقتال في سوريا سلاح ذو حدين ذلك اننا امام النفق المجهول فمن يا ترى هو القادم الجديد ..؟وما موقفه من اسرائيل وما هي علاقاته معها..الخ اسئلة كثيرة تحتاج الي جواب.ولكن الاكثر ازعاجا في الجبهة الشماليه هو وجود ترسانه ضخمه من الاسلحه الكيمائيه لدى سوريا

    والذي يزعج اسرائيل ان لم يكن يرعبها هو وقوع هذه الترسانه من الاسلحه المدمرة في ايدي قوات الجيش الحر الذي لا نعرف هويته بعد ..ولا نعرف موقفه من اسرائيل تحديدا..ما جعل نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي يظهر على السطح ويحذر من ان اي علامة على تراخي قبضة سوريا على اسلحتها الكيميائيه خلال قتالها للمعارضين المسلحين سوف يؤدي الى ضربات عسكريه اسرائيليه استباقيه .. وكان هذا اشارة لاستعداد اسرائيل للتدخل عسكريا .وبعد ذلك جاءت التقارير الاخباريه من اسرائيل..( تؤكد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو عقد اجتماعا مع قادة الاجهزة الامنيه لمناقشة الصراع في سوريا وحالة الاسلحة الكيميائيه الموجودة لديها ) .ومن جهة ثانية فان اسرائيل لم تكشف كل اوراقها فهي في الوقت الذي كانت تراقب الوضع في سوريا كانت عينها الاخرى مفتوحة على حزب الله في لبنان..فهو الاخطر في المعادلة العسكريه في الجبهة الشماليه فقد كانت اسرائيل تخشى من ان يستولى حزب الله على الاسلحة الكيميائيه او على صواريخ لا يجوز له ان يتسلح بها مثل صواريخ مضادة للطائرات تمنع تفوق اسرائيل الجوي وتعيق حركة طائراتها .

    وهكذا تحول الموقف الاسرائيلي فبعد ان كانت القيادة تعتقد بقوة الرئيس السوري وبقدرته على ضرب الثورة اصبحت تقول علنا من انها تخشى من تراخي قبضته بل تحذر من ضربة عسكرية اسرائيلية.ولم تنتظر اسرائيل طويلا فقامت 4 من طائراتها المقاتله بقصف( مركز البحوث في جمرايا) الواقع في ريف دمشق وطبعا لم تجد اي مقاومة من اسلحة الدفاع الجوي السورية فهي مشغولة بقتال الشعب السوري.وقالت اسرائيل انها قصفت قافلة محملة بالسلاح متجهه الي حزب الله في لبنان .وهكذا تبقى اسرائيل قلقه بانتظار نهاية الاسد..ومعرفة القادم الجديد..!!


    زمزم أمام شورى الإخوان : «4» سيناريوهات متوقعة!
    حسين الرواشدة عن الدستور
    امام “الاخوان” اليوم اربعة سيناريوهات للتعامل مع مبادرة “زمزم”، اولها خيار “الحزم” حيث يدفع البعض من داخل مجلس الشورى الى اتخاذ اجراءات غليظة تضع حدا لهذا التحرك الداخلي وتطوي صفحة “المبادرة” بالزام كل الداعين لها بتجميدها او التعرض لاقصى العقوبات.

    اما السيناريو الثاني فهو خيار “المراوحة” حيث يعتقد البعض ان المبادرة تحمل “بذور” الفشل في ذاتها، وان الوقت كفيل بتسجيل نهاية لها، وعليه فان التعامل معها بمنطق عدم الاهتمام وترك الباب مواربا لاصحابها لكي يمضوا بها الى آخر المشوار ويواجهوا الاخفاق بانفسهم هو خيار غير مكلف بل وضروري للحفاظ على وحدة صف الجماعة وتماسكها.

    السيناريو الثالث يعتمد منطق “الاستيعاب” والامتعاص، اذْ ان الدخول في حوار مع دعاة المبادرة والوصول معهم الى تفاهمات حول قضايا الجماعة الداخلية المختلف عليها، وخاصة فيما يتعلق بافرازات الانتخابات، ومواقف الجماعة من حماس ومن الاصلاح ربما يقنع هؤلاء بالعودة عن المبادرة، ما دام ان المبررات التي قامت من اجلها يمكن الوصول اليها ضمن اطار الجماعة وبما يرضي كافة الاطراف فيها.

    ليبقى السيناريو الرابع وهو ان تقوم “الجماعة” بتبني المبادرة واعتبارها جزءا من “ادبيات” الحركة، وفي هذه الحالة فان ادراج مضامين المبادرة ضمن “المجلس الاعلى للاصلاح” الذي يرأسه احد الاخوان المعروفين بالاعتدال والمحسوب على طرف “اصحاب المبادرة “ يمكن ان يفتح الباب واسعا امام اخراج صيغة جديدة لمشروع الاصلاح الذي تؤمن به الحركة، كما يمكن ان يدرج كافة الاطراف داخل الحركة في هذا المشروع، وهذا مكسب للحركة اولا، وللمشروع الذي تتبناه وتحاول ان تدفع به الى الامام.

    للتذكير فان ثمة مخاوف داخل الحركة من امكانية حدوث “انشقاقات” اذا ما استمر دعاة “المبادرة” في طريقهم، وهذه المخاوف دفعت نائب المراقب العام الى زيارة “رأس المبادرة، ومحاولة التوصل معه الى تفاهمات لتجميدها، لكن النتيجة على ما يبدو لم تكن ايجابية.

    حتى الان اكتفت الحركة بتحذير اعضائها من “الانخراط” في المبادرة، وفتحت حوارات مع بعض المنتسبين اليها لاستجلاء الامر، لكن وسط “تصلب” الطرفين على مواقفهما، يبدو ان ساعة الحسم قد دقت، وان اجتماع مجلس الشورى اليوم سيختار احد السيناريوهات التي اشرنا اليها سلفا، او غيرها، للتعامل مع هذه “الانعطافة” التي تواجهها.

    اذا سألني القارئ الكريم عن ايّ السيناريوهات اكثر ترجيحا، فلن اتردد عن اختيار سيناريو “التبني” او “الاستيعاب” ذلك ان الدفع باجراءات حازمة او ترك الباب مفتوحا للمضي في المبادرة بحجة توقع فشلها، سيصب في السيناريو الاخطر وهو “المصادمة” التي تعني بالضرورة تغليب منطق العناد والتحدي والمكاسرة بين الطرفين، وهي “الوصفة” المرشحة للانشقاق.

    واذا كان لا مصلحة لاحد، لا في الجماعة ولا خارجها، توظيف هذه “الحالة” واستخدامها لتمزيق وحدة الجماعة، فان امام “اعضاء الشورى” مسؤولية تفرض عليهم الانتصار للعقل والمصلحة ومن خلال الحوار والتفاهم لا الاقصاء والتلويح بالعصا الغليظة.



    زيارة أوباما وخيبة الأمل
    جيمس زغبي عن السفير
    في غضون أسبوع، سيتوجه جون كيري إلى الشرق الأوسط وبعض دول الخليج العربي في أول رحلة له كوزير للخارجية. وبعد بضعة أسابيع على ذلك، سيقوم أوباما بزيارته الأولى إلى إسرائيل كرئيس، متبوعة بزيارتيه الأوليين إلى فلسطين والأردن. وتتصدر أجندة الرئيس ووزير الخارجية مواضيع الحرب الأهلية في سوريا، والأزمة الإقليمية التي خلقتها، إضافة إلى برنامج إيران النووي. وإذا كانت الزيارات الأولى للرؤساء الأميركيين ومبعوثيهم إلى المنطقة تركز عادة على تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فإنني لا أعتقد أننا سنرى أي جهد جدي لاستئناف المفاوضات؛ وإن كنت آمل أن أكون مخطئاً.
    أقول هذا ليس لأنني أعتقد أن البيت الأبيض فقد الاهتمام بإيجاد حل لهذا النزاع الخطير، أو لأنني أعتقد أنه لم يعد يدرك أن السلام الإسرائيلي - الفلسطيني أساسي بالنسبة للمصالح الأميركية في المنطقة، بل إن سبب تشاؤمي بسيط ويتمثل في أن الظروف الحالية تجعل تحقيق التقدم أمرا مستحيلا، والادعاء بعكس ذلك سيكون جهدا عديم الجدوى.
    أولاً وقبل كل شيء، لم يتمكن نتنياهو، حتى الآن من تشكيل حكومة، علما بأن الانتخابات الإسرائيلية التي أجريت مؤخراً جعلته ضعيفاً. وهو في هذه الأثناء، يحاول ما استطاع تشكيل ائتلاف حكومي عبر الجنوح إلى هذا الاتجاه وذاك، خالطا بين الأحزاب العلمانية والدينية، وبين المدافعين عن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وخصومهم المتشددين. غير أن موقفه يبدو أنه يزدهر وسط حالة الاختلال السياسي. ذلك أن الشلل الذي ينتج عن هذا يسمح له بالحكم وتجنب القرارات الصعبة في الوقت نفسه. وقد يُرغَم نتنياهو إما إلى الدعوة إلى انتخابات جديدة أو تشكيل حكومة لا تحسم الأمور. واعتقادي هو أنه، بسبب خوفه من الخسارة في انتخابات جديدة، سيقوم بتشكيل ائتلاف حاكم ضعيف قادر على توسيع المستوطنات، ولكنه غير قادر على الدفع بالسلام.
    كما أن الوضع الفلسطيني أيضاً مختل. فمحادثات المصالحة بين «فتح» و«حماس» لم تُؤتِ أكلها. وإذا كنا ننتقد في الماضي «عملية سلام» عقيمة لا نهاية لها، فيبدو أن ذلك قد استُبدل بـ«عملية مصالحة» عقيمة لا نهاية لها أيضاً، فهي مجرد عملية من دون مصالحة. ونظراً لهذه الانقسامات، فمن الصعب رؤية كيف يستطيع الفلسطينيون التقدم إلى الأمام بجهد لتحقيق السلام.
    والواقع أن الإسرائيليين والفلسطينيين ليسوا الوحيدين الذين يوجدون في وضع لا يسمح بتحقيق السلام، بل إن الولايات المتحدة مثلهم أيضاً. فعلى رغم إعادة انتخاب أوباما، إلا أنه لا شيء تغير بخصوص عدم قدرة واشنطن على التعاطي مع عملية صنع السلام في الشرق الأوسط. وقد اتضح للجميع هذا الشهر استمرار مقاومة الكونغرس لأي خطاب منطقي حول إسرائيل خلال النقاش حول تثبيت تشاك هاجل كوزير للدفاع.
    وفي هذا المنحى المؤسف الذي تنحوه الأمور، من الصعب رؤية أي مبادرات جريئة جديدة تأتي من واشنطن، ذلك أن الإسرائيليين لن يقبلوها، كما ان الفلسطينيين لن يستطيعوا أن يفعلوا بها أي شيء. والكونغرس لن يدعمها.
    ولكن ذلك لا يعني أن البيت الأبيض لن يفعل شيئاً. فالرئيس يستطيع إثارة مواضيع مهمة، ويستطيع دعم السلوك الإيجابي، وتحدي السلوك السيئ، حيث يمكنه أن ينتقد المستوطنات، محذراً من أن توسيع هذه المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، سيجعل السلام مستحيلاً. ومن دون شك، سيقال للإسرائيليين إن الولايات المتحدة ستواصل دعم أمنهم، إلا أنه ينبغي أن يقال لهم أيضاً، إن عليهم أن يقرروا ما إذا كان المستقبل الذي يريدونه هو مستقبل سلام وشراكة في شرق أوسط متغير، ام انهم يريدون مستقبلاً يظلون فيه في حالة حرب، داخلياً وخارجياً.

    وإضافة إلى ذلك، يستطيع أوباما، بل ينبغي أن يتطرق للوقائع الفلسطينية، بحيث يقدم الدعم للمجتمع المدني ومجتمع الأعمال في فلسطين.
    إنها ليست مهمة عديمة الجدوى، ولكن الاعتراف بالاحتياجات الحقيقية ولفتات الدعم ربما، هما كل ما يمكن توقعه في هذه المرحلة.
    ولكن إيران وسوريا ستهيمنان على أجندة الرئيس ووزير الخارجية على الأرجح. ذلك أن كليهما يثيران تخوفات إقليمية لا يمكن تجاهلها ولا بد من معالجتها. وجولة كيري، التي تشمل تركيا وعدداً من دول الخليج، تشير إلى أن هذين الموضوعين يتصدران أجندته.
    فتدفق اللاجئين السوريين على الأردن وتركيا ولبنان أضحى كارثة إنسانية؛ حيث يواجه اللاجئون ظروفاً صعبة ومزرية تجب معالجتها. كما انهم أضحوا يشكلون عبئاً على موارد البلدان المستضيفة، والوضع الإنساني مهم بشكل خاص في الأردن. والمثير للقلق أيضاً هو الخوف من امتداد عنف سوريا واضطراباتها إلى المنطقة الأوسع.
    والواقع انه منذ البداية تقريباً، أصبحت الحرب الأهلية السورية حرب وكالة إقليمية، لا أحد فيها فائز والجميع فيها خاسر. وبعد موت 70 ألف شخص، هناك مؤشرات على مبادرة دولية في الأفق تتزعمها الولايات المتحدة وروسيا من أجل إيجاد تسوية متفاوض بشأنها. وعلى رغم أن ذلك صعب بكل تأكيد، إلا أن ثمة آمالاً في إمكانية الدفع بهذا الجهد. ولكن حتى يكتب له النجاح، يجب أن ينضم إليه الروس والأتراك ودول الخليج. وبعيد عودة العاهل الأردني عبدالله الثاني من زيارة إلى روسيا، فإن ذلك سيشكل موضوعاً مهماً للنقاش.
    ومع بدء المفاوضات مع الإيرانيين حول برنامجهم النووي، سترغب دول الخليج في ضمانات على أن بواعث قلقها ستؤخذ في عين الاعتبار. وفي هذه الأثناء، أخذت إسرائيل تُصدِر مرة أخرى تحذيرات غير مساعدة حول «الخطوط الحمراء». صحيح أن تهديداتهم بضربة عسكرية، وإن كانت خطيرة، تبدو جوفاء وغير حقيقية في هذه المرحلة، إلا أنه مع خسارة إيران لشعبيتها في العالم العربي بسبب تدخلها في سوريا، فإن آخر شيء يحتاجه الشرق الأوسط المضطرب هو أن تخلق إسرائيل اضطراباً جديداً. ولذلك، ينبغي أن يقال لهم إن عليهم أن يهدأوا ويخففوا خطابهم.
    إن أجندة هاذين الموضوعين ستكون مختلفة عن أجندات زيارات سابقة لرؤساء ووزراء خارجية أميركيين. وستكون، بدون شك، مخيبة لآمال من يتطلعون لرؤية حل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. ولكن الواقع ينتصر على التطلعات. ولذلك، فإن سوريا وإيران تحتلان الصدارة في الوقت الراهن.



    أدوار أمـيـركـيـة تـتـغـيـر
    جميل مطر عن الشورق المصرية
    استعـدادات أميركيـة تمهـد لـفـك ارتبـاطـات مـع دول وتيـارات في «الشـرق الأوسـط»، كانـت قـد تسببت في خسـائر باهظـة تكبدها الاقتصاد الأميركي وأخطاء فادحة ارتكبتها السياسـة العسكريـة الأميركيـة ورهانات ضخمـة خسرتهـا الدبلوماسية الأميركية
    تصدر عن واشنطن هذه الأيام رسائل عن توجهات جديدة في الاستراتيجية الدفاعية الأميركية. يبدو بعض هذه الرسائل في نظري متناقضا، بينما يبدو البعض الآخر متكاملا ومنطقيا. كانت إدارة الرئيس أوباما قد أعدت نخب السياسة الخارجية والدفاع في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا لاستقبال تحول، لعله من أهم التحولات التي أقدمت عليها القـيادة السياسية الأميركية منذ إنشاء «حلف الأطلسي» في أعقاب الحرب العالمية الثانية. لا أعتقد أن كلمة «استدارة» التي اطلقها بعض الخبراء على هذا التحول المفاجئ في الاستراتيجية الأميركية استخدمت كثيرا في كتب ووثائق وزارة الدفاع الأميركية في سنوات سابقة. جاء استخدامها هذه المرة لتعبر تعبيرا جيدا عن اتجاه قوى لنقل الجانب الأكبر من الاهتمام العسكري لأميركا في الخارج من القارة الأوروبية إلى منطقة الباسيفيكي وشرق آسيا. كما انني لا أذكر انه على امتداد عقود ثارت ضجة في أوروبا بسبب تغيرات في توجهات الاستراتيجية الأميركية كالضجة التي ثارت بسبب هذا التحول، إذ جاءت فكرة نقل التركيز الاستراتيجي من الأطلسي إلى الباسيفيكي في ظروف، هي الأسوأ منذ الظروف التي أحاطت بإقامة سور برلين، وهى أيضا من بين الأسوأ في تاريخ الأزمات الاقتصادية في العالم الرأسمالي. ومع ذلك، يحق للمدافعين عن مشروع نقل التركيز في الاستراتيجية الأميركية القول بأنه رغم سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في أوروبا، ورغم حالة القلق الشديد والتوتر اللتين تسودان دول جنوب أوروبا وتهددان استقرارها الداخلي، إلا أن أوروبا تبقى آمنة عسكريا لا يهددها خطر خارجي مباشر، كالتهديد من الشرق في سنوات الحرب الباردة. كذلك تبقى الحقيقة ناصعة وهي أن القارة الأوروبية لم تنعم خلال مئات السنين بفترة سلام طويل بين أقطارها كالفترة الراهنة حيث لا تمثل أية قوة أوروبية تهديدا لدولة أوروبية أخرى.
    [[[
    هدوء وسلام، وأمن إقليمي في أوروبا، يقابلها صراعات ثنائية متصاعدة بين دول شرق آسيا، وصعود خطير للمشاعر القومية في عديد من دول القارة، وعدم تكافؤ بين دول تتقدم بسرعة، ودول تتقدم بتدرج وبطء، ودول انتكست فيها عملية التنمية. هنا يجسد «العامل الصيني» السؤال الجوهري عن مستقبل الأمن والسلام في آسيا، وهو السؤال الذي يعكس واقع الحال في توازن القوى داخل مؤسسات الإقليم، وسباق التسلح بين الصين واليابان، والسرعات المتفاوتة التي تقفز بها الصين اقتصاديا واجتماعيا وعلى صعيد السياسة الداخلية، وأخيرا وليس آخرا وضع الاعتماد المتبادل بين الولايات المتحدة والصين.
    [[[
    يهمني بشكل خاص في هذه المرحلة ما يعكسه «العامل الصيني» في منظومة العلاقات داخل مجموعة «الآسيان»، التي تضم عشر دول، حيث تتعدد الشكوك وتتعمق حول طموحات الصين ونواياها في منـطقة جنوب وجنوب شرق آسيا. لفت نظري بشكل خاص في الآونة الأخيرة، ما دار في اجتماع القـمة الذي عقد في بنوم بنه لدول المجموعة، عندما خضعت حكومة كمبوديا، الدولة المضيفة ورئيسة المؤتمر، للإرادة الصينية فأحبطت مساعي فيتنام والفيليبين لإثارة قضايا الجزر المختلف عليها في بحر الصين الجنوبي. ويزداد القلق داخل المجموعة بانتقال الرئاسة إلى بروناي، الدولة الصغيرة، التي يسكنها حوالى نصف مليون مواطن، والتي لا تملك إرادة الوقوف ضد العملاق الصيني، وبعدها تنتقل الرئاسة إلى ميانمار، الدولة التي تشترك في حدود بالغة الحساسية مع الصين، والأضعف والأفقر على الإطلاق. معنى هذا أن الظروف الإقليمية في إطار مجموعة «الأسيان» تزيد احتمالات أن تهيمن الصين على المنطقة وسياساتها خلال العامين القادمين على الأقل.
    [[[
    من ناحية أخرى، استمر التوتر متصاعدا بين الصين واليابان بسبب الخلاف على ملكية مجـموعة جزر تقع في بحر الصين الشرقي. المشكلة ليست في الجزر وملكيتها، ولكن في استغلال الطرفين لها لإثارة النعرات القومية التي اشتهرت بها الدولـتان عبر التـاريخ وخلفت تراثا هائلا من العلاقـات المتوترة ومذابـح وحروبا مدمرة. أما التطور المثير فهو المتعلق بتسريب معلومات عن نية الحكومة اليابانية إدخال تعديلات جوهرية في الدستور الياباني، بحيث يصبح من حق اليابان الاحتفاظ بجيش كبير. المعروف ان الدستور الياباني الذي وضعته الولايات المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كما فعلت مع ألمانيا وكما تفعل منذ ذلك الحين مع دول صغيرة عن طريق اتفاقيات ثنائية وثلاثية مثل الاتفاقيات الملحقة بالصلح المصري الإسرائيلي، هذا الدستور يفرض على اليابان أن «لا تحتفظ بقوات برية وبحرية وجوية وإمكانات قتالية أخرى»، وأن تكتفي بقوات رمزية تحمل اسم قوات الدفاع الذاتي.
    قد لا يعرف الكثيرون، خارج النخب المطلعة على دفاعات اليابان، ان الحكومات اليابانية المتعاقبة لم تحترم هذا النص، وأن مسؤولين أميركيين يعترفون بأن القوات العسكرية اليابانية، وأغلبها متقدم تكنولوجيا إلى حدود قصوى، تستطيع الصمود في وجه أي هجوم صيني يشن فجأة على الجزر المتنازع عليها، بل وان أي خطة دفاع أميركية في شرق آسيا لا بد أن تضع في حسابها القدرة العسكرية اليابانية. ولليابان مشكلة مع كوريا الشمالية بسبب الإصرار الغريب في بيونغ يانغ على تطوير أسلحتها النووية وصواريخها الباليستية بعيدة المدى، ولن تفكر اليابان في توجيه ضربة استباقية لمواقع هذه الأسلحة، قبل أن تطمئن إلى أن الصين لن ترد دفاعا عن كوريا الشمالية حليفتها منذ أكثر من نصف قرن.
    [[[
    هذا هو الاطار الذي تتحرك في داخله أوضاع شرق آسيا وجنوبها، خطة أمـيركية هدفـها المعلن التركيز على شرق آسيا في خطـط الدفاع الأمـيركية، وتصعيد في الموقف السياسي الصـيني المعادي للـيابان، وتجربة كوريا الشمالية الجديدة لتفجير سلاح نووي، ووصول حكومة يمينية متطرفة في النزعة القومية إلى كراسي الحكم في طوكيو، وتوابع تصريح رئيس وزراء اليابان الذي أدلى به قبل سفره من طوكيو متوجها إلى واشنطن وجاء فيه ان «الصين تريد فتح شجار مع اليابان وغيرها لإثارة الغرائز القومية لدى الشعب الصيني».
    في هذا الإطار نفسه جرت المباحثـات بين رئيـس وزراء اليابان والرئيس أوباما. كان واضحا من التعليقات والنقاشات الدائرة في واشنطن أن الطرفين لديهما الكثير مما يجب أن يقال وبوضوح. أوباما غير سعيد بتولي صقر من صقور اليابان وزعيم يميني متطرف إدارة شؤون اليابان في هذه الظـروف المتـوترة في شرق آسيا . وشينزو آبي رئيـس الوزراء اليـاباني غير سعيد بتطور العلاقـات بين الولايات المتحدة والصين، ويطالب بدعم أميركي لقرار اليابان تعديل دستورها، وهو التعديل الذي قد يلغى تعبير قوات الدفاع الذاتي لصالح عبارة تعكس النية في إقامة جيش يليق بدولة كبرى. أراد شينزو آبي الياباني أن ينقل لأميركا حقيقة سائدة في اليابان عبر عنها أستاذ في جامعة هوسي اليابانية بقوله: «كثير من المحافظين يخشون أن تصبح الصين أكثر أهمية للأميركان من اليابان».
    [[[
    أتصور أن هذه المحاولات من جانب رئيس الوزراء الياباني وزعماء في الفيليبين وفيتنام وربما في أستراليا وإندونيسيا وتايوان وكوريا الجنوبية والهند، لن تفلح في توريط الولايات المتحدة في نزاعات هذه الدول مع الصين. كان واضحا خلال زيارة شينزو لواشنطن ان مستشاري أوباما تعمدوا ألا تظهر لقاءاته مع رئيس الوزراء كما لو أن الطرفين يعدان لحلف أو خطة ضد الصين. أتصور أن إدارة أوباما لا تريد الإيحاء للصين بأن أميركا تتمنى أو تسعى لأن تتحول علاقاتها التنافسية مع الصين إلى علاقات صراع وسباق على الهيمنة. أقصى ما تتمناه أميركا، في ظل قيادتها الراهنة وتوجهات المؤسسة العسكرية الأميركية، هو أن تلعب في شرق آسيا والباسفيكي الدور الذي كانت تلعبه بريطانيا العظمى مع أوروبا في القرن التاسع عشر، يقول زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الرئيس كارتر، في مقال نشرته قبل أسبوع صحيفة «كريستيان ساينس مونيتر» ان القيادة السياسية الأميركية يجب أن تمنع أي انزلاق أميركي نحو المواجهة مع الصين. يعتقد، وبحق، أن كلا الطرفين الصيني والياباني وأطرافاً دولية أخرى معرضة لاتخاذ قرارات غير سليمة إذا تركت نفسها لضغوط وتوترات متزايدة تدفع إليها حالة انحدار ملحوظ في قوة دولة عظمى من ناحية، وحالة صعود ملحوظ ايضا في قوة دولة ساعية للعظمة من ناحية أخرى. يشير أيضا إلى أهمية أن تكون الولايات المتحدة واعية لخطورة ظاهرة تفاقم النزعات والنزاعات القومية في آسيا واحتمالات سباق عنيف بين دول شرق آسيا للحصول على المادة الخام والمياه والنفوذ الدولي.
    [[[
    بعض صور مستقبل الدور الأميركي أوضح من غيرها. أتصور أن صورة الدور في أميركا اللاتينية وصورة الدور في الباسيفيكي وشرق وجنوب شرق آسيا هما الأوضح على الإطلاق، تليهما صورة الدور في أوروبا التي ربما تدخل عليها تعديلات جوهرية، بينما أخذت صورة الشرق الأوسط تتضح شيئا فشيئا لتكشف عن استعدادات جارية لفك ارتباطات مع دول وتيارات في الإقليم، تسببت في خسائر باهظة تكبدها الاقتصاد الأميركي، وأخطاء فادحة ارتكبتها السياسة العسكرية الأميركية ورهانات ضخمة خسرتها الدبلوماسية الأميركية.


    كيري في ظل أوباما
    هشام ملحم عن النهار اللبنانية
    أظهرت التسريبات والتقارير الصحافية في الاسابيع الاخيرة انه خلال الولاية الاولى للرئيس باراك اوباما، برزت اجتهادات مختلفة بين المسؤولين البارزين حول كيفية التعامل مع الحرب في سوريا. وزيرا الخارجية والدفاع، اضافة الى مدير "السي آي إي" ورئيس هيئة الاركان المشتركة أيدوا تزويد المعارضة السلاح، لكن مسؤولين بارزين في البيت الابيض ومجلس الامن القومي رفضوا الاقتراح. واكدت التسريبات مجددا ان أوباما، على رغم وجود شخصيات قوية لها استقلاليتها في حكومته (هيلاري كلينتون، ووزيري الدفاع روبرت غيتس وليون بانيتا) كان هو ومساعدوه المقربون منه يتخذون القرارات الخارجية والامنية وقد نجحوا في تقييد حرية تصرف كلينتون تحديدا.
    في هذا السياق، كشفت مصادر اميركية بعدا جديدا لمواقف الوزيرة كلينتون لم يكن معروفا من قبل، اي اقتراحها استخدام القوة العسكرية في سوريا. وقالت المصادر لـ"النهار" انه خلال اجتماع للمسؤولين الكبار المعنيين بالحرب في سوريا اقترحت كلينتون تحذير الرئيس بشار الاسد من أن واشنطن مستعدة لمعاقبته اذا استمر في قمع الانتفاضة، وذلك من خلال شن غارة على مخازن الاسلحة التابعة لـ"حزب الله" داخل الاراضي السورية. وعندما لم يستجب مستشار الامن القومي طوم دونلين وحاول التملص من النقاش، كررت كلينتون الاقتراح لكن دونلين ومساعداً آخر لأوباما أنهيا النقاش بطريقة اظهرت ان البيت الابيض ليس في وارد البحث في مثل هذه الاقتراحات جديا اذ ادركت كلينتون ان البيت الابيض سيبقي يديها مقيدتين، ركزت على حقوق المرأة وحرية التعبير وتحسين صورة أميركا.
    أما الطاقم الجديد – القديم لأوباما، فلا يشمل مسؤولين معروفين بتبنيهم مواقف تختلف عن المواقف الخارجية والامنية لأوباما. وزيرا الخارجية والدفاع جون كيري وتشاك هيغل يشاطران اوباما رغبته في التعجيل في سحب القوات من افغانستان، واعطاء الديبلوماسية فرصة جديدة لمعالجة الملف النووي الايراني، وكذلك التعامل الحذر مع الحرب في سوريا. هيغل الذي وصل الى وزارة الدفاع منهكا ومجروحا بعد معركة بشعة مع زملائه الجمهوريين السابقين، لن يحدث اي انقلابات وسوف يتفادى المجازفات.
    ويعتقد ان اوباما سوف يعطي كيري رقعة اوسع من رقعة كلينتون بعض الشيء ليتحرك فيها ويجرب حظه في احياء المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل، او كما يفعل هذا الاسبوع تعبئة الدعم الدولي للتوصل الى عملية سياسية انتقالية في سوريا تؤدي الى نظام بديل من الأسد. هذا قد يتطلب، اضافة الى الجهد الديبلوماسي، توفير مساعدات عسكرية غير قتالية للمعارضة كما افادت تقارير صحافية وربما تدريب عناصر من المعارضة. ولكن حتى هذا "التطور" في السياسة الاميركية سوف يبقى في حيز السلوك الحذر وسوف يعكس جوهر موقف اوباما الرافض للتورط في النزاعات الخارجية.


    الصراع الروسي- الأميركي في الشرق الأوسط
    د.حمود الحطاب عن السياسة الكويتية
    ليست مزحة أن أضع عنوانا بهذا الحجم لمقالة في عمود! الموضوع هذا نفسه كتبت فيه عشرات الكتب وتناولته الأبحاث الرسائل العلمية وتناولته وسائل الإعلام من زوايا مختلفة وعلى مدى طويل من الزمن, ولا يستطيع أحد أن يزعم أنهم مجتمعون أو منفردون قد غطوا رؤيته من كل الزوايا فلا تزال وستظل هناك زوايا رؤية مهمة وحساسة ودقيقة في الموضوع الحي المتراكم هذا لم تغط.
    ولنا أن نتساءل مع بعض الباحثين في هذا الشأن حين يطرح مثل هذا الموضوع المهم والدقيق: ما سر اهتمام القوى العظمى بالشرق الأوسط وهل التنافس عليه حدث جديد ناتج عن أهمية وجود الثروة النفطية تحت قيعانه وصحاريه وبحاره ومنازل سكان مناطقه وبيوتهم وحدائقهم وأسواقهم ومزارعهم وكل مكان في أرضهم?
    نتساءل مع الباحث الدكتور إسماعيل صبري مقلد في كتابه" الصراع الأميركي السوفياتي حول الشرق الأوسط ,وقد كتب هو "الأميركي "في العنوان. وركز على الأبعاد الإقليمية في كتابه.
    قلت لنا أن نتساءل معه ومع غيره ليس فقط عن الحقبة التي كتب كتابه فيها عام1986 حين كان هناك اتحاد سوفياتي ولكننا نتساءل حين نطلع على ما كتب على جذور هذا الصراع من جانب روسيا التي تفكك عنها اتحادها لكنها لاتزال الاتحاد سوفياتي الدولة النووية العظمى التي تمتلك تدمير العالم بأسره أكثر من اثنتي عشرة مرة مضاعفة.
    حين نتساءل عن جذور الصراع والعراك البارد والحار بين الجانب الشرقي الذي تمثله الصين وروسيا وربما كوريا نتساءل الآن ومن قبل ومن بعد عن دور اسرائيل في تأجيج وإدارة هذا الصراع واستثماره ونضيف الى كوريا الدور الإيراني الذي يشارك كطرف واضح النوايا في حساباته في هذا الصراع, حيث أصبحت ايران جانبا مهما في هذا الصراع مما لم يدرك كاتبنا هذا إشراكها فيه.
    أترك جانبا ما كتبه استاذنا لأطرح وباختصار شديد عن السبب الرئيسي والأساسي في هذا التنافس المحموم على المنطقة وفرض الوصاية عليها في حال الاتفاق والاختلاف بين المتصارعين, لأبين أن هذا التنافس المحموم على الشرق الأوسط والخليج العربي بالذات راجع إلى نقطة مهمة جدا قد بينها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي أنبأنا بصراع سيحدث في آخر الزمان وتعارك بين الأمم لاقتسامنا ولابتلاع مقدراتنا كماحدث فقال "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " أو كما قال .
    ويتساءل الصحابة عن السبب في تداعيهم علينا :هل هو قلة المسلمين في ذلك الوقت الذي عناه النبي (صلى الله عليه وسلم) ?فيبين لهم إن هذا التصارع عليكم ليس بسبب قلتكم ;فأنتم كثير آنذاك , ولكن كثرتنا مثل كثرة الزبد والرغاوي التي تكون على أطراف السيول أو البحار بمعنى أننا نعاني الفراغ العقدي الذي نعيشه والخور النفسي الذي يعانون منه .
    أترككم في رعاية الله ... حسنا أن تطلعوا على الكتاب الذي ذكرت.
    الى اللقاء



    موجة الاغتيالات المقبلة
    نبيل شرف الدين عن المصري اليوم
    ما إن اطلع صديق عمل فى جهاز الأمن عقوداً فى ملاحقة جماعات التطرف الدينى على ما نشرته الصحف مؤخراً تحت اسم «وثيقة الجهاد» نقلاً عن أوراق قضية «خلية مدينة نصر» حتى ابتسم بمرارة مكتفياً بالقول: «أبشر بموجة جديدة من الاغتيالات النوعية هذه المرة»، مؤكداً أنها بدأت بالفعل باغتيال زميلنا الصحفى الحسينى أبوضيف، وقبلها وبعدها نشطاء ممن يديرون صفحات على الإنترنت تعارض نظام الإخوان الحاكم بثلاثيته المتداخلة «الجماعة ـ الحزب ـ الرئاسة» التى يبدو الفصل بينها مجرد لغو فارغ.

    الوثيقة المذكورة صريحة لحد الفجاجة، وكشفت عن أسماء مائة شخصية ـ كاتب هذه السطور من بينهم ـ قالت صراحة إن هؤلاء أهداف لتصفيتهم جسدياً، باعتبارهم من «أعداء الإسلام الذين يجاهرون بالكفر، ويحرضون على أهل الإسلام، ويعينون المشركين»، ممن وصفتهم الوثيقة بالنصارى والصليبيين ويظهرون الموالاة لهم بمزاعم مثل المواطنة وغيرها من «المفاهيم الكفرية» كما ورد فى الوثيقة.

    استخدمت جماعة الإخوان السلفيين منذ أن قفزت على الثورة واختطفتها وها هى تلقى بهم فى «سلة المهملات» مثل أوراق الكلينكس بل تشوههم باتهامات بالفساد، وخلال المرحلة المقبلة ستستخدم الجماعة فصيلاً آخر أكثر تطرفاً هو «السلفية الجهادية» لتصفية أهم خصوم الجماعة ممن يشكلون حجر عثرة أمام مشروع «التمكين»، وستكون مرحلة الانتخابات البرلمانية بداية لعمليات التصفية المتوقعة، ليس على سبيل التكهن، بل من خلال معلومات أفصحت عنها أوراق قضية «خلية مدينة نصر»، وأكدتها معلومات ضباط لهم خبرات فى مضمار جماعات الإسلام السياسى، ولديهم فضلاً عن المعلومات وثائق بالغة الخطورة اطلعت على جانب منها يؤيد رؤية الضابط الذى أحتفظ باسمه لاعتبارات تخصه، والذى توقع موجة الاغتيالات المقبلة، ووصفها بأنها ستكون «نوعية» بمعنى أنها تستهدف شخصيات بعينها، وستتم بطريقة يصعب تحديد الجناة فيها، وسيصدر الإخوان بيانات الشجب والإدانة، ورفضهم القاطع لأعمال العنف، كما سيعمدون لتمييع تلك القضايا لتنتهى فى خانة «القيد ضد مجهول».

    بعد اغتيال المعارض التونسى شكرى بلعيد، إثر فتاوى لرموز من السلفية الجهادية تبيح قتل مَن يروْنهم معارضين للحكم الإسلامى، خرج قادة الإخوان بتصريحات تؤكد أن مصر ليست تونس، وهذا هو ما سمعناه فى 17 يناير 2011 حين اندلعت شرارة الثورة التونسية، ولم تمض أيام حتى انطلقت الثورة التى أطاحت بمبارك.

    وشهِدت مصر عدة فتاوى لعل أشهرها التى أطلقها أحد الشيوخ المتطرفين، وأباح فيها ما وصفه بحُكم الشرْع، بقتل قادة جبهة الإنقاذ، التى تُعد عنواناً للمعارضة المدنية للرئيس مرسى ونظام الإخوان، باعتبار أنهم «ينازعون الحاكم الشرعى».

    يستخدم الإخوان كل الأوراق لترسيخ تمكنهم من مفاصل الدولة، لكننى وقبل التحذير من موجة الاغتيالات أحذرهم من العبث مع «السلفية الجهادية»، فهؤلاء يضعون البرادعى ومرسى ورموز الأزهر والكنيسة فى سلة واحدة، ولن تقنعهم بيانات الجماعة ولا تصريحات قادتها.

    لا أراهن على الداخلية التى يقف وزيرها فى موقع يكاد يكون ضد جهازه، فولاؤه الصريح لمن أتوا به ليس موضع رضا الضباط والأفراد خاصة من جيل الوسط الذين رفعوا لافتات ترفض «أخونة الداخلية»، بل أعوِّل بعد الله تعالى على وزير الدفاع، الذى نسبت إليه وكالة أنباء «معاً» الفلسطينية تصريحات أكد فيها أن الجيش لن يسمح بتكوين ميليشيات مسلحة، وأن دوره حماية الوطن داخلياً وخارجياً فى مناخ تتوالى فيه الأحداث بسرعة تصعب ملاحقتها، واختلط فيه الحق بالباطل، ولم يعد ذو العقل الراجح قادراً على التمييز بين الخير والشر.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 313
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:19 AM
  2. اقلام واراء عربي 294
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:00 PM
  3. اقلام واراء عربي 293
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:59 AM
  4. اقلام واراء عربي 292
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:56 AM
  5. اقلام واراء عربي 291
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:55 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •