[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
- بين الأحمد والدويك... وارتهان إرادة الشعب
- بقلم: المحامي زياد أبو زيّاد - معا
- هناك قاتل وليس انتفاضة ثالثة
- بقلم: عيسى قراقع - معا
- الغضب على النفس
- بقلم: حافظ البرغوثي - الحياة
- تجربتنا.. ومواقفهم الزئبقية
- بقلم: موفق مطر – الحياة
- فلسطين ـ فرنسا: عودة "مسيو بيكو" !!
- بقلم: هاني حبيب - الايام
- من الصعب اندلاع انتفاضة دون غزة ومع الانقسام
- بقلم : أكرم عطا الله - الايام
- التكوين الفلسطيني ومتطلبات انتفاضة وشيكة..
- بقلم: ريما كتانة نزال - الايام
- إقناع المجتمع الاسرائيلي بالذنب...
- بقلم: د. أحمد رفيق عوض - القدس
بين الأحمد والدويك... وارتهان إرادة الشعب
بقلم: المحامي زياد أبو زيّاد - معا
توقفت كثيرا ً عند المقابلة التي نشرتها صحيفة القدس ( 1/3/2013 ) مع الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي المنتهية مدته ، والتي تزامنت مع ارتفاع وتيرة تبادل الأتهامات بين فتح وحماس بشأن من المسؤول عن عرقلة تحقيق المصالحة ، وفي أعقاب المشادة الكلامية بين الأخ عزام الأحمد عضو الجنة المركزية لحركة فتح مسؤول ملف المصالحة والدكتور الدويك وذلك في ندوة شارك بها الرجلان وأدى احتدام النقاش بينهما إلى انسحاب الدكتور الدويك من الندوة وسط صراخ واتهامات له من قبل الأخ عزام الأحمد.
وقبل أن أتطرق بالحديث إلى مقابلة الدكتور الدويك لا بد من الأشارة إلى أنني لم أحضر الندوة المذكورة ولكنني شاهدت مقطع فيديو يصور لحظة انسحاب الدويك واتهامات وجهها له الأحمد لا يليق بي تكرارها. وفي رأيي المتواضع أن الخلاف في الرأي لا يستدعي الصراخ ولا يبرر الأنسحاب اللهم إلا إذا كنا أمام ظاهرة جديدة بدأت تنتشر في عالمنا العربي حيث يلجأ المتحاورون إلى النعيق والزعيق ثم سحب المسدسات كما حدث في الأردن مؤخرا ً أو تبادل اللكمات والرشق بكؤوس الماء أو حتى الأحذية كما نشاهد أحياناً على بعض الفضائيات العربية التي أصبحت تسعى عن قصد إلى تسجيل مثل هذه اللقطات المثيرة لاجتذاب المزيد من المشاهدين . فالمشكلة كما يبدو ليست فردية وإنما هي ظاهرة مؤسفة ٌ بدأت تتألق في سماء الثقافة الحوارية العربية ، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على فقدان الروح الرياضية وإنعدام القدرة على تحمل الأختلاف في الرأي أو تقبُل الرأي الآخر، وهذه من الركائز الأساسية للديمقراطية والتعددية التي يتغنى بها الكثيرون ولكن للأسف دون إدراك معناها أو قبول ممارستها.
الاخ عزام الأحمد هو صديق قديم وزميل في المجلس التشريعي والوزارة في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات وأسجل له الجرأة في قول الحق في أكثر الأجواء توترا ً ، والموضوعية في التحليل ، والصدق والصفاء ، ولكنني أسجل عليه فقدان السيطرة على غضبه والأندفاع الجامح في بعض الأحيان ، ولعل هذه صفة ٌ اكتسبها من خلال السنوات الطويلة من العيش والعمل في العراق الشقيق وتأثره بأجواء ذلك البلد الصدّامي ! وأما الدكتور الدويك الذي أعرفه عن بعد كشأن الكثير من شخصياتنا الوطنية فإنني أحمل له صورة إيجابية وقورة تستوجب الأحترام ، وكنت أربأ بأن ينتهي الحوار بينه وبين الأحمد بالطريقة التي انتهى بها ، لا سيما وأن كلاهما يمثل فصيل سياسي أساسي على الساحة وليسا ندين متخاصمين في انتخابات لمجلس الطلبة!
ونحن بحاجة إلى تكريس ثقافة التحمّل والصبر وضبط النفس والتحاور الودي وإحترام حق الآخر في الأختلاف معنا ، والتحاور ..." بالحكمة والموعظة الحسنة " ، دون فظاظة أو غلاظة لكي لا ينفض الناس من حولنا .." ولو كنت فظا ً غليظ القلب لانفضوا من حولك ".
وأعود للمقابلة مع الدويك والتي تعكس التوجه العام لدى حركة حماس هذه الأيام والذي يمكن تلخيصه بالقول بأن الحركة لا تريد الأنتخابات في الوقت الحاضر ، وأنها تتذرع بأن الأجواء ليست مناسبة لأجراء الأنتخابات وأن الطريق هي بتحقيق المصالحة أولا ً وتهيئة الأجواء بالتوافق حول كل المسائل الخلافية وتوحيد المؤسسات – بما في ذلك الأمنية التي يستحيل توحيدها كما يعرف الجميع - ومن ثم الأنتخابات .
ووفق هذا السيناريو فإن الأنتخابات مؤجلة إلى أجل غير مسمى ، قد يحين وقد لا يحين طالما أنه رهن جدول أعمال قد يستغرق تنفيذه سنين عديدة إن أمكن تنفيذه ، وخلال هذه السنين العديدة سيظل المجتمع الفلسطيني والقضية الفلسطينية والقرارات المصيرية تُتخذ وفقا ً لما كانت عليه توجهات الرأي العام الفلسطيني في كانون ثاني 2006 مع تجاهل كل المستجدات بما في ذلك الأجيال التي أصبح لها حق الأنتخاب منذ ذلك الحين ، وفي نفس الوقت بقاء نفاذ وسيطرة من قضوا نحبهم منذ ذلك التاريخ ولم يعُد لهم وجود معنوي وحق في تقرير مصير الأحياء !! فهل ذلك من العدل والديمقراطية في شيء ؟
والملفت للنظر في مقابلة الدكتور الدويك قوله : " يبدو أن فتح تريد إخراجنا من بوابة الأنتخابات التي دخلنا منها في إنتخابات عام 2006 " ..فهل في ذلك ضير ؟ فأحد مقومات الديمقراطية هو تداول السلطة من خلال صناديق الأقتراع ومن البديهي أن تتنافس الأحزاب على أصوات الناخبين وأن تسعى إلى الوصول إلى السلطة من خلال الأنتخابات ، فهل يعتقد الدكتور الدويك أن الوصول إلى السلطة عام 2006 يعني البقاء فيها إلى الأبد ؟ هل الأنتخابات هي حدث واحد لا يتكرر إذا ما وصلت حماس إلى الحكم ؟ أليس من مصلحة المواطن أن يظل الحزب الحكم يعمل تحت طائلة الأحساس بأن الشعب سيحاسبه يوم الأنتخابات فيطيح به إن لم يُحس الأداء أو يجدد له العهد إن أحسن ؟ ألا تدعو أقوال الدويك إلى الخوف من النوايا المبيتة بأن تكون إنتخابات 2006 هي إنتخابات يتيمة لن تتكرر طالما ظلت حماس تُمسك بزمام الأمور ، ولماذا إذن كل التصريحات التي تصدر عن قادة حماس بأنهم يريدون إنتخابات ثم يتبعون ذلك بكلمة .." ولكن... " ؟
وفي المقابل ، أليس من الممكن الأفتراض بأن هناك في فتح من لا يريدون المصالحة أن تتم ولكنهم يدركون في نفس الوقت أن حماس تعطيهم قارب النجاة بإصرارها على عدم إجراء الأنتخابات في وقت مبكر فنراهم يلقون باللوم على حماس بتعطيل المصالحة وهم فرحون في قرارة أنفسهم من موقف حماس الرافض للأنتخابات لأنه يحقق لهم تأجيل المصالحة أو تعطيلها دون أن يتحملوا مسؤولية ذلك أمام الرأي العام الذي يضيق ذرعا ً باستمرارها ؟
نحن نعرف أن هناط تعقيدات كثيرة تعترض طريق المصالحة يقف على رأسها تشبث حماس بالحكم في غزة ، وتشبث فتح في المراهنة على إمكانية الحل الأمريكي ، والمصلحة الأسرائيلية في إستمرار الأنقسام لأعطاء الوقت لأستكمال المخطط الأستيطاني وإعطاء المبرر لتهرب إسرائيل من إستحقاق الحل السياسي ، وظهور طبقة من المستفيدين من الأنقسام في شقي الوطن ولكن بشكل خاص في غزة ، وتحول الساحة الفلسطينية إلى ساحة للصراع العربي والأقليمي الذي يستخدم ورقة الأنقسام والمصالحة في لعبته.
وإذا كنا نعرف كل ذلك ، ونعرف بأن لا أحد من اللاعبين على الساحة تعنيه المصالحة وأننا أصبحنا كشعب وقضية مختطفين مسلوبي الحق في التعبير أو الأختيار ، فلربما آن الأوان لأن نطالب الأمم المتحدة التي اعترفت بنا كدولة أن توفر لنا الحماية الدولية التي تتيح للشعب أن يختار بحرية وديمقراطية ممثليه لكي يكسر إحتكار لون سياسي بعينه لأرادة هذا الشعب ومنعه من أن يقرر مصيره بنفسه. نحن نريد الأنتخابات الحرة النزيهة تحت إشراف دولي محايد ليقول الشعب كلمته ويختار الطريق الذي يريد. نريد ذلك وبأسرع وقت ممكن فهو الخطوة الأولى على الطريق إلى إنهاء الأحتلال.
هناك قاتل وليس انتفاضة ثالثة
بقلم: عيسى قراقع - معا
أسئلة اندلاع انتفاضة ثالثة طغت على الصحافة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، في ضوء تصاعد الهبة الشعبية التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وفي ظل سيناريوهات عسكرية عن استعداد الجيش الاسرائيلي لمواجهة اندلاع شرارة الانتفاضة واتهامات للسلطة الفلسطينية بالوقوف وراءاها.
حكومة إسرائيل تعتبر أن صراخ أمهات الأسرى، وشكوى الضحايا، والكلام الغاضب عن عذابات المعتقلين وسلب حقوقهم ، وزجهم سنوات طويلة في السجون، تعتبره انتفاضة، كأن الضحية محرم عليها أن تدافع عن كونها ضحية وأن ينتفض وجعها الإنساني في كل مكان.
إن إضراب الأسرى الأطول في التاريخ، ومشهد صورهم هياكل عظمية، وأجسام محطمة ، يحوم الموت فوق رؤوسهم، لا يثير المشاعر في قاموس الدولة العبرية، ويجب أن لا يحرك الضمائر ويفتح أحكام مواثيق حقوق الإنسان وقرارات الأمم المتحدة ومبادئ العدالة الدولية.
ولأن الإسرائيليون تعلموا أن يتحولوا إلى جنود آليين، مسلوبي المشاعر، يجيدون نزع صفة الإنسانية عن الفلسطينيين، ويعتقدون أن الشعب الفلسطيني شعبا ليس من البشر ، يتقنون فقط إطلاق النار، فإنهم يجدون أن مظاهر الاحتجاج الشعبي، بكاء الأمهات ، قلق الناس على حياة الأسرى هو انتفاضة تهدد أركان دولة إسرائيل.
هناك قاتل خلف أسلاك وجدران مراكز التحقيق، مارس التعذيب الوحشي بحق الاسير عرافات جرادات حتى سقط شهيدا، هناك قاتل وليس انتفاضة ثالثة، هناك جريمة قتل وليس انتفاضة ثالثة، هناك جريمة رسمية ارتكبتها حكومة إسرائيل بحق الاسير جرادات الذي تلون جسده بآثار التعذيب والضرب وزهقت روحه في ظلام وبرودة مراكز التحقيق.
هناك قاتل شرع التعذيب، ووضع له غطاءا قانونيا، واعتبر أن كل فلسطيني بما فيهم الأطفال قنابل موقوتة يجب ممارسة كل الضغط الجسدي والنفسي بحقهم حتى يعترفوا أو يموتوا.
جثة أسير تعود إلينا بعد خمسة أيام من اعتقاله، وممنوع في أعراف حكومة إسرائيل أن نعبر عن فجعنا وسخطنا واستنكارنا، ممنوع أن نحمل حجرا نرجم به القاتل وممنوع أن نطرح أسئلتنا الدموية على القضاء الدولي لأجل المحاسبة، فكل هذا يسمى انتفاضة ثالثة.
إن الجنازة الضخمة للشهيد وصراخ أطفاله وحزن الشعب الفلسطيني هو انتفاضة، لأن المطلوب أن تبقى إسرائيل دولة فوق القانون، لا أحد يلاحق ويسأل ويستعيد مشهد القتل في تلك الليلة التي خلت من الرحمة.
أن يطلق الرصاص على أسرى عزل في سجن النقب ، ويضرب الأسير محمد الأشقر ضربا مبرحا حتى الموت، وأن يفتل عبد الصمد حريزات في مسلخ المسكوبية، كل هذه الفجائع الإنسانية مسموح بها لدولة إسرائيل التي يتحالف فيها السجان مع الطبيب والقاضي مع المستوطن ومع الجهات الرسمية في حكومة إسرائيل وعلى قاعدة النسيان المسلح لذاكرة الفلسطينيين ، وعلى قاعدة أن القوة هي فوق القانون.
هناك قائل يحمل الهراوة والمسدس، شبح المعتقلين ساعات طويلة حتى تتكسر ظهورهم وتنهار أجسامهم ، كلاب متوحشة ، إطفاء أعقاب السجائر في أجسادهم، حفلات ضرب، جنون الليل عندما يكشر عن أنيابه، ويترك الاسير جثة هامدة قبل حلول الصباح وقبل أن يخلع الطبيب زي الجلاد.
هناك قاتل وليس انتفاضة ثالثة، يضع الاسير في زنازين ضيقة بلا هواء وبلا شمس، يحرمه من النوم ومن الأكل، يخضعه للتهديد وللضرب المتواصل ، لا زيارة للمحامين ولا للصليب الأحمر، مراكز تحقيق يختنق فيها الأسرى، تمارس عليهم فنون التعذيب وبأدوات قمعية مستوردة من أمريكا.
الشهيد عرفات جرادات يقف أمام محكمة الجنايات الدولية، يكشف عن جسمه المضرج بآثار التعذيب، يحكي عن تلك الليالي السوداء، يخلع الكيس عن رأسه، والعصابة عن عينيه، يفك قيوده، تسيل الدماء أمام أعين أعلى هيئة قضائية في العالم، لا يطلب شيئا سوى أن يذكروا أسماء القتلة لأولاده من بعده ، للحياة القادمة.
الغضب على النفس
بقلم: حافظ البرغوثي - الحياة
لم أشارك في الغضبة الوطنية على الاستيطان يوم الجمعة وتضامناً مع الأسرى المناضلين في غياهب السجون. اخترت مكاناً قصياً وهو جبل الظهر المطل على وادي صريدة.. وهو الوادي المهدد بالمصادرة وتم تسييج أجزاء منه وضمها إلى مستوطنة بيت أرييه التي تتمدد غرباً وشرقاً وجنوباً وشمالاً حتى أتت على أراضي اللبن الغربية وعابود ودير غسانة، ثم يجري مسح مساحات أخرى تمهيداً لمصادرتها ولعلني أجزع عندما اسمع أن فلاناً ذهب إلى عمان وعاد بتوكيلات من الورثة في الخارج ليبيع أرضهم المطلة على وادي صريدة أو في عمقه لسماسرة تراهم أحياناً في "جيباتهم" الفاخرة في الطرق الوعرة يدفعون مبالغ مجزية في أراض كنت تشتري عشرين دونماً منها قبل خمس سنوات بسعر دونم الآن لأنها قريبة من مستعمرة بيت أرييه، أو بدوئيل المقامة على أراضي دير بلوط وكفر الديك. فمن مقام الشيخ المجذوب إلى الله على قمة جبل الظهر ثم غرباً وجنوباً وشمالاً من سطح الجبل الذي يبدو كهضبة تتوغل في وادي صريدة يمكنك ملاحظة الإشارات على الصخور ولا تعلم مغزاها، فحتى مقام المجذوب تم حفر القبور التي بداخله وسرقة حتى حجارة شواهد القبور من قبل لصوص الآثار وليس بعيداً عن المجذوب حيث مقام الشيخ الرفاعي تم تدمير المقام أيضاً من لصوص الآثار حيث حفروا حوله بحثاً عن آثار أو ذهب وتم قص قبتيه من علٍ لسرقة شاهدي المئذنتين لأنهما حجران رخاميان عليهما نقوش. وليس بعيداً أيضاً عن مقام الرفاعي جرى نبش كهف نبع عين بونياق الذي يقطر ماء من الصخر على شكل ثدي ناقة وثدي بقرة نافرين من الصخر.. فحمى الذهب تسيطر على لصوص الآثار وحمى بيع الأرض تسيطر على السماسرة وما من أحد يحرك ساكناً، وقد حاولت قبل أيام الوصول إلى المنطقة الحرام عند رنتيس غرباً لكن الحاجز الاحتلالي يمنع من الاجتياز فعلى بعد مئات الأمتار لا تزيد عن ثلاثمائة متر يجري تطوير الحقل النفطي هناك حيث حفرت شركة إسرائيلية أربع آبار جديدة على عمق 1200 متر وكلها تقع في الجزء الفلسطيني من المنطقة الحرام وعلى أراضي رنتيس. ويمكن لأي جاهل وليس عاقلاً أن يلاحظ عمليات توسعة المستوطنات والبناء المكثف فيها فلا توجد مستوطنة حسب جولاتي في الضفة إلا وتجري توسعتها دون ضجيج وثمة مستوطنة كبرى تتمدد غرباً من مستعمرة عاليه زهاف زحاب قرب كفر الديك لتصل إلى دير بلوط. وظهرت أيضاً مشكلة جديدة وهي أن أصحاب أغنام من منطقة الخليل صاروا يقيمون في بعض الأراضي والكهوف الأثرية في وادي صريدة وصولاً إلى أراضي دير بلوط غرباً ويرفضون اخلاءها بل يطالبون بملكيتها أيضاً. ولعل ما يحدث في تلك المنطقة هو انموذج للزحف الاستيطاني ولزحف نهب الثروات المائية وغيرها ولزحف اللامبالاة لأنه يتكرر في مناطق أخرى فأنت إذا تجولت في الجبال والأودية أوجعك جمال الطبيعة وعظمة تراثها الزراعي والتاريخي وكهوفها المنحوتة في الصخر وهو جمال وتراث وتاريخ كله مهمل.. فلا تغضب على لص آثار أو على سمسار أو راعي أغنام أو استيطان زاحف بل تغضب على نفسك لأنك عاجز، والعجز حالة تشبه التواطؤ مع سارقي الأرض وناهبيها. فتحل بك الغضبة على نفسك وليس على الاحتلال فقط. فتعود وتكرر فقرة كتبتها ذات يوم عن مرثاة صريدة.
إنا ورثنا الدم جيلاً بعد جيلْ
فاضت بنا الأرواح والأحزان والتعب البليدْ
طفنا على كل المرابع والمواقعْ
من قيظ صحراء إلى شؤم الجليدْ
صرنا يتامى وحدنا صدئ الصديق مع الشقيقْ
فاغمد صراطك في اعوجاج الظالمين
وباعة الدم والضمير ثم انتقم
اضرب وزلزل ما استطعت بما استطعت
فلست مرصوداً
لتبقى أنت
قتيل صمت
تجربتنا.. ومواقفهم الزئبقية
بقلم: موفق مطر – الحياة
جاءت ردود الادارة الأميركية وبعض الدول الأوروبية على مطالبة المعارضة السورية بفك حظر السلاح عنها لتثبت ضعف نظر وقدرة قيادات الاحزاب والحركات والقوى السياسية العربية على استخلاص العبر من تجارب الآخرين, وكأن تجربة القيادة الفلسطينية مع الادارة الأميركية وتعهداتها, والأوروبيين ووعودهم ومواقفهم الهشة جرت في كوكب آخر !!.
يجب التوضيح بالفصل بين قيادات وما يسمى « نخب « وبين قواعد جماهيرية عربية غير منظمة ولا مؤطرة, وأننا لا نتحدث هنا عن مكانة فلسطين وقضية الشعب الفلسطيني لدى جماهير الأمة العربية, وإنما عن تجربة قيادات جديدة وقديمة مازالت تلتقي في خطابها السياسي والإعلامي عند القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية رغم تنوع مناهلها الفكرية والثقافية وتوجهاتها السياسية, واختلاف مقاسات قواعدها الجماهيرية, وان كنا على قناعة أن العربي العادي في القاعدة الجماهيرية لا يحتاج لتعبئة او تثقيف سياسي لإدراك هذه الحقيقة، فالقضية عنده مرتبطة بمصيره وثقافته وعقيدته الروحية نظرا لمكانة فلسطين في مكونه الثقافي والعقائدي.
لو كانت قيادات الأحزاب الرسمية الحاكمة أو تلك التي سقطت قد آمنت فعلا بمركزية القضية الفلسطينية لكانت أخذت الحدث الفلسطيني اليوم والأمس والمتوقع غدا والذي جرى قبل خمسين عاما معيارا لقياس مصداقية الدول الكبرى, وتأثيرات مصالح الدول الكبرى والإقليمية على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي, لما وقعت في ( جورة ) حسن النوايا, الوعود والمواقف, وسراب ما بعد الانتخابات, وتكهنات واستطلاعات الساكن الجديد للبيت الأبيض, أو شخص رئيس الوزراء الذي سيسيس شؤون بريطانيا العظمى من ( 10 دواننغ ستريت في لندن ) أي بيت الحكومة البريطانية, ولتأكد أن احزاب الاشتراكية حتى وان كانت ناجحة ومرضي عنها في بلادها, فإنها قد تفشل في تطبيق مبادئها عند التعامل مع قضايا الحرية والعدالة وحقوق الانسان خارج حدودها !!..فنحن لنا تجربة صعبة جدا مع قدرة الادارة الأميركية وحكومات اوروبية على الانزلاق والتحرر من قيود تعهداتها وبياناتها وقراراتها تماما كقدرة بعض اسماك النهر التي تفلت من قبضتك بفضل لزوجتها, وكذلك هؤلاء, فمواقفهم الزئبقية من القضية الفلسطينية مكنت اسرائيل من الانفلات من قبضة القانون الدولي, والتوسع احتلالا واستيطانا, فيما تراهم كخاصية الزئبق ككتلة متماسكة, وعند الضرورة تتجه يمينا ويسارا حسب خارطة المصالح وما فيها من علو وارتفاع.
انخدع الائتلاف الوطني السوري للمعارضة والثورة السورية من كبار أصدقاء سوريا, الذين بيدهم الحل والربط, وقرار امداد المعارضة بالسلاح ووقف نزيف دماء السوريين, وساهم ترددهم مابين حضور مؤتمر روما، والتغيب عنه رفضا واحتجاجا على هلامية الموقف الأميركي والأوروبي, ساهم في اظهار قدرة هذه القيادات على حسم قرارها, ومستوى درجة الانفعال عند اتخاذ قرار يتعلق بمصير قضية وشعب, فالشعب السوري يعيش حالة مشابهة للحالة التي عاشها الشعب الفلسطيني ومازالت توابعها قائمة كالقتل عشرات الآلاف, الاعتقال, التهجير والتدمير, وكذلك المؤامرة المركبة والتدخلات الدولية.. لكن رغم مثول التجربة الفلسطينية بكل ما فيها من ايجابيات وسلبيات إلا اننا استخلصنا ان كثيرا من النخبة العرب المشتغلين بالسياسة يكتفون بالفرجة على اخبارنا عبر وسائل الاتصال والإعلام, ويخطون بيانات الادانة والاستنكار دون وضع الحدث الفلسطيني تحت المجهر, إلا ما ندر, وهذا ما يفسر تراجع الحراك الشعبي المسمى «الربيع العربي « لأنه لم يكن مؤسسا على خلاصات التجارب الثورية العربية كالفلسطينية مثلا او العالمية, لكننا نركز على الفلسطينية باعتبارها كما قلنا القضية المركزية, فثبت لدينا أن قدرتنا كفصائل وقوى فلسطينية على التأثير بالمحيط العربي دون التدخل المباشر في شؤون الدول اضعف مما نعتقد, ولم نستطع تصدير مدرستنا الغنية بمنهج التفكير الثوري والتغيير المنظم, كما لم تستوعب النخب السياسية الدروس التي دفعنا ثمنها باهظا, ناهيك عن ضعف هذه النخب العربية وقدرتها على صياغة راي عام عربي شعبي لصالح حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ذات الرؤية الوطنية التحررية الديمقراطية, فانساقت وراء عواطفها ومشاعرها المأخوذة بالشعارات والمصطلحات الدينية, وضعفت أمام قواعدها وبانت كحائرة مترددة في حالات ما, ومؤيدة للجبهة المضادة للوطنية الفلسطينية التي خدعت الأمة بشعارات مثل الممانعة والصمود والمقاومة وغيرها !! لنكتشف اخيرا أنها لم تتأثر من التجربة الفلسطينية, وتحديدا بعد ما جرى اثر انتخابات العام 2006 وفوز الاخوان المسلمين ( حماس) بأغلبية التشريعي, ثم الانقلاب على القانون والسلطة والوطنية وبرنامج منظمة التحرير ما تلاه من انقسام سياسي مازالت آثاره المدمرة ماثلة حتى اللحظة, ولم يقرأ هؤلاء اعذار دول كبرى راعية و (اصدقاء الشعب الفلسطيني ) لتبرير مواقفهم الضعيفة تجاه حقوق الشعب الفلسطينية المشروعة, حيث مارسوا معنا ما يمارسونه من استغلال متغيرات على الأرض, او قل يماطلون تمهيدا لاختلاق وقائع جديدة على الأرض لتبرير تقاعسهم, فهم يضعون جبهة النصرة كحجة لمنع تزويد الثوار بالسلاح, تماما كما وضعوا حماس ومازالوا كعقبة امام تأييدهم واعترافهم بكامل حقوقنا المشروعة, علما ان مشروع الدولة الفلسطينية كان يجب ان يبدأ بالتجسيم قبل سبع سنوات من قرار حماس ولوج اتفاقيات اوسلو والدخول في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006.
حبذا لو اخذت النخبة السياسية العربية في الحكم او المعارضة التجربة الفلسطينية بايجابياتها وسلبياتها, فتجربتنا الثورية والتحررية والديمقراطية نقية في اكثر جوانبها وهي تستحق البحث لمن أراد العلم والفائدة. وليتذكر اخوتنا العرب أننا في فلسطين معيار نجاح سياستهم في المنطقة او فشلها فلا تستهينوا بتجربتنا.
فلسطين ـ فرنسا: عودة "مسيو بيكو" !!
بقلم: هاني حبيب - الايام
تظل العاصمة الفرنسية باريس، مرشحة دائماً لعقد أي مؤتمر خاص بالصراع العربي الإسرائيلي، خاصة على المسار الفلسطيني، جهود الحكومة الفرنسية، سواء من اليمين أو اليسار، ديغولية أو اشتراكية، سعت خلال العقد الأخير على الأقل لاستضافة العاصمة الفرنسية مؤتمراً سياسياً حول هذا الملف الشائك والمعقد. قبل أقل من عامين، طرحت فرنسا مبادرتها حول الملف التفاوضي الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وفي حين قبل الرئيس أبو مازن هذه المبادرة، رفضتها إسرائيل، كما رفضتها الولايات المتحدة الأميركية، ولم يكتب لهذه المبادرة النجاح.
في الآونة الأخيرة، ومع تسلّم الاشتراكيين الحكم برئاسة اولاند، نشطت الخارجية الفرنسية، لإعادة فتح هذا الملف من جديد، من خلال دعم التوجه الفلسطيني إلى الجمعية العامة لنيل دولة مراقب لفلسطين، بل إن باريس، ضغطت على عدة دول أوروبية، لتوحيد موقف أوروبي داعم لهذا التوجه، الأمر الذي أدى إلى دعم عدة دول أوروبية فعلاً، في حين ان دولاً أخرى، امتنعت عن التصويت، وهو موقف إيجابي، إذ ان هذه الدول كانت تعارض في السابق مثل هذا التوجه. لم تكترث فرنسا بالموقف الأميركي المنحاز تماماً إلى جانب إسرائيل، وقادت الاعتراف الأوروبي بفلسطين كعضو في اليونسكو، كما ظلت فرنسا تقود التوجه الأوروبي المناهض للاستيطان، ولكافة أشكال الأعمال العنصرية الإسرائيلية وإجراءات الاحتلال في المناطق المحتلة من دولة فلسطين.
الصداقة التقليدية بين فرنسا وإسرائيل، لم تمنع الأولى من أن تكون صديقة لفلسطين، وتتخذ المواقف التي تتناسب والتراث الإنساني لدولة مثل فرنسا، غير أن هذه الصداقة لفلسطين لم تصل إل المستوى الذي يجعل منها أكثر إنصافاً، مع ذلك ينظر معظم الفلسطينيين إلى فرنسا كدولة صديقة قياساً مع المعايير المقارنة مع الدول الأوروبية والغربية عموماً.
تشعر فرنسا بأن بإمكانها أن تقوم بما هو أكثر مما قامت به، سواء على صعيد فردي، ومن خلال نفوذها كدولة كبرى في الاتحاد الأوروبي من أجل إيجاد تسوية على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي انطلاقاً من حل الدولتين، وفشلها قبل عامين في هذا الشأن، لم يثنها عن أن تحاول من جديد، هذه المرة بالاتفاق مع بريطانيا وبدعم من ألمانيا، والتقدم بمبادرة جديدة.
غير أن هذه المبادرة التي لم يعلن عن تفاصيلها رسمياً، لا تزال قيد النقاش على الأغلب في أروقة وزارة الخارجية الفرنسية، وبالتأكيد لدى نظيرتها البريطانية، ولا يزال هناك وقت لبلورة مثل هذه المبادرة التي على الأغلب ستكون أكثر وضوحاً وبلورة بعد تشكيل رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو حكومته الجديدة.
ويعتقد على نطاق واسع، أن هذه المبادرة ـ إذا انطلقت ـ فستطرح على بساط البحث أثناء انعقاد فعاليات المنتدى حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أواخر أيار القادم في منطقة البحر الميت بالأردن، ومن ضمن إشارات انطلقت من قبل الجامعة العربية، يبدو أن هناك تنسيقاً معها، ما يوفر أرضية لا بد منها لانطلاق مثل هذه المبادرة التي في كل الأحوال، ستشكل بديلاً عن المبادرة العربية التي انطلقت من دون أن تصل إلى أي هدف.
العوائق أمام مثل هذه المبادرة هي ذاتها التي اعترضت المبادرة الفرنسية قبل عامين، إسرائيل والولايات المتحدة، ولا شك أن باريس تدرك تماماً، أنه من غير المسموح لمثل هذه المبادرة بالمرور، غير أن ذلك لن يعيق العاصمة الفرنسية من أن تبذل كل جهد من أجل عودة دورها المؤثر على الصعيد السياسي في هذه المنطقة الحيوية، ولكي لا تظل الولايات المتحدة اللاعب الأوحد في هذه الساحة الاستراتيجية. انشغال فرنسا في همومها الداخلية، خاصة على ضوء الأزمة الاقتصادية، أو الحرب في مالي، والانشغال النسبي في الأزمة السورية، لن يعيقها عن أن تلعب دوراً أكبر وأكثر تأثيراً على ساحة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وبوابة ذلك، المسار التفاوضي المتوقف تماماً على الملف الفلسطيني.
في الوثائق البريطانية، التي كشف عنها النقاب أوائل هذا العام، عرفنا المزيد من التاريخ الغامض لتوزيع تركة "الرجل المريض" تركيا على التحالف الفرنسي البريطاني، وما لم نكن نعرفه، أن المسوّدات الأولى لاتفاقية "سايكس ـ بيكو" وضعت فلسطين ضمن الحصة الفرنسية، على أساس أن سورية ولبنان وفلسطين، دول الشام، في إطار هذه الحصة، بريطانيا أصرت على أن فلسطين يجب أن تبقى تحت انتدابها ربما للإيفاء بـ "وعد بلفور"، ومقابل ذلك، تساهلت بريطانيا في منح دول المغرب العربي لفرنسا، مسيو بيكو، الذي لم ينجح في ضم فلسطين إلى الانتداب الفرنسي، ربما ينجح هذه الأيام، في جعل فرنسا أقرب إلى فلسطين، بالانتقال من مرحلة الانتداب الاستعماري إلى الإنقاذ، والمبادرة الفرنسية ـ البريطانية، تعيد التاريخ إلى مقاربة غريبة، سايكس ـ بيكو، كانت اقتساماً لتركة العثمانيين، والآن، قد تشكل مواجهة مع النفوذ الأميركي المتفرد في المنطقة.. فهل يعود مسيو بيكو هذه المرة برداء جديد، في الشكل والجوهر، ويكتب لفرنسا دوراً أكثر تأثيراً في ساحة الشرق الأوسط من خلال النفق الفلسطيني ـ الإسرائيلي؟!
من الصعب اندلاع انتفاضة دون غزة ومع الانقسام
بقلم : أكرم عطا الله - الايام
في أحد اجتماعات مجلس الوزراء المصري قبل حرب أكتوبر وبينما كانت مصر تتجه نحو أزمة اقتصادية سأل الرئيس المصري الراحل أنور السادات وزير ماليته حول احتياطي العملة الصعبة فأجاب وزير المالية: لدينا 15 مليون جنيه فقط، تأمل السادات قليلاً ثم التقط غليونه، وأثناء عملية إشعاله قال "نولع بقى" وسط استغراب الحضور سأله أحدهم "تقصد نولع البايب (الغليون) واللاحاجة ثانية؟" رد السادات: لا نولع المنطقة، والكل يأتي للإطفاء.
في السياسة حين يستعصي تطويع الواقع أحياناً يفتعلون الأزمات لإرغام العالم على التدخل، هكذا فعلها السادات واستعاد سيناء، ياسر عرفات كان يعرف عنه أنه رجل افتعال الأزمة ودفعها نحو حافة الهاوية، كان يفعلها كثيراً، والآن أمام هذا الاختناق السياسي وأزمة الأسرى والاستيطان والقدس هناك حاجة لحركة شعبية مكثفة تنذر بإشعال المنطقة في وجه الرئيس الأميركي الذي سيكون هنا هذا الشهر، فجزء من تجاهل الملف الفلسطيني في خطاب تنصيبه هو غياب الأزمة، وجزء من تجاهل الدعاية الانتخابية في انتخابات إسرائيل الأخيرة هو أيضا غياب الأزمة، فلتكن أزمة تهدد الجميع....ولكنها لن تكون.
الأسبوع الماضي كان مهيئاً لاندلاع انتفاضة، فقد هددت الفصائل الفلسطينية في حال استشهاد أي أسير أنها ستحرق الأخضر واليابس، وللدقة كان التهديد من غزة التي تقف متفرجة حتى اللحظة على ما يحدث في الضفة. وعلى غير توقع الفصائل استشهد الأسير جرادات، تنبأ البعض بانتفاضة والبعض الآخر حلم بها وغيرهم لم يكن لديهم رغبة بها، وسط هذه التمنيات والدوافع والممانعات بقي مستوى الأحداث أقل مما يريده البعض وأكثر مما يريده آخرون.
منذ أسابيع بدأت القيادات الإسرائيلية سواء عسكرية أو مدنية بالتحذير من انتفاضة ثالثة كانت ترى أنها على الأبواب وتجهز نفسها للمواجهة سواء العسكرية أو السياسية آخرهم بنيامين بن اليعازر العجوز الذي ترأس الكنيست الجديدة بحكم سنه، وكان هناك ما يجعل من اندلاعها واقعا، فالظروف باتت مهيأة والاختناق السياسي بلغ ذروته والاستيطان ابتلع الضفة، وأتى إضراب الأسرى ليضع برميل البارود على حافة الاشتعال، وكانت الأمور بانتظار عود الثقاب الذي اعتقد الجميع أن استشهاد جرادات من أشعله، ولكن الأمور لم تكن كذلك ولا يبدو أنها ستذهب أبعد من مواجهات بعيدة عن الفصائل حاملة المشروع الوطني، وكان السؤال: لماذا لم تبدأ انتفاضة؟؟ ولماذا لم يبدأ الربيع الفلسطيني بعد؟ رغم أن هناك مصلحةً وطنية وحاجة بعد أن أعطى نموذج السلوك الإسرائيلي مرتين خلال نصف العام الأخير ما يمكن أن يدل الفلسطينيين على ممكنات قوتهم.
مرة حين خرج الناس للاحتجاج في الشوارع في أيلول الماضي للتظاهر بسبب الأزمة الاقتصادية تراجعت إسرائيل مذعورة عن حجز أموال الضرائب وأفرجت عنها، ومرة أخرى الأسبوع الماضي حين ظهرت في الأفق ملامح انتفاضة تراجعت أيضا لتفرج عن الأموال، وبذلك تقول إسرائيل أنها ضعيفة أمام حركة شعب إذا أراد أن يخرج منتفضاً، والمسألة أصعب حين تسبق زيارة أوباما وترغمه على أن يرى حقيقة الاحتلال وممارساته وتلقي بالملف الملتهب في وجهه، وتخشى إسرائيل أن تدفع ثمن ذلك سياسياً واستيطانياً، وهنا تبدو المقارنة مع إشعال السادات لـ "البايب".
ولكن الانتفاضة لم تبدأ ويبدو أنها لن تبدأ لعدة أسباب، أولها وأهمها الانقسام وغياب الإجماع الوطني وكذلك غياب الإجماع الجغرافي، فالانتفاضة بحاجة إلى طاقات وفعل وتحرك الجميع تحت برنامج موحد، وهذا غائب بسبب الصراعات بين الفلسطينيين والتي استنفذت كثيرا من جهدهم ووقتهم على حساب الصراع الرئيسي، فهناك خشية لدى السلطة من تكرار تجربة الانتفاضة الأولى والتي أدت إلى تآكل السلطة في غزة انتهت بخسارتها، وحركة حماس تريد انتفاضة في الضفة لإضعاف السلطة وتحلم بانهيارها، إذن هناك حالة من التربص والتربص المضاد، وفي ظل هذه الأجواء ورغبة البعض بانتفاضة "استخدامية" لاستكمال صراع داخلي على السلطة لم يُحسم بعد، فهذا يجعل من البعد الذاتي ليس على قدر من النضوج لبدء الانتفاضة ضد المحتل، فالانتفاضتان الأولى والثانية بدأتا وسط إجماع.
البعد الآخر هو التركيز على الضفة دون غزة فالنداءات التي أطلقتها حركة حماس بتحريض جزء من الشعب الفلسطيني في الضفة دون غزة يجعل من اندلاعها أمراً مستبعداً، وبالعودة للتاريخ فإن غزة عنصر محرك كبير للوطنية الفلسطينية، وبحكم انعدام خياراتها فإنها تتقدم في أغلب الأحيان قبل الضفة، فكل الفصائل الوطنية تقريبا انطلقت للمقاومة من غزة ثم تبعتها الضفة، فقيادة "فتح" الأولى من غزة و"حماس" أيضا و"الجهاد الإسلامي" تشكل مثل "حماس" في غزة، وفدائيو مصطفى حافظ وحرب التحرير الشعبية في سبعينات القرن الماضي والانتفاضة الأولى بدأت في غزة ثم تبعتها الضفة، وانتفاضة النفق بدأت في غزة، وإلى حد ما صحيح أن الانتفاضة الثانية انطلقت من القدس لكن الصورة الأولى للشهيد الطفل محمد الدرة وفعل غزة المسلح منذ اليوم الأول التقط راية الانتفاضة لتستمر.
وهكذا فإن الرغبة التي أعلن عنها الدكتور أحمد بحر بانتفاضة في الضفة دون غزة التي لا ترغب سلطتها بأي حراك أو صدام مع إسرائيل هي مسألة منفصلة عن واقع تاريخ الصراع، وأن رد فعل الحكومة بغزة على الصاروخ الذي انطلق ليعبر عن مشاركة غزة للفعل الشعبي على استشهاد الأسير يعكس رؤية الحكومة التي ترغب بالاستقرار بلا انتفاضات في هذه المنطقة الصغيرة.
وإذا كانت "حماس" لا تريد انتفاضة في غزة، والسلطة هناك لا تريد انتفاضة في الضفة، فهل يمكن الحديث عن انتفاضة كل لا يريدها في ساحته؟؟ ولأن لكلٍ ما يخسره في الضفة وغزة، فكلٌ سيحافظ على الهدوء مقابل السلطة. هذا هو الواقع بمعزل عن رغبة الفصائل الأخرى والتي لا تمكنها قوتها من التأثير في الواقع أمام قدرة السلطتين، فـ "فتح" و"حماس" هما العمود الفقري للحركة الوطنية ولكل منهما سلطته وكل منهما يرفض انتفاضة في منطقته، فلنا أن نقدر قوة دفع الانتفاضة وقوة ممانعتها لنصل لاستنتاجاتنا ....!
التكوين الفلسطيني ومتطلبات انتفاضة وشيكة..
بقلم: ريما كتانة نزال - الايام
ما زال الشارع الفلسطيني قادراً على توضيب المفاجآت، وهو الشارع الذي طفح كيله منذ سنوات وكان يؤثر إظهار عدم الاكتراث والتجاهل، أو يرسل رسائل ملغومة بنواقيس الخطر، يحمِّلها متاعب جزئية يلمّها من هنا الاحتلال.. ومن هناك الجوع.. لكنه في ثنائية إحباطه وإخطاراته كان يظهر، متى يشاء، قدرة استثنائية على تسجيل الأرقام القياسية في كل شيء، وعلى اختلاق نموذج جديد "للبوعزيزي" في طبعتها الفلسطينية: سامر العيساوي وعرفات جرادات وأيمن شراونة وجميع القابضين على جفاف أمعائهم، شكلوا معاً القشة التي قصمت ظهر البعير الفلسطيني.
الإنسان الفلسطيني لا زال يثبت فرادة التكوين، فقد استعاد صورته وحراكه على الشارع الملتهب، واستعاد احتلال المشهد الذي خطفته منه الجموع العربية المحتشد دمها في ميادين التغيير. واستطاع تكوينه المثالي من شلّ دوران "الماستر كي" في الأقفال على الرغم من عدم امتلاكه لها وامتلاكه سحر التأثير عليها. فلا شيء يحرك ذلك المفتاح إلا توقيع اليد الفلسطينية ورضى الشعب وموافقته على الحلول، وعلى إطلاق سراح أجسادنا الأسيرة والشهيدة، وإطلاق سراح يدنا على أرضنا واستعادتها.
نقف اليوم ويقف معنا العالم على عتبة محطة جديدة ومعطى جديد، قد يكون مختلفا عن معطيات الانتفاضة الأولى السلميّة التي انتهت إلى الحلول السياسية. ويختلف عن معطى الانتفاضة الثانية العسكرية الوجه والقوالب المنتهية إلى فرض الحلول العسكرية والأمنية. تكتسب المعطيات التي نقف على حافتها بخصوصية تنطلق من طبيعة المرحلة وإفرازاتها، ومن التجربة الفلسطينية السابقة التي جرّدت الوعي من كل ما علق به من شوائب وأوهام، منها الرهان على المحيط العربي الذي أصبح معيقا للعامل الفلسطيني، واستبدلته في الرهان على الذات الفلسطينية، وعلى قدرة التكوين الفلسطيني من الاستفادة من الدروس الصعبة التي عبرت إلى حال سبيلها، لكنها بقيت غضّة في النفوس ومحفوظة عن ظهر قلب في صدور الفلسطينيين.
لنعترف، بأننا عملنا واجتهدنا وأصبنا مرات، وعملنا واجتهدنا وأخطأنا مرات. عاندنا وقويت إرادتنا في حين، وفي أحيان أخرى تصلبت شراييننا وأضعفت إرادتنا ومبادراتنا. حاولنا تغيير قواعد اللعبة ومسار عقارب الساعة، وغيرنا أشرعة الابحار باتجاه يعاكس هبوب رياح الاعاصير، من خططنا ما صبّ في مجرى تركيم النضال، ومنه ما أحدث قطعا في البعد الشعبي للعلاقة الطبيعية مع المجتمع. واستخلصنا أن الخطابات العنترية والمعارك "الدونكيشوتية" عجزت عن شدّ وترنا لمواجهة المحتل، وبأن أساليب الشعوذة أبعدتنا عن أهدافنا وحريتنا.
لنعترف، بأن عناوين انقسامنا وخلافاتنا على حالها، وبأننا منقسمون لفظيا على شكل هبّاتنا وانتفاضتنا، وهو الأمر الذي يحيط شارعنا بالقلق والخوف من إلحاق قطع جديد للبعد الجماهيري المتنامي، وأن يكون الخطر الداخلي مقتل الحراك الشعبي، وأن يؤدي الخلاف على المسميات وآليات المقاومة إلى ما انتهت اليه الانتفاضة الثانية ونُجر من رقابنا إلى الحلول العسكرية المفضلة لدى الاحتلال.
لقد تفوقنا على الاحتلال بإظهار الانحطاط القيمي لجيشه ومستوطنيه. رسمنا صورتين متقابلتين متعارضتين. وضعنا صورتنا أمام العالم في مقابل صورة الشارع العنصري الآخر، نحن أمام السجون والمعسكرات في طقوس استنشاق غازاتهم وعوادمهم السامة المختلطة مع زخات الرصاص المطاطي والحي والمدمدم. تفوقنا في استقطاب المجتمع الدولي لملعب حب البقاء ونبذ نظرية البقاء للأقوى.
بعد عقد من الزمن بنيت المقاومة الشعبية، واستعدنا تثبيت الصورة على مشهد مقاوم واضح ضد الجدران والمستوطنات، أذكت أوارَه اضراباتُ الأسرى والمعركة الدولية، وعزز الحركة الجماهيرية التي نمت وتوسعت واستقطبت قطاعات جديدة، وأرست قواعد حركة التضامن الدولي مع قضيتنا.
لا بد من الحوار واستخلاص دروس وعبر المقاومة المثمرة جلاءً وحرية بعيدا عن الارتجال والعفوية، ومواصلة دعم مطالب الحركة الأسيرة التي تساهم أكثر من غيرها في استنهاض الحركة الجماهيرية، وهي المؤهلة فعلا للاضطلاع بذات الدور التي لعبته على الدوام في تحريك المجتمع. علينا أن نرسم أشكال ومعالم الانتفاضة الثالثة التي تبقي وتيرة الشارع متوازنة من جهة، والاستمرار برفع شأن الفوارق القيمية بيننا وبينهم، لنجعلها الأداة التي تفضح السادية الاحتلالية وحصارها بجرائمها ووجباتها المشبعة بالعنصرية، وليس أكبرها "الباستيلات" الاعتقالية، ولن يكون أصغرها صورة طفل في دائرة هدف بندقية مجنونة.
إقناع المجتمع الاسرائيلي بالذنب...
بقلم: د. أحمد رفيق عوض - القدس
على عادة الأقوياء،فإن الاسرائيليين غالبا ما يستبدلون تعبير "الاحساس بالذنب" بتعبير آخر هو "حساب النفس"، و الفرق بين التعبيرين كبير وكبير جداً.فالاحساس بالذنب يتبعه عادة التفكير و التصويب و تغيير السلوك،أما حساب النفس فهو للتطهير و التحلل من الشعور بالنقص، و يتضمن هذا الحساب القدرة على المواجهة و قوة المكاشفة، بما في ذلك من استعلاء و عدم اعتراف "بالذنب" بالمعنى الأخلاقي و الروحي. و من الغريب حقاً ان يستخدم تعبير "الخجل" في الأدبيات الاسرائيلية أكثر من تعبير "الذنب". فالنخب الاسرائيلية- حسب ادعائي المتواضع- لا تستطيع ان تعبر عن ذنب الاحتلال و مصادرة حريات شعب آخر و الاستيلاء على أرضه و مقدراته و حرمانه من حرياته، ان هذه النخب –و بقدر ما- تستطيع ان تعبر عن تعاطفها أو تفهمها و لكن ذلك يأتي من باب هذا "الحساب" أو هذا "الخجل"، ان هذا التعاطف أو التفهم أو حتى المشاركة هو نوع من تطهير النفس أولا، و من اجل الصورة الليبرالية التي تصر اسرائيل على الاحتفاظ ببعضها أو ببقاياها ثانياً، و لأن هناك ارثاً علمانياً ليبرالياً ما يزال يحتفظ ببعض حيويته في اسرائيل و يعبر عن نفسه بمقال هنا او تصريح هناك ثالثا. ولأن المجتمعات القوية عادة ما تحتمل الرأي المخالف الى حد لا يشكل ازعاجا بقدر ما يجسد حساسية اخلاقية ذات فائدة رابعا،بمعنى آخر، فإن التعاطف الذي تبديه بعض الأوساط الاسرائيلية مع عذابات الفلسطينيين هو تعاطف محسوب و منضبط و لا يخرج عن الصورة العامة أو الحدود المرسومة. و ذلك ان المشروع الاسرائيلي و بعد أكثر من مئة عام استطاع ان يحقق الكثير مما حلم به أو خطط له.. فقد استطاع هذا المشروع السيطرة على فلسطين التاريخية، و استطاع ان يخفض من وتيرة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، و استطاع ان يقلل علاقات الفلسطينيين بشعوب المنطقة الى درجة كبيرة و مقلقة. و استطاع ايضا ان يفكك الحركة القومية الفلسطينية وان يورطها في رشاوى أو اوضاع لم يعد لهذه الحركة معها ان تفعل الكثير، و استطاع هذا المشروع ايضا ان يسوق نفسه جيدا وان يحتمل و يمتص المزاج الدولي المتقلب ضده، و استطاع أيضا ان يوحد الجمهور الاسرائيلي خلفه الى حد كبير بما في ذلك الحركات الدينية التي رأت أخيرا في هذا المشروع أنه "مشيحاني" في نهاية الأمر رغم شكله الخارجي العلماني، و استطاع هذا المشروع أيضا اقامة دولة حداثية تشكل قلب العالم الرأسمالي، تحولت بالفعل الى واد للسيليكون كما يقال.فإذا أضيف الى كل هذه الانجازات شعور الاسرائيليين بأنهم الضحية الأبدية و الشعب المتفرد بالحكمة و النبوءة و الخصوصية بما يتضمن ذلك دين الهولوكوست الذي يقنعهم بأنهم دفعوا الفاتورة الأعلى و الأغلى من أجل سلام العالم،فإن هذا الشعور- الذي وجد له آذاناً صاغية أن بالقوة أو الاغراء في كل أنحاء العالم- يقنعهم أيضاً بأنهم مسيح العالم كله، بما يعني أنهم فوق المساءلة الاخلاقية- فقد دفعوا ثمن غيابها- و انهم فوق الشعور بالذنب- لأنهم الاثبات الأكيد على تحقيقه- الأمر الذي يعني أنهم محصنون من الاحساس حتى بالخطأ.. واذا تابعنا طريقة المحاكمات أو لجان التحقيق الاسرائيلية بشأن انتهاكات هنا أو هناك، لوجدنا أنها التعبير الأمثل عن ذلك الشعور الصاعق بعدم القدرة على ارتكاب الخطأ و عدم القدرة على الاحساس بالذنب أيضاً. فعندنا يكون حكم من قتل طفلاً فلسطينياً هو مجرد توبيخ ،عندئذٍ نعرف ما نتكلم عنه، و عن مدى الخطورة التي نواجهها.من الصعوبة الشديدة أن لم يكن المستحيلة القول للمجتمع الاسرائيلي أنه مذنب، فهو محصن جداً، فهو يشعر أن الضحية الأبدية غير مطالبة بابداء الندم أو الاعتذار أو التنازل أو حتى التسوية، الضحية حالة استثنائية في التاريخ و يجب ان تعامل باستثنائية ،و ما يعقد الأمر أن هذه الضحية-حسب تيارات كثيرة في اليهودية و الصهيونية أيضاً- لا تثير الشفقة و انما الكراهية، فهذه الضحية ليست ضحية باختيارها ولا بإرادتها، وهي ضحية تشكل عورة النظام الكوني كله. وحتى لا نبقى في هذا التنظير المجرد، ننزل الى الواقع لترجمة ذلك كله، فالاسرائيلي يسبقنا في الاعتراف بحل الدولتين ولكنه يحوله الى مفهوم لادامة الاحتلال، و يؤمن بحرياتنا المتعددة، و لكنه يجعل من ذلك اطناناً من الورق و الوثائق التي تتحول الى عمليات ابتزاز و اسقاط، و يؤمن بأن الاحتلال يشكل أزمة حقيقية للمجتمع الاسرائيلي ولكنه وبدلاً من الانفصال أو الرحيل فإنه يحاول تغيير شكل المجتمع الفلسطيني من خلال عمليات الترحيل و الاحلال. الاسرائيلي يسبقنا دائماً الى اتخاذ وضعية الضحية حتى وهو ييستهدفنا أو يصادر أرضنا أو يهدم بيوتنا، حتى عندما يطلق النار على اطفالنا فإنه يبكي عليهم قبل امهاتهم، و على الرغم من ان ادامة الاحتلال تشكل عقبة في طريق الديموقراطية الاسرائيلية والقانون الاسرائيلي والحياة الطبيعية الا ان النخب الاسرائيلية جعلت من هذا الاحتلال وضعاً فريداً يميز اسرائيل،و لنفاق الغرب و مصالحه، فقد صدق هذه الاكذوبة أيضاً.ما أريد أن اقوله اننا لا نستطيع حقاً اقناع الاسرائيليين بأنهم مذنبون، فمثل هذا الاحتلال المحصن بالقوة و المنعة الاخلاقية و مفاعيل القوة الذاتية لا نستطيع بيعه أية فكرة اخلاقية- فهو يعتقد انه متقدم علينا جداً بهذا الامر- و لا نستطيع بيعه اوهاماً بالسلام أو التعايش- فهو يؤمن بذلك أيضا عن طريقة العبد و السيد-فما العمل اذن؟!برأيي فإن ما يقنع هذا المجتمع انه مذنب يتمثل في ايصال رسالة قوية متدرجة أو دفعة واحدة تقول بطريقة لا لبس فيها ولا تلعثم و لا دبلوماسية ، ان على الانسان أن لا يتصرف كإله على الأرض.. تذكر لنا كتب التاريخ ان كل أولئك الذين ادعوا الألوهية كانت مصائرهم محزنة جداً و لكنها لا تثير الشفقة.


رد مع اقتباس