النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 315

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 315

    أقــلام وآراء إسرائيلي (315) السبــت- 13/04/2013 م


    في هــــــذا الملف

    • الهلال الصاعد.. اردوغان يرى حلمه يتجسد
    • بقلم:أساف جبور،عن معاريف
    • المركز الاستراتيجي للعالم تحرك نحو الشرق
    • سيكون علاج امريكا للازمة الكورية اشارة واضحة تبين كيف ستسلك واشنطن في معالجة الملف الذري الايراني مستقبلا
    • بقلم:يورام عبرون،عن نظرة عليا
    • كبش فداء ايران
    • المسؤولون الايرانيون الذين يفاوضون الدول الغربية في المسألة الذرية يرون ان اسرائيل هي سبب فشل المحادثات وهذا غير صحيح
    • بقلم:دوري غولد،عن اسرائيل اليوم














    الهلال الصاعد.. اردوغان يرى حلمه يتجسد

    بقلم:أساف جبور،عن معاريف

    بينما تعاني الدول العربية، بما فيها تلك التي كانت تعتبر قوى عظمى اقليمية، من نزيف داخلي وتفكك متسارع، فان تركيا تشق طريقا آمنا نحو مركز الساحة وتغازلها الولايات المتحدة، اوروبا واسرائيل. في العام 2002 انتخب رجب طيب اردوغان لاول مرة في منصب رئيس الحكومة التركية. وانتصر حزب العدالة والتنمية الاسلامي في الانتخابات وشرع في حملة لانقاذ الدولة من الازمة الاقتصادية، الاجتماعية والسياسية التي كانت تعيشها.
    اردوغان هو شخص لا يخاف التعبير عن مواقفه، صرح بان في نيته ان يقود تركيا الى موقع الوسيط الرئيس في نزاعات الشرق الاوسط. وعلى مسافة غير بعيدة من هناك، في قصر الاتحادية في القاهرة، كان يجلس الرئيس المصري حسني مبارك ووجد صعوبة في حبس ابتسامته. الرجل الذي قاد مصر الكبرى والمستقرة، والتي كانت المحور المركزي لكل ما يجري في الشرق الاوسط، خطط لاستمرار حكمه وأعد وريثه جمال. بعد عشر سنوات من ذلك ترك الامريكيون مبارك ودخل الى السجن، بينما اردوغان، بعد أن ثبت السياسة التركية المترنحة، يواصل حكم الدولة بيد عليا ويرى حلمه يتجسد.
    'لتركيا تأثير خاص على الفلسطينيين. فهي قادرة على تشجيع الفلسطينيين من كل الفصائل على قبول شروط الرباعية من أجل التقدم الى الامام'، كتبت الناطقة بلسان الخارجية الامريكية، فيكتوريا نولند، فور خروج وزير الخارجية الامريكي لزيارة المنطقة.
    وجاء هذا البيان استمرارا لسلسلة طويلة من الجهود الدبلوماسية من جانب الادارة في واشنطن بهدف احلال مصالحة اسرائيلية تركية وتجنيد تركيا في معركة استئناف المفاوضات. وفي اطار تلك الجهود استجاب اردوغان لطلب كيري تأجيل زيارته المخطط لها الى غزة، الزيارة التي كانت كفيلة بان تؤدي الى أزمة اخرى في خطا التقارب المتردد بين أنقرة والقدس.
    يعرف الامريكيون ان رؤيا 'الدولتين' لاوباما توجد في خطر ملموس حين يكون قطاع غزة تحت سيطرة منظمة حماس وفرص المصالحة بين ابو مازن وهنية اصبحت ضعيفة أكثر. ومن تصريح الناطق بلسان الخارجية الامريكية يمكن ان نفهم انهم في واشنطن يؤمنون بان تركيا من حقها أن تدير لعبة مزدوجة بسبب علاقاتها الوثيقة مع حماس حيث انها في اطار العودة الى طاولة المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية يمكن لانقرة أن تسوغ المنظمة في حالة قبولها شروط الرباعية.
    النظر الى حماس كمنظمة ارهابية ضعف في الفترة الاخيرة. فالعديد من السياسيين في اوروبا يرون في اتفاق التهدئة بين حماس واسرائيل، وفي انتخاب خالد مشعل الذي يعتبر متصدرا للتيار البراغماتي في المنظمة، دليلا على ان وجهة المنظمة هي نحو الاعتدال. والخطوة الاخيرة التي على حماس ان تنفذها كي تكمل عملية التسويغ الدولي هي قبول شروط الرباعية، بما فيها ايضا الاعترف بوجود دولة اسرائيل.
    رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، يرى في تركيا وفي أردوغان نموذجا للاقتداء. فقمة القيادة التركية دينية، وبعد عشرات السنين التي كانت مبعدة فيها عن مراكز الحكم والمناصب العامة، نجح حزب العدالة والحرية الاسلامي في شق طريقه ديمقراطيا وتثبيت الحكم.
    ويحاول اردوغان، من جهة، تثبيت صورته كمسلم علماني، ولكن من جهة اخرى أن يطرح موقفا بموجبه منظمة حماس يرفضها العالم لكونها حركة دينية، وليس بسبب انتمائها ودعمها للارهاب. حقيقة أنه على مدى السنوات الخمس الاخيرة دارت مواجهات عسكرية بين قطاع غزة واسرائيل تضع حماس في مكان الشرف في نظر الاتراك الذين تماما مثل حماس يرون في ابو مازن دمية للامريكيين.
    في حماس يرون كيف أن تركيا نجحت في أن تفرض على اسرائيل الاعتذار على احداث مرمرة، وبعدها رفضت القيام بدورها في الصفقة، في شكل الغاء لوائح الاتهام ضد قادة الجيش الاسرائيلي. كما أن تركيا تستثمر اموالا كثيرة في غزة من خلال المشاريع التي تمولها. هذه الحقائق، اضافة الى المحادثات في موضوع حجم التعويضات لعائلات القتلى في الاسطول، نجحت في ان تعزز، حتى قبل البيان بتأجيل زيارة اردوغان، العلاقات مع المنظمة التي مثل حزب العدالة والتنمية بقيادة اردوغان، تنتمي الى التيار الاسلامي الصاعد في الشرق الاوسط بعد سقوط الحكام العرب: تيار السنة.



    نافذة لطهران

    وتوثر الحرب في سوريا وتفكك نظام بشار الاسد على الجار الشمالي، تركيا. فنار صواريخ السكاد نحو الحدود السورية التركية التي اطلقها النظام في دمشق ادت الى التقارب بين تركيا والولايات المتحدة. ونصبت الاخيرة، بموافقة اوروبية بطاريات باتريوت في الاراضي التركية الجنوبية، واضافة الى ذلك فان جنودا امريكيين هم الذين يشغلون البطاريات.
    في البداية اتهمت دمشق تركيا في أنها تعطي ملجأ لناشطي القاعدة ولمحافل اسلامية متطرفة اخرى ينضمون الى الثوار ضد النظام ويشقون طريقهم عبر الحدود التي تتجاهل تركيا تسيبها.
    وردا على ذلك حاول بشار الاسد تحريض الاقلية الكردية في سوريا ضد الاتراك مستغلا الصراع الذي يخوضه حزب العمال الكردي ضد الحكم التركي منذ الثمانينيات وحقيقة أن زعيم الاكراد عبد الله اوجلان يوجد في السجن التركي.
    في البداية نجحت مناورة الاسد. وهاجم مقاتلون أكراد اهدافا داخل تركيا وقاتلوا الى جانب الرئيس السوري. ولكن كلما مالت المعركة نحو الثوار وفقد الاسد سيطرته، ترك الاكراد المعركة وهم يفهمون انه يحتمل بالذات ان تشكل سوريا المتفككة حلا للارض التي يريدونها بصفة دولة مستقلة.
    نقطة الذروة في تغيير العلاقات شكلها اعلان اوجلان بانه سيكون مستعدا لانهاء الكفاح المسلح ضد الحكومة التركية. وجاء هذا الاعلان لاردوغان في الوقت المناسب بالضبط. وهو من جانبه اشار الى انه يرحب بالجهود للوصول الى سلام بين الاكراد والاتراك وحصد الثناء من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على التقدم في موضوع كان يعتبر دوما أحد العقبات الكأداء في وجه تركيا. وعقبت لجنة الخارجية في الاتحاد الاوروبي على عملية المصالحة مشيرة الى انه يجب الحفاظ على شبكة علاقات بناءة مع تركيا.
    وبالمقابل، لا يزال الموضوع القبرصي قيد الخلاف منذ 1974. فتركيا لا تعترف بالجمهورية القبرصية وتدعي بان هذه أرض تركية محتلة. كما أن موضوع المذبحة الارمنية يوجد على الطاولة، ولكن في رأس اهتمام الولايات المتحدة توجد دولة اخرى هي ايران.
    والتواصل الشيعي الذي يبدأ من ايران، يمر عبر العراق، ويصل حتى لبنان وسوريا العلوية، حليفة الشيعة، يتوقف في تركيا.
    رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، ايهود اولمرت، الذي أدار محادثات قريبة مع اردوغان وكاد يعقد صفقة في شكل سلام مع السوريين، هو الذي اشعل الازمة بين اسرائيل وتركيا حين خرج الى حملة 'رصاص مصبوب' في قطاع غزة بالتوازي مع تلك التفاهمات.
    اما اردوغان الذي شعر باهانة عميقة فقد سارع الى الاعلان بان اسرائيل ترتكب جرائم ضد الانسانية. وفي طهران استمعوا الى هذا وسارعوا الى دعوة رئيس الوزراء التركي لمحادثات جس نبض. ويضع التحسن في علاقات الدولة تركيا، في نظر الامريكيين، في دور الوسيط في الموضوع الايراني ايضا، بينما انتهت جولة اخرى من المحادثات بين طهران والغرب في كازخستان هذا الاسبوع بلا نتائج.

    كل شيء يبدأ بالجيب

    رحلة العذاب التي اجتازتها تركيا في محاولاتها العنيدة لدخول الاتحاد الاوروبي انتهت بخيبة أمل. فجملة الاصلاحات، المحادثات والرقص التركي على أنغام الموسيقى الاوروبية لم تؤثر على معارضة الدول المركزية في الاتحاد. ودخلت المحادثات في جمود عميق لسنتين ونصف السنة، فيما أن استئنافها في الاشهر الاخيرة يشكل خطوات تقارب هامة لاول مرة من جانب اوروبا نحو قبول تركيا في الاتحاد.
    وهكذا فان العوائق الاساس في طريق تركيا الى الحضن الاوروبي آخذة في الذوبان. مثال على ذلك يمكن أن نراه في تغيير الحكم في فرنسا: الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، هو الذي قاد خطا عنيدا ضد ضم تركيا الى الاتحاد الاوروبي، وكان أحد المعارضين للخطوة؛ بالمقابل، فان الرئيس الحالي فرانسوا اولاند يعتبر براغماتيا وأكثر تسامحا بكثير تجاه الاسلام بشكل عام وتركيا بشكل خاص.
    فضلا عن المعارضة السياسية الداخلية والخارجية، تخوفت اوروبا من دخول حصان طروادة اقتصادي، في شكل دولة تعاني من الفقر وعدم الاستقرار، مثلما كانت تركيا قبل عقد. ولكن هذه الحجة بالذات تشكل اليوم، على نحو معاكس، حجة مضادة للدول المعارضة. فبينما اجتازت اوروبا باسرها عقدا اقتصاديا صعبة جدا، قاد قبرص، اليونان، اسبانيا ودولا اخرى نحو الافول الاقتصادي، تمتعت تركيا بعقد اقتصادي ناجح وبنمو شاهق قادها الى المرتبة الـ 17 في العالم في قائمة الدول النامية.
    'الاستقرار السياسي الذي نجح اردوغان في تحقيقه أدى ايضا الى استقرار اقتصادي ونمو بمعدل 8 في المائة في السنة في تركيا'، يشرح الون ليئال، سفير اسرائيل في تركيا سابقا. 'أمر آخر حيوي لاوروبا، التي يشيخ سكانها كل الوقت ويشكلون عبئا على اقتصاد دول الاتحاد الاوروبي، هو قوة العمل الشابة. في تركيا نسبة الشباب وقوة العمل الانتاجية عالية جدا. واذا كانت تركيا قبل عشر سنوات تبدو كمريض يتعين على اوروبا ان تسحبه على اكتافها، فقد انقلب الوضع الان. وثمة مصلحة كبيرة جدا للاوروبيين، من ناحية اقتصادية، لادخال تركيا الى الاتحاد الاوروبي. والسخرية هي أن تركيا الان تفكر مرتين اذا كانت ستدخل رأسها السليم الى السرير المريض لاوروبا'.
    برأي ليئال، ترى الولايات المتحدة واوروبا في تركيا دولة تذكر باسرائيل بمعنى ما. 'في اعقاب الفوضى في الشرق الاوسط، وسقوط مصر، ليبيا، تونس وسوريا، فجأة تبدو تركيا كشيء ما يشبهنا قليلا في الشرق الاوسط: جزيرة استقرار اقتصادي وسياسي وقوة تكنولوجية؛ مرسى سيكون خلفية لمصالحة اقليمية'.
    وعلى حد قول ليئال، الذي عمل ايضا كمدير عام لوزارة الخارجية، فان هذا ايضا سبب للضغط الذي مارسته واشنطن على اسرائيل للدفع الى الامام بالمصالحة مع تركيا. 'يجب قول الحقيقة: خطوة الامريكيين، والاجواء التي يحاول وزير الخارجية الامريكي جون كيري المضي فيها، وبموجبها المصالحة بين اسرائيل وتركيا قريبة ويوجد أساس للمحادثات مع الفلسطينيين بسبب ذلك، مبكرة لاوانها. فقفزة كيري الى الاستنتاجات متسرعة جدا. فليس مجديا اطلاق التصريحات قبل معرفة اللاعبين. وكيري لا يمكنه أن يدخل تركيا بسهولة وبشكل فوري كوسيط في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني. هذه المصالحة لا تزال في بدايتها. واسرائيل لن تسارع الى وضع ثقتها باردوغان المعروف بتصريحاته الشديدة ضد القدس.
    'العلاقات الدبلوماسية هي موضوع وقت. يجب ان تكون عودة للسفيرين، ويجب ان يكون سفير تركيا في اسرائيل شخصا يعرف كيف يتحدث بشكل ايجابي كي يوازن التصريحات السلبية للزعماء الاتراك. من ناحية سياسية، العلاقات بين اسرائيل وتركيا هي مبنى محطم، وهناك ينبغي بناء لبنة إثر لبنة الى أن تقف حيطان مستقرة كي يتم ادخال واشراك تركيا في التسويات السياسية'.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    المركز الاستراتيجي للعالم تحرك نحو الشرق
    سيكون علاج امريكا للازمة الكورية اشارة واضحة تبين كيف ستسلك واشنطن في معالجة الملف الذري الايراني مستقبلا

    بقلم:يورام عبرون،عن نظرة عليا

    إن شبه الحزيرة الكورية الآن في واحدة من أشد درجات غليانها. في 12 شباط/فبراير 2013، وبعد سلسلة تنديدات وتضارب كلامي بين كوريا الشمالية والمجتمع الدولي، أعلنت بيونغ يانغ أنها أجرت تجربة ذرية ثالثة. وبعد ذلك بنحو ثلاثة اسابيع ونصف الاسبوع أقر مجلس الامن سلسلة عقوبات جديدة عليها، وبعد ذلك بأقل من اسبوع بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبا عسكريا مشتركا، ولم تقعد كوريا الشمالية في سكون بل اتهمت الولايات المتحدة بهجوم سايبر عليها وأعلنت أنها ستستعمل اذا اقتضت الحاجة قدراتها الذرية للدفاع عن نفسها.
    وأرسلت الولايات المتحدة ردا على ذلك قاذفات استراتيجية وطائرات شبح الى هذه المنطقة، أما كوريا الشمالية فقطعت الخط الساخن بينها وبين كوريا الجنوبية الذي كان مخصصا لهذه الاوضاع بالضبط. وبعد ذلك بثلاثة ايام أعلنت وضع حرب بينها وبين الجنوب (بالرغم من ان هذا هو الوضع بينهما رسميا منذ أكثر من ستة عقود). ولم يقف التصعيد عند ذلك ففي مطلع نيسان/ابريل أعلنت كوريا الشمالية تجديد نشاط المفاعل الذري في يونغ بيون ومنشآت اليورانيوم، وبعد ذلك فورا أعلنت أنها ستجري اطلاقا تجريبيا لصواريخ بالستية ومن اجل ان تثبت كوريا الشمالية نياتها أعلنت أنها لا تستطيع ان تضمن سلامة الدبلوماسيين الاجانب الذين يمكثون فيها. وعند نقطة الذروة هذه خطت بيونغ يانغ وواشنطن معا خطوات كانت ترمي الى تسكين الوضع شيئا ما، كاعلان الولايات المتحدة تعليق تجربة صاروخ بالستي عابر للقارات. لكن الخوف من اشتعال الوضع وإن يكن ذلك على غير عمد، ما زال كبيرا.
    تتعلق هذه الازمة قبل كل شيء بالنظام الاقليمي في شمال شرق آسيا. وتضرب جذورها في الصراع الطويل بين الكوريتين وأحلافهما الرسمية وغير الرسمية مع دول المنطقة (والولايات المتحدة). وستؤثر نتائجها أكثر من كل شيء في سكان المنطقة، وفي اقتصاد الدول المشاركة وفي نظام القوى الاقليمي. ومع ذلك وبازاء القضايا التي في مركز المواجهة وقوة القوات المشاركة ستكون تأثيرات الازمة أوسع كثيرا. إن العامل المباشر في الازمة هو صراع بقاء النظام الاستبدادي في كوريا الشمالية الذي يستعمل تحرشات مبالغا فيها كي ينشئ قناة محادثة مباشرة بينه وبين الولايات المتحدة وليحصل منها على مساعدة كبيرة. وهو في مقابل ذلك يقوم بلعبة دبلوماسية محكمة مع راعيته في ظاهر الامر الصين، يعتمد فيها على دعمها الاقتصادي وتأييدها الدبلوماسي من غير ان يُشركها في قراراته. وهو يستعمل من اجل ذلك تكتيك السير حتى النهاية مع استعمال قدرته الذرية المحدودة ويستغل خوف الصين من تعزيز مكانة الولايات المتحدة في المنطقة واشتعال حرب في شبه الجزيرة الكورية. وبازاء مكانة كوريا الشمالية باعتبارها حليفة ودولة مرعية تقليدية ورأس حربة في مواجهة القوات الامريكية في كوريا الجنوبية واليابان، فان بقاءها ذو أهمية استراتيجية للصين. ويتوقع ألا يعزز انهيارها فقط مكانة الولايات المتحدة في المنطقة وربما إشراك الصين في حرب غير معنية بها بل يتوقع ايضا ان يُغرق الولايات الشمالية الشرقية منها بطوفان لاجئين يلقون عبئا آخر على اقتصادها.
    إن الدور المركزي الذي تلعبه الصين والولايات المتحدة في الازمة واستعمال وسائل ذرية وصواريخ بالستية ضمنا أو صراحة فيها هو الذي يعطي الازمة معاني عالمية ويتطلب انتباه دول من خارج المنطقة. فأولا وبسبب مكانة الصين باعتبارها قوة عالمية صاعدة والمنافسة الاستراتيجية بينها وبين الولايات المتحدة فان كل مواجهة أو ازمة تؤديان فيهما دورا مركزيا تصبح من تلقاء نفسها قضية عالمية. وثانيا، بسبب سعي الصين الى منزلة قوة متقدمة في المجتمع الدولي ومشاركتها في قضايا عالمية متعددة، فان صورة سلوكها في هذه الازمة قد تدل على سلوكها في اوضاع ذات صلة اخرى. وفيما يتعلق بقضية الصواريخ والذرة، ولأنه تشارك في الازمة الكورية ثلاثة من الاعضاء الخمس الدائمات في مجلس الامن (الولايات المتحدة والصين وروسيا)، فان مواجهة بيونغ يانغ للاخلال بالقواعد والعقوبات الدولية من المؤكد أنها قد تدل على ما هو متوقع في حالات اخرى ستحدث فيها اخلالات مشابهة وأولها في ايران.
    ما الذي يمكن أن نتعلمه الى الآن من الازمة؟ إن التطور الأهم هو رد الصين التي لا تعطي كوريا الشمالية الدعم والحماية اللذين أعطتهما لها في الماضي مع اخلال احيانا بتفاهمات وقرارات دولية كانت موقعة عليها. وكان التعبير عن ذلك اعلان التنديد الضمني الذي صدر عن رئيس الصين في السابع من نيسان يندد فيه ببيونغ يانغ حيث ورد بصورة ضمنية انها تُعرض للخطر استقرار المنطقة والعالم عن بواعث أنانية. وقبل ذلك دعت جهات رسمية صينية جميع الأطراف الى الامتناع عن تحرشات قرب الصين وهذه اشارة اخرى الى كوريا الشمالية؛ وفي رد على دعوة بيونغ يانغ الى اخراج دبلوماسيين اجانب منها ألقت بجين المسؤولية عن مندوبيها عليها. إن أحد اسباب التحول في سياسة الصين بلا شك صعوبة الموافقة على سياسة حاكم كوريا الشمالية كيم جونغ أون التحرشية، بسبب جهودها للظهور بمظهر قوة من القوى السوّية. وينبغي ان نضيف الى ذلك نشوء قيادة صينية جديدة تسعى الى جانب تثبيت منزلة الصين الدولية الى إقرار العلاقات بالولايات المتحدة وتحتاج على كل حال الى محيط اقليمي مستقر كي تواجه التحديات الضخمة في الداخل. والى ذلك فان القيادة الجديدة بخلاف القيادة السابقة فيها من المسؤولين الكبار عدد أكبر خدموا في الماضي رؤساء محافظات محاذية لكوريا الشمالية وهم لذلك ذوو اطلاع على القضية، وهذا الامر يُمكّن الصين من ان تزن وزنا عميقا في أعلى المستويات تحولات في سياستها التقليدية بازاء كوريا الشمالية. ومع ذلك فان السبب الرئيس لرد الصين هو الضرر الذي تسببه سياسة كوريا الشمالية. وبسبب العلاقة الوثيقة بين الاثنتين والمساعدة الكبيرة التي تعطيها بجين لبيونغ يانغ، تُرى التحرشات الكورية الشمالية اهانة وإنكار جميل لأن الصين تضطر الى مواجهة تهم دولية مكررة بأنها تؤيد نظاما عاصيا وخطرا ولا تفعل ما يكفي لكبح جماحه. وسواء كان الامر ينبع من عدم رغبة أو من عدم قدرة من جهتها فان الامر يعرضها بصورة سلبية. والى ذلك تجعلها هذه التحرشات في وضع استراتيجي خطير لأنه اذا خرجت الازمة عن السيطرة واشتعلت شبه الجزيرة الكورية فستصاب بجزء كبير من الضرر. واذا سوّيت الازمة آخر الامر فسيسبب ذلك لها ضررا كبيرا مع كل ذلك لأن تهديد كوريا الشمالية باطلاق صواريخ يحث الولايات المتحدة على زيادة منظومتها العسكرية في المنطقة ويشمل ذلك نصب منظومات حماية من الصواريخ يفترض الصينيون أنها موجهة عليهم خاصة، وسيضعف ذلك قدرتها على المداورة الاستراتيجية في المنطقة ويحد من تحقيق طموحاتها الى الفوز بهيمنة اقليمية.
    وهذه الازمة من وجهة نظر الولايات المتحدة تعزيز لتقديرها الاستراتيجي ان المركز الاستراتيجي في العالم قد تحرك نحو الشرق. وليست مواجهة الازمة وحدها هي التي أوجبت عليها ان تزيد قواتها في المنطقة لكن يمكن ان نُقدر ان التسلح الاقليمي الذي يزداد أصلا سيقوى أكثر. وحينما يكون الحديث عن كوريا الشمالية فينبغي ألا نرفض ايضا احتمال ان يكون الامر مصحوبا بتسرب تقنيات صواريخ وتقنيات ذرية الى نظم حكم عاصية اخرى في العالم. ويتوقع ان تزيد هذه الامور أكثر اهتمام الولايات المتحدة بهذا الجزء من العالم وهذا نهج أعلنته ادارة اوباما في الولاية الاولى ويتوقع ان يكون ذلك على حساب مناطق اخرى. لا شك في ان الشرق الاوسط من المناطق التي ستتأثر بذلك لا بسبب انصراف الاهتمام الامريكي نحو الشرق فقط بل بسبب ان صورة علاج المجتمع الدولي للازمة قد تؤثر في حراك الازمة الايرانية ايضا. وكما ان الازمة الكورية الشمالية هي امتحان للقيادة الصينية الجديدة فان هذا الامر ايضا امتحان لوزيري الدفاع والخارجية الامريكيين اللذين عُينا في منصبيهما منذ وقت قريب وستكون صورة علاجهما لها اشارة واضحة الى ايران وسائر الدول المشاركة تُبين توجه الولايات المتحدة في هذا المجال وحدود صبرها.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    كبش فداء ايران
    المسؤولون الايرانيون الذين يفاوضون الدول الغربية في المسألة الذرية يرون ان اسرائيل هي سبب فشل المحادثات وهذا غير صحيح

    بقلم:دوري غولد،عن اسرائيل اليوم

    انتهت جولة المحادثات الاخيرة في كازاخستان بين ايران والدول الخمس + واحدة (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) قبل اسبوع بلا شيء.
    وحاول رئيس فريق التفاوض الايراني، سعيد جليلي، أن يشير الى ان اسرائيل واحدة من الجهات وراء الستار التي تجعل التفاوض الذري صعبا. وبيّن جليلي أنه يؤمن بأن وفود دول الـ بي 5 + 1 أرادت نجاح المحادثات لكن وجدت دولة واحدة استعملت ضغطا على المفاوضين من قبل الغرب وهي سبب موقفهم المتشدد. ولم يفصل ما هي الدولة التي يعنيها، لكن كان واضحا انه يعني اسرائيل.
    ليس جليلي هو الوحيد الذي يحاول ان يجعل اسرائيل جهة ذات صلة بالطريق المسدود الدبلوماسي بين الغرب وايران. إن سعيد حسين مسبيان، هو دبلوماسي ايراني سابق كان عضوا في فريق التفاوض الذري الايراني في فترة الرئيس خاتمي وهو اليوم باحث في جامعة برنستون. وأصبح محللا مطلوبا لوسائل الاعلام الدولية بشأن التفاوض بين ايران والغرب.
    يُصر مسبيان في كتابه 'الازمة الذرية الايرانية'، الذي يحتوي على 500 صفحة من مذكراته، يُصر كموقف حكومة ايران التي فر منها على أن كل حل للازمة يجب ان يشتمل على اعتراف دول الـ بي 5+1 بحق ايران في تخصيب اليورانيوم وهو حق لا يظهر بصراحة في ميثاق منع انتشار السلاح الذري. ويذكر مسبيان بعد ذلك عنصرا آخر لحل الاختلاف حول الذرة الايرانية ألا وهو انشاء منطقة مجردة من سلاح الابادة الجماعية في الشرق الاوسط تشمل اسرائيل.
    وقد اشتغل شبلي تلحمي ايضا، وهو عضو مشارك رفيع المستوى في مركز سبان في واشنطن، بهذا الشأن. وفي مقالة نشرت في كانون الثاني 2012 في صحيفة 'نيويورك تايمز'، كتب تلحمي ان الطريق الى جعل ايران تُلين مواقفها في التفاوض الذري هي عمل الغرب على انشاء منطقة مجردة من السلاح الذري في الشرق الاوسط وهو شيء سيجعل اسرائيل في مركز الاهتمام.
    'الطموح الى التوسع'
    يُقال في فضل ادارة اوباما ان تقديرا واقعيا لوضع العالم العربي اليوم، أفضى الى عدم استقرار الرأي على عقد مؤتمر في الخريف الاخير يتناول منطقة مجردة من سلاح الابادة الجماعية في الشرق الاوسط كما اقتُرح في 2010. وقد ذكرت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية بصراحة في تصريح صدر عنها في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 ان أحد الاسباب هو 'الظروف الحالية في الشرق الاوسط'. وكان هذا تطرقا واضحا الى الربيع العربي باعتباره واحدا من الاسباب التي جعلت ظروف الاستمرار على نهج السياسة هذا غير ناضجة في الوضع الحالي.
    لكن مجرد الفكرة التي تقول ان تصميم ايران على احراز السلاح الذري ذو صلة باسرائيل، مخطئ تماما. لقد جددت الجمهورية الاسلامية البرنامج الذري الايراني في ثمانينيات القرن الماضي نتاج تجربتها المرة في حرب ايران للعراق (1980 1988) حينما هاجمت قوات صدام حسين التي استعملت السلاح الكيميائي الجيش الايراني مرة بعد اخرى، ولم تكن اسرائيل عاملا في منظومة التقديرات.
    بعد انتهاء حرب ايران والعراق أصبح عند طهران حافز جديد الى احراز سلاح ذري وهو تصميمها على ان تصبح القوة المهيمنة على الشرق الاوسط بعد سقوط العراق. بعد تولي زعيم ايران الأعلى آية الله علي خامنئي عمله ببضع سنوات بذل للصحيفة الايرانية 'رسالة' مقابلة صحفية كاشفة نشرت في السابع من تموز 1991 وسأل فيها سؤالا إنكاريا: 'هل نريد الحفاظ على سلامة بلدنا أم نحن معنيون بالتوسع'؟، وكان جوابه 'من المؤكد انه يجب علينا ان نطمح الى التوسع'. إن خامنئي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الايرانية ومن الضروري لذلك ان نتابع تعريفاته للاستراتيجية القومية الايرانية.
    بقي طموح ايران الى الهيمنة الاقليمية على حاله الى اليوم. وقد وصف المستشار العسكري الأعلى لخامنئي، الجنرال يحيى رحيم صفوي الذي كان في الماضي قائد الحرس الثوري، وصف ايران في 2013 بأنها 'القوة العظمى الاقليمية' في الشرق الاوسط. وأعلن في تلك المقابلة الصحفية انه 'تبرز قوة عالمية جديدة في العالم الاسلامي'. وفي 2008 كان وارث صفوي في منصب قائد حرس الثورة الجنرال علي جعفري أكثر صراحة إذ قال: 'إن إمامنا لم يُقيد تقدم الثورة الاسلامية الى هذه الدولة بل خط أفقا أبعد كثيرا'. والوسيلة العملياتية عند خامنئي لتحقيق هذه الاهداف هي قوة القدس من حرس الثورة بقيادة الجنرال قاسم سليماني.
    وتعبر تصريحاته ايضا عن أجندة التوسع الايراني. ففي سنة 2012 وفي خطبة تناولت لبنان والعراق قال سليماني: 'إن هاتين المنطقتين على نحو من الأنحاء تخضعان لسيطرة الجمهورية الاسلامية الايرانية وأفكارها'. ووصف علي أكبر ناطق نوري متحدث البرلمان الايراني السابق الذي يعمل مستشارا لخامنئي، وصف البحرين في 2009 بأنها المحافظة الايرانية الـ 14. إن آلافا من جنود حرس الثورة الايرانيين منشورون على ارض سوريا لمنع سقوط نظام بشار الاسد وخروج سوريا من نطاق التأثير الايراني.
    أيها التالي؟
    إن سعي ايران الى السلاح الذري باختصار ليس من اجل الردع بل لمساعدتها على تحقيق طموحاتها الاقليمية في الشرق الاوسط. وبرغم جهود جليلي ومسبيان وعدد من الاكاديميين الغربيين لصرف الاهتمام الدولي عن ايران فان الواقع هو ان شمل اسرائيل في معادلة التجريد من السلاح لن يغير قيد أنملة الباعث الايراني على اجتياز الحد الاخير الذي سيجعلها قوة من القوى الذرية.
    اذا كانت توجد دولة تؤثر في الحوار الحالي بين ايران والغرب فلا يمكن ان نجدها في الشرق الاوسط. طردت كوريا الشمالية مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واستخرجت البلوتونيوم بدرجة تخصيب عسكرية، وأجرت ثلاث تجارب ذرية، وكان رد العالم محصورا في زيادة العقوبات فقط. وتهدد كوريا الشمالية اليوم الولايات المتحدة بسلاحها الذري. وسيجب على كل دبلوماسي يفاوض ايران ان يأخذ في حسابه ان طهران تستطيع بسهولة الرجوع عن كل اتفاق في المستقبل وانها تعتقد أنها قادرة على التملص من ذلك بلا صعوبة.
    والاستنتاج المطلوب هو انه يجب على الغرب ان يأخذ في حسابه سبل عمل كوريا الشمالية حينما يصوغ مواقف التفاوض مع ايران. لكن من الممكن الى الآن ان تبحث ايران ومؤيدوها من النخب الغربية عن كبش فداء جديد يُعلق به جواب سؤال لماذا تكون المحادثات الذرية على شفا فشل في الظروف الحالية؟

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 314
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:38 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 299
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:57 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 298
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:57 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 297
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:56 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 296
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:55 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •