النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 353

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 353

    اقلام واراء اسرائيلي 353
    28/5/2013

    في هــــــذا الملف

    ابو مازن لا يريد:
    بقلم دان مرغليت عن إسرائيل اليوم

    في القمة في الاردن بيدين مكبلتين

    بقلم شالوم يروشالمي عن صحيفة معاريف:
    رسالة اوباما لاسرائيل: انتهت مرحلة
    بقلم حيمي شليف عن هارتس:
    لطمة لازعر الحي
    بقلم اليكس فيشمان عن يدعوت أحرنوت: لا مفر لحزب الله
    بقلم ايلي أفيدار عن صحيفة معاريف: نصر الله يحارب من اجل البقاء
    بقلم تسفي برئيل عن هارتس:



    ابو مازن لا يريد
    بقلم دان مرغليت عن إسرائيل اليوم:

    لم يكن ما يدعو وزراء في الليكود والبيت اليهودي الى انتقاد كلام شمعون بيرس في عمان. فقد جاء بعد انتهاء محادثة تنسيق مع بنيامين نتنياهو، ومن المنطق ان نفترض انه لم يتجاوز نفق كلمات الحكومة الذي يوجد فيه مجال لصيغ كهذه وغيرها ما لم تشذ عن الأساس. لم يكن من الممكن أمس الحصول على جواب متفق عليه عما يراه رئيس الوزراء في هذا الشأن. لكن يبدو ان بيرس لم يشذ.
    بالعكس، لقد جادل أبو مازن في نقطة تثقل على تجديد التفاوض، وهي الاستعداد للتحادث بغير شروط مسبقة. واستطاع المشاركون في المؤتمر في العاصمة الاردنية، لا سيما وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي ما زال يحول الى الاقتصاد الفلسطيني مالا كثيرا، استطاعوا التأكد من ان القيادة في رام الله ليس لديها النية وقد ثبت ذلك، وإن كان هناك موضع للشك في ان القيادة الاسرائيلية ايضا ليس لديها النية.
    سخر أبو مازن أمس من فكرة ان تنشأ دولة فلسطينية مع حدود مؤقتة. كلا انه يطلب حدود 1967 لا غير وليس قلبه منشرحا لتسوية على مراحل. وكان ذلك في ظاهر الامر جدل مع بيرس، لكن الخبراء بالتفاوض الذي لا يستطيع ان يرتفع الى أعلى يستطيعون ان يقولوا إن أبو مازن برفضه، فانه يشارك الدكتور يوسي بيلين الآتي الى مكتبه والخارج منه ويئير لبيد في موقفهما.
    ان الانطباع الذي أخذ يقوى في السنوات الاخيرة هو ان أبو مازن يريحه استمرار الوضع الراهن. فهو يسعى الى انجازات سياسية في الامم المتحدة والى تقوية القطيعة مع اسرائيل، لكن لا رغبة لديه في التوصل الى تحادث حقيقي.
    قد يكون تشدد موقف الفلسطينيين نابعا من تقدير ان الحكومة في اسرائيل غير معنية حقا بحل الدولتين للشعبين. ويستمد تطرفهم من الدعم الذي يحظى به أبو مازن من الولايات المتحدة، التي أعلنت أمس استثمار مال كثير في اقتصاد السلطة. ولماذا كل ذلك؟ ليست شروط التفاوض التي يشترطها الطرفان هي التي تعوق التحادث بينهما، بل الشك الشديد في أنهما معنيان به أصلا في الظروف السياسية التي نشأت في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية. فالقيادتان تخشيان تضعضع سلطتيهما على الارض والنتيجة الحالية هي اخفاق متواصل.
    ليست المساعدة الامريكية للفلسطينيين سيئة في حد ذاتها، لكن يفضل ان يصاحبها طلب يكنس الشروط المسبقة من اجل بدء محادثة جوهرية.
    والمشكلة هي انه اذا بدأنا بخطبة الرئيس باراك اوباما في نهاية الاسبوع الماضي عن نيته تقليص مشاركة الولايات المتحدة العسكرية في مكافحة الارهاب، وانتهينا الى التسليم بنزوات الأطراف في الشرق الاوسط فان امريكاأصبحت تُرى ضعيفة وتفقد في مقابل ذلك قدرتها على الضغط لتدفع قدما بالمواقف التي تراها مناسبة والتي يوافق عليها الطرفان. إن الشرق الاوسط يبحث عن مسؤول لادارة تفاوض معقد يجب ان يكون متوازنا ايضا.








    في القمة في الاردن بيدين مكبلتين

    بقلم شالوم يروشالمي عن صحيفة معاريف:

    ارسل الرئيس شيمعون بيرس أمس الى الاردن بيدين مكبلتين. فرئيس الوزراء نتنياهو يريده أن يعزز المسيرة السياسية، ولهذا فقد بعث به الى عرين الاسد، لعقد لقاءات مع وزير الخارجية جون كيري، مع الملك عبدالله ومع أبو مازن. ولكن الرئيس مقيد بقدرته وبقوته.
    من جهة، في المؤتمرات التي يحضرها بيرس لا يتعاطى الجميع معه بالجدية المناسبة. وصباح أمس سأله مراسل ‘الجوردان تايمز′: ‘سيدي، انت لست عضوا في الحكومة الاسرائيلية. فمن تمثل؟’. ولم يكن لبيرس جواب مقنع. من جهة اخرى، لا يمكن لبيرس أيضا أن يطلق مواقفه السياسية التي يمكنها أن تؤدي حقا الى اختراق سياسي. فهو مربط، كما أسلفنا.
    لقد سافر بيرس الى الاردن كي يبقي المسيرة السلمية على قيد الحياة، وليس أكثر من ذلك. وهو بهذا يقدم لنتنياهو خدمة طيبة، كي لا يظهر كرافض. أما للمسيرة نفسها فهذا لا يفعل الكثير. ولبيرس يجلب الاحترام. وبهذا يتلخص الموضوع. لعبة تجري منذ سنوات عديدة، تتقدم قليلا جدا، اذا كانت تتقدم.
    لو كان الامر منوطا ببيرس لعاد أمس من مركز المؤتمرات الذي يحمل اسم الملك حسين، في الجانب الاخر من البحر الميت، مع اتفاق سلام موقع في اليد. وعندما صعد أمس وزير الخارجية كيري للخطابة في المؤتمر، اشار الى بيرس وابو مازن عقد الاتفاق، وكاد الرجلان يصعدان الى المنصة مع قلم في اليد. وبالفعل لا توجد لبيرس اي مشكلة مع المطالب الفلسطينية الفورية. فالرئيس يؤيد اقامة دولة فلسطينية في حدود 67، مع تبادل للاراضي بشكل نزيه. كما أنه يؤيد تقسيم القدس الى عاصمتين، ولديه ايضا حلول ابداعية لمشكلة حق العودة.
    ولعل أفكار بيرس جيدة للعرب، ولكنها تبدو لاذعة لرئيس الوزراء نتنياهو وكذا لليبرمان، لبينيت، شتاينتس ولعوزي لنداو. وقد قلق الاخيران أمس في ضوء العناوين الرئيسة التي نشرت في ‘معاريف’ حول الاقوال التي كان سيقولها بيرس في المؤتمر.
    لقد كان يتعين على بيرس أن يناور بين الجميع، ولكنه مع ذلك وجد سبيلا واحدا بين كل شعارات السلام التي نثرها أمس في خطابه في المؤتمر في الاردن. فقد سار بيرس خطوة الى الامام. أعلن على مسمع من أبو مازن فقال: ‘انت شريكنا، ونحن شركاؤك’، في خلاف واضح مع الموقف التقليدي لحكومة اليمين في اسرائيل في أن ابو مازن ليس شريكا سياسيا، اضافة الى ذلك: فللمرة الاولى، كما بشر العنوان الرئيس في ‘معاريف’ أمس تناول بيرس في خطابه بالايجاب مبادرة السلام السعودية ووصفها بليس أقل من ‘التغيير ذي المغزى والفرصة الاستراتيجية’. والمبادرة، كما يجدر بالذكر، تتحدث عن انسحاب اسرائيلي الى خطوط 67، تقسيم القدس وحل مشكلة اللاجئين.
    لقد ألقى بيرس في الاردن أمس كلمة أمام مئات السياسيين ورجال الاعمال. فالسلام لا ينال الا بعد عذاب. خطاب ابو مازن في المؤتمر كان عصبيا ومنفعلا، كالمعتاد. الزعيم الفلسطيني لم يفهم كيف ترفض اسرائيل تحرير سجناء قدامى، كما وعده، على حد قوله، ايهود اولمرت. كما أنه اشتكى من ان اسرائيل تريد ان تستبعد تماما مشكلة اللاجئين عن طاولة المفاوضات. وبشكل عام، رفض ابو مازن أن يفهم كيف ان نتنياهو ورفاقه في الحكومة يرفضون المبادرة العربية التي كلها خير فقط، وهي كفيلة بجلب السلام الى اسرائيل في أوساط كل الدول العربية والاسلامية، من اندونيسيا حتى موريتانيا.
    كان لابو مازن أمس ما هو جديد أيضا. فهو ليس مستعدا لان يسمع المزيد عن حل الدولة في حدود مؤقتة. ‘نحن لن ننتظر خمسين سنة كي نبحث في هذا الموضوع من جديد’، أعلن. وهنا سجل انجازا مهما. فقد تبنى وزير الخارجية كيري الموقف فورا. شاؤول موفاز يمكنه أن يسحب خططه المؤقتة التي اعدها، وليس هو فقط. واضاف كيري لهذا الوعد ايضا خطابا مليئا بالرؤية، ووعد بالسير بالسلطة الفلسطينية عشرات السنين الى الامام. مع استثمارات هائلة، على أن تسير فقط في المسار السياسي المرغوب فيه. كما كان لكيري توبيخ طفيف لبيرس وابو مازن على حد سواء، وربما ايضا لنتنياهو. فقد قال: ‘بالتهكم لا تبنى الدولة’. ويمكن أن نضيف الى ذلك بان ‘بالتهكم لا يصنع السلام’. قول جميل للجميع.





    رسالة اوباما لاسرائيل: انتهت مرحلة

    بقلم حيمي شليف عن هارتس:

    لاخذ فكرة عن المزاج ومحادثات الرواق المتوقعة هذا الصباح في المؤسسة السياسية ـ الامنية في اسرائيل، في أعقاب الخطاب الثوري للرئيس اوباما عن الحرب ضد الارهاب في نهاية الاسبوع، يجدر الانصات الى ردود فعل كبار رجالات الجمهوريين في امريكا، ‘انتصار للارهابيين’ قال السناتور سكسبي شمبليس من جورجيا؛ ‘انهزام عديم المنطق’، قال رويس، رئيس اللجنة الخارجية في مجلس النواب؛ ‘عدم واقعية مقلق’، قال السناتور المقدر جون ماكين.
    كبار رجالات المحافظين لا تقلقهم القيود الجديدة التي فرضها اوباما على الاحباطات المركزة، من خلال الطائرات بدون طيار، ولا من استئناف محاولات الرئيس اغلاق قاعدة سجناء الارهاب في غوانتانامو. فالشيطان، في هذه الحالة، لا يوجد في التفاصيل، بل في الرؤية العامة: ما يثير الصقور والمحافظين الجدد في أمريكا، التي تتطابق اراؤهم مع المواقف السائدة في اسرائيل، هو الاعلان احادي الجانب لاوباما عن الهزيمة القريبة لتنظيم القاعدة، وعن الانهاء القريب للحرب ضد الارهاب، كما اديرت في دزينة السنوات الاخيرة، وعن التغيير الاستراتيجي الذي تنطوي عليه سياسة الخارجية والامن الامريكية.
    ‘هذه رؤية طموحة’، كتب أمس في ‘نيويورك تايمز
    ، ‘تتخلى عن سياسة خارجية ذات قوة تسيطر عليها الاستخبارات والجيش في صالح دبلوماسية نشيطة، مساعدة خارجية ورد فعل اكثر توازنا على الارهاب’. ولدولة مثل اسرائيل، سياستها تمليها منذ عشرات السنين اعتبارات استخبارية وعسكرية تعبير ‘الدبلوماسية النشيطة’ فيها يثير لديها اساسا السخرية، فان الحديث يدور عن تعديل مقلق، ولعله يعبر عن نهاية مرحلة.
    فمنذ اعلن الرئيس بوش، بعد بضعة ايام من العمليات في البرجين التوأمين في نيويورك بان ‘حربنا ضد الارهاب تبدأ بالقاعدة، ولكنها لن تنتهي الا بالعثور على كل منظمات الارهاب ذات البعد العالمي، وهزمها’. تقاتل اسرائيل والولايات المتحدة معا، في ذات المواقع، ضد ذات العدو. وفي هذا الاطار لم يعرف التعاون الامني والاستخباري بين الدولتين فقط ذرى جديدة، بل اصبحت ‘القيم المشتركة’، في حالات عديدة، متماثلة تماما.
    والان يعلن اوباما انه خلافا للرأي السائد في اسرائيل، لا ترى أمريكا نفسها تعيش في حرب خالدة مع شبكة ارهاب جهادية دولية موحدة، وان بوسطن لا ترتبط بلندن التي لا ترتبط بطهران، بغداد، كابل او غزة، وحتى لو لم يكن متوقعا قريبا تغيير عملي في مستوى العلاقات بين الجيشين، او بين الدولتين، فمن ناحية رمزية يشكل خطاب اوباما بداية تراجع وتفكيك الاستحكام والفصل الايديولوجي في سياق الطريق.
    بهذا الفهم فان استعداده لادراج النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني بين العوامل التي تغذي التطرف والضغينة في أرجاء العالم الاسلامي، يدل ليس فقط على تأييد اوباما لمساعي وزير الخارجية كيري لاستئناف المسيرة السياسية، بل وايضا قراره العودة الى اساس الفكر الذي ارشده في بداية ولايته الاولى.
    ومثلما اراد أن يعيد لنفسه صورة السياسي المعتدل، الذي يتردد في اخلاقيات الوسائل القتالية التي يتخذها، حتى ضد عدو هو الاكثر وحشية، هكذ يحتمل أن يكون اوباما يسعى مرة اخرى لان يضع حل النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني في مكان الشرف الذي خصصه له قبل أربع سنوات، بعد خطابه في القاهرة وقبل أن يريه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والواقع السياسي في أمريكا قيود القوة لدى رئيس يسعى الى أن ينتخب من جديد.
    بهذا الفهم، فان تراشق الكلام بين اوباما ومدا بنجامين، الذي ازعجه مع نهاية خطابه، كان مشوقا. فبنجامين هي من قادة المنظمة اليسارية المتطرفة ‘كود بينك’ التي كانت مسؤولة ضمن امور اخرى ايضا عن تشويش خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الجمعية العمومية للمنظمات اليهودية، في نيو اورليانز في 2010. ومع أن مقاطعاتها أزعجته الا ان اوباما بدا كمن يتفهم بنجامين واحتياجاتها الصاخبة ضد عدم اغلاق المعسكر في غوانتانامو، بل انه حث مستمعيه الى منح الاحتجاجات تفكيرا وانتباها. ولا بد أن منتقدي اوباما سيتساءلون، في ما اذا كانت مواقف اخرى لتنظيم كود بينك ـ بما في ذلك تأييده للمقاطعة على اسرائيل ـ تحظى لديه بذات الاذن الصاغية، على الاقل في المداولات الجارية بينه وبين نفسه.
    ذات المنتقدين مقتنعون بان تصريح اوباما عن الانتصار القريب على القاعدة ‘والمنظمات المتفرعة عنها’ هو الموازي للاعلان سيئ الصيت لسلفه بوش عن ‘تحقيق المهمة’ في العراق في ايار/مايو 2003، والاف القتلى قبل سنوات طويلة، من انتهاء المعركة عمليا. لا ريب أن الخطاب وفر لفلول منظمة اسامة بن لادن دافعا اضافيا، اذا كانوا يحتاجون، للاثبات كم هو مخطئ الرئيس الامريكي.
    في الفترة القريبة القادمة سيحاول محللو الاحداث عندنا التقدير ما اذا سيكون لخطاب الرئيس اوباما تأثير عملي على سياسة الولايات المتحدة تجاه ايران،سورية، حماس، حزب ا لله وكل باقي اعداء اسرائيل الذين بقوا، مع الخطاب أو بدونه، اعداء امريكا ايضا.
    مهما يكن من أمر، فان الخطاب يشكل علامة على الطريق في ولاية اوباما، ان لم يكن في تاريخ الامة التي يقف على رأسها، أمريكا تعبت من الحرب الطويلة ضد الارهاب الاسلامي وهي تسعى الى التوجه نحو اعادة بناء نفسها اقتصاديا، اجتماعيا واخلاقيا. اسرائيل ضمن امور اخرى يتعين عليها أن تتنحى جانبا.




    لطمة لازعر الحي

    بقلم اليكس فيشمان عن يدعوت أحرنوت:

    كان يصعب الى ما قبل سنة ان نتخيل سيناريو تتجرأ فيه جهة ما ـ عربية أو لبنانية ـ على اطلاق صواريخ كاتيوشا على الضاحية التي هي عاصمة حزب الله الادارية في بيروت. لكن كلما ازداد تدخل حزب الله في الحرب في سوريةعمقا، زاد عمق ضعف مكانة المنظمة السياسية وقدرتها على الردع العسكري داخل لبنان وخارجه.
    يمكن ان نُخمن من الذي نفذ العمل المتحرش بحزب الله، لكن هذا أقل جوهرية. فالشيء المهم أنه وقع هنا هجوم ناجح أحدث سابقة لكل تلك الجهات المعادية لحزب الله في لبنان وفي سورية. فقد أخذت الحواجز النفسية تنهار الواحد بعد الآخر. ولم يعد حزب الله بالنسبة اليهم رئيس المافيا الوحيد في المنطقة. فاذا كان أزعر الحي يتلقى هو نفسه لطمة فهو قد أصبح أقل إخافة.
    هددت منظمة المتمردين ‘جيش سورية الحر’ قبل بضعة اشهر بأنه اذا لم يكف حزب الله عن تدخله في سورية فسيُصاب في لبنان. وقد أطلق ناسه النار من داخل سورية على قرى شيعية في البقاع اللبناني، وبذلك من المنطق ان نفترض أنهم هم الذين أطلقوا قذائف الكاتيوشا.
    بيد ان هذا الاطلاق يمكن ان تنفذه جهات لبنانية كالمنظمة السلفية التي يرأسها الشيخ الأسير الموجود في صيدا. إن هذا المنظمة تتحرش بحزب الله منذ أكثر من نصف السنة، ويشمل ذلك اغلاق شوارع في جنوب لبنان وصدامات عنيفة، بل إنها انشأت مؤخرا عصابة مسلحة أرسلتها الى سورية لتحارب الى جانب المتمردين، ولتحاسب العدو الشيعي الكافر، ألا وهو حزب الله. وفي داخل مخيمات اللاجئين في لبنان ايضا سلاح فلسطيني بكميات ضخمة. فمنذ ان تركت المنظمات الفلسطينية دمشق حدث شقاق بينها وبين سورية ومؤيديها ولا شك في ان هذا السلاح ايضا سيُضاف الى الحفل حينما يحين الوقت.
    إن لبنان موجود على برميل مواد متفجرة بتوترات طائفية أخذت تزداد شدة. والحكومة في شلل، فمنذ أعلن رئيس الوزراء ميقاتي استقالته، أصبحت تعمل في بيروت حكومة انتقالية ويمنع حزب الله من التوجه الى انتخابات جديدة. ويوشك قادة الجيش واجهزة الامن ان يتركوا مناصبهم ولا يُعين من يحلون محلهم. وأما جيش لبنان وهو الوحيد الذي يؤلف أشتات المجتمع اللبناني فقد أخذ يفقد مصدر سلطته، وأصبح اليوم يشغل نفسه بأعمال شرطة في مناطق التوتر بين السنيين والشيعة، لكنه جيش متعدد الطوائف ستنفصم عُراه من تلقاء نفسه اذا لم يوجد مصدر سلطة.
    يجري في مدينة طرابلس منذ زمن قتال بين العلويين والسنيين يجبي عشرات القتلى. وكذلك الحال ايضا في البقاع اللبناني، ويوجد على العموم في مناطق مختلطة فيها شيعة وسنة، توتر راسخ قد تشعله أية شرارة.
    فاذا لم يكن ذلك كافيا فانه يوجد في لبنان اليوم نحو نصف مليون لاجئ سوري، من المؤكد أن عددا منهم يُسعدهم الانتقام من حزب الله. وتنحى ناس رئيس الوزراء السابق سعد الحريري ابن رفيق الحريري وناس الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، جانبا وهم ينتظرون صدعا في سيطرة حزب الله على بيروت.
    إن ذكرى الحرب الأهلية السابقة لا تشجع الفصائل على العودة الى تلك الايام الدامية. إن ما يتوقع الآن في لبنان نشوب عنف محلي يأخذ في الاتساع. والمهم بالنسبة لاسرائيل هو استمرار ضعف حزب الله. لكن المأساة هي أنه لا توجد اليوم في لبنان أية جهة قادرة على ان تتولى زمام السلطة.



    لا مفر لحزب الله

    بقلم ايلي أفيدار عن صحيفة معاريف:

    طرأ الاسبوع الماضي ارتفاع دراماتيكي في عدد رجال حزب الله الذين اصيبوا في القتال في سورية، الى المئات. واطلق لاول مرة صاروخان على الضاحية التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت، أغلب الظن من قبل الثوار السوريين او القوى المقربة منهم. ويدل هذان التطوران على التدخل المطلق لنصرالله ورجاله في النزاع في سورية.
    حرب البقاء التي يخوضها الاسد هي الان معركة حياة او موت لحزب الله ايضا. وحتى وقت اخير مضى بعث حزب الله الى سورية بمجموعات نوعية من مقاتليه، ممن انضموا الى القوات السورية وعملوا بسرية نسبية. وفي الشهرين الاخيرين اضطر الاسد الى تركيز قواته في عدة مراكز كي يحقق الحسم في المعارك ضد الثوار، ومنع المزيد من الفرار من جيشه. وكنتيجة لذلك أمرتايران بدخول مكثف لمقاتلي حزب الله الى سورية، ليس فقط لمنع سقوط النظام، بل ايضا لاحتلال مواقع قوة قبيل الفوضى في اليوم التالي للاسد. منذ اندلاع الحرب الاهلية والاقتصاد السوري مشلول. فالانتاج توقف والضرائب لا تجبى من الجمهور بشكل منتظم. والمال لدفع رواتب الموالين للنظام توفره طهران. وفي الماضي بعث الايرانيون ايضا بقوات محدودة من الحرس الثوري الى سورية، ولكن الكشف عنهم أدى الى اخراج الوحدات والالقاء بحزب الله الى المعركة. فايران تعرف بانه في حالة سقوط النظام سيتعين عليها عقد علاقات مع الحكم الذي سيحل محله، ولهذا فانها لا يمكنها أن تقاتل الى جانب الاسد بشكل علني ومباشر. وقد احتفظت بهذا الدور لحزب الله.
    لقد برز الالتزام المطلق من جانب نصرالله بمحور ايران دمشق في الخطاب الخاص الذي القاه امس في ذكرى الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان. ووصف زعيم حزب الله الاسد بانه ‘العمود الفقري للمقاومة’، ووعد بان المعركة لا تزال بعيدة عن النهاية. اما الشيعة في لبنان فيحتفظون حاليا بالصمت المطبق، الذي مثله كمثل الاسناد لنصرالله. وتخوفهم المركزي هو أنه بعد الاستيلاء على الحكم في دمشق، سيجتاز الثوار السنة الحدود الى لبنانوسيصفون الحساب معهم ايضا، بدعم العالم كله. الصراع الى جانب الاسد هو من ناحيتهم حرب بقاء.
    وحتى تدمير اسرائيل للسلاح الاستراتيجي المخصص لحزب الله لا يقلق نصرالله مثل انهيار نظام الاسد. ومن أجل دعم النظام السوري، مستعد حزب الله حتى لترك منظومته العسكرية في الداخل لمصيرها والقاء باجزاء مهمة من قواته الى الحرب الاهلية. والان، ينبغي أن نرى اذا كان التعاون الاستراتيجي بين جيش الاسد وحزب الله سيتسع لدرجة منح مسؤولية لحزب الله عن مناطق كاملة في سورية. ومع ذلك، فان احتمال أن تخضع وحدات في الجيش السوري لامرة المنظمة الشيعية يبقى متدنيا.
    لغز آخر يتعلق بالقوات الاخرى في لبنان، التي نظرت في السنوات الاخيرة بعيون تعبة الى السيطرة التدريجية التي يفرضها حزب الله على الدولة. ولسبب ما، لا يبدو ان السُنة والمارونيين يسارعون الى المبادرة الى خطوة ضد نصرالله ورجاله. ليس واضحا ما الذي يقبع في اساس هذا التردد، وذلك لان لحظة ملائمة مشابهة من غير المتوقع أن تقع لهم في الزمن القريب القادم. فرغم نجاحاته في الماضي والدعم من ايران، فان حزب الله ليس جيشا نظاميا وليست له أعداد غير محدودة. آلاف المقاتلين الذين غادروا لبنان ناهيك عن القتلى، الجرحى والسلاح الذي خرج عن قيد الاستخدام تضعف جدا قوة المنظمة. اذا ما استوعبت باقي الطوائف في لبنان التغيير، فبوسعها أن تستعيد شيئا ما من الاستقلال الضائع للحكومة في بيروت.




    نصر الله يحارب من اجل البقاء

    بقلم تسفي برئيل عن هارتس:

    تجري في لبنان منذ اسبوع حرب أهلية صغيرة. مركزها مدينة طرابلس بين منطقة جبل محسن، حيث تسكن أكثرية شيعية ومنطقة باب التبانة وأكثر سكانها سنيون. وقتل الى الآن في هذه الحرب ثلاثون شخصا وجرح نحو من 240.
    ليست هذه الحرب جديدة، فهي تنشب مرة كل بضع سنين بقوة تختلف، لكن نوعها هذه المرة مختلف. إن مشاركة حزب الله الفعالة في الحرب في سورية، التي تُحدث غضبا عظيما في لبنان في المستوى الرسمي، حينما نصح الرئيس ميشيل سليمان حزب الله بان يحارب العدو الصهيوني، وفي المستوى العام لم تكن السبب الاول للحرب الطائفية في شمال الدولة، لكن حينما تطلق قذائف صاروخية من منطقة عاليه قرب بيروت على الحي الجنوبي، قلعة حزب الله في العاصمة، تتعرض الدولة لخطر نشوب حرب قد لا يُسيطر عليها.
    يدير نصرالله الآن حرب بقاء، جبهتها الرئيسة في سورية في الحقيقة، لكن اذا سقط الاسد فسيجد حزب الله نفسه ليس فقط من غير طريق امداد بالسلاح، بل في مواجهة جبهتين شديدتين، الاولى دولة سنية والثانية اسرائيل. وإن تجنيده لنفسه للحرب في سورية الى جانب النظام ليس فقط تفضلا أو انتدابا من ايران، وكذلك المعركة على منطقة القصير قرب الحدود مع لبنان، التي هي طريق إمداد رئيس، ليست معركة تكتيكية فقط. إن مجرد سيطرة حزب الله السياسية على لبنان موضوع في كفة الميزان لأن حربه في سورية يعوزها الآن الأساس الشرعي، الذي هو نضال عدو خارجي، وكان يصاحب حزب الله في عمله في مواجهة اسرائيل؛ فهو لا يدافع عن مواطنين لبنانيين وليس العدو خارجيا أو محتلا لارض لبنان، وهو لا يحمي اماكن مقدسة للشيعة، وأشد من ذلك انه يدفع لبنان الى حرب قد تنتهي الى انهياره الاقتصادي والسياسي. لا توجد اليوم في لبنان قوة تستطيع منع حزب الله من ان يحارب في سورية. فلا يكاد جيش لبنان يعمل في منطقة البقاع وقد خرجت الصدامات في طرابلس عن السيطرة، وقد تبلغ المرحلة التالية الى شوارع بيروت. إن التي تستطيع صد حزب الله هي ايران، التي تريد روسيا ان تضمها الى المؤتمر الدولي الذي سيعقد في الشهر القادم في جنيف. ويبدو ان الولايات المتحدة ايضا ما زالت لم تقف على مؤخر قدميها لمنع مشاركة ايران، وذلك في الأساس بسبب دورها المتوقع في اقناع الاسد بقبول مخطط سياسي وبسبب قدرتها، بقدر لا يقل عن ذلك، على وقف سوء الحال في لبنان.
    ومن هنا فان استمرار نضال حزب الله في سورية وسخونة الامر في لبنان يمنحان ايران دورا حيويا أهم كثيرا من دور دول عربية في ادارة الازمة. ويتبين للاسد فجأة ان حزب الله، الذي سيطر على تدبيراته سيطرة كبيرة، أصبح هو نفسه يشبه سير التطورات المتوقعة في سورية وهو الذي يحدد الآن وزن ورقة ايران السياسية.
    يُشك والحال كذلك ان يكون لحزب الله مصلحة في فتح جبهة جديدة مع اسرائيل ومنحها ذريعة شرعية لتعمل على قواعده في لبنان، أو لتعمل حتى على قواته في سورية. إن جبهة كهذه لن تخدم ايران أو سورية. لكنه من الممكن في الوضع الحساس والهش الذي نشأ في لبنان ان توجد جهات اخرى في لبنان تريد ‘تجنيد’ اسرائيل على حزب الله، باطلاق قذائف صاروخية أو صواريخ عليه عن معرفة برد اسرائيل الآلي. أرسلت اسرائيل في الحقيقة كل التهديدات المطلوبة، بل انها عملت بحسب مصادر اجنبية داخل سورية لكنها غير معفاة من ان تفحص بالمجهر مصادر اطلاق القذائف ـ إن وجدت ـ كي لا تُدفع بنفسها الى حرب ليست موجهة عليها.





    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 313
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:38 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 312
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:37 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 311
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:36 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 310
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:35 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 231
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:44 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •