اقلام واراء حماس 357
11/6/2013
مقاطعة إسرائيل ومناهضة التطبيع
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، هاني المصري
القدس وسنوات الحسم
المركز الفلسطيني للإعلام ،،الرسالة نت ،، إبراهيم المدهون
عن توحّد العدو وافتراقنا!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،،، لمى خاطر
لا تصدقوه إنه مخادع
الرسالة نت ،،، مصطفى الصواف
اللعب بـ "ورقة المصالحة"
فلسطين أون لاين ،،، أحمد ابو العمرين
جون كيري فشل بلا مضاعفات
الرأي ،،، فايز أبو شمالة
مقاطعة إسرائيل ومناهضة التطبيع
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، هاني المصري
عقدت اللجنة الوطنيّة لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) مؤتمرها الرابع، بحضور أكثر من 500 مشارك؛ ما يدل على حجم الاهتمام بالدور الذي تقوم به هذه اللجنة، التي تعتبر بحق أحد العلامات المهمة على استمرار الحيويّة الوطنيّة وتمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه بالرغم من حالة الهبوط العام التي تشهدها القضيّة الفلسطينيّة بصورة لافتة منذ توقيع اتفاق أوسلو المشؤوم وحتى الآن.
وعرضت اللجنة أبرز إنجازات الحركة العالميّة لمقاطعة إسرائيل في الفترة ما بين 2012 – 2013، ولا أستطيع في هذا المقال أن أستعرض هذه الإنجازات العديدة التي يمكن الاطلاع عليها ومجمل نشاط اللجنة عبر موقع الحملة الإلكتروني (www.BDSmovement.net).
ما أحاول الإشارة إليه في هذا السياق هو أن حركة المقاطعة، وهي أداة وإستراتيجيّة نضاليّة وتضامنيّة رئيسيّة لعزل إسرائيل، في تصاعد ملحوظ في الخارج وارتباك ومراوحة في داخل الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، وهذا أمر يستدعي التوقف عنده؛ لدراسة أسبابه ووضع العلاج الناجع الكفيل بتصاعد المقاطعة ومناهضة التطبيع المنفلت مؤخرًا من عقاله، حيث نشهد اتساع موجة التطبيع الفلسطيني على كل المستويات الرسميّة وغير الرسميّة، وبما تشمل قطاعات (الشباب، والرياضة، والسياحة، ورجال الأعمال، وشركات التقنية، والزراعة) بالترافق مع جولات جون كيري، الذي استهل عهده كوزير خارجيّة للولايات المتحدة الأميركيّة بدعوة العرب إلى حث الفلسطينيين على قبول استئناف المفاوضات من دون شروط (أي وفقًا للشروط الإسرائيليّة)، وعلى قبول مبدأ تبادل الأراضي، والتطبيع مع إسرائيل فورًا.
وتأتي جهود كيري في سياق "طمأنة" إسرائيل وتشجيعها على تحقيق السلام، لأنها أصبحت بعد التغييرات العربيّة "تخاف" على وجودها ومستقبلها في المنطقة، وذلك بالرغم من أن ثمار هذه التغييرات سقطت بردًا وسلامًا في حضن إسرائيل، حتى الآن على الأقل، كما يتضح ذلك من التزام الحكام الجدد في المنطقة بالمعاهدات المبرمة مع إسرائيل، وسعيهم لاسترضاء الولايات المتحدة (وبالتالي إسرائيل) بأي ثمن، ومن انشغال الدول العربيّة بما يجري فيها، أو ما يمكن أن يجري فيها وسط صعود خطير للفتن الداخليّة والمؤامرات الخارجيّة، بحيث تتفتت البلدان وتتصارع داخلها ومع بعضها، وأصبح الصراع ليس مع إسرائيل ومن يدعمها وما تمثله من خطر على المنطقة كونها كيانًا استعماريًا استيطانيًا عنصريًا إجلائيًا وامتدادًا لمشروع إمبريالي يستهدف المنطقة برمتها، بل صراع سني شيعي، إسلامي مسيحي، علماني ديني، عربي فارسي، بين إسلام معتدل وإسلام متطرف؛ الأمر الذي همش القضيّة الفلسطينيّة بصورة لم يسبق لها مثيل، ويهدد بانطلاق موجة أخرى أكبر من سابقاتها في محاولة جديدة لتصفيتها بالجملة أو بالمفرق.
المؤتمر الرابع للجنة المقاطعة تعبوي ومهم، وأجاب عن أسئلة، لكنه طرح من القضايا والأسئلة ما هو بحاجة للمزيد للإجابة عنها، ما يوجب عقد ورشات ومؤتمرات وكتابة دراسات تهدف إلى الإجابة عن تلك الأسئلة.
طُرِحَ في المؤتمر تعريف مثير للتطبيع يدل على تطور هذا التعريف، بحيث يلحظ الظروف الخاصة لكل تجمع فلسطيني، فمفهوم التطبيع داخل فلسطين 1948 يختلف إلى هذا الحد أو ذاك عنه في الضفة الغربيّة، كما يختلف في الشتات، بحيث يجب على كل تجمع فلسطيني أو متضامن مع القضيّة الفلسطينيّة أن يلحظ الظروف الخاصة بكل منطقة، ما يدل على أنّ الأمر بحاجة إلى اهتمام أكبر ونقاش أوسع.
ومن المسائل التي أثارت نقاشا في المؤتمر جدوى التمييز الوارد في تعريف التطبيع بين الحاصل من الزائرين لفلسطين المحتلة على تصريح زيارة إسرائيلي من خلال السلطة أو فيزا من خلال إسرائيل مباشرة، فما دام المصدر واحدًا يجب التعامل مع الحالتين بشكل مشترك.
كما توقف المؤتمر أمام نماذج من المقاطعة لشركات تتعاون مع الاحتلال، وتنظيم أسابيع لمكافحة الأبرتهايد تستحق التعميم، وأمام الموقف من الوفود الأجنبيّة التي تأتي أساسًا لزيارة إسرائيل، وتعرج للقاء الفلسطينيين للتغطية على هدفها الأصلي من الزيارة، حيث برزت هناك اجتهادات حول مقاطعة أو عدم مقاطعة مثل هذه الوفود، مع إقرار الجميع بضرورة المشاركة في المؤتمرات الدوليّة بالرغم من مشاركة إسرائيل فيها، ولكن من دون تعاون ثنائي فيها أو ينتج عنها.
لم يتوقف المؤتمر بشكل كافٍ أمام الأسباب التي أدت إلى اتساع التطبيع في الآونة الأخيرة، وكيف يمكن إحباطها على أساس التركيز على ضرر التطبيع أكثر من التركيز على الأشخاص ووضع القوائم السوداء، لأن الهدف دفعهم إلى التراجع والعودة إلى الصف الوطني، وأن التطبيع مع العدو، ونحن في ذروة الصراع معه، وفي ظل مواصلته لتطبيق مخططاته العدوانيّة والعنصريّة بكثافة غير مسبوقة؛ ليس وجهة نظر ولا ناجم عن هواجس نفسيّة ولا نقص المعلومات والعلاقات العامة و"التواصل" مع المجتمع الإسرائيلي كما يحلو للبعض أن يصوره، وإنما دعوة لتقبل الوضع القائم والتعايش معه، والعمل تحت سقف تحسين شروط الاحتلال لا أكثر، وعدم التمييز بين المستعمِر والمستعمَر؛ ما يعني عمليًّا مساعدة للعدو وتمكينه من اختراق الجبهة الداخليّة الفلسطينيّة.
كما لم يتوقف المؤتمر بشكل كافٍ أمام الموقف من الدعوات الرسميّة الفلسطينيّة إلى زيارة الأراضي الفلسطينيّة، وتحديدًا القدس والأقصى.
ضيق الوزير من الانتقاد
على هامش المؤتمر، وفي الجلسة المخصصة لمساءلة المنظمة والحكومة ولجنة المقاطعة، حدث إشكال بين وزير الاقتصاد د. جواد ناجي وبعض المشاركين؛ يدل على مدى الهوة ما بين السلطة والشعب، وعلى ضيق الوزير ممثل السلطة من الانتقاد وحريّة الرأي.
لقد أثار أكثر من مشارك مسألة وقف الحملة ضد المستوطنات التي بادرت إليها الحكومة في العام 2010، والدليل أن أسواق الضفة تعجّ ببضائع المستوطنات من دون حسيب أو رقيب، وهذا ما أكده أيضا تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذيّة للمنظمة، إلا أن الوزير رفض هذا الحديث جملة وتفصيلًا، واعتبر أن الحملة لا تزال قائمة، وأن الرقابة فعّالة، وأن هناك فلسطينيين يقبعون في السجون لترويجهم بضائع المستوطنات، كما رفض الحديث عن وجود استثمارات مشتركة فلسطينيّة – إسرائيليّة، وعندما وجه بأمثلة مثل تعاون بال تريد مع مركز بيريز، قال إنها مشاريع مشتركة وليست استثمارات، وأضاف "هذا ما يقوم به القطاع الخاص والمجتمع المدني ولا شأن للحكومة به!".
كما لم يتحمل الوزير الانتقاد للمنظمة ورئيسها، من خلال القول عنها إنها مشلولة وأن أمين سرها من أبرز رموز التطبيع، وأن السلطة ورئيسها يقولون علنًا بأنهم يمارسون التطبيع ويجسدون التنسيق الأمني بشكل مستمر.
يستطيع الوزير أن يعبر عن رأيه وهو فعل ورفض وصف الحكومة الجديدة بأنها حكومة رام الله وجامعة النجاح، وأن يدافع عن المنظمة والسلطة، لكن ليس من حقه الإساءة إلى من انتقده، ولا اعتبار أن هذا الانتقاد خروج عن المشروع الوطني، كما جاء في البيان الصادر عن وزارة الاقتصاد، فليس من حق أحد، خصوصًا سلطة أوسلو، أن تحتكر المشروع الوطني، وليس من حق أحد أن يرسل بلطجيّة لضرب الناشط الشبابي نزار بنات فور خروجه من المؤتمر. فعلى حكومة الحمد الله أن تنجح في الاختبار الأول الذي تعرضت له في القيام بواجبها بمحاسبة من نفذ الاعتداء ومن أصدر الأوامر. إن إساءة الوزير وعدم الاعتذار عنها أدت إلى المطالبة بخروجه من المؤتمر وإلى إساءات بحقه، وهذا غير مقبول.
لا شك في أن الغضب من تشكيلة الحكومة الفلسطينيّة الجديدة كان له أثره فيما شهده المؤتمر، ولكن في هذه المناسبة أقول: إنه يجب الحذر من تصوير تشكيل الحكومات على هذا الشكل بأنه الحل أو المشكلة، بعيدًا عن السياق الذي تعيشه السلطة المرتهنة للمساعدات الخارجيّة التي تتحكم بها، والقيود الغليظة التي تقيدها، فالسلطة تحت الاحتلال مقيدة بالتزامات سياسيّة واقتصاديّة وأمنيّة، بحيث لا تستطيع أن تعمل إلا في نطاق إدارة الحياة تحت الاحتلال وتحسين شروطها، فالسيد والآمر الناهي هو الاحتلال، ومن أجل التخلص منه يجب أن يتوحد الفلسطينيون لا أن يتوهوا في صراعات حول المكاسب والوظائف والحصص وزيادة التمثيل لنابلس أو الخليل، أو جامعة بيرزيت أو جامعة النجاح، وهذا يتطلب بلورة إستراتيجيّة جديدة قادرة على إنهاء الاحتلال وتخليص السلطة من قيودها، من خلال إعادة النظر في شكلها ووظائفها والتزاماتها، وعندها يكون هناك برنامج وطني يسعى الجميع لتجسيده، ومن دون ذلك نغدوا عوائل وعشائر ومناطق تسعى كل واحدة منها لأخذ حصتها أو ما تعتقد أنها حصتها، أما الوطن والمصلحة الوطنيّة فعليهما السلام.
القدس وسنوات الحسم
المركز الفلسطيني للإعلام ،،الرسالة نت ،، إبراهيم المدهون
لا تكل الحكومة (الإسرائيلية) ولا تمل من العمل الجاد على تهويد القدس وتغيير معالمها، وتقوم بتنفيذ مشاريع فوق المدينة وتحتها، كجهد ممنهج لتغيير المعالم الجغرافية والتاريخية، بالإضافة لسياسات ديموغرافية إقصائية لتغيير التركيبة السكانية، تهدف لإبعاد أهلها الأصليين واستبدالهم بصهاينة جاؤوا من أصقاع الأرض.
تهويد القدس هو رأس حربة المشروع الصهيوني، وهو تهويد إحلالي متواصل أدى للتقسيم المكاني والزماني لها، واكبه جهلُ المسلمين أو تجاهلهم لواقع الأقصى المتهالك يوماً بعد الآخر.
الاحتلال يستغل انشغال العالم العربي بتراجعه على المستويات المختلفة، فعرب اليوم للأسف يتضاءل اندفاعهم نحو المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، ولم يعد لهم العزم والإصرار على تحريره كما كان في السابق، ومبادرات تبادل الاراضي وضعف الإقبال على فعاليات نصرة القدس، والفتنة الطائفية وتشتيت الجهد العربي صب كل هذا في صالح (الإسرائيليين) ومشاريعهم التهويدية، ودفعهم للاستمرار بوتيرة أسرع من أي وقت مضى لتغيير معالمها.
يبدو أننا اقتربنا من لحظة الحسم في موضوع القدس والمسجد الأقصى، فخلال خمس سنوات على الأكثر ستوضح الصورة وتتبين النهايات، وتكتمل المشاريع ويحدد مصير المنتصر والمنهزم في هذه المعركة، فإما أن يستمر الاقصى أو يُبنى الهيكل، وندخل في مرحلة جديدة غير واضحة المعالم.
إن الطريق الوحيد لإنقاذ القدس والحفاظ عليها واستعادتها في هذه السنوات الحاسمة اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، مع تصعيد أكبر للمقاومة من قطاع غزة، واليوم الأمر اختلف عن السابق فما نحصده في عام كنا لا نناله في عشرة أعوام في السابق، فالاحتلال (الإسرائيلي) أضعف وأشد وهناً، والشعب الفلسطيني بعد تحرير غزة الأكثر ثقة بنفسه، والأقدر على الاستمرار في غاياته وتحقيق الانتصارات.
إلا أن جهود السلطة المتوالية لإضعاف المقاومة وكبح تحركها، وإبطال اندفاعها نحو العمل والمواصلة والاستئناف، تعطي طمأنينة أكبر للإسرائيليين، وتمنحهم ثقة في إكمال مشروعهم وإنجاز ما تبقى منه.
في حال اندلاع انتفاضة القدس فإن جميع الثورات العربية وشعوبها ستتوحد تحت رايتها، فالقدس تتغلغل في نفوس أبنائنا وأجيالنا من الخليج إلى المحيط، وفي حال تهاونا وترددنا فإن العواقب ستكون كارثية.
الشعب الفلسطيني يتحمل اليوم مسؤوليةً كبيرةً لبداية التحرك الجدي نحو القدس وإبطال السم الصهيوني الذي يعمل على إفساد المنطقة والعالم بأسره، وإن نجحت الخطة (الإسرائيلية) في بناء الهيكل وتهويد القدس بالكلية فإن أمرنا سيصبح غايةً في التعقيد والصعوبة.
عن توحّد العدو وافتراقنا!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،،، لمى خاطر
بعض البكائيات –إن لم يكن أكثرها- على الحال الفلسطينية الراهنة التي ما زالت دون بلوغ حلم التخلّص من الاحتلال تلخّص الداء بعبارة واحدة تقول: (إننا مختلفون متناحرون، لكنهم – أعداءنا- متوحدون ومتّفقون رغم تباين آرائهم السياسية).
وهنا، أجد ما يدفعني دائماً للتمعّن في تفاصيل العبارة علّني أكتشف مدى ملامستها الجوهر أو عومها على سطح الحقيقة، فهل نحن فعلاً كشعب خاضع للاحتلال نخضع أيضاً لخلافات ثانوية عقيمة، أم نختلف على ما يستحقّ ذلك، وتباعد بيننا حسابات السياسة؟ وهل خلافنا في أصله على الوطن أم تحت رايته؟ وهل يجوز مقارنة حال عدوّنا بحالنا، رغم أنه غاصب للأرض ولا يختلف أحد في نظامه السياسي كلّه على حقّ الكيان الصهيوني في اغتصاب فلسطين؟!
يلزمنا في كثير من الأحيان جرعات من الوعي مركّزة لتعيننا على الغوص في تفاصيل الأشياء والظواهر من حولنا، حتى لا نتحوّل مع الزمن –الذي يبدو طويلاً ومريراً كلما طال الاحتلال- إلى آلات تسجيل تردّد عبارات نمطية رثّة، أو تحاول الهروب من إلحاح الأسئلة باتجاه ما يخطر ببالها للوهلة الأولى من معينات على الكلام، التي هي أقرب لوجبات الطعام السريعة منها للرأي النابع من الفكر المستنير!
فإن كان خلافنا مستحقّاً الهجاء؛ أليس الأولى هجاء وإدانة من يبحث عن تسويات تنتقص من الحقوق، ومن يلوذ بالدروب العبثية خوفاً من تأدية ضريبة المواجهة، ومن يتهم المتمسك بحقّه بالمراهقة الوطنية والسياسية، ويحاول إلزام المغرّدين خارج سرب الخضوع على العودة له مرغمين، ورغماً عن إرادة الانبعاث فيهم؟!
وفي المقابل، وعند استقراء خارطة الاختلاف السياسي لدى عدوّنا لا نرى فيها دوائر هيمنة صاخبة تروّج لضرورات التنازل للفلسطيني –صاحب الحق- من أجل السلام ومن أجل استرضاء المجتمع الدولي، وتجميل صورة الذات أمامه. بل نشاهد إجماعاً على إنكار كل ما نراه حقاً لنا، وتوحّداً على التمسّك بقدسنا نحن، وعدم اختلاف على ضرورة اجتثاث كل إرادة فينا مناوئة للمشروع الصهيوني، أو لا زالت ترفع بيرق النضال في دروب المشقّة المفضية إلى بوابة التحرير!
تمنيْتُ وما زلت أتمنى سماع تلك الأصوات العالية في صفوفنا، التي حين تطالب بالوحدة تلحقها بتحديد لشكل وطبيعة تلك الوحدة، أي التي تعيد الاعتبار للحقوق وتُعلي من شأن المقاومة، ولا تقبل المجاملة السياسية على حساب الثوابت، ولا تعترف بالتوافق إن أرهق كاهل المقاوم وأفرغ رصاص كنانته، وصوّر بندقيته قاطعة لطريق التوحّد!
عدوّنا كيان متغطرس، ولأنه اغتصب وطننا بحراب إجرامه، فلا يجوز أن نتوقّع منه اختلافاً على كينونة مشروعه، لكننا نحن مطالبون بألّا نختلف على مشروعنا، أي مشروع التحرير، بل أن نتوافق عليه من جديد، وعلى أن وطناً سلبته الحراب لن ترجعه المفاوضات الخاوية من صدى البنادق، ولا الهامات الراضعة لبان التمويل المشبوه، الذي أسكت فيها صوت النفير بقدر ما أشاع في روحها أبجديات القعود، وحرف أنظارها باتجاه الدروب المتعرجة المفضية إلى السراب.. وحين يصبح الذراع المقاتل سارية لواء وحدتنا، فمن حقّنا جميعاً اتهام ونبذ وشتم من يخرق الإجماع، أو ينكر قداسته الوطنية!
لا تصدقوه إنه مخادع
الرسالة نت ،،، مصطفى الصواف
محمود عباس كعادته يحاول خداع الناس وإيهامهم بأنه يريد المصالحة وتنفيذ اتفاق القاهرة وملحق الدوحة؛ ولكن الرجل ينتظر موافقة حماس على إجراء الانتخابات، علما أن لقاء القاهرة الأخير الذي جمع حماس وفتح بعد طلب المخابرات المصرية للطرفين بالاجتماع في القاهرة، قد أعلن أنهما توافقا على بدء مشاورات تشكيل الحكومة، التي من المقرر أن تنتهي خلال الشهور الثلاث كي تعلن في آب القادم، على أن يصدر عباس فيما بعد مرسوم الانتخابات، وهذا دليل واضح على ان الرجل يخادع ويراوغ ويكذب.
حماس -كما أعلن عقب اللقاء- وافقت على ذلك وهذا يعني أن حماس تريد إجراء الانتخابات ولا مانع لديها من ذلك وهي لا تخشى نتائجها ولديها الاستعداد لخوضها وفي نفس الوقت هي تعلم علم اليقين أن عباس لا يريد انتخابات ولا يريد مصالحة، ومن استمع إلى حديثه أمام حكومة الحمد الله يدرك أن هذه الحكومة ليست كما يروج ويدعي أن مدتها ثلاثة شهور ولكنها حكومة ممتدة لسنوات كما هي حكومة سلام فياض، حيث يقول عباس يوم التنصيب للحكومة "هذه الحكومة عليها أن تعمل بكل جهد كل الوقت المتاح لها، سواء أكان أسابيع أو أشهر أو لا نعرف إلى متى، ولكن ما دام الإنسان في موقع المسؤولية عليه أن يقوم بمسؤولياته، وهذا الأمر متعلق بالأمر المحيط بنا".
محمود عباس يعلم كما حماس أن قرار إجراء الانتخابات ليس قرارا فلسطينيا بل هو قرار له أطراف متعددة، الجزء العملي فقط للفلسطينيين، أما بقية الأجزاء فيها ذات علاقة بالاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية وأوروبا، وهذه الأطراف الثلاثة لا تريد الانتخابات لأنها تعلم أن نتائجها غير مضمونة وأنها لا تريد ديمقراطية فلسطينية وهي لا تريد مصالحة ووحدة الشعب الفلسطيني وهي تريد أن يبقى محمود عباس على رأس السلطة بعد أن جردها من كل أدواتها وأبقى نفسه الحاكم بأمره بيده كل السلطات وألغى السلطة الوحيدة التي لم تكن بيده وهي المجلس التشريعي.
عباس يسعى الآن للعودة إلى طاولة المفاوضات سرية كانت أو علنية وما جولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المكوكية إلا دليلا على أن المفاوضات باتت هدفا أساسيا يتوافق عليه عباس وكيري وأن مشاريع كيري الاقتصادية والسياسية والأمنية هي مشاريع (إسرائيلية) بامتياز وأن عباس والسلطة هم أدوات تنفيذ لهذه المشاريع في الأيام القادمة لذلك أمريكا و(إسرائيل) حريصتان على بقاء عباس في السلطة وإن أبدى بعض الاعتراض على ما يحمله كيري من مشاريع تهدف إلى إنهاء الصراع بما يحفظ أمن الاحتلال وسيطرته على كل شيء حتى على دولة عباس الفلسطينية على اقل من 22% من مساحة فلسطين.
والسؤال المطروح على حركة حماس: إلى متى الصمت على محمود عباس وسياسته التدميرية؟، ولماذا مجاراته تتم بهذه الطريقة؟، هل تقصدون الوصول إلى فضحه أكثر وأكثر؟؛ علما أن الرجل لا يخجل من الفضائح فليس هناك فضيحة أكبر من تفاخره على الملأ بالتعاون الأمني مع الاحتلال الصهيوني. السكوت وعدم الخروج لقول الحقيقة أمام الشعب الفلسطيني يحملكم جزءا من المسئولية ويجعل منكم شركاء لعباس بقصد أو بدون قصد.
حماس مطالبة اليوم بقول الحقيقة كاملة وكشف المستور وإعلان موقف واضح، فالوقت ليس في صالح القضية ولا في صالح الشعب، فأمريكا والصهاينة يسعون إلى استهلاك مزيد من الوقت لصالح المشروع الصهيوني على الأقل في المنظور القريب وإن كنا على يقين أننا المنتصرون بإذن الله تعالى، ولكن كشف العورات بات مشروعا وقانون المفاصلة بات واجبا وسياسة رجل في الجنة ورجل في النار فاشلة ومدمرة.
اللعب بـ "ورقة المصالحة"
فلسطين أون لاين ،،، أحمد ابو العمرين
يتكرر ماراثون "المصالحة" تسديداً ومقاربةً طوال السنوات الماضية، وكلما تعالت معنويات الجماهير واقتربت من لحظة الحسم عادت محبطةً إلى مربعها الأول، غير مدركةٍ لأبعاد السياسة ومتاهاتها، وأن هناك أطرافاً تستخدم ورقة المصالحة لتحقيق مصالح خاصة بعيداً عن مصالح الشعب العليا وقضيته الوطنية.
ولعل حكومةً كحكومة رام الله الفاقدة للشرعية بانعزالها عن التشريعي وعدم حصولها على ثقته، وكذلك شخصيةً كمحمود عباس الفاقد -على الأقل- لشرعيته الجماهيرية والوطنية بإخفاقاته السياسية وفشل برنامجه حتى الآن في تحقيق أي إنجاز على الأرض وهو يعلم هذا وذاك، لعلهما أبرز المستفيدين من انطلاق هذا المارثون واستمراره دون أن تكون له نهاية محددة.
فالرئيس عباس يحاول أن يكسب الوقت منذ سنين من خلال ورقة المصالحة هذه بإحيائها تارة وإماتتها تارة .. آملاً الوصول لأي إنجاز من خلال المفاوضات والتسوية ليكتسب به الشرعية.
إن محاولة محمود عباس كسب الوقت من خلال ورقة المصالحة تأتي في مقابل النجاحات الكبيرة وطنياً وشعبياً لحركة حماس والمقاومة بعد حرب الفرقان وحجارة السجيل وتحرير الأسرى وهو ما يدركه جيداً، هذه النجاحات التي تعني موتاً سياسياً لعباس ومنهجه .. لذلك فهو يستغل ورقة المصالحة بدهاء لكسب الوقت دون إرادة حقيقية للمصالحة .. آملاً الوصول لأيِّ إنجاز من خلال المفاوضات والتسوية فيقلب الطاولة لحماس وللشعب ولكل فصائل المقاومة ويسحب البساط من تحتها.
هذا ما يجب أن تنتبه له حركة حماس وفصائل المقاومة، ألا تُستغل رغبتها الصادقة في تحقيق وحدة الشعب والمصالحة بين أطيافه وأطرافه لتحقيق مآرب وأهداف أبعد ما تكون عن مصالح الشعب الوطنية الحقيقية، ولئلا تكون جسراً يعبر عليه عباس وأزلامه المتهالكون نحو برّ الحياة من جديد ولئلا يُتاح لعملية التسوية ومحورها الإقليمي كذلك أن تحيى من جديد بعد أن فضحتها إنجازات المقاومة وثورات الربيع العربي، فيجني ثمرات المقاومة أربابُ المفاوضات والتسوية !!
كما أن ذلك يُحتّم على قادة الرأي والنخب المثقفة والإعلامية أن تكون لسان حال الجماهير العريضة التي كفرت بمنهج التسوية والتنازل والتفريط، وأن يتم فضح وعزْل من يتلاعب بآمال وطموحات الشعب في المصالحة والوحدة لأغراضه الحزبية، بل والتفكير في البدائل الوطنية الحقيقية لحالة التعطيل المتعمّدة ومن طرفٍ واحد للمصالحة طوال هذه السنوات.
جون كيري فشل بلا مضاعفات
الرأي ،،، فايز أبو شمالة
لقد فشلنا، هذا ما يقوله جون كيري من خلال تأجيل زيارته للمنطقة، نحن الأمريكيين الذين وثق فينا قادة العرب والفلسطينيين، وقدموا كل ما طلبناه منهم من تنازلات وانتظار لإنجاح مهمتنا، ومع ذلك لقد فشلنا، وهذا الفشل غير متصل بالتصريحات الجريئة لنائب وزير الحرب الصهيوني "داني دانون"، وإنما للفشل الأمريكي ارتباطات بالحقيقة التي عبر عنها المجتمع الصهيوني؛ الذي يزداد ثقة بقيادة لا تؤمن بحل الدولتين، كلما ازداد استعداد قادة العرب والفلسطينيين لتقديم التنازلات، وإظهار العجز الفاضح حتى عن ذكر لفظة مقاومة.
لقد صار الحديث عن المقاومة المسلحة للعدو الغاصب ضرباً من الخبل، وصارت المقاومة عاراً وعيباً من وجهة نظر قيادتنا الفلسطينية، وصارت لفظة العدو الصهيوني رجساً من عمل الشيطان، يتوجب التطهر منها سبع مرات في غرف المفاوضات !.
العودة إلى طاولة المفاوضات بشتى السبل، وبأي شكل كان، هذا ما سعى إليه وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري"، وحرص على عدم الفشل، بل حاول أن ينجح بمساعدة العرب في تحقيق أدنى اختراق للموقف الإسرائيلي المتصلب خلف الثواب الصهيونية.
ثمانية لقاءات تمت بين السيد عباس وحون كيري في غضون ثلاثة أشهر، ثمانية لقاءات في غرف مغلقة، بعضها في رام الله، وبعضها في عمان بمشاركة المسئولين الأردنيين، صار خلالها تقديم الكثير من العروض، والإغراءات الاقتصادية، والبدائل السياسية، ولكنها اصدمت جميعها بالعناد الإسرائيلي القائم على الفهم الدقيق لمعادلة الصراع.
معادلة الصراع القائم على أرض فلسطين تقول: العصابات اليهودية اغتصبت فلسطين بالإرهاب، وبفائض القوة المسلحة، وبالعنف الصهيوني المتوارث؛ الذي أدخل الرعب إلى قلوب قادة العرب، فخضعوا للإرادة الصهيونية، وهي تملي عليهم الاعتراف لها بحدودها المغتصبة سنة 1948، لتفرض عليهم بعد "أوسلو" تمويل الذراع الفلسطيني المسلح؛ الذي صارت مهماته تأمين حدود الدولة الصهيونية، ومحاربة المقاومة المسلحة بكل ما أوتي من قناعة.
بعد أن اطمئن الإسرائيليون أخيراً على موافقة قادة العرب والفلسطينيين على مقترحهم بتبادل الأراضي، والتي تعني التسليم بحق الصهاينة في الاستحواذ على كل شبر استوطنوه من الأراضي المحتلة سنة 67، وبعد أن ضمن الإسرائيليون الذبح اليومي للمقاومة على يد الفلسطيني الجديد، راحت تطالب الفلسطينيين بالاعتراف لها بيهودية الدولة.
وأين هو الفلسطيني القذر القادر على الاعتراف للصهاينة بيهودية الدولة؟ !
لقد فشل "جون كيري" فشلاً لن يؤثر على مجريات السياسة الأمريكية في المنطقة، إنه الفشل المضمون الذي لا يهز شخصية وزير الخارجية الأمريكية، ولاسيما أن الرئيس "أوباما" نفسه قد فشل في الضغط على الإسرائيليين لتجميد بناء المستوطنات، وفشلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة في الضغط على الإسرائيليين، وفي تقدم حل للقضية الفلسطينية عبر عشرات السنين.
إن فشل "جون كيري" لا يعني إلا فشل النظام العربي في التأثير على مجريات الأحداث، ولا يعني إلا فشل القيادة الفلسطينية في رهانها المطلق على المفاوضات، ولا يعني إلا فشل السيد عباس الذي عاند الواقع، وعادى النهج الملائم لمواجهة الغاصب العنيف المتجبر.


رد مع اقتباس