اقلام واراء حماس 368
24/6/2013
حماس ومنع إطلاق الصواريخ
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، فلسطين الآن ،،، ابراهيم المدهون
من ينقذنا من فوضى الشواطئ؟
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، فلسطين الآن ،،، مصطفى الصواف
سحب جنسية الأسير
فلسطين أون لاين ،،المركز الفلسطيني للإعلام ،،، خالد معالي
أبعاد ،،،، لا الطرطرة
فلسطين أون لاين ،،، أ.د. يوسف رزقة
أسبوعيات مهاجر ،،، عسّاف والحراك الشعبي
فلسطين أون لاين ،،، د.أغر ناهض الريس
سيكولوجية انفعالات الشعب الفلسطيني
فلسطين أون لاين ،،، د. حسن أبو حشيش
حماس ومنع إطلاق الصواريخ
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، فلسطين الآن ،،، ابراهيم المدهون
أي هدوء يشهده قطاع غزة يصب في مصلحة الفلسطينيين بالدرجة الأولى، فهو تعزيز لصمود شعبنا ومواقفه على الأصعدة المختلفة.
على الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة ألا تخجل من حافظها على التهدئة، وأن تعمل على تنظيم إطلاق الصواريخ من غزة ما دام أن الاحتلال لا يفعل أي عدوان على الفلسطينيين.
ليس عيبا في السياسة سعي التنظيمات والحركات السياسية إلى اتباع السبل المختلفة لتحقيق أعلى درجات الاستفادة بما فيها الحفاظ على لحظات التقاط الأنفاس ما دام أن هذه الوسائل لا تمس ثوابت المشروع الوطني وإستراتيجياته بل تقوم على تقويته وتعزيزه.
ومن حق حركة حماس بصفتها قائدة المشروع المقاوم والحريصة عليه أن تضبط إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ما دام أن هناك تهدئة ملزمة للجميع ومتوافق عليها من فصائل المقاومة المختلفة.
من يحاول إطلاق الصواريخ عليه أن ينتمي إلى جهة أو فصيل وطني معروف كالجهاد أو اللجان الشعبية أو كتائب أبو علي مصطفى وأبو الريش وما إلى ذلك، وأن يعلن الفصيل ذلك في الإعلام أمام الجماهير.
حركة حماس لا تمنع الناس بالقوة المسلحة، وإن كنت لا أرى حرجا من ذلك بصفتها مسؤولة شرعية عن القطاع، بل أجدها ترتب ذلك عبر التفاهم والرضا والتنسيق بين القوى.
ضبط الصواريخ ليس تخليا عن المقاومة، فالإعداد والتجهيز والتدريب هو مخ المقاومة وعصبها الأساسي، فلا مقاومة من غير إعداد، وقد أمر القرآن بالإعداد والتجهيز: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة".
داخل هذا الإطار فإن الحكومة في غزة توفر بيئة صالحة وخصبة للمقاومين ليتدربوا ويصنعوا السلاح ويستوردوه، وتمنح لهم الأراضي اللازمة والإمكانات المطلوبة والتسهيلات الممكنة لتقوية النفس ورص الصفوف بالإضافة إلى ما تفعله وزارة الداخلية من ملاحقة العملاء ومحاكمتهم وتجفيف منابعهم.
في الاتجاه الآخر، مع ملاحقة والتضييق على المجموعات المتشددة ممن تحمل أفكارا منحرفة ولديها ميل للعنف المجتمعي الداخلي حتى في حال تحججت بقتال الاحتلال، فهؤلاء خطرهم كبير، فهم يعتقدون بكفر الحكومة والنواب والمجتمع، ويرتكبون سلوكيات مرفوضة، ولديهم اختراقات أمنية، ولا يتورعون عن استخدام سلاحهم ضد الآمنين من مخالفيهم.
ما يميز حركة حماس أنها تمتلك رؤية شاملة للتحرير ولا تقصر نضالها وكفاحها على شكل ولون واحد حتى في حال اعتبرت الكفاح المسلح الوسيلة الجوهرية والأساسية في الصراع مع العدو الصهيوني.
ويحسب لحماس أنها كانت الأكثر التزاما بالاتفاقات والتهدئة والأقوى في المواجهة، وقد قال أبو مازن في عام 2003: لدى حماس انضباط والتزام يفرض الاحترام والتقدير.
كما إن حماس سجلت في حرب السجيل 2012 انتصارا وصبرا وصمودا لم تشهده الساحة الفلسطينية من قبل، ولم يكن ذلك إلا بإعدادها واستعدادها واستثمارها الأمثل لحالات الهدوء المشهودة، وأثبتت أنها أمينة على سلاح المقاومة وتسعى إلى تطويره باستمرار، لهذا فالشعب الفلسطيني يثق بإدارتها الحكيمة لملفي التهدئة والمقاومة.
من ينقذنا من فوضى الشواطئ؟
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، فلسطين الآن ،،، مصطفى الصواف
وهب الله قطاع غزة شاطئا جميلا على امتداده البالغ نحو أربعين كيلو مترا أو يزيد، وبات يشكل الساحل المتنفس الوحيد لسكان القطاع في ظل الحصار وعدم توفر السفر بسهولة إلى الخارج للاستجمام لذوي الدخل العالي والذين يزاحمون الفقراء غير القادرين على الجلوس في المنتجعات المختلفة سواء تلك المتواجدة على الشاطئ والمسماة بالكافتيريات أو المنتجعات المتواجدة بعيدا عن الساحل لعدم مقدرة البسطاء من الناس دفع تكاليفها سواء المواصلات منها أو رسومها وغلاء الأشياء المباعة بداخلها فيكون الشاطئ اقل تكلفة ومتنفس مهم في ظل فصل الصيف الذي بات أكثر حرارة في السنوات الأخيرة.
المؤسف أن الشواطئ تعيش حالة فوضى غريبة واختلاط الحابل بالنابل حتى أصبحت البهائم والعربات المجرورة بالحمير أو البغال أو الحُصن تزاحم الناس على شاطئ البحر وبات المواطن مضطرا بالجلوس مع شركائه الجدد ومخلفاتهم ونعيقهم وزعيقهم وبات الشاطئ يموج بالبائعين هذا بطاطا مشوية وذات العاب الصيف وآخر بالذرة ورابع بالبراد وخامس بكل أنواع المسليات وغيرها من الأشياء حتى الملابس باتت تباع على الشاطئ، وأصبح حجم الإزعاج والضجيج عال جدا، فبدلا من الاستجمام والراحة يكون شد الأعصاب هذا يصرخ على طفله وذاك ينادي على سائق العربة حذ بالك الأولاد ومما زاد الطين بله دخول السيارات ذات الدفع الرباعي على الشاطئ.
فوضى وإزعاج منقطع النظير ليس فقط للمستجمين على الشاطئ بل للسكان القريبين من الشاطئ الذين بات مكتوبا عليهم أن لا يناموا قبل الواحدة فجرا حتى يسكت بائع البطاطا المشوية من المناداة بالميكروفونات شوي يا بطاطا شوي.
حتى النظافة على الشاطئ وعلى الرصيف ( الكورنيش ) مزعجة وثقافة أن يقوم كل زائر للشاطئ أو الرصيف فقط بجمع مخلفات زيارته ويضعها في كيس نايلون ويحكم إغلاقها غير متوفرة في ثقافة الناس الأمر الذي يشكل إزعاجا جديدا يضاف إلى الفوضى المنتشرة وغياب الجهات الضابطة والمنظمة سواء عمال البلديات المسئولة عن الشاطئ أو حتى الشرطة الموكل لها القيام ببعض المهام.
المواطن الغزي يعاني أيضا سوء تخطيط وتوزيع وتعدي مشرعنا سواء من البلديات أو من سلطة الأراضي التي تتحكم في الأراضي المحاذية للشاطئ والتي تقوم بعمليات تأجير أو تخصيص للأراضي القريبة من الشاطئ للكافيتريات طوال فترة الصيف بشكل عشوائي وغير منظم افقد الناس في بعض المناطق مكانا مناسبا للاستجمام بعيدا عن الاستراحات والمسميات المختلفة لتلك الأراضي المستغلة من قبل المستأجرين والذين لا يكتفوا بالمساحة المؤجرة فتمتد مساحاتهم بشكل يضيق معه الشاطئ ومن يمر على الشاطئ من الشمال المنتهك من كثرة الاستراحات إلى الجنوب فالشكوى واحدة.
أما مياه المجاري فلها نصيب من الشاطئ حيث المصبات على الشاطئ للمياه العادمة التي تسبب تلوث بيئيا خطيرا وتسبب انبعاث للروائح الكريهة، صحيح أننا مضطرون لذلك؛ ولكن هناك حلول يمكن أن تبتدع في هذا الأمر كأن تمتد خراطيم التخلص من المياه العادمة إلى مسافات عميقة داخل البحر الأمر الذي يبقى الشاطئ نظيفا إلى حد كبير وهذه الوسيلة مستخدمة في كثير من البلدان وهي لا تحتاج ربما إلى جهد كبير أو إمكانيات غير متوفرة في ظني على الأقل.
خلاصة القول نطرحه في سؤال من المسئول عن كل هذه التعديات وهذه الإزعاجات؟، من المسئول عن توفير سبل الاستجمام التي تخلص الناس من الإرهاق والتعب والضغط النفسي؟، المسئولية الأولى تقع على عاتق السلطة والحكومة في المقام الأول خاصة في موضوع التعديات على الأراضي الحكومية من قبل سلطة الأراضي التي تقوم بالتأجير والمنح العشوائي، وكذلك جزء من المسئولية تقع على شرطة حفظ النظام التي تجتهد في الأيام الأولى ثم يترك الأمر للفوضى، أما النظافة فهي مسئولية البلديات الغائب الحاضر، ثم تأتي سلطة البيئة التي يجب أن يكون لها دور فاعل ومؤثر يجبر الحكومة على توفير الحد الأدنى من وسائل حماية الشواطئ من التلوث مما يشكل حماية للمواطن والبيئة.
أما المواطن فهو ظالم ومظلوم في نفس الوقت، مظلوم لأن عوامل الراحة على الشاطئ غير متوفرة له، وظالم لأنه يزيد الطين بلة في عدم الحرص على النظافة والمساهمة في جزء من الفوضى الحادثة على الشاطئ وكان بإمكانه أن يبقي من رحلته خمس دقائق قبل المغادرة ويقوم بعملية نظافة لمكان جلوسه حتى يكون المكان في اليوم التالي مناسبا لصديقه أو جاره.
سحب جنسية الأسير
فلسطين أون لاين ،،المركز الفلسطيني للإعلام ،،، خالد معالي
يدوس الاحتلال بقدميه بفعل عامل القوة على كل ما تعارفت عليه البشرية، من قيم العدل والتسامح، وقوانين تنظم علاقة الأفراد والدول فيما بينها، ومن بين ذلك سحب جنسية الأسير للضغط عليه، وإنهاكه وإفراغه من محتواه النضالي.
يُعد سحب جنسية الأسير حتى جنسية المواطن العادي مخالفًا للقانون الدولي الإنساني؛ فلا يمكن أن يحول الأسير أو المواطن إلى "دون"، وذلك يمثل انتهاكًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وللعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ويجرد الفرد من حقوقه الطبيعية والمكتسبة، ومنها قيمته إنسانًا، ويحوله إلى نكرة.
يعرف فقهاء القانون أن الجنسية هي عبارة عن رابطة سياسية وقانونية واجتماعية، تربط شخصًا بدولة بعينها، ولذلك لا يمكن لأية جهة كانت فك وفسخ هذه الرابطة، تحت عناوين، وضغوط معينة، ومهما عمل الفرد، وقام به لاحقًا.
هدد الاحتلال قبل أيام بسحب جنسية الأسير القائد عبد الله البرغوثي؛ في محاولة بائسة من بين جملة من المحاولات للضغط عليه، لوقف إضرابه عن الطعام، الرامي إلى تحقيق مطالبه العادلة التي تقرها الشرائع والقوانين الدولية، إلا أن الاحتلال كعادته آخر ما يلتفت إليه القانون الدولي وما يسمى المجتمع الدولي.
ومن أعقد وأصعب ما تسببه مشكلة سحب الجنسية من الأسير هو عدم الإفراج عنه؛ فهناك بعض الأسرى الذين أنهى بعضهم محكوميته، لكن لم يطلق سراحه لعدم وجود دولة تستقبله بعد سحب الاحتلال جنسيته، أو دولته التي تقوم بذلك أحيانًا للتخلص من الضغوط الواقعة عليها جراء تمتع الأسير بجنسيتها.
الأسرى الأردنيون الذين شرعوا في إضرابهم عن الطعام منذ الثاني من شهر أيار بهدف تحقيق مطالبهم العادلة؛ قد يمارس عليهم الاحتلال ضغوطًا وتهديدًا بسحب الجنسية، كما مارسته مع البرغوثي، وقد تقوم بذلك فعلًا، إذ سبق أن سحب جنسيات من أسرى أردنيين أو ضغط باتجاه ذلك، فدولته مارقة وماكرة؛ لا تتورع عن فعل كل ما هو محرم وفاحش من الفعل والقول.
يجب أن يسارع كلٌّ جميعًا إلى الضغط على الاحتلال لوقف ممارساته بحق الأسرى، وذلك بتكثيف الجهود الداعمة لقضية الأسرى الأردنيين وعموم الحركة الأسيرة، وتطويرها والتنسيق بين مختلف القوى والأحزاب، ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية؛ كي لا يستفرد بهم الاحتلال، ويتركون لقمة سائغة له.
مازالت قضية إضراب الأسرى الأردنيين مظلومة من الناحية الإعلامية والتفاعل الجماهيري؛ فالمستوى الرسمي لا يتحرك، ما لم يكن هناك ضغط من الشارع والقوى المختلفة، وهو ما لم يلمسه الأسرى المضربون، ولا ذووهم حتى الآن.
معركة الأسرى الأردنيين تمثل ملحمة بطولية، وهي جزء من معركة الصمود والتحرير التي تحتاج إلى غالي صبر ووقت قد يطول، وذلك تبعًا للحراك الشعبي والرسمي الذي هو دين في عنق كل حر وشريف، فهل نقف معهم ونؤازرهم في محنتهم وقضيتهم ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك؟، أم نترك السجان يستفرد بهم، وأنيابه تنهشهم؟!
أبعاد ،،،، لا الطرطرة
فلسطين أون لاين ،،، أ.د. يوسف رزقة
لم أفاجأ بقبول محمود عباس لاستقالة الدكتور رامي الحمد الله من رئاسة الحكومة ، وإن فاجأني هو بهذه الاستقالة السريعة بعد ثمانية عشر يوما . لم أفاجأ لأنني أعرف عناد رئيس السلطة وانتصاره لذاته ، فهو لم يكلف الدكتور الحمد الله من أجل خبرته وحياديته،هو كلفه لأنه شخصية أكاديمية مقبولة ،يمكن من خلالها تنفيذ رؤيته ومشروعه ،ومن ثم لم يبال بالقانون الأساسي الذي ينظم الصلاحيات بين أطراف السلطة،وأعلن عن تعيين نائبين للحمد الله أحدهما اقتصادي والآخر سياسي ،وتعيين النائب هو من صلاحيات رئيس الوزراء لا رئيس السلطة.
لم يقبل رامي الحمد الله (الطرطرة) وطالب بصلاحيات كاملة ومنها التوقيع على المعاملات المالية الكبيرة ،والفصل الواضح بين اختصاصه هنا واختصاص محمد مصطفى نائبه ،فلم يفلح في الوصول إلى ما يريد ، حيث أصر رئيس السلطة على أن يتفرد بالقرار وبالصلاحيات .ومن ثم يمكن القول إن محمود عباس يكرر الخطأ نفسه الذي تعامل فيه في 2006 مع حكومة حماس ،وكان سببا في تمزيق النظام السياسي الفلسطيني قبل أن نصل إلى الانقسام ،الذي يصفه بعضهم بالملعون .وأحسب أن الديكتاتورية والاستبداد بالقرار هما اللذان يستحقان اللعنة ،لأن النظام السياسي يستمد قوته من قوة التطبيقات الديمقراطية الحقيقية ،لا من قوة العلاقة مع واشنطن أو تل أبيب .
لن يتجه محمود عباس إلى تكليف شخصية أكاديمية بديلة ،لأنه لن يجد هذه الشخصية بعد تجربة د.الحمد الله ،وسيذهب فيما أرجح إلى شخصية سياسية حزبية ،كأن يكلف (محمد اشتية) من مركزية فتح أو أحد نائبي الحمد الله محمد مصطفى أو زياد أبو عمرو ،وهو يعلم أن حسابات السياسي الحزبي غير حسابات الأكاديمي المتمسك بحريته .
لم يبد الشعب الفلسطيني اهتماما كبيرا باستقالة رامي الحمد الله ،ولم يتتبع رسائلها المهمة ،وهو لا يبدي اهتماما بشخصية القادم ،ربما لأنه مل السياسة والتسلط وفقد الأمل ،بينما أبدي اهتماما كبيرا وغير مسبوق بمحمد عساف وفوزه بالمرتبة الأولى في أرب أيدول ،مما يعني أن الفن والغناء بات أكثر أهمية من السلطة والحكومة ،لأن في الفن ترويحا عن النفس ،بينما في تخبط السلطة ما يرفع الضغط، ويسبب الأمراض والاكتئاب .
لا تأثير لاستقالة الحمد الله أو لتكليف غيره، يذكر في ملف المصالحة ،وربما يكون لمحمد عساف تأثير أكبر ،ذلك أن التكليف والاستقالة لا علاقة لهما بملف المصالحة التي لا يؤمن بها محمود عباس وإن أكثر الحديث عنها ، لأن في المصالحة الحقيقية شراكة حقيقية ،وإذا فشل عباس في شراكة حقيقية مع د.رامي الحمد الله ،فهو أكثر رفضا لشراكة حقيقية مع حماس في ملف الحكومة،وملف م ت ف ،وملف الأجهزة الأمنية ،وهو ما ترفضه حماس كما رفض الحمد الله (الطرطرة) التي تعودها عباس مع اللجنة التنفيذية ،والمجلس الوطني وحركة فتح
أسبوعيات مهاجر ،،، عسّاف والحراك الشعبي
فلسطين أون لاين ،،، د.أغر ناهض الريس
امتلأت صفحات (فيس بوك) وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي في الشهرين الماضيين بأخبار المغني الفلسطيني محمد عساف، مدعومة بحملات إعلامية محلية وعالمية غير مسبوقة للتصويت له في برنامج للمواهب الغنائية ذي شعبية كبيرة في العالم العربي.
كان أحد التعليقات التي لفتت انتباهي يبين كيف أن الاهتمام بمحمد عساف ونجاحه قد غطى على استقالة رئيسي وزراء فلسطينيين في الشهرين الماضيين، ويرى أن هذا إن دل على شيء فهو يدل على عدم اهتمام الفلسطينيين بأخبار السلطة، وتململهم من السياسة و"قرفها" بعد الضرب بتطلعاتهم لإنهاء معاناتهم _وعلى رأسها إنهاء الانقسام_ عرض الحائط، كما يدل على وحدة الشعب الفلسطيني عندما يتعلق الأمر بالهوية الفلسطينية بغض النظر عن الانتماء السياسي، وعن فخر الشعب الفلسطيني بهذه الهوية، رغم حملات الإذلال التي شنها عليه القريب قبل الغريب.
لاشك أن النجاح الذي وصل إليه ابن المخيم عساف الذي عاش حياة اللاجئ الفلسطيني الصعبة المليئة بالتحديات، ووصوله إلى ما وصل إليه باجتهاد وهمة عاليين مصدر فخر له ولنا، وفرحة طال انتظارها بين فئات الشعب المختلفة، ودعم هذا الفنان لا يعني بأي حال من الأحوال تخلي أيٍّ منا عن قضيته أو نسيانها؛ لأن للنضال أشكالًا عدة، وصوت الفنان أحد أسلحته المؤثرة، لاسيما في الرأي العام العربي والعالمي، فهاهي وسائل الإعلام العالمية مثل (غارديان) و(سي إن إن) تتحدث عن وحدة الشعب الفلسطيني، ودعمه لابن بلده الخارج من عمق المعاناة ليسمع العالم: "علّي الكوفية ولوّح فيها ... وخلّي البارود يهلل ويحليها"؛ ليذكر الجميع بأن قضية الفلسطيني هي قضية نضال، مهما شابها انقسام وعمالة وتغليب مصلحة الحزب فوق مصلحة الوطن.
الجدير بالذكر أن حجم ردة الفعل التي حصل عليها عسّاف برهنت أن هناك مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يمكن أن يلعبوا دورًا فعّالًا في دعم ابن بلدهم على صفحات (الإنترنت) وفي وسائل الإعلام، وأن يتواصلوا معًا بغض النظر عن توجهاتهم السياسية والفكرية.
فكما نتمنى أن نرى سفراء فلسطين من سياسيين وأدباء وفنانين ورياضيين وهم يرفعون رؤوسنا عاليًا، ويذكّرون العالم بأن شعب فلسطين موجود، وإن حاول العالم أن يغيبه، وأنه شعب خلّاق يبزّ الأمم بإبداعاته وتألقه، نتمنى أيضًا أن يوظّف هذا الحراك وهذه الروح الشعبية العظيمة في الدفاع عن قضايانا المصيرية، وأن تستغل هذه المجموعات التي تتشكل على صفحات (تويتر) و(فيس بوك) لتشكل قوة تدافع عن قضايا فلسطين المصيرية أمام العالم في زمن نحن أكثر ما نكون فيه بحاجة إلى ذلك.
سيكولوجية انفعالات الشعب الفلسطيني
فلسطين أون لاين ،،، د. حسن أبو حشيش
قبل سنوات كان الفلسطيني يستثمر أي فرصة للشعور بنشوة تحقيق أي شيء , وذلك لعقدة النقص التي نعيشها بسبب شلل الحياة الناتج عن سياسة الاحتلال التي سعت لقتل الحلم ووأده قبل ولادته . لذا وجدنا أنفسنا نهلل لفوز النادي الأهلي أو الزمالك المصري في بطولة كروية وتطرفنا في ذلك , وشجعنا كرة القدم العالمية وتعصبنا لريال مدريد وبرشلونة , وفرحنا لفوز مصر بكأس الأمم الأفريقية , وأيدنا نيجيريا والكاميرونفي لعبهم المتميز في إحدى بطولات كأس العالم ,وصفقنا لإيران عندما فازت على الولايات المتحدة في إحدى بطولات كأس العالم....بقينا نتلمس حالات مشابهة لتفريغ الشحنات الانفعالية التي تعبر عن رغباتنا في تحقيق النصر والتقدم , فجاءت صواريخ صدام حسين ضد الاحتلال فكبرنا , وسجلت المقاومة عملياتها النوعية والرائعة فوزعنا الحلوى وسجدنا لله شكرا وسيرنا المسيرات, وخطفنا الجندي (شاليط ) وانتشينا رغم العقاب الكبير التي فُرض علينا ,وحققنا وفاء الأحرار فتعالت التكبيرات والتهليلات والزغاريد وانتشرت الأفراح , وضربنا القدس وتل الربيع فتعاظمت نشوتنا بإمكانية النصر ,وتحقق الربيع العربي فأيدناه ,ومن قبل تضامنّا مع حزب الله في معركته مع الاحتلال, وبعدها عارضناه لموقفه السلبي في سوريا .وأيدنا تركيا وفنزويلا لمواقفهما معنا ... هكذا نحن , وهذه سيكولوجيتنا التي فرضتها علينا بيئتنا الداخلية والإقليمية وحال الأمة .
هذا مدخل مهم لتفسير بعض الظواهر الاحتفالية التي صاحبت مشاركة الفلسطيني محمد عساف في مسابقة غناء عربية وفاز بها .
الشعب الفلسطيني قيمي بطبيعته , ومتدين بفطرته , ومتمسك بعاداته وتقاليده , لكنه متفاوت في ذلك , فمنهم سابق , ومنهم مقتصد , ومنهم ظالم لنفسه , وهذه درجات المسلمين كما وضحها لنا القرآن الكريم , الأمر الذي انعكس على الموقف من المُسابقة ونتائجها .إن عدم فهم هذه المعادلة خلق التطرف والتعصب في الاتجاهين , وأوجد معركة كلامية وفكرية في غير محلها وليس وقتها .
وحتى أكون واضحا أقول : إن المسابقة من حيث شكلها وأهدافها وآلياتها تتعارض مع القيم والدين والأخلاق , وأُسجل رفضي واعتراضي عليها , ولكن في نفس الوقت ليس هي الوحيدة التي تعمل على تخدير الأمة وإلهائها , وليس بعيدة عن التعصب الأعمى السياسي والرياضي والمجتمعي . لكن الجماهير الفلسطينية التي تابعته وفرحت بفوز عساف انطلقت من عدة منطلقات , فمنها ما هو تعاطف وطني مع فلسطيني , ومنها كونه غنى للوطن ومدنه بأسلوب وطني وثوري , ومنها ما هو اقتصادي ,ومنها ما هو سياسي , ومنها ما هو طرب وفن...
والذي أريد أن أدعو له هو النظرة الواقعية للأمر , وعدم الغلو ,وعدم تحميله أكثر مما يحتمل ,حيث إن شعبنا لن ينسى دينه وإن ضعف لدى البعض , ولن يترك الأسرى والقدس والمقاومة , ولن ينسى هموم الأمة في سوريا ولبنان ومصر والعراق ...وألفت النظر إلى أن البعض يُسيء للشعب ومقاومته وتضحياته وهو يسجل رفضه وقبوله للموضوع , فعباءة الدين والوطن تتسع للجميع .وأتمنى التوقف عن الانفعال , ووضع الأمر في سياق شخصي لا في سياق تدهور أمة , فالأمة ومقوماتها أكبر من كل السلوكيات الشخصية .


رد مع اقتباس