النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 379

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 379

    اقلام واراء اسرائيلي 379
    29/6/2013

    في هــــــذا الملف

    سنواجه تسونامي سياسيا
    الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي لا يريدان التفاوض والتوصل الى حل وكل طرف منهما يأبى ان يظهر بمظهر الرافض للتفاوض ويريد ان يُظهر الآخر بمظهر مفجر التفاوض
    بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت

    الشيخ حمد يسلم قطر لابنه و’يدير محركها’
    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    العلاج الدبلوماسي لكيري لم يحقق تقدما
    بقلم:باراك رابيد،عن هآرتس



    سنواجه تسونامي سياسيا

    الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي لا يريدان التفاوض والتوصل الى حل وكل طرف منهما يأبى ان يظهر بمظهر الرافض للتفاوض ويريد ان يُظهر الآخر بمظهر مفجر التفاوض

    بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت


    في آذار/مارس 2011، قبل أكثر من سنتين خطب وزير الدفاع ايهود باراك في معهد بحوث الامن القومي في تل ابيب، وقال: ‘سنواجه قبل ايلول/سبتمبر تسونامي سياسيا لا يعلمه أكثر الجمهور. توجد حركة دولية ستعترف بدولة فلسطينية في حدود 1967. وسلب اسرائيل شرعيتها في الأفق. وهذا خطر جدا ويتطلب عملا’.
    وأصبحت كلمة تسونامي آنذاك على ألسنة الجميع بسبب التسونامي في اليابان. ومر مارس ومر بعده نيسان/ابريل وأيار/مايو ومر الصيف ايضا، وحدثت في سبتمبر عاصفة برقية في الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك، لكن ذلك لم يكن تسونامي على أي حال من الاحوال.
    فتبين أن باراك لم يخطئ، فهو لا يخطئ البتة بل سبق زمنه كما كان دائما. فالتسونامي السياسي الذي لم يحدث في سبتمبر 2011 يهدد بأن يحدث في سبتمبر 2013 فأعدوا المتاريس.
    في 2011 استطاع نتنياهو ان يحصر الانتباه في المشروع الذري الايراني، وحُشر موضوع الفلسطينيين في زاوية. وتقدم المشروع الذري الايراني فقط منذ ذلك الحين، لكن انتخاب روحاني أسقطه عن برنامج العمل العام، فأعلن رؤساء الدول في الغرب في واقع الامر عن استراحة. وجُمد الخيار العسكري ولن يحدث شيء قبل ان يُبين روحاني سياسته.
    وهكذا عادت فلسطين الى برنامج العمل العام. فوزير الخارجية الامريكي جون كيري يبذل في ذلك كل باعثه ويوجد عنده باعث، فالحديث عن أجندته الشخصية: إن اوباما الذي حاول أن يدفع بالاتفاق الى الأمام في مُستهل ولايته الاولى وفشل، يتابع جهود كيري من بعيد. وهذا هو الضعف الأساسي لبعثة كيري لأن الرئيس غير متحمس للمساعدة.
    والزبائن أشداء. إن كيري يشبه وسيط شقق، فصاحب الشقة لا يريد البيع ويُحدث طول الوقت تغييرات في تشكيل البيت ولا يهب المشتري للشراء. والفرق بين السعر الذي يقترحه البائع والذي يستعد المشتري لدفعه كبير جدا. وأداة الضغط الوحيدة عند الوسيط هي ان الزبونين لا يريدان ان يُتهما بتفجير الصفقة وسيتجهان الى التفاوض فقط حينما يقتنعان بأن الطرف الثاني سيفجره.
    يدرك نتنياهو ان استعداد أبو مازن للقائه نوع من كمين. فهذا ما استنتجه من التصريحات المعلنة ومن المادة الاستخبارية. سيلتقيان وسيبدأ أبو مازن تباحثا في الحدود ويتهرب نتنياهو. ويعتزل أبو مازن ويتهم نتنياهو بالتفجير. وتكون المحطة التالية الجمعية العمومية للامم المتحدة والمنظمات الدولية. وكلما عزز الفلسطينيون مكانتهم في هذه المؤسسات فقد الاحتلال الاسرائيلي شرعيته. فاسرائيل لا تُعرض على أنها دولة احتلت ارضا، بل على أنها دولة احتلت دولة. وهذه مرحلة مهمة في الطريق الى توسيع القطيعة، إن لم تكن من قبل دول فمن قبل جهات اكاديمية واقتصادية ورياضية.
    ليس أبو مازن عرفات، فهو لا يؤمن بقوة الارهاب المُليّنة. في الاسبوع الماضي أطلق فلسطينيون النار على اسرائيليين في جبل الخليل، وقبل ان يستطيع ‘الشاباك’ اعتقال مُطلقي النار اعتقلتهم اجهزة الامن الفلسطينية. ويتحدث الدبلوماسيون الاجانب المشاركون في المسيرة بتأثر عن مكافحة أبو مازن للارهاب. فحينما يحاول نتنياهو ان يشدهم الى مخاوفه الامنية في سياق كل اتفاق في الضفة يردون عليه بالثناء على مكافحة أبو مازن للارهاب.
    إن الرأي العام في الطرفين قد يئس من احراز اتفاق. ولا سبيل للضغط على الزعماء بالرأي العام لأن الجمهور لم يعد هناك منذ زمن. كان الفلسطينيون سيقضمون أظفارهم هذا الاسبوع لا بسبب جهود كيري السلمية، بل بسبب محمد عساف المطرب من غزة الذي فاز في برنامج ‘نجم مولود’. فقد أخرجهم الشاب الملتف بعلم فلسطين الى شوارع رام الله وشوارع غزة، لاحتفال نصر كامل من دون عدو تجب مصافحته، ومن دون مصالحات ومن دون تنازلات، فحينما لا يوجد في الأفق حل واقعي يكتفون بمثل هذه البرامج. ويُخيل إلينا أنهم استطاعوا ان يتعلموا هذا منا فهم مثلنا.




    خمسون مترا عن نتنياهو

    إن بيت حنينا ضاحية حسنة الحال وبرجوازية قدماها في القدس ورأسها وراء جدار الفصل، في رام الله. يسكنها كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية، ورجال اعمال، واطباء وعاملون في مفوضيات اجنبية. ويكشف التجول في شوارعها عن الفرق الكبير بين الشعبين اللذين يعيشان في منطقة بلدية واحدة: فالفيلات كبيرة وأنيقة لكن الشوارع التي بُنيت على طولها مرتجلة وضيقة الى درجة تعريض الحياة للخطر، وهي مليئة بالحفر والعراقيل؛ وعدد منها غير معبدة بالإسفلت، بل برمل وحصى فقط؛ وحاويات مفتوحة نتنة بسبب قمامة لم تتم إزالتها؛ وتم جمع بقايا البناء بجانب الشارع مع اطارات سيارات قديمة وقوارير بلاستيكية فارغة، فلو أن البلدية عالجت حيا ليهود على هذا النحو لثار السكان، لكن بيت حنينا يسكنها فلسطينيون.
    قبل ذلك بأسبوع جاءت قوافل من اعضاء كنيست الى أبو غوش ليخطبوا مُنددين بعمليات ‘شارة الثمن’، لكن لا أحد جاء منهم الى بيت حنينا. ورغم أن بيت حنينا داخل الجدار على مبعدة خمسين مترا عن منعطف بن تسيون نتنياهو، فانها بالنسبة للاسرائيليين وراء جبال الظلام.
    ليس الشارع الذي تمت فيه عملية ‘شارة الثمن’ شارعا: فهو طريق ترابي ينحدر الى الوادي الذي يفصل بيت حنينا عن الحي اليهودي بسغات زئيف. وقد عُلق فوق الوادي جسر الشارع السريع الذي يربط القدس بالأحياء اليهودية والمستوطنات. وتسافر سيارات فوق الجسر بسرعة 100 كم في الساعة مُخلفة وراءها ضجيجا. ويرتفع المجمع التجاري في بسغات زئيف وهو مركز الشراء للحي وظهره الى بيوت الفلسطينيين على مبعدة أقل من 100 متر. ويخرج المحليون من المجمع التجاري والسلال في أيديهم ويصعدون ببطء متجهين الى البيوت وهذا ما يسمى تعايشا.
    وعلى طول الطريق الترابي تقف السيارات التي لم يتم نقلها بعد، فقد ثُقبت اطاراتها بمثاقب: الاطارات الاربعة كلها. وثُقبت 21 سيارة على هذا النحو، ولم يكن يصاحب العملية أية مخاطرة فقد استطاع مُنفذو العملية في دقيقة واحدة أن ينحدروا الى الوادي ويختفوا في الحي اليهودي.
    أغلقت سيارة تجارية كبيرة الشارع وكُتب عليها باللغة العبرية بلون ازرق على أبيض ‘عومر المُخلص’. كان عريض الجسم صامتا رفع السيارات على رافعة وأزال عنها الاطارات التي أُفسدت وركب اطارات جديدة.
    وخرج شاب وسيم يلبس قميصا داخليا من البيت يدعونه محمد النتشة، وكان يتحدث لغة عبرية أساسية. ‘أمي وأبي وعمي وابن عمي كل سياراتهم ذهبت’، قال، ‘في الرابعة والنصف صباحا حينما جئت من العمل كان كل شيء متأخرا’. سألته: أين تعمل، فقال: ‘في نفيه ايلان’ في مطبخ المقصف. ‘نحن هنا منذ 35 سنة’، قال. ‘بنى جدي البيت. لا أفهم لماذا فعلوا هذا، لم نرمِ حجرا قط’. وسألته: هل تذهب الى المجمع التجاري كثيرا؟ ‘كثيرا بيقين’، قال. ‘ولي اصدقاء هناك ايضا’. وأشار بيده الى بسغات زئيف. وجاء العم اسامة النتشة وقال: ‘جئت في الرابعة. أنا أول من رأى. وأيقظت الجميع′. وسألته: ماذا كنت تفعل حتى الرابعة في الصباح؟ قال: ‘عندي سيارة أجرة. هذا عملي’. وجاء محمد من البيت بطبق وعليه كؤوس من العصير البارد. وسألته: ماذا ستفعلون الآن؟ قال: ‘سنضع آلات تصوير. إن شاء الله. وربما نأتي بكلب’.
    نُفذت احدى أقصى العمليات لشباب يهود موجهة على عرب في الخامس عشر من آب/اغسطس في العام الماضي. فقد كان ستة من أبناء عائلة رائدة من نحالين من كبار السن والاولاد يركبون سيارة أجرة بالقرب من مستوطنة بات عاين، ورمى فتيان السيارة بزجاجة حارقة. ونجحت العملية في تلك المرة فوق المتوقع واحترقت سيارة الأجرة وكذلك أبناء العائلة ايضا، ووصل أحدهم الى مستشفى هداسا في وضع خطر جدا، وتم اعتقال ثلاثة فتيان بين الـ12 والـ13 من اعمارهم من سكان المستوطنة. ولم يكن عند المحققين شك في أنهم مذنبون، وبعد وقت قصير أُفرج عنهم واستُقبلوا استقبال الأبطال. وفي كانون الثاني/يناير أعلنت النيابة العامة أنه ‘بعد فحص عميق وأساسي عن مواد الأدلة لم توجد أدلة تُثبت في المستوى المطلوب في القانون الجنائي هوية منفذي الجناية، وعلى ذلك لن تُقدم لائحة اتهام’.

    قانون المساواة في العبء

    إن أحد أكبر انجازات الحكومة المتولية عملها الآن هو قانون المساواة في العبء. لا توجد مساواة في العبء الى الآن، بل إن اقتراح القانون مُعوق بسبب اختلافات في الرأي داخل الحكومة، لكن تجنيد الحريديين قد أُسقط في هذه الاثناء من برنامج العمل العام بما يُريح الصقور من الطرفين. وصاغت عضو الكنيست ميراف ميخائيلي من حزب العمل بديلا عن الخطة المقبولة. إن اقتراحها يثير الغضب لأول وهلة. أما في الثانية فانه يثير الاهتمام ويستدعي نقاشا عاما. إن ميخائيلي تفكر من خارج الصندوق وهذه الميزة تجعلها تختلف عن أكثر الساسة اختلافا أفضل.
    يقول قانون الخدمة الامنية (1986) إن البنات اللاتي يُصرحن بأن الخدمة العسكرية تخالف طبيعة حياتهن الدينية معفيات من التجنيد. وتقترح ميخائيلي منح البنين نفس الامتياز. فمن كان يدرس على نحو متواصل في السنين الثماني التي سبقت موعد التجنيد، في مؤسسة دينية أو حريدية ويجتاز بنجاح امتحانا يعبر عن علم واسع بالتوراة، يستطيع أن يحصل على إعفاء من الخدمة العسكرية.
    إن اقتراحها بسيط من جهة تقنية، ففي كل موضع في القانون تظهر فيه كلمة أنثى يُضاف اليها كلمة ذكر وتكون ‘يُصرح’ الى جانب ‘تُصرح’، و’مرشح’ الى جانب ‘مرشحة’، و’هو’ الى جانب ‘هي’. إن ميخائيلي المعروفة بحرصها على استعمال التأنيث بدل التذكير في اللغة تفعل باقتراحها هذا العكس.
    لكن اقتراحها فيه أكثر من زيادة كلمات، فهي تؤمن بأن ميزته هي في قطع الحبال التي تربط الشباب الحريديين بالمدرسة الدينية.
    ‘إن التهديد بالتجنيد يعطي هيئة المدارس الدينية والحاخامين قوة لسجنهم في المدارس الدينية وإن لم يكونوا معنيين بالدراسة في المدارس الدينية البتة’، تكتب. ‘وسيُمكّن الاعفاء كل شاب حريدي من أن يبت مصيره بنفسه’. وهي ترى ان للاقتراح ميزة اخرى، فهو سيفضي الى تأخير سن الزواج في الوسط الحريدي، فلا يكون عند الحريديين باعث الى ان يصبحوا آباء لاولاد في سن صغيرة جدا.
    وتعتمد ميخائيلي على رأي استشاري أعده الدكتور زئيف بيرر من جامعة تل ابيب، وهو مختص بمسارات اجتماعية في الجيش الاسرائيلي. ‘إن التعديل يُهيئ طريقة قيمية لمواجهة قضية المساواة في العبء مع المعادلة بين الطموح الى إدماج الحريديين في سوق العمل وبين قيم جيش الشعب’، كتب. ‘إن مخطط لجنة بيري مقرون بالزام الحريديين بالخدمة العسكرية بصورة جماعية، والمخطط غير واقعي وغير اخلاقي، لأنه يريد ان يستعمل وسائل إلزام مفرطة للدولة على جمهور ويشارك في نموذج القيم الذي هو في أساس التجنيد الالزامي للجيش، وهنا تعبير سافر عن استبداد الأكثرية… فالرجال المتدينون لا يختلفون عن النساء المتدينات’.
    وبناء على الاستيضاحات التي قامت بها ميخائيلي أصبحت تؤمن بأن 70 في المئة من البنين الحريديين لن يستغلوا الاعفاء وسيُجندون، وهذا تقدير متفائل جدا. وهي تؤمن بأنه في اللحظة التي سيتحرر الشباب فيها من رقابة الحاخامين لن يُصروا على الخدمة العسكرية في وحدات خاصة بهم تشمل إقصاء النساء، بل سيخدمون مع الجميع ومثل الجميع.
    وتحدثت في اقتراح ميخائيلي مع ضابط كبير في هيئة القيادة العامة فقال: ‘أعتقد الشيء نفسه لكن بالعكس. فأنا لا أفهم لماذا يُمكّنون البنات من التصريح. لماذا يجب على ابنتي أن تخدم خدمة كاملة وتستطيع ابنة الجار ان تتجه الى خدمة وطنية أو لا تخدم البتة. لا يوجد فرق من جهة دينية. إن 46 في المئة من البنات يُصرحن ويكذب جزء كبير منهن وهذا هدر لطاقة بشرية نوعية وإهانة للمتدينات اللاتي يخدمن، وقد حان الوقت لوقف هذه الاهانة’.
    وخُيل إلي أن كلامه فيه شيء من الصدق. كان يجب على الجهاز السياسي ان يستغل طلب المساواة في العبء في اصلاح حقيقي لترتيبات التجنيد للجيش. وقد أثرت هنا بتوسع قضية المعاهد التحضيرية قبل الخدمة العسكرية التي يخدم طلابها 14 شهرا فقط. وقد أراد الجيش الاسرائيلي إطالة خدمتهم، لكنه لاقى اعتراض ‘البيت اليهودي’ وهو حزب يتحدث بتوسع عن قلقه على الأخوة، لكنه يهتم قبل كل شيء بابنائه وحاخاميه. واثرت هنا ايضا قضية خدمة اعضاء أنوية الشباب الطلائعيين، فخدمتهم المُقصرة ترتيب قديم جدا، وبقية مما كان قبل زمن طويل في الكيبوتس. وقد زعمت أن المساواة تبدأ في البيت لكن الساسة اهتموا بالحريديين فقط.
    تسعى ميخائيلي الى تحديد مدة الخدمة في الجيش بحسب العمل لا بحسب الجنس أو الوسط أو الاعتقاد الديني أو جماعة الضغط السياسية. وسيفرحون في الجيش الاسرائيلي للاتفاق معها أما في الكنيست فسيكون فرحهم أقل.

    قسم الاستيطان

    لي تسعة اصدقاء في المجلس البلدي يروحم، وقد اجتمعوا مساء يوم الاحد في جلسة سموها جميعا ‘تاريخية’. وبعد تباحث طويل كان بعضه مُرا استقرت آراؤهم على إفراد 500 دونم في الطرف الشمالي من يروحم لانشاء رحمة، وهي بلدة بدوية جديدة، وستكون رحمة البلدة الاولى التي ستُقام في نطاق خطة تنظيم الاستيطان البدوي وفيها 300 عائلة و1200 نسمة.
    ‘الدولة تجر قدميها منذ 65 سنة’، قال في نهاية الجلسة اللواء احتياط دورون الموج رئيس مقر تطبيق الخطة. ‘يعيش اليوم في النقب 200 ألف بدوي وسيصبحون في 2020، 300 ألف، ينتشرون فوق 600 ألف دونم، فاذا لم نتجه الى تسوية فاننا نحكم على دولة اسرائيل بمستقبل أقل صلاحا. إن يروحم لها السبق الى هذا القرار، وإننا نخرج من هنا اليوم مع بشارة’. ‘إن الجالية البدوية تحيط بيروحم من الغرب والشمال والشرق’، قال رئيس المجلس ميخائيل بيتون. ‘ويسيطر البدو على 2000 دونم ويحرثون 20 ألفا اخرى. سنعطي 500 دونم في الطرف الشمالي من منطقتنا البلدية وسنستعيد عشرات آلاف الدونمات التي ستُمكّن يروحم من التطور في المستقبل. وقد التزم جميع البدو الذين يسكنون حولنا بأن يجلوا، وهذا يُمكننا من أن نبني هنا مدينة مع احتياطي من الارض لخمسين سنة أو لمئة سنة’.
    وارتاب ايلان المقيس من المعارضة ببيتون أنه يريد ان يُدخل البدو في سجل ناخبي يروحم، وأنه سيحصل في الانتخابات القادمة على اصواتهم. واعترض موتي أبيتسرور على الموقع لأنه سيجعل من الصعب تطوير البلدتين في المستقبل. ومن المثير للعناية أن نقارن بين مجلس يروحم وكتلة الليكود في الكنيست. لم يكفر أحد في يروحم بحق البدو في ان يعيشوا في بلدة معترف بها وبلدة ثابتة، ولم يكن الامر كذلك في كتلة الليكود.
    أُثيرت خطة التسوية للنقاش في الكتلة الحزبية في الاسبوع الماضي فطلب زئيف إلكين وأوفير ايكونيس وميري ريغف الى الحكومة أن تتراجع عن التسوية. ‘اذا كان البدو يعارضون واعضاء الكنيست العرب يصنعون فوضى فلا سبب يدعو الى ان ندفع ما وافق بني بيغن على دفعه’، قال إلكين في النقاش. وهاجمه روبي ريفلين فقال: ‘ليس هذا اقتراحا خاصا من بني بيغن بل هو التزام الحكومة لمواطنيها’. واتفق نتنياهو هذه المرة مع ريفلين.
    إن عودة زنون ابن الثامنة والخمسين وهو رئيس هيئة المستوطنين البدو، وقد خدم قصاص أثر في الجيش الاسرائيلي ثلاثين سنة. وسألته ألم تضغط عليه جهات سياسية في الوسط العربي ليتراجع عن الاتفاق فقال: ‘لسنا متصلين بأحد لأننا اذا أصغينا الى الساسة فلن نحصل على شيء آخر الامر. ولا تؤثر الحركة الاسلامية فينا ايضا. لا يعنينا ما يقولونه حولنا بل تعنينا حاجاتنا. ‘استقر رأينا منذ البداية على التوجه الى اتفاق فهذا هو الطريق الصحيح. وسنحصل على 1500 دونم من رمات هنيغف، تضاف الى الـ500 دونم من يروحم. وسنبلغ آخر الامر الى 3 آلاف دونم. وسيحصل كل رب عائلة على 3 دونمات وعلى بيت له وبيت للجيل التالي. وستوجد ايضا اراض زراعية والشيء الأساس انه ستكون عندنا خدمات كما يجب. سيُجند أبنائي للجيش بعد قليل فهم يستحقون بيتا لا خيمة أو كوخ صفيح’.
    وقد وعد زنون اعضاء مجلس يروحم بألا يصوت اصدقاؤه في الانتخابات أبدا. ‘اذا أردتم ألا نصوت في يروحم ولا نؤثر في قراراتكم فلن نفعل. لن يحضر ناسي الى صناديق الاقتراع. وأنتم تعرفون كلمة عودة. إن كلمتي كلمة’.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    الشيخ حمد يسلم قطر لابنه و’يدير محركها’

    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    نضج الاجراء الدراماتي الذي لا يشبهه شيء في العالم العربي من وراء ستار مدة زادت على سنة: فقد حدث تنح طوعي للحاكم، من دون انقلاب عسكري ومن دون محاولة اغتيال، ومن دون طرحه في السجن. وقد أطلع الشيخ حمد بن خليفة، قبل خمسة اشهر، جهات مختلفة في الغرب على السر الكبير لتبديل السلطة في قطر، الذي نقل في اطاره مقاليد الحكم الى ابنه المفضل الشيخ تميم وأبعد ابن عمه ومستشاره المقرب الشيخ حمد بن جاسم رئيس الحكومة ووزير خارجية الامارة.
    ‘عرفوا في جانبكم ايضا’، كشف لي مستشار سياسي كبير في الدوحة، ‘فقد لقي رئيس منظمة ما ذو اختصاص وتقدير ولي العهد أكثر من مرة واحدة كي يستطلع خبره ويسمع أنه لا ينوي ان يدخل في مغامرات خطيرة’.
    أين تمت اللقاءات؟ ‘في موقع آمن يأتي اليه الطرفان بالطائرات. ومرة اخرى أو ربما أكثر من مرة واحدة في الملعب المنزلي ـ في الامارة’.
    ماذا كانت رسالة قطر المركزية؟ ‘للحاكم المتنحي حس دعابة واسلوب كلام تصويري. فقد أشار الى ولي العهد الذي حضر اللقاء وقال: يشبه الأمر أن أنقل سيارتي اليه وأدير محركها من اجله. وتكون السيارة قد أصبحت تعلم الى أين تتجه. لن توجد تغييرات حادة طول المسار’. هل خرج المحاور الاسرائيلي راضيا؟ ‘لا يجوز ان ننسى الاختلافات العميقة بيننا بشأن حماس. فهم عندكم غاضبون من المساعدة التي ننقلها. والامور مُسيطر عليها بالنسبة الينا. ولا يجوز ايضا ان ننسى ان الادارة في قطر لن توافق أبدا على ان يُملوا عليها كيف تسلك’.
    وكان الرئيس اوباما وقادة وزارة الدفاع الامريكية ووكالات الاستخبارات في واشنطن على علم بالاجراء بالطبع، ولم يكن ذلك بالصدفة، فللولايات المتحدة في العُديد في الجزء الصحراوي من الامارة أكبر قاعدة عسكرية لها في الشرق الاوسط. ‘لو كان الحديث عن انقلاب في الحكم يرمي الى إدخال روح الاسلام المقاتلة الى قطر’، يقول لـ’يديعوت احرونوت’ سليمان وهو واحد من مستشاري الحاكم المتنحي المقربين، ‘لأظهر الامريكيون العصبية وبدأوا العمل. فلقطر أهمية استراتيجية عندهم، لأن قاعدة العديد هي عيونهم على ايران. وفي هذه الاثناء يُمكن القطريون الامريكيين من العمل هناك بحرية. فلا يعلم أحد ما الذي يحدث بالضبط في معسكرات التدريب وأي معدات ينقلونها الى الجنود داخل شاحنات محكمة الاغلاق، وما عدد قوات الجيش هناك’. والتزم الحاكم المتنحي ايضا للامريكيين بأن يستمر على مصاحبة ابنه الأمير الجديد بمنزلة ‘مرشد أعلى’.
    لماذا استقر رأيه على أن يتنحى الآن على الخصوص وهو في الواحدة والستين فقط، بعد ان حول قطر من امارة متخلفة غارقة في ديون بلغت مئات ملايين الدولارات الى أغنى دولة في العالم تندس أصابعها عميقا في كل مسيرة سياسية؟ ولم يُجهد الشيخ حمد نفسه في التعليل. لأن خطبة تنحيه في صباح يوم الثلاثاء استمرت أقل من ست دقائق. وقد تحدث الأمير التارك منصبه عن ‘صفحة جديدة في التاريخ’ فقط وعن ‘نقل السلطة الى أيدٍ قادرة’؛ ولم ينبس بكلمة عن السبب الحقيقي للتنحي أو بالثناء على ابن عمه، الذي أُرسل الى المنفى. ‘لو كان الامر متعلقا بالأمير فقط’، طرح إلي المستشار في القصر اشارة ثخينة من دون تفصيل، ‘لبقي سنتين أو ثلاث على الأقل واستمر في اعداد ولي العهد’.

    أنحف وأكثر تعبا

    قبل ثلاثة اسابيع في قاعة الاجتماعات الكبيرة في فندق ‘كارلتون ريتس′ في الدوحة عاصمة الامارة رأيت الأمير حمد من قريب. حينما دخل ليخطب الخطبة الافتتاحية لمنتدى الدوحة الفخم لم يكن من الممكن تجاهل صورته الجديدة: فقد أسقط عن نفسه عشرات كثيرة من الكيلوغرامات وتحدث بصوت متعب. وحتى حينما وبخ اسرائيل وألقى على رئيس الحكومة نتنياهو المسؤولية وحده عن الجمود مع الفلسطينيين، لم يُسمع كلامه لاذعا. وسرت في القاعة اشاعات عن أمراضه فله كلية لا تؤدي عملها بعد ان أُجريت له عمليتا زرع، ومرض سكري شديد يقيد حركاته وضغط دم عال. ‘سترون قريبا جدا’ كما وعدني مستشار كبير في القصر، ‘أنه قبل ان ينتهز شخص ما في القيادة العليا الفرصة ويحاول خطف السلطة، سيرتب الأمير الامر ويجري دما جديدا في القصر’.
    وكان ذلك الشخص وهو رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم يجلس في وسط صف ذوي الفخامة في ذلك المساء. لكنه بخلاف عادته أن يجلس ازاء عدسات التصوير ويفتح فما كبيرا، جمع في نهاية الحفل أطراف عباءته البيضاء الناصعة وانصرف على عجل. إن الشيخ حمد هو الضحية المباشرة لتبديل الحكم. ولم يُر هذا الاسبوع الى جانب الحاكم المتنحي والأمير المتولي للحكم، اللذين وقفا كتفا الى كتف في مراسم نقل السلطة. ‘أفترض’، يقول محمود بهران وهو موظف حكومي في الدوحة، ‘أنهم اهتموا بأن يجدوا له عملا مناسبا. أُخمن ان يقضي أكثر الوقت خارج الامارة في البيوت الفخمة التي يملكها في لندن وباريس ونيويورك’.
    استطعنا ان نطلع على ثروته المفرطة قبل نصف سنة، حينما حاول ان يشتري شقة سكنية في مبنى شقق فخم في الجادة الخامسة في منهاتن، فقد عرض وكيله نصف مليون دولار فوق السعر المطلوب، لكن السكان وفيهم ربة الطبخ مارتا ستيوارت رفضوا استيعاب ‘القطري الذي عنده أربع نساء، وحشد من الحراس و17 ولدا سيقضون مضجع الجيران’.
    وقد تصرف مراسلو ‘الجزيرة’ هذا الاسبوع في حرج وتقلص كنز كلماتهم دفعة واحدة. ‘كل شيء عادي’، قال محمد كريشان المحلل الكبير ومقدم يوميات الأخبار، في إصرار. وردد المراسلون قائلين: ‘كل شيء طبيعي’. وبين ‘العادي’ و’الطبيعي’ اعتُقلت الألسنة.

    ماذا سيقول الجيران؟

    سارعت ايران هذا الاسبوع الى مباركة تبدل الجيلين في الدوحة وأرسلت رسائل تشجيعية عن نيتها تعزيز العلاقات التي فسدت في عهد الأمير السابق. إن آيات الله والحرس الثوري في طهران يصفون حسابا مع قطر، التي تطلب من بشار الاسد أن يترك الحكم في سورية وتهتم ايضا بتسليح المتمردين والانفاق عليهم. وكانت ميساء شقيقة الشيخ تميم تراسل أسماء الاسد زوجة رئيس سورية وتوسلت أن تتدخل في حمام الدم في الدولة، بل عرضت عليها لجوءا سياسيا مع زوجها وأبنائهما. وقُطع التراسل حينما طلبت أسماء قائلة: ‘لا تتدخلي في شؤوننا الداخلية’.
    وتصفي الأسرة المالكة السعودية حسابا مع قطر ايضا، ويدور ذلك في الأساس حول شؤون التكريم وتقاسم أدوار الوساطة في العالم العربي والساحة الفلسطينية. ويرى السعوديون ان طموح القصر في الدوحة ‘الى ادارة العالم من علبة ثقاب صغيرة جدا تصنع الكثير جدا من الضجيج’، يهدد الوزن التقليدي لعشرات الأمراء الشيوخ في الرياض. وسيكون مما يثير الاهتمام ان نرى كيف سيتصرف الملك السعودي ابن الثامنة والثمانين مع الحاكم الجار الذي هو أصغر منه بأكثر من خمسين سنة، ومن المثير ان نعلم ايضا كيف سيؤثر تبدل الجيلين في قطر في الجيل الشاب الغاضب في امارات الخليج. يوجد اجماع بين قطر والسعودية وامارات النفط على أمرين فقط وهما ان ايران خطر، وان بشار الاسد يجب ان يرحل.
    إن الشيخ تميم على علم بالاوضاع المعقدة التي سيواجهها، وقد استمر اعداده للمنصب عشر سنوات، وكان في هذه الفترة يصاحب أباه مثل ظل أخرس في لقاءاته مع زعماء المنطقة، وكان يشارك في قرارات تتعلق بمقدار المساعدة المالية والتبرعات التي حصلت عليها جهات كثيرة، منها قيادة حماس في غزة وقيادة حماس في الخارج، وسلطة مرسي في مصر والادارة في لبنان والسلطة الفلسطينية في رام الله. وعلى مر السنين أُرسل وسطاء من قطر لشراء اراض في القدس. وحينما لم يجادلوا في مقدار الدفع ثار من جانبنا شك في هوية مُرسليهم ورُفضوا.
    يجب على الأمير الجديد ان يحفظ أوراق لعبه قريبة من صدره. في السنة الماضية حينما خطب في منتدى الدوحة تحدث عن ‘الاخفاق الاسرائيلي’ في حل المشكلة الفلسطينية. ‘يجب على الطرفين ان يجلسا الى طاولة التفاوض’، استحث نتنياهو وأبو مازن، ودحرج الكرة فورا الى الملعب الاسرائيلي. ‘للمحتل فقط قدرة على المبادرة. يجب على المحتل ان يُظهر سخاء وان يتوصل الى حل مشرف’. وقال في خطبة تنصيبه حاكما أول أمس: ‘يجب علينا ان نقف الى جانب الشعب الفلسطيني لينال حقوقه المشروعة. إن أساس السلام العادل يوجب انسحابا اسرائيليا من الاراضي التي احتلت في 1967′. إن أباه على يقين من أنه الرجل المناسب في المكان المناسب. فقد قال هذا الاسبوع: ‘لا يوجد أعظم منه خبرة بشؤون المنطقة، فهو يعرف صورة الوضع حتى أدق التفاصيل الصغيرة في كل دولة وكل منظمة. وسيستمر في الطريق الصحيح وادعموه فقط’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    العلاج الدبلوماسي لكيري لم يحقق تقدما


    بقلم:باراك رابيد،عن هآرتس

    مئات من الساعات الدبلوماسية استثمرها وزير الخارجية الامريكي جون كيري في المسألة الاسرائيلية الفلسطينية، منذ بدأ حملته المكوكية بين القدس ورام الله قبل ثلاثة اشهر. في اطار محاولاته كسر الطريق المسدود في المسيرة السلمية التقى كيري سبع مرات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ومع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. أما عدد مكالماته الهاتفية مع الرجلين فقد كفوا في مكتب رئيس الوزراء وفي المقاطعة عن احصائه.
    يمكن أن نشبه جهود كيري بعلاج الازواج، دبلوترافيا (العلاج الدبلوماسي). ولو كان يجبي من نتنياهو وابو مازن أجر ساعة عالم نفس رفيع المستوى، لكان يتعين عليه أن يزيد التقليص في ميزانية الدفاع. في هذه المرحلة يتم العلاج لكل واحد على حدة. كيري مقتنع بان معرفته الشخصية للمعالجين والثقة الكبيرة التي يكناها له ستتيحان له حملهما على الموافقة على الجلوس معا في ذات الغرفة والحديث مرة اخرى الواحد مع الآخر.
    الغالبية المطلقة بين كيري وعباس ونتنياهو تجري ثنائيا. كل لقاء يستغرق بضع ساعات. خليط من المداولات الدبلوماسية وبين احاديث الروح، بين الاتصالات السياسية والتدريب على التمكين الشخصي. كيري يستمع كثيرا، يعطي تعزيزات ايجابية، يحاول تبديد المخاوف واثارة الدوافع.
    كيري يشرح بانه يحاول أن يخلق لدى نتنياهو وعباس احساسا كبيرا قدر الامكان بالثقة بالنسبة للدخول الى المسيرة التي يحاول تحريكها. وهو يعمل على رزمة مبادئ وبوادر طيبة متبادلة تسمح باستئناف المفاوضات. وقال كيري في مؤتمر صحافي في الكويت يوم الاربعاء: ‘اني احاول خلق وضع يشعر فيه الطرفان بانه من المجدي لهما المجيء الى الطاولة. لا تزال حاجة الى بناء الضمانات، ينبغي التغلب على عدم الثقة وينبغي بلورة سلسلة من التفاهمات من اجل الامتناع عن خيبات الامل والاخفاقات الماضية’.
    حتى الان، ، فالطرفان يبديان مرونة جزئية فقط ترمي اساسا الى ارضاء كيري ومنع وضع يلقى فيه الذنب بالفشل عليهما. وسبب ذلك هو أنه بين نتنياهو وعباس تفتح فاها هوة عميقة من الاشتباه والعداء، فالرجلان لا يصدقان كلمة واحدة تخرج من فم احدهما للاخر.
    عباس يرى نتنياهو مخادعا يريد فقط بناء المستوطنات، كسب الوقت وتضليل كل العالم. نتنياهو غير مقتنع بان عباس هو على الاطلاق شريك للسلام. وهو يشتبه بان عباس يتآمر لكي يلقي عليه المسؤولية عن فشل جهود كيري، فقط كي يخرج بعد ذلك في حملة ضد اسرائيل في مؤسسات الامم المتحدة.
    يشعر نتنياهو بانه نجح في اقناع كيري بجدية نواياه، ولكنه محبط من أن الفلسطينيين يرفضون الاقتناع. كل وزراء حكومة نتنياهو مقتنعون هم ايضا بان شيئا ما لديه تحرك. ليس انطلاقا من الايديولوجيا، بل انطلاقا من الخوف. فهو لم يقع في عشق الفلسطينيين ولم يصبح يساريا، ولكنه قلق من التهديدات بمقاطعة دولية وبعقوبات تشل الاقتصاد وتهرب المستثمرين. ‘اسرائيل تريد السلام ولا تريد دولة ثنائية القومية’، قال نتنياهو أمس. ‘ولكننا لن نوهم انفسنا بان الاتفاق مع الفلسطينيين سيصفي التشهيرات منفلتة العقال ضد دولة اليهود’.
    وكان نتنياهو التقى أمس بكيري في وجبة عشاء على مدى ثلاث ساعات، ويا لها من مفارقة، في جناح اسحق رابين في فندق قلعة داود. في الغرفة المجاورة جلست وزيرة العدل تسيبي ليفني والمبعوث المحامي اسحق مولخو مع مستشاري كيري. وبين الحين والاخر كان يدعى واحد منهم لدخول الغرفة، ولكن معظم الحديث جرى هذه المرة ايضا ثنائيا.
    ظهر اليوم يلتقي كيري ابو مازن في عمان قبل دخول السبت سيعود الى القدس للقاء آخر مع نتنياهو. كما ستصل الى عمان اليوم ليفني ومولخو ليلتقيا بكيري قبل اللقاء بينه وبين أبو مازن. خيال كيري ينصب على عقد لقاء على مستوى منخفض بين ليفني ومولخو وبين رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، ولكن في هذه المرحلة لا يبدو أن الامر سيتم. اذا شعر كيري بانه حقق تقدما، فانه سيأتي الى القدس مرة اخرى، في منتهى السبت، ويلتقي مرة اخرى ايضا مع ابو مازن.
    كيري لا يزال متفائلا، تجاه الخارج على الاقل، ويعتقد ان الخاضعين للعلاج لديه جديان. ‘ما كنت لآتي هنا خمس مرات لو لم اكن أؤمن بان هذا ممكن’، شدد هذا الاسبوع. ورغم أن كيري يبث الاحساس بان لديه الصبر فانه هو ايضا يقترب من اللحظة التي يتعين عليه فيها أن يقرر اذا كان سيرفع يديه، يستقيل من مهمة المعالج الدبلوماسي، وينتقل للانشغال بالعلاقات الامريكية المتدهورة مع الصين وروسيا. كيري هو الاخر ينتبه الى ان الرئيس اوباما يشك بفرص نجاحه ويمتنع منذ عدة اسابيع عن منحه اسنادا علنيا.
    هذا الاسبوع تحدث كيري لاول مرة عن تاريخ موعد انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة في نهاية ايلول/سبتمبر. حتى ذلك الحين يتوقع التقدم. اجازة الصيف في الولايات المتحدة، صوم رمضان واعياد تشري العبرية لا تدع كثيرا من الوقت. حتى الان فضل كيري التعامل مع نتنياهو وابو مازن بقفازات من الحرير بدلا من العلاج بالصدمة. يحتمل أن قريبا سيقرر ترك طريقة التعزيزات الايجابية لينتقل الى طريق النبوت.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 304
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-03, 09:38 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 283
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:43 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 282
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:42 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 281
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-04, 10:07 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 280
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-04, 10:06 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •