النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 391

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 391

    اقلام واراء اسرائيلي 391
    15/7/2013

    في هــــــذا الملف


    قطيعة اقتصادية لمنع سفك دماء
    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    خطر المقاطعة الاقتصادية على اسرائيل
    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    اقتراح قانون يحظر التبرع الخارجي الى منظمات حقوق انسان في اسرائيل
    بقلم:عمير فوكس،عن هآرتس

    قد تُشعل منظمات صغيرة حريقا كبيرا
    بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

    عودة الصيف الايراني
    بقلم:باراك رابيد،عن هآرتس

    معضلة الاسد
    بقلم:عمير ربابورت،عن معاريف

    قد يستمر الصدام بين التيارين الرئيسين في مصر القومي والديني
    بقلم:د. دانيال كوهين/‘ باحث في معهد بحوث الامن القومي،عن اسرائيل اليوم





    قطيعة اقتصادية لمنع سفك دماء

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    يجب على من يخشون على مستقبل الدولة حقا ان يؤيدوا الآن قطيعة اقتصادية معها. أهذا تناقض؟ افحصوا عن الخيارات. فالقطيعة هي أخف الضرر وقد تثمر فائدة تاريخية. وهي الخيار الأقل عنفا والأقل سفكا للدم. وستؤلم هي ايضا لكن الخيارات الاخرى أشد إيلاما.
    مع افتراض ان الوضع الراهن لا يمكن ان يستمر الى الأبد يكون هذا هو الخيار الأكثر منطقا لاقناع اسرائيل’بأن تتغير. فقد ثبت نفعه من قبل لأنه أخذ يزداد عدد الاسرائيليين الذين يقلقهم مؤخرا خطر القطيعة. فحينما تُحذر تسيبي ليفني من انتشارها وتدعو الى كسر الجمود السياسي بسببها تبرهن على الحاجة الى استعمالها. وتنضم هي وآخرون بناء على ذلك الى حركة الـ’بي.دي.اس′. فأهلا وسهلا الى النادي.
    لن يأتي التغيير من الداخل وهذا واضح منذ زمن. فما لم يدفع الاسرائيليون ثمنا عن الاحتلال، وما لم يربطوا على الأقل بين النتيجة والسبب فليس عندهم أي باعث على انهائه. لأنه لماذا يكون تل ابيبي عادي قلقا مما يجري بين جنين ورفح؟ هذا بعيد ولا يثير العناية. وما استمر الاستكبار وادعاء كونهم ضحية الشعب المختار والأفضل في العالم والضحية الوحيدة دائما ايضا فان موقف العالم المعلن لن ينجح في تغيير شيء. فهو معادٍ للسامية والعالم كله ضدنا ولا توجد أية مسؤولية لعلاقته بنا. والى ذلك فقد جاء كليف ريتشارد رغم كل شيء. إن الرأي العام الاسرائيلي مقطوع في أكثره عن واقع المناطق والرأي العام العالمي، وهناك من يهتمون بالحفاظ على هذا الانقطاع الخطير. وإن العقول هنا أشد غرقا في المخاوف والقومية من ان تنتبه الى سلب الفلسطينيين والعرب انسانيتهم ونسبتهم الى الشيطان.
    سيأتي التغيير من الخارج فقط. لا يريد أحد مع الموقع أدناه بالطبع دائرة فظيعة اخرى من سفك الدم. إن انتفاضة شعبية فلسطينية غير عنيفة هي خيار، لكن يُشك في ان تحدث قريبا. فبقي الضغط السياسي من الولايات المتحدة والقطيعة الاقتصادية من اوروبا. والولايات المتحدة لن تضغط.
    لأنه اذا لم يفعل نظام باراك اوباما ذلك فلن تفعله أية ادارة اخرى. فبقيت اوروبا. وقد قالت ليفني إن خطابها أصبح ايديولوجيا، وهي تعرف ما الذي تقوله. وقالت ايضا إن القطيعة لن تقف عند المنتوجات من المستوطنات، ولا يوجد ما يدعو الى ان تقف عندها.
    فالفصل بين منتوجات الاحتلال ومنتوجات اسرائيل أمر متكلف: فليس المستوطنون هم المذنبين الرئيسين بل من يرعى مشروعهم. واسرائيل كلها تستثمر في مشروع الاستيطان ولهذا يجب عليها كلها ان تتحمل المسؤولية عنه وان تدفع ثمنه. ولا يوجد من هم غير مصابين بالاحتلال حتى اولئك الذين يوهمون أنهم يصرفون أعينهم عنه ويُبعدون أقدامهم منه. كلنا مستوطنون.
    أثبتت القطيعة الاقتصادية جدواها في جنوب افريقيا. وقد حُسم الامر حينما جاءت جماعة الاعمال في دولة الفصل العنصري الى ساستها وقالت لهم انه لا يمكن الاستمرار على هذه الحال. وقد أسهمت الهبة الشعبية وعظمة نلسون مانديلا وفريدريك دي كلارك، والقطيعة الرياضية والعزلة السياسية في سقوط نظام الشر، لكن جماعة الاعمال هي التي أعطت النغمة.
    ويمكن ان يحدث هذا هنا ايضا، فاقتصاد اسرائيل لن يصمد أمام القطيعة. صحيح انه سيزيد في البدء إظهار شعور الضحية والتمايز والشعور القومي، لكن ذلك لن يطول. وقد يفضي الى اليقظة الكبرى. فحينما تأتي جماعة الاعمال الى الحكومة ستصغي الحكومة وربما تفعل ايضا، وحينما يكون الضرر في جيب كل مواطن سيسأل عدد أكبر من الاسرائيليين أنفسهم ربما لأول مرة: علامَ ولمَ؟.
    من الصعب والمؤلم ومن غير الممكن تقريبا ان تكون اسرائيليا يعيش ايامه كلها في اسرائيل ولا يقطع معها ولا يخطر بباله ان يهاجر منها ويشعر بأنه موصول بها من أعماق نفسه وان يدعو مع ذلك الى قطيعة معها. لم أفعل ذلك قط. وقد تفهمت بواعث القطيعة وسوّغتها لكنني لم أدعُ الآخرين قط الى استعمالها. لكن حينما تدخل اسرائيل فصل جمود عميق آخر سياسي وفكري تثور الدعوة الى القطيعة مثل شيء يوجبه الواقع، وباعتبارها آخر بلاغ لصاحب الشعور الوطني.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



    خطر المقاطعة الاقتصادية على اسرائيل

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    المخاوف من مقاطعة اقتصادية دولية على اسرائيل آخذة في التزايد. وزيرة العدل تسيبي ليفني، المسؤولة عن المفاوضات مع الفلسطينيين، حذرت في بداية الشهر من انه اذا لم يحصل تقدم سياسي، فان المقاطعة الاوروبية للبضائع الاسرائيلية لن تتوقف عند المستوطنات، وستصل الى اسرائيل بأسرها. ففي محاضرة في ندوة لمكتب مدققي الحسابات في ايلات، قالت ليفني ان الخطاب الاوروبي يصبح خطابا ايديولوجيا في المواضيع الاقتصادية ايضا، ولهذا تشتد الدعوة الى فرض المقاطعة على اسرائيل. ‘صحيح أن هذا سيبدأ بالمستوطنات، ولكن مشكلتهم هي مع اسرائيل، التي ينظر اليها كدولة استعمارية، ولهذا فانه لن يتوقف عند المستوطنات، بل سيصل الى اسرائيل بأسرها’.
    وأفاد يوسي فيرتر أول أمس في ‘هآرتس′ بانه وصل مؤخرا نبأ مقلق الى الوزارات ذات الصلة في الحكومة: بنوك كبرى في اوروبا، ينتشر نشاطها في كل العالم، فحصت امكانية منع منح القروض لشركات اسرائيلية لها صلة تجارية او اقتصادية مع المناطق المحتلة. وحسب النبأ، فان لجان الاستثمار في هذه البنوك فكرت بتوصية البنوك بمنع منح قروض او مساعدة ما لشركات اسرائيلية تنتج، تبني أو تتاجر في المناطق، والبنوك التي تمنح قروض السكن أو القروض لبناء الشقق والمنازل في المناطق ومشتريها. ومع أن التوصية رفضت حاليا، بعد حملة ضغط اسرائيلية على خلفية محادثات جون كيري في المنطقة، الا انها تحوم فوق رأس اسرائيل. لا يمكن الاستخفاف بشدة هذه المخاطر على الاقتصاد الاسرائيلي. فمقاطعة اوروبية لكل من له صلة ما بمناطق الاحتلال ستكون مقاطعة اقتصادية واسعة جدا. وتحذر ليفني من أنها ستنتشر الى ما هو أكثر من ذلك بكثير. ومنذ الان، نجحت حركة BDS التي تعمل في العالم من أجل المقاطعة، في أن تسجل لنفسها غير قليل من الانجازات. وبالتالي فان اسرائيل تقف امام ساعة الحقيقة:
    هل هي مستعدة لان تدفع ثمنا اقتصاديا جسيما لقاء استمرار الاحتلال ومراوحتها السياسية في المكان. هل هي مستعدة لان تدفع ثمن رفض الحكومة العمل على اقامة دولة فلسطينية، مثلما تعهد رئيس الوزراء منذ ولايته السابقة، في شكل الاثار الاقتصادية للمقاطعة التي تقف على الابواب.
    ان الحاجة الى سياسة جديدة، جريئة ومصممة لا تنبع فقط من الخطر الاقتصادي المحدق. فالثمن السياسي والاخلاقي الذي تدفعه اسرائيل على استمرار الاحتلال صعب بما فيه الكفاية. ولكن الان، حين تتجه اوروبا الى تشديد سياستها الاقتصادية، فان الثمن الذي ستدفعه اسرائيل يصبح حقيقيا وملموسا. الاستنتاج هو واحد: استعداد حقيقي لانهاء الاحتلال والوصول الى تسوية، قبل وقوع ما لا يحمد عقباه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    اقتراح قانون يحظر التبرع الخارجي الى منظمات حقوق انسان في اسرائيل

    بقلم:عمير فوكس،عن هآرتس

    بعد ان ماتت في الكنيست السابقة، بصوت خافت ضعيف، اقتراحات القانون من عضوي الكنيست أوفير ايكونيس وباينه كرشنباوم، اللذين أرادا المس بتمويل منظمات حقوق الانسان، يريد عضوا الكنيست إييلت شكيد وروبرت إلتوف احياءها باقتراح قانون الجمعيات الذي قُدم في الاسبوع الماضي يصاحبه اعلان لوسائل الاعلام عنوانه ‘قانون الجمعيات يعود بصيغة اكثر ليونة’.
    يحظر اقتراح القانون بصيغته ‘المُلينة’ على جمعية ان تحصل على تبرعات تزيد على 20 ألف شيكل من ‘كيان سياسي اجنبي’، اذا كانت الجمعية مصابة إما بأهدافها وإما بأفعالها، أو بأفعال بعض اعضائها أو مديريها أو موظفيها على نحو صريح أو ضمني بواحد من الاشياء التالية: الدعوة الى محاكمة جنود الجيش الاسرائيلي أمام محاكم دولية؛ والدعوة الى قطيعة مع اسرائيل أو مع مواطنيها؛ ورفض وجود الدولة باعتبارها دولة يهودية وديمقراطية؛ والتحريض على العنصرية وتأييد الكفاح المسلح على اسرائيل. ومن المعلوم ان هذين الهدفين الاخيرين غير قانونيين أصلا، والجمعيات التي تعمل من اجلهما حكمها ان تُنقض عُراها. إن الهدف الحقيقي لاقتراح القانون هو اسكات جمعيات لا تعجب السلطة، وذلك بالمس بجمعيات يمكن ان تُنسب اليها الاهداف الثلاثة الاولى ـ التي من المهم ان نؤكد أنها قانونية تماما (الى الآن). ولهذا سيضر تبني اقتراح القانون ضررا شديدا بحرية التعبير وتشكيل منظمات في اسرائيل. وكما كتب في حينه المستشار القانوني للحكومة الذي أعلن بأنه سيرفض الدفاع عن اقتراح قانون ايكونيس وكرشنباوم في المحكمة العليا ‘إن اسكات نشاط يتم بحسب القانون لا يمكن ان يكون هدفا مشروعا’.
    من المعلوم انه حينما يكون الحديث عن نشاط ‘صريح أو ضمني’، فان اثارة دعاوى أو الاتيان بأدلة (حقيقية) تتهم جنود الجيش الاسرائيلي بجرائم حرب يمكن أن يُفسرا بأنهما ‘دعوة الى محاكمة جنود الجيش الاسرائيلي أمام محاكم دولية’.
    والدعوة الى القطيعة مع المستوطنات ايضا يمكن ان تُفسر (كما يجري في اطار ‘قانون القطيعة’) بأنها قطيعة مع مواطني اسرائيل؛ ومعلوم ان كل جمعية تريد المس بالطابع ‘اليهودي’ للدولة سواء عن أجندة علمانية أو عن أجندة ‘دولة كل مواطنيها’ يمكن ان يُفسر ذلك منها بأنه رفض لـ’وجود الدولة بصفة دولة يهودية وديمقراطية’.
    والى ذلك، وفي اطار ‘تليين’ القانون، أُدخل الشرط الذي يطرح على الجمعية ‘خطايا’ كل اعضائها والعاملين فيها. لأنه اذا كانت النظرة في اقتراح القانون السابق الى الجمعيات على اعتبار أنها هيئات جامعة فانه يكفي هذه المرة ان يوجد ‘بعض اعضائها أو مديريها أو موظفيها’ ممن تناقض افعالهم صراحة أو ضمنا توجيهات شرطة الافكار. ويصعب ان نبالغ في درجة دحض الاقتراح في صيغته هذه التي تدعو الى اجراء اعمال تعقب وقوائم سوداء لناشطين ومتظاهرين واكاديميين وكُتاب مقالات لا يعجبون السلطة من اجل إدانة الجمعيات التي يعملون فيها على أثر ذلك.
    والتعليل في أمر ‘التدخل الدبلوماسي’ غير مقنع البتة. فلا يوجد أي داع الى التفريق بين تبرعات مصدرها دول أو منظمات دولية وتبرعات مصدرها جهات خاصة.
    فلماذا تكون تبرعات مصدرها دول يشتبه بتدخلها السياسي في شؤون اسرائيل الداخلية مرفوضة، في حين تكون تبرعات من منظمات دينية تعمل من دول اجنبية، أو تبرعات من أرباب مال مشروعة؟ معلوم ان التوجه هو مكافحة تبرعات تصل الى جهة واحدة من المتراس السياسي.
    اذا أُجيز الاقتراح، لا سمح الله، فستدخل اسرائيل في قائمة جليلة تشتمل على دول كروسيا وفنزويلا يوجد فيها حظر كهذا على تبرعات لمنظمات حقوق انسان. وسيخدم الاقتراح فقط المُشهرين بسمعة اسرائيل في العالم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    قد تُشعل منظمات صغيرة حريقا كبيرا

    بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

    أخذ يتبين أكثر فأكثر ان اسرائيل ستواجه في السنوات القريبة تحديات أمنية تختلف تمام الاختلاف عن تلك التي اعتادت عليها في العقود الماضية. وفي الوقت الذي ما زالت فيه قيادتها تحذر من الخطر الذري الايراني، وتُلتقط لها صور في تدريبات ألوية في هضبة الجولان وكأن صداما عسكريا كحرب يوم الغفران يوشك ان ينشب هناك قريبا. يبدو ان الخطر المباشر الذي تحتاج اسرائيل الى مواجهته يكمن في تأثيرات الزعزعة في العالم العربي في الوضع على الحدود.
    إن كرامة التهديد الايراني محفوظة. وقد وصف وزير شؤون كل شيء ولا شيء، يوفال شتاينيتس هذا الاسبوع في خطبة معلنة، المشروع الذري الايراني بأنه أخطر من المشروع الذري الكوري الشمالي بأربعين مرة. لكن احتمال ان تخرج اسرائيل لتهاجم بؤبؤ أعين آيات الله في السنة الحالية يبدو ضئيلا جدا الآن، ازاء موقف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وانتخاب حسن روحاني المعتدل نسبيا لرئاسة ايران. ويبدو الآن ان القرار الحاسم الاسرائيلي سيؤجل الى 2014، وانه اذا حصل في نهاية الامر تصالح بين ايران والقوى الست الكبرى مهما يكن اشكاليا فان اسرائيل سترغم على قبوله.
    وقد اختفى التهديد العسكري التقليدي كما يبدو من الأفق في السنوات القريبة، كما تثبت كل جولة على طول الجدار الحدودي في هضبة الجولان. فقد خلت معسكرات الدبابات السورية في الجولان في أكثرها ووجهت فوهات المدافع والدبابات الى الشرق لقمع التمرد الشعبي على سلطة الرئيس بشار الاسد. والجيش السوري مُجرح مضروب بسبب الحرب الطويلة مع المتمردين. وستمر سنوات الى ان ينجح في ان يبني من جديد قدرة ملائمة لمواجهة عسكرية مباشرة مع اسرائيل. وطوي تهديد الجبهة الشرقية فرق مددعراقية تأتي لمساعدة السوريين قبل عشر سنوات مع سقوط نظام صدام حسين وغرق العراق في حربه الاهلية الخاصة.
    وتمثل مصر خطرا محتملا من نوع آخر، فلها جيش حديث نسبيا يعتمد على نظريات قتال وسلاح من الولايات المتحدة (بدلا من المعدات السوفييتية التي بدأت بها الحرب الاخيرة على اسرائيل في 1973). لكن اتفاق السلام قائم على حاله. ويمكن الى الآن ان نخط سيناريو مستقبل متطرفا يحث فيه عدم وجود مخرج من الازمة الداخلية السلطة المصرية (إما الحالية وإما التي تليها) على محاولة صرف عداوة الشعب عنها الى اسرائيل. ولا يبدو هذا الآن احتمالا واقعيا، هذا الى ان المصريين متعلقون جدا بالمساعدة الامنية الامريكية التي ستقطع فورا ازاء كل مظهر عدائي عملي موجه على اسرائيل.
    لهذا ينصرف معظم اهتمام الجيش الاسرائيلي الآن الى الوضع على الحدود والى خطر ان تفضي واقعة محددة تبادر اليها احدى المنظمات المسلحة التي تعمل هناك الى تدهور ينتهي الى حريق أوسع، أو ربما (في ظروف متطرفة) الى مواجهة عسكرية اقليمية.
    وتتعلق المشكلة المباشرة بالاستعداد على الحدود ولهذا يغير الجيش الاسرائيلي نشر مقار قياداته في الجولان بعد ان انشأ قبل ذلك لواء ميدانيا جديدا على حدود مصر. وينشر الجيش ايضا قوات ذات نوعية أعلى ويبني جدرانا جديدة ويركب وسائل تجميع معلومات استخبارية. لكن يجب على الجيش الاسرائيلي ان يفكر في المرحلة التالية ايضا، وهي كيف ينذر وكيف يحبط عمليات عدو ليس دولة من الجانب الآخر للحدود. وكيف يستعدون لخطر ان تتعقد مواجهة محلية كهذه فتفضي آخر الامر الى هجوم بآلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية على الجبهة الاسرائيلية الداخلية، التي لم تجرب الى اليوم ضربة بهذه القوة.
    كان الاسبوع وبعض الاسبوع الاخير أو كل فترة موازية في الحقيقة منذ مطلع السنة الحالية قد قدمت أمثلة شتى على صيرورة الواقع الاقليمي الجديد. بعد الانقلاب العسكري في مصر فورا بدأ هجوم ارهابي من خلايا اسلامية من القبائل البدوية في سيناء على قواعد الجيش ومراكز الشرطة. وفي يوم الخميس الماضي في ساعات الليل أطلقت قذيفة صاروخية ايضا من سيناء على ايلات وقعت في منطقة مفتوحة بالقرب من المدينة.
    وفي الليلة نفسها وقع هجوم غامض على المدينة الساحلية اللاذقية في شمال سورية. وزعمت مواقع انترنت مقربة من المعارضة السورية بعد بضعة ايام انه كان عملية اسرائيلية دُمرت فيها صواريخ يخونت من انتاج روسيا. وهي صواريخ ساحل ـ بحر دقيقة أعلنت اسرائيل من قبل انها ترى نقلها من سورية الى حزب الله تجاوزا لخط احمر عليها ان تواجهه. وامتنعوا في اسرائيل عن الرد على الانباء المنشورة في لبنان. وفي يوم الجمعة قالت جهات امريكية لشبكة سي.ان.ان إن اسرائيل تقف وراء الهجوم على اللاذقية.
    في فجر يوم الثلاثاء وقعت سلسلة اعمال تفجير في دمشق يبدو انه قامت بها المعارضة السورية. وحدث بعد بضع ساعات تفجير آخر في قلب الضاحية هذه المرة في بيروت. فجرح عشرات الاشخاص بانفجار سيارة مفخخة وبهجوم متعمد على مركز منطقة حكم حزب الله. وينسب هذا الهجوم ايضا الى منظمات سنية من لبنان أو ربما من سورية أرادت المس بالمنظمة الشيعية انتقاما لمشاركتها في المذبحة التي تنفذها سلطة الاسد في معارضيه في سورية. وفي ذلك الوقت كله استمر القتال ايضا بين البدو والجيش المصري في سيناء وتمت تظاهرات جماعية مصحوبة بمواجهات عنيفة وبقتل في القاهرة والاسكندرية ومدن مصر الساحلية.
    إن صلة اسرائيل في ظاهر الامر بسلسلة الاحداث الطويلة في المنطقة هامشية. وفي واقعة واحدة فقط هي الهجوم على اللاذقية وجه الاتهام مباشرة اليها وانتقلت وسائل الاعلام الدولية الى عملها المعتاد عن ذلك بازاء الدراما الكبيرة في مصر. لكن يجدر ألا نكتم احتمال الخطر: ففي سيناء والجولان وفي لبنان ايضا بقدر ما توجد في الجانب الآخر من الحدود دول فاشلة لا تنجح في تغليب النظام على الوضع.
    ويترك فشلها الميدان لمنظمات ليست دولا (حزب الله في لبنان ومنظمات اسلامية متأثرة بالقاعدة في سيناء والجولان). ان هذه المنظمات تحصر عنايتها الآن في الحقيقة في صراعات عربية داخلية لكنها مدججة بالاسلحة ومعادية لاسرائيل. والمسافة بين حادثة محددة وتصعيد واسع ليست بعيدة وإن لم تقطع الى الآن ايضا. وقد ذكروا في الجيش الاسرائيلي في هذا الاسبوع الواقعة في بيروت التي لم تكن اسرائيل مشاركة فيها. ولو اتهم حزب الله اسرائيل بتفجير السيارة فلربما وزنت المنظمة اطلاق قذائف صاروخية على اسرائيل.
    نُقش القليل جدا من كل هذا كما يبدو في وعي المواطن الاسرائيلي وقد يكون هذا حسنا. وفي هذه السنة يتزايد التنافر بين احتمال التهديد الذي أخذ يتشكل والهدوء النسبي الذي أحدثه الانقطاع الطويل للارهاب الفلسطيني. وقد نسيت صواريخ الفجر من غزة التي وقعت في غوش دان في تشرين الثاني/نوفمبر الاخير منذ زمن، والحوادث في الجولان أقل من ان تؤثر في المزاج العام للمواطنين. وينحصر برنامج العمل العام في قضايا اقتصادية واجتماعية وأصبح أصعب على الجيش ان يُبين ما الذي يحتاج اليه بازاء الظروف الجديدة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



    عودة الصيف الايراني

    بقلم:باراك رابيد،عن هآرتس

    منذ انتصار حسن روحاني في انتخابات الرئاسة الايرانية، نقل الشهر الماضي مسؤولون كبار في إدارة اوباما سلسلة من رسائل التهدئة لاسرائيل بشأن المحادثات المتوقع استئنافها في بداية ايلول/سبتمبر مع النظام في طهران. وقال موظفون امريكيون كبار يعنون بالمسألة الايرانية لـ’هآرتس′ انه في محادثات مع نظرائهم من مكتب رئيس الوزراء في القدس أوضحت الولايات المتحدة، انه رغم حقيقة أنها ترى في انتصار روحاني تطورا ايجابيا، الا ان الايرانيين لن يحظوا بتنازلات من القوى العظمى قبل أن يتخذوا هم خطوات مسبقة بأنفسهم.
    ‘الاسرائيليون يخشون من أنه لان روحاني يبدو أكثر وديا للغرب، سيقل الضغط على ايران’، قال المسؤولون الامريكيون. ‘ الخوف مشروع ولكن قلنا للاسرائيليين بان في نيتنا فحص الايرانيين حسب افعالهم وليس حسب اقوالهم’. وأشار الموظفون الكبار الى ان الولايات المتحدة أوضحت لاسرائيل بانه ليس في نيتها تخفيف الضغط على طهران، بل على العكس زيادته. والدليل هو أنه في بداية تموز/يوليو دخلت حيز التنفيذ عقوبات امريكية جديدة على التجارة بالريال الايراني.
    وحسب أقوالهم، فان العقوبات الشديدة ألحقت ضررا جسيما بالاقتصاد الايراني وساهمت في نتائج الانتخابات وانتصار روحاني. وقال الموظفون ان ‘الشعب الايراني صوت على الاقتصاد ورفض الوضع الراهن. العقوبات هي وسيلة لدفع ايران الى المرونة في المفاوضات واتخاذ الخطوات اللازمة في موضوع البرنامج النووي. ينبغي أيضا أن نرى اذا كان روحاني جديا أم لا، ونحن نأمل ان يكون في حالة ضغط لتنفيذ وعوده الانتخابية’. وأوضح الموظفون انه رغم انتصار روحاني ‘لن يكون هناك تخفيف للعقوبات من دون أعمال ايرانية لتجميد تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المئة’.
    فور انتصار روحاني في الانتخابات في 15 حزيران/يونيو، نشرت في الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا والمانيا بيانات ايجابية نسبية، هنأت الشعب الايراني بالنتائج وأعربت عن الرغبة في استئناف المحادثات مع ايران. وأعلنت الولايات المتحدة أنها معنية بالشروع في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الجديدة في طهران.
    وبينما في الغرب استمدوا التشجيع من أن 51 في المئة من الايرانيين صوتوا للمرشح الذي لم يحظ بتأييد الزعيم الاعلى علي خامنئي، فان نتنياهو يرى في ذلك أنباء غير سارة. فرئيس الوزراء الذي فوجئ من النتائج يرى فيها تهديدا حقيقيا على الضغط الدولي الذي تبلور ضد ايران في السنوات الاخيرة.
    وكان البيان الذي نشرته حكومة اسرائيل يعكس ذلك. فبينما رغبت وزارة الخارجية في الانتظار وعدم نشر التعقيب الا بعد فحص بيانات الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية، طلب نتنياهو اصدار بيان مبكر قدر الامكان وبصيغة حادة على نحو خاص. واشار موظف اسرائيلي كبير الى أن الاجواء في مكتب نتنياهو كانت تقترب في تلك اللحظات من الهستيريا.
    لقد كان الموضوع الايراني درة التاج في أجندة نتنياهو منذ الازل وبقوة أكبر في الانتخابات الاخيرة. وكان رد فعل نتنياهو على انتصار روحاني سلبيا لدرجة أن بعض المحافل في الساحة السياسية تفكهت بالقول انه اذا ما أعلنت ايران غدا عن تنازلها عن البرنامج النووي والتخلي عن الارهاب، سيعلن رئيس الوزراء الحداد، ويلبس السواد ويعفر رأسه بالتراب.
    اما في مكتب رئيس الوزراء فقد كانوا يعرفون انه في أعقاب انتصار روحاني، تعتزم القوى العظمى الشروع في مساعي دبلوماسية متجددة حيال ايران. واشار موظف اسرائيلي كبير الى أن نتنياهو ومستشاريه لا يرفضون امكانية ان يكون جزءا من الخطوة فتح قناة محادثات مباشرة بين البيت الابيض وطهران. وكان هذا التقدير في خلفية سلسلة المشاورات التي جرت في الاسابيع الاخيرة بين واشنطن والقدس. وكان يعقوب عميدرور مستشار الامن القومي هو الذي أدار المحادثات مع الامريكيين.
    الامريكيون معنيون جدا بفتح حوار مباشر مع ايران، كجزء من المحادثات مع القوى العظمى الست او بالتوازي. واشار الموظفون الامريكيون الكبار الى أنه في السنتين الاخيرتين اطلقت رسائل كهذه للايرانيين بكل وسيلة ممكنة علنا وفي قنوات سرية. وقالت رئيسة الفريق الامريكي المفاوض وندي شيرمن ذلك مباشرة لنظيرها الايراني سعيد جليلي في احدى جولات المحادثات الاخيرة.
    ويرفض الايرانيون حتى الان فتح حوار مباشر مع الولايات المتحدة. في جولة المحادثات الاخيرة في كازاخستان في شهر نيسان/ابريل حاول الايرانيون وضع اصبع في عين الامريكيين، حين التقوا بشكل منفصل مع القوى العظمى باستثناء المندوبين من الولايات المتحدة. وقال الموظفون الامريكيون الكبار:’اننا لن نطارد الايرانيين. فهم يعرفون موقفنا جيدا واذا ارادوا فسيسرنا اللقاء بهم’.
    هذا وينعقد في يوم الثلاثاء في مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل اجتماع لدبلوماسيين كبار من القوى العظمى الست التي تدير المفاوضات مع ايران على البرنامج النووي. وستترأس الاجتماع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون ومستشارتها الكبيرة هيلغا شميت، اللتان تديران الاتصالات مع الايرانيين عن القوى العظمى.
    ويسود في اوساط القوى العظمى الست تفاؤل حذر من امكانية التقدم في المحادثات مع ايران في اعقاب نتائج الانتخابات للرئاسة. وتشجعهم تصريحات روحاني في اثناء حملة الانتخابات في أن على ايران ان تحسن علاقاتها مع الغرب وتعمل على رفع العقوبات الدولية. ومع ذلك فالزعيم الاعلى لايران علي خامنئي هو المرجعية الحصرية بالنسبة للبرنامج النووي.
    وعرضت اسرائيل في المحادثات مع الامريكيين وكذا مع الاوروبيين موقفا متصلبا وغير متنازل في المفاوضات مع ايران. فرئيس الوزراء نتنياهو يطلب أن يتوقف الايرانيون تماما عن كل تخصيب لليورانيوم سواء الى مستوى 3.5 في المئة ام الى مستوى متوسط لـ20 في المئة. كما أنه يطالب بان يخرجوا المادة النووية من الدولة ويغلقوا المنشأة النووية التحت ارضية في فوردو.
    اما موقف الدول العظمى الست فأكثر مرونة بكثير. فالاقتراح الاخير الذي نقل الى ايران يقول انه يجب تجميد التخصيب الى مستوى 20 في المئة فقط، وقف النشاط في المنشأة في فوردو حتى تفكيكها وابقاء كمية معينة من اليورانيوم المخصب في ايران للاستخدام كوقود نووية لمفاعل البحث في طهران.
    ويتضمن الاقتراح الغربي تشديد الرقابة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية على المنشآت النووية الايرانية. وطلبت القوى العظمى تقليص الفترات الزمنية بين كل زيارة للمراقبين واخرى وذلك منعا للايرانيين من التقدم في البرنامج النووي من دون أن تكتشفهم الوكالة.
    وبالمقابل، وافقت القوى العظمى على تسهيلات في العقوبات المفروضة على ايران والتعهد بتعليق فرض عقوبات جديدة. ولم توافق القوى العظمى على الغاء حظر النفط الذي فرضه الاتحاد الاوروبي، ولكنها أعربت عن استعدادها للتخفيف من العقوبات المتعلقة بتجارة الذهب والمنتجات البتروكيميائية وكذا التسهيل في بعض العقوبات على البنوك الايرانية. وحتى اليوم لم يرد الايرانيون على العرض، وأشار موظفون امريكيون الى انه اذا أعطى الايرانيون جوابا جديا ومهما، فستكون هذه اشارة ايجابية.
    ومنذ خطاب نتنياهو في الامم المتحدة عن الخط الاحمر خفف نتنياهو تصريحاته عن امكانية هجوم اسرائيلي احادي الجانب في ايران.
    وأحد أسباب ذلك هو اعطاء فرصة اسرائيلية للعقوبات الدولية بمواصلة التأثير. سبب آخر كان حالة الطقس الشتوية التي تجعل الهجوم في ايران صعبا.
    ومع ذلك، مع حلول الصيف وتحسن حالة الطقس وبقوة اكبر منذ الانتخابات في ايران، عاد نتنياهو الى خطاب التهديدات المبطنة بالهجوم على ايران. وفي الاسابيع القريبة، مع استئناف المفاوضات مع طهران يعتزم نتنياهو تشديد وتيرة تصريحاته في هذا الموضوع. ومنذ اليوم سيعطي مقابلة في هذا الموضوع مع شبكة ‘سي.بي.اس′ الامريكية.
    ورغم تصريحات نتنياهو العديدة حول الذراع الطويلة لاسرائيل، فان الاحاديث مع المسؤولين في الادارة الامريكية الاسبوع الماضي تبين أن في واشنطن لا يوجد اليوم تخوف كبير من أن ينطلق نتنياهو في عملية عسكرية من دون تنسيق مع الولايات المتحدة. واشار موظفون امريكيون كبار الى أن الاتصالات بين واشنطن والقدس في الموضوع الايراني توثقت جدا منذ زيارة اوباما الى اسرائيل في شهر اذار/مارس وتقلصت الفجوات بين الطرفين.
    وقال موظف امريكي كبير ان ‘كل الخيارات بقيت على الطاولة. هذا موضوع أمن قومي بالنسبة لنا ونحن نتعامل مع ذلك بناء على هذا الوضع. ولكن في هذه الاثناء نعتقد أنه لا تزال توجد نافذة فرص للمفاوضات والحل الدبلوماسي الى جانب تشديد الضغط الاقتصادي على ايران. وقال الرئيس انه لن يسمح لايران بالحصول على سلاح نووي ولهذا سنعمل فقط اذا ما اعتقدنا ان الايرانيين يتحركون في هذا الاتجاه’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    معضلة الاسد

    بقلم:عمير ربابورت،عن معاريف

    ادعاءات محافل امريكية بان اسرائيل تقف خلف سلسلة التفجيرات التي وقعت في اللاذقية ليلة الجمعة قبل نحو اسبوع ونصف الاسبوع، من شأنها أن تضع الرئيس السوري بشار الاسد امام معضلة: فمن جهة كان الاسد قد هدد قبل نحو شهرين بانه لن يتجلد حيال هجوم اسرائيلي. ومن جهة اخرى، فان فتح جبهة مباشرة مع اسرائيل هو آخر ما يحتاجه الان.
    تأتي المنشورات في نهاية الاسبوع بعد تقارير سابقة عن هجمات نسبت لاسرائيل في وسائل الاعلام الاجنبية: هجوم في شهر كانون الثاني/يناير على صواريخ ارض جو SA-17 وهجوم في شهر ايار/مايو على صواريخ ارض ارض دقيقة من طراز ام-600. وحسب منشورات في وسائل الاعلام الاجنبية في نهاية الاسبوع الماضي، كان هدف الهجوم مخزون من صواريخ ياخونت من انتاج روسي، نقلت الى سورية وقد تصل الى حزب الله. وهذه صواريخ شاطئ بحر ذات دقة موضوعية، حتى على مسافة 300كم. ومن شأن مثل هذه الصواريخ أن تشل الحركة البحرية لاسرائيل وتجعل نشاط سلاح البحرية صعبا، بل وقد تصيب طوافات التنقيب البحرية. وترافقت التفجيرات يوم الجمعة الماضي مع تقارير قالت ان الثوار كانوا ضالعين في الهجوم، زعما. في اثناء الاسبوع الماضي ادعت محافل رسمية من الثوار بانه فقط ‘جيش اجنبي’ كان يمكنه ان ينفذ الهجوم. فهل يدور الحديث عن اسرائيل؟ للاسد توجد جملة من الاسباب الوجيهة لعدم تقييد نفسه بمثل هذا الاعلان، حاليا على الاقل.
    وهذا هو السبب الاساس: الاسد لا يزال عالقا حتى ما فوق الرقبة في الحرب الاهلية في سورية. ورغم بعض الزخم الذي راكمه بفضل الانتصار في القصير (بدماء مقاتلي حزب الله)، فان الوضع العام في الحرب الاهلية لا يزال متعادلا الى هذا الحد أو ذاك. ولا يمكن للاسد أن يسمح لنفسه بجبهة مباشرة مع اسرائيل.
    فضلا عن ذلك: السلاح ذو الاهمية الاكبر من ناحية الاسد هو منظومة صواريخ الدفاع الجوي اس 300، الذي طلبها لسورية في أعقاب الهجوم على المفاعل النووي في دير الزور في شباط/فبراير 2008. وهذه منظومة سلاح من شأنها أن تجعل من الصعب على سلاح الجو العمل حتى في سماء اسرائيل. وقد أوضح ناطقون اسرائيليون رسميون بان اسرائيل لن توافق على نصب هذه المنظومات في سورية، ولكن كل الجهود لاقناع الروس بعدم تزويدها باءت بالفشل حتى الان. ويرغب الاسد في الامتناع عن مواجهة مباشرة مع اسرائيل بشكل عام، وبالتأكيد قبل اسابيع من تلقيه صواريخ اس 300 كما يلوح الان. المشكلة في الوضع في الشمال هي ان كل الاطراف تلتزم بتصريحاتها هي نفسها. وسبب الحرب التالية موجود منذ الان. من جانب اسرائيل فانها ستتمسك باستراتيجية عدم السماح بوصول سلاح ذي معنى استراتيجي الى سورية، خشية أن ينتقل الى حزب الله أيضا. بالمقابل، يبدو أن الاسد ونصرالله ايضا لن يتجلدا الى الابد، في ضوء المنشورات في وسائل الاعلام الاجنبية، التي تعزو الهجوم لاسرائيل.
    في واقع متوفر بهذا القدر، فان كل حدث من شـأنه ان يشعل نارا كبرى. وحتى انفجار سيارة مفخخة في ضاحية حزب الله في بيروت، مثلما حصل الاسبوع الماضي، من شأنه أن يعزوه حزب الله لاسرائيل فيرد باتجاه الشمال. في هذه الاثناء كل يوم يمر في هذا الصيف من دون اشتعال الجبهة الشمالية، ليس امرا مفهوما من تلقاء نفسه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    قد يستمر الصدام بين التيارين الرئيسين في مصر القومي والديني

    بقلم:د. دانيال كوهين/‘ باحث في معهد بحوث الامن القومي،عن اسرائيل اليوم

    إن مصر بلد متعب مرهق. وأشعة الفجر التي لفت ميدان التحرير بدفء بداية جديدة خفتت ويجب على مصر الحديثة ان تستمر في بحثها السيزيفي عن الحداثة والهوية والقوة الوطنية. ليست الثورة المفاجئة هي الخطر هنا بل سقوط مصر مرة اخرى في مهد تاريخ خيباتها. كيف سيرد الشعب المصري الذي قد شبع من الايديولوجية، لكنه جرب الاحباط وخيبة الأمل من السياسة ومن الاقتصاد الاقليمي، على ذلك هذه المرة؟ يبدو ان ذلك سيكون بعنف مستمر.
    تعتمد مصر المتهاوية على شعور بهوية قومية مميزة. لكن التصورات الدينية لم تُخل الميدان تماما لافكار وأنماط تفكير قومية عصرية. فهذه وتلك تتنافس في السوق الفكرية بلا انقطاع.
    كانت القومية فترة طويلة حاملة رئيسة لافكار غربية كالحداثة والتقدم والحق في تقرير المصير وسيطرة الانسان على مصيره ايضا. وهذا لب لباب الفكرة العلمانية. فالقومية هي التي تؤكد اللغة أو الارض باعتبارهما عاملين مُجمعين للمجتمع السياسي. ونُحي الدين جانبا وأصبح عاملا واحدا من عوامل كثيرة في تراث مصر الثقافي. ولا يعني هذا انه لا مكان للدين في التراث الثقافي وفي النموذج القومي لعبد الناصر، بل يعني أنه انتقل الى هامش الهوية.
    إن محاولة الحركات الاسلامية لـ’التطبيع′ ومهادنتها للنظام الحاكم انشآ جماعات هامشية لم تتطرف بوسائل العنف والارهاب فقط بل بالممايزة بين الاسلام والغرب ايضا. فقد تركت الحركات الجديدة الرسالة العامة للاسلام في بدء طريقه والتي أرادت ان تلغي الدولة القومية وتوحد صفوف الأمة باعداد القلوب وبالتربية، واختارت التحديد القومي والمهادنة مع وجود الدولة القومية. ورغم ذلك فان قبضة الهوية الاسلامية على المجتمع المدني أقوى كثيرا. والدليل على ذلك نتائج الانتخابات واستفتاء الشعب في’مصر في السنة الماضية، اللذان فازت فيهما حركة الاخوان المسلمين. وقام سبب آخر لفوز الاخوان المسلمين على توجه أخذ يعود في العالم الاسلامي في اوقات الشدة وهو الميل الى العودة الى المصادر، أي الى كيان يحدده الاسلام لا القومية. إن الاسلامية الجديدة التي جاءت هذه المرة من ‘أسفل’ ايضا هي قبل كل شيء طريقة لبناء هوية من جديد في عالم فقد من معناه وأصبح غير معروف وغريبا.
    هل يمكن’توحيد وادي النيل؟ وهل ستثبت القومية المصرية الحديثة وشوقها الى الوحدة لعبء التراث الديني الاسلامي؟ إن الطريق لتغيير الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي دامٍ مرصوف بتطرف العنف. إن عشرات القتلى في الاسبوع الماضي هم نتاج صراع تاريخي بين تيارين كانت نتيجة صدامهما على مر السنين عنيفة وخطيرة. واذا استمر الوضع على هذا النحو فستخسر مصر مرة اخرى فرصة حقيقية للتغيير فيلف الظلام البلد مرة اخرى ويتحول الماء في النيل الى دم وتضحي بأبنائها مرة اخرى في صدام بين الهويات والايديولوجيات من دون ضمان مستقبل أفضل للجيل التالي.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 351
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:52 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 310
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:35 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 305
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-03, 09:39 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 304
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-03, 09:38 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 246
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:42 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •