النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 440

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 440

    اقلام واراء اسرائيلي 440
    16/9/2013


    في هــــــذا الملف

    اللحظة التي ظننا فيها ان السلام ممكن
    بقلم:ايتان هابر،عن يديعوت

    المحطة التالية هي طهران
    بقلم:أورلي أزولاي،عن يديعوت

    تصفية الارهاب في سيناء بعيدة عن النهاية
    بقلم:أساف جبور،عن معاريف

    روسيا تثبت مكانتها كقوة عظمى
    بقلم:عمير ربابورت،عن معاريف

    زعيم جديد جاء الى الحي
    بقلم:أوري هايتنر،عن اسرائيل اليوم

    مستقبل الاسد ما زال أمامه
    بقلم:البروفيسور إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم

    الاتفاق لا يحل الازمة او يضع حدا للقتال
    بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس

    هل اصبح سلاح اسرائيل الكيميائي عبئا؟
    بقلم:باراك ربيد،عن هآرتس









    اللحظة التي ظننا فيها ان السلام ممكن
    بقلم:ايتان هابر،عن يديعوت

    ‘تسعة من كل عشرة اسرائيليين اليوم يقولون كلمة ‘اوسلو’ ويشتمون، قلة فقط في الدولة قرأوا الاتفاق ويعرفون تفاصيله. على كل حال، في القاموس الاسرائيلي الحالي توجد لهذه الكلمة نبرة سلبية.
    على الاقل في هذا الموضوع نجح اليمينيون والمستوطنون في المناطق في السيطرة تماما على الخطاب الجماهيري وتثبيت ‘مصيبة اوسلو’، وكأنها كلمات لا تحتاج الى اي تفسير. وهاكم تعقيبي: شعب اسرائيل سيشتاق الى اتفاق اوسلو. ليس لانه جيد أو سيئ، بل لانه الوحيد في زمنه الذي يمكن الحلم فيه، وربما ايضا الوصول فيه، الى السلام.
    أول أمس احيينا، ايجابا كان أم سلبا، عشرين سنة على التوقيع على اتفاق المبادئ مع م.ت.ف الذي هو ‘اتفاق اوسلو’. لا ريب أن في هذا الاتفاق توجد الكثير من ‘الحفر’، وهو ليس الافضل الذي كان مرغوبا التوقيع عليه. ولكن خلافا للاكاذيب التي سوقت حوله، فقد اقر في الكنيست باغلبية 11 نائبا، بمن فيهم النواب من الليكود، وليس باغلبية نائبين، كما يروجون بلا انقطاع. ‘
    ليس في الاتفاق اي كلمة او نصف كلمة عن ‘دولة فلسطينية’ او ‘دولتين للشعبين’، كما اقترح رئيس الوزراء الحالي نتنياهو. والاهم: في اطار اوسلو لم تسلم ابدا أسلحة من الجيش الاسرائيلي الى منظمات الارهاب. معظم الفلسطينيين الذين سمح لهم بالدخول عملوا في جهاز الشرطة، من اجل الحصول على راتب من عرفات. وكانت النية الاسرائيلية هي: ‘اعطاء أسنان’ للسلطة الفلسطينية التي قامت كي تخدم، شكرا للرب، الادارة المدنية الاسرائيلية.
    لقد اندلعت الانتفاضة الثانية بعد سبع سنوات، وشارك فيها ايضا رجال السلطة الفلسطينية، ولكن حتى هكذا، علينا، كما يخيل لي، ان نرحب باننا تخلصنا من الحاجة الى تنظيف المجاري في جنين، ونكون مسؤولين عن كهرباء خانيونس، وندير تعليم مئات الاف الاطفال في غزة. باختصار، الحكم والادارة لحياة ملايين الفلسطينيين بثمن أليم من مليارات الشواكل في السنة. نعم، وكان علينا ايضا أن نعض على شفاهنا في ضوء عمليات الارهاب والضحايا في المناطق نفسها.
    لا يعني أنه لم تكن هناك علل، بل وربما خطيرة، في الاتفاق. والعلة الاساسية كانت في أن اسحق رابين الراحل اعتقد انه سيدير الاتفاق والسنوات اللاحقة له. هو سيوجه الدفة، وهو سيقود، وهو سيوقف الاتفاق اذا ما وعندما تكون حاجة الى ذلك. لقد اعتقد رابين بانه سيكون خلف الدفة حتى نهاية الخطوة بكاملها. ولكنه اغتيل، واتفاق اوسلو اغتيل معه.
    وكما اسلفنا، ففي اتفاق اوسلو لا توجد اي كلمة عن نوايا المستقبل. وبالتأكيد لم يذكر تعبير ‘دولة فلسطينية’، ولكن مرغوبا فيه الا نزعم البراءة: فمثل عروس تدخل تحت مظلة العرس والكل يعرف لماذا، افترض ايضا موقعو الاتفاق بانهم سيصلون في النهاية الى دولة فلسطينية في هذه الصيغة أو تلك.
    ان الاهمية التاريخية للاتفاق هي في ازالة الاقنعة، مع الاعتراف الاسرائيلي بــ’م.ت.ف’ كممثل للشعب الفلسطيني، واعتراف الحركة الوطنية الفلسطينية، وفي اعقابها اجزاء مهمة في العالم العربي، بشرعية دولة اسرائيل. الكل توقف عن خداع الكل والحقيقة عرضت بكامل آلامها.
    من يوم التوقيع كفوا في اسرائيل عن لعبة ‘التظاهر’ وعن ‘لن نتحدث’، وجنود الجيش الاسرائيلي كفوا عن اطلاق النار على الاطفال الذين حاولوا رفع أعلام م.ت.ف على اعمدة الكهرباء في القرى العربية. ولا بد انه كانت هناك مصاعب في تنفيذ الاتفاق، اساسها كان الارهاب الاجرامي الذي كلف ثمنا دمويا باهظا، ايضا، وليس فقط، لان الطرف الاخر اعتقد باننا نخدعه، في الغالب باقامة مستوطنات جديدة، توسيع مستوطنات قائمة وشق طرق على طول وعرض المناطق (وهذا، بالطبع، ليس صحيحا. نحن حرصنا على الالتزام بكل كلمة وحرف).
    باراك، شارون، اولمرت ونتنياهو اجتازوا حدود اتفاق اوسلو وساروا اشواطا ابعد منها بكثير. وقد فتح الاتفاق لهم الباب، وقد استغلوا الفرصة وسارعوا، ولم يسيروا ببطء، اليها وبعدها.
    والان الكل يتمتع بالوضع الحالي: العرب يقتلون العرب، وشعب اسرائيل في نشوى. نحن نعيش اللحظة. الناس لا يفهمون بانه حتى 40 سنة في التاريخ (الدليل: حرب يوم الغفران) تكاد لا تكون شيئا، هي مجرد ملاحظة هامشية. ستمر السنوات القادمة ونحن نأمل وسنتوق لاتفاق اوسلو.
    في هذه الاثناء، سفينة أغبيائنا تبحر على نحو جميل بين جبال الجليد، اما الى الشاطئ فلا تصل. بكلمات اخرى: العازفون على التايتنك يضبطون ايقاعات ادواتهم، ونغمات الكمان تسمع على الدكة. رجاء لا تزعجوا راحتنا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    المحطة التالية هي طهران

    بقلم:أورلي أزولاي،عن يديعوت

    ‘اعتاد اسحق رابين أن يقول إن السياسة ليست هي بالضبط جمعية للحب المتبادل. لم يكن لاوباما وبوتين ما يكفي من الفرص ليكره بعضهما بعضا، لكن لا أحد منهما يشعر بالحب تجاه الآخر.
    يندد اوباما بصورة إخلال بوتين بحقوق الانسان في روسيا. ويهاجم في كل فرصة السبل الظلامية التي يستعملها لمعاملة خصومه السياسيين. ويحب بوتين، وهو زعيم يعرف كيف يحافظ على قوته بفرض هيبته، أن يسخر من اوباما لتكبره. حتى إنه لا يوجد خط وصل واحد بين اوباما الذي صيغت زعامته بين هارفارد وشيكاغو، وبين بوتين الذي استمد قوته في أقبية الـ’كي.جي.بي’. إن الاول ليبرالي ذو تصور عام يقوم على حرية الانسان، والثاني محافظ يؤمن بلغة القوة الفظة.
    بيد أنه نشأ حول المسألة السورية تلاقي مصالح ردم هوة الاحتقار والعداء: فقد أراد بوتين أن يمنع هجوما عسكريا امريكيا على سورية، أما اوباما فأراد أن يجرد الرئيس السوري من السلاح الكيميائي.
    حرر الاتفاق، الذي أُحرز في جنيف، اوباما من الحاجة الى الهجوم على سورية، وهو هجوم لم يُرده من البدء، رغم أنه أمر جيشه بالاستعداد له. وقد قال رئيس الولايات المتحدة إن ‘امريكا غير معنية بأن تكون شرطي العالم’ حينما بيّن لماذا يمنح الدبلوماسية فرصة للانتصار.
    ‘لم يشأ اوباما الخروج لهجوم على سورية، من دون تأييد مجلس النواب وعلم أنه لن يحصل عليه؛ فبعد عقد حروب أصبح أكثر الجمهور الامريكي تعبا منها. وعلم اوباما ايضا أن الهجوم العسكري مهما يكن ناجحا فلن يستطيع أن يقضي على سلاح الاسد الكيميائي كله.
    لكن رئيس الولايات المتحدة جعل التهديد الصادق بالحرب أداة ذات أهمية في صندوق أدواته الدبلوماسية. وهو يوشك الآن أن يحصد الثمار. اذا أطاعت سورية القوى الكبرى، وتم القضاء على سلاحها الكيميائي فسيكون هذا برهانا آخر على التصور الذي عرضه اوباما مدة رئاسته، وهو أن الحِكمة السياسية أفضل من القصف حتى لو كان محكما وموجها بالليزر.
    وُقع على الاتفاق في جنيف، لكن أصداءه تبلغ ايران ايضا. وفي اللحظة التي يتم فيها القضاء على سلاح سورية غير التقليدي سيبدأ اوباما سيره الى المحطة التالية وهي طهران. إن آيات الله ايضا يرون المناظر ويسمعون الاصوات الجديدة لقوة الدبلوماسية.
    اذا تم تنفيذ الاتفاق الذي وُقع عليه أمس فسيمكن أن نقول في جزم إن اوباما أثبت أنه توجد لحظات في السياسة الخارجية يُفضل فيها حشو المسدس وتسديده الى ما بين عيني العدو وضبط النفس. وكان الاسد أول من ضعف وينوي أن يستعمل اوباما هذه الدبلوماسية المُحكمة نفس الاستعمال مع روحاني.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    تصفية الارهاب في سيناء بعيدة عن النهاية

    بقلم:أساف جبور،عن معاريف

    حملة تصفية الارهاب التي شرع′ بها الجيش المصري في سيناء بعيدة عن النهاية، حيث أن ناشطي الجهاد لا يعتزمون الاستسلام بهذه السرعة. سيارتان مفخختان انفجرتا الاسبوع الماضي في رفح واسفرتا عن موت 11 جنديا ومدنيا مصريا وعشرات الجرحى، وانفجار آخر وقع جراء عبوة ناسفة زرعها ناشطو الجهاد. وقد استهدفت التفجيرات مبنى المخابرات المصرية في المكان. وبالتوازي، يحاول قادة حماس في قطاع غزة التقرب من الحكم الجديد في مصر، الذي يعمل في الفترة الاخيرة على اضعاف بل وتغيير حكم الحركة الاسلامية في القطاع.
    ‘في بيان نشره الجيش المصري جاء أن جنوده نجحوا في اعتقال ثلاثة مشبوهين في المسؤولة عن العمليات، واشار الى جهات من قطاع غزة بصفتها مسؤولة عن تنفيذ الاعمال الارهابية. منظمة ‘انصار بيت المقدس′، التي يعمل اعضاؤها في القطاع وفي شمال سيناء، تبنوا العمليات. وروت محافل محلية في شمال سيناء لوكالة ‘معا’ الفلسطينية عن حالة تأهب متزايدة في شمال سيناء، وعن حركة استثنائية لقوات الجيش الاسرائيلي قرب الحدود المصرية. اما الجيش المصري من جهته فبلغ عن أن طائرات اف 16 اسرائيلية حامت في المكان على مقربة من الحدود، بين قطاع غزة وسيناء.
    وبسبب العمليات والوضع الامني الحساس اغلق الجيش المصري معبر رفح امام الحركة. وبالتوازي بلغت محافل في مصر عن محاولات من منظمة حماس في القطاع جس نبض النظام المصري لتسهيل الحركة في المعابر. وأمر وزير الاوقاف في حكومة حماس، اسماعيل رضوان، الخطباء في المساجد بالامتناع عن انتقاد النظام الجديد في مصر في خطبهم، وذلك لتخفيف التوتر بين غزة والقاهرة، بل ان الوزير طلب من الخطباء التركيز على المواضيع الوطنية الفلسطينية كالكفاح في سبيل تحرير فلسطين.
    لهذا الغرض التقى رضوان، على حد قوله، بعشرات الأئمة وطلب منهم التوقف عن الهجوم الشخصي على عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، الذي شن حربا ضد انفاق التهريب وضد الارهاب في سيناء. وأمرت أجهزة أمن حماس في غزة رجال الحركة بوقف مظاهرات التأييد لحركة الاخوان المسلمين، التي تتميز برفع يافطة الاصابع الاربعة التي تعبر عن التضامن مع الاحداث التي وقعت في مسجد رابعة العدوية، حيث ارتكبت، بزعم الاخوان المسلمين، مذبحة ضد معارضي النظام المصري. وفي مقابلة مع التلفزيون المصري وصف موسى ابو مرزوق، مسؤول حماس الكبير، مظاهرات التأييد في قطاع غزة للاخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي ‘بالخطأ’، وأثنى على عمل الجيش المصري في منع الارهاب.
    ‘لقد أدت أعمال الارهاب المتكررة في شبه جزيرة سيناء الى قرار مصري لاقامة حزام امني على طول الحدود بين قطاع غزة وسيناء. وعلى نحو يشبه ‘محور فيلادلفيا’، الذي هجره الجيش الاسرائيلي في 2005 في اطار خطة فك الارتباط، يأتي الحزام الامني المصري بهدف التدمير التام للانفاق بين الطرفين، وانهاء عملية التهريب من القطاع الى سيناء وبالعكس. وافادت مصادر محلية بوجود نشاط لكشف اراض وتفجير منازل تخرج منها انفاق التهريب. وتناول الناطق بلسان حماس في غزة، سامي ابو زهري، نشاط الجيش المصري لهدم الانفاق وقال ان ‘اعمال التهريب توقفت تقريبا بفضل الاعمال المباركة للجيش المصري’.
    وتغطي محاولات ارضاء النظام في القاهرة الواقع الصعب الذي تقف امامه المنظمة الفلسطينية الاسلامية. فقد اضر’هدم الانفاق بشدة بالاقتصاد الغزي، وكذا بالارباح المهمة التي كان يحققها رجال حماس جراء الاعمال تحت الارض. ومن الجهة الاخرى، يحاول الجيش المصري أن يخلق لنفسه صورة ‘منقذ’ الامة المصرية من براثن الاخوان المسلمين وحركة حماس، وشرع في حملة نزع شرعية استثنائية ضد حماس ورجالها.
    وهكذا مثلا، اتهمت النيابة العامة المصرية منظمة حماس بانها هي التي بعثت بالناشطين لتحرير الرئيس مرسي وكبار رجالات حركة الاخوان المسلمين من السجون المصرية، كما بعثت بالقوات لمساعدة الاخوان في احداث الاضطرابات في ارجاء مصر لضرب الجنود والنظام الجديد، وقتل رجال قوات الامن بتصعيد الارهاب الجاري في شبه الجزيرة. واتهم الجيش المصري المنظمة الغزية بانها هي التي بعثت بناشطي الارهاب الى شبه جزيرة سيناء لتدريب ناشطي الجهاد الذين يقاتلون ضد الجيش المصري.
    ‘وقد أدت التشهيرات المصرية، كما يتبين، الى المس ايضا بسيطرة حماس الداخلية، حيث أن الحركات السلفية، بما فيها انصار بيت المقدس، تتحدى لاول مرة منذ سيطرت حماس على غزة في 2007 حكم حماس. كما أن حركة التمرد التي قادت الثورة في مصر وطالبت بالغاء اتفاق السلام مع اسرائيل انضمت الى ‘الهجمة’ على حماس وفتحت فرعا لها في غزة. وجاء في احدى التغريدات على الفيسبوك لفرع ‘تمرد’ في غزة ان ‘حماس والاخوان المسلمين عملاء لاسرائيل’. وكتب ناشط آخر في الحركة تحت وثيقة رسمية عن حماس رفعت في الموقع انه ‘في الوقت الذي يثور فيه العالم العربي، هناك من يحرص على حدود هادئة مع اسرائيل’.
    ‘وفي الوثيقة التي يوقع عليها كبار رجالات حماس، يوجد أمر لكل الفصائل الفلسطينية بوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وكتب هناك بان ‘من يحاول اطلاق النار، سيسلم الى اجهزة الامن الداخلي’. وفي صفحة فيسبوك المجموعة عرض اعضاء ‘تمرد’ ابناء ناشطي كتائب شهداء القدس في صور، وهم يحملون السلاح ويافطات تدعو الى انهاء حكم حماس في قطاع غزة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    روسيا تثبت مكانتها كقوة عظمى

    بقلم:عمير ربابورت،عن معاريف

    ‘المسيرة التي في اطارها تحولت النية الامريكية للهجوم على سورية الى مفاوضات على تسوية تضمن، كما يبدو، استمرار حكم بشار الاسد صعب جدا فهمها من زاوية نظر اسرائيلية. ومحادثات مع اصحاب القرار ومحافل اسرائيلية، جرت في الاسابيع الاخيرة في واشنطن وفي لندن، تضيء الصورة بشكل اوضح.
    في السطر الاخير يبدو هذا على النحو التالي: باراك اوباما اعتزم حقا الهجوم على سورية (كل الاستعدادات والتنسيقات مع محافل في اسرائيل وفي بريطانيا جرت تمهيدا للهجوم). وقد بدا هذا كخطوة عسكرية سهلة حتى اكثر من الهجوم الجوي الذي قام به حلف الناتو وصفى به حاكم ليبيا معمر القذافي قبل نحو سنتين فقط. غير أنه في’ الطريق من الاحاديث في البيت الابيض الى التنفيذ من قبل حاملات الطائرات بدا أن شيئا ما تغير.
    الامر الاول الذي تغير هو الموقف الروسي، فقد شعرت روسيا بانها مخدوعة من خطوة حلف الناتو ضد القذافي، وقررت انها لن تسمح بمزيد من الخطوات احادية الجانب من العالم الغربي، تغير فيها أنظمة الحكم. وفضلا عن ذلك، فان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصلحة هائلة في اظهار انه يقف الى جانب الاسد خلافا، لاوباما الذي تخلى عن الرئيس المصري حسني مبارك، واليوم ايضا لا يقف مئة في المئة خلف النظام العسكري المصري الذي يحاول الاعتماد عليه.
    في السنتين الماضيتين منذ تصفية القذافي، وروسيا تشهد تقدما اقتصاديا وتصاعدا في نفوذها السياسي في العالم. مقارنة بها، فان الولايات المتحدة وبريطانيا في حالة هبوط. ولا تخجل محافل امريكية من الاعتراف بأنه يتزايد جدا الميل الامريكي الى الانعزال التقليدي الذي بموجبه ينبغي ان ينظر الى التطورات خلف المحيط كمواضيع ‘ليست من شأننا’.'فصدمة العراق وافغانستان لاذعة، والجدال السياسي متواصل. وفي بريطانيا أيضا انشغلت العناوين الرئيسة حتى الاسبوع الماضي، في التحقيقات في اخفاق الجيش البريطاني في العراق وافغانستان، اكثر من الكلام عن اي قتال حيال نظام الاسد. والحجج مع العمل في سورية تستقبل بعدم ثقة. والعلاقات بين محافل في جهاز الامن الاسرائيلي ونظرائهم في بريطانيا وفي الولايات المتحدة متميزة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وفي احاديث لغير الاقتباس يبدو قدر من الحسد لاسرائيل التي تعرف ظاهرا كيف تقبل من خلف خطوطها الحمراء (في الولايات المتحدة وفي بريطانيا يتعاطون كحقيقة ناجزة مع التقارير في وسائل الاعلام العالمية التي تتحدث عن أن اسرائيل هاجمت سورية منذ بداية 2013 أربع مرات على الاقل كي تصفي ارساليات سلاح ذات مغزى استراتيجي).
    في هذا الواقع فان الحرب حول الهجوم على سورية تتداول حتى الان في الرأي العام، ولا سيما في الولايات المتحدة. فقد هاجم اوباما هناك المرة تلو الاخرى وبوتين ايضا، كتب مقالا خاصا لـ’نيويورك تايمز′ في نهاية الاسبوع، وكذا الاسد، الذي وقف في كلمة تلفزيونية نادرة.

    في ضوء كل هذا، فان التسوية التي يتحدثون عنها الان هي المخرج الافضل لكل الاطراف. بقوة، هذه تسوية جيدة لروسيا: فهي تثبت مكانتها كقوة عظمى شبه مساوية الوزن مع الولايات المتحدة. من الان فصاعدا لن تتم اي خطوة عالمية في سورية من دون إذن الروس. كما أن التسوية تمنع امكانية ان تهاجم الولايات المتحدة سورية.
    اوباما هو الاخر يمكنه أن يكتفي بتسوية: فمن جهة، امتنع عن التورط وعن عملية ضد رأيه العام. من جهة اخرى، بات يدعي منذ الان بان التهديد الملموس بالهجوم سيؤدي الى نزع السلاح الكيميائي من سورية، بالتسوية.
    وماذا في اسرائيل؟ التقديرات في اسرائيل عشية يوم الغفران كانت ان نزع السلاح غير التقليدي من سورية هو انجاز عظيم، اذا ما تحقق بالفعل. في الجانب المتفائل يمكن ان نرى ان تهديدا حقيقيا للهجوم يمكن أن يؤدي الى نتائج، ولعل الامر سيؤدي الى نتائج في المستقبل ايضا في ايران.
    الا ان السلوك الامريكي برمته يبث ضعفا فيشجع فقط ايران على مواصلة برنامجها النووي، انطلاقا من الافتراض بان الولايات المتحدة ستجد دوما المبرر لعدم الهجوم. وبالنسبة لمستقبل سورية ايضا فان التقديرات هي متشائمة للغاية: فمع كل الاحترام للاسد، فانه لا يحتفظ الان الا بنحو 40 في المئة من الاراضي السورية. والتقديرات هي ان الحساب الدموي بين الجهات المختلفة في سورية هائلة ولهذا فان الحرب الاهلية هناك ستستمر بهذا الشكل او ذاك حتى لو دخلت التسوية لحل النزاع الكيميائي حيز التنفيذ.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    زعيم جديد جاء الى الحي

    بقلم:أوري هايتنر،عن اسرائيل اليوم

    ”لم ينجح الاتحاد السوفييتي مدة سنوات الحرب الباردة كلها في أن يلحق بالولايات المتحدة، في تفوقها بصفتها اللاعبة المركزية في الملعب الدولي، وبعد انهيار الكتلة السوفييتية تمتعت الولايات المتحدة وحدها بمكانة القوة العظمى العالمية الوحيدة، وبدت سيطرتها غير المزعزعة لا رجعة عنها، إنها ‘نهاية التاريخ’ كتعريف خبير الاقتصاد فرانسيس فوكوياما في كتابه الشهير.’
    نجح الرئيس فلاديمير بوتين في الاسبوع الماضي بعد 14 سنة من ولايته الحكم في روسيا، في ما لم ينجح فيه أحد من أسلافه في روسيا والاتحاد السوفييتي قبله بأن يموضع نفسه مؤقتا على الأقل على أنه أبرز زعيم عالمي واللاعب الرئيس في الملعب الدولي. وهو لم يفعل ذلك بفضل قوة عسكرية، فقوة روسيا ليست شيئا اذا قيست بقوة الولايات المتحدة. ولم يفعل ذلك بفضل قوة اقتصادية فهنا ايضا لا مكان للمقارنة (إن تهديد الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة يأتي من قبل الصين والهند أصلا) بل فعل ذلك بفضل عاملين وهما: هو نفسه وباراك اوباما.
    إن بوتين بين الاثنين يُرى أذكى وأقوى وأكثر تصميما وأكثر اتساقا وأبرد أعصابا. وقد موضع مكانته الشخصية على مر السنين بصورة متسقة وفي تصميم في بلده، ومكانة بلده ومكانته هو في العالم. واستطاع في الأساس أن يستخدم أخطاء اوباما الكثيرة لمصلحته. وهكذا حينما واجه اوباما أهم تحدٍ لزعامته في الساحة السورية استغل بوتين تردده وضعفه وأزاح في اللحظة المناسبة البساط من تحت قدمي اوباما.
    كانت اللحظة التأسيسية في سياسة اوباما الخارجية هي ادارة ظهره لمبارك. فلم يكن لاوباما أي أمل في مواجهة الانتفاضة الشعبية الواسعة للشعب المصري على الطاغية، حتى لو أراد ذلك في أن يمنع سقوطه. وكان من الصعب عليه باعتباره زعيم أكبر ديمقراطية في العالم أن يواجه هذه الانتفاضة الشعبية. لكن الصورة والرموز أهم احيانا من الحقائق في السياسة، والسياسة الدولية ايضا. وكانت الصورة عن اوباما أنه تخلى عن حليفه القريب في ساعته الحرجة. والضرر الذي أصاب صورته لا يمكن إزالته.
    وثبّت بوتين نفسه ضدا لاوباما. فتأييده للاسد بلا تحفظ رغم جرائمه في أبناء شعبه وفي الانسانية، حتى حينما كان يبدو أن فقدان سلطته مسألة ايام أو اسابيع في الأكثر، كان يرمي الى أن يثبت للعالم، بخلاف اوباما، أنه مخلص لحلفائه ولهذا فان رعايته مجدية. وقد صُور اوباما في الاسابيع الاخيرة بأنه يملك أقوى قوة عسكرية في العالم لكنه في حين كان يهدد باستعمالها كالشرطي الأكبر كان يوحي للآخرين قائلا ‘أمسكوا بي’. وحينما رسم خطوطا حمراء واضحة وتردد حينما كان يجب الوقوف من ورائها ظهر بوتين بدور البالغ المسؤول والسياسي الخبير الذي منع حربا لا حاجة اليها كان يمكن أن تشعل المنطقة والعالم.
    إن بوتين اليوم هو أقوى رجل في العالم وهو الأكثر تأثيرا وهذه أنباء سيئة. إن روسيا بوتين في الحقيقة ليست هي الدكتاتورية الشمولية التي كانت في الاتحاد السوفييتي لكنها بعيدة عن أن تكون ديمقراطية. إن بوتين زعيم ساخر لا تقديرات اخلاقية لديه تحركه فقط قوة روسيا ومكانتها وقوته الشخصية ومكانته، وهذه أنباء سيئة لاسرائيل ايضا. ليس عند بوتين شيء من العداوة الايديولوجية لاسرائيل والصهيونية التي ميزت الاتحاد السوفييتي لكنه متمسك بالحلف مع محور الشر لألد أعداء اسرائيل، ايران وسورية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    مستقبل الاسد ما زال أمامه


    بقلم:البروفيسور إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم

    ‘في يوم الاربعاء الماضي، 11 أيلول/سبتمبر، احتفل بشار الاسد بيوم ميلاده الثامن والاربعين. إن كل من قدّر مدة السنوات الثلاث الاخيرة أن بشار مقضي عليه وأن سقوط نظامه مسألة وقت تبين وهمه. فقد تبين أن بشار لا ينوي أن يذهب الى أي مكان.
    إن اعلان اتفاق جنيف بين الولايات المتحدة وروسيا في شأن القضاء على السلاح الكيميائي السوري، أو في شأن تعليق الخطة الامريكية لضرب بشار وجيشه في واقع الامر، يشبه منح بشار تفوقا كبيرا في حربه على أعدائه في الداخل.. لا يحتاج بشار الى السلاح الكيميائي الذي يملكه للتغلب على أعدائه في الداخل حتى ولا لردع اسرائيل. ويبدو أن هذا هو السبب الذي جعل وكلاءه الروس يوافقون عن رأي منه وموافقته على التخلي عن سلاح يوم القيامة لمنحه الحصانة من الصواريخ التي كان الامريكيون ينوون اطلاقها عليه، والتي كان يمكنها أن تسقط بشار ونظامه.
    إن معنى الاتفاق واضح. فقد استقر رأي الامريكيين بعد سنتين من التردد والحيرة على أنهم يريدون بشار في الحكم. وهم كاسرائيل يغطون على قرارهم هذا بخطابات متشددة تعترض على الجرائم التي ينفذها نظامه، وهم كاسرائيل يريدون قص أظفار بشار كي يبقى على كرسيه أضعف من أن يتحداهم ويتحدى حلفاءهم، لكنه قوي بقدر يكفي لأن يحارب مقاتلي القاعدة في سورية. إن طريق النصر قد فُتح اذا أمام بشار، لكنه ما زال طويلا، فعلى بشار أن يتغلب أولا على ‘أسراب جراد المتمردين’. ويعتمد الاتفاق مع ذلك على المادة السابعة من ميثاق الامم المتحدة التي ستُسهل على اوباما في المستقبل اذا غير رأيه أن يستعمل القوة على سورية. لكن بشار برهن على أنه يستطيع، وسيكون النصر الكامل في جيبه بعد قليل من الصبر وضبط النفس.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    الاتفاق لا يحل الازمة او يضع حدا للقتال

    بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس

    ‘وُلدت نتيجة ايجابية مهمة واحدة من الاتفاق على القضاء على السلاح الكيميائي الذي يملكه الاسد وهي الود الذي نشأ بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الامريكي جون كيري.
    فربما تُسخن ساعات النقاش الطويلة في ايام المحادثات الثلاثة، والاتفاق الذي أُحرز كذلك، البرد الشديد بين موسكو وواشنطن، وتُنشئ حوارا جديدا بين الدولتين. ومن المهم بصورة خاصة السلم الذي منحه الاتفاق للولايات المتحدة لتنزل عن شجرة الهجوم العالية التي تسلقها اوباما، رغم أنه ما زال يزعم أن الخيار العسكري ما زال على الطاولة. وقد يكون الخيار باقيا لكن الاتفاق نقض ما على الطاولة.
    في كل ما يتعلق بسورية يقضي الاتفاق بعدد من السوابق المهمة لكنه لا يستطيع أن يحل الازمة داخل سورية أو يضع حدا للقتال. لأول مرة منذ بدأ العصيان في الدولة تُملي روسيا على بشار الاسد شروطا لينفذها، تشتمل على جدول زمني ولا تكتفي بتوصيات أو رسم سياسة مُرادة.
    وبخلاف مرات سابقة بيّنت فيها روسيا أنها لا تستطيع أن تلوي يد الاسد، اختفى باب الهرب هذه المرة، فروسيا مستعدة بالاعلان على الأقل ولأول مرة لأن تلوي نفسها هي ايضا لتلائم قرار مجلس الامن اذا تبين أن الاسد لا ينفذ الاتفاق.
    ومع ذلك فان المواد الست التي تؤلف اطار الاتفاق تترك للاسد مجالا واسعا اذا أراد أن يتهرب من تنفيذه. يجب عليه في الحقيقة أن يُقدم في غضون اسبوع قائمة مفصلة تشتمل على مواقع خزن السلاح الكيميائي والكميات الموجودة فيها (والتقدير هو أنه يوجد 45 موقعا كهذا على الأقل، أكثرها معروف في الغرب وروسيا)، لكن لا تفسير يُبين لماذا ينبغي الانتظار حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر لارسال أول وفد من المراقبين. وكان من المناسب أن تبدأ الرقابة فورا، اذا كان يُخشى من أن تنتقل هذه المواد الى دول مجاورة أو أن تُخفى في مواقع غير معروفة.

    ولا يوجد اتفاق الى الآن كذلك بين الخبراء على الطريقة الأفضل للقضاء على السلاح الكيميائي، في داخل سورية أو في دولة اخرى. إن الاسد يلزمه بحسب الاتفاق أن يُقدم الأمن التام للمراقبين ولفرق القضاء على السلاح التي ستؤلَف من اعضاء المنظمة الدولية للرقابة على السلاح الكيميائي، لكن الحرب التي تدور رحاها في سورية قد تمنع قضاءً منهجيا ناجعا على السلاح أو تضر بالمراقبين.
    رفضت المعارضة العسكرية في سورية وقائدها سليم ادريس الاتفاق، وهم يرونه هدية للاسد وفرصة ليمدد رجليه. واذا أردنا الحكم بحسب ردهم فسيوجد بيقين من يريدون المس بتنفيذ الاتفاق لاثبات أن الاسد لا يفي بكلمته. وتخشى منظمات المعارضة من أن يمنح الاتفاق الاسد فرصة ‘ليبرهن’ على أنه يمكن الاعتماد عليه وعلى أنه البديل الجدي الوحيد لادارة شؤون سورية.
    خُطط لانهاء القضاء على السلاح الكيميائي كله بحسب الاتفاق في منتصف 2014، أو بعد سنة على الأقل من يوم التوقيع عليه، بتقدير واقعي. فماذا سيحدث اذا نجحت قوات المتمردين أو عصابات مسلحة محلية خلال هذه الفترة في السيطرة على عدد من المخازن. لا يوجد في الاتفاق أي ذكر لهذه الامكانية.
    إن العقوبات الوحيدة التي يذكرها الاتفاق تتناول حالة ألا يفي الاسد بالاتفاق بصورته الحرفية، وهي تلك التي يوافق مجلس الامن على فرضها على سورية في اطار المادة السابعة من ميثاق الامم المتحدة، التي تُبيح استعمال القوة أو فرض عقوبات، لكن ليس من المؤكد البتة أن يجوز هذا القرار، لأن روسيا قد لا توافق على التفسير الامريكي الذي يرى أنه تم نكث للاتفاق. وحتى لو امتنعت عن استعمال النقض فاننا لم نسمع بعد صوت الصين الى الآن وهي التي تملك حق النقض ايضا.
    رغم الشك في فائدة هذه الاتفاق فانه مهم في حد ذاته لأنه يُظهر على الأقل جُهدا لابعاد السلاح الكيميائي عن دولة عاصية مستعدة ايضا للتوقيع على ميثاق منع انتشار السلاح الكيميائي. ومع ذلك فانه سيحد وسيلغي في أحسن الحالات قدرة النظام السوري على استعمال نوع واحد فقط من السلاح الذي لم يستعمله كثيرا أصلا اثناء الحرب. وهو لا يضع مخططا لانهاء الحرب أو استبدال النظام أو حتى هدنة مؤقتة. وما زالت القوتان الكبريان مختلفتين في هذه المسألة ونشك في أن يُغير عقد مؤتمر قمة آخر في جنيف موقفهما.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    هل اصبح سلاح اسرائيل الكيميائي عبئا؟

    بقلم:باراك ربيد،عن هآرتس

    تحينما سيأتي وزير الخارجية الامريكي جون كيري (الاحد) الى ديوان رئيس الوزراء في القدس سيعرض على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتفصيل مخطط الاتفاق الذي أُحرز لتجريد سورية من السلاح الكيميائي.
    وبعد أن يخرج المستشارون ويبقى الاثنان وحدهما، قد يثير كيري طلبا يقض مضاجع غير قليل من كبار القادة في جهاز الامن الاسرائيلي. فقد يقول كيري لنتنياهو أحتاج الى مساعدتك. وسيؤكد أنه بواسطة التأليف بين تهديد عسكري صادق ودبلوماسية خلاقة، تعمل الولايات المتحدة لتُبعد عن اسرائيل واحدا من أشد التهديدات لأمنها. وسيقول كيري لنتنياهو: نحن نحتاج الآن الى أن تساعدوا وتوافقوا على ميثاق منع انتشار السلاح الكيميائي.
    ينبغي أن نفرض أن هذا السيناريو يجري في الايام الاخيرة في عقول مسؤولين كبار في ديوان رئيس الوزراء. في الاسبوع الماضي نشرت مجلة ‘فورين بوليسي’ وثائق من أرشيف وكالة الاستخبارات المركزية تناولت خطة اسرائيل للسلاح الكيميائي. وبدأوا في وزارة الخارجية يستعدون لاحتمال أن يُثار هذا الشأن للنقاش في وسائل الاعلام الدولية، ونقلوا الى مفوضيات اسرائيل في العالم ورقة رسائل قصيرة في هذا الشأن. ووجه الدبلوماسيون بسبب الحساسية الى استعمال الرسائل اذا سُئلوا فقط.
    بدأ النظام السوري في الايام الاخيرة يشير، بعد موافقته على التجرد من السلاح الكيميائي، الى أنه يجب أن تُطرح للنقاش مخزونات السلاح الكيميائي الذي تملكه اسرائيل، بحسب منشورات اجنبية. وقال سفير سورية في الامم المتحدة بشار الجعفري للمراسلين الصحافيين في نهاية الاسبوع، إن سورية لا تشترط هذا لكنها تعتقد أنه يجب على اسرائيل ايضا أن توافق على ميثاق حظر السلاح الكيميائي. وقال: ‘اذا كان يوجد خطر سلاح إبادة جماعية فهو السلاح الذي لدى اسرائيل. إن لاسرائيل سلاحا كيميائيا لكن لا أحد في العالم يتحدث عن ذلك’.
    وترفض الادارة الامريكية على رؤوس الأشهاد على الأقل كل محاولة للربط بين السلاح الكيميائي لسورية وذلك الموجود في اسرائيل في ظاهر الامر. وفي يوم الجمعة الاخير حينما كانت المباحثات في جنيف بين كيري ونظيره الروسي لافروف في ذروتها، سأل مراسل صحيفة ‘وول ستريت جورنال’، جي سولمون، متحدثة وزارة الخارجية الامريكية جنيفر ساكي، عن ذلك، فقالت: ‘لا نقبل محاولات النظام السوري أن يقارن نفسه باسرائيل. فاسرائيل هي ديمقراطية زاهرة لا تذبح بصورة وحشية ولا تستعمل الغاز على مواطنيها هي’.
    وقعت اسرائيل على ميثاق منع انتشار السلاح الكيميائي في 1993، وكان الذي قاد المسيرة آنذاك هو المدير العام لوزارة الدفاع دافيد عبري بدعم من رئيس الوزراء آنذاك اسحق رابين وكثيرين في جهاز الامن. لكن الحكومة أو الكنيست لم تصادقا قط على هذا الميثاق وبذلك لم تُخضع اسرائيل نفسها لقيوده ولطلب القضاء فورا على كل مخزونات السلاح الكيميائي الذي تملكه في ظاهر الامر.
    كانت الولايات المتحدة وروسيا تطلبان منذ بضع سنوات من اسرائيل أن توافق على ميثاق منع انتشار السلاح الكيميائي، لكن اسرائيل ترفض، وليست تعليلات اسرائيل غير منطقية. كان ادعاء الحكومة في القدس وفي الايام الاخيرة ايضا أنه ما بقيت الدول العربية وأولها سورية تملك سلاحا كيميائيا وتهدد به مدن اسرائيل فانه لا يوجد ما يدعو الى أن تسارع اسرائيل الى أن تخطو خطوات في هذا المجال. ومع ذلك يعتقد غير قليل من كبار القادة السابقين في جهاز الامن أنه من المناسب أن تنظر اسرائيل من جديد في هذه السياسة في الواقع الحالي، فقد اختفى التهديد الكيميائي من العراق قبل عقد إن كان قد وُجد قط؛ والبرنامج المصري للسلاح الكيميائي في سبات عميق؛ والتهديد المحتمل من قبل ايران ذري؛ والتهديد الكيميائي المركزي ـ سورية ـ قد يختفي في غضون سنة.
    يقوم الردع الاسرائيلي على غموضها الذري وعلى القنابل الذرية التي صُنعت في ديمونة بحسب منشورات اجنبية لا على الغاز السام الذي طُور أو لم يُطور في المعهد البيولوجي في نيس تسيونا. ونقول من الجانب الاخلاقي: هل يستطيع الجيش اليهودي أن يستعمل الغاز حتى على ألد أعدائه؟
    يمكن أن نُشبه قضية السلاح الكيميائي بخطة الانفصال. فالسلاح الكيميائي اذا كان موجودا هو كقطاع غزة يمكن أن يتحول على مر السنين من ذخر الى عبء على اسرائيل. فالابقاء عليه كلفته باهظة وجدواه مشكوك فيها. وإن الموافقة على الميثاق والقضاء على السلاح الكيميائي إن كان موجودا، قد يمنحها ثقة دولية تحتاج إليها كالهواء للنفس ولحفظ مصالح أمنية استراتيجية أهم كثيرا.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 367
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:33 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 366
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:32 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 365
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:31 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 364
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:30 PM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 322
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-24, 09:28 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •