النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 474

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 474

    اقلام واراء اسرائيلي 474
    4/11/2013

    في هــــــذا الملف

    نتنياهو يُسرع بدء اقامة الجدار في الغور
    بقلم:ايلي بردنشتاين،عن معاريف

    لندن لا تنتظر نتنياهو
    بقلم:شمعون شيفر،عن يديعوت

    ‘ترتيب عمل’ في القاهرة
    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    بالرغم من تلويح عريقات بالاستقالة أبو مازن وعد كيري بعدم الانسحاب من المفاوضات مع اسرائيل
    بقلم:باراك رابيد،عن هآرتس

    ربيع اسرائيلي مرتقب
    بقلم:أمير أورن،عن هآرتس

    الامن ينتصر دوما
    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    إقصفوا سورية مرة اخرى!
    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    اوباما: هكذا يأفل المجد
    بقلم:ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم










    نتنياهو يُسرع بدء اقامة الجدار في الغور

    بقلم:ايلي بردنشتاين،عن معاريف

    على خلفية الخلافات الشديدة والطريق المسدود الذي علقت فيه المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين بما في ذلك في مسألة السيطرة العسكرية في غور الاردن، قرر رئيس الوزراء اقامة جدار أمني في غور الاردن ايضا. ويعتزم نتنياهو اصدار التعليمات بالشروع باقامة الجدار فور الانتهاء من بناء الجدار على الحدود المصرية في خط مدينة ايلات. وبالتوازي، أمر نتنياهو بالاسراع في اكمال الجدار في هضبة الجولان.
    ‘وفي وزارات حكومية مختلفة بدأت منذ الآن اجراءات أولية لفحص متطلبات التخطيط لاقامة الجدار. سبب مركزي واحد هو طوفان اللاجئين من سوريا نحو 700 ألف، وصلوا الى الاردن. سبب آخر هو اغلاق الحدود الاسرائيلية. من وجهة نظر نتنياهو، فان نصب الجدار كفيل ايضا بأن ينقل رسالة الى الفلسطينيين الذين يعارضون التواجد الاسرائيلي على نهر الاردن والسيطرة على معابر الحدود بأن اسرائيل تعتزم الدفاع عن حدودها الشرقية في الغور وليس لها أي نية لاخلائها في أي تسوية كانت.
    ‘وخلال نقاش جرى قبل نحو اسبوعين في لجنة الخارجية والامن قال نتنياهو انه يوجد خطر تسلل الى اراضي يهودا والسامرة (الضفة) من جهة غور الاردن. ولم يفصل، ولكنه أوضح، قائلا: ‘نحن ملزمون بمواصلة تواجد الاسرائيليين في الغور، في الحدود المصرية وكذا على طول حدود الاردن. والحكومة تدرس امكانية اقامة جدار’.
    ‘وفي هذه الاثناء نجد أن المفاوضات مع الفلسطينيين عالقة، وبعد غد سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بوزير الخارجية الامريكي جون كيري في بيت لحم في محاولة لحل الازمة الناشئة، بزعم السلطة، في أعقاب القرار الاسرائيلي زيادة التوسع في البناء في المستوطنات.
    وكاعداد للقاء بين أبو مازن وكيري انعقدت اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف لطرح عدة بدائل للرد على خطة توسيع البناء في المستوطنات.
    ‘القيادة الفلسطينية قررت اتخاذ عدة اجراءات في الايام القريبة القادمة’، أعلنت اللجنة التنفيذية. ‘والهدف هو حماية المصالح الوطنية ومنع دخول المسيرة السياسية في طريق مسدود’.
    رياض منصور، السفير الفلسطيني في الامم المتحدة، رفع رسالة الى الامين العام بان كي مون كتب فيها: ‘إن قرار اسرائيل البناء في المستوطنات يشكل عملا غير قانوني واستمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية. الاعلانات الاسرائيلية عن بناء آلاف وحدات السكن في المستوطنات تكشف النية الحقيقية لاسرائيل لاحباط حل الدولتين’.
    ‘ولتجسيد نواياهم اتخذ الفلسطينيون خطوة استفزازية: رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، وعضو الفريق محمد اشتية استقالا. وأوضحت محافل مقربة من رئيس السلطة أبو مازن لـ ‘معاريف’ بأن كتابي الاستقالة وضعا على طاولة أبو مازن، الذي رفضها، بحيث أن الامر هو مجرد خطوة تظاهرية فقط.
    ‘وأشار مصدر مقرب من أبو مازن الى أن عريقات أبلغ الفريق الاسرائيلي المفاوض في لقائه الاخير بأنه لا يمكنه أن يواصل المحادثات في أعقاب التصعيد الاسرائيلي الذي يجد تعبيره في الاعمال على الارض وفي مواصلة الاستيطان.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    لندن لا تنتظر نتنياهو

    بقلم:شمعون شيفر،عن يديعوت

    في مساء يوم الخميس الاخير، في قاعة فخمة في فندق ‘لانكستر’ في لندن جلس مئات المدعوين وفيهم رؤساء الطائفة اليهودية ومسؤولون كبار في الجهاز السياسي في بريطانيا حضروا اللقاء السنوي لـ ‘بيكوم’ وهي مجموعة الضغط الاسرائيلية التي تعمل في المملكة المتحدة. تحدث نتنياهو الى الحضور على العشاء بواسطة الأقمار الصناعية بُث على شاشات كبيرة، وكان في أفضل حضور له وقد تحدث كالمتوقع عن الجهد الايراني للتسلح بسلاح ذري، وخندق كالمتوقع في موقف أساسه أنه إما أن تتجرد ايران من كل أملاكها في المجال الذري وإما أن تحتاج الى دفع الثمن كاملا على يد اسرائيل. أو بعبارة اخرى: أشار نتنياهو اشارة خفية الى أنه حتى لو بقي وحده فلن يحجم عن توجيه العمل على الايرانيين دون مساعدة امريكا.
    وهمس إلي عضو برلمان بريطاني قائلا: ‘ما الذي يتحدث عنه، وما الذي يحدث له؟ إن العمل دون امريكا جنون’.
    واختار عاموس يادلين، وهو جنرال احتياط كان في الماضي رئيس ‘أمان’ وقائد سلاح الجو، الذي استدعاه في آخر لحظة الى المؤتمر فويو زبلوفوفيتش مؤسس ‘بيكوم’ بعد أن ألغت الوزيرة تسيبي لفني مجيئها في آخر لحظة، اختار توجها يخالف توجه نتنياهو. فقال يادلين إن ايران برغم أنها بقيت الدولة الوحيدة التي تُعرض اسرائيل لتهديد وجودي، فان علينا أن نكون واقعيين’ لأنه ينبغي ألا نفرض أن يتبنى الايرانيون والمجتمع الدولي توجه نتنياهو وهو كل شيء أو لا شيء. وقال إنه يجب على اسرائيل أن تطلب أن تُلغى أجزاء كبيرة من البرنامج الذري الايراني لكن أن تبقى في يد نظام آيات الله أجزاء ما لها صلة ببرنامج تخصيب اليورانيوم لحاجات انتاج الطاقة.
    وحاول عضو البرلمان الذي تحدث إلي، والذي كان يشغل مناصب رفيعة في حكومات حزب العمال، أن يُبين أن بريطانيا ما زالت تلعق جراح مشاركتها مع الولايات المتحدة في حرب العراق. لافتا الى ‘أن المعلومات الاستخبارية المخطئة التي اعتمدنا عليها وقرارات الامريكيين المتسرعة في اثناء السنوات التي غرقنا فيها في الوحل العراقي أثبتت لنا الحاجة الى إبداء حذر أكبر من الدخول في حرب اخرى’.
    وكما فهمت من الأحاديث التي أجريتها في لندن، فإن اسرائيل ستبقى وحدها اذا استقر رأيها على مهاجمة ايران. فامريكا وبريطانيا لا تنويان الانضمام الى ‘الحفل’ الذي يشير إليه نتنياهو اشارة خفية حينما يعلن بأنه سيرسل طائرات سلاح الجو الاسرائيلي الى أهداف مختلفة في ايران حتى لو لم تنضم دول اخرى الى الهجوم.
    لقد زار البلاد قبل بضعة ايام السير جون سيورز رئيس الاستخبارات البريطانية التي هي نظيرة الموساد. ويُخيل إلي أنني لن أُخطيء الرسائل التي أراد أن يهبها لمتخذ القرارات عندنا وهي أنه لا يجوز أن تُرى اسرائيل في العالم أنها تُهيج حربا وأنها دولة تدعو الى حل الخلاف مع ايران بوسائل عسكرية.
    أفترض من أحاديث كانت لي هنا أن البريطانيين قالوا لنظرائهم في اسرائيل إن الولايات المتحدة وحدها تستطيع وقف المشروع الذري الايراني. وقال البريطانيون إن امريكا بخلاف ما تظنون هي القوة العظمى الوحيدة في العالم: فهي لا تتهاوى، وهي تختار سياسة براغماتية ستضطرون الى الاعتياد عليها والى العمل بحسب الخطوط التي ترسمها.
    وفي مقابل ذلك يعتقد البريطانيون أكثر من الامريكيين أن اسرائيل يجب أن تعمل في تصميم على حل الصراع مع الفلسطينيين. ‘لا تستطيعون الجلوس بلا عمل. أظهروا مبادرة وضائلوا الأخطار بازاء ملايين الفلسطينيين الذين تسيطرون على حياتهم’.
    يبدو أنهم في اسرائيل سيعترفون بأن التعاون بين اجهزة الاستخبارات في بريطانيا واسرائيل بلغ ذُرى لم تُعرف في الماضي، ولهذا فان الكلام الذي يُسمعه البريطانيون للاسرائيليين يأتي عن تقدير عميق لقدرات اسرائيل. لكن من المهم أن نتذكر أن فيما يتعلق بامكانية الهجوم على ايران. فهي بالعكس تُحذر اسرائيل من تأثيرات الكلام وامكانية عملية عسكرية لا يدعمها تعاون مع المجتمع الدولي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    ‘ترتيب عمل’ في القاهرة

    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    في المساحة التي بين البيان عن اختياره لمنصب السفير الاسرائيلي الجديد في مصر وبين قرار الحكومة عندنا، تجندت وسيلتان اعلاميتان في القاهرة لاجراء استقبال ‘ساخن’ للدكتور حاييم كورن.
    ‘الاهرام’ الرسمية ذكّرت لمن عينه بالذات بان كورن هو موضوع شكاوى منتظمة من حكومة السودان وان حكومة تركمانستان، حكومة ديمقراطية مجيدة اخرى، رفضت قبوله لديهم بسبب دوره الحالي كممثل رسمي لاسرائيل في جوبا، عاصمة جنوب السودان.
    صحيفة ‘اليوم السابع′ المقربة من جهاز المخابرات،ذهبت الى ابعد من ذلك حين دعت السفير المرشح ‘مهندس تخريب العلاقات بين شطري السودان’ واضافت ملاحظة تحذير على خطر الحياة الذي يكمن له اذا ما اصر على الوصول الى القاهرة. لدى مصر شبكة علاقات حساسة وملتوية مع حكومة الخرطوم بسبب نهر النيل الذي يمر فيها، وهو شريان الحياة لأكثر من تسعين مليون نسمة. أحدا في القاهرة لن يتنازع مع الخرطوم بسبب سفير اسرائيل.
    أحقا؟ كل من كان سيعين في هذا المنصب سيتلقى الضربات. مذهل جدا أن نكتشف أن خمسة دبلوماسيين مناسبين بينهم امرأتان تنافسوا على المنصب المحبط كسفير في مصر. فهذا ليس فقط مكانا صعبا للخدمة الدبلوماسية الاسرائيلية، بل ان الاحساس بالرسالة الذي يفترض أن يرافق الدبلوماسيين الى الخارج، التمثيل والاعلام، معالجة شؤون الزوار الاسرائيليين، تطوير الاعمال التجارية والتعاون كل شيء يشطب. ليس هناك من مع أوعلى ماذا يمكن الحديث. ليس للاسرائيليين موطيء قدم، وليس للمصريين (من يتذكر؟) سفير عندنا. أحد اصدقائي القدامى في القاهرة يقول انه لا يريدني ان آتي، كي لا ارى صورة الوضع عن كثب. صديق آخر يشرح بانهم لا يمكنهم أن يضمنوا أمني الشخصي.
    لا توجد حتى مكاتب تمثيل اسرائيلية. اذا كان ثمة نشاط، فانه سيتم من منزل السفير المحروس والعيون تتابع من يدخل الباب. اذا كان هذا محليا، فانه سيحظى بعناوين لاذعة. ماذا بعد؟ التنسيقات الامنية تجري من تحت الطاولة في مسار يلتف على السفير. ويخرج من كل هذه القصة ترتيب عمل. في المكان الذي يتجول فيه دبلوماسيون بين الارجل، فان وزارة الخارجية ترتب لهم مهبطا قبل الخروج الى التقاعد. احتمل سنتين من اليأس في القاهرة فتحصل على تقاعد سفير.
    ‘الصور الاخيرة من مصر تعرض حملة الكبح عشرين الف شرطي وجندي لحراسة المحاكمة التي ستبدأ غدا للرئيس المخلوع الثاني، محمد مرسي. ‘الاخوان’ يتوعدون بالازعاج، النظام يهدد بمعالجة المتظاهرين، وفي المحلات تباع حبات الشوكلاتة المغلفة بصورة ‘الجنرال’ عبد الفتاح السيسي.
    وزير الخارجية الامريكي جون كيري يصل اليوم في زيارة ترمي الى الاقناع بان واشنطن لم تنقطع عن القاهرة. وخلف الكواليس، المستشارون والخبراء يتعاطون مع مصر كحالة ضائعة. ليس واضحا الى أين تسير القاهرة، متى ستهدأ، والاسوأ، ماذا سيحصل حين ينهار الاقتصاد وملايين العاطلين عن العمل الجوعى يحاولون الفرار. هل يأخذ أحد ما في تل أبيب الحسبان لهكذا كابوس؟
    ‘هذا الصباح سيأخذون مرسي من المنشأة السرية التي يحتجز فيها منذ خمسة اشهر، الى محاكمة تجري وراء أبواب مؤصدة. عندما اصر باسم يوسف نجم برنامج السخرية الاكثر شعبية في مصر على ان تلتقط له الصور في شكل ‘جنرال’ ملتحٍ اسلامي، أحد لم يعتقد ان هذه مجرد نكتة. عندما تسير مصر نحو الضياع، لا يكون هناك تسامح مع النكات. أنزلوه عن الشاشة قبل لحظة من البث واطفأوا الانوار في الاستديو. في حالة سفيرنا، يمكن التخمين بان القاهرة ستسد الانف وتسمح لعملية ‘أخذ أوراق الاعتماد’ بالمرور. هم أيضا يعرفون بان هذه ليست متعة كبرى.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    بالرغم من تلويح عريقات بالاستقالة أبو مازن وعد كيري بعدم الانسحاب من المفاوضات مع اسرائيل

    بقلم:باراك رابيد،عن هآرتس

    اتصل مساء يوم الثلاثاء الماضي وزير الخارجية الامريكي جون كيري بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن). وكانت خلفية الاتصال رسائل مقلقة بعث بها رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، منذ بضعة ايام على خلفية رد الفعل الحاد على البيان الاسرائيلي على موجة البناء في المستوطنات والذي صدر بالتوازي مع تحرير السجناء الفلسطينيين الـ 26. ‘
    ويروي مسؤولون اسرائيليون كبار بانه قبل اسبوع من ذلك اطلع الفلسطينيون على أن اسرائيل توشك على نشر عطاءات جديدة لبناء فوري في المستوطنات. وكان رد فعلهم خليطا من العصبنة والاحباط. في أحد لقاءات المفاوضات مع وزيرة العدل تسيبي لفني ومبعوث رئس الوزراء اسحق مولخو هدد عريقات بانه اذا كان هناك نية لبناء مستوطنات جديدة فانه ورفيقه في الفريق المفاوض، محمد اشتيه، سيستقيلان على سبيل الاحتجاج.’
    وفي لقاء آخر مع لفني ومولخو هدد عريقات بانه بعد يوم من البيان عن البناء سيعقد مؤتمرا صحفيا يعلن فيه عن الانسحاب من محادثات السلام. كذلك سمع المبعوث الامريكي مارتين ايندك التهديد بالاستقالة مباشرة من عريقات ومن الفريق الاسرائيلي المفاوض ايضا. وقد أوضح الرئيس محمود عباس لانيديك بان الفلسطينيين يتميزون غضبا من نية الجانب الاسرائيلي الاعلان عن انشاء مستوطنات جديدة، ولكنهم لن ينسحبوا من المحادثات.
    ويوم الثلاثاء أيضاً عقد لقاء آخر بين فريقي المفاوضات الاسرائيلي والفلسطيني أوضح فيه للفلسطينيين بان اسرائيل ستعلن في الغداة عن البناء الجديد. ما ادى الى عضب عريقات الذي عاد وهدد بالاستقالة وبتفجير المحادثات. ورغب الامريكيون بالتأكد من أنهم لا يقفون امام أزمة خطيرة وسارع كيري الى الاتصال بعباس. ‘
    وقال مسؤولون اسرائيليون وامريكيون أنه مثلما جاءفي اللقاء مع اينديك، والحديث مع كيري ايضا، اوضح عباس بان الفلسطينيين لا يقبلون البناء الجديد في المستوطنات ويرون فيه أمرا خطيرا، ولكنهم لن ينسحبوا من المحادثات. واشار ابو مازن الى أن الفلسطينيين تعهدوا للولايات المتحدة باجراء الاتصالات على مدى تسعة اشهر وهم يعتزمون الايفاء بكلمتهم.
    ومع ان الفلسطينيين عرفوا بانه سيصدر بيان بناء المستوطنات، فانهم لم يقدروا بان هذا هذا البناء سيكون فوريا وتسريعا لتخطيط نحو 5 الاف وحدة سكنية. كما ان الامريكيين لم يفهموا بان الاعداد ستكون عالية بهذا القدر. وعندما نشرت الامور، يوم الاربعاء الماضي، اندلعت عاصفة في المقاطعة في رام’ الله. وطالب العديد من المسؤولين في اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف بالوقف الفوري للمفاوضات مع اسرائيل وبدأوا يهاجمون عريقات. ‘ ومساء يوم الخميس افادت القناة 10 ووكالة ‘معا’ للانباء بان عريقات رفع لابو مازن استقالته ولكن الاخير رفضها. ولكن الواقع كان مختلفا بعض الشيء. فقد أشار مسؤولون اسرائيليون الى أن عريقات لم يرفع كتاب استقالة، بل قال قولا عموميا في اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف.
    وعلى حد قولهم، قال عريقات انه كان بحاجة الى المنشورات في وسائل الاعلام لاغراض فلسطينية داخلية. من جهة كي يخفف عنه ضغط رجال م.ت.ف ومن جهة اخرى كي يهدىء الانتقاد في الرأي العام الفلسطيني. ‘
    عريقات هو من اقدم المفاوضين الفلسطينيين، وبذات القدر من أقدم المستقلين ايضا. وقد نشر الصحفي ماتيو كالمان في نهاية الاسبوع في مدونته ملصقة توثق عشرين سنة من استقالات عريقات من فريق المفاوضات. المرة الاولى كان في آب 1993. وبعد ذلك كانت عدة استقالات، ولكن عريقات لا يزال هنا.
    وفي يوم الخميس ليلا، بعد العاصفة التي أثارتها المنشورات عن استقالة عريقات، سارع الى النفي. وبعده بوقت قصير نشر مسؤولون كبار في وزارة الخارجية ايضاحا خاصا بهم. فقد قال مسؤول امريكي ان ‘الفلسطينيين اوضحوا لنا بانهم باقون ملتزمين بالاتصالات حتى تسعة اشهر وهي الفترة التي اتفق عليها وهم يعتزمون المشاركة في المفاوضات التالية’.’
    عريقات، لفني ومولخو سيواصلون اللقاء على الاقل في الاشهر الستة القريبة القادمة.
    ‘مسؤولون فلسطينيون كبار، مطلعون على المفاوضات مع اسرائيل، قالوا لـ ‘هآرتس′ ان قيادة السلطة والفريق المفاوض أعربوا في نهاية الاسبوع عن خيبة أمل عميقة من السلوك الامريكي في دفع المفاوضات الى الامام. وحسب هذه المصادر فان الاحساس الفلسطيني هو أن الولايات المتحدة تتصرف كراعية سلبية للمحادثات، ولا تتخذ موقفا يقيد اسرائيل، ولا سيما في بناء المستوطنات. وقالت: ‘الجميع يتذكر الدور النشط لكيري عشية استئناف المفاوضات. الرأي في القيادة الفلسطينية الان هو أن اسرائيل تحظى بيد حرة وان الامريكيين لا يحركون ساكنا’.
    يوم الثلاثاء من الاسبوع القادم يلتقي ابو مازن مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري في بيت لحم ويعرض امامه المصاعب المتعلقة بالمفاوضات، ولا سيما استمرار البناء في المستوطنات. مشكلة اخرى يعرضها هي حقيقة الا يتمكن ‘في ختام فترة المفاوضات من أن يعرض على الشعب الفلسطيني أي انجاز هام.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    ربيع اسرائيلي مرتقب

    بقلم:أمير أورن،عن هآرتس

    تأخر مجيء الربيع الاسرائيلي بصفته ظاهرة سياسية، على أثر الربيع العربي، قد يحين موعده آخر الامر في صيف 2014. والرجل المفتاح هو باراك اوباما. إن زمنه المجدي باعتباره رئيسا قادرا على فرض ارادته سينفد بعد سنة بالضبط، حينما تبدأ المنافسة في ترشح الحزبين للرئاسة.
    إن ما لن يحدث في الاشهر القريبة في الوساطة بين بنيامين نتنياهو ومحمود عباس قد لا يحدث أبداً. وسيتبين في غضون نصف سنة أن أي ازمة ستحدث في اسرائيل ستكون خارجية، مع الادارة الامريكية لأن نتنياهو لن يفي بنصيبه من صفقة الحلب مع واشنطن (فالبقرة تُرضع بشرط ألا يرفسها العجل)، أو داخلية، بسبب مسودة اتفاق مع الفلسطينيين.
    في كل واحدة من الحالتين مع صلة أو دون صلة بمحاكمة افيغدور ليبرمان، ستقوى الضغوط لحل الحكومة وتقديم موعد انتخابات الكنيست. ونتنياهو أسير لليمين الاستيطاني في الليكود وفي الخارج؛ ولهذا فضل الافراج عن سجناء لا تنحصر معارضته في وسط ما، فضله على تجميد البناء في المناطق الذي يُغضب المستوطنين ومساعديهم.
    يستطيع بنيامين نتنياهو من جهة دستورية أن يُنتخب مرة اخرى دون قيد لأن قيد السنوات السبع لولايته الذي كان موجودا في قانون الانتخاب المباشر لرئاسة الوزراء أُلغي مع القانون كله. لكن قوته قد استُنفدت من جهة سياسية وهكذا فانه حتى لو فاز مرة اخرى برئاسة الليكود، وهو شيء ليس مؤكدا، فانه لن يؤثر في اتجاه السفر، بل سيكون سائق حافلة فقط.
    في الانتخابات القادمة ستتاح فرصة لملء الفراغ بمركز المشهد السياسي وللعدول باتجاه سير السياسة الاسرائيلية القاتل في مكانه. إن ازدياد الليكود تطرفا وازدياد اسرائيل بيتنا صغرا وحرب الجميع للجميع في شاس واخراج الهواء من فقاعة يوجد مستقبل يمكن أن يزيد في الشوق الى بديل جريء والى سعي الى إنهاء الصراع مع الجيران.
    يبقى هذا الى الآن مجرد كلام، لكن المسافة بينه وبين الافعال غير بعيدة: يُحتاج الى اعادة تنظيم لكسر الجمود، والى جبهة انقاذ من نتنياهو وآسريه تؤلف بين رجال أمن انتهت فترة تبريدهم (يوفال ديسكن ومئير دغان وغابي اشكنازي، سيشوش التحقيق في قضية هرباز على ذلك، لكن اهود اولمرت ونتنياهو وليبرمان شغلوا مناصب وانتُخبوا في حين كانوا متهمين بقضايا أخطر وعاموس يادلين)، واهتمام بقضايا المجتمع والاقتصاد (موشيه كحلون)، وساسة ذوي خبرة أخرجوا أنفسهم من الكنيست الحالية (روني بار أون ودان مريدور). ومن الطبيعي أن تشمل هذه الجبهة ايضا تسيبي لفني وحركتها.
    بين المذكورين في هذه القائمة يوجد من يأملون ويُجهدون أنفسهم في التعبير عن أملهم لدى الاشخاص الصحيحين أن يُجعل على رأس هذه القائمة شمعون بيرس الذي تنتهي ولايته للرئاسة في تموز. وقد طاب لبيرس في الانتخابات السابقة أن يراودوه ولم يسارع الى طي اقتراح أن يستقيل من الرئاسة وأن يقود قائمة حزبية مع شيلي يحيموفيتش في المكان الثاني ولفني في المكان الثالث، وحاولت لفني أن تدفع بالفكرة الى الأمام؛ وأصرت يحيموفيتش على الرئاسة. لكن الوضع مختلف الآن، فهو ليس رئيسا يستقيل للعودة الى السياسة، وليس خارجا جديدا من الرئاسة يتلهى لحظة بوهم بِكر (اسحق نافون الذي تحدى بيريز لكنه انسحب)، بل هو رئيس متقاعد يُجند نفسه لجهد أخير.
    منذ نشأت الدولة شُمل بيريز على الدوام في مجموعة الحاصلين على أجورها إذ كان عاملا في وزارة الدفاع وعضو كنيست ووزيرا ورئيس وزراء ورئيسا. وليست بطالة المتقاعد له. وهو سيغلق القائمة الحزبية من المكان الاول لا المكان الـ 120 كالعادة. ومن القاسي جدا أن نتوقع منه أن يحكم سيجري تنافس داخلي في الرئاسة الفعلية لكنه يستطيع باعتباره قائد فريق وشريكا كبيرا أن يلقي في كفة الميزان شأنه في الداخل والخارج في وقت قرار حاسم مصيري. وهل سيتحقق هذا السيناريو؟ ذلك متعلق برئيسين: بيريز واوباما.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    الامن ينتصر دوما

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    تحاول وزير المالية، يئير لبيد، أن يعرض هذا كحل وسط، ولكن الحقيقة هي أن المالية خرجت مصابة ومرضوضة من المواجهة مع جهاز الامن. معنى الحل الوسط الذي اقر في نهاية الاسبوع هو تنازل شبه مطلق عن التقليص الذي خطط له في الميزانية. هذه هزيمة لاذعة للبيد، وللمالية ولمواطني اسرائيل.
    التقليص في ميزانية الدفاع حظي قبل اربعة اشهر، عندما اقر كقانون في الكنيست، بمديح كبير. وفي المالية ادعوا بان هذا انجاز هائل، تحقق بعد صراع شديد خاضه وزير المالية في مواجهة الجيش الاسرائيلي واللوبي الامني، واشاروا الى أن لبيد نجح في اقناع وزير الدفاع موشيه يعلون بتأييد التقليص. وبالفعل ايد يعلون في البداية التقليص في الحكومة وفي الكنيست، ولكن بعد زمن غير طويل غير الاتجاه، وطلب اعادة مبلغ التقليص بل وأكثر من ذلك. في اعقاب حملة الضغوط من وزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي قرر في نهاية الاسبوع المجلس الوزاري الامني بالاجماع، بما في ذلك لبيد، اعادة 2.75 مليار من اصل 3 مليار قلصت الى الجيش. وهكذا تحول الانجاز الهائل الى فشل مدوٍ. لقد اثبت جهاز الامن مرة اخرى بانه في الصراع مع المالية، تكون يده دوما هي الاعلى.
    بمراعاة العلاوات الهائلة في الميزانية والتي حصل عليها الجيش الاسرائيلي في أعقاب حرب لبنان الثانية، لاغراض التسلح والتدريب، وفي ضوء حقيقة أن التهديدات التقليدية على اسرائيل ضاقت جدا في أعقاب الازمات الداخلية في مصر، و سوريا والعراق. كان يمكن لهذا الوقت ان يكون زمنا مناسبا لتقليصات ونجاعة في جهاز الامن، في ظل تحويل الاموال منه الى المجالات الاجتماعية، الرفاه، الصحة وغيرها. ولكن تراجع رئيس الوزراء، واعادة التقليص بكامله تقريبا، أفرغ من محتواه كل طلب من جهاز الامن للنجاعة، وتجفيف حفر السمنة الكبيرة فيه.
    هكذا سيواصل مواطنو اسرائيل تمويل الازدواجية المثيرة للغضب بين الجيش الاسرائيلي ووزارة الدفاع، البعثات الامنية والمشتريات المنتفخة في الخارج، قسم اعادة التأهيل الذي يبذر المليارات، القواعد الباهظة في مركز البلاد، التقاعد الفضائحي لرجال الخدمة الدائمة الذين يخدمون في الجبهة الداخلية ويتسرحون في سن 46 وهذه مجرد قائمة جزئية.
    الجمهور، المعتاد على التسليم الأعمى بحجم ميزانية الدفاع وما يجري في جهاز الامن يجب أن يفهم بانه هو الذي سيدفع ثمن الانتصار. العلاوة لن تسمح للبيد ونتنياهو بتخفيض الضرائب في 2015 مثلما ارادوا. لن تسمح لهما أيضا بان يكرسا المزيد للتعليم، والصحة، ولرفاه، والحضانات النهارية للبنى التحتية ولحل مشاكل السكن.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    إقصفوا سورية مرة اخرى!

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    هل من العدل أن تقصف سوريا ست مرات في سنة؟ يقول القاصفون نعم. أومن الصحيح قصف سوريا ست مرات في سنة؟ تقول أبواق القاصفين نعم. ولماذا يجب قصف سوريا ست مرات في سنة؟ ربما لأنه ممكن؛ وربما لأنه ناجح؛ وربما لأنه لا يهم أحدا.
    تغرز اسرائيل نصالها في جسم سوريا الممزق كثور جريح في مصارعة الثيران، فهي بطلة على نازفين في وقت لا تكف فيه عن زعم أنها ‘لا تشارك فيما يجري في الحرب الأهلية’، بصورة منافقة. تهاجم اسرائيل صواريخ مضادة للطائرات روسية في مخازن سورية. وتزعم أن الصواريخ مُعدة للنقل الى حزب الله قد لا تُمكّنها من اقامة سياسة سماء مفتوحة سماء لبنان لا سمائها هي. إن اعمال القصف المتوالية هذه هي قصة نجاح، فهناك معلومات استخبارية رائعة، وطيارون ممتازون، واصابات دقيقة؛ وسوريا تسكت واسرائيل تسكت ويشير مراسلوها اشارات خفية الى مصادر اجنبية الى أن تفضي امريكا بالسر ما في ظاهر الامر. ولا يجري أي نقاش عام لاعمال القصف هذه ولا يُثار أي سؤال وهكذا تكون الحال حينما يكون الحديث عن قصص نجاح.
    وهكذا هي الحال ايضا في دولة تُهيج الحرب يكون القصف لغتها. فاسرائيل هي التي تقرر أي سلاح يُنقل أو أي سلاح لا يُنقل في الأساس. فهذا حقها لأنها هي القوية. وهي تفعل ذلك في غزة واللاذقية، وفي السودان وفي البحر، وفي كل مكان ممكن. ومن حقها أن تنتهك بفظاظة سيادة دولة عدوة مجاورة، وأن تطير في سماء لبنان بلا تشويش والويل لمن يحاول أن يتعرض لها. والويل ايضا لمن يحاول أن يشك في عدل طريقتها. سيثور النقاش العام في سياسة القصف اذا تحول النجاح مع القبول الى فشل لا سمح الله بأن تقع طائرة أو يقع طيار أسيرا أو يُقتل مدنيون أو ترد سوريا أو تصحو روسيا أو تغضب الولايات المتحدة على الأقل. آنذاك فقط ستثور الاسئلة، لكن ذلك سيكون متأخرا كثيرا.
    إليكم الشكوك: أيوشك السلاح المقصوف أن يُنقل دائما الى حزب الله حقا؟ وهل منظومات الصواريخ المضادة للطائرات، وهي سلاح دفاعي في جوهره، هي سلاح غير مشروع؟ وهل ستدوم سوريا على سياسة ضبطها للنفس وسياسة الاحتواء؟ وكم تستطيع اسرائيل أن تمد الحبل الى أن ينقطع ويضربها على وجهها؟ وهل ستسكت روسيا الى الأبد على قصف سلاح من انتاجها موجود عند حليفتها؟ وهل ستسكت الولايات المتحدة دائما حينما تتدخل اسرائيل فيما يجري في سوريا وتُهيج الحرب فيها في وقت يفي فيه رئيسها بشار الاسد بكلمته في حرص ويتجرد من سلاحه الكيميائي بسبب دبلوماسية امريكية حكيمة، وتُبدي الحرب الأهلية الفظيعة في بلده علامات اولى ربما تبشر بنهايتها؟.
    وماذا سيحدث اذا قلب أحد هذه الاسئلة الواقع الذي تقصف فيه اسرائيل وكأن شيئا لم يحدث، تقلبه رأسا على عقب. وإليكم اسئلة كُفر اخرى: ربما توجد صلة بين المباحثات في ميزانية الدفاع والقصف الاخير، في ذروة جلسة المجلس الوزاري المصغر التي تتناول هذه الميزانية؟ وهل يمكن أن يكون القصف يرمي في جملة ما يرمي اليه الى الحفاظ على استعداد عملياتي لوحدات الطيران تمهيدا للقصف الأكبر والد كل قصف الذي ما زال يحلم به كثير جدا من الاسرائيليين ويحثون على القيام به؟ وهل يرمي الى الحفاظ على شرعية ذلك القصف وأن يكون برهانا على امكانه؟ ينجح ذلك في الضفة، فهناك يثور الظن احيانا أن ‘عملية اعتقالات’ كبيرة كتيبة جنود تحاصر تحت جنح الظلام بيتا يختبيء فيه رامي حجارة صغير هي وسيلة فقط للحفاظ على استعداد القوات وتدريبها.
    قصف بعد قصف، ومن المدهش أن نرى صمتا مدويا ليس في اسرائيل الرسمية وحدها، بل وفضائها العام ايضا. يسمع الاسرائيليون بقصف آخر يتم باسمهم ويهزون أكتافهم، بل ربما يتأثرون ويتابعون السير الى الأمام. ويتلو المراسلون العسكريون المطيعون ورقة الرسائل التي أُمليت عليهم ولا يسأل أحد هل كل ذلك يقتضيه الواقع حقا أوقد ينتهي كل ذلك الى الدم ذات يوم أو الى البكاء على الأقل؟.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    اوباما: هكذا يأفل المجد

    بقلم:ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم

    ‘اذا كان يُحتاج الى برهنة اخرى على حقيقة أن عصر الهيمنة الامريكية على النظام الدولي الحالي في تهاوٍ سريع، فقد جاء ترتيب مجلة ‘فورباص’ لأكثر الاشخاص تأثيرا في العالم في سنة 2013 ليمنح ذلك تصديقا آخر. لم يكن الوجه المفاجيء الوحيد في ترتيب التأثير الذي رسمته المجلة في تنحية باراك اوباما عن رأس القائمة على يد رئيس روسيا فلادمير بوتين، بل بأن الرئيس الامريكي قد هبط الى المرتبة الثانية وسبق اشخاصا أكثر تأثيرا من جهة انجازاتهم المبرهن عليها (كالمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل) أو من جهة الرؤيا المثيرة للالهام التي صاغوها (كالبابا فرنسيسكوس الاول).
    أجل يتبين بعد خمس سنوات تقريبا من دخول اوباما الى البيت الابيض أن القوة العظمى الامريكية عادت في نفق الزمان الى عصر الرئيس كارتر في أواخر سبعينيات القرن الماضي. إن ادارة كارتر لم توحِ فقط بضعف سافر في مواجهة التحديات السياسية والاستراتيجية التي واجهتها (سلّمت في جملة ما سلمت له باحتجاز طويل لـ 53 دبلوماسيا امريكيا في داخل مبنى السفارة في طهران دون رد)، بل كانت صورة سلوكها العامة في المجال الدولي مشحونة بالتناقضات الداخلية وبأقل قدر من الاتساق. وبرغم تحول الظروف الدولية والاقليمية، أثار اوباما الخطوط الهيكلية المشوشة من ايام كارتر من مكمنها وهو يتابع السير في مسار خططه مستنبت الفول السوداني من فلاينس في جورجيا الذي هبط على المكتب البيضوي في العشرين من كانون الثاني 1977. فبنفس قدر قيادة كارتر لنهج سياسي مهادن للاتحاد السوفييتي مدة ثلاث سنوات كاملة (الى أن كان الغزو السوفييتي لافغانستان في كانون الاول 1979) اشتُقت سياسة ادارة اوباما بنفس القدر نحو ‘دول عاصية’ (كايران وسوريا) من مجموعة كاملة من الفروض الأساسية الليبرالية الواضحة في مركزها كما يناسب الفائز بجائزة نوبل للسلام رفض الخيار العسكري باعتباره أداة مشروعة في صندوق الأدوات الاستراتيجية للقوة العظمى الامريكية.
    في 1980 كان كارتر هو الذي بادر بعد تردد لا نهاية له الى عملية تخليص متواضعة النطاق لتخليص الرهائن من حجزهم في طهران (وكانت عملية فشلت فشلا ذريعا). أما في المدة الاخيرة فقد أحجم اوباما حتى عن توجيه ضربة صاروخية مركزة ومحدودة الى قوات بشار الاسد ومنشآته العسكرية، وذلك برغم التزامه القوي أن يفعل ذلك بعد أن تجاوزت دمشق كل الخطوط الحمراء في صعيد الحرب الكيميائية. صحيح أن المعركة في افغانستان لم تنته بعد، لكن الأجل المسمى الذي ضربته الادارة لانهاء مشاركتها فيها لايزال قائما. أما في الساحة الليبية حيث عمل فيها ايضا فقد حرص على الحفاظ على أدنى تدخل وجُر في واقع الامر وراء شريكتيه في حلف شمال الاطلسي فرنسا وبريطانيا. ويُقال الشيء نفسه ايضا عن الصلة بالمجال الايراني حيث تُضعف الحماسة الزائدة التي يُظهرها ‘كل أناس اوباما’ للتوصل الى اتفاق مع ادارة الرئيس روحاني، موقف مساومتهم حتى قبل دخول التفاوض الى مراحله الحاسمة.
    وتظهر صورة مشابهة من الضعف الذي يبلغ حد عدم الاحكام على الصعيد الداخلي. فبعد أن بذل أكثر جهده وموارده الرئاسية ليدفع قدما بدرة التاج قانون اصلاح التأمين الصحي أصبح من الصعب الآن على البيت الابيض أن ينفذ بالفعل الخطة بعد الموافقة الرسمية عليها، والنتيجة الآن هي فوضى تنظيمية متصلة قد تضع نهاية للرؤيا كلها. وهناك صورة مشابهة لعمل مقر قيادة فاشل مصحوبة بأدنى قدر من الحساسية، تثيرها قضية سنودن مع كل تفرعاتها وتطوراتها المختلفة. لا شك في أن اوباما أظهر الضعف والانقطاع عن الواقع والبعد في هذا السياق ايضا وامتنع عن مشاركة مطلوبة وعن دخول ‘الصندوق الاسود’ لوكالة الأمن القومية.
    وعلى هذه الخلفية ليس مفاجئا أن يسبق بوتين الذي يتمتع بهوامش مناورة أوسع في الداخل، أن يسبق اوباما ويتبوأ ذروة التأثير. وستبلغنا الايام هل ستستمر مسيرة تدهور الولايات المتحدة وتخليها طوعا عن مكانتها الرائدة باعتبارها القوة العظمى صاحبة الهيمنة منطوية في عالمها الداخلي، هل تستمر في سنة 2014 ويُعبر عنها ايضا في الاستفتاء التالي لمجلة ‘فورباص’.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 320
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:53 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 319
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:52 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 271
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:23 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 270
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:22 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 264
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:10 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •