اقلام واراء حماس 414
20/8/2013
عجائز الوثنيين العرب!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، أسامة الأشقر
|
حقاً إنه عالم بلا أخلاق!!!
فلسطين أون لاين ،،، كمال أبو شقفة
|
لقاء فتح وحماس.. والاستغلال السيئ
فلسطين أون لاين ،،،، حسن أبو حشيش
|
انقلابيات (8)
فلسطين أون لاين ،،، عصام شاور
|
أبو زعبل المصري، وأبو سليم الليبي
الراي ،،، فايز أبو شمالة
|
أبناء قابيل
الرسالة نت ،،، وسام عفيفة
|
|
كز الفلسطيني للإعلام ،،، أسامة الأشقر
ليس المد الإسلامي أحزاباً سياسية وحركات إسلامية ذات توجه إسلامي فحسب، بل ثقافة مجتمع خرج من أتون حصار فكري عابث متحكِّم ومسيطِر قادته تيارات قومية ويسارية وشيوعية وليبرالية وعلمانية متطرفة ترعرعت في أحضان أفكار أجنبية وافدة؛ ولم يكن ميلاد هذا المد سهلاً فقد حمل أوائل سني ولادته خصائص بعض المجتمع المتطرف الذي ولد منه فاكتسب منه الغلوّ والتطرف الذي ما زالت تعيشه تلك التيارات المتعلمِنة حتى اليوم؛ ولكن الثقافة الإسلامية الواسعة المنحازة للمصالح الراجحة والسهلة المسلك استعادت حضورها مجدداً في أوساط المد الإسلامي؛ وتمكنت في نفوس الجماهير كثيراً ؛ وأصبح الوعي الجماهيري العام يراعي الضمير الإسلامي الجامع لمكونات الشخصية المسلمة متجاوزاً مسلكيات الفرد المترددة أو غير المنتظمة؛ ناظرةً إلى مؤشّر صعود ثقافة الإسلام الصاعد إلى مسارات عالية .
لم يكن قياس هذا سهلاً قبل الثورات العربية ، فقد كنا نلمس ذلك في المجتمعات التي نعيش فيها، ونرى مظاهرها الشعبية تتسع وتنتشر، في مقابل تراجع مظاهر التيارات الأخرى التي احتفظت بحضورها النافذ لدى هذه السلطة الديكتاتورية أو تلك، وانتفعت بها وانتظمت في تحالفات متشابكة معها ، وأصبحت جزءاً من شبكة المصالح المترابطة معها.
أما بعد الثورات العربية فقد دخل صندوق الانتخابات إلى جدول القياس، وبات يقول كلمته الواضحة ، ولم تعد هناك فرصة للتزوير رغم كل ما يزوره صاحب السلطة، فقد بات الحضور أكبر من القدرة على جمع أوراق تزوير أزْيَد من حشود الجماهير الواقفة بالمرصاد.
عرفتُ في مسيرتي الثقافية والأدبية أدباء وشعراء وفنانين وموسيقيين ، وأحتفظ بعلاقات طيبة مع كثيرين منهم، لأنني كنت أَعُدّ نفسي رسول الثقافة الإسلامية الواعية بينهم ، وأحمل في جعبتي – كحال كثيرين من رواد الأدب الإسلاميين الزاهدين في عرض أنفسهم - أكثر من إمكاناتهم في مجالات عديدة ؛ ولم أفاخرهم يوماً بما أودعه الله فيّ وبما أعانني على الاجتهاد فيه ؛ فعرفوا قدري وحفظت لهم أقدارهم .
فتحتُ قنوات الصراحة، وبنيت جسور ألفة ، واستمعت لخطوط الاتصال العريضة ، رأوني على حقيقتي ورأيتهم على حقيقتهم ؛ كنتُ أعلم أنهم لم يشعروا بعدُ أنهم يودّعون دنياهم الصاخبة بشيخوخة بيضاء لم تترك وراءها أثراً أبيض ، كانوا يتساقطون كأوراق الشجر العالية، وتنبت مكانهم أوراق حالمة تنتمي إلى جذع الشجرة وجذورها الضاربة في أعماق الأرض ؛ بينما تتكوّم الأوراق المتساقطة الصفراء فوق بعضها، تعيش بينها دواب الأرض الصغيرة وديدانها تعتاش من بقاياها، ثم تتحلّل وتذوب ليكون تحللها سماداً لنبتٍ طيب؛ لأننا هنا لا نؤسس على فراغ، وإنما نبني على بعض أشكال الفضل الذي تركوه، وإن كان في كثير من نواحيه مشوّهاً منقوضاً .
لستُ أُجانِبُ الواقع، وإن كنتُ أعذر من لا يرى ما أرى، فمؤسسة الإعلام الترفيهي التي كانت المكان الأخير الذي يؤوي هؤلاء المثقفين في منابرها ، ما تزال تتسيّد عرش التأثير البصريّ، ولا تُدخِل أحداً في مجاريها المُوصِلة إلى الألوان والإضاءات البرّاقة إلا عبر الأفخاذ المكشوفة، والعبارات الماجنة ، والانكسارات المتخلّعة.
كما أن المواقف الوثنية للأيديلوجيات اليسارية والقومية والناصرية جعلت معبودهم الوثني الذي يتعصّبون له في مداولاتهم ومواقفهم أقدس من حرية الإنسان، وأقدس من عقلهم نفسه، بل جعلوه أقدس من الإله الحق المعبود.
لقد فاتهم أن ثمة إعلاماً بديلاً أحلى أوصافه أنه حر بلا رقيب، هو إعلام المواطن عبر منظومة التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، الذي يحفر لنفسه مسارات عميقة ينكسر أمامها الإعلام الفضائي ، بل إن جميع الدراسات تتحدث عن انتهاء عصر التلفزيون خلال عشر سنوات ليحل مكانه في العرش عصر الإنترنت .
أمامنا عشر سنوات فاصلة سيكون فيها الأدب غير الأدب، والشعر غير الشعر، والفن غير الفن، والإيقاع غير الإيقاع، والسينما غير السينما، والفيلم غير الفيلم، والصورة غير الصورة، والخط غير الخط، واللوحة غير اللوحة، لأن الوسيلة الحاكمة لم تعد مجرد وسيلة ناقلة بل أمست منظومة تفاعل وتأثّر وتأثير مفتوح الأفق ومفتوح الآلة ؛ وهو ميلاد ينتمي إلى المجتمع الحقيقي بعيداً عن تسلط الحلف القديم بين ذراع العسكري ولسان السياسي وذيل المثقف الذي عاش كثيراً يلعق فتات السياسيين والعسكر رغم الكثير مما يتْلُونَه علينا من خرافات المثقف الحر المستنير الذي لا يخضع لأحد ثم ينكشف على نوعية الإنسان الجهول الباحث عن غرائزه ومتعته، المضحّي برصيده الكلاميّ.
لقد أثبت المثقفون الليبراليون أنهم قوالب محنّطة تدّعي الإبداع الذي لم يصلها يوماً إلا على عكّاز منهوب أو مسروق، بعد أن انكشفت لعبة الإعلام الموجّه الذي يصنع النجوم من الحجارة المنطفئة ، ويلوّن القشرة بالبياض المتحوّل عن احتراق السماد العضوي القاتم؛ وانكشفت لعبة السلطة التي أحسنت بناء ديكورها وحشدت له كل أثاث يلزم لتزويق الباحة والساحة والمطرح حتى لو كان تالفاً المعنى والجوهر والنوعية ، فالمهم أن يكون لسانُه أزهرَ، وشكلُه جاذباً يغري بالانضمام ثم ينغمس في النعيم الزائل.
لقد كشفت الثورات رجعية المثقف العربي واتحاداته النقابية التي تدعمها السلطات الديكتاتورية لتستمر في التبويق له والتصدية ، بينما تنتشر الروابط الحرة في الحدائق الشعبية ، وفي باحات المساجد الصغيرة ، وفي ساحات الإنترنت ، وفي مجموعات التواصل ؛ وفي زوايا البيوت القديمة المكتظّة... ولا عزاء للرجعيين؛ ودامت ثورة المغيّبين .
أبناء قابيل
الرسالة نت ،،، وسام عفيفة
بعد انتهاء صلاة الجمعة دعا إمام المسجد إلى صلاة الغائب على أرواح الشهداء الذين يسقطون في مصر وسوريا، إلا أن نفرا من المصلين المؤيدين للانقلاب العسكري اعتبروا صلاة الغائب صلاة سياسية تتعارض وتوجهاتهم وانتماءاتهم التنظيمية وقرروا مغادرة المسجد.
المشهد تكرر في العديد من مساجد قطاع غزة، من امتنعوا عن أداء صلاة الغائب اندمجوا ذهنيا مع المعتوه الذي وصف المجازر التي يرتكبها الأمن المصري بحق المتظاهرين المصريين السلميين بـ"الحرب المقدسة"، ودعا إلى استئصال جماعة الإخوان المسلمين، كذلك توحدوا ذهنيا مع أمراء النفط الذين قرروا أن يمولوا جرائم القتل، وجميعهم أبناء آدم عليه السلام، لكنهم ينتمون عرقيا لقابيل القاتل الأول على وجه الارض، رغم أن قابيل تعلم من الغراب أصول التعامل مع القتيل بعد الموت، لكن مؤيدي القتل، لا زالوا متخلفين لعصر ما قبل الغراب وقابيل.
القرآن الكريم روى قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض.
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا، وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل.
ونقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد: " لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ "، ويتجاهل تماما كلمات القاتل.
انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله.
جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.
اندلع في قلب قابيل حزن على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم بعد أن اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل، ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه. لكن أعوان الانقلاب اليوم تحجرت قلوبهم لدرجة أنهم نسوا أدميتهم أمام التشفي والانتقام، ولم يتعلموا من الغراب تكريم الإنسان حيا وميتا.
وما دامت هناك أصوات من بيننا تبارك اجتثاث الاسلاميين، وتستقوي بالانقلاب العسكري في مصر، وتهددنا بالسحق تحت الجرافات وجنازير الدبابات، بعد حصارنا، فإن الامر يستحق أن ينادي الرجل منا على زوجته: "بيعي الذهب يا مرة وخلينا نشتري بارودة" وإلا قتلني ابن قابيل واستباحك لنفسه، فلم يعد يجدي مع هؤلاء طيبة هابيل الذي تعرض للغدر وهو نائم.
أما الغراب الذي يستحقه هؤلاء فليس غراب يعلّمهم، بل "غراب البين" يخطف الفرحة من وجوههم بعدما ينقبلوا على أنفسهم ولسان حالهم يقول: يا فرحة ما تمت.. خدها الغراب وطار".
حقاً إنه عالم بلا أخلاق!!!
فلسطين أون لاين ،،، كمال أبو شقفة
حين تسيل الدماء ، وبغير حق تمزق الأشلاء، وحين لا تحترم حرمة الشيوخ والأطفال والنساء، فاعلم حينها أنك تعيش في شريعة الغاب، أو أنك في عالم بلا خلق أو حياء.
وهذا هو الذي يحدث فعلا في هذه الأوقات، ففي مصر وسوريا ومينمار تستباح الحرمات، ويسقط الشهداء والجرحى بالألوف والمئات، ولا تسمع أو ترى فعلا يناسب الأحداث، اللهم إلا من بعض الأحرار والجهات.
حقا انه عالم بلا أخلاق!!! فزع العالم على صنمين تمثاليين كسرا في أفغانستان،وأقام الدنيا ولم يقعدها وأزهق من اجل ذلك الأرواح واستباح الحرمات!!يا له من عالم ظالم،عالم يحرص على المصالح أكثر من المبادئ،يحرص على شخصه وذاته أكثر بكثير من حرصه على الأخلاق والقيم، فالغرب كله ما زال يتحرى ويفتش ويتأكد أن سوريا تعرضت لإبادات جماعية وبأسلحة كيميائية، يقدم خطوة في نصرة المستضعفين هناك ويتراجع خطوات، وحين يباد المسلمون في مينمار أمام وسائل الإعلام يغمض عينيه ويتعامى ويتصنع انه مشغول عن ذلك، وحين يباد المتظاهرون السلميون في مصر بهذا الإجرام الفاضح صبيحة الأربعاء 14/8 يطلب من الأطراف المتنازعة التحلي بضبط النفس!! سبحان الله الحكم العدل، فلو قتل مسيحي أو صهيوني هنا أو هناك لانتفض مجلس الأمن، ولقامت قيامة حقوق الحيوان قبل الإنسان، ولأرسلوا مندوبيهم واستدعوا سفراءهم، وهددوا وتوعدوا، وبكل أصناف الأسلحة استعرضوا، وكل أصناف الأدوية والأطعمة والمساعدات أوقفوا، حتى يخضعوا الطرف الآخر ويركعوا!!! حقا انه عالم بلا أخلاق!!!
أما العرب والمسلمون فحدث عنهم ولا حرج(إلا من رحم الله)،فلا صوت يعلو فوق صوت العمالة والنذالة والحقارة،وللأسف أنهم اعتبروا ذلك(كياسة وشطارة)، لقد صرحوا علانية ودون حياء أن مصر رفعت رأسها عاليا بفضها للاعتصامات السلمية بهذه العنجهية والبهيمية،نعم أشهد أنها رفعت رأسها عاليا حتى يسهل قطفها بعد أن أينعت وحان قطافها، لقد مولوا ودعموا ذلك الإجرام وكافؤوه وجامعة الدول العربية لا صوت لها أيضا، وكأنهم في القرون الغابرة لا يشاهدون التلفاز ولا يسمعون الأخبار في الراديو لعدم وجود الأجهزة عندهم،ولا حتى يقرؤون الصحف!!حسبنا الله ونعم الوكيل حقا انه عالم بلا أخلاق!!!
أعلم أن قتل إخواننا في مصر وسوريا ومينمار أوجع وأدمى قلوب أحرار العالم ،لكنني متيقن تماما أن ثلاثة أشياء من كن فيه كن عليه،"1" المكر"ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" "2"والبغي "يأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم"3" والنكث "ومن ينكث فإنما ينكث على نفسه" وإذا كان رسول الله قد قال إن للبيت رباً يحميه، فإن لكل عابد يتجه لهذا البيت رباً يحميه أيضا، فإن الله سبحانه هو أحكم وأعدل العادلين، مع قناعتي أيضا أن الحق لا بد له من قوة تحميه.
أبو زعبل المصري، وأبو سليم الليبي
الراي ،،، فايز أبو شمالة
اقتل في الميدان، واقتل عند المواجهة، واقتل بالقنص، واقتل بالقصد، واقتل بالخطأ، وحز بالسكين لحم عدوك أثناء القتال، ولكن لا تقتل أسيراً، لا تقطع وريداً صرت أنت تحسب نبضاته، وتحبس خفقاته، ولا تجز رقبة من استسلم لك، ولا تقتص ممن سلم لك أمره، فصار سجيناً، يأكل ما تقرر له، ويشرب ما تقدم له أنت، وينام ويقوم ويتنفس وفق هواك.
مقتل عشرات السجناء المصريين في سجن أبي زعبل جريمة بشعة يجب أن لا تمر بلا عقاب، وبغض النظر عن أسماء السجناء، وأعمارهم، ومستواهم العلمي، والعمل الذي قاموا فيه، وبغض النظر عن الطريقة التي قتلوا فيها، فسلامة السجين تقع على عاتق السجان، وهو المسئول عن تأمين رحيله وتنقله ومسكنه وعلاجه وسلامته العامة.
مقتل عشرات سجناء سجن أبي زعبل في مصر يذكرننا بمقتل سجناء سجن أبي سليم في ليبيا، مع فارق جوهري في بشاعة القتل، ففي الوقت الذي تمت فيه تصفية سجناء سجن أبي سليم دفعة واحدة، فإن احتمالية تصفية سجناء سجن أبي زعبل بشكل فردي، هو أمر وارد، لأنهم سجناء تحت التحقيق، وانتزاع المعلومة منهم قد تدفع المحقق إلى تعذيبهم بشكل فردي حتى الموت، ومن ثم صار الإعلان عن مقتلهم بالجملة.
إن أبشع الجرائم التي عرفتها البشرية هي تلك الجريمة التي يقترفها السجان بحق السجين، لذلك أوجعتني جريمة قتل السجناء في سجن أبي زعبل أكثر بكثير من جريمة قتل الأبرياء في ميدان رابعة العدوية، فالثاكل تبكي للثاكل، ومن هرست عظامه سنوات السجن الطويلة، يعرف معنى الضعف البشري رغم إدعاء القوة، ويعرف معنى الحرمان رغم التأفف، ويعرف معنى الحنين رغم احتباس الدموع، ويعرف معنى الشفقة رغم التجلد، ويعرف ظلمة الجدران حين تطبق على أنفاس السجين، ومع ذلك، فلم أشعر بالقلق من السجان اليهودي طوال سنوات سجني، فقد كنت واثقاً أنني صرت رقماً لدى إدارة السجون، يتسلمني السجان اليهودي من زميله، وهو ملزم أن يعيدني سالماً وفق القانون الذي سيحاسبه على كل قصور.
وحين اعترضت في سجن الرملة على السجان اليهودي الذي وضع القيود في قدمي الشيخ المقعد أحمد ياسين، رد السجان قائلاً: أعرف أنه مقعد، ولكن؛ أنا ملزم بتقييده وفق تعليمات إدارة السجون، وأنا ملزم بسلامته في نفس الوقت.
أولئك كانوا يهود، نقول: إنهم قتله ومجرمون وفاشيون ونازيون وغاصبون، فماذا نقول عن العربي الذي يقبض على أخيه العربي حياً، فيلقيه بعد يومين جثة ممزقة ؟.
ملاحظة: ستقدم أي حكومة إسرائيلية استقالتها فوراً لو قتل عشرات السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بالطريقة نفسها التي قتل فيها عشرات السجناء المصريون في سجن أبي زعبل. فما هو موقف الحكومة المصرية الراهنة؟
سيقول البعض: أنت ترفع بكلامك هذا من شأن إسرائيل الغاصبة، وتقلل من شأن الأنظمة العربية لغرض في نفس يعقوب.
وأنا أقول: جميعكم تهمسون فيما بينكم، وترددون: رغم وحشية اليهود وقسوتهم وغلظة قلوبهم، إلا أنهم أرحم من أنظمة الحكم العربي، وإن عدواً عاقلاً بالحقوق الإنسانية ولو قليلاً لهو أشرف ألف مرة من ملك أو رئيس عربي لما يزل يجهل وجود إنسان له حقوق.
لقاء فتح وحماس.. والاستغلال السيئ
فلسطين أون لاين ،،،، حسن أبو حشيش
من الأمور المعروفة في الأوساط الحزبية والسياسية والأمنية والتنظيمية الداخلية لفتح أن الوفود القيادية التي تأتي لقطاع غزة من الضفة , يكون هدفها ترتيبات خاصة لجسم الحركة , ولا علاقة لها بأي بعد آخر , وتعودنا على أن تستغل الوفود الزيارة في عقد لقاءات مع حماس أو الحكومة او التشريعي لالتقاط الصور , وبعد انتهاء الجولات والزيارات تخرج هذه الوفود وتتحدث عكس الواقع , وتتبارى وتتفانى في إطلاق التصريحات ضد قطاع غزة .
هذه المرة جاء الوفد الفتحاوي لغرض تنظيمي بحت , حيث رشحت المعلومات أنه التقى بقيادات فتحاوية لدراسة سبل إجراء الانتخابات من طرف واحد وآليات تصويت غزة عبر الإنترنت , ولم يكن في الجدول حسب ما علمتُ أي لقاء مع حماس , ولكننا تلقينا معلومات إعلامية أن اللقاء تم لأغراض البروتوكول , وتحقيق عدم القطيعة , وعدم حرق السفن , وإبقاء الفرص قائمة , وفي اللقاء طرح الوفد الفتحاوي كما أعلن هو أنه عرض على حماس فكرة الانتخابات أولا , وكان موقف حماس كما أعلنته هي أنها مع الانتخابات الشاملة لكل مؤسسات السيادة الفلسطينية ووفق الاتفاق الأخير الموقع بين الحركتين . وهذا لا يُشير إلى جدية فتح في الطرح , ولم يُشر إلى رفض حماس ... لكن تصريحات وفد فتح الذي غادر غزة ركزت فقط على عنوان : " فتح عرضت الانتخابات وحماس رفضت " وتناولتها وسائل الإعلام التي تنتظر الخبر على قاعدة المثل الشعبي " أخذها الغراب وطار , وهذا استمرار في التحريف والتضليل , وفي السلوك الذي لم ولن ينم عن حسن نوايا . وبعدها يصرح جمال محيسن القائد الفتحاوي أن الانتخابات ستجري من طرف واحد .
حركة فتح تُطبق ما عليها من سياسة اعادة ترسيم الخارطة السياسية الإقليمية , وهي خططت مع خلية الأزمة العربية لتقويض وسحق حماس بعد أن تنتهي الخلية من قطع رأس الإخوان في مصر وتونس , لذا هي مُقدمة على تطبيق دورها ضد غزة من قبيل إعلان قطاع غزة إقليما متمردا , والموافقة على اتفاقية معبر رفح عام 2005 م , واجراء انتخابات من طرف واحد بدون توافق وطني , ثم تعلن النتائج حسب مزاجها , وانها هي الشرعية , وحماس خارج الشرعية , وستجد دعما من الأطراف التي خططت للأمر ... هذا الأمر سيستجلب عدوانا صهيونيا لتدمير حماس , حيث لن تجد حماس أي نصير كونها خارج القرار الإقليمي وخارج الشرعية الانتخابية المزورة , وبالتالي تمضي المفاوضات مع من يمثل كل الشعب الفلسطيني .
للأسف القيادة المتنفذة في فتح والسلطة تتعامل كالنعامة حين تدس رأسها في التراب وتعتقد أن أحدا لم يرَها . وهنا نكرر نداءنا إلى الشعب الفلسطيني بألا يستهين بهذه الخطوات التي تسعى إلى العودة للفلتان والفساد وبيع القضية بشكل رسمي دون معارضة , وعلى حماس رفع درجة الحذر في التعامل مع هذه الملفات وهذه الوفود التي أثبتت مرارا وتكرارا سوء نيتها .
انقلابيات (8)
فلسطين أون لاين ،،، عصام شاور
لم يظهر مغتصب منصب الرئاسة في مصر لمخاطبة الشعب المصري، بعد المجازر التي ارتكبها الانقلابيون، ولكن قائد الانقلاب الإرهابي عبد الفتاح السيسي هو الذي ظهر في خطاب متلفز أمام من خان وطنه وشعبه من قادة وضباط الجيش والشرطة، وقد سقط مغتصب الرئاسة وحكومة الطراطير من الخطاب كما يسقط حرف الجر سهوًا؛ لأن العسكر هم المغتصبون للسلطة، وليست القوى المدنية، كما ادعى السيسي في خطابه.
سعى عبد الفتاح السيسي جاهدًا لإظهار نفسه كبطل قومي أنقذ البلاد والعباد من شر التتار، ولكن ضعف موقفه وضعف حجته وانكسار صوته وكثرة أيمانه (قسمه) بعد كل كذبة وفرية كشفت حقيقة أنه سفاح يدافع عن نفسه أمام محكمة الشعب المصري والشعوب الحرة، عبر الفضائيات، وليس داخل القاعة التي غصت بشركائه في الجريمة.
الانقلاب الإرهابي استخدم مع الشعب المصري الثائر الأساليب الإسرائيلية في قمع الشعب الفلسطيني، ففي ميداني رابعة والنهضة استخدم أسلوب "الصدمة والترويع"، كما في بداية حرب "رصاص مصبوب" على قطاع غزة، الصدمة من أجل شل قدرة قيادة التحالف لدعم الشرعية على الرد على تلك الاعتداءات، أما الترويع فمن أجل دب الرعب في قلوب الثائرين، وكل من يفكر في المشاركة في الثورة، أو الانفضاض عن تحالف الانقلاب الشيطاني، وحتى تسري بين الناس مقولة: "انجُ سعد فقد هلك سعيد"، ونحن نتذكر المجازر التي ارتكبتها (إسرائيل) في كفر قاسم ودير ياسين، وضخمها الإعلام العربي، ما ساهم في تهجير أعداد كبيرة من فلسطينيي المناطق المحتلة عام 1948م، ومازالوا ينتظرون العودة.
الانقلاب الإرهابي لا يستهدف جماعة الإخوان المسلمين وحدها، ولكنه يسعى إلى كسر شوكة الشعب وإرادته وامتهان كرامته؛ لتسهل قيادته عقودًا أخرى من الزمان، مثلما كان عليه الحال تحت حكم العسكر قبل ثورة 25 يناير، ولأنهم فشلوا في تنفيذ مخططاتهم جن جنونهم حتى وصل بهم الأمر لقتل المواطنين المعتقلين بتهمة معارضة الانقلاب، وفيهم الأطفال والنساء والشيوخ.
ختاماً يجب التنبيه إلى عدم جواز المقارنة بين إرهاب الانقلابيين في مصر والإرهاب الإسرائيلي، أو الادعاء بأن السيسي فاق اليهود في جرائمه، السيسي سفاح وإرهابي، ولكنه تلميذ مبتدئ مقارنة بالإسرائيليين، ويكفي أن نعلم أن (إسرائيل) تدعم الطغاة والانقلابيين مثل السيسي، وتدعم "إرهاب الدولة"، فضلًا عن جريمتها الكبرى المتمثلة في احتلال فلسطين، وارتكاب مئات المجازر ضد الشعب الفلسطيني، وبعض الدول والشعوب العربية الشقيقة.