النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 492

  1. #1

    اقلام واراء عربي 492

    اقلام عربي 492
    7/9/2013

    في هذا الملــــف:
    لماذا التفاوض إذاً؟
    محمد عبيد-الخليج الإماراتية
    من أجل إسرائيل
    د. فهد الفانك-الرأي الأردنية
    دور الأخطبوط الصهيوني في الإعلام الغربي
    عبد العزيز المقالح-الخليج الإماراتية
    المنطقة بانتظار الحرب أو السلام المؤجل؟
    سليم نصار-الحياة اللندنية
    هل انتهت خدعة الاعتدال في منطقتنا؟
    طارق الحميد-الشرق الأوسط
    لا أطعمهم من جوع ولا آمنهم من خوف!
    حلمي الأسمر-الدستور الأردنية

    قمة العشرين: اوباما يردّ على مناورة بوتين
    رأي القدس العربي
    روسيا وأميركا قبل سوريا وبعدها
    سركيس نعوم-النهار اللبنانية
    نظرة مستقبلية- لا تصالح مع الإرهاب
    محمد إسماعيل-الجمهورة المصرية
    الصبر طيب‏..‏ يا أردوغــــــان‏!!‏
    سناء البيسى-الأهرام المصرية












    لماذا التفاوض إذاً؟
    محمد عبيد-الخليج الإماراتية
    الإقرار بسلبية أمر ما، وتأكيد أنه “عقيم” ومن دون نتائج أو فوائد، لا يمكن إلا أن يعني أمراً واحداً، مفاده أن من يصدر عنه هذا الاعتراف عازم على عدم الاستمرار فيه، ومقبل على تركه فوراً، كون ضرره أكبر بكثير من أي منفعة تتراءى سراباً في الأفق .
    أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أقرّ قبل أيام بأن مفاوضات التسوية التي استؤنفت برعاية أمريكية، وعقدت في سياقها ست جلسات بين الجانبين الفلسطيني و”الإسرائيلي”، من دون نتائج ولم تحقق أي اختراق، ووصفها بأنها عقيمة، وحمّل الطرف الآخر مسؤولية الفشل بسبب إصراره على مواصلة الاستيطان . وقال “نحن نرى الآن ما كنا نتوقعه بأن الأمل أن تتقدم ضعيف للغاية، بل هو أمل معدوم في هذه اللحظة، انها مفاوضات عقيمة” .
    ومع صراحة هذا الكلام ووضوحه، مضافاً إليه تأكيدات كثيرة صدرت من أكثر من مسؤول فلسطيني، وعلى لسان كبير المفاوضين صائب عريقات، وعضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير حنان عشراوي، فإنه لم يسفر عن مجرد التلويح بوقف عبثية الاحتلال وإحباط هدفه المعلن من استئناف التسوية، المتمثل بكسب الوقت والغطاء لعمليات التهويد والضم والتوسع واقتلاع الفلسطينيين .
    الحديث الفلسطيني يدور الآن عن لقاء يجمع لجنة المتابعة العربية المكلفة ملف التسوية، مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، غداً الأحد، إلى جانب لقاء يعقده الرئيس الفلسطيني محمود عباس معه في اليوم ذاته، والهدف من اللقاء مطالبة الرجل الملتزم مصلحة “إسرائيل” بالضغط عليها لوقف عبثها وجرائمها .
    المشكلة الحقيقية لا تكمن في التفاصيل فقط، فحتى الإطار العام للعملية غارق في المشكلات، والدليل على ذلك أن المفاوضات استؤنفت تحت عنوان عام هو وقف الاستيطان أو تجميده، لكن ذلك لم يكن، بل على العكس كان تكثيف عمليات التوسع، وطرح عطاءات جديدة، وسلب مزيد من الأرض، وتأكيدات أكثر من وزير وسياسي وحتى رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو الاستمرار في ذلك .
    لكن الأنكى من ذلك، هذا الإصرار الفلسطيني والعربي على مواصلة المراهنة على الإدارة الأمريكية، وعلى إمكانية أن يتغير موقفها أو أن تتعدّل موازين انحيازها الكامل للكيان المحتل و”أمنه”، وفي هذا تشجيع لواشنطن وقبلها “إسرائيل” على إفشال هذه المفاوضات ضمناً، من خلال استمرار الاحتلال في مخططاته، واستمرار الإدارة الأمريكية في انحيازها المفضوح له .
    كان توقيت إعلان استئناف مفاوضات التسوية وحده كفيلاً بكشف عدم جدواها وعقمها، وتوقع أنها لن تسفر عن نتيجة تذكر في مصلحة الجانب الفلسطيني، فالظروف المحيطة لا تخدم إلا مصلحة الكيان المحتل، وانعدام الاستقرار في المنطقة كلها كان عاملاً أساسياً في تنبهه وحليفته الكبرى إلى ضرورة الإقدام على عملية “تحريكية” مفرغة من أي مضمون، تمنحه الشرعية والوقت والغطاء .
    أي مفاوضات لن تكون مثمرة في ظل العجز الفلسطيني بالدرجة الأولى عن إنهاء الانقسام، وفي ظل انشغال الدول العربية المؤثرة وعلى رأسها مصر في إعادة إرساء النظام، وستخدم مصلحة العدو فقط .
    من أجل إسرائيل
    د. فهد الفانك-الرأي الأردنية
    يخطئ من يظن أن التحرك الأميركي في شرق المتوسط والصواريخ المعدة للانطلاق يستهدف سوريا بالذات ، فالهدف الحقيقي مزدوج وهو أمن إسرائيل المطلق وردع إيران من محاولة امتلاك سلاح ذري يمكن أن تهدد به إسرائيل.
    ردع إيران على أهميته ، لا يعني أن أميركا تخشى أن تكون مستهدفة من قبل إيران بالقنبلة الذرية الإيرانية ، فالقصد الإيراني أن تكون إيران دولة إقليمية كبرى يحسب لها ألف حساب وإيجاد شبه توازن مع القوة الذرية الإسرائيلية ، باعتبار أن السلاح الذري لا يقصد به الاستعمال فهو أداة للردع المتبادل وتكريس مركز إيران كدولة مهيمنة إقليمياً.
    في الموضوع السوري كما في غيره من المواضيع والقضايا ، إسرائيل هي نقطة الاهتمام الاميركي. وحتى في الموضوع الإيراني إسرائيل هي نقطة الاهتمام. بل إن أميركا أثبتت قابليتها للتدخل إلى جانب إسرائيل سياسياً وعسكريا في جميع الظروف حتى عندما يكون ذلك على حساب مصالح أميركا الحيوية في المنطقة. شعار أميركا: إسرائيل أولاً. ومن أجل عيون إسرائيل فإن إميركا على استعداد للقتال في سوريا في صف واحد مع القاعدة وأمثالها.
    إسرائيل هي إذن النقطة المحورية التي تدور حولها السياسة الأميركية في الشرق الأوسط ، سواء كان ساكن البيت الأبيض ديمقراطياً أو جمهورياً ، وليس هناك تحرك أميركي واحد في المنطقة لا يأخذ مصالح وأمن إسرائيل بالاعتبار في المقام الأول ويأتي البترول في المقام الثاني وفي مركز متناقص الأهمية. بوش الأول تحرك ومعه 33 دولة في العدوان على العراق في 1991 (بعضها دول عربية) ليس حباً في الكويت وشعبها وأميرها بل للحيلولة دون قيام دولة عربية مركزية تسيطر على البترول العربي وتملك جيشاً قوامه مليون جندي ، مما يهدد أمن إسرائيل أو على الأقل يؤسس لتوازن في ميزان القوى في المنطقة ، ويتناقض مع تعهد أميركا بإبقاء إسرائيل أقوى من الدول العربية منفردة ومجتمعة.
    بوش الثاني احتل العراق بحجة أنه يملك أو يسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل تهدد أمن إسرائيل. وها هي أميركا اليوم تتهيأ لضرب سوريا وتجد عرباً لا يؤيدونها فقط بل يحرضونها ويطلبون أن تكون ضربتها من الشدة بحيث تنتج الأثر المطلوب.
    تحية إجلال وإكبار إلى الشقيقة الكبرى مصر التي بالرغم من ظروفها الخاصة انحازت إلى ضميرها القومي واستردت دورها المحوري في العالم العربي.
    دور الأخطبوط الصهيوني في الإعلام الغربي
    عبد العزيز المقالح-الخليج الإماراتية
    الإعلام، هو هذه الآلة التي بدأت تنويرية وانتهت في معظم الحالات تدميرية؛ تأكل الكلام على مدار الساعة ولا تعرف التوقف، ولا ترغب في إعادة النظر وإطالته في قراءة النتائج الخطرة التي ترتكبها في حق الأرض والبشر، والقائمون عليها يعتقدون أو بالأصح يتوهمون أنها تقوم بخدمة لا يستغني عنها إنسان اليوم لمعرفة ما يدور حوله وما يتربص به من مشكلات راهنة ومستقبلية .
    صحيح أن هناك أغلبية على وجه هذه الأرض لا تتابع ما تنتجه الآلة الإعلامية العالمية والغربية منها خاصة، ولا تهتم بما تقوله تلك الآلة أو تكتبه أو تصوره، وهذه الأغلبية سعيدة بموقفها تجاه أكبر مهيجات العصر وأكثرها إثارة للمتاعب والأحزان، لكنها أغلبية غير فاعلة في رفضها السلبي، وليس في مقدورها أن تثبت للأقلية المتابعة والمشدودة إلى الشاشات والإذاعات وبقية وسائل التوصيل الإعلامية ما تشعر به من سعادة روحية ونفسية لابتعادها عن متابعة الضرب اللحظي على الوجدان البشري والخضوع الإجباري لغسيل الأدمغة وتنويم الضمائر . واللافت في الأمر هو الدور التخريبي الذي يلعبه الإعلام الغربي المنحاز لأسطورة التفوق والاستعلاء، يضاف إلى ذلك الدور الصهيوني العنصري المضلل الذي بات يهيمن على هذا الإعلام ويوجه مساره، ويخفي كثيراً من المعلومات التي تحتاج إليها الشعوب .
    وإذا كنا قد عشنا فترة من السذاجة الشديدة توهمنا خلالها أن الإعلام الغربي هو النموذج الذي نطمح إلى أن نتمثله في حياتنا العربية وأن يكون لنا شيء من الحرية التي يزهو بها ذلك الإعلام ويتباهى، فإننا عندما انكشفت لنا الحقائق وانحسرت غشاوة السذاجة بدأنا ندرك كم أن الإعلام الغربي أسير مصالح أنظمته وأسير مصالح ذاتية للقائمين عليه، وأنه لا يتحرّى الحقيقة في ما يقدمه من آراء وتغطيات، وهو بذلك يثبت أنه ليس حراً ولا ديمقراطياً . وأن الحرية في هذا العالم من أقصاه إلى أقصاه لاتزال نسبية، إن لم تكن معدومة . وأن الإعلام الحر في العالم الغربي لايزال خالياً حتى من الاستثناءات النادرة التي تظهر أحياناً في مكان ما ثم تختفي . وفي بريطانيا -على سبيل المثال- حيث كان يقال إنها النموذج الأكمل للديمقراطية المعاصرة نرى صحافة حزبية تضيق كل الضيق بالأفكار المخالفة وتؤكد غياب الحس الديمقراطي المدني .
    وفيها، أي بريطانيا نشأت تحت مسمى الحرية صحافة سوداء مخجلة لمن يصدرها ويكتب فيها ولمن يقرأها أيضاً، وهي تستخدم من الألفاظ والعبارات النابية المبتذلة ما لا يقال مثله في أعماق المجتمعات المنحطة . ذلك جانب من صورة الإعلام في بلد “الديمقراطية الأولى”، والأمر لا يكاد يختلف كثيراً في الولايات المتحدة، حيث تقام أسواق للمساومة على شراء أوسع الصحف انتشاراً وأعرقها تاريخاً، وفي هذه الأسواق ينتشر سماسرة يعملون لدى بعض الدول التي تسعى إلى تنقية سيرتها وتنظيف ما علق بقادتها من أدران سياسية واقتصادية عن طريق نشر المقالات والتحقيقات المدفوعة الأجر في الصحف المشهورة التي توصف عادة بأنها من الصحف الجريئة والقادرة على فضح كل ما يتم في دول الغرب في الخفاء من مؤامرات للاستيلاء على المال العام أو المساس بالأمن القومي للبلاد .
    وما صار في حكم المؤكد أن الأخطبوط الصهيوني المتنفذ في كل من أمريكا وبريطانيا قد استولى على أهم المنابر الإعلامية في هذين البلدين ويتاجر بمستقبلهما، ويستخدم جيشاً من الإعلاميين الفاسدين المؤهلين لطمس الحقائق، وتهييج القرّاء وابتزاز الحكومات المتعاقبة وتهديد الأثرياء والشركات، وتحويل الوسائل الإعلامية إلى تجارة مزدهرة على حساب قضايا الشعوب وامتهان القيم الأخلاقية والإنسانية . ولم يعد هناك أدنى شك في أن تشويه صور القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين العادلة لدى الرأي العام الغربي يعود إلى هيمنة هذا الأخطبوط الإعلامي الصهيوني ونفوذه الطاغي على الإعلام الغربي وتحكمه المادي والمعنوي في أهم وسائله . وإذا كان الوعي الفردي بخطورة هذه الهيمنة قد بدأ يغير من بعض مواقفه إلا أن الوعي الجمعي لايزال أسير هذا الأخطبوط وما ينشره من أكاذيب وما يمارسه من تزييف لحقائق الواقع والتاريخ .

    المنطقة بانتظار الحرب أو السلام المؤجل؟
    سليم نصار-الحياة اللندنية
    لم تعرف الشعوب العربية، خلال تاريخها الطويل، حالات من الاضطراب والتشويش تماثل الحال التي تعانيها منذ ثلاث سنوات. وكان من الطبيعي أن تزدهر وسط هذا الجو المقلق تجارة التنجيم وقراءة الغيب بحيث تجددت أنماط المؤثرات التي استخدمها عالم التنجيم الطبيب الفرنسي نوستراداموس في كتابه «المئويات» وهي نبوءات غامضة لا يزال الناس يرددونها.
    ففي مصر ينصب اهتمام المواطنين على رصد التقلبات السياسية التي تتغير من يوم الى يوم، ومن رئاسة حسني مبارك الى رئاسة محمد مرسي. ومن رئاسة مرسي... الى رئاسة عبدالفتاح السيسي. ومن إطلاق سراح الرئيس مبارك الى إحلال مرسي في السجن مكانه.
    ومثل هذه التقلبات، أو الانقلابات السريعة، تدل على عدم ثبات المتظاهرين على مواقفهم بالنسبة الى اختيار قادتهم. كما تدل على أن الرهانات التي عكست طموحاتهم الاقتصادية والسياسية لم تثمر سوى الفراغ والحسرة.
    كذلك الحال في ليبيا التي أنهى ثوارها عهداً استمر 42 سنة بزعامة معمر القذافي، ثم اختلفوا من بعده على طريقة بناء الدولة. وبسبب انتشار السلاح، وتفوّق المحتكمين اليه، تم تهميش المجلس الوطني الموقت، وابتعدت طرابلس عن بنغازي أكثر فأكثر، الأمر الذي بات يهدد وحدة البلاد ويمنع انصهار القبائل.
    وهذا ما لمسه الوزير اللبناني السابق طارق متري، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، الذي زار طرابلس الأسبوع الماضي للاطلاع على مبادرة الحوار التي أطلقها رئيس وزراء ليبيا علي زيدان... أي المبادرة التي تشمل قضايا المصالحة الوطنية ونزع السلاح من أيدي أفراد القبائل المتنازعة.
    ويرى زيدان أن التحدي الكبير الذي تواجهه حكومته يتمثل في احتواء «الاخوان المسلمين» الذين يعملون على تعطيل قوانين الحكومة بهدف إنشاء فيدرالية قبلية. ومثل هذا الموقف السلبي يؤسس لحرب أهلية يمكن أن تعرّض ليبيا للتفكيك والتقسيم.
    في إطار التراجع الذي تشهده دول «الربيع العربي»، يمكن الجزم بأن تونس شكلت خيبة أمل كبرى عبَّر عنها رئيس الوزراء علي العريض بالإصرار على الاستقالة. والسبب، كما كشفت عنه وزارة الداخلية، يتلخص في خطط تنظيم «أنصار الشريعة» لإقامة إمارة إسلامية في تونس، ومواصلة عملية الاغتيالات التي أودت بحياة إثنين من كبار السياسيين العلمانيين، إضافة الى مقتل ثمانية جنود قرب الحدود الجزائرية.
    وقد برز تنظيم «أنصار الشريعة» السلفي الجهادي في تونس عقب الاطاحة بالرئيس الهارب زين العابدين بن علي. واللافت أن رئيس حركة النهضة الاسلامية، راشد الغنوشي، أثنى على هذا التنظيم لأنه كما وصفه «يتميّز بثقافة جديدة تذكره بأيام شبابه». والغريب في الأمر أن الغنوشي كال له هذا المديح وهو يعرف جيداً تاريخ رئيسه سيف الله بن حسين، المعروف باسم أبو عياض (45 سنة) والذي قاتل في صفوف «القاعدة» وتدرب في أفغانستان، ثم أدخِلَ السجن في عهد الرئيس بن علي، وذلك قبل الإفراج عنه ضمن إطار العفو.
    ومن الواضح أن المعارضة التونسية تنتظر تشكيل حكومة إنقاذ تتولى مهمة إنهاء مسودة الدستور الجديد وقانون الانتخابات.
    العناصر الليبرالية والعلمانية اعتزلت العمل السياسي بعدما رأت أن الارهابيين والاصوليين المتطرفين يريدون أن يفرضوا قناعاتهم على الرأي العام بقوة السلاح. وكان من المنطقي أن يتذكر المواطنون المحايدون الرئيس الحبيب بورقيبة، وما تركه لهم «المجاهد الأكبر» مؤسس «حزب الدستور» من إرث سياسي هيمن على الشارع التونسي طوال الخمسينات والستينات من القرن الماضي. وقد شهدت البلاد، طوال تلك المرحلة، مبادرات وطنية ديموقراطية اشتركت فيها كل القوى الفاعلة. كما شاركت المرأة بقسط كبير من الانتاج كونها أُعطيَت حقوقاً مميزة كانت تحسدها عليها المرأة الانكليزية.
    والمؤسف، أن «الربيع العربي» الذي بدأ في تونس بإطاحة طغمة زين العابدين، لم يعرف كيف يحافظ على تراث البورقيبيّة، ولم ينجح في إبقاء تونس منارة تضيء ليل المغرب العربي.
    في اليمن، تبدو صورة «الربيع العربي» مختلفة جداً عن الصور الأخرى. والسبب أن أسامة بن لادن كان قرر أن يجعل من اليمن قاعدة مركزية ينطلق منها الى تهديد كل دول الخليج، وخصوصاً المملكة العربية السعودية. وبما أن والده يفخر بأصوله الحضرموتية، فإن أسامة ورث عنه هذا الطموح الذي أحياه بين أنصاره. وعبر هذه الثغرة، دخلت ايران الى اليمن لتمزيق وحدته الوطنية وإنعاش حركة انفصال الجنوب عن الشمال.
    كذلك قامت طهران بتأييد الحركة الحوثية الشيعية في شمال اليمن للحؤول دون نجاح المبادرة الخليجية التي تدعو الى تطوير الوحدة بين عدن وصنعاء.
    وصدر عن ممثلي محافظات حضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى، بيان يقول إنهم اتفقوا على تبني صيغة دولة اتحادية مكونة من خمسة أقاليم.
    ولكن جلسات الحوار الوطني، التي بدأت منذ آذار (مارس) الماضي، تعطلت فجأة بسبب محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة.
    ومع أن رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي حاول التخفيف من وقع هذه الحادثة على مؤتمر الحوار، إلا أن الحراك الجنوبي وجد الفرصة مواتية لتكرار طلبه بضرورة نقل الحوار الى خارج البلاد، على أمل جعل الحوار نديّاً بين ممثلي الشمال والجنوب.
    كل هذا بهدف عقد الجلسة الختامية في 18 أيلول (سبتمبر) الجاري، تمهيداً لوضع الدستور الجديد وطرحه للاستفتاء الشعبي بحلول نهاية السنة، وصولاً الى انتخابات عامة في شباط (فبراير) 2014.
    الفصيل الموالي للرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض نفذ عصياناً مدنياً الأسبوع الماضي، تنفيذاً لأوامر الرئيس المقيم في الخارج والمُطالِب بالانفصال عن الشمال. وهو في هذا المطلب يمثل شريحة كبيرة من الناس يصعب إعادة الوحدة من دون موافقتها. وعليه يرى المبعوث الأممي جمال بنعمر أن الانفصال بين عدن وصنعاء قائم، وأن هدف المبادرة الخليجية ينحصر في منع هذه الحال من أن تصبح واقعاً ملموساً مثلما كانت قبل الوحدة 1990.

    بانتظار ما تتمخض عنه التقلبات السياسية في مصر وتونس وليبيا واليمن، تتركز الاهتمامات الدولية حالياً على سورية باعتبارها تمثل قنبلة التفجير في منطقة الشرق الأوسط. وقد أطلق عليها هنري كيسنجر عام 1974 لقب «الجوزة الصلبة» لكثرة ما زارها في عهد حافظ الأسد قبل أن يُصار الى توقيع اتفاق الهدنة على جبهة الجولان.
    منذ اندلاع الحرب الأهلية ضد نظام بشار الأسد، لم تواجه سورية أزمة مصير كالأزمة التي تعانيها حالياً مع الأسرة الدولية. وقد زاد من تفاقمها دخول الولايات المتحدة على خط التحذير بعدما تجاوز النظام الخط الأحمر الذي رسمه باراك اوباما.
    يقول المراقبون إن الأسباب الحقيقية التي دعت الى استعمال السلاح الكيماوي لا تزال مجهولة، خصوصاً أن التنفيذ تم أثناء وجود المفتشين الأممين في دمشق.
    الائتلاف السوري يزعم أن الهجوم الذي شنّته على موكب الرئيس، أثناء رجوعه مع عائلته من احتفالات عيد الفطر، كان السبب المباشر في الإعداد لضربة انتقامية في حجم الضربة التي جرى تحقيقها. كذلك يدّعي الائتلاف أنه قتل مرافق العائلة في سيارة أخرى كانت تقلّ الزوجة أسماء والأطفال الثلاثة: حافظ وكريم وزين.
    وفي تحليل آخر نشرته صحيفة «ذي تايمز» – 28 آب (اغسطس) – يقول إن الشقيق ماهر هو الذي أمر بتنفيذ الهجوم قرب دمشق مستخدماً السلاح المحرَّم دولياً. وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، أعلن أن بلاده تسلمت عينات شعر ودم أظهرت مؤشرات على استخدام غاز الأعصاب «السارين».
    وادعى في حديثه الى وكالات الأنباء، أن واشنطن تعلم أن النظام أمر بشن الهجوم... وتعلم من أين جاءت الصواريخ وأين سقطت، وكيف حاول النظام إخفاء ذلك. وفي حديثه الى محطة «سي أن أن»، قال الوزير كيري إن الولايات المتحدة تعرف بيقين مطلق مَنْ أصدر الأمر باستخدام السلاح الكيماوي، ومن أين انطلقت الصواريخ. كما تعرف بدقة أن هناك 1429 شخصاً قتلوا بينهم 426 طفلاً.
    إضافة الى موت مئة ألف نسمة خلال السنوات الثلاث الماضية، وتشرد خمسة ملايين شخص في الداخل، ولجوء مليوني إمرأة وطفل ومسن الى لبنان والأردن وتركيا.
    مصادر الأمم المتحدة تقول إن الادارة الاميركية تبحث مع قادة الائتلاف عن الجهة التي فتحت المخازن المحروسة من جانب وحدة خاصة تابعة لأجهزة الأمن السورية. وفي هذا الشأن يُشار الى أربع جهات: الأولى، الرئيس الأسد الذي يملك وحده مفاتيح ترسانة السلاح المحظور.
    الجهة الثانية قد تكون من الثوار في حال نجحوا في السيطرة على أحد المخازن، واستخدموا الكيماوي من أجل جر الدول الى حملة تؤدي الى إسقاط الأسد.

    الجهة الثالثة، ربما تكون إحدى المنظمات الارهابية الجهادية المحلية التي تستغل الحرب الداخلية لتعميق الشرخ بين النظام والمعارضة بهدف إرهاق الفريقين.
    الجهة الرابعة، أو السيناريو المحتمَل الذي يتحرك فقط عندما تشعر الطائفة العلوية بأن بشار الأسد قد يكون توصل الى حل يحفظه في الحكم، وإنما على حساب مكانة الطائفة ومصير قادتها. وفي مثل هذه الحال، يُفترض أن يكون السلاح الكيماوي قد استعمل لتوريط القصر الرئاسي بالذات عندما يكون وفد مراقبي الأمم المتحدة موجوداً في دمشق!
    كل هذه الافتراضات أصبحت من الماضي، على اعتبار أن الرئيس اوباما اتخذ قرار الحرب مع وقف التنفيذ. ومثل هذا الإخراج المبهم فتح شهية المحللين الذين تنافسوا على رسم عشرات السيناريوات. فمن قائل إن اوباما سيأمر بضرب سلسلة أهداف عسكرية مثل مواقع قيادة الجيش ومنظومات الدفاع الجوي وقواعد إطلاق الصواريخ. ومن قائل إن اوباما وبوتين اتفقا في قمة العشرين الكبار، في سانت بطرسبرغ، على تسديد ضربات غير مؤذية للنظام، مقابل الانتقال الى جنيف-2 حيث يُصار الى الاتفاق على رسم خريطة سورية ما بعد عهدي حافظ وبشار الأسد!
    هل انتهت خدعة الاعتدال في منطقتنا؟
    طارق الحميد-الشرق الأوسط
    لا يكفي أن نراقب من أدان، ومن لم يدن، محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري، بل الأهم الآن هو أن نطرح السؤال التالي: هل انتهت خدعة الاعتدال في منطقتنا؟ نقول خدعة لأن نظرة بسيطة للخارطة العربية تثبت أن العنف هو النهج الأبرز في معالجة جل قضايانا.
    القصة ليست استغلال حدث إرهابي في مصر لإدانة الإخوان المسلمين، بل هي أكبر، خصوصا إذا تأملنا تجاهل الإخوان، وأنصارهم، للإرهاب في سيناء، ورأينا من يقول أعيدوا مرسي ويقف الإرهاب في سيناء فورا. كما رأينا، وبعد محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري، من يبرر لـ«الإخوان»، قائلا، وهذا المذهل، إن محاولة الاغتيال تلك تمثيلية لكسب التعاطف، مثل ما سمعنا من يقول: إن الأقباط هم من أحرقوا كنائسهم، والجيش هو من قتل جنوده، وهي نفس العقلية التي تقول: إن ضحايا مجزرة الغوطة في سوريا هم ضحايا الثوار وليس الأسد، الذي يروِّج نظامه، ومعه حزب الله، أن «القاعدة» حليفة للغرب بدعم عربي إسرائيلي! فماذا يقول لنا كل ذلك؟
    يقول لنا بكل بساطة إن لدينا خللا حقيقيا يتطلب التساؤل الجاد: هل الاعتدال بمنطقتنا ليس إلا خدعة؟ فلماذا أخذنا وقتا طويلا لنعترف بخطورة «القاعدة» ثم نبذها؟ ولماذا ما زالت «القاعدة» نشطة، وتستقطب شبابنا؟ لماذا لدينا مثل حزب الله الذي يختطف لبنان بحجة المقاومة بينما هو يقاتل السوريين نصرة للأسد؟ ولماذا استغرق البعض كل هذا الوقت ليكتشف حقيقة الحزب؟ ولماذا لدينا الحوثيون؟ ولماذا نشاهد حماس تتسول الدعم الإيراني بينما تعرض عن المصالحة الوطنية الفلسطينية، وما زال هناك من يدافع عنها؟ ولماذا يحكم نوري المالكي العراق رغم خسارته للانتخابات، ويستمر رغم كل العنف هناك؟ وعندما نقول العنف فمن الخطأ الاعتقاد بأنه القتل فقط، فالإقصاء، والاستئثار، والاغتيال المعنوي، عنف أيضا، وهذا ما فعله الإخوان طوال سنة حكمهم، وهو ما أوصل الأمور لما هي عليه بمصر الآن، ورغم كل ذلك لا يزال هناك من يؤيد الإخوان بدلا من دعوتهم لتجديد فكرهم!
    نقول خدعة الاعتدال لسبب بسيط وهو أن جل الجماعات الإسلامية، سنية وشيعية، التي انتقدت المشروع الأميركي فترة جورج بوش الابن، ومشروع «الفوضى الخلاقة»، هي من تبنته، وتتبناه اليوم، ورغم كل تكفيرها للديمقراطية! فلماذا ننسى، مثلا، أن انتخابات غزة كانت فكرة بوش الابن، وبضغط منه، والآن انظر لما تفعله حماس! ولماذا نتناسى أن إسقاط صدام من قبل الأميركيين كان يقال عنه غزو من قبل إيران وحزب الله اللذين يدافعان اليوم عن المالكي، الذي أصبح مدافعا عن الأسد؟ كما علينا أن نتساءل كيف يجد ديكتاتور مجرم مثل الأسد، من يدافع عنه، من سنة أو شيعة، أو غيرهم؟ وكيف يجري الدفاع عن كل أخطاء الإخوان القاتلة في مصر؟
    أسئلة كثيرة تتطلب نقاشا جادا، وأهمها: هل الاعتدال خدعة بمنطقتنا؟ وهل انتهى هذا الخداع؟ أعتقد ذلك!
    لا أطعمهم من جوع ولا آمنهم من خوف!
    حلمي الأسمر-الدستور الأردنية
    الفوضى غير الخلاقة التي يعيشها العرب هذه الأيام، تستفز النخب والشارع على حد سواء للبحث عن بديل لكل ما هو موجود، بعد أن استقر في الذهن ان البنية الحالية فقدت شرعيتها القائمة على ذراعي المعادلة «الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، فهذا النظام العربي بمجمله لم يعد قادراً على تأمين لقمة الخبز الكريمة لأبنائه، رغم المليارات الهائلة التي تدفقت على خزائن دوله، ان من باطن الأرض او من المساعدات الخارجية، او من جيوب المقهورين والغلابى الذين يدفعون تقريبا ثلثي ناتج عرقهم وكدهم - ان وجدوا عملا! - لخزينة الدولة، اي دولة، ثم لا يحصلون الا على منّ متواصل وإذلال وقمع وتكميم أفواه وإرهاب وإرعاب رسمييْن، حتى ان المواطن العادي المقهور يحمد الله صبحا ومساء على انه لم يزل على قيد الحياة، بل بات يشعر بامتنان ان الدولة تأخذ - فقط! - ماله وكده، ولا تأخذ روحه، وغدا مضطراً لمسامحتها بكرامته وكبريائه وإحدى رئتيه، مقابل شيء من الحياة التي تشبه حياة الديدان والخراف وبقية الزواحف على بطونها!
    أما الأمن، فمع مشاهد القتل اليومي المبرمج المدعوم بالتواطؤ والتآمر واللامبالاة في غير ساحة عربية، ناهيك عن ساحة الاحتلال الصهيوني، أصبح المواطن العربي يتحسس رقبته ويضم أولاده إلى صدره مخافة أن تمتد أيدي القتل «الأخوي» أو الغريب لهم ذات يوم، النظام العربي الحالي، لم يوفر لمواطنيه خبزا ولا أمنا، بل انه يقتات على خوفهم وجوعهم ويستمد من آلامهم قوته وسطوته، وبحجة تأمين «الخبز والأمن» ذاتها سلبهم كرامتهم وكبرياءهم، وفرض عليهم «اللعب» في ساحته وفق معادلته فقط!!
    ان الطبيعة المطلقة تقبل مبدأ المقايضة والتبادل، لكنها غير مستعدة للتعايش مع حالة الاستلاب الشامل، بمعنى ان الكائن البشري مستعد للتنازل عن أشياء مقابل أشياء أخرى، يعني لسان حاله يمكن ان يقول: خذوا عني القرارات واتخذوا ما تشاءون من تدابير، لكن وفروا لي رغيف الخبز، أما ان يؤخذ منه كل شيء بلا استثناء ولا يُعطى شيئا، فهذا وضع شاذ غير مستقر لا يمكن أن يستمر، وستنشأ جراءة حالة بحث عن بدائل حتى ولو كانت غير مناسبة تماما، وربما تكون حالة الربيع العربي التي تعيش حالة مد وجز، هي ما سيُفضي إلى المشهد الختامي، والذي سيكون بالتأكيد لصالح الغلابى، ولكن بعد دفع ثمن باهظ وضخم!


    قمة العشرين: اوباما يردّ على مناورة بوتين
    رأي القدس العربي
    تصريحات بوتين التي سبقت مؤتمر قمة مجموعة العشرين حول انه سيغيّر موقفه من النظام السوري (اذا ثبت انه المسؤول عن استخدام السلاح الكيماوي لقتل المدنيين) كانت مناورة محسوبة هدفها ايقاف آلة الدبلوماسية الامريكية المتجهة لتحشيد الرأي الامريكي والعالمي لصالح ضربة عسكرية ضد النظام السوري.
    لم يستطع الرئيس الأمريكي باراك اوباما تغيير موقف بوتين بالطبع ومع ذلك فقد سجل تقدماً جزئياً على الصعيد الدولي يصب في صالحه، بدءاً من الموقف الصيني، الذي رغم رفضه للتدخل العسكري قال ان موقفه يختلف عن الموقف الروسي في ‘انه لا يمكن غض النظر اكثر عن الوضع المتفجر في سورية وضرورة ايجاد حلول سريعة’.
    ورغم الاشكالات الحاصلة بين البرازيل وامريكا على ضوء قضية التجسس الامريكي على العالم التي كشفها ريتشارد سنودن فقد سجّلت الدبلوماسية الأمريكية تغييراً في موقف البرازيل، وكذلك الهند، أكبر دولتين في مجموعة البريكس، واللتين أبدتا أيضا اختلافهما عن الموقف الروسي.
    لا يعني ذلك وجود حلف عالمي متقبّل للضربة العسكرية للنظام السوري، فالخلافات في هذا الموضوع ما تزال هي السائدة ضمن موقف الاتحاد الاوروبي بحيث ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يحاول الوصول الى حد أدنى يتمثل باقرار الاتحاد الاوروبي لمسؤولية النظام السوري عن مجزرة المدنيين بالسلاح الكيماوي في ريف دمشق.
    أما على المستوى المحلي الأمريكي فرغم تقدم اوباما في مجلس الشيوخ بعد تصويت لجنة العلاقات الخارجية لصالح الضربة فان الأمر يجد مصاعب في مجلس النواب حيث أبدى النواب شكوكا بعدم جدوى الضربة في تغيير حسابات النظام السوري اضافة الى امكانية مساهمتها في اشاعة الفوضى الاقليمية وزيادة نفوذ تنظيم ‘القاعدة’.
    على الصعيد الاقليمي كان لافتاً حصول تطورين رئيسيين في ايران: الأول تصريح رفسنجاني (الذي تراجع عنه بعد ضغوط) بتحميل النظام السوري مسؤولية المجزرة الكيماوية، والثاني تصريح قاسم سليماني، رئيس العمليات الخارجية للحرس الثوري الايراني ان ‘ايران ستدعم سورية حتى النهاية’، والأكيد ان تصريح سليماني هو التعبير الأصح عن موقف السلطات الايرانية، وهو أمر لا يجب ان يؤخذ بخفّة لكنه لا يعني بالتأكيد ان ايران ستخوض حرباً مفتوحة ضد امريكا.
    أما على الجهة التركية فمن الواضح ان الحكومة التركية تتطلّع لانخراط للمجتمع الدولي أكبر حتى من الضربة العسكرية المحدودة، كما كان لافتاً تصريح رئيس الحكومة الاردنية عبد الله النسور الذي يؤيد فيه ‘توجيه ضربة جراحية محدودة ومدروسة بعناية’، معتبراً ان ذلك سيكون ‘في صالح الشعب السوري’.
    بعد ظهور كل تلك الخلافات الواسعة في امريكا واوروبا والبلاد العربية، يتبادر للذهن سؤال بسيط:
    أليس غريباً أن تقف مؤسسات (وشعب؟!) روسيا بصلابة مدهشة مع رئيسها وحكومتها في موقفهما من القضية السورية؟ وهل يعني ذلك ان هذه المؤسسات، من مجالس نواب او أحزاب او نقابات (بما فيها مثلاً اتحاد كتاب روسيا الذي أرسل رسالة اعجاب شديدة الى بشار الأسد) لا يخالجها أدنى شكّ ولا يؤرق ضميرها أي قلق في رواية النظام الرسمية لما يجري في سورية وان كل هؤلاء الضحايا الذين تجاوزوا المئة الف ومئات ألوف المساجين والجرحى والمعاقين وملايين النازحين كلهم مخطئون والنظامان الروسي والسوري على حق؟ واذا كان الأمر كذلك ألا يعني أن هناك عطباً أخلاقياً وانسانياً في كل هذه المؤسسات؟ مجرّد سؤال.
    روسيا وأميركا قبل سوريا وبعدها
    سركيس نعوم-النهار اللبنانية
    يعيش العالم حالياً مواجهة سياسية حادة بين الولايات المتحدة وروسيا الإتحادية بسبب الحرب الدائرة في سوريا بين شعب غالبيته ثائرة على النظام الحاكم فيها وبين نظام مصمم على القضاء على ثورتها بكل الوسائل الممكنة، وإن تجاوز باستعمالها كل الروادع الإنسانية والقانونية الدولية والدينية والأخلاقية. فالأولى مع الغالبية المشار إليها. والثانية مع النظام. ويعيش العالم نفسه قلقاً كبيراً بسبب المواجهة المذكورة، لأنه يخشى تحوُّلها حرباً غير مباشرة وربما مباشرة لا يمكن أن تكون إنعكاساتها عليه وعلى السلام والأمن الدوليين كما على الإقتصاد العالمي إلا بالغة السلبية.
    طبعاً لم تنطلق المواجهة المشار إليها بسبب الخلاف في موقف الدولتين العظمى والكبرى من التطورات الدموية في سوريا. كما أنها لم تنطلق مباشرة من العداء القديم بينهما، وخصوصاً يوم كانت روسيا دولة عظمى (الإتحاد السوفياتي)، ويوم نجحت وعلى مدى عقود في تحدِّي النفوذ الأميركي في مناطق عدة من العالم وفي مشاركة أميركا زعامته لا بل قيادته. ذلك ان انهيار "الإتحاد" المذكور واستبدال وريثته روسيا النظام الشيوعي بآخر ديموقراطي مشابه لأنظمة أميركا والغرب وإن في الشكل حتى الآن، ومرورها بحال من الفوضى في المرحلة الإنتقالية، كل ذلك جعلها تعيش نوعاً من "شهر عسل" إذا جاز التعبير على هذا النحو مع الولايات المتحدة. لكن هذا الأمر على صحته لا ينفي شعور القادة الجدد في روسيا وخصوصاً بعد استقرار أوضاعهم وإن في الحد الأدنى، أبرزهم حتى الآن رئيسها السابق والحالي وربما اللاحق فلاديمير بوتين، بالمرارة جراء السياسة التي انتهجتها الإدارات الأميركية حيال بلادهم والتي استنتج منها هؤلاء أن الشراكة بين الدولتين لم تكن هدفاً أميركياً، بل منع روسيا وبإجراءات متنوعة سياسية وعسكرية وإقتصادية من العودة قوة عظمى، وتالياً من تشكيل تهديد جدي لأوروبا كما في السابق ومن خلالها لأميركا واستراتيجيتها الدولية ومصالحها في العالم. وقد أظهر الإختلاف بين موسكو وواشنطن حول سوريا منذ بدء الثورة فيها على نظام الأسد في آذار 2011 وخصوصاً بعد تحوّله مواجهة قاسية، المرارة الدولية المذكورة أعلاه وبوضوح كامل.
    في أي حال، يقول باحثون أميركيون جديون متابعون ومن زمان للعلاقات الروسية – الأميركية، أن موسكو وواشنطن اختلفتا منذ عام 1989 على عدد كبير من الموضوعات وخصوصاً عندما بدأت الأولى تعمل لصد زحف النفوذ الغربي (الأميركي) على حدودها الواسعة، وفي الوقت نفسه لمواجهة المحاولات الأميركية لاحتوائها التي استمرت رغم إنشغال واشنطن بالعالم الإسلامي وتطوراته. ومن علامات الإحتواء إدخال دول "سوفياتية" سابقة في حلف شمال الأطلسي، ونصب درع صاروخية يسمى تقنياً الصواريخ الدفاعية الباليستية في مناطق محاذية لها. والأمران اعتبرتهما إستهدافاً لها وليس تحسباً لمواجهة "اعتداءات" الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ومن علامات الإختلاف استغلال واشنطن مرحلة الإنتخابات الرئاسية الروسية عام 2012 لتشجيع التظاهرات الشعبية المعارضة لإعادة انتخاب بوتين رئيساً بسبب لاديموقراطيته.
    هل تعني العلاقة الباردة ثم المتوترة بين روسيا وأميركا في العالم عموماً وفي سوريا خصوصاً أن اشتباكاً مباشراً عسكرياً بينهما لم يعد بعيداً؟
    يستبعد الباحثون الأميركيون أنفسهم ذلك. ويعطون سببين لاستبعادهم، واحد عملي وآخر نظري. العملي هو إمتناع روسيا عن قطع طريق إمداد القوات الأميركية الموجودة في أفغانستان بكل احتياجاتها بعد قطع باكستان طريق مماثل آخر يمر في أراضيها جراء خلافات عدة مع واشنطن. أما النظري فهو حرص موسكو على منع التردي الحاصل في علاقتها الأميركية من التحوُّل أزمة كبيرة صعبة الاحتواء وقابلة للتحوُّل عسكرية. ومن أسباب ذلك رفضها عودة التحالف الأوروبي – الأميركي إلى ما كان عليه أيام الإتحاد السوفياتي. ومنها حرصها على عدم إنفلات الوضع في أفغانستان تلافياً لتأثيره السلبي عليها. ومنها ثالثاً معرفتها أنها لا تستطيع أن تنافس أميركا في عملية الحشد العسكري تحضيراً لأي مواجهة. ومنها أخيراً قرارها، ورغم ممارستها سياسة إنتهاز الفرص لإزعاج أميركا وربما إيذاء مصالحها، عدم دفع الأزمة إلى نهايات سلبية قصوى لمعرفتها بعجزها عن السيطرة عليها.
    نظرة مستقبلية- لا تصالح مع الإرهاب
    محمد إسماعيل-الجمهورة المصرية
    أرادت جماعة الإخوان الإرهابية بالعمل الجبان والخسيس بمحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أن تقول "نحن هنا" بعد نجاح قواتنا المسلحة خلال ال 48 ساعة الماضية في تنفيذ عمليات عسكرية خاطفة قتلت خلالها 20 إرهابياً في إطار العمليات الناجحة التي يقودها الجيش والشرطة في سيناء والتي أجبرت الإرهاب علي أن يلفظ أنفاسه الأخيرة استعداداً لإعلان سيناء منطقة خالية من الإرهاب خلال الأيام القادمة.
    وبرغم الخسائر التي حققتها العملية الإرهابية الحقيرة من بتر قدمي نقيب شرطة وطفل وأمين شرطة وإصابة 4 شرطيين وعدد آخر من المواطنين الأبرياء إلا أن الشعب المصري والحكومة استنكرت هذه العملية الجبانة وأكدنا جميعاً كمصريين الاستمرار في مكافحة هذا الإرهاب الذي أعلنه بصراحة وعلي شاشات التلفزة قياداتهم المتطرفون أنهم سيحرقون مصر وسيفجرون المنشآت..!!
    السؤال هل سنصبح دائماً رد فعل لتلك العمليات الإرهابية؟! الإجابة لا ولابد من أن تتخذ حكومة د.حازم الببلاوي إجراءات وخطوات استباقية ولا تنتظر العملية الثانية ومزيداً من الترقب وترويع المواطنين.. خاصة أن هذه العملية الإرهابية قد تتسبب في خسائر في السياحة خاصة أن الحجوزات كانت قد بدأت تعود لفنادق البحر الأحمر والغردقة وشرم الشيخ اعتباراً من أكتوبر القادم.. عموماً إن هذه العمليات جاءت لتؤكد أن هذه الجماعة إرهابية ولا تصالح معها كما كان ينادي البعض في الداخل والخارج وكشفت محاولة اغتيال وزير الداخلية للمصريين في الداخل حقيقة هؤلاء فانفضوا عنها ويطاردونهم في المسيرات التي يحاولون إقامتها.. وأعتقد أن الخارج أيضاً تفهم حقيقتهم الإرهابية وأنهم ليسوا تياراً سياسياً أو حزباً مسالماً يشارك في تنفيذ خريطة المستقبل بل هم جماعة إرهابية يجب محاكمة قياداتها ورموزها من هنا فإن الإجابة عن السؤال تتضمن عدداً من المحاور:
    * الإعلان الفوري عن حل هذه الجماعة لتصبح غير شرعية أو يكون لها أي سند في القانون.. وأمامنا مع الفارق حل الحزب الوطني الذي يضم 3 ملايين عضو.
    * اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية يتم إدراجها علي قوائم المنظمات الإرهابية.
    * تجفيف منابع الإرهاب المالية.
    * سرعة أداء حكومة الببلاوي في كل القطاعات والمجالات التي تساهم في التصدي للإرهاب.
    * إزالة آثار الإخوان في الوزارات والمحافظات والقضاء والإعلام والمحليات وإبلاغ المواطنين عن أي عنصر يتم "الشك" في تصرفاته دون افتراء أو ظلم للسلطات.
    * لا يجب التشكيك في أي مسئول علي أنه "إخواني" لمجرد أنه لم يقدم خدمة لعضو في الجالية المصرية إذا كان الأمر متعلقاً بسفير مصري في الخارج أو صاحب مصلحة مع مسئول تنفيذي بأي وزارة.
    * الاستفادة من التجربة الألمانية في اقتلاع "النازيين" من جذورهم ورصد النازيين الجدد.
    * القبض وسرعة إصدار الأحكام علي قيادات الجماعة وعدم الكلام فيما يسمي بالمصالحة الوطنية مع هؤلاء الإرهابيين وهو ليس اعتقالاً سياسياً بقدر ما هو حماية لمصر والمصريين من عمليات الإرهاب الخطيرة التي يخططون لها.
    * قيام وزارة الأوقاف بمراقبة ومتابعة المساجد "والزوي" جمع "زاوية" وما تشهده من اجتماعات لجماعات الإخوان ودعوة بعض الأئمة للعنف والقتل والدعوة لعودة مرسي المعزول جهاراً!!
    * تنشيط وتفعيل إدارات "الدعوة" بالأوقاف والأزهر والصحف والمجلات والقنوات التليفزيونية الدينية بأسلوب معتدل بعيداً عن التطرف.. أيضاً أتوجه للسفير أمجد عبدالغفار الرئيس الجديد للهيئة العامة للاستعلامات بدعم وتفعيل إدارات الإعلام الداخلي لتوعية الجماهير ضد الإرهاب.
    * القبض فوراً علي كل من يحرض ضد حرق المنشآت ومحاولة ضرب الروح المعنوية لقوات الشرطة.
    * زيادة عدد الكاميرات في الميادين والكباري ومحطات مترو الأنفاق وأمام المستشفيات والمؤسسات الصحفية والتليفزيون والوزارات وكافة الهيئات والمصالح والفنادق.
    * تشديد الحراسات الخاصة علي الشخصيات الهامة والمستهدفة وتأمينها وحماية الطرق والكباري والموانئ والمطارات وهيئة قناة السويس والسد العالي وبأقصي سرعة في اتخاذ هذه القرارات لأن عملية محاولة اغتيال وزير الداخلية لن تكون الأخيرة.
    * الإزالة الفورية للسيارات "القديمة" أمام أقسام الشرطة وفي أهم الشوارع فهي فرصة للإرهابيين لاستخدامها في التفجيرات ونقلها إلي مقابر السيارات.
    * التدقيق في منح تأشيرات دخول الأتراك والفلسطينيين والقطريين والأفغان والباكستان وغيرهم من الجنسيات بدون مضايقتهم وبأسلوبنا الحضاري المعروف.
    * الاستعانة بالقيادات الأمنية صاحبة الخبرة في التعامل مع أعضاء التنظيمات الجهادية والإخوانية وغيرهم حتي لو مضي أكثر من عام علي تركهم الخدمة بقرار استثنائي سريع.
    * الاستعانة بالقوات الخاصة من الذين تركوا الخدمة بالقوات المسلحة للمساعدة والمعاونة في مطاردة الإرهابيين.
    * فوراً وبدون تأخير إصدار قانون يلغي القانون الذي أعطي مرسي الحق في إصدار قرارات العفو عن الإرهابيين وتجار السلاح وتجار المخدرات والتحفظ علي من يثبت فقط تورطه.
    وبالطبع الوقوف جميعاً نحن المصريين ال 90 مليونا خلف الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ودعم قواتنا المسلحة الباسلة بكل غال ونفيس وكذلك وراء شرطتنا الوطنية ووزيرها اللواء محمد إبراهيم وضباطها وجنودها وأيضاً كل المساندة للدبلوماسية المصرية الوطنية ووزيرها نبيل فهمي وسفراء مصر في الخارج علي جهودهم الناجحة في توضيح الصورة الحقيقية لما يجري في مصر.
    ستعود مصر التي نعرفها جميلة مدنية.. ديمقراطية.. حضارية فقط علينا أن نحب بعضاً ونعمل علي انفاذ القانون ضد الإرهاب وضد أي سلوك سلبي.
    "عجايب"
    * الإخوان مجرد أداة في أيدي الأمريكان لتنفيذ مخططاتهم بالمنطقة وببساطة لماذا لم يستقبل باراك أوباما الحاج محمد مرسي عندما كان رئيساً لمصر لمدة عام.. حتي عندما جمعهما مكان واحد هو مبني الأمم المتحدة خلال اجتماعات الجمعية العامة سبتمبر ..2012 تصريح للوزير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر.
    * موقف مصر من مسألة ضرب سوريا الذي أعلنه نبيل فهمي أكد ثبات المواقف المبدئية لمصر ورؤية ثاقبة لدبلوماسية مصر عربياً.
    * السفير الدكتور بدر عبدالعاطي المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية.. برافوا تواجدك بالحضور أو بالتليفون للرد علي ضيوف برامج التوك شو غير مسبوق وجهد تشكر عليه لتوضيح الحق وإزالة "خلط الأوراق" ولا يمكن تعيين 90 مليون سفير لل 90 مليون مصري.. يعني سفيراً لكل مواطن حتي نرضي عنهم بالطبع هناك سفراء ليسوا علي المستوي المطلوب مائة في المائة لكن هكذا طبيعة الأمور في كل المهن سواء كانوا رياضيين أو صحفيين أو وزراء أو مهندسين أو أعضاء برلمان أو رؤساء أحزاب....... إلخ.


    الصبر طيب‏..‏ يا أردوغــــــان‏!!‏
    سناء البيسى-الأهرام
    مساجدنا ثكناتنا‏..‏ قبابنا خوذاتنا‏..‏ مآذننا حرابنا والمصلون جنودنا‏..‏ وهذا الجيش المقدس من مريدينا يحرس ديننا‏..‏ قول أخذه الإخوان شعارا يطبقونه علي أرض الحقيقة‏‏ فقاموا بتحويل المساجد إلي ثكنات عسكرية ومخازن للذخيرة‏.
    ووجهوا قذائفهم من فوق مآذن التكبير والدعوة للصلاة لصدور الأبرياء وجنود مصر الأوفياء وبدلا من أن يشرق صباح الجمعة علي المصريين يرفعون فيه أيديهم إلي السماء فيستجاب الدعاء أصبح هذا اليوم المقدس بمثابة فزاعة الإخوان الأسبوعية بمسيرات البلطجية الصاخبة التي ترهب الأطفال خلف الجدران وتخنق الأحلام في الأجفان وليرهقوا بها هذا البلد الذي كان آمنا قبل خروجهم وحكمهم واستحواذهم واستقطابهم وتسلطهم وصندوقهم والثورة عليهم.. المقولة أبيات هتف بها أردوغان تركيا من ديوان الشاعر التركي ضياء كوكالب فأصدرت المحكمة قرارا بسجنه عام 1999 عشرة أشهر بتهمة التحريض علي الكراهية الدينية ومحاولة قلب نظام الحكم العلماني.. أردوغان سيد الميكيافيلية الذي خطب في الجموع بعد توليه مقاليد بلدية اسطنبول قائلا: لا يمكن أبدا أن تكون علمانيا ومسلما في آن واحد إنهم دائما يحذرون ويقولون إن العلمانية في خطر.. وأنا أقول: نعم إنها في خطر وإذا أرادت هذه الأمة معاداة العلمانية فلن يستطيع أحد منعها. إن أمة الإسلام تنتظر بزوغ الأمة التركية الإسلامية.. وذاك سيتحقق لا محالة!.. إن التمرد ضد العلمانية سيبدأ... ويأتي عام 2003 ليفصح أردوغان عندما شغل منصب رئيس وزراء تركيا في تصريح علني: أنا علماني!!! ويخفف أردوغان وقع هذا التضاد علي الأسماع أثناء زيارته للقاهرة في سبتمبر 2011 بقوله اللولبي: الدولة العلمانية لا تعني نقص أو عدم الدين ولكن العلمانية تحترم جميع الأديان والحريات الدينية للأفراد مضيفا: أنا لست علمانيا ولكني رئيس وزراء دولة علمانية! وبهذا يكون أردوغان سيد الوجهين المتحكم بقدرة فائقة علي تغيير مواقفه بنسبة 180 درجة كاملة والدفاع عن هذه المواقف في الحالتين بشكل يذهل خصومه وليس أكبر دليل علي ذلك من مشروع القانون الخاص بتحريم الزنا عام 2000 عندما أصر علي المضي قدما في إقرار المشروع بالبرلمان رغم رفض الجيش والمعارضة والاتحاد الأوروبي له وعندما هدد الاتحاد بعدم منح موعد لبدء مفاوضات عضوية تركيا فيه تراجع أردوغان خمسمئة خطوة للخلف وسحب المشروع من البرلمان كالشعرة من العجين!
    وتنتاب أردوغان نوبات العظمة السلطانية فيتخيل نفسه للحظات السلطان محمد العثماني فاتح القسطنطينية الذي يمتلك حق التنبيه والتوجيه وأدب سيس خرسيس وهو يري حشودا ضخمة من شباب الربيع العربي تحمل صوره للهتاف بمن حسبته خليفة المسلمين الجديد وتصفه صحيفة الفاينانشل تايمز الأمريكية بـربما كان الزعيم الوحيد الذي يعجب به العرب بعد تحرير صلاح الدين للقدس من الصليبيين عام 1178 ويأسر أردوغان قلوب ملايين العرب الذين يتابعون تصريحاته الصاخبة عند قوله في كلمته أمام الجامعة العربية أثناء زيارته للقاهرة: بكاء طفل فلسطيني في غزة يوجع قلب أم في أنقرة.. ومثلما أقام السلطان خمارويه الأفراح والليالي الملاح لزواج ابنته قطر الندي من الخليفة العباسي المعتضد التي صنع لها الهون في جهازها من الذهب الخالص أقام أردوغان حفل زفاف أسطوري لابنته عام 2005 بلغت تكاليفه مليوني دولار في بلد ثلث سكانه تحت خط الفقر وهو الذي ولد في 26 فبراير 1954 في حي قاسم باشا أفقر أحياء اسطنبول وكان والده جنديا بسيطا في خفر السواحل وله أربعة إخوة وهو ابن أسرة تمتد جذورها إلي أصول قوقازية وكان ينتهز فترات الفسحة خلال اليوم الدراسي ليقوم ببيع شرائح البطيخ وكيك السمسم وأكواب الليمونادة في الطريق ليسد رمق عائلته التي تعيش في فقر مدقع وعندما دخل في طور الشباب أمضي 16 سنة من حياته كـلاعب كرة محترف في عدة أندية وكان علي وشك احتراف اللعبة كوسيلة للعيش لولا انشغاله بالسياسة فبعد الانقلاب العسكري الذي قاده كنعان أفرين عام 1980 تصادم أردوغان للمرة الأولي مع القوانين العلمانية في تركيا إذ أن رئيسه في إدارة المواصلات في اسطنبول وكان برتبة كولونيل متقاعد من الجيش طلب منه أن يحلق شاربه تطبيقا لمجموعة من القوانين الجديدة التي طبقها أفرين ومن بينها حلق الشارب والذقن ومنع النساء من دخول الجامعات والمؤسسات الحكومية بالحجاب فحاول أردوغان التنصل من حلق شاربه فجاء قرار فصله طبيعيا.. ويظل معارضو أردوغان يقولون إن ميراث أتاتورك هو مستقبل تركيا وما يريده أردوغان قد يعيدنا لطريق لا رجعة فيه لنصبح مثل بقية دول المنطقة دين يستغل السياسة.. وسياسة تستغل الدين!!
    أردوغان الغاضب الثائر من أجل عزل مرسي العياط الذي تعدي هجومه علي الثورة المصرية كل الحدود الدبلوماسية والأعراف الرسمية السائدة بين الدول حين طال مؤخرا شيخ الأزهر لدوره في دعم عزل مرسي مما أثار حفيظة الشعب المصري ورجال الأزهر الشريف ليرد عليه د. علي جمعة مفتي مصر السابق بأنه يملك الكثير من الملفات عن أردوغان وعليه أن يستحي من تطاوله علي الإمام الأكبر وإلا ستكون لنا وقفة حاسمة ضده.. ويتقدم حمدي الفخراني البرلماني السابق إلي محكمة القضاء الإداري لرفع دعوي قضائية لقطع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا لدعمها الجماعات الإرهابية في مصر مشيرا إلي أن أردوغان نجح في أخونة الجيش التركي وأنه يدافع عن الإسلام في الوقت الذي يرعي فيه بيوت الدعارة ويبيع الخمر في أكشاك الطريق!.. وكأن مصر بثورتها علي الإخوان قد أشعرت أردوغان بإمكانية التحول المستقبلي الغربي عن نموذجه بعد فشله عربيا فهو بعد تورطه في الخلافات المحلية أصبح يقترض من رصيده الشعبي العربي الذي لم يتبق فيه الكثير بعدما خسر الكثير من حماس العرب له لعدة أسباب منها موقفه المنحاز للقذافي في الثورة الليبية ووصفه المتعجل لما حدث في دولة البحرين بأنه كربلاء ثانية مؤيدا المتظاهرين المتطرفين وكما قال الرئيس التركي عبداللـه جول أن مصر وتركيا مثل شقي التفاحة ومن مصلحة تركيا في هذا الوضع الإقليمي المتلاطم أن تبقي مصر دولة حليفة لها بعدم التدخل السلبي في شئونها كما فعل أردوغان بالبكاء علي أطلال اعتصام رابعة... وإلي جانب وضعه المتردي عربيا فهناك إمكانية انحسار الحماس الغربي له هو نفسه مادامت العادة الغربية هي نبذ الحلفاء من الزعماء بعد انقضاء صلاحيتهم وقلة فوائدهم رغم إطرائهم لهم في الكثير من المناسبات مثل وصف باراك أوباما لأردوغان من أنه أحد خمسة أصدقاء عالميين يتمتعون بأوثق الصلات بالبيت الأبيض هذا رغم عدم تعلم أردوغان للإنجليزية وإصراره علي الحديث بلغة بلاده التركية بهدف يداعب رأسه العثمانلي في بعث للدولة العثمانية علي يديه وبلسانه في ثوبها الجديد!.
    أردوغان الذي أقر في حواراته بأنه لم يمر أبدا بتجربة حب وإن كان الكاتب التركي جاكموق قد كشف في كتابه عن أردوغان بأن زوجة رجب قد رأته فارسا في أحلامها وقادتها مشاعرها الغامضة إليه علي أرض الحقيقة وذلك كما روت القصة من أن السيدة أمينة المناضلة الإسلامية في حزب السلامة الوطني شاهدت رؤيا يقف فيها فارس أحلامها خطيبا أمام الناس ـ وهي التي لم تقع عيناها عليه من قبل ـ وبعد يوم واحد من الرؤيا ذهبت بصحبة صديقتها الكاتبة الإسلامية شعلة يوكسلشنر إلي اجتماع حزب السلامة فإذا بها تري أمامها نفس الرجل الذي زارها في المنام.. رأت رجب طيب أردوغان ماثلا أمامها من لحم ودم.. وتقاربت العيون والقلوب والأماني والأيدي لوضع خاتم الزواج لتصاحبه في مشوار الحياة صاعدة معه درجات السلم حتي وصوله لسدة الحكم لينجبا الصبيان والبنات وأحد الأولاد الذكور سماه طيب نجم الدين علي اسم أستاذه نجم الدين أربكان من فرط احترامه لأستاذه وإحدي البنات تدرس في أمريكا لعدم السماح لها بالدراسة في الجامعة التركية لارتدائها الحجاب كوالدتها التي لا يصحبها الزوج رئيس الوزراء إلي الأماكن الرسمية المحرمة علي المحجبات!.. وأبدا لم يقدم أردوغان خلاصة تجربته لأبنائه ولجماعة الإخوان كي يستفيدوا منها عندما فضل الانشقاق عن أستاذه نجم الدين أربكان قبل 15 عاما لأن معلمه فضل العناد والعيش في الماضي وحبس نفسه وحزبه وتجربته بأكملها في دائرة صراع مفرغة مع العلمانيين إذ فضل أردوغان ورفاقه حينها السير إلي الأمام وإعادة الاصطفاف وانتظار الفرصة للعودة من جديد إلي الواجهة وكان هو ورفاقه جاهزين لتحمل المسئولية مدركين كيفية الانحناء أمام العاصفة ومتي لكنه مع الإخوان دفعهم للمكابرة والعناد والمجازفة بل وذهب في السكة الخطرة إلي معاداة كل من وقف ضد عنف الإخوان وكل من دعم خيار الشعب المصري الذي خرج في 30 يونيو وقال كلمته.. وربما اختلاف موقف أردوغان في التجربتين يعود إلي شعور بات يتغلب عليه في الفترة الأخيرة وهو الشعور بأن هناك مؤامرة دولية خطيرة تستهدفه شخصيا وتبدأ بالإطاحة بالإخوان وأن هذه المؤامرة التي تمثلت في مصر ستنتقل إلي تونس وسوريا وستمتد لا محالة لتصل إلي تركيا لتقطع رقبته ولدي أردوغان الكثير من أسبابه الخاصة التي تدفعه إلي التفكير علي هذا النحو بحيث بات حبيس هذه الفكرة لا تغادره ولا تفارقه حتي أنه يشك في أن كثيرين من المقربين منه بل ومن رفاق الطريق باتوا يعدون الأيام لرحيله والتخلص منه مما يجعله أكثر حدة في تصريحاته وتصرفاته وردود أفعاله التي استهدفت أخيرا منظمة التعاون الإسلامي وأمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلو حيث انتقدها بشدة مطالبا أمينها العام بالاستقالة لعدم دعمها لتنظيم الإخوان بينما كان هو بنفسه أكبر عامل علي فشل ذلك التنظيم بنصحه للإخوان بالسيطرة بأسرع ما يمكن علي مفاصل الحكم وأجهزة الدولة والنزول بإخوانيتهم إلي المحليات والنجوع والربوع والقري ومحافظات الجنوب من أجل تثبيت دعائم حكمهم ضد أي محاولة تسعي لإزالتهم ـ كما حدث معه عندما واجه محاولة انقلابية فاشلة عام 2007 فسعي بعدها للسيطرة علي كل أجهزة الدولة بيد من حديد لمنع تكرارها ـ وذلك بدلا من أن يركز علي نصحهم بالسير في طريق الديمقراطية والتركيز علي الاقتصاد ونموه والاستقرار والانفتاح علي الآخر والمشاركة لا المغالبة في العمل السياسي ومع إخفاقاته السياسية في السنتين الأخيرتين وانتشار شبهة الفساد والمحسوبية داخل حزبه وحكومته بات يلخص الأمر في نحن وهم.. نحن المحافظون المتدينون المؤمنون بالصندوق وهم الانقلابيون المتعاونون مع الخارج وأعداء الدين.. ومن هنا لم يستطع أردوغان استيعاب أن الفشل السياسي والأيديولوجي والاقتصادي للإخوان قد ولد ثورة 30 يونيو في مصر التي لا يوجد علي أرضها علمانية بالمفهوم الغربي والأردوغالي وأنه لا يوجد عسكر يقود انقلابا وإنما جيش وطني عقيدته الدين والوطن يحتضن ثورة شعب جيش يقاوم احتلال بلاده من أي معتد ويحافظ علي استقلالها منذ بدء تكوينه وعلي مدي آلاف السنين.. وإذا ما كانت هناك بعض الشكوك والإحباطات قد أحاطت بالعلاقة بين أردوغان تركيا وإخوان مصر بعد انتظامهم ضمن شراكة تركية مع الغرب فإنها ـ أي العلاقة ـ تثبت نفسها في الحرب المزمعة علي سوريا بعدما أكد أوباما أن الضربة المرتقبة لن تكون مجرد شكة دبوس فقد حشدت صواريخ وقاذفات الآلة العسكرية الأمريكية الجبارة التي أخذت مهلة ستين يوما للقضاء علي القدرة العسكرية المتبقية علي أنقاض وهشيم سوريا المنهكة المهجرة وخرج أردوغان يطلب باجتياح سوريا لقلب نظام البعث وتسليم الحكم إلي الإخوان وحلفائهم من التيارات السلفية الرجعية وشكر القرضاوي منظر التيار الإخواني الدولي أمريكا المتفهمة للموقف علي مواقفها المعادية لسوريا.. ولم ينس السيد أردوغان القيام بزيارة تجارية خاصة إلي المغرب للتسويق للشركات التركية علي حساب الشركات والمصانع المغربية ـ كما حدث في مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن ـ وهي الزيارة التي باءت بالفشل.
    ويظن الشعب التركي أن أردوغان قد قام بفتح عكا وأتي بما لم تأت به الأوائل عندما امتطي حصان المتاجرة بالقضية الفلسطينية في مؤتمر دافوس من أجل التغلغل إلي المنطقة العربية لترجمة مشروعه العثماني الجديد من بوابة الصداقة والعمق الاستراتيجي الخادع.. لقد استقبل آلاف الأتراك رئيس وزرائهم علي أرض المطار استقبال الأبطال بعدما انسحب من المؤتمر الاقتصادي بسويسرا اعتراضا علي عدم منحه الوقت الكافي للرد علي مزاعم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حول العدوان علي غزة.. قال أرودغان للآلاف المهللة في المطار: إن لغة بيريز لم تكن مقبولة ولم تعجبني وكان علي أن أتصرف دفاعا عن كرامة تركيا.. كل ما أعرفه أنه يجب علي الدفاع عن كرامة تركيا والشعب التركي.. لست زعيم قبيلة بل أنا رئيس وزراء تركيا ويتعين علي أن أتصرف علي هذا النحو... ويضج أتراك الكرامة بالتصفيق علي من يعزف لهم علي أوتار الكرامة... وفوق المنصات يكدس أردوغان الأصوات تحسبا للانتخابات التركية القادمة علي الأبواب في ظل خشية من تحولات سياسية يحبل بها الصندوق الانتخابي.. ويمتطي أردوغان أخيرا إحدي المنصات ليقول إن الذي يقف وراء الإطاحة بالإخوان المسلمين في مصر هي إسرائيل!!! ويظن الكثيرون من كـلام منصات أردوغان أن ما بين البلدين تركيا وإسرائيل بغضا أو عداوة والحقيقة مختلفة تماما!!.. فقد احتفظت تركيا بعلاقات متميزة علي الصعيد التجاري مع إسرائيل رغم قتل الأخيرة لتسعة أتراك في واقعة أسطول الحرية الشهيرة في عام 2010 ولم تكتف أنقرة بذلك بل إنها رفعت الفيتو عن مشاركة إسرائيل في مناورات حلف شمال الأطلسي كما لم تستخدم الفيتو ضد انضمام إسرائيل إلي منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي واستمر التعاون الأمني والاستخباراتي فضلا عن أكبر خطوة لدعم الأمن القومي الإسرائيلي المتمثلة بنشر منظومة الدروع الصاروخية علي الأراضي التركية لمواجهة الصواريخ السورية والإيرانية والروسية.. وبالتالي لا يمكن لأنقرة اتهام بلد مثل إسرائيل بأن بينهما تنافسا أو عداء فالمصالح مشتركة وبناءة بين الثنائي تركيا وإسرائيل هذا إلي جانب أن مصر الإخوان لم تنظر مطلقا إلي إسرائيل كعدو أو حتي كخطر أو كمنافس بل لقد تعاملت معها علي أنها جار وصديق وفي أيضا ورسالة العياط إلي الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ووصفه بالصديق الوفي وشعب إسرائيل بالشعب العظيم تكشف عن حميمية ودفء تلك العلاقة وما انتقاد أردوغان للجيش المصري ووصف وقوفه مع الشعب بالانقلاب العسكري وتجاوزه حدود المنطق ليس إلا لسقوط المشروع الإخواني بالمنطقة وخسارة تركيا أرودغان لنفوذ كان قد منحها الكثير من القوة التي باتت تتبخر الآن خاصة بعد انكشاف كل الأوراق ليظهر أن العرب الذين وقفوا مع جيش مصر وشعبها لن يرضوا بحال من الأحوال عن موقف أردوغان الحالي تجاه مصر كما أن شعب مصر كان يحلم برؤية النموذج التركي لبلاده وليس رؤية تركيا أردوغان ترفع أصابع يدها الأربعة تعبيرا عن رفض الفض لاعتصام رابعة... هذا بينما مضي الخبراء بتصفح صفحات الرموز والشعارات المندسة في الموسوعات فوجدوا أن تلك الأصابع الأربعة لا تمت بصلة إلي العاشقة المتبتلة في الذات الإلهية القائلة: أحبك حبين.. حب الهوي وحب لأنك أهل لذاك وإنما تلك اليد المدانة بأصابعها المتراصة ليست سوي أحد رموز الماسونية وليعاذ بالله.. وقد تكون ماسونية الأصابع بحجة رابعة عدوية كانت أو عدوانية أهون بكثير من تلك الكرافتة سماوية اللون التي يرتديها أفراد المجمع التآمري العالمي التي يحرص كل منهم في الاجتماعات العالمية المؤثرة علي عقدها حول عنقه لتتمدد علي صدر قميصه بلونها السماوي العاكس للمدلول الصهيوني الخبيث من النيل للفرات.. ودعوة كبداية لمراقبة أربطة عنق كرافتات كل من أوباما وكيري ونيتانياهو!!
    و..أردوغان الذي يبكي فوق المنصة علي وفاة ابنة البلتاجي المتهم بالتحريض علي القتل والترويع والإرهاب مصحوبا بالبراهين والإثباتات والمشاهد التي تابعناها جميعا علي الشاشات ليصلح كل منا كشاهد إثبات.. ذلك الزاعق المتباكي أردوغان الذي أقامت بلاده أكبر سد مائي أتاتورك الواقع علي نهر الفرات ويعد الثالث في العالم في حجم قاعدته والثامن من حيث الارتفاع إلي جانب سدود أخري تستطيع أن تقطع المياه تماما عن الأنهار فيستطيع سد أورفا أن يحبس مياه دجلة والفرات تماما لمدة 600 يوما بما يعني تجفيف النهرين تماما لتغدو بمثابة ترع موحلة تغزوها الشقوق لتبور آلاف الأفدنة في البلدين العربيين الشقيقتين ليضاعف الظمأ من حجم مأساتهما.. هذا بينما الباكي علي رابعة المنتظر ظهور موسي للقضاء علي فرعون وأعوانه يتباهي بأنه قد قام بزراعة مليارات من الأشجار في فترة حكمه زرعها لتخضر في أرضه لتموت أرض العرب بعد نهب مياهها ويستنكر أردوغان قطع ثماني أشجار من حديقة تقسيم!!... وذاك مثلما حدث من قبل عندما حجبت إسرائيل مياه بحيرة طبرية عن نهر الأردن المقدس الذي اغتسل فيه السيد المسيح علي يد النبي يحيي وعندها جف النهر أو كاد وكان في فيضانه أشبه بالنيل في زهوة عطائه واتساعه ليغدو الآن وأنت واقف علي شاطئه من عمان تري الضفة الأخري. تري إسرائيل علي بعد شرفة الجيران!.. وكان نهر الأردن يصب في البحر الميت وعندما اعتل النهر مات البحر!..وحاولت سوريا تشييد سد اليرموك لتخزين الماء في الستينيات فتم تدميره في لحظات بطلعة استباقية للطائرات الإسرائيلية بلا دورة انعقاد عادية أو فجائية لمجلس الأمن أو الجمعية العمومية!! وهذا ما يعدونه لمصر والسودان بـسد النهضة الكارثي الجاري تشييده في الحبشة والذي وافق عليه العياط من بعد تنازله للسودان عن حلايب وشلاتين في زيارة مريبة عاد منها لعقد جلسة مريبة سارع البرادعي ـ أثناء أيامه المريبة ـ بالاعتذار لأهالي الإمبراطور هيلاسيلاسي عما بدر منا من سوء خلق وتجاوزات أثناء حكم مرسي الإخوان الذي يعتبره رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رئيسا لمصر حتي الآن وهو نفس ما يردده العياط أيضا أمام النيابة في التحقيقات من أقوال عبثية: أنا الشرعية أنا الحصانة أنا الصندوق!

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 419
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-10, 11:11 AM
  2. اقلام واراء عربي 418
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-10, 11:10 AM
  3. اقلام واراء عربي 417
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-10, 11:08 AM
  4. اقلام واراء عربي 416
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-10, 11:06 AM
  5. اقلام واراء عربي 279
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:21 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •