النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 483

  1. #1

    اقلام واراء حماس 483

    اقلام وآراء
    (483)

    الاربعاء
    11/12/2013


    متى المُصارحة يا مُفاوض ؟!
    حسن أبو حشيش /الرأي
    الرد على إسقاط حق العودة
    عصام عدوان / فلسطين اون لاين
    بين الديمقراطية الحقيقية والمزعومة
    صلاح سلطان /فلسطين الان
    ما نفتقده في ذكرى الانتفاضة الأولى!
    لمى خاطر / لما خاطر
    القريب.. والبعيد.. والوطني
    يوسف رزقة / فلسطين الان

    متى المُصارحة يا مُفاوض ؟!
    حسن أبو حشيش /الرأي
    مواقف الإدارة الامريكية من المفاوضات الجارية واضحة وفوق الطاولة : فهي أعلنت ان المفاوضات هي لتحقيق اتفاقيات أمنية تضمن أمن الاحتلال، واتفاقيات سياسية مؤقتة تكون نتيجة لنجاح تطبيق الشق الأمني، بمعنى أننا امام أوسلو جديدة . كما ان مواقف الاحتلال واضحة ولا غموض ولا لبس فيها، فلا حق عودة، ولا تراجع عن حدود 67 م، ولا تنازل عن الأغوار، ولابد من اعتراف المُفاوض الفلسطيني بيهودية الدولة .
    إذن نحن امام صراحة وشفافية من قبل المشرف الامريكي والطرف الصهيوني، أما المفاوض الفلسطيني، فيتبع مع شعبه التضليل والمراوغة والكذب وغياب الشفافية والصراحة، فرئيس السلطة يصرح شيئا، وصائب عريقات شيئا ثانيا، ومحمد اشتيه شيئا ثالثا, ونمر حماد شيئا رابعا، ونبيل شعث شيئا خامسا ... والقائمة تطول .
    ومضمون تصريحاتهم جميعها متناقضة وتتراوح بين الصباح تعثر للمفاوضات، وبين المساء تقدم بطيء . حتى اللحظة لم يملك المُفاوض الجرأة المطلوبة، ولا المسئولية الوطنية، في قول الحقيقة والواقع، ولم يُبلغ شعبه للآن هل هو يُفاوض على اتفاق مرحلي جديد، ؟! أم هو يتكتك للإفراج عن الأسرى القدامى التي ظلمتهم اتفاقيات اوسلو من قبل ؟! وهل هو تسلم فعلا الرؤية الامريكية الامنية، وهل سيتسلم الرؤية السياسية بعد شهر كما قال كيري ؟! وهل وافق عليها أم يدرسها ؟! وهل بالفعل يوجد قنوات سرية للتفاوض غير الوفد المعلن يقوده رجل الامن ماجد فرج الامر الذي اغضب الفريق العلني وقدم استقالته ؟!
    لو أردنا الاستمرار في توجيه الأسئلة إلى المُفاوض لوجدنا عشرات الأسئلة، الأمر الذي يُفسر مدى الضبابية التي يعمل في جوها المُفاوض الفلسطيني التابع للسلطة . ولعل التصريحات التي تناقلتها وسائل الإعلام لعضو الوفد المُفاوض والرجل المُقرب من عباس الدكتور محمد اشتيه تُدلل على أزمة الثقة، وفقدان الصدق التي تحكم العلاقات الداخلية للسلطة والفريق المفاوض .
    أيعلم المفاوض انه في الوقت الذي يلتزم هو بالتنسيق الامني في الضفة، ويستمر في جلسات الحوار يقوم الاحتلال بتشديد الحصار على غزة، ويستمر في تهويد القدس، ويخطط لتنفيذ (برافر )لنهب أراضي النقب، ويُكرس الاستيطان بوتيرة غير مسبوقة ؟! وبدأ بتطبيق قناة البحرين بنهب مياه البحر الميت ... فهل بقي شيء يُفاوض عليه ؟!
    متى سيتم عقد مؤتمر صحفي عالمي للمفاوض لتقديم كشف حساب، ويُصارح نفسه وشعبه وأمته والعالم بفشل التفاوض، ويعلن انهيار مشروع التسوية نهائيا، ويحمل الاحتلال النتائج ..؟! صحيح سيخسر بطاقات الرجل المهم، والقُدرة على السفر والتنقل، ولن تبقى النجوم والنياشين ... لكنه الوطن، لكنها حقوق الأجيال، لكنه طعم الحرية والكرامة، لكنه التاريخ الذي يسجل موقف الرجال، كما مواقف أشباه الرجال .

    القريب.. والبعيد.. والوطني
    يوسف رزقة / فلسطين الان
    الأمن أولا ولا شيء بعد الأمن. هذا ما عرضه جون كيري على المفاوض الفلسطيني. المفاوض الفلسطيني بلع ريقه مرة بعد مرة ؟! ثم قال : (نحتاج فرصة لكي نبحث العرض ). أخذ المفاوض فرصة، ولكن لا ندري مع من سيدرس العرض الأميركي. بالطبع هو لن يدرسه فلسطينيا، ولكن ربما يدرسه مع قيادات عربية.
    العرض الأمريكي يمثل استجابة كاملة لمطالب نتنياهو ، بعد أن رفض نتنياهو النظر في الأجندة قبل الاتفاق على الخطة الأمنية، التي اعتبرها الأساس لأي حديث آخر.
    الطرف الفلسطيني بين نارين الآن. بين نار نتنياهو ، ونار كيري وخطته الأمنية ، التي تلقى ترحيبا شبه كامل من القيادات الإسرائيلية، إذا استثنينا مطلب (يعلون ) بالمطاردة الساخنة في الضفة الغربية. يعلون يدرك أن مزيدا من الضغط على عباس سيدفعه لقبول مطلب المطاردة الساخنة، لسببين: الأول - لأنه قبل بها قبل ذلك. والثانية- أنها ستريح السلطة من المواجهة المباشرة مع المستهدفين.
    كل المؤشرات تحكي موافقة الطرف الفلسطيني على الخطة الأمنية، لا سيما حين تبدي أطراف عربية موافقة عليها.
    لا أعتقد أن المستوى الأمني هو ما يعوق الاتفاق، ولا يمكن أن يكون سببا في فشله، وحين يقول جون كيري : نحن قريبون من اتفاق ، يقصد على المستوى الأمني. وحين يقول ليبرمان أو نتنياهو نحن لسنا قريبين من الاتفاق يقصد المستوى السياسي.
    ما بعد الأمن يقول إنه لا اتفاق في ( القدس ، والحدود، واللاجئين )، وأن ما يعرضه نتنياهو هو (حل مؤقت) بدون القدس ، والحدود، واللاحئين، وهذا العرض مرفوض فلسطينيا، ولا يستطيع عباس تمرير حل مؤقت بعد تجربة حل أوسلو على مرحلتين، حيث لم يصل الفلسطيني إلى المرحلة الثانية بعد عشرين سنة من بداية المرحلة الأولى التي تنتهي في السنة الثالثة بحسب اتفاق أوسلو.
    نعم ثمة احتمال كبير لاتفاق أمني، ولا احتمال كبير لاتفاق سياسي موازٍ، حيث لا يوجد في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحاكم من يؤمن بالاتفاق السياسي، أو يدافع عنه، فالائتلاف كله بدءا من نتنياهو وانتهاء بلبيد ومرورا بليفني لا يتعجلون الاتفاق السياسي مع محمود عباس في هذه المرحلة على الأقل.
    أحسب أنني قد أجبت فيما تقدم على سؤال القرب والبعد في الاتفاق الذي تتناوله الآن وسائل الإعلام ، ولكنني أقول أيضاً: إن القرب والبعد ليس هو ما يجب أن يهتم به الفلسطيني، لأن ماهو قريب، وما هو بعيد لا يحمل الحل الوطني الفلسطيني. ما يجب أن نهتم به و ننشغل به، ونقيس به الأمور قربا وبعدا هو المسألة الوطنية في الاتفاق؟!، فالقريب لنا ما كان وطنيا يرتضيه الشعب، والبعيد عنا هو ما يرفضه الوطني الغيور على وطنه. جون كيري لا يمثل الوطنية الفلسطينية، وخطته الأمنية تهدم كل ما هو وطني، حتى على مستوى المشاعر. فالخطة الأمنية تتناقض مع المشاعر الفلسطينية تمام التناقض، وتجعل من الفلسطيني إسرائيليا بامتياز، لأن المطلوب منه بحسب الخطة .
    أن يقتل أخاه وأباه وأن يقتل نفسه ومشاعره الوطنية،في مقابل الراتب، ورضا إسرائيل. كما أنها لا تجيب عن مفهوم السيادة وطنيا، كما لا تجيب عن سؤال المستقبل.

    الرد على إسقاط حق العودة
    عصام عدوان / فلسطين اون لاين
    في مثل هذا اليوم من عام 1948م صدر قرار 194 عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تحدث في الفقرة 15 منه عن الحق في العودة والتعويض . وفي الثامن من الشهر نفسه من العام الذي تلاه 1949م صدر قرار 302 أيضاً بتأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لتقدم خدماتها للاجئين إلى حين حل قضيتهم. ومنذ ذلك الحين والمؤامرات الدولية والإقليمية والإسرائيلية والعربية، بل والفلسطينية أيضاً تستهدف حق العودة وتسعى لتصفيته والقبول ببدائل أخرى تحت ضغط ومعاناة الشعب الفلسطيني في كل مكان.
    سلوك منظمة التحرير الفلسطينية منذ مؤتمر مدريد على الأقل لم يكن مطمئناً، بل تورطت قيادات منها في مؤامرات لشطب حق العودة؛ مثل: اتفاق عباس - بيلين سنة 1995، وسري نسيبة- بيلين، واتفاقية جنيف سنة 2003، وتصريحات محمود عباس المتكررة التي تشير إلى تخليه عن حق العودة وقناعته بعدم جدواه أو إمكانية تنفيذه. وتوشك المفاوضات التي تديرها منظمة التحرير مع إسرائيل على التوصل إلى اتفاق بشطب حق العودة والقبول بتعويضات. فما الموقف الفلسطيني المحتمل والممكن تجاه خطوة هي الأخطر في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي؟
    1-محاكمة رئيس منظمة التحرير وطاقم مفاوضاته شعبياً بتهمة الخيانة العظمى، والمطالبة بسقوطه وإعدامه.
    2-في حال لم يتحقق سقوط رئيس المنظمة، يجري ترتيب الإعلان – شعبياً – عن انتهاء منظمة التحرير الفلسطينية وتأسيس كيان بديل لتمثيل الشعب الفلسطيني وتطلعاته، يحظى بدعم وتأييد من بعض الدول العربية والإسلامية والصديقة.
    3-مطالبة حركة فتح بالتبرؤ من أفعال رئيس المنظمة وطاقمه المفاوض حتى لا تخسر شعبيتها بشكل نهائي.
    4-خروج جماهير الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده في مظاهرات واعتصامات تدعو بسقوط المتورطين في هذه الخيانة وتطالب الدول العربية وكافة دول العالم بعدم الاعتراف بشرعية هذا الاتفاق، ومطالبتها بتمكين إصلاح المنظمة أو تأسيس منظمة بديلة.
    5-مطالبة دائرة شئون اللاجئين في منظمة التحرير بتقديم استقالاتهم إذا ما سكتوا على هذه الخيانة.
    6-تجهيز عدد من السفن التي تُقِل لاجئين فلسطينيين يرغبون في العودة بعائلاتهم وفي تحدٍّ ملحوظ للاحتلال، حيث ترسو في موانئ فلسطين المحتلة. تقابلها حشودات شعبية أهلية بعشرات الآلاف من اللاجئين المحيطين بالأرض المحتلة من كل صوب يريدون العودة إلى أراضيهم المحتلة عام 1948، وذلك لتأكيد رفض الشعب الفلسطيني لاتفاق تصفية حق العودة.
    7-رفض اللاجئين الفلسطينيين في أي دولة لتجنيسهم وخروجهم في مظاهرات واعتصامات لتأكيد رفضهم الحصول على جنسية أي دولة غير فلسطين.
    8-احتجاج فلسطينيي الأردن على اتفاق الخيانة بإعلان تخليهم عن الجنسية الأردنية ومطالبتهم بالعودة إلى أراضيهم المحتلة، ومطالبتهم الحكومة الأردنية برفض تصفية حق العودة ومساندتهم في العودة.

    ما نفتقده في ذكرى الانتفاضة الأولى!
    لمى خاطر / لما خاطر
    لو قُدر لك أن تشاهد خلال مرورك بشارع فلسطيني قديم شعاراً على الجدار يعود تاريخه لأيام انتفاضة الحجارة فلن تستحضر معه ذكريات تلك الأيام وحسب، بل تلك الروح التي سادت يومها وتكاد تغرب الآن، الروح المفعمة بحماسة بدايات أي درب نضالي، والعنفوان المكتنف تجارب المواجهة غير المسبوقة، وانخراط آلاف الناس فيها دون اقتصارها على النخب المستعدة للتضحية.
    ولعل تجاوز صدمة هزيمة عام (1967) احتاج 20 عاماً، لتتأكد بعدها قناعة الفلسطيني داخل فلسطين بأن الخلاص من الاحتلال، أو إشعال فتيل المواجهة مسؤوليته وحده بالدرجة الأولى، وتلك المدة هي التي لزمت أيضاً ليشبّ جيل جديد لم يعاين بنفسه أيام الهزيمة ولم تنطبع نفسيته بآثارها، لكنه عاين إفرازاتها في واقعه، وواجه نفسه بإملاءات المسؤولية لتغييرها، فكانت قدرته على إشعال الفتيل وفتح كوة في الجدار أكبر من قدرة الجيل السابق.
    انتفاضة الحجارة، أو الانتفاضة الأولى، أكبر من إمكانية الحديث عن كل متعلقاتها في مقال، فهي ستبقى تجربة جديرة بالتوقف والدراسة الفاحصة والشاملة، لكنّها اليوم في ذكراها، وكما الحال كلّما أمعنّا في الزمن ابتعاداً عن تلك الأيام، تبدو زاخرة بمعانٍ جليلة مفتقدة، بقدر ما تبدو الحاجة ملّحة لاستعادتها؛ روحاً وزخماً ويقيناً، وليس بالضرورة محاكاة لوسائل المواجهة ذاتها.
    وحين يبرز السؤال حول أسباب استبعاد تكرار التجربة بما اكتنفته من مدّ جماهيري عريض، ومن حالة تكافل اجتماعي فريدة، ومن غياب لكثير من السلبيات داخل المجتمع الفلسطيني، ومن علوّ لقيمة التضحية والاستعداد لبذل الدم دونما إغراق في بحث حسابات الخسارة، ومن استعذاب للألم والتضييق بأشكالهما المختلفة، ومن إصرار على استكمال المسيرة حتى والقبضة الاحتلالية تشتدّ وتتزايد معها قوانين العقاب الجديدة.. مع كل هذا وغيره، فإن الجواب لا يبدو سهلاً أو لعلّ الاعتراف به ليس كذلك، لأنه لا بد هنا من الإقرار بحالة الإنهاك العامة التي اعترت الوعي الفلسطيني خلال 26 عاما، كونه لم يظفر بخلاص سريع كان ينتظره، ولأنه يدرك الآن تماماً أن الثورة الشعبية أجهضها مشروع أوسلو ثم واقع السلطة تحت الاحتلال، ولذلك لم يكن الحضور الشعبي في انتفاضة الأقصى، أو الانتفاضة الثانية، بارزاً كما كان في الانتفاضة الأولى، إذ سرعان ما تحوّلت للنمط المسلّح، وهو نمط يقتصر على النخبة المضحية، والتي يصعب أن يتغيّر مزاجها أو تؤثر الانتكاسات على قناعتها بجدوى المقاومة أو ضرورة المواجهة، لكنها نخبة استثنائية وقليلة على كل حال، وتتحمّل دائماً وحدها ضريبة خياراتها، بينما يبدو بقية المجتمع مستعداً لممارسة حياته بشكل اعتيادي دون أن يشعر بمسؤوليته إزاء عملية المقاومة حتى لو كانت بأنماط شعبية وسلمية خالصة.
    ولعلّ أبرز مؤشر على حالة التعب المزاجي لدى الجمهور الفلسطيني، هو استبعاد واستثقال فئة غير قليلة منه اندلاع انتفاضة ثالثة، وما بين الحديث عن الاستحالة وعدم الجدوى تضيع الفكرة، ويتعمّق اغتراب الروح القادرة على كسر الجمود وإشعال الفتيل، خصوصاً لدى الجيل الكبير سناً نسبياً الذي عايش الانتفاضتين، وشهد التحوّلات المختلفة المرافقة إيّاهما!
    ولذلك تبدو فلسطين اليوم بحاجة لاستعادة روح الانتفاضة الأولى أكثر من أي شيء آخر، أي الروح المفعمة بالألق النضالي وتوهّج العزائم، والقادرة على جمع الكلّ الفلسطيني تحت راية مسيرتها، بحيث تكون الفئة المشكّكة والمحاربة مسيرته منبوذة من الاعتبار الوطني، وليست جزءاً من النسيج النضالي. فمشروع التحرر الحقّ لا يحتمل الجمع ما بين اتخاذ النضال شعاراً للمسميات الحزبية، والتآمر عليه والتخطيط لبقائه منهكاً في آن واحد، مثلما أن الانتفاضة لن تتكرر إلا حين يطال لسع الضمير أولئك الذين يجلسون بعيداً عن المشهد مفترضين أن عبء المقاومة مطلوب من غيرهم، وأن هناك دائماً من عليه أن يواجه نيابة عنهم، فيما يكتفون هم بالمشاهدة والتعليق أو الانتقاد!

    بين الديمقراطية الحقيقية والمزعومة
    صلاح سلطان /فلسطين الان
    الديمقراطية الحقيقية تبدأ من الحرية الراشدة في الشارع والمهن، والدساتير والقوانين ثم تظهر صورتها الحية في خمس مراحل تبدأ بالمحليات "البلديات" ثم النقابات ثم مجلس النواب ثم الشورى ثم أخيرا رئاسة وقيادة البلد كله، أما الديمقراطية "المنزوعة" فليس فيها هذه الحريات ولا هذه الخطوات، وإنما تُختصر البلد كلها في شخص "الزعيم" الانقلابي، ويبدو أن اشتقاقها صار في دولنا العربية حديثا من قول العرب: "الزعم مطية الكذب" فيغنِّي الجميع للزعيم: "أنا الشعب أنا الشعب"، أو كما قال تعالى في بيان الظاهرة الفرعونية: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي) (القصص: من الآية 38)، وقوله تعالى: (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) (غافر: من الآية 29)، في الديمقراطية الحقيقية الشعب هو السيد وأعضاؤه المنتخبون في المحليات "البلديات" والنقابات ومجالس النواب والشورى ورئيس البلاد كلهم خادمون للشعب؛ ولذا لم يندهش معاوية بن أبي سفيان عندما دخل عليه أحد الرعية فقال: السلام عليك أيها الأجير، فقالت الحاشية: بل الأمير، فقال: بل الأجير، لأنه متفرغ لخدمة الأمة كما يتفرغ الأجير لخدمة من استأجره، أما الديمقراطية المزعومة فالشعب كله أجير لدى الزعيم أو الرئيس أو الأمير أو الملك أو السلطان، وهم يكدحون لتصب أموال الدولة في جيب هؤلاء الزعماء وعائلاتهم وحاشيتهم وزبانيتهم، الديمقراطية الحقيقية هناك علاقة تراحم وتوادد وتعاون بين الشعب والسلطة لأنهم جميعا يسعون إلى خدمة الوطن وفق هذه المنظومة الرباعية: للأرض عمارة، وللشعب رعاية، وللقانون طاعة، وللسلطة معاونة فيما لم يخالف شرعا، فإذا انحرفت السلطة أو كان القانون الموروث بعيدا عن الحق والعدل فلا يجوز أن ينقلب أحدٌ فردا أو جماعة على الشعب قتلا وإرهابا، أو الأرض تخريبا وإفسادا، وإنما يستمر الجميع في المنهج الديمقراطي للشعب رعاية، وللأرض عمارة، ويُذهب إلى الصندوق لتغيير القانون والسلطة معا، أما في الديمقراطية المزعومة فإن الحاكم "الانقلابي" يبقى والشعب يذهب إلى الجحيم.
    الديمقراطية الحقيقية تكثر فيها الأطياف والألوان وتتعدد الأحزاب والهيئات والمؤسسات والجامعات، والديمقراطية المزعومة الطيف فيها واحد لدرجة أن كل المساجد الكبرى في مدن إحدى الدول العربية لابد أن تحمل اسم "الزعيم"، والحياة كلها ليل دامس ليس فيه ليل ونهار، شمس وقمر، حر وبرد، أبيض وأسود، فإذا أحب "الزعيم" لونا تتحول الألوان كلها وفق مزاج "الزعيم"، وتتحول الألوان الأخرى إلى ألوان باهتة في الطيف الاجتماعي.
    الديمقراطية الحقيقية هناك إقرار ذمة مالية يقدَّم مع الخطوة الأولى في الترشيح للمحليات أو النقابات أو مجالس النواب والشورى والرئاسة، ويُساءل أمام القاصي والداني من أين لك هذا؟ وقد استقال مسؤولون في الغرب لأنهم حوسبوا على ملاليم أنفقوها في غير وجهها، وفي الديمقراطيات المزعومة لا توجد ذمة أصلا، ولا ضمير، ولا خلق، وينفق "الزعيم" المال كيفما شاء، ويدخر منه لنفسه وعائلته وزبانيته وحاشيته كما يريد، ولو فكر أحد أن ينبس ببنت شفة أو يكتب كلمة فإنه يتعرض لما قاله الشاعر محمود عمر حيث قال:
    إن قلت بعض حقيقة قطع اللسان
    ولقد علمت مصير من شذَّ عن قانون ممنوع الكلام
    فسيلحقون بجرمه مليون اتهام
    ومع كثرة القهر والاستبداد تخرج بعض الأصوات من الشعوب تؤسس لهذا الجبن والهلع، والخوف والفزع، ويسود منطق الشاعر:
    كن دائماً بين الخراف مع الجميع
    طأطئ وسر في درب ذلتك الوضيع
    أطع الذئاب يعيش منا من يطيع
    إياك يا ولدي مفارقة القطـيع
    أما الديمقراطية الحقيقية فمنطق كل فرد في الشعب هو قول الشاعر:
    لا تسقني ماء الحياة بذلة
    بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
    أو كما قال الشاعر:
    كل الذي أدريه أن تجرعي كأس المذلة ليس في إمكاني
    أهوى الحياة كريمة لا قيد لا إرهاب لا استخفاف بالإنسان
    فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي يغلي دم الأحرار في شرياني
    الديمقراطية الحقيقية ترى طوابير الانتخابات مبهجة مهما كان حر الصيف أو برد الشتاء، يقفون في أمن بلا خوف من أكابر البلاطجة في الخارج والمزورين في الداخل، أما في الديمقراطية المزعومة فإنهم يقتلون الأحياء الذين يريدون أن يصوتوا لغير "الزعيم" وحزبه، ويحيون الأموات الذين تصوروا أنهم في عنقهم بيعة إلى "الزعيم" إلى يوم الدين!.
    وهنيئا لأعراس الحرية والديمقراطية الحقيقية التي حلَّت بتونس ثم المغرب ثم مصر زمن الرئيس المنتخب، وعقبال فرحة عودة الشرعية، وكله يفرح ويتهنَّى.
    (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ *بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الروم: من الآية 4 و5)

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 471
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 11:11 AM
  2. اقلام واراء حماس 459
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 10:47 AM
  3. اقلام واراء حماس 458
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 10:46 AM
  4. اقلام واراء حماس 457
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 10:45 AM
  5. اقلام واراء حماس 456
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 10:43 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •