النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 25/08/2014

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 25/08/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي الاثنيـــن 25/08/2014 م

    في هــــــذا الملف

    هكذا فر قاتلو الفتيان الثلاثة
    بقلم:حاييم لفنسون،عن هآرتس

    ولد محرم وولد محلل
    قتل مئات الأطفال الفلسطينيين فلم يطرف لأحد في إسرائيل جفن، وقتل طفل إسرائيلي فقامت الدنيا
    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    حماس وداعش
    بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم

    ملثمو مشعل
    بقلم:رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

    يبحثون عن ضربة قاضية
    يقف العالم كله ينتظر أن تتفضل حماس بوقف اطلاق النار والتفاوض في هدنة طويلة وما يتلوها من أمور
    بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعو
    ت
    أين الجرأة؟
    حماس تدفع سكان إقليم كامل إلى الجلاء والجيش الإسرائيلي يقف لتردد وإهمال قادته على الجدار
    بقلم:يوسي يهوشع،عن معاريف






    هكذا فر قاتلو الفتيان الثلاثة

    بقلم:حاييم لفنسون،عن هآرتس

    تدل لوائح الاتهام التي قدمت في الاسبوع الماضي الى المحكمة العسكرية في معسكر عوفر على أن مروان القواسمي وعمار أبو عيشة المتهمين بخطف وقتل الفتيان الثلاثة في 12 حزيران، نجحا في تغيير اماكن الاختباء وفي أن يناما ليلة في العراء، بعد الخطف بخمسة ايام، دون أن تلاحظهما قوات الجيش الكبيرة التي انتشرت في المدينة.
    وما زال الجيش الاسرائيلي والشباك يبحثان عن القواسمي وأبو عيشة، بعد الخطف بشهرين ونصف. وتُعرف قيادة الوسط اعتقالهما بأنه «الهدف الاول»، للرغبة في محاكمتهما وللخشية من أن ينفذا عملية اخرى في الوقت القريب.
    تُبين لائحة اتهام قدمت في هذه القضية كيف نجح الاثنان بعد ليلة الاختطاف في 12 حزيران في الهرب من الشباك والجيش الاسرائيلي، ومع ذلك اعتقل عدد من المشاركين في الاختطاف والقتل وحوكموا في المحكمة العسكرية، ويمكن أن نستدل من الاجراءات عليهم التي تتم بأبواب مفتوحة على سير الامور بعد الخطف ووقت البحث عن الفتيان والخاطفين. اذا كان الخاطفان قد وصفا في البداية بأنهما مهنيان لا يتركان آثارا، فان التحقيق يدل على أنها كانت خلية هاوية اخطأت أخطاءً كثيرة. وبسبب ذلك على الخصوص يزداد سؤال كيف نجحا في الفرار من الجيش الاسرائيلي والشباك، حدة، برغم الموارد الضخمة التي أعطيت في البحث عنهما.
    عقب اعتقال حسام القواسمي المشتبه فيه أنه نظم خلية الخطف وأنفق عليها بواسطة أخيه الذي سُرح بصفقة شليط وطرد الى غزة، عرفوا في جهاز الامن أن الخلية كانت تنوي مسبقا أن تقتل المخطوفين. وقد اشتريت من اجل ذلك قبل ذلك قطعة ارض وسجلت باسم حسام.
    لكن الشيء الذي أعدته الخلية اعدادا غير منظم هو مكان اختباء لها هي نفسها. فقد استمر حسام على حياته كالمعتاد وحاول مروان أن يستعد مسبقا والتقى قبل الخطف أحد المساعدين وقال له إنه هو وصديقا لا يمكن أن يكشف عن هويته مطلوبان للسلطة الفلسطينية، ونجح مروان في اقناع ذلك الرجل بأن يُعد لهما مكان اختباء وهو بئر صرف صحي على عمق 2.5 متر وسعتها كذلك ايضا في قطعة حقل في محافظة الخليل.
    قبل الخطف أبلغ مروان المساعد أنه سيأتي بعد يومين الى مكان الاختباء في ساعة من الليل. وفي الصباح الذي تلا الخطف، في الساعة الخامسة صباحا، تلقى المساعد رسالة من شخص آخر تقول إن أبو عيشة جاء إليه ليدخل مكان الاختباء. فضم المساعد أبو عيشة إليه الذي كان يلبس كوفية وقميصا ومعطفا وبنطال جينز وكان يحمل حقيبتين لاحظ المساعد مسدسا في احداهما. وقال له أبو عيشة إن معه تمرا ليأكله.
    وفي التاسعة صباحا حينما بدأوا في الجيش الاسرائيلي يدركون أن الفتيان الثلاثة اختطفوا جاء مروان ايضا الى المساعد فقال له المساعد إنه مشغول الآن وسينقله في المساء الى مكان الاختباء. وفي الثامنة مساءا نقل المساعد مروان وأنزله الى البئر ايضا. وغطي مكان الاختباء بالتراب للتعمية على كل اشارة الى وجود ناس فيه. ومكّن انبوب تنفس الاثنين من التنفس.
    تدل الساعة المتأخرة التي جاء فيها مروان الى مكان الاختباء على نشاط ليلي للاثنين قبل اختبائهما. ويقوي تحليل الامور متأخرا تخمين أنه لو لوحظ الاختطاف كما ينبغي بالمكالمة الهاتفية للمخطوف غيل عاد شاعر الى مركز شرطة شاي، لأفضت عملية احباط سريعة في تلك الليلة نفسها الى العثور على الخاطفين والجثث دون ادخال المنطقة في زعزعة.
    وبعد أن عرف المساعد بأمر الاختطاف من الاخبار استمر على زيارة القاتلين وكان يُحدثهما بانبوب الهواء، وقال له الاثنان انهما نفذا العملية. وفي يوم الثلاثاء، بعد العملية بخمسة ايام، طلبا الخروج من البئر وقالا إنه لم يكن في ذلك المكان ما يكفي من الهواء وأخرجهما المساعد وسافر الى مطعم كي يجلب لهما طعاما وشرابا. وقضيا الليل نائمين تحت سروة في العراء. وفي الغد حينما جاء المساعد مرة اخرى ليعطيهما ماءا لم يكونا هناك.
    وفي ذلك الوقت استُدعي الى الخليل ألفا مقاتل من الجيش الاسرائيلي: ثلاث كتائب من لواء المظليين وكتيبة من لواء كفير ومقاتلون من وحدات خاصة. وقد استُدعي مع النشاط في الخليل آلاف من المقاتلين آخرون الى مدن اخرى في الضفة لعملية على حماس. وفي تلك الليلة اعتقل خمسة ممن أفرج عنهم بصفقة شليط. لكن كل المراقبات والمعلومات الاستخبارية والقوات الميدانية لم يلاحظوا المطلوبين النائمين تحت السروة. والفرض اليوم أن القواسمي وأبو عيشة ما زالا موجودين في منطقة الخليل مسلحين ويائسين.
    وفي ذلك الوقت استمر حسام القواسمي المشتبه فيه بتنظيم الاختطاف على عمله كالمعتاد، وفي 30 حزيران فقط حينما وجد مرشد رحلات جثث الفتيان الثلاثة أدرك حسام أنه في مشكلة لأن قطعة الارض التي وجدوا فيها مسجلة باسمه. وعرف حسام أنهم سيصلون اليه سريعا فاختفى. وحاول قبل ذلك أن يطمس آثارا وأن ينقل الى القاتلين رسالة ألا يبلغا عنه في تحقيق «الشباك».
    وفاجأه أن سمع أن الاثنين غادرا المخبأ. وبعد ذلك اتصل بشخص آخر للمشورة، فاستقر الرأي على تهريبه الى سيناء ومن هناك الى المجهول. وحصل حسام على بطاقات هوية مزورة. وتقرر في الغد التخلي عن خطة التهريب الى سيناء ومحاولة اجتياز الحدود الى الاردن، في حين كانت الاستعدادات تتقدم حلق حسام لحيته التي كان قد أعفاها مدة 15 سنة واختبأ في بيت أم الصديق الذي شاوره في أمر الهرب.
    كانت الشقة التي اختبأ فيها حسام حارة فاتصل بأخيه ليأتيه بمروحة. وبعد ذلك في اليوم نفسه شعر بالاختناق فطلب أن ينقلوه في أنحاء المدينة في نزهة للتنفس. واستقر رأيه في الغد على أنه يجدر السفر الى أريحا والاقتراب من حدود الاردن، وخرج هو وصديقه في سيارتين؛ تحقق المسافرون في سيارة من أنه لا توجد قوات من الجيش والشرطة في المنطقة، وكان حسام يركب في الخلف مع ثلاثة اولاد للتغطية على هدف السفر. ووصل أريحا وانتظر ليجتاز الى الاردن. حصل الشخص الذي نظم عملية تهريب حسام على 20 ألف دولار نقدا، وبعد بضعة ايام أبلغ الرجل حسام أنه يجب عليه أن يغادر أريحا. وسافرا ليتناولا الطعام في مطعم ومن هناك الى قرية عناتا قرب القدس، وفي 11 تموز داهم مقاتلون من الوحدة الشرطية الخاصة البيت في القرية واعتقلوا حسام. وفي 5 آب أبلغت الدولة المحكمة العليا أن حسام القواسمي اعتقل وأنه خطط لعملية الاختطاف وحصل على نفقة لها. فهُدم بيته وبيتا أبو عيشة ومروان القواسمي ايضا. ويجب أن تُقدم لائحة الاتهام لحسام في الايام القريبة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    ولد محرم وولد محلل
    قتل مئات الأطفال الفلسطينيين فلم يطرف لأحد في إسرائيل جفن، وقتل طفل إسرائيلي فقامت الدنيا

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    لم يطرف لأحد جفن بعد الولد الاول، ولم يُشعر حتى بضربة في الجناح بعد الولد الخمسين؛ وكفوا عن العد بعد الولد المئة؛ واتهموا حماس بعد الولد الـ 200؛ واتهموا الآباء بعد الولد الـ 300؛ واختلقوا الاعذار بعد الولد الـ 400، ولم يعد أحد يهتم بعد الاولاد الـ 478 (الأوائل). ثم جاء ولدنا الأول فزُعزعت اسرائيل. اجل إن القلب ليبكي أمام صورة دانييل تريغرمان، وهو ولد صغير في الرابعة من عمره قتل في ليلة السبت في بيته في شاعر هنيغف. وهو ولد وسيم التقطت له صورة ذات مرة يلبس قميص منتخب الارجنتين باللونين الازرق والابيض مع الرقم 10. ومن ذا لا يمزق قلبه أمام هذه الصورة ومن ذا لا يبكي على قتله الآثم. «يا ليو ميسي، أنظر الى هذا الولد، كنت بطله»، هذا ما نشروه في الفيس بوك.
    أصبح للموت فجأة وجه وقميص وعينان زرقاوان حالمتان وشعر أشقر وجسم صغير لن يكبر أبدا. وأصبح لموت ولد صغير فجأة معنى وأصبح مزعزعا فجأة. وهذا انساني ومفهوم ومؤثر. ومن الانساني ايضا أن يثير قتل ولد اسرائيلي منا عطفا أقوى من العطف على ولد آخر، لكن الذي لا يعقل هو الرد الاسرائيلي على قتل اولادهم.
    لو كنا في عالم أفضل لوجب أن يبقى الاولاد خارج اللعبة القاسية التي تسمى حربا، ولو كنا في عالم أفضل لما أمكن أن نفهم بلادة الحس المطلقة التي تكاد تكون غولية بازاء قتل مئات الاولاد – ليسوا منا لكن ذلك من فعل أيدينا. تخيلوا اولئك الواقفين في صف الانتظار، أعني الـ 478 ولد في صورة موت جماعية وتخيلوهم يلبسون قمصان ميسي، التي لبسها عدد منهم ايضا قبل موتهم، وكانوا يُجلونه أيضا مثل دانييلنا من الكيبوتس، لكن أحدا لم ينظر إليهم ولم تُر وجوههم ولم يزعزعهم موتهم. ولم يكتب أحد عنهم: «يا ميسي أنظر الى هذا الولد»؛ يا اسرائيل أنظري الى أولادهم.
    إن حائطا حديديا من الانكار وعدم الانسانية يحمي الاسرائيليين من اعمالهم الشائنة في غزة. وإن هذه الاعداد في الحقيقة يصعب هضمها. لأنه يمكن أن يُقال في مئات الرجال القتلى إنهم كانوا «مشاركين»، وأن يُقال في مئات النساء إنهن كن «دروعا بشرية»، ويمكن أن يُزعم عن عدد صغير من الاولاد أن الجيش الاكثر اخلاقا في العالم لم يقصد قتلهم، لكن ماذا نقول عن 500 ولد قتيل تقريبا؟ هل يمكن أن نقول إن الجيش الاسرائيلي لم يقصد قتلهم 478 مرة؟ وإن حماس اختبأت وراءهم جميعا؟ وإن ذلك الامر يُحلل قتلهم؟ قد تكون حماس اختبأت وراء عدد من هؤلاء الاولاد لكن اسرائيل تختبيء الآن وراء دانييل تريغرمان فقد أصبح مصيره يغطي على كل خطايا الجيش الاسرائيلي في غزة. وقد قالوا أمس في الراديو «قتل متعمد»، وسمى رئيس الوزراء قتله «ارهابا» في حين ليس مئات اولاد غزة في قبورهم الجديدة ضحايا قتل ولا ارهاب. فقد اضطرت اسرائيل الى قتلهم ولأنه من فادي وعلي واسلام ورازق ومحمد وأحمد وحمودي اذا ما قيسوا بدانييلنا الواحد والوحيد.
    يجب أن نعترف بحقيقة أن الاولاد الفلسطينيين يُشبهون في اسرائيل بحشرات. وهذه الجملة فظيعة لكنه لا سبيل اخرى لنصف المزاج العام في اسرائيل في صيف 2014. فحينما يُباد في مدة شهر ونصف مئات الاولاد تجتمع جثثهم تحت الانقاض وتتراكم في غرف الموت بل في ثلاجات خضراوات احيانا لعدم وجود مكان؛ وحينما يحمل والدون مرعوبون جثث صغارهم وهو أمر معتاد وتخرج الجنازات غادية رائحة 478 مرة – ما كان يجب أن يسمح حتى متبلدو الحس في اسرائيل لأنفسهم بأن يكونوا غير مبالين بهذا القدر. بل كان يجب على شخص ما أن يقوم فيصرخ: يكفي. فلم تُجد كل الذرائع والتفسيرات لأنه لا يمكن أن يُطرح كل شيء على الاولاد. ولا يوجد ولد يحل وولد يحرم. بل يوجد فقط اولاد قتلوا عبثا ومئات الاولاد ممن لا يعني مصيرهم أحدا في اسرائيل تقريبا – وولد واحد، واحد فقط، يتحد الشعب الآن على حزنه لموته.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    حماس وداعش

    بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم

    إن منظمة داعش ومنظمة حماس أختان، وهم إخوة في السلاح وفي الدين وفي اثارة الاشمئزاز. أما أحداهما فميتة وأما الاخرى فجيفة. وتكره احداهما كل شيء لا يشبهها أما الاخرى فتشمئز من كل من ليس سنياً، وتسمي تلك نفسها «دولة اسلامية» وتطمح الاخرى الى انشائها على بعد أمتار منا.
    ليس عرضا أن أنبت الشرق الاوسط هذين الوباءين كما كتبنا قبل اسبوعين في مقالة زعمنا فيها أن محاربة حماس تشبه محاربة داعش. هل هي مشكلتنا؟ ليست كذلك فقط. بيد أننا نحيا في الحي نفسه ويبدو أن الامر أشد إلحاحا علينا. يجب أن تكون محاربة حماس مشابهة لمحاربة داعش إن لم يكن ذلك من اجلنا فمن اجل المسلمين على الأقل.
    إن منظمة حماس مثل كل منظمة فلسطينية يهمها ما يقولونه، وربما يمكن أن نجد هنا الفرق الوحيد بين المنظمتين، فالشارع الاوروبي زبون جيد. وقد نجحت حماس، وهي منظمة ارهابية قاتلة، في أن تصنف نفسها عند الجهلة (وهم كثيرون في القارة الاوروبية) على أنها منظمة تحرر وطني لأنه من المعلوم أن الفلسطيني هو الضحية وهذا هو الخطاب. فهل يمكن أن يكون الفلسطيني ضحية وطاغية ايضا على التوازي؟ ما العجب من أنهم تظاهروا في باريس هذا الشهر من اجل غزة مع نشطاء جمعية تسمى «الشيخ ياسين» (مؤسس حماس). هل يجوز لنا أن نتقيأ.
    أراد رئيس الوزراء بمكالمة هاتفية مع الامين العام للامم المتحدة أن يُبين أن «حماس هي داعش، وداعش هي حماس». وهم في المنظمة في غزة على علم بالحساسية والنفور اليوم من منظمة الدولة الاسلامية ولا سيما بعد قطع رأس الصحافي الامريكي جيمس بولي والمس بالسكان المسيحيين في العراق.
    وشعرت حماس بضغط كبير لمقارنتها بداعش وسارعت الى التفرقة بينهما. «إن هذه المقارنة أكذوبة ترمي الى تضليل الجمهور الامريكي. لسنا جماعة دينية متطرفة، فنحن ضد قتل كل مواطن مهما يكن»، رد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي. ويجوز أن نضحك برغم قسوة هذه الايام.
    بيد أن حماس لا تعرف أن تسلك سلوكا يختلف عن سلوك منظمة ارهاب لأن المورثات الجينية لا يمكن تغييرها. ففي موازاة التوضيحات الغبية الكاذبة من مشعل وعزت الرشق، أعدمت حماس منذ يوم الخميس 25 عميلا مع اسرائيل في ميدان المدينة. وقد قلنا من قبل إن حماس انشأت دولة في غزة مع جهاز قضائي يتم التفاخر به.
    يجب اعطاؤهم دولة على عجل… فمنظمات حقوق الانسان في العالم تدعو الى ذلك منذ سنين… ويجب محادثة حماس… إن قلبي، قلبي مع سكان غزة.
    برغم أن خالد مشعل شعر بالاهانة للمقارنة مع داعش، ربما يجب أن نذكره بأن ل تصورين عامين متشابهين: فالمنظمتان تريدان التوسع وانشاء نظام حكم تحكمه الشريعة الاسلامية، وهدم حضارة الغرب. وكلتاهما ذراع لحركات عالمية للاسلام المتطرف، أما الاولى فنتاج منظمة القاعدة التي تُرى معتدلة جدا وحبيبة اذا قيست بداعش، وأما حماس فهي نتاج الاخوان المسلمين، وهم بديل كانوا يُرون الى وقت قريب في واشنطن بديلا سليما عن النظم الاستبدادية العربية. وسنحصل في الحالين على خلافة لا مكان فيها للكفار. وتريد حماس مثل الاخوان المسلمين الاتيان بالقرن السابع الى القرن العشرين، وتريد داعش مثل السلفيين أن تأتي بالقرن العشرين الى القرن السابع. ولن ينشأ خير عن ذلك في الحالين.
    أُغرقت الشبكة في الاشهر الاخيرة بأفلام وصور فظيعة لحملات قتل داعش المقززة. وكان يجب أن يقتل مواطن غربي كي تكون الصدمة في الغرب كبيرة. بيد أن حماس مثل داعش بالضبط ترهب المنطقة التي تسيطر عليها (واسألوا ناس القوة 17 من فتح الذين بقوا أحياء في القطاع في 2007)، وتقيم سلطتها على التهديد وعلى الاعدام حيث يقتل ملثمون الضحايا أمام الجموع بغية ارهاب الجمهور. وتوجد ايضا تربية الجيل الشاب على الكفاح المسلح حتى الموت للكافرين. وتضطهد المنظمتان وتطاردان أقليات غير مسلمة ومنها المسيحيون.
    وتضطهد المنظمتان النساء والكفار وتنقضان القانون الدولي ومواثيق حقوق الانسان وتطمحان الى أكبر قدر ممكن من قتل المدنيين في المنطقة التي تريدان السيطرة عليها. فمن الواضح جدا أن داعش وحماس هما الشيء نفسه – فهل يظن أحد أنه يمكن مفاوضة داعش؟.
    كيف يمكن مفاوضة اولئك الذين يدعون الى الايمان بالله لكن ليس لهم إله؟
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    ملثمو مشعل

    بقلم:رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

    إن بقع الدم الفظيعة واوراق الاتهام على الجدران القريبة من المشهد الفظيع أظهرت جزءا من الدراما التي أُعدم فيها في غزة 20 مشتبها فيهم بالتعاون مع اسرائيل. وكانت التهمة: «تسليم العدو معلومات عن اماكن المقاتلين والانفاق والاماكن التي وضعت فيها ألغام وعن بيوت المجاهدين والاماكن التي وضعت فيها صواريخ… والتوقيع: المقاومة الفلسطينية». وفي حين يرفض كبار قادة حماس الاعتراف بفشلهم ويواصلون «استنزاف اسرائيل»، تُبين اوراق الاتهام في الحقيقة هزيمة غزة.
    تحدث سجانون في موقع «كتسيعوت» أنه اذا حك سجين فلسطيني رأسه حينما يمر جندي اسرائيلي بصورة عرضية قرب مكان سجنهم، فان ذلك البائس كان يصفى بسبب الخيانة. وقد قتلت شابات عربيات على أيدي إخوتهن بسبب شرف العائلة دون ذنب لأنهن اتهمن فقط بالحديث مع رجل عابر. ففي مجتمع مؤامرة يعيش في جو سلب للاخلاق وتشكيك، يصبح الجميع خونة، لكنهم يصبحون ايضا ضحايا محتملين. عرضت للغرب فرص كثيرة ليفهم ان حماس وداعش هما الشيء نفسه، لكن زاغت عيونهم عن رؤية ذلك. إن الايديولوجية الدينية والشعارات المحرضة على القتل باسم الله ونبيه التي ترفع على كل علم ورأس ملثم متشابهة. وقد استعملت حماس مدة سنين ايضا السيارات المفخخة والقتل الجماعي والعمليات في اماكن عبادة وفي مطاعم وفنادق ومناطق مكتظة بالسكان، وهي تميز داعش الآن.
    يدرك المجتمع الدولي الآن أن حماس هي نسخة فتاكة من نفس العقيدة الاسلامية من مدرسة الاخوان المسلمين كداعش تماما. ونشأ هذا العلم حينما قتل اليزيديون والمسيحيون بالجملة في العراق، ونضج فقط حينما قتل جلادو حماس الملثمون بقسوة المشتبه فيهم بالتعاون مع اسرائيل.
    إن تقارب الوقت والتشابه الفظيع بين اعمال القتل هذه وبين الذبح القاسي للصحافي الامريكي جيمس بولي هي التي أثبتت التشابه الفظيع لا ارهاب حماس الطويل الموجه على اسرائيل. وقد أخذ ينتكث وهم أنه يوجد «اسلام سياسي» وبحسبه «الاسلام هو دين سلام». وصار الجميع يدركون أن كبار قادة «الاخوان المسلمين» الذين تدعو رسائلهم الدينية (الدعوة) الى القضاء على الكفار والى أن يحكم الاسلام العالم، تستعمل على أنها المبدأ الذي يصوغ نهج حركات الارهاب الاسلامية في العالم. يؤكد ميثاق حماس أنها جزء من حركة الاخوان المسلمين والجهاد العالمي، وأن اليهود والمسيحيون هم أعداء الاسلام بصفتهم جزءا من الاستعمار الصليبي الكافر. وحماس بحسب الميثاق هي جزء من «كتائب الاسلام» التي ستفضي الى انشاء دولة الاسلام العالمية وتقضي على آخر يهودي بمقتضى رؤيا محمد.
    وترشد هذه الرسائل «السياسية» الى قتل «الكفار» ومنهم اليهود والمسيحيون واليزيديون وآخرون يشبهونهم. وفي حين ترفض حماس التخلي عن سلاح القضاء على الشعب اليهودي التزم كبار قادتها بأن «حماس ستحذر منذ اليوم قبل أن تطلق النار على اسرائيل».
    وتتمنى حماس الآن أن يخرج لها أبو مازن بغيضها حبات الكستناء من النار الاسرائيلية التي تهدد بابتلاعها. وفي هذا الاطار يفترض أن يدعي «الرئيس الخائن» على اسرائيل في محكمة جرائم الحرب في لاهاي وأن يجتهد في العالم وعند المصريين من اجل هدنة طويلة.
    وينتج عن ذلك أن حماس التي تريد أن تقتل الشعب اليهودي تطلب أن يحاكم الغرب الصليبي «الكافر» اليهود على قتل الشعب في لاهاي وتصدر عنها علامات خضوع بصورة معوجة. ويصعب على الملثمين المختبئين في نفق مظلم بمقولاتهم المتناقضة أن يروا الهزيمة، ويجب الاستمرار على مساعدتهم على ذلك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    يبحثون عن ضربة قاضية
    يقف العالم كله ينتظر أن تتفضل حماس بوقف اطلاق النار والتفاوض في هدنة طويلة وما يتلوها من أمور

    بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت

    إن الشيء المؤكد في عملية الجرف الصامد حقيقة أننا في يومها الـ 48. فلا عجب من أن الملاكم الاسرائيلي يوجه سلسلة لكمات مع تأكيد تلك الشقق الخفية في غزة التي يختبيء فيها قادة حماس، في محاولة للعثور على نقطة الضعف. فقد تأتي احدى تلك الضربات أو مجموعة ضربات كتلك بالضربة القاضية المأمولة.
    منذ أمس أعلم الجيش الاسرائيلي لنفسه هدفا جديدا قديما للقتال وهو إبعاد قذائف الهاون عن بلدات غلاف غزة. فلماذا كان يجب أن ينتظر الى أن يقتل ولد في الرابعة والنصف من عمره كي يجعل محاربة قذائف الهاون هدفا مركزيا؟ فقد كان واضحا من البداية أن السلاح الفتاك لهذه الحرب ليس القذائف الصاروخية بل قذائف الهاون التي لا يوجد انذار فعال لمواجهتها. وقد قتل عشرون من الـ 64 جنديا الذين قتلوا في عملية الجرف الصامد باطلاق قذائف هاون الى داخل الخط الاخضر. وكانت قذائف الهاون وما زالت نقطة ضعف في حماية الخط الامامي الذي يوجد فيه عشرات البلدات ايضا. وينتهي الامر الى عدم وقوع مدنيين قتلى في اكثر الحالات بمعجزة. وقد استقر رأيهم الآن فقط وقد انقضى مخزون المعجزات على علاجها.
    يمكن علاج قذائف الهاون باحتلال مناطق من القطاع مجددا أو بكمائن في عمق القطاع تترصد مطلقي القذائف في الاماكن المعروفة وتضربهم، أو باطلاق نار مضادة من بعيد من مدافع أو من الجو تحاول اصابة قذائف الهاون قبل الاطلاق أو بعده بحسب المعلومات الاستخبارية.
    والصحيح الى اليوم أنه يبدو أن النار المضادة هي اسم اللعبة ولهذا وزع الجيش الاسرائيلي أمس منشورات ورسائل قصيرة الى سكان القطاع تقول: إبتعدوا عن كل مكان تعمل حماس فيه. ويتم جزء كبير من اطلاق قذائف الهاون من قرب بيوت ومن داخل مساجد ومدارس أو قربها. وقد دُعي الجمهور الغزي الى طرد مطلقي القذائف أو الى مغادرة المكان لأن الجيش الاسرائيلي ينوي أن يكف عن أخذهم في حسابه بصفتهم درعا بشرية، فالجيش الاسرائيلي سيدمر من الجو أو بالمدافع، ببساطة، كل مكان يلاحظ فيه اطلاق قذائف هاون، فهذه هي الاستراتيجية.
    ستبدأ قريبا التجربة العملياتية للمنظومة الجديدة للكشف عن الانفاق، فسيتم نشر مجسات وسنعلم بعد ذلك هل دخلنا عصرا جديدا في هذا المجال.
    وفي خلال ذلك، في الساحة السياسية، لا تنتظر اسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية فقط أن ترضى حماس وتكف عن اطلاق النار لأنه انضمت الينا الآن مجموعة جليلة: الاوروبيون والامريكيون والامم المتحدة ايضا في واقع الامر.
    إنضم الامريكيون أمس الى المخطط الاوروبي الذي يشتغل بوقف القتال وبمستقبل قطاع غزة. والذي يفترض أن يقدم الى مجلس الامن. وتُقر صفحتا الوثيقة عدة مباديء توجيهية وهي: تلبية حاجات اسرائيل الامنية وقت «فتح الطريق الى غزة»، ورقابة ملاصقة بنظام دولي ودعم عودة السلطة الفلسطينية الى غزة. ولا تظهر في أي مكان العبارتان التاليتان: «رفع الحصار» و «انشاء ميناء». ولم تُشرك حماس أصلا في هذه الوثيقة على أي نحو.
    وتتناول الفكرة الافتتاحية كلها انشاء نظام رقابة أمنية. والحديث عن جسم محايد يتابع نقض الانفاق بين غزة واسرائيل، ويراقب حركة السلع والناس من غزة ويتحقق من أن يعود رجال أمن السلطة الفلسطينية الى القطاع.
    ويتناول الفصل الثاني ترتيبات امنية. والحديث هنا عن هدنة طويلة، وعن منع تسليح القطاع وعن نقض الانفاق. وسيساعد الاوروبيون السلطة على تجديد نشاطها الامني في غزة، وستستمر مصر بمساعدة دولية على علاج الانفاق على طول حدودها مع القطاع.
    ويتناول الفصل التالي حرية الحركة، فانه ستتخذ خطوات فورية لفتح المعابر، وتُعد قائمة سلع يجوز ادخالها الى القطاع وتمكن الحركة من غزة الى الضفة. وسيستطيع الغزيون تصدير سلع وتوسع منطقة الصيد لتصبح 12 ميلا بحريا. وسيعود رجال السلطة الى معابر رفح وكرم أبو سالم وايرز. وعبر الاوروبيون عن استعداد للمشاركة في استعمال المعابر ويشمل ذلك تدريب رجال السلطة الذين سيعملون فيها. ويتناول فصل آخر من المخطط رزمة المساعدة الدولية التي ستعطى لغزة بواسطة السلطة الفلسطينية.
    سيجتمع مجلس الامن ويتخذ قرارات بخصوص هذه الوثيقة حينما تكف حماس عن اطلاق النار وحينما يدعو المصريون الوفدين الى القاهرة للاتفاق على هدنة غير محدودة الزمان. واذا لم يكفوا عن اطلاق النار فلا اجتماع ولا شيء. وهكذا يقف العالم كله وينتظر أن تقرر منظمة ارهابية: فكم من الضحايا ستكون مستعدة لتحملهم بعد الى أن تتفضل بالاستجابة للارادة الدولية.
    وفي خلال ذلك وصل أبو مازن الى القاهرة وهو ينتظر هناك جوابا من خالد مشعل. وقد أجرى الاثنان في يوم الجمعة في قطر محادثة صعبة جدا، فطلب أبو مازن من مشعل أن يقبل الخضوع للسلطة الفلسطينية وأن يكف عن اطلاق النار متى شاء. وهاجم مشعل ايضا لمحاولة الانقلاب التي نظمتها حماس عليه حينما كان يفاوضها في الوحدة، ولأن مندوب حماس في تركيا صالح العاروري تحمل المسؤولية باسم المنظمة عن خطف الفتيان الاسرائيليين الثلاثة وقتلهم. وزعم مشعل أن كلام العاروري أُخرج عن سياقه ووافق على التباحث في الهدنة وتعمير غزة بقيادة السلطة لكنه اشترط شرطا جديدا قديما وهو انتخابات لمؤسسات م.ت.ف وللمجلس التشريعي وللرئاسة. فمشعل لا يخفي طموحه الى أن يكون الرئيس الفلسطيني القادم، ولم تتخل حماس عن طموحها الى السيطرة على م.ت.ف. ولم يتضح ماذا كان جواب أبو مازن له، لكن شيئا واحدا مؤكد وهو أنه سينبت شعر في راحة يده قبل أن يستجيب لشروط مشعل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    أين الجرأة؟
    حماس تدفع سكان إقليم كامل إلى الجلاء والجيش الإسرائيلي يقف لتردد وإهمال قادته على الجدار

    بقلم:يوسي يهوشع،عن معاريف

    مرة اخرى ينثرون عندنا التهديدات في أنه اذا لم تتوقف النار فان الجيش الاسرائيلي سيعود للعمل بريا في قطاع غزة – غير أنه ليس واضحا ما الذي ينتظره وزير الدفاع ورئيس الاركان. ما الذي يمنعهما من الخروج الى حملة برية محدودة تبعد تهديد قذائف الهاون على بلدات غلاف غزة؟
    هذا وضع لا يطاق. حماس تتسبب لسكان اقليم كامل بالجلاء، والجيش الاسرائيلي العظيم يجلس على الجدار. لا يوجد رمز أكثر وضوحا للشكل الذي أسرت فيه منظمة ارهابية نصف دولة من حقيقة أن حتى وزير الدفاع لا يمكنه أن يتجول بأمان في كل أرجاء بلاده.
    يعلون لم يلغِ فقط زيارته الى ناحل عوز، الكيبوتس الذي قتل فيه الطفل دانييل ترغرمان بل وايضا اقترح ان تساعد وزارته السكان على الجلاء من هناك. عفوا، أهذا هو دور وزير الدفاع أم وزير الرفاه؟ لعله من الادق الاقتراح على السكان لشيء آخر، مثل حل عسكري ذي مغزى ضد تهديد قذائف الهاون. ولعله الادق التفكير باجتياحات برية محدودة ضد مناطق اطلاقها؟
    لقد عول غانتس ويعلون، كتوأمين سياميين، على الاستخبارات وعلى الغارات الجوية والى هناك أيضا حرفت ميزانيات الجيش. ومثلما رأينا، لم تثبت هذه النظرية نفسها حقا. فاهمال الجيش البري في التدريبات، في التسليح وفي التحصين لا بد سيحقق فيه في المستقبل.
    لقد تبقى لحماس أقل بقليل من 3 الاف صاروخ وقذيفة هاون، نحو ثلث الترسانة التي خرجت بها الى القتال، وعليه فان النار نحو غلاف غزة لم تتوقف. وادعى الجيش الاسرائيلي بانه كان يعرف بتهديد الانفاق، ولكن لسبب ما لم يعمل حتى اللحظة التي تسلل فيها 13 مخربا عبر النفق قرب كيبوتس صوفا. وعندها فقط وظهره الى الحائط، استخدم الجيش القوات البرية في حملة برية محدودة جدا الى عمق 2 – 3كم. قصة الانفاق اثبتت لنا بان ليس كل الفهم الامني يوجد في دار الحكومة الكريا وانه جدير وصحيح ان تطرح على القيادة المترددة أسئلة قاسية هذه المرة.
    ليس كل حملة برية تستدعي احتلال القطاع مما سيكلف حياة مئات الجنود. على الطريق توجد عدة درجات محتملة لهجوم ذي مغزى ضد تهديد قذائف الهاون. ولكن في هذه الحرب ولسبب ما تشوشت النوازع: فالجنود يوجدون في الخلف والمدنيون عميقا في الجبهة. صحيح، تبين لنا منذ الان بان عملية برية خطيرة ومن شأن الجنود أن يصابوا مرة اخرى، ولكن هذا بالضبط هو دور الجيش الاسرائيلي، حماية مدنييه. المدنيون قبل الجنود وليس العكس.
    أفلم تثبت الغارات الجوية نفسها؟ أفلم تستمر النار؟ وبالتالي لماذا لا تكيفوا خططكم. هذا هو المكان لاظهار الابداع والمبادرة – مبادىء القتال التي يبدو أن قادة الجيش نسوها في الشهرين الاخيرين.
    لا يمكن اتهام مقاتلي وقادة المظليين، جفعاتي أو جولاني. المشكلة هي في القيادة. القادة الميدانيون يفهمون هذا ايضا ولكنهم لن يعترفوا به علنا.
    لقد فقد الجيش الاسرائيلي في السنوات الاخيرة قادة هجوميين، مبادرين وابداعيين – مثل قائد فرقة غزة السابق العميد احتياط موشيه تشيكو تمير وقائد المنطقة الجنوبية يوآف غالنت، سواء لاسباب مبررة أم لا. وغيابهما وغياب امثالهما بارز اليوم أكثر من اي وقت مضى.
    صحيح انه لا يمكن اعادة الرجلين الى الخدمة (يعلون لا يريد غالنت كرئيس للاركان) ولكن حقيقة أنهما لا يستشاران ولا يستدعيان الى الاحتياط لا تقل فضائحية. معقول جدا الافتراض بان تمير مثلا كان سيتحفز على ساقيه الخلفيتين ليطلب من رئيس الاركان ان يعالج تهديد قذائف الهاون. ومعقول ايضا الافتراض بانه لو كان اجيب بالرفض لسعى الى الاستقالة.
    جيش اسمه الاوسط «الدفاع» يفترض به أن يحمي مواطني دولته. وفي هذه الاثناء لا يفي الجيش الاسرائيلي بهذه المهمة. وتشهد على ذلك البلدات المقصوفة بكثافة في غلاف غزة والتي افرغت مرة اخرى من سكانها.
    هكذا تتصرف دولة تخلت عن جيشها البري، عن تدريب الاحتياط، عن تحصين المجنزرات والدبابات بمنظومة «سترة الريح».
    ان المسؤول عن شكل العمل العقيم للجيش هو قبل كل شيء يعلون. لقاء تردده، انعدام اقلاعه والاصرار على الاكتفاء بالغارات الجوية يدفع الثمن ليس فقط سكان شاعر هنيغف واشكول بل وايضا سكان الشمال. في لبنان يتابع أمين عام حزب الله التردد الاسرائيلي، وتلقينا حقا تذكيرا بذلك في شكل نار صواريخ على الجليل. ان التهديد المركزي، لمن نسي، كان ولا يزال في الجبهة الشمالية. هناك، كما ينبغي ان نتذكر، يدور الحديث عن مئة الف صاروخ وليس عن تسعة الاف مثلما كان لحماس عشية الجرف الصامد. صواريخ حزب الله بعيدة المدى، ثقيلة، دقيقة وفتاكة أكثر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 26/07/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-08-10, 12:36 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 09/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:43 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 08/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:42 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 07/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:41 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 06/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:41 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •