النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 17/10/2014

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 17/10/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعـــة 17/10/2014 م


    في هــــــذا الملف

    يمين في نكران
    الصورة واضحة: المشكلة الفلسطينية يجب حلها، واليمين لا يقترح أي حل حقيقي
    بقلم:رفيت هيخت،عن هآرتس

    المعجزة يمكن أن تتحقق
    لا يزال في إسرائيل من لا يريدون العيش في دولة ابرتهايد بل دولة ديمقراطة ليبرالية
    بقلم:أوري أفنيري،عن هآرتس

    من اجل تقليص الفقر بـ 50 ٪ مطلوب علاوة نحو 7.8 مليار شيكل في السنة
    مشكلة الفقر تنتظر
    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    الأسد يسيطر على ربع مساحة سوريا
    بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس






    يمين في نكران
    الصورة واضحة: المشكلة الفلسطينية يجب حلها، واليمين لا يقترح أي حل حقيقي

    بقلم:رفيت هيخت،عن هآرتس

    صوت البرلمان البريطاني في صالح الاعتراف بدولة فلسطينية أمام «قاعة شبه فارغة… في محاولة بائسة لاحراج اسرائيل»؛ بيان الشجب الحاد من الادارة الامريكية للبناء في المستوطنات هو نتيجة تخريب من جانب «السلام الان»؛ رئيس وزراء السويد لا يعرف النزاع ولهذا فقد نشر بيانه المتسرع بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية؛ أن كي مون هو لاسامي مثل كل من يعمل في الامم المتحدة. في واقع الامر مثل الجميع. هل يوجد في مخازن وزارة الخارجية ما يكفي من الكراسي المنخفضة لكل كارهي اسرائيل؟
    كل واحدة من الرسائل الدولية التي تلقتها اسرائيل في الاسابيع الاخيرة حرص الناطقون بلسان الحكومة الى ادراجها ضمن اطار خاص به. لكل حدث وجد تفسير عقلاني، هدفه تقليص المعنى الناشيء عنه. البرلمان كان فارغا، السويدي لا يفهم حياته، ويريف اوفينهايمر، امين عام «السلام الان» هو شخصية جد مركزية ومؤثرة في الاسرة الدولية، لدرجة ان بوسعه ان يحرض الادارة الامريكية ضد اسرائيل. غريب على نحو خاص ادعاء اليمين أن الادارة الامريكية والاسرة الدولية غير معنيتين بما يجري في المستوطنات او بمصير الشعب الفلسطيني، وردودهم التنديدية ليست سوى فعل لرفع العتب، مثابة ضريبة لفظية لمضايقات اليسار.
    يوجد في هذا الوضع بعد مفارقة في ضوء حقيقة ان الذخر المركزي الذي يتباهى اليمين الاسرائيلي به هو الارتباط بالواقع. فالرد الاسرائيلي على الاحداث الدولية يدل بالذات على نكران الواقع وعلى محاولات الدفاع عن الوعي في مواجهته. والواقع هو ان العالم الغربي ينتظم ببطء وبحذر تمهيدا لنزع شرعية رمزية وعملية عن حكم الاحتلال والمستوطنات.
    حكومة اسرائيل ليست عمياء تماما. بنيامين نتنياهو لم يحرص على الكذب مرة كل فترة على الاسرة الدولية ويقول انه ملتزم بفكرة الدولتين لو لم يفهم أن غياب الحل السياسي، ضم المناطق وفرض حكم الابرتهايد في اعاقبه هي ضفادع لن تبتلع. فالحكومة تدفن رأسها في الرمال وتتمسك بالايمان الحتمي في أن بشكل ما كل هذه القصة ستنتهي على ما يرام، بمعونة الرب. هذه ليست سياسة، بل هي حرد صبياني، وربما حتى مسيحاني.
    لا يهم كم قانونيا على نمط قانون المقاطعة أو قانون الجمعيات سيسن او يعد؛ لا يهم كم علة ستنسب للاغيار الذين يتجرأون على الاساءة لاسم اسرائيل واليسرويين «المفعمين بالكراهية الذاتية» ممن يحاولون التخريب الى المشروع الصهيوني؛ لا يهم ايضا ان تكون جزءا من ادعاءات اسرائيل، تجاه حماس مثلا، محقة. كل هذه – الكاذبة والحقيقية – لا تغير الصورة الواضحة: المشكلة الفلسطينية يجب حلها، واليمين لا يقترح اي حل حقيقي.
    ماذا نفعل بـ 3.5 مليون فلسطيني اذا لم ننسحب من المناطق؟ نعطيهم هويات زرقاء؟ حق اقتراع؟ نحرص على حقوقهم الاجتماعية وندفع لهم مخصصات شيخوخة وعجز؟ أم ربما نواصل احتجازهم في نوع من المكانة المشوشة، شيء ما بين المعتقلين والسجناء – وضع اضافة لكونه مقرف اخلاقيا من شأنه ايضا ان ينزع عن اسرائيل شرعيتها الدولية، الاعتراف بحق الشعب اليهودي في وطن قومي في بلاد اسرائيل.
    ينبغي الترحيب بالحذر الذي يؤشر فيه العالم لاسرائيل أن عليها ان تجد حلال سياسيا للمشكلة الفلسطينية. العالم الغربي يريد وجود اسرائيلي ويشعر بالعطف نحوها. اجزاء من العالم العربي تعترف بحق الشعب اليهودي بدولة في اسرائيل، ولكن هي ايضا، كما أوضح هذا الاسبوع الرئيس المصري في مؤتمر اعمار غزة، يشترطون عليها حل المشكلة الفلسطينية.
    الحدود، اللاجئون، القدس. هذه هي المفاوضات؛ هذه هي المواضيع. كل محاولة للانحراف عنها خداع، يعرض اسرائيل للخطر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    المعجزة يمكن أن تتحقق
    لا يزال في إسرائيل من لا يريدون العيش في دولة ابرتهايد بل دولة ديمقراطة ليبرالية

    بقلم:أوري أفنيري،عن هآرتس

    لا خصومة لي مع روغل ألفر. فأنا أتمنى له السعادة، حسب طريقه، في كل ما يسير عليه. لي خصومة مع القول ان كل شيء ضائع، ولم يعد ممكنا انقاذ دولة اسرائيل من نفسها. القدر هو أن نصبح دولة أبرتهايد ظلماء ومقرفة، لا يهودية ولا ديمقراطية. وهذا هو. لا يوجد ما يمكن عمله. اناس مثلي، ممن يدعون الى الكفاح، يقعون في خطأ الهذيان.
    في مقاله في «هآرتس» في 3/10 يقتبس ألفر مقابلة اجراها معي قبل بضعة اشهر واضطررت فيها «في ختام الامر الى الاعتراف» أني اؤمن أن الشعب سيصحو في اللحظة الاخيرة. كيف، يسأل. وأنا قلت: «ستقع معجزة!».
    أنا ملحد تام. لا اؤمن بالمعجزات من السماء. ولكني اؤمن بالمعجزات من فعل يد الانسان. عندما يحدث لي أن احاضر في المانيا، اعرض على الجمهور السؤال التالي: «من منكم صدق، قبل اسبوع من سقوط السور، أن هذا سيحصل في ايام حياته؟» لم يحصل أبدا ان رفعت حتى ولا يد واحدة. سقوط السور بدا كالمعجزة، ولكن تسببت به سياقات طبيعية كانت خفية عن العيان. في المرحلة النهائية تسبب به جموع الناس، ممن فروا من الشرق الى الغرب عبر براغ.
    كانت هذه «معجزة» صغيرة مقارنة بالمعجزة الهائلة: انهيار الاتحاد السوفييتي. قوة عظمى عالمية، صناعة هائلة، الاف القنابل النووية، ايديولوجيا تعانق العالم، مؤمنون ومؤيدون في كل موقع وموقع ـ وها هو، في احد الايام، وعلى نحو مفاجيء، ينهار من داخل نفسه. بدون حرب، بدون ثورة، ببساطة انهار. هذه «المعجزة» كانت نتيجة سياقات خفية عن العيان. الدليل: لم يتوقعها اي جهاز استخبارات في تلك السنة مسبقا. لا سي.اي.ايه ولا استخباراتنا، التي كان لها عملاء في كل ارجاء الدولة السوفييتية.
    وها هي قصة من حياتي: في 1942 اقتحم الجيش النازي مصر ووصل حتى العلمين، نحو 100 كم عن الاسكندرية. وكان يخيل ان بينهم وبيننا لا يوجد شيء. البريطانيون في البلاد بعثوا بنسائهم واطفالهم الى العراق، وجلسوا على الحقائب. في ذاك الوقت اقتحم الجيش النازي القوقاز. نظرة في الخريطة أظهرت ان الطريق الى البلاد قصر من هناك. قبل سنة من ذلك احتل الجيش النازي جزيرة كريت، في غزو جريء من الجو. غزو آخر ناجح كهذا كان يمكن أن يجلبهم الى البلاد. من ثلاثة اتجاهات مختلفة تقدم الجيش النازي الينا. والوضع بدا مرعبا. منظمة الهاغناة خططت لمعركة يائسة أخيرة على الكرمل. عرفنا أنها هي، نهايتنا ستأتي في غضون بضعة اسابيع. ولكن هذا لم يحصل.
    بعد الحرب نشرت كتب في الغالب واتضحت الصورة التالية: دبابات رومل وصلت الى العلمين بقطرات البنزين الاخيرة. ولم يكن بوسعها التحرك الى الامام. كما أن رومل ما كان يمكنه أن يتلقى تموينا جديدا: اولا، لان هتلر على الاطلاق لم يولي اهمية للمعركة في مصر وكان بحاجة الى البنزين لحربه في روسيا، وثانيا، لان الانجليز فكروا لغز سلاح البحرية الايطالي وكمنوا لكل سفينة خرجت من ميناء ايطالي. والى القوقاز وصل الجيش الالمانية بقواته الاخيرة. وقد توقف وعاد من هناك مباشرة الى برلين. والغزو من الجو لكريت اعتبرها مقر القيادة الالماني مصيبة. ولم يكررها.
    باختصار – في الوقت الذي توقعنا الموت لانفسنا، لم يكن أنتظارنا على الاطلاق اي خطر. ببساطة لم نعرف العوامل والميول التي كانت تعمل من تحت السطح.
    ماذا يثبت هذا؟ انه لا يوجد شيء «يجب» أن يحصل. وأن الوضع «الضائع» ليس ضائعا بالضرورة. وانه لا توجد حتمية. كل شيء يخضع للانسان. وطالما كنا احياء، يوجد أمل.
    في تلك المقابلة قلت لروغل اني اقف على دكة «تايتنك» وأرى الجبل الجليدي في الافق. لا يزال يوجد وقت للصحوة، للاندفاع نحو جسر القيادة، لصرف القبطان السكران، وادارة الدفة. اذا حصل هذا، فستكون هذه معجزة. ومثل هذه المعجزة ليس «واجبا» ان تقع. يحتمل ان تصطدم دولة اسرائيل الديمقراطية بالفعل بالجبل الجليدي فتغرق. ولكن المعجزة يمكن ان تحصل. وهذا منوط ايضا بنا، بكل واحد منا.
    لا، لم نصل بعد «الى اللحظة الاخيرة» مثلما يدعي روغل. لم تحن بعد اللحظة التي يطلق فيها في ميدان المعركة نداء «فلينقد نفسه من يستطيع ذلك». لا تزال هناك جموع من الاسرائيليين ممن لا يريدون العيش في دولة ابرتهايد، يريدون العيش هنا في دولة ديمقراطية، انسانية، ليبرالية.
    أنا متفائل.
    مثلما كتب على الورقة المالية الجديدة، على لسان شاؤول شترنخوفسكي: «سأبقى اؤمن بالانسان ايضا/ بروحه ايضا، روح شديدة».
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    من اجل تقليص الفقر بـ 50 ٪ مطلوب علاوة نحو 7.8 مليار شيكل في السنة
    مشكلة الفقر تنتظر

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    قسم صغير فقط من توصيات «اللجنة لمكافحة الفقر» برئاسة ايلي الالوف لاقى تعبيرا في ميزانية الدولة للعام 2015، وحتى تلك البنود التي ستطبق ستحظى بميزانية متدنية بلا قياس عن تلك التي اوصت بها اللجنة. وفي الاسبوع الماضي ادعى وزير الرفاه مئير كوهين أنه توجد اهمية كبيرة لمجرد «تحريك» تطبيق التقرير، ولكن، اعضاء في اللجنة مقتنعون بذلك اقل بكثير. رغم تصريحات الوزير كوهين والحكومة أن تطبيق التقرير ينطلق على الدرب بالفعل، من الصعب أن نجد في ميزانية السنة القادمة تلميحات بسياسة جديدة، شجاعة، وبالاساس شاملة لمعالجة مشكلة الفقر.
    في نهاية شهر حزيران الماضي نشرت «لجنة الالوف» توصياتها حول سبل تخفيض معدل الفقر في اسرائيل الى المستوى المتوسط له في دول الـ OECD. التقرير، الذي نشر بعد نحو سبعة اشهر من العمل المكثف وفي ختام حملة اقناع وتقليص من جانب مندوبي رئيس الوزراء والمالية، قضى أنه من اجل تقليص الفقر بـ 50 في المئة، مطلوب علاوة نحو 7.8 مليار شيكل في السنة (منها انفاق لمرة واحدة بمقدار 3.8 مليار شيكل). وبالمقابل، فان الميزانية لتطبيق التقرير في السنة القادمة تبلغ 1.7 مليار شيكل. قسم من المبلغ يأتي من «تلوين» بنود ميزانية موجودة منذ الان، وليس كله منصوص عليه في اساس الميزانية بحيث أنه لا ثقة في أن يبقى في السنوات القادمة ايضا.
    من خطة مرتبة، توصياتها تدعم الواحدة الاخرى، اختير للتطبيق بنود ليست مركزية. غير أن الترقيع لا يمكنه ان يحل محل السياسة. والامر بارز على نحو خاص في مجالي الرفاه والسكن الجماهيري، اللذين حظيا بتحليل معمق من جانب اعضاء اللجنة. وهكذا مثلا من توصية اضافة نحو 950 مليون شيكل لبند المساعدة في ايجار الشقة، بقي 40 مليون شيكل فقط. في الـ 10 – 15 السنة الاخيرة اجتاز هذان المجالان حملة منهاجية للتجفيف في ميزانيتهما التي قلصت حتى الحد الادنى، ويحتمل حتى اقل من ذلك، التزام الدولة بتوفير الخدمات الاساسية لمواطنيها. ان التطبيق المقطع لتوصيات اللجنة لا يبشر باصلاح البلد.
    «تطبيق التوصيات يحتاج ارادة وقوة سياسيتين، رحمة وشجاعة»، ورد في احد فصول تقرير اللجنة. اي من هذه الشروط المسبقة لا يبدو واضحا في شكل تطبيق التوصيات. وعندما نشر التقرير قبل اقل من اربعة اشهر، ادعت اوساط وزارة الرفاه أنها نجحت في رفع مشكلة الفقر الى جدول الاعمال الجماهيري. اما اليوم فيبدو أن مواجهة المشكلة ومحاولة حلها لم تبدآ بعد.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ




    الأسد يسيطر على ربع مساحة سوريا

    بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

    حينما يُسأل وزير الدفاع موشيه يعلون عن التحديات الخارجية التي تواجهها اسرائيل يكون جوابه دائما مُقدرا وواعيا، ويحاول يعلون دائما أن يضع خطر التهديد في التناسب الصحيح بل إنه يُقلله. واذا كان الحديث عن المسيرة السياسية مع الفلسطينيين فان تشاؤمه الشديد يُترجم الى موقف صقري متشدد، لكن في كل ما يتعلق باستعمال القوة العسكرية فان وزير الدفاع شخص حذر جدا.
    وهذا توجه برز طول الحرب في غزة في الصيف الاخير وعبر عنه ايضا الحديث هذا الاسبوع مع صحيفة «هآرتس». والرسالة التي ينطوي كلامه عليها هي أن الحال كان كذلك دائما (وسيبقى كذلك ايضا كما يبدو): فاسرائيل كما يرى يعلون عالقة في منطقة معادية وعليها أن تحتال فيها بصرامة لكن بحذر ايضا، فلا يوجد داعٍ الى التأثر.
    ويحتفظ يعلون بالحماسة ورفع الصوت في حديثه عن الخصوم من الداخل. فالأعداء من الخارج ـ ايران وحزب الله وحماس وداعش ـ لا يستخرجون منه شيئا من الانفعال الذي يبلغ اليه حينما يتطرق الى الخلافات في الحكومة. ويوجد كالعادة وزير المالية وموظفوه الذين يقلق يعلون تدبيرهم أن يقتطعوا من الجيش الاسرائيلي .
    التي يستحقها بسبب تكلفة محاربة حماس. لكن حتى يئير لبيد لا يثير غضبه كما يغضبه الشخص الذي ينبغي ألا يُذكر اسمه، وأعني نفتالي بينيت.
    أكثر الاثنان طوال الحرب من التشاجر في اجتماعات المجلس الوزاري المصغر، فقد اتهم بينيت يعلون وكبار قادة الجيش الاسرائيلي بسياسة مترددة جدا وزعم أنه لولا أن استحثهم بتحدٍ لا ينقطع لمنطقهم لما عملت اسرائيل ألبتة على هدم الانفاق الهجومية التي حفرتها حماس. ويعتقد يعلون أن بينيت ينسب الى نفسه انجازات ليست له وأن تصريحاته تجاوزت مسؤولية اعضاء المجلس الوزاري الامني المصغر في الحرب. ويبدو أن الفرق بين السنين (22 سنة) والاسلوبين فعل فعله. وليس مما يطيب أن نقول ما سنقول، لكن يبدو أن آخر انسان نجح في أن يُغضب يعلون هذا الاغضاب (مع التفرقة) هو ياسر عرفات.
    بعد سبعة اسابيع من هدنة كاملة في قطاع غزة، حدثت الاحداث الامنية الاخيرة في الشمال خاصة ـ اسقاط طائرة حربية سورية اجتازت الحدود في هضبة الجولان وجرح جنديين بعبوة ناسفة وضعها حزب الله في مزارع شبعا. ويعترف يعلون بأنه «قد يكون حزب الله جمع من الثقة بالنفس أكثر مما نسبنا اليه». ويقول إن المنظمة تحاول أن تُقر معادلة ردع جديدة على الحدود اللبنانية والسورية ترد في نطاقها بهجمات على ارضنا على كل عمل عسكري تنسبه الى اسرائيل في داخل لبنان.
    «يوجد هنا قلب لمعادلة الماضي، فقد كان النظام السوري ذات مرة يستعمل حزب الله ليضربنا في جنوب لبنان دون أن نستطيع أن نتهمه بمسؤولية مباشرة عن ذلك، ويعمل حزب الله الآن بالطريقة نفسها في هضبة الجولان». وتنسب اسرائيل عددا من الوقائع وقعت في السنة الماضية في الجولان الى عصابات مسلحة لها صلة بنظام الاسد في سوريا لكنها تعمل بهدي من حزب الله وحرس الثورة الايرانية.
    ويصادق يعلون على أن عملية حزب الله الاخيرة كانت طموحة، لكنه يرفض احتمال أن تكون الاستخبارات الاسرائيلية تقلل من قوة نوايا المنظمة التي يبدو كأنها كانت مستعدة للمخاطرة بتصعيد عسكري لو نجحت خطتها بقتل عدد كبير من الجنود باستعمال العبوات الناسفة. ويقول إن حزب الله يرسل مقاتليه الى العراق وسوريا على غير رغبة منه بل باملاء يتلقاه من ايران. والمنظمة الشيعية غارقة ايضا في حرب داخلية لفصائل سنية متطرفة في البقاع اللبناني فلها مشكلات اخرى سوى التوتر مع اسرائيل. «إن الوقائع معنا لا تثبت أن حزب الله متجه الى تصعيد عسكري، وقد رددنا بقوة كي يحسب حزب الله هل من المجدي عليه أن يتجه الى تصعيد عسكري».
    نشبت المعارك في لبنان بتأثير الحرب الاهلية في سوريا. ويقول يعلون إن الرئيس الاسد يسيطر الآن على 25 بالمئة من مساحة الدولة الاصلية. «ليست تلك سوريا بل هي دولة العلويين ـ وهي مدن الساحل في شمال الدولة وممر يربطها بدمشق، وأصبح المتمردون يسلبونه السيطرة على الحدود معنا في الجولان، وتسيطر داعش على شرقي الدولة وتوجد منطقة حكم ذاتي للاكراد في شمال شرق سوريا». ويقلقه دخول منظمات سنية متطرفة موالية للقاعدة مثل جبهة النصرة، الى الجولان، لكنه يرى هنا ايضا أن الوضع مُتحكم فيه حتى الآن. «من الواضح أنه يوجد عدم استقرار هناك، لكن المنطقة الملاصقة للحدود تسيطر عليها عصابات مسلحة اكثر اعتدالا مثل الجيش السوري الحر. وليس سرا أنها تتمتع بمساعدة انسانية نعطيها لسكان القرى في المنطقة كالعلاج الطبي في مستشفياتنا، والطعام للرضع والمعدات والبطانيات في الشتاء. ويحدث ذلك بشرط ألا تُمكن منظمات اكثر تطرفا من الوصول الى الحدود».
    ما الذي تعلمه حزب الله والمنظمات الاخرى من الحرب في غزة؟ «تعلمت قبل كل شيء أن مسألة خيوط العنكبوت لم تعد صحيحة». ويقصد يعلون الخطبة التي خطبها حسن نصر الله في أيار 2000 بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان بيومين، وقد زعم نصر الله آنذاك أن المجتمع الاسرائيلي «أوهى من خيوط العنكبوت».
    وكانت تلك، كما يقول وزير الدفاع، هي الخطبة التي لخصت تسعينيات القرن الماضي، لكن الامور تغيرت منذ ذلك الحين فكانت «السور الواقي أولا في 2002 وبعدها العمليتان في غزة وفي نهاية المطاف الجرف الصامد في هذا الصيف. إنه توجه مختلف وتصميم مختلف». وهو غير سعيد لأن المعركة استمرت خمسين يوما، لكن يعلون يقول إن العرب تعلموا أن اسرائيل، بخلاف بعض تخميناتهم، قادرة على الثبات في الاستنزاف ايضا. فهي تدافع عن نفسها وتجبي من أعدائها ثمنا باهظا.
    في المؤتمر الذي عقد في القاهرة في بداية هذا الاسبوع وُعِد بـ 5.5 مليار دولار من اموال الدول المانحة لاعمار غزة. وليس يعلون على ثقة من أن الاتصالات غير المباشرة بحماس ستنتهي الى تسوية هدنة اكثر تفصيلا. ويكفي من وجهة نظر اسرائيل مباديء صيغت في التسوية المقلصة في نهاية آب تضاف اليها الاتفاقات التي توصلت اليها مع الامم المتحدة والسلطة الفلسطينية على إدخال سلع واموال الى قطاع غزة تحت رقابة دولية وثيقة.
    إن لب الامر في نظره التنسيق السياسي – الامني مع مصر الذي أصبح يُمكّن من الحد من جهود حماس للتسلح بقدر كبير. «لم تمر منذ سنة قذيفة صاروخية واحدة من سيناء الى غزة لأن مصر بدأت تعمل بصورة فعالة، وأوقفنا نحن والمصريون نقل الاسمنت الى القطاع قبل القتال بكثير لأننا لاحظنا أن الاسمنت يستعمل في حفر الانفاق». ويقول إن الترتيبات الجديدة «ستُمكن الغزيين من العيش. وقد بدأ تحويل المال والمعدات لاعمار غزة. لكن الميناء والمطار حلما يقظة. ويمكن التباحث في ذلك في القاهرة لكن حماس ايضا تدرك أن هذين الأمرين ليسا في جدول أعمالنا ولا في جدول اعمال السلطة ومصر».

    خيول كسولة وخيول منطلقة

    لكن المشكلات الداخلية كانت اكثر اقلاقا له في الحرب في غزة، ولا سيما ما يرى أنه عدم مسؤولية عند اعضاء في المجلس الوزاري المصغر. «تلقى وزير ما (بينيت) تقريرا ميدانيا وقال إنه يوجد لواء (جفعاتي) طور طريقة لعلاج الانفاق، لكننا لا نُمكنهم من ذلك. وأقترح أن يقدر الوزراء تقديرات أوسع كحوارنا مع الادارة الامريكية والامم المتحدة. إننا لم ندخل هذه الحملة كما كانت الحال في حرب لبنان الثانية فقد كنا نعرف الى أين نريد أن نصل. وتوجد اعتبارات تتجاوز وجود قدرة مستعدة للعمل. ويوجد غير قليل من التهديدات، وحينما تُرسخ ردعا لا تستطيع أن تنقض على كل شيء لأن للعدو قدرة تكتيكية فقط. يوجد 100 ألف قذيفة صاروخية لحزب الله موجهة علينا، فهل ندخل لبنان الآن لعلاجها؟».
    زعم بينيت أن صلته المباشرة بقادة الميدان اتاحت له وجهة نظر مختلفة، بصفته عضوا في المجلس الوزاري المصغر، في القرارات الحاسمة المصيرية وساعدته على ان يحث وزير الدفاع ورئيس الاركان بني غانتس على العمل. ويرفض يعلون هذا التعليل رفضا باتا. «هذا مرفوض لأنه هل من المشروع أن ينشيء سياسي صلة مباشرة بضباط في الجيش وأن يتلاعب على هذا الاساس على رئيس الاركان في المجلس الوزاري المصغر فيقول إنه حصان كسلان اذا قيس بالخيول المنطلقة، أعني الضباط في الميدان؟ لم أتلق أي طلب منه لزيارة الميدان في اثناء القتال، وطلب وزراء آخرون زيادة الوحدات وزاروها بموافقتي. يجلس سياسي ويفخر بأن ضباطا يهاتفونه. هذه فوضى لا ديمقراطية. وأسفت لأنني رأيت رئيس «شباك» سابقا (يوفال ديسكن) يؤيد موقفه. كيف كان يشعر لو تحدث عضو كنيست مع مُركزين عنده واستعمل ما سمع منهم استعمالا متلاعبا؟».
    يرفض يعلون أن يتقاسم مع بينيت مجد اجازة العملية على الانفاق. «من المسؤول عن الروح القتالية في الجيش؟ هل هو رئيس الاركان أم حزب ما؟ هذه تدبيرات سياسية. كنت في مجالس وزارية مصغرة في العشرين سنة الاخيرة، منذ أن تم تعييني رئيس «أمان». وقد بحثت الحكومة السابقة وهي الثامنة التي كنت عضوا فيها في شؤون مصيرية وكانت جدالات جدية عاصفة احيانا، لكن لم يخرج أي شيء من تلك الحلقة. وحتى لو صوت معترضا على قرار ما فعليك مسؤولية باعتبارك عضوا في الحلقة ألا تثور عليه في الخارج وقت الحرب».
    وجاء عن مكتب بينيت ردا على ذلك أن «وزير الدفاع هو أبو التصور العام الذي يرى أن حماس مردوعة ولهذا لن تستعمل الانفاق. ويقتضي انهيار ذلك التصور فحصا عميقا لتسديد سلوكنا في المستقبل. اذا كانت تهمة الوزير بينيت هي التوجه الى الميدان ولقاء القوات المقاتلة وسكان غلاف غزة، فهو معترف بالتهمة وسيفعل ذلك في المستقبل ايضا. وستُحقق وتُفحص تأثيرات المعلومات التي جاء بها بينيت الى المجلس الوزاري المصغر عن الخروج الى عملية الانفاق فحصا كاملا دون طمس على الحقائق ودون تهرب. وليس التقصير في مسألة الانفاق مسألة مناكفة سياسية بل تحقيق جدي قاس، وبهذا فقط نستطيع أن نحسن وضعنا في الصعيدين السياسي والعسكري استعدادا للمعركة التالية وهذا ما سيكون.
    «وينوي الوزير بينيت العمل على أن يُفحص في هذا التحقيق عن محاضر الجلسات لاعطاء اجوبة لا لبس فيها عن الاسئلة الصعبة مهما تكن تأثيراتها في الجهاز».

    رئيس الاركان التالي

    في ظل الاعياد حل رئيس الوزراء، مؤقتا على الاقل، ازمات الميزانية حينما وافق على زيادة نحو من 14 مليار شيكل على الميزانية الامنية خلال سنة ونصف، إثر الحرب في غزة. وما زال يعلون غير راض. «أنا أدير معركة مع وزارة مالية تظن أنه لا يحتاج الى مال للامن. والتزم رئيس الوزراء بالتباحث ألا يشمل الاتفاق على زيادة الميزانية الامنية مواد من خارج الميزانية كنقل الجيش الاسرائيلي الى النقب والعمل على ازالة الالغام، ولهذا صوت مؤيدا. وجاءت المالية الآن فزعمت أن كل شيء مشمول، وأقدر أن توجد جدالات اخرى في السنة القادمة».
    وعد يعلون في نهاية الصيف بأن يشتغل في تعيين رئيس الاركان التالي الذي يفترض أن يرث غانتس في منتصف شباط، «بعد الاعياد». وقد حان الموعد تقريبا ويقول يعلون إنه سيفي بما وعد. والمرشح شبه المؤكد للمنصب، برغم أن يعلون غير مستعد للتطرق
    بأية صورة، هو نائب رئيس الاركان الحالي، اللواء غادي آيزنكوت. ويعد وزير الدفاع «باجراء شفاف كامل مع كل المشاورات المطلوبة. سنقوم بكل الفحوصات التمهيدية المطلوبة وسنأتي الحكومة بأفضل مرشح في موعد قريب من تشرين الثاني».

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 31/07/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-08-10, 12:36 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 26/07/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-08-10, 12:36 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 25/07/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-08-10, 12:35 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 24/07/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-08-10, 12:34 PM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 24/06/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 12:07 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •