جنرالات أقل وصحافيون أكثر
بقلم: يردين سكوب ويونتان ليس، عن هآرتس
المضمونيقول الكتّاب أن القضية الاجتماعية والاقتصادية على سلم أولويات المجتمع الإسرائيلي، لذلك كان هناك الكثير من حملة الشهادات العالية في انتخابات الكنيست المقبلة، والقليل من جنرالات الجيش. وقال الكتّاب أن الجيش الإسرائيلي لم يخرّج في الآونة الأخيرة شخصيات فذه)
بعد أسبوعين بالضبط سوف يخرج مواطنو إسرائيل لاختيار أعضاء الكنيست الـ 20. إلى حين ذلك الموعد سوف تنتشر التوقعات، ويجري السياسيون المقابلات، وبدءا من هذا المساء سوف تصل الشعارات لجميع القوائم مباشرة إلى غرف الصالون، إلى كل من يرغب ببث الدعايات الانتخابية.
قبل 14 يوما من فتح صناديق الاقتراع ترسم الاستطلاعات الثلاثة الاخيرة صورة الكنيست القادمة، ويتكشف عن سلسلة من التغييرات البارزة في تركيبة البرلمان الإسرائيلي: تراجع في عدد «الأمنيين»، وارتفاع في عدد البروفيسورات واستقرار في عدد النساء: 27 فقط.
يبدو أن المعطى الأخير سيكون مفاجئا قليلا، وبشكل خاص على ضوء الخطاب الواسع حول مسألة تمثيل المرأة وكذلك إلى جانب الارتفاع المتتابع في الحملات الانتخابية الأخيرة في عدد أولئك اللواتي حظين بمقعد في الكنيست. من أجل ذلك بالغت الاستطلاعات قبل شهر وتنبأت أن الكنيست القادمة سوف تكسر الرقم القياسي فيما يتعلق بتمثيل النساء في البرلمان الإسرائيلي وقالت إن عددهن سيصل إلى (31). إلا أن تأرجح الاستطلاعات التي عززت في الأسابيع الأخيرة حزب إيلي يشاي، الخالي من النساء، والليكود الذي – وضع في الأماكن الـ 23 الأولى 4 نساء فقط ـ على حساب القوائم التي يوجد بها تمثيل كبير للنساء :كولانو، يش عتيد والبيت اليهودي. لقد تضررت قائمة كولانو بسبب إلغاء ترشيح تساغا مالكو، التي كان من المتوقع أن تحتل المكان الثالث في القائمة، في حين أن المرأة الأولى في القائمة وهي راحيل عزريا تحتل المكان الخامس. في يش عتيد، والتي كان من بين أعضائها الـ 19 في الكنيست السابقة يوجد 8 نساء، فإن عدد مقاعدها حاليا حسب الاستطلاعات يتراوح بين 10 إلى 12 مقعد، حيث أن بنينا تمانو شطة، ويفعات كريب ورت كالدرون يتأرجحن. وأعلنت كل من عادي كول ورينا فرنكل عن انسحابهن. وعضوتا كنيست حاليتان لن تتنافسا في هذه الانتخابات وهن الوزيرة ليمور لفنات، ونائبة الوزير فاينه كيرشنباوم التي تتعرض للتحقيق أمام الشرطة.
في قائمة ميرتس يوجد أربع نساء في الأماكن العشرة الأوائل، ولكن جميع الاستطلاعات تتوقع للحزب أقل بكثير من عشرة مقاعد.
معطى آخر من الممكن أن يكون مفاجئا وهو التغيير المتوقع في عدد رجال الأمن الكبار الممثلين في الكنيست ـ الصف الأول من الجيش والشاباك والموساد والشرطة ـ الذي سيتقلص بصورة ملفتة في الكنيست القادمة. ففي حين الكنيست الـ 16 كان عددهم 12، وفي الكنيست المنتهية ولايتها 10، فإنه في الكنيست القادمة لن يكون هناك أكثر من 6 فقط، ( ضباط برتبة جنرال وما دون لم تحتسب على الرغم من أن عدد أعضاء الكنيست الذين يحملون هذه الرتبة ليس قليل). فقط لواءين في الاحتياط سينضمون إلى القوائم في الكنيست القادمة ـ وكلاهما أماكنهما مضمونة: يوآف غالانت الذي احتل المركز الثاني في حزب كولانو، وايال بن روبين الذي احتل المكان الـ 24 في المعسكر الصهيوني بالتزكية عن حزب هتنوعاه.
إلى جانبهم يبدو أنه سيوجد في الكنيست القادمة رئيس أركان سابق واحد فقط هو موشيه يعلون (الليكود). رئيس الأركان الأسبق شاؤول موفاز، أعلن قبل عدة أسابيع عن انسحابه من الحياة السياسية.
رئيس أركان متقاعد آخر،ايهود باراك، انسحب مع انتهاء ولاية الكنيست السابقة، ولم يتنافس مرة أخرى. وعلى الرغم من أن اللواء في الاحتياط عاموس يادلين هو مرشح المعسكر الصهيوني لتولي منصب وزير الأمن، إلا أنه ليس ضمن قائمتها للكنيست لغاية اليوم، ولا يراهن الكثيرون على أنه سيجلس حول طاولة الحكومة القادمة.
لماذا طرأ الانخفاض على عدد «الأمنيين»؟ بوسعي أن أفكر بثلاثة أسباب، فقد قال لـ «هآرتس» أحد المسؤولين في الليكود، والذي كان مطلعا على محاولات البحث عن مرشحين من الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن لقائمة الحزب. ووفقا لأقواله، «الموضوع الاقتصادي ـ الاجتماعي، استبدل إلى حد بعيد، جدول العمل اليومي الأمني. فنحن الآن لسنا بحاجة إلى الكثير من الأمنيين ونبحث عن الكثير من برامج العمل الاقتصادي. عدا عن ذلك، فإن رجالات الجيش الكبار هم أناس مدللون : وهم ليسو على استعداد لمواجهة الانتخابات التمهيدية ولا يرغبون بتحطيم اسمائهم في مكان متأخر في القوائم.
ومن جهة أخرى، علينا الاعتراف، فإن الجيش الإسرائيلي لم ينتج في السنوات الأخيرة جنرالات ذوي شخصيات فذه يلهث ورائهم الناخبين ويمنحون رصيدا غنيا للقوائم المختلفة».
في الكنيست السابقة، جلس العديد من أفراد الأمن الكبار: فإلى جانب يعلون وموفاز انتخب من قبل حزب هتنوعاه الجنرالات السابقين عمرام متسناع (انسحب) اليعازر شتيرن الذي انسحب إلى مكان مضمون في يش عتيد).في حين أن أربعة من مفتشي الشرطة السابقين الذين التحقوا في سلك السياسة، لن يجلسوا في الكنيست القادمة: الوزير يتسحق اهارونوفتش (إسرائيل بيتنا) وعضو الكنيست ديفيد تسور (هتنوعاه) أعلنا عن انسحابهما، ورئيس قسم التحقيقات السابق، موشيه مزراحي احتل مكانا مضمونا في المعسكر الصهيوني. وفقط قائد شرطة القدس السابق ميكي ليفي (يش عتيد) من المتوقع لغاية الآن أن يدخل.
وأيضا صديق ليفي في القائمة، رئيس الشاباك السابق يعقوب بيري، من المتوقع أن ينتخب في الكنيست القادمة. ولكن محاولات خلفه آفي ديختر، في أن يفوز بمكان مضمون في قائمة الليكود، فباءت بالفشل. نائب رئيس جهاز الموساد السابق، يسرائيل حسون، انسحب قبل عدة أشهر، بعد انهيار كاديما، وتم تعيينه رئيسا لسلطة الآثار.
عدد أعضاء الكنيست العرب (بما في ذلك البدو والدروز) من المتوقع أن يزداد قليلا في الكنيست القادمة، ويصل إلى 16 مقابل 13 في الكنيست السابقة.
والسبب في ذلك، هو تشكيل القائمة المشتركة والمتوقع أن تفوز بـ 13 مقعدا أو أكثر، ووجود عرب في أماكن مضمونة في قوائم المعسكر الصهيوني (زهير بهلول)، ميرتس(عيساوي فريج) وإسرائيل بيتنا (حمد عمار). معطى آخر هو عرضة للتغيير الدائم، وهو أعضاء الكنيست الذين لم يولدوا في إسرائيل. في الكنيست القادمة من المتوقع أن يكون عددهم 22، مقابل 32 في الكنيست المنتهية ولايتها، و37 في الكنيست الـ 18 و46 في الكنيست الـ 17.
في أعقاب «فرار العقول» في الكنيست السابقة، تسبب ذلك بوجود بروفيسور واحد فقط فيها، – ابيشاي برومان (العمل) ـ فإن الكنيست القادمة ستكون في قياسات معينة أكثر تأهيلا، ومن المتوقع أن ينضم إليها ثلاثة بروفوسورات:مناويل تريختنبيرغ ويوسي يونا من المعسكر الصهيوني، ويوسف جبران (القائمة المشتركة)، وهو أحد البروفيسورية العرب القلائل في إسرائيل (ولم نذكر الحاملين لشهادة الدكتوراه حيث تواجد منهم عدد ليس بالقليل في الكنيست السابقة) ولغرض المقارنة، ففي الكنيست الـ 17 تواجد أربعة من حملة شهادة الدكتوراه، ممن عملوا رؤساء ومحاضرين في مؤسسات أكاديمية: رئيس جامعة بن غوريون، البروفيسور في الاقتصاد برومان، المحاضر في الجامعة العبرية السابق مناحيم بن شوشان، ورئيس جامعة حيفا السابق، البروفيسور في علم النفس شلومو برونتس ورئيس المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، البروفيسور في القانون اوريا ريخمان.
إحدى المجموعات التي حظيت بتمثيل كبير في الكنيست الأخيرة كانت الصحافيين، فعدد رجال الاعلام في الكنيست القادمة من المتوقع أن يبقى كما كان عليه في الكنيست السابقة (14).
والصحافيين المتوقع أن يتحولوا إلى أعضاء كنيست هم يونان مجال (البيت اليهودي)، زهير بهلول وكسنيا سبتلوف (المعسكر الصهيوني) وشارون جال (إسرائيل بيتنا).
وعلى الرغم من أن العديد من القوائم وضعت الموضوع الاجتماعي الاقتصادي في سلم أولوياتها، إلا أنه من المتوقع أن يجلس في الكنيست القادمة فقط 21 عضو كنيست ممن يسكنون في الضواحي. وهي زيادة ضئيلة بالمقارنة مع الكنيست السابقة، التي سكن فيها 17 عضو كنيست في هذه التجمعات.
عدد أعضاء الكنيست المتدينيين، من المتوقع أن يتقلص قليلا، ويصل إلى 36، مقابل 38 في الكنيست السابقة. وفي الكنيست القادمة سوف يكون هناك 11 عضو كنيست يسكنون في المستوطنات مقابل عشرة في الكنيست السابقة.
للقائمة المريبة من أعضاء الكنيست الذين ادينوا في الماضي ومن بينهم كان في الكنيست السابقة ارييه درعي (شاس) وتساحي هنغبي (الليكود) يبدو أنه سينضم إليهم عضو الكنيست يوسف باروخ مارزل (ياحد)، الذي أدين في العام 2003 بالاعتداء على شرطي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الحياة نفسها
التهديد الوجودي هو ورقة تين تختبىء وراءها نية ضم الأراضي لأسباب آيديولوجية
بقلم: أفيعاد كلاينبرغ،عن يديعوت أحرونوت
المضمونيقول الكاتب إن الأوهام التي يطلقها القادة الإسرائيليون بخطر الإبادة، تفرض على المجتمع الإسرائيلي دعم الخطوات التي يتخذها القاده السياسيين ومنها عملية ضم الأراضي بحجج أمنية)
في الوعي الإسرائيلي لا يزال هناك اعتقاد أن «الشعب» منقسم بين كتلة اليمين وكتلة اليسار. ولكن لم يعد في إسرائيل مثل هذا التقسيم، ولا سيما لأن اليسار الصهيوني كاد يختفي عن الخريطة السياسية. اما التقسيم الأدق فهو بين اليمين الراديكالي واليمين المعتدل. وعلى الرغم من الصورة الذاتية للانقسام والانشقاق، إسرائيل هي مجتمع يسود فيه اجماع واسع. أغلبية هائلة فيه تعتقد أن السلام لا ينسجم مع الأمن. فمنذ أن أعلن عن هذا المبدأ زعيم حزب العمل ورئيس الوزراء منه، ايهود (لا شريك) براك، كف عن أن يكون صخرة الخلاف وأصبح شيئا ما «مفهوما من تلقاء ذاته» لا توجد أي حاجة لإثباته.
إن أمن الدولة هو خليط من عوامل عديدة: القوة الاقتصادية والعلمية ـ التكنولوجية، التراص الداخلي المنوط بتقليص الفوارق، القوة العسكرية وقدرة المناورة السياسية المنوطة بوجود حلفاء متنوعين. في إسرائيل استبدلنا هذه التعقيدات بالتبسيطات ـ إما أو. وإذا كان الخيار هو بين الحياة (الأمن) والموت (التسوية)، نختار الحياة.
من أجل تعزيز هذا الفهم، الذي يدفع حتى أناس لا يؤمنون أيديولوجيا بالضم وبالجمود السياسي لتأييدهم عمليا، والذي يثبت الخطاب الأمني بصفته الخطاب الوطني ـ الواقعي الوحيد، فإننا نحتاج إلى تهديد «وجودي» صبح مساء. ويكاد يكون كل شيء ينجح في أداء المهامة ـ من أنفاق حماس الهجومية، التي تحولت من مشكلة تكتيكية إلى تهديد على مجرد وجود دولة إسرائيل، حتى التحول النووي الإيراني. ولا ينبغي أبدا إجراء بحث واقعي في التهديدات (فالسيناريو الأسوأ هو الوحيد المسموح بالإيمان به) وبالطبع لا ينبغي إجراء أي بحث في الاحتمالات (خطوات سياسية أجرها معها؟ أوهام). الوطن في خطر.
التهديد الوجودي هو الجرس البافلوفي الذي كل رنين له يستفز غدد الخوف الإسرائيلية ويسمح بإصلاح الانحراف عن دين الأمن عندنا. نلوح بالتهديد، وعلى الفور ينمحي كل اعتبار آخر. ويرتدي الجميع سترات الجلد ويسارعون إلى الإعلان عن تأييدهم لكل ما تيسر، كي يوضحوا بأنهم لا يتعاونون مع القوى التي تهدد مجرد وجودنا.
هذا لا يعني أن قوى المعارضة ليست على وعي بحقيقة أن التهديد الوجودي هو ورقة تين يختبىء وراءها الفكر المسيحاني لضم الأراضي لأسباب ايديولوجية ـ اجتماعية (مساهمة المستوطنات في الأمن هي صفر). هذا لا يعني أنهم غير واعين لما في الخطوات الأمنية المزعومة من سخرية مثل خطاب نتنياهو أمام الكونغرس في واشنطن. هم على وعي، ولكن بالفهم العميق تقصر يدهم عن النجدة. أولا، هم أيضا شركاء في الوهم السائد في أنه ليس لعدم حل «المشكلة الفلسطينية» ثمن. هذه المشكلة يمكنها دوما أن تنتظر بينما «نسعى إلى الحل». ثانيا، الإجماع الإسرائيلي يشلهم.
في السلم الجماهيري الإسرائيلي، من يطلق الأصوات الأمنية الأكثر حزما، مهما كانت المخاطر عابثة، هو دوما أكثر وطنية ممن يتحدث باسم الاعتدال او يتجرأ على التفكير بالدبلوماسية. الدبلوماسية في إسرائيل هي دوما ميونخ (أو أوسلو). من يؤمن بها مشبوه بالتضليل الذاتي أو بتضليل الجمهور. والآن أيضا، عندما يطلق النقد على خطاب نتنياهو، فإنه ينطلق ليس باسم النظرة الواعية للخطوات الأمريكية في مواجهة إيران، بل باسم التهديد الوجودي البديل (تخريب العلاقات مع الولايات المتحدة).
في كل هذه الجلبة الاعلامية نواصل تجاهل موضوع مركزي واحد: التهديد الأكبر الذي نقف أمامه ليس على مجرد وجود دولة إسرائيل، بل على طبيعتها كمجتمع منفتح وعادل. فالمفهوم الأمني المصاب بجنون الاضطهاد والذي يطرحه سياسيون مثل نتنياهو وبينيت قد لا ينسى «الحياة نفسها»، ولكن الحياة التي يعدها لنا تغدو أقل فأقل احتمالا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الاتفاق سيئ
بقلم: بوعز بسموت،عن إسرائيل اليوم
المضمونيقول الكاتب قد لا يستطيع خطاب نتنياهو تغيير الكثير لكنه عبر عن احترام الكونغرس الذي لم يحترمه أوباما).
لقد استيقظ المشاهدون الأمريكيون أمس على صور نتنياهو في واشنطن التي ملأت كل نشرات الأخبار، لكن بدلا من النقاش في قصة الالتفاف على البيت الأبيض انتقل الأمريكيون «أخيرا لمناقشة الجوهر»: اتفاق هزيل مع إيران، وضعف اوباما أمام بوتين.
صحيح أن نتنياهو مقبل على الانتخابات لكن يبدو أن الضغط في واشنطن سيكون على اوباما. نتنياهو لا أحد يناقش ذلك نجح في وضع الاتفاق مع إيران على رأس برنامج العمل اليومي.
يصعب القول إن شبكة «إم.اس.إن.بي.سي» معادية لاوباما، لكن أمس في اطار البرنامج الصباحي «غود مورنينغ» كان يمكن رؤية الايام القاسية التي يمر بها الرئيس.
صحيح أنهم تحدثوا عن أن القدس لا يجب أن تحول الموضوع الإيراني إلى موضوع سياسي، كما قال عضو الكونغرس من كاليفورنيا، آدم شيف. لكن العضو الديمقراطي قال أيضا إنه «متحمس لسماع بيبي يتحدث حول أهمية موضوع الذرة وأمن إسرائيل».
لقد دُعي إلى البرنامج الصباحي صحافيان أمريكيان كبيران، جفري غولدبرغ وديفيد اغينشيوس، وكلاهما من الداعمين المتحمسين للاتفاق السياسي مع إيران.
عبر غولدبرغ أول أمس، المعروف بقربه من إدارة أوباما، عن دعمه لخطاب رئيس الحكومة الذي سيجبر اوباما على توفير الإجابات. مقدمة البرنامج أرادت تذكير غولدبرغ أن تشرتشل أيضا في الثلاثينيات عندما حذر من هتلر، كان في النهاية على حق. وافق غولدبرغ على أن النظام الإيراني هو نظام إشكالي لأن الحديث يدور عن حالة لا سابقة لها بقيام عضو في الأمم المتحدة بالدعوة إلى تحطيم عضو آخر.
ومع هذا العضو يجب توقيع الاتفاق. «سيعرض نتنياهو اليوم ادعاءاته المحقة، لكن ما هو البديل باستثناء القصف الذي لن يحل المشكلة؟»، سأل غولدبرغ الذي تحدث فيما بعد عن زيادة العقوبات الاقتصادية كأحد الامكانيات. أما ديفيد اغينشيوس فتساءل: «ماذا سيفعل نتنياهو اذا نجح في الانتخابات وكان اتفاق مع إيران؟ هل سيفعل كما فعل بيغن في العراق؟ أشك أن نتنياهو سيعمل ضد ارادة كل العالم. ليست هناك حلول جيدة عندما تريد دولة سيئة أن تكون لديها قدرة نووية».
سنخرج رابحين
«خطاب رئيس الحكومة في الكونغرس مهم إزاء السرية التي تتبعها الادارة في كل ما يتعلق بالخطوات أمام إيران» ـ يزعم عضو الكونغرس السابق مايك روجرز والباحث مايكل دوران في مقال في موقع «بوليتيكو».
الاثنان يزعمان أن عدم استعداد الرئيس اوباما لاشراك الكونغرس في المحادثات مع إيران أدى بصورة مفهومة إلى دعوة نتنياهو. «اوباما، بصورة منهجية، حاول إحاطة المحادثات بالسرية»، أضافا.
في المقال المذكور أعلاه اعتبر دوران وروجرز خطاب نتنياهو أنه «عمل شجاع لصديق حقيقي». «يجب اجراء الحوار حول إيران»، كتبا، «صحيح أن اوباما غير مستعد لاحترام ارادة الكونغرس، لكن نتنياهو حقا مستعد». وأضافا أنه «في أعقاب الخطاب الموضوع سيحظى بفحص عميق، وهكذا سنخرج جميعا رابحين».
في المقابل، على غلاف الصفحة المطبوعة لـ «بوليتيكو» ظهرت صورة بوجه كبير لرئيس الكونغرس الامريكي جون باينر وتحتها العنوان الرئيس «الاسبوع الأكبر لباينر».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إهانة علنية للرئيس الأمريكي
بقلم: بن كسبيت،عن معاريف
المضمونقال الكاتب أن نتنياهو من خلال خطابه في الكونغرس أهان الرئيس الأمريكي في بيته، على أمل أن ينجح في الانتخابات وقد فرض على نفسه رقابة شخصية استجابة للتهديد الذي أطلقه البيت بعدم كشف أي معلومات سرية)
في عاصفة الخطاب نُسي تقريبا بصورة تامة أمر بسيط: حتى الآن لا يوجد اتفاق مع إيران ومن المشكوك فيه جدا أن يكون. في وزارة الخارجية ولدى اجهزة الاستخبارات التقدير هو أن احتمال التوصل إلى اتفاق مع إيران في هذه المرحلة منخفض وحتى منخفض جدا. هناك ثمانية مواضيع أساسية مختلف فيها، فقط اثنان منها تم تحقيق تقدم مهام فيهما. بالنسبة للستة مواضيع الباقية ليس هناك أي تقدم. يصعب الاعتقاد أنه سيكون هناك اختراق في الأيام المعدودة الباقية. الفرنسيون يعارضون، الألمان غير متحمسين، الاحتمال الأكبر هو أن يتم تمديد الموعد النهائي. كل هذه التفاصيل كانت واضحة ومعروفة لمتخذي القرارات حتى قبل هبوط نتنياهو في واشنطن.
نتنياهو يعرف هذا جيدا أكثر منا جميعا. فهو يتم تزويده بالمعلومات المحدثة وهو يقرأ تقارير الاستخبارات وكذلك يعرف أن الجولة القادمة لن تؤدي كما يبدو إلى الاتفاق. لكن نتنياهو شخّص وجود فرصة سياسية نادرة لن يتنازل عنها، فهو عبقري سياسي وفي الأساس في كل ما يتعلق ببقائه الشخصي. على المدى البعيد، خطابه أمس تسبب بالضرر أكثر من الفائدة. على المدى القصير؟ لقد أصاب الهدف. فقد سافر ليخطب في الكونغرس متجاهلا التحذيرات متسبب بإهانة علنية للرئيس وحارقا للجسور الأخيرة التي بقيت لنا مع البيت الأبيض. لكن بعد أسبوع أو عشرة أيام بعد إعلان الأطراف عن الافتراق بدون اتفاق سيعلن نتنياهو أن ذلك كان بسببه، مثل البرغوث على ظهر الثور حيث يعلن لأقربائه «حرثنا»، بعد يوم من العمل الشاق. مردخاي، اليهودي الحديث، منع ثانية الكارثة لشعبه، فقد سافر إلى عرين الأسود في واشنطن وخطب وأوقف بجسده الاتفاق. والمحزن جدا هنا أن عددا منا يشترون منه هذه البضاعة.
في الموضوع الجوهري صدق نتنياهو. النقاط التي أثارها في خطابه نقاط صحيحة. يجب التحذير، التوضيح، رفع العلم المناسب وتمزيق الاتفاق في وجه آيات الله. لكن الموضوع هو في الطريقة والأسلوب. بدلا من أن يكون واحدا من أفراد العائلة في البيت الأبيض، الحليف الأقرب للرئيس أوباما، الشخص الذي يستطيع التأثير من الداخل (كما أثر أسلافه شارون وأولمرت وحتى باراك)، تحول نتنياهو إلى «شخص غير مرغوب فيه» في الغرفة البيضوية. كان عليه التصرف باحترام إزاء الرئيس الامريكي، وأن يخلق علاقات ثقة معه ويُبدي بوادر حسن النية مرة أو مرتين، كان عليه قول الحقيقة. لقد تصرف بالعكس. حاول إزاحة اوباما بتأثير سيده أدلسون، لقد باع المصلحة القومية الإسرائيلية من أجل مصالح ضيقة وغريبة ـ وبعد ذلك زعم أن أوباما لا يصغي إليه.
أمس وصلت المواجهة غير المسبوقة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية والرئيس الأمريكي إلى ذروتها. أمر كهذا لم يحدث في السابق ونشك ما إذا كان سيحدث في المستقبل. زعيم أجنبي يصل إلى الكونغرس الأمريكي من خلف ظهر الرئيس ويلقي خطابا حماسيا ضد سياسة الرئيس. لقد وقف نتنياهو في قدس أقداس الكونغرس ولن يغفر له اوباما ذلك بتاتا. نانسي بلوسي، من المؤيدين المتحمسين لإسرائيل وزعيمة الأغلبية الديمقراطية سابقا، تركت أمس القاعة قبل انتهاء الخطاب وأصدرت بيانا مثيرا: «شعرت بالإهانة الشديدة عندما سمعت رئيس الحكومة، الإهانة التي عبر عنها في خطابه واستخفافه بذكاء الجمهور الأمريكي». إذا كان هذا ما تعتقده بلوسي فمن المهم أن نعرف ماذا كان يعتقد اوباما.
نتنياهو سيعود اليوم إلى إسرائيل وسيتحدثون لنصف يوم تقريبا عن خطابه وغدا أو بعد غد على الأكثر سيُغلفون بالصحف التي تضمنت خطابه أجهزة طرد مركزي مستخدمة. يوجد للإدارة الأمريكية جهاز ضغط قوي ومتطور، هذا المكبس سيتم تشغيله وسيعطي نتائجه. إن احتمالات نجاح نتنياهو في تحريك عدد مهم من النواب على المدى البعيد في كل ما يتعلق بالأغلبية المطلوبة في مجلس الشيوخ (الثلثين)، هي احتمالات منخفضة جدا تكاد تكون معدومة. إذا ما الذي حققناه في نهاية الأمر، ما هي النتيجة الكبرى للخطاب خلافا للتفاخر القومي بأن لنا رئيس حكومة لديه لغة انجليزية جيدة جدا وكاريزما عالية؟ نصف مقعد أو مقعد ونصف في الاستطلاعات.
خلافا لمستوى التوقعات العالي فإن الخطاب كان متوقعا وخاليا من المناورات ومن أي جديد وليس فيه ما يلدغ. لقد خاف نتنياهو من التهديد القاسي للبيت الأبيض أن لا يكشف أي مادة سرية («لأن ذلك سيعتبر خيانة للثقة»، قال المتحدث باسم البيت الابيض، غوش آرنست، أول أمس)، وفرض على نفسه رقابة شخصية إلى درجة مضحكة: للمرة الأولى لم يذكر المطالبة بالمنع التام لتخصيب اليورانيوم وعدم إبقاء أي جهاز طرد مركزي لدى إيران. إسرائيل، حسب خطاب نتنياهو، تنازلت عن طلباتها التهديدية فيما يتعلق الاتفاق المستقبلي مع إيران. ماذا طلبنا أمس؟ أن تتوقف إيران عن التصرف بعنف مع جيرانها، أن تتوقف عن تهديد إسرائيل، أن تبدأ بالتصرف كدولة عادية اذا أرادت التعامل معها كدولة عادية. هل لهذا نقوم بتحطيم كل الأدوات أمام الادارة الامريكية؟.
في الموضوع المهني، مطالب نتنياهو لم تكن دراماتية: تمديد الفترة المطلوبة لإيران للتوصل إلى القنبلة، عدم رفع العقوبات الاقتصادية إلا بعد تغيير إيران لسلوكها، إطالة فترة سريان الاتفاق من 10 إلى 20 سنة. كل هذه الامور كان يمكن قولها في الخطاب أمام «ايباك»، وكان يمكن قولها أمام الكونغرس بعد الانتخابات. كل هذه الامور سبق وقالها في الماضي.
من جهته، اجتاز نتنياهو أمس الخطاب بنجاح. أن يتحدث، لقد قلنا في السابق إنه يستطيع ذلك بصورة ممتازة، لقد حظي بالتصفيق، كما أنه اجتاز المطبات ونجح في تهدئة الاحتجاج الديمقراطي وتقليل الازمة ازاء اوباما. انجازات الخطاب وأضراره ستتضح بصورة صحيحة في الايام والاسابيع القريبة، احتمال أن الخطاب في الكونغرس سيساعد نتنياهو على الفوز في الانتخابات أعلى بكثير من احتمال أن يستطيع ايقاف البرنامج النووي الإيراني. بالخطابات لا يوقفون التهديدات.
لقد تعهد نتنياهو بمنع الإيرانيين من التوصل إلى الذرة، كان لديه خيار عسكري لكنه خشي من استخدامه لأنه خشي على مصيره السياسي. هناك حقيقة يجب عدم نسيانها وهي أنه لم يتعهد لنا بالخطاب ضد البرنامج النووي بل تعهد بايقافه.


يقول الكتّاب أن القضية الاجتماعية والاقتصادية على سلم أولويات المجتمع الإسرائيلي، لذلك كان هناك الكثير من حملة الشهادات العالية في انتخابات الكنيست المقبلة، والقليل من جنرالات الجيش. وقال الكتّاب أن الجيش الإسرائيلي لم يخرّج في الآونة الأخيرة شخصيات فذه)
رد مع اقتباس