اختيار رئيس الحكومة
بقلم:بن كسبيت،عن معاريف
المضمونيتحدث الكاتب عن مقابلات نتنياهو وظهوره المتلفز ومحاولته تصوير نفسه حامي حمى اسرائيل،وتصوير اليسار وكانه يريد تدمير اسرائيل،ولكن ما لفت انتباه الكاتب المقابلة التي اجراها نتنياهو مع صحيفة جروزاليم بوست، وادعى نتنياهو ان خسارته في انتخايات 2006 ادت الى فوز كديما والانسحاب من قطاع غزة،وكانه نسي او تناسى ان الانسحاب حدث عام 2005 في عهد حكم الليكود، وان كديما لم يكن قد تأسس حينها)
في كل مقابلة جديدة من المقابلات التلفزيونية التي تُجرى معه، يبدو نتنياهو أكثر يأسا من سابقتها. أمس في برنامج «قابل الصحافة» ظهر نتنياهو بصورة خاطفة في مواجهة مصغرة أمام هرتسوغ وبالرغم من الجو المريح الذي كان فيه، لم ينجح في التغلب بالضربة القاضية. ولكني استسمحكم أن اناقش اليوم ظهورا آخر لنتنياهو ألا وهو مقابلة اعطاها في يوم الجمعة لغيل هوفمان المراسل السياسي لصحيفة «جروزاليم بوست» (لان لديه تعليمات مشددة بعدم اجراء مقابلات لدى بن كسبيت، أليس ذلك صحيحا؟). هذه المقابلة، يمكنكم مشاهدتها على موقع «جروزاليم بوست».
هاكم القصة: سأل هوفمان نتنياهو ما سأل وحاول نتنياهو أن يثبت للمرة الالف إلى أي درجة يقف كالجرف الصامد امام اولئك الذين يسعون إلى تدمير اسرائيل، وكم تريد تسيبي وبوجي تدمير اسرائيل. وتحدث عن جميع المرات التي أسقط فيها اليمين نفسه وأعطى أمثلة: انتخابات 1992 عندما انتصر رابين على شامير، انتخابات 1999 عندما انتصر باراك عليه وهنا وصل إلى 2006.
واليكم ما قاله رئيس حكومة اسرائيل في مقابلة رسمية مصوّرة: «حدث ذلك ثانية في 2006، عندما لم نحصل على الدعم وقام كديما بتشكيل الحكومة وانسحب من غزة وأدى إلى النتائج المفزعة». لقد شاهدت ذلك في يوم الجمعة في «معاريف» وصعب علي التصديق. تصفحت الانترنت لمشاهدة المقابلة المصورة. صحيح كان هذا هو الاقتباس الدقيق من الرجل. بنيامين نتنياهو على قناعة أنه خسر الانتخابات في 2006، وعندئذ نفذ كديما الانفصال وانسحب من غزة. هذا ما قاله. المشكلة هي أن الحديث عن وصف خيالي، هذا على حدود الهذيان. الانفصال نُفذ قبل الانتخابات في 2006. لقد تم تنفيذه في صيف 2005 ولم يتم تنفيذه من قبل كديما بل من قبل الليكود. كديما لم يكن أُسس بعد.
من فكر ونفذ الانفصال كان رئيس الليكود اريئيل شارون. ومن صوت لصالح الانفصال في كل جولات التصويت كان نتنياهو. فقد صوت لصالح الانفصال في الحكومة، صوت لصالح الانفصال في الكنيست (في تصويت بقراءة الاسماء)، صوت لصالح قانون اخلاء ـ تعويض الذي كان الأداة التنفيذية للانفصال. فقط في نهاية العملية وقبل اسبوع من تنفيذها فعليا، استقال من الحكومة. لقد دعم الانفصال في كل جولات التصويت وطوال الوقت ـ حتى أسقطه في النهاية. الفرق هو أنه لم يُسقط الانفصال بل دعمه. ولم يكن كديما قد أُنشيء بعد.
كما تذكرون هذه ليست الحادثة الاولى التي يبث فيها رئيس الحكومة هذيانا من عقله النيّر على اعتبار أنه حقائق تاريخية معروفة. تذكرون حادثة الجنود البريطانيين في القدس، وحادثة غاندي الذي عمل في حكومته، والايطاليين الذين عرضوا عليه أن يكون وزير المالية لديهم. لا، في هذه الحالات لم يكن نتنياهو يكذب وكان على قناعة أن هذه وقائع، لأن هذه المقاربة مريحة له. يبدو لي أن هذا الاحتمال اسوأ من الكذب.
الآن وضعه يبدو سيئا. هذه الانتخابات ليست حول إيران أو حول حماس ولا حول ازمة السكن. فالامر يتعلق باستفتاء حول نتنياهو. يبدو أن الجمهور لم يعد يهتم به. ليس هناك فرق بين اليمين واليسار، لقد استنفدنا هذا الرجل ولم نعد بحاجة اليه. التقدير أن نتيجة أقل من 20 مقعدا ستجعله يستقيل في نفس الليلة، تقدير يحظى بتغذية راجعة سلبية من ارض الواقع. صحيح حتى الآن أن نتنياهو يُعد برنامجا بديلا للبقاء في الحكم. فهو لن يسارع إلى الاستقالة، ولن يسارع إلى الاعلان عنها، بل يريد البقاء تماما مثل باراك الذي حاول عقد صفقة مع شارون في 2001 والبقاء كوزير للدفاع (لكن رامون ورفاقه في حزب العمل طردوه بالعصي). هكذا سيحاول نتنياهو. فموقف وزير الدفاع يناسبه وما السيء في ذلك؟ هناك قافلة مع صافرات من اجل السيدة، والكثير من الاحترام، وليس هناك حاجة لمعالجة ازمة السكن ويمكن الحديث فقط حول إيران صبح مساء.
اسحق هرتسوغ كان في يوم الجمعة في أسدود. في الايام العادية يستطيع هرتسوغ المجيء إلى اسدود خلال حملة انتخابية فقط في حاملة جنود مصفحة، لكن الايام ليست كسابقتها، كان يوما جميلا والشمس مشرقة ومقهى «غان هعير» مليء بالزبائن وتم استقبال هرتسوغ بصورة ممتازة. شباب حزب العمل احتلوا الشوارع واعضاء الكنيست تجولوا هناك كعرسان في يوم زفافهم ورئيس الفرع قال إن نجاحه يتمثل في أنه خلال الاحتفال لم يُرَ سوى خمسة شباب يلبسون قمصان الليكود، واثناء حديثه نشيد الليكود بصوت عال بدأ في الشارع الرئيس. حينها تبين أن هذه سيارة لـ ياحد تحمل شابا مع علما.
أسدود هي مدينة ليكود مع معاقل قوية للحريديين. في يوم الجمعة الاخير كان فيها الكثير من نشطاء المعسكر الصهيوني وعلى رأسهم قائدهم هرتسوغ (الذي جاء مع ايتان كابل واريئيل مرغليت وستاف شبير وداني عطار وعمير بيرتس الذي استُقبل كملك). كانت هناك سيارة لـ ياحد وكانت قافلة من السيارات في الشارع الرئيس لشاس. الليكود لم يكن في أسدود يوم الجمعة، حسب اقوال مصادر في الليكود فانه اختفى من الجنوب. هذه مشكلة لأنه بصورة عامة الليكود هو الذي يسيطر على الجنوب. هل ذهب هرتسوغ ليحضر تلك الاصوات؟ يبدو أن لا. ستتسرب إلى كحلون الذي يحرق نشطاءه الارض وهو بنفسه يحرق القلوب، ستتسرب ايضا، حتى لو أن ذلك غريبا، إلى لبيد. بيبي في مشكلة.
كل هذا لا يعني أن هرتسوغ يمكنه أن يكون راضيا. الظهور الاخير له أمس في برنانج «قابل الصحافة» لم يكن جيدا، لقد سقط كمستجد في شرك القناة 2، التي خلافا لاتفاق صريح وضعته أمام نتنياهو في مقابلة خاطفة. لقد جلس بكل صغره في الاستوديو، في حين أن نتنياهو بحجم أكبر من الطبيعي على الشاشة الكبيرة. تلعثم واستدار نحو نتنياهو وأعطى ظهره للكاميرا، لقد كانت له فرصة لأن يضرب بالضربة القاضية رئيس الحكومة الذي يخاف الوصول إلى مقابلة رسمية علنية أمامه، لكنه أضاع الفرصة.
بالمناسبة، من الغريب لماذا لم يصروا في «قابل الصحافة» على حضور نتنياهو مثل الآخرين إلى الاستوديو. لقد رأيته أمس في استوديو القناة 9، فهناك أسهل له وليس هناك دروكر، وما زالت هذه الانتخابات، رغم تلعثم هرتسوغ، هي استفتاء على بنيامين نتنياهو وليس على هرتسوغ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أبو مازن يفقد السيطرة
الأداء الاقتصادي الفلسطيني سيتوقف عن العمل وعندها سيخرج الأمر عن نطاق التحكم
بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس
المضمونتحاول الكاتبة وهي من اقصى اليسار الاسرائيلي استخلاص تبعات حجز اسرائيل للعوائد الضريبية،ومحاولة اسرائيل معاقبة السلطة على توجهها لمحكمة الجنايات، وتحاول الكاتبة استخلاص هذه التبعات من خلال اقتباس اقوال لوزير المالية الفلسطيني شكري بشارة)
وصل هذا الاسبوع مبلغ المستحقات الضريبية وجمارك الاستيراد الفلسطيني، التي ترفض اسرائيل تحويلها للسلطة الفلسطينية 1,744 مليار شيكل، وذلك بعد ان تم خصم الدفعات الدائمة للمستشفيات الاسرائيلية، ولشركة المياه الاسرائيلية مكوروت وشركة الكهرباء، بدل الكهرباء التي تبيعها لقطاع غزة.
تمثل الضرائب والجمارك التي تحتجزها اسرائيل حوالي ثلثي الايرادات الجارية للسلطة، وهذا هو الشهر الثالث الذي يتلقى فيه 180 الف موظف حكومي فقط 60 بالمئة من رواتبهم (ذوي الرواتب اقل من 2000 شيكل يتلقون كامل الراتب). وهناك من يقدر ويأمل انه بعد الانتخابات الاسرائيلية سوف يتم إعادة هذه المبالغ. ولكن وزير المالية الفلسطيني، شكري بشارة، يقول «ان ليس لدية فكرة فيما اذا كان هذا سيحصل فعلا».
ويقول بشارة في حديث له مع هآرتس: «هذا مؤلم بشكل خاص، ان اسرائيل ضربت بالسلاح الاقتصادي (على التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي). لو انني كنت اسرائيليا، لكنت معنيا بجار له مستوى عال من المعيشة قريب من تلك التي لي. علينا القضاء على الاحباط، والمواقف السلبية، او التوجه للضرب بما جوهره ليس تهديدا؟ العلاقات الاقتصادية والمصرفية هي من بين العلاقات هي من بين العلاقات الوظيفية القليلة التي تدار بين المجتمع الفلسطيني واسرائيل. فزعزعة هذه العلاقات وللضرب المباشر بما هو جيد يبدو لي انه مناقض للكفاءه».
واضاف بشارة ان «الوضع الامني يتحول مع الوقت إلى مسألة حساسة بشكل خاص. ولا يمكن التوقع من قوات الامن الفلسطينية ان تقوم بمستوى أداء عالي من السيطرة والالتزام، اذا لم نقم بمنحها جميع مطالبها المالية وحاجاتها الاقتصادية. لذا فأنا اعتقد انه على حكومة اسرائيل ان تكون حذرة بشكل خاص حول هذا الموضوع». يعمل حوالي 70 الف فلسطيني في إطار الاجهزة الامنية للسلطة الفلسطينية. وحوالي 27 بالمئة من الميزانية الجارية مخصص للاجهزة الامنية، التي تستمر بالتعاون الامني مع اسرائيل، على الرغم من قرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير في الاسبوع الماضي بوقفه.
عدم تحويل الضرائب والجمارك ـ هذه هي المرة الخامسة منذ بداية الانتفاضة الثانية ـ خلق وضعا غير اعتياديا داخل إطار اقتصادي غير اعتياديا في جوهره. وكرر بشارة انه لا يوجد اي احتمال للنمو الاقتصادي الحقيقي تحت الاحتلال العسكري ـ مع سيطرة على الحدود والحواجز الداخلية، مع «الاقتصاد المفقود» للمنطقة «سي» والفصل عن غزة. ومع كل ذلك فقد استمر بالحديث طوال الوقت عن الاصلاحات الاقتصادية التي يتطلع لها في اطار هذا الوضع غير الطبيعي الموجود.
منذ تعيينه وزيرا للمالية، ركز بشارة على تحسين الاداء في جباية الضرائب وبتقليص العجز في الميزانية الفلسطينية (والذي وفقا للعديد من التقديرات يقترب من حوالي ملياري دولار، حيث ان الميزانية الجارية نفسها للعام 2014 بلغت 4.21 مليار). في وضع «الاقتصاد الاسير»، كما هو لدى الفلسطينيين، فإن مجال المناورة الوحيد المتاح له هو في مجال السياسات المالية. التحسن في الجباية نابع من الاصلاحات الفنية والبيروقراطية ـ وايضا التحسن في نقل المعلومات المحوسبة من اسرائيل، الذي ساعد في تقليص فقدان الضرائب.
هذا حصل في فترة تولي يائير لبيد لوزارة المالية، حيث اشار بشارة إلى العلاقات المهنية الجيدة التي سادت بينهما. الضرائب لم تزداد، بل على العكس، فان بشارة يوصي بتقليص قيمة الضريبة للافراد والشركات وتوسيع الاعفاءات الضريبية على امل تشجيع النشاطات الاقتصادية. وذلك على عكس، وزير المالية السابق سلام فياض الذي رفع الضرائب للشركات والافراد اصحاب الدخول المرتفعة. «يقول بشارة: «انا امارس نهجا مختلفا». الامر الذي خلق هذا النموذج غير المعروف هو اتفاق اوسلو واتفاقية باريس الاقتصادية ـ التي كانت مدتهما المقررة 5 سنوات. «بنظرة إلى الوراء، هذا كان غير صائبا الدخول في اتفاق اوسلو، لو ان (الموقعين) كانوا يتوقعون انه سيستمر لعقدين من الزمن. فإن هذا وضع غير موجود ولا يمكنه ان يكون فاعلا. في المرحلة الانتقالية يمكننا ان نكبح، لنصلح هنا وهناك، ولكن على المدى البعيد لا يمكننا تطوير اقتصاد حقيقي».
مع كل ذلك، وعلى عكس ظروف مشابهة في الماضي، لا يوجد اجواء تحريض واحتجاج. من كان يسخن الاوضاع في السنوات الاخيرة ويوجه اصابع الاتهام إلى السلطة الفلسطينية، كانت نقابة الموظفين في الوظيفة العمومية. حيث عملت السطة منذ نهاية العام الفائت، وبتعليمات واضحة من مكتب محمود عباس، لاسكات المصدر الذي يتسبب بهذه المشاكل ـ تم اعتقال بعض القيادات والداعمين، وتم الاعلان عن النقابة بأنها غير شرعية. هذه المرة كانت هناك عدة مظاهرات ـ ولكن الشعارات التي تم رفعها خلالها وجهت اصابع الاتهام بإتجاه اسرائيل، وتجاهها فقط. الغضب والاحباط وجدا مخرجا في الشهر الاخير عن طريق مقاطعة منتجات الشركات الاسرائيلية ـ بمبادرة من مسؤولين كبار في فتح. ربما هناك يد موجهه وعلاقة بين إسكات النقابات المهنية ونشاطات تفريغ البخار، وربما لا. ولكن النتيجة واحدة ـ القلق والضائقة الاقتصادية لعشرات الآلاف من العائلات والضرر المتدحرج للقطاع العام ولقطاع الخاص ليس محصنا هذه المرة.
اصحاب الاعمال يشكون من الشيكات المرتجعة، وعن النقص في إصدار الفواتير بسبب قلة عدد المشترين، والعائلات تقترض ممن هو ممكن الاقتراض منه ـ من الاقارب ومن الاصدقاء غير المرتبطين بالرواتب الحكومية، والذين يعملون في اسرائيل، من البنوك من اصحاب البقالات المجاورة. وهذا هو الشهر الثالث التي تؤدي به السلطة نشاطها بوضع من الطوارئ، حيث تقطتع قدر الامكان من النفقات الجارية، والبنوك تلقت تعليمات من سلطة النقد الفلسطينية بعدم تقاضي عمولة عن الشيكات المرتجعة.
يقول بشارة «احيانا كثيرة يتم سؤالي وفي اوقات متقاربة إلى متى يمكننا الاستمرار والبقاء هكذا»، «ان الامر متعلق بتعريف كلمة البقاء». حتى في الإطار غير الطبيعي الاعتيادي، المعطيات الاقتصادية تستمر في ان تكون بمعدلات التراجع، والحرب على غزة ضاعفت من صعوبة الوضع الذي كان صعبا بما فيه الكفاية. ووفقا لاقوال بشارة فإن معدل البطالة هو 26.2 بالمئة، وفي غزة لوحدها 40 بالمئة، وفقط اثنين او ثلاثة من بين عشرة من خريجي الجامعات يجدون عملا.
بالاضافة إلى ان (الناتج المحلي الاجمالي) الطبيعي للفرد في السنة انخفض، وفقا لبيانات مكتب الاحصاء المركزي الفلسطيني، في الربع الثالث من العام 2014 وصل إلى 407.9 دولار فقط، اي انخفاض بنسبة 9.8 بالمئة مقابل الربع الثاني من السنة وانخفاض بنسبة 10 بالمئة عن العام الفائت. والوضع في الضفة اقل خطورة، فإن الهبوط كان «فقط» 3.4 بالمئة و- 1.1 بالمئة على التوالي ـ والناتج الاجمالي هو 556.1 دولار. وانخفض في غزة إلى 194.7 دولار ـ اي هبوط بنسبة 29 بالمئة مقابل الربع السابق وحوالي 34.1 بالمئة مقابل نفس الفترة من العام الفائت.
وفقا لاقوال بشارة، مع كل ذلك فإن الفلسطينيون صامدون، حيث يتمتعون بقدرة على التحمل والصبر والتضامن الداخلي بصورة مدهشة، وعندما سئل: ولكن لماذا نستمر بموازنة الوضع القائم المضر للفلسطينيين والمفيد للاسرائيليين. اجاب انه كإقتصادي ( من كبار المسؤولين في البنك العربي في السابق) تقبل مهمة مهنية وعليه ان ينفذها ـ طالما ان المستوى السياسي قرر ذلك.
«لدينا قيادة حكيمة جدا، ولا تنظر فقط إلى المدى القريب. فهي ترى ابعد من ذلك، انها ترى المستقبل»، السلام الذي يضمن الازدهار للشعبين، يقول بشارة، ولكنه يضيف ان «هذا (الاداء الاقتصادي) سيستمر بالعمل إلى ان يتوقف. وفي يوم من الايام سيتوقف هذا عن العمل. حسب تقديري خلال سنة او سنة ونصف ـ ربما اقل ـ فإن الامر سيخرج عن نطاق السيطرة. انه من الصعب علينا الاداء هكذا. انني اشك انه باستطاعتنا ان ندير حوارا هادئا بعد سنة. مثل المرض، مثل المرض العضال حيث في بدايته في المرحلة 1 او 2 من الممكن ان نتدبر معه، ولكن عندما نصل إلى المرحلة 4 فلا يمكن معالجة ذلك».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
احتراب الصقور في سوريا
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
المضمونيحلل الكاتب الاحداث الدائرة في سوريا،من حيث تعاظم قوة داعش وتبعات هذه القوة والتي اصبح بسببها اسقاط نظام الاسد ليست حاجة ملحة للغرب)
السنة الرابعة من الحرب الاهلية في سوريا تميزت بالشلل المتبادل. رغم أن القتل في الحرب استمر ومستوى الكارثة الانسانية ازداد، فلم تبدأ تطورات من شأنها أن تغير مجرى المعركة. التعاظم المخيف والقاتل لتنظيم الدولة الإسلامية داعش الذي تحول خلال اشهر من كيان مجهول تقريبا إلى مفهوم دارج على كل لسان، لم يؤدِ إلى حسم الصراع الدموي. ربما أن تنظيم الدولة الإسلامية يعاني حاليا من نجاح زائد. حيث أن سيطرته السريعة على مناطق في شرق سوريا وفي الأساس حملة العلاقات العامة المخيفة له، أدت للمرة الاولى إلى تدخل جدي للغرب في سوريا.
الهجوم الذي تقوده الولايات المتحدة منذ الصيف الماضي في سوريا والعراق لم يُزح قليلا التنظيم الجهادي، بل عزز سيطرة الاسد على المناطق التي تحت سيطرته. الخطر الآني لسقوط النظام انقضى (إلا اذا قتل الرئيس نفسه)، وتغيير الطاغية أصبح لا يشكل حاجة ملحة للغرب، بعد أن اتضح أن خصومه ليسوا أقل وحشية منه وحتى أنهم يميلون إلى التفاخر بوحشيتهم.
من وجهة نظر اسرائيل يبدو أن التطورات في الاشهر الاخيرة أقل سوءً من بضعة خيارات غير مريحة. رغم أن اسرائيل لم تعترف في أي وقت بذلك، فان استمرار القتال بين المعسكرات المتقاتلة في سوريا يخدمها. الجيش السوري، الذي كان قبل بضع سنوات العدو الاكثر اقلاقا للجيش الاسرائيلي، ضعف كثيرا بسبب الحرب. وفي المقابل، فان سيطرة السنيين المتطرفين على كل سوريا أمر غير مرغوب فيه بالنسبة لاسرائيل لأنهم أعداء يصعب التنبؤ بنشاطاتهم ويصعب ردعهم. استمرار القتال بين معسكرين عدوين لاسرائيل مفضل بالنسبة اليها. هذه اقوال لا انتقادها، لهذا يقلل زعماء اسرائيل تطرقهم لما يحدث في سوريا ويكتفون بدفع ضريبة كلامية تتمثل بالاعتراف بمعاناة المواطنين السوريين.
بعد جولة من الضربات التي بدأت في 18 كانون الثاني ـ التصفية التي نسبت إلى اسرائيل في الجولان السوري وقتل فيها جنرال إيراني و6 من حزب الله، وهجوم حزب الله ردا على ذلك الذي قتل فيه جنديان اسرائيليان ـ عاد ليسود الهدوء المتوتر على طول الحدود في هضبة الجولان. الطرفان كما يبدو معنيان بمنع خروج الامور عن السيطرة.
في نفس الوقت واضح أن حزب الله مصمم على تثبيت واقع جديد على طول الحدود السورية واللبنانية، التي يرى فيها جبهة مع اسرائيل. بالنسبة لسادته الإيرانيين هناك مصلحة واضحة، في الاشهر الاخيرة خلقت إيران لنفسها حدود مشتركة مع اسرائيل. إن وجود قادة الحرس الثوري في هضبة الجولان السورية وعلى حدود لبنان، هو حقيقة واقعة. اذا كان توجه إيران نحو اتفاق بعيد المدى مع الدول العظمى حول البرنامج النووي فان طهران في المقابل وجدت طريقا لردع اسرائيل من قريب. هذا ملعب سهل من ناحية إيران، ففيه لا تخاطر بدفع ثمن مباشر. في الجانب السوري يبدو أن الهجوم العسكري الكبير الذي أعلنه النظام في جنوب الدولة في منطقة درعا، يتقدم ببطء.
آلاف من رجال حزب الله والمستشارين الإيرانيين لم يضعوا في جهودهم زخما كافيا يؤدي إلى انهيار المتمردين. اثناء ذلك يدور صراع على نار هادئة أكثر في هوامش المناطق التي سيطر عليها المتمردون السنيون بالقرب من الحدود الاسرائيلية في الجولان مع نظام الاسد، إيران وحزب الله قلقون من العلاقة الناشئة بين تنظيمات المتمردين وبين اسرائيل ويحاولان وصفها كتحالف اسرائيلي مع التنظيمات الاكثر تطرفا (جبهة النصرة المتماهية مع القاعدة).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عن مؤتمر شرم الشيخ
مصر السيسي تستبعد إسرائيل من احتفال الاستثمار والعلاقات الدولية
بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت
المضمونيتحدث الكاتب حول مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي،ويركز على الدول التي لم يتم دعوتها،وهيي ايران؛ولم يتم دعوتها تلبية لرغبة المملكة العربية السعودية، ولم يتم دعوة سوريا بسبب الاحداث الدائرة هناك،ولم يتم دعوة اسرائيل لأن المؤتمر عقد تحت رعاية جامعة الدول العربية وهو ما ينفيه الكاتب)
هذا ما ينقص عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري: ان يتجول اسرائيليون، وزراء، نواب ومسؤولون اقتصاديون ـ بالاقدام في اراضيه الاقليمية ويلتقطون لانفسهم الصور الذاتية للانتخابات او للاعمال التجارية على حسابه. 30 حاكم، 100 دولة، عشرات الشركات الاقتصادية، مدراء البنوك وأكثر من الف مستثمر محتمل من العالم الواسع ومن الدول العربية حضروا في نهاية الاسبوع المؤتمر في شرم الشيخ. السيسي هو الذي قرر العنوان ـ «مصر المستقبل» ـ ولم يدع احدا يغرق في الاوهام: المستقبل منوط بتبرعات بالمليارات، تنقذ مصر من الحفرة العميقة التي سقطت فيها قبل اربع سنوات. إذا انهارت مصر، كما يحذر السيسي، فان الخطر سيحدق بكل دول المنطقة.
من لم يأتِ؟ عنوان سميك في «الاهرام» شرح امس بان سوريا، إيران واسرائيل لم تدع، «لانهم لا يستجيبون لمعايير الاستثمارات في مصر». فإيران لم يكن بوسعهم دعوتها بسبب السعودية، التي تعهدت بالتبرع بـ 4 مليار دولار لمصر. اما سوريا فلم يحلموا بدعوتها، حين يكون بشار الاسد، وليس فقط داعش، يواصل القتل. واسرائيل؟ في القدس بالذات حاولوا الجدال مع القاهرة. يوجد اتفاق سلام علني، يوجد تنسيق استراتيجي وشهر عسل أمني، المصالح مشتركة والاعداء هم ذات الاعداء، كما يوجد لنا ما نعرضه في التكنولوجيا العليا، في الزراعة وفي البنى التحتية.
تلقينا جملة من الاعذار: في أن المؤتمر يجتمع برعاية الجامعة العربية (ليس صحيحا)، في أننا لا نريد أن نحرج حكاما ليس لاسرائيل علاقات مع دولهم (من قال انه لا توجد؟) وبالاساس في انه «لم تحن اللحظة بعد؟. مصر، حسب روايتها، ليست معنية بان تتورط في الانتخابات؛ والقدس، كما أفهم، لم تتنازل بسهولة. فقد واصل الموظفون الضغط حتى بعد أن صدرت الدعوات، واقترحوا، ويا له من بؤس، الا يرفعوا في شرم الشيخ علم اسرائيل. وبدلا من الدعوى تلقينا أمس صورة رباعية: السيسي، جون كيري، ابو مازن وعبدالله ملك الاردن. ليس صعبا التخمين من هو الغائب ـ الحاضر وماذا كانت مواضيع البحث.
بمبادرته، يكشف السيسي الان عن أنه يتحدث بالذات «كثيرا»، وهذه صيغته، مع رئيس الوزراء نتنياهو. يتحدثان عن إيران، عن حماس في غزة، عن اللوبي الذي تفعله اسرائيل من اجله (دون نجاح كبير) في تلة الكابيتول وعن الاذن لادخال قوات عسكرية ومروحيات سلاح الجو المصري للحرب ضد مراكز الإرهاب في سيناء. اسرائيل تصادق، السيسي يعلن برضى، رغم القيود المتشددة في اتفاقات السلام، في أن هذا هو السلام الحقيقي.
ومع ذلك، من زاوية السيسي، فان الحضور الاسرائيلي في المؤتمر هو شوكة في الحلق. مؤتمر شرم الشيخ ليس فقط حملة لتجنيد الاستثمارات. هذا اختبار لقوته في الخليج، في العالم العربي وفي الساحة الدولية. وعشية المؤتمر طرح عليه عضو الكونغرس الامريكي سؤالا فظا: الا تخاف على ان يكون مصيرك كمصير أحد أسلافك، السادات الذي قتله الإسلاميون؟ فابلغه السيسي بانه اذا لم يساعدوا مصر فان كل الخيارات مفتوحة. ولكن وزير الخارجية الامريكي كيري لم يعلن بان الولايات المتحدة تخطط للاستثمار. فاوباما غارق حتى الرقبة في القصة مع إيران، ولم يتغلب على قضية اسقاط الاخوان المسلمين من الحكم ويصر على الابقاء على قنوات مفتوحة معهم. وبالنسبة لنتنياهو ـ اوباما، ينبغي الانتباه إلى ان واشنطن لم تطرح هذه المرة انذارا على السيسي: إما ان تدعو الاسرائيليين أو لا نأتي.
خلف الكواليس دارت حملة حراسة عظيمة، لمنع (وشكرا ايضا لاجهزة الامن عندنا) العمليات الإرهابية. وهكذا كان بوسع السيسي أن يعرض خططه الطموحة لتوسيع قناة السويس، لاقامة مصانع جديدة وبناء «القاهرة الجديدة» التي ستنتقل اليها الوزارات الحكومة، الرئاسة، السفارات الاجنبية وشركات ادارة الاستثمارات. اما نحن فيلقينا، حتى اشعار آخر، خارج الصورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ


يتحدث الكاتب عن مقابلات نتنياهو وظهوره المتلفز ومحاولته تصوير نفسه حامي حمى اسرائيل،وتصوير اليسار وكانه يريد تدمير اسرائيل،ولكن ما لفت انتباه الكاتب المقابلة التي اجراها نتنياهو مع صحيفة جروزاليم بوست، وادعى نتنياهو ان خسارته في انتخايات 2006 ادت الى فوز كديما والانسحاب من قطاع غزة،وكانه نسي او تناسى ان الانسحاب حدث عام 2005 في عهد حكم الليكود، وان كديما لم يكن قد تأسس حينها)
رد مع اقتباس