مقابلة السيد الرئيس على قناة فرنسا 24
استضافت قناة فرنسا 24 في برنامج حوار خاص السيد الرئيس محمود عباس:
س) هل حصلتم على الدعم الذي كنتم تنتظرونه من الرئاسة الفرنسية الجديدة؟
ج) بلا شك ان الموقف الفرنسي من القضية الفلسطينية موقف قديم والدعم السياسي والاقتصادي ايضا موقف قديم وبتالي ما لمسناه من الرئيس فرانسوا هولاند هو تأكيده على دعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدليل على ذلك اننا بالأمس وقعنا اتفاق بمبلغ 10 ملايين يورو لدعم الموازنة الفلسطينية وبالتالي ما سمعناه من الرئيس فرانسوا هولاند يشجع على استمرار هذه السياسة الايجابية معنا.
س) الرئيس فرانسوا هولاند اكد اليوم على ضرورة الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية هل حصلتم منه على مشروع او اطلعتم منه على مشروع جدي وعملي لإحياء عملية السلام والاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية على حدود 67؟
ج) نحن شرحنا له ماجرى او ماذا يجري بيننا وبين الاسرائيليين فيما يتعلق بالمفاوضات وأكدنا له ان خيارنا الاول وربما الاخير هو المفاوضات ولكن اذا لم يكن هناك مجال لهذه المفاوضات فلا بد ان نذهب الى الامم المتحدة للحصول على ما نسميه "نمبر ستيت"، وأيدنا في هذا واتفقنا على ان نبقى على اتصال دائم معهم من اجل معرفة الخطوات التي يمكن ان نخطوها بالمستقبل وهم يؤيدوننا في هذا.
س) كيف يمكن ان تكون شكل هذه الدولة "نمبر ستيت" كما تقول، من خلال الاعتراف بالأمم المتحدة وليس مجلس الامن اي دولة غير كاملة العضوية وما الذي ستضيفه هذه الدولة؟
ج) الدولة ستضيف شيئاً هاماً وهو اننا سنصبح دولة تحت الاحتلال وهذا مهم جداً ليس لدول العالم بمقدار ما هو مهم جداً لإسرائيل وأمريكيا لان اسرائيل حتى الان لا تعترف بالأرض الفلسطينية وإنما تراها ارض متنازع عليها، فعندما يكون هناك اعتراف بالدولة الفلسطينية في الامم المتحدة تصبح دولة تتحت الاحتلال وهذا شيء مفيد للمستقبل.
س) هل هناك أمل أن تستأنف المفاوضات قبل ايلول المقبل مع اسرائيل؟
ج) الامل ممكن اذا وافقت الحكومة الاسرائيلية على نقطتين هامتين الاولى هي وقف الاستيطان والثانية هي الاعتراف بحدود 67 فإذا اسرائيل وافقت على هاتين النقطتين نذهب مباشرة الى استئناف المفاوضات، اسرائيل تقول ان هاذين الامرين شرطان، وهما ليس شرطين اطلاقاً نحن لا نضع شروط وإنما هما التزامات مسبقة على الحكومة الاسرائيلية فالحكومة الاسرائيلية عليها التزامات ثنائية ودولية وإذا نحن لا نطالب بشروط مسبقة كما يدعون الان وإنما نطالب بتنفيذ الالتزامات وإذا حصل هذا نذهب الى المفاوضات.
س) تحدثتم اليوم في باريس عن شرطين ايضاً او عن طلبين من اسرائيل ملف الاسرى ودعم السلطة الفلسطينية في حال تحقق ذلك هل يلغي ذلك مطلب وقف الاستيطان؟
ج) هذا لا يلغي ذلك إطلاقا وإنما هذا مبادرة حسن نية تؤدي ان نلتقي مع السيد نتنياهو ولكن لا نتفاوض وإنما نلتقي معه كبادرة حسن نية اذا قاموا بهذا العمل نحن نقوم بهذا العمل ولكن هذا لايغني اطلاقا عن ان اسرائيل اذا اراضت استئناف المفاوضات ان تعود الى وتقبل بوقف الاستيطان وتقبل رؤية الدولتين على حدود 67 .
س) اليوم نعلم ان هناك ازمة مالية عالمية تشغل اوروبا وهناك انتخابات في الولايات المتحدة الامريكية مقبلة وهناك ربيع عربي لم تضح معالمه بعد هل تشعرون كل ذلك يشغل العالم عن قضيتكم؟
ج) الانتخابات الامريكية بلا شك شاغله امريكيا عن العالم وشغلتها عنا نحن بخصوص الازمة الاوروبية للحقيقة لن نلحظ هذا وإنما لا زلنا نرى الدعم القوي من كل دول اوروبا وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا انها مستمرة بدعمها فيما يتعلق بالدعم العربي فلاشك انه الهى الشعوب او شعوب هذه المنطقة بقضاياها الداخلية وهذا طبيعي، ونحن لا نستطيع ان نطالب
هذه الدول بأن تتجاوز اوضاعها الداخلية لكي تتحدث عن القضية الفلسطينية علما ان القضية الفلسطينية في قلوب الشعوب العربية وهي تؤيد القضية.
س) الموقف الداعم للقضية الفلسطينية من قبل الشعوب العربية لم يترجم عملياً بعد فما الذي تسعون لفعلة كسلطة فلسطينية لإعادة النظر بقضيتكم؟
ج) الدول العربية نحن كنا قبل عدة ايام في الدوحة في لجنة المتابعة العربية وطرحت قضايا الدعم المالي من قبل حكومة قطر على جميع الدول العربية بأن يؤمنوا ما يسمى بشبكة الامان للفلسطينيين بحدود 100 مليون دولار شهرياً ووافقت الدول العربية على هذا لذا نأمل ان هذه الموافقة ان تترجم الى واقع.
س) كيف تتأثرون اليوم بكل ما يجري في العالم العربي خاصة في سوريا في لبنان؟
ج) بلا شك نحن نتأثر ونحن جزء من هذه ألامه نتأثر سلبا وإيجابا ولكن نحن موقفنا الذي اعلناه منذ بداية انطلاقة الربيع العربي اننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للعرب، هذه قضية داخلية في تونس او في ليبيا او مصر ...، وكل ما نقوله "نتمنى للشعوب العربية ان تحصل على ما تريد وما تسعى اليه من ديمقراطية وحرية".
س) هذا الوضع هل يؤثر مثلاً على ملف المصالحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس؟
ج) المفروض ان لا يؤثر، ولكن من الممكن أن يؤثر بشكل ما لان هناك تجاذبات معروفة ولكن نتمنى ان لا يؤثر، بمعنى ان ما وقعنا علية في الدوحة من المصالحة أن يستمر وان نصل الى ألانتخابات الامتحان الاساسي فيما يتعلق بالمصالحة هو الوصول الى صندوق الاقتراع في هذه الحالة نستطيع ان نقول نعم هنا المصالحة او حققنا المصالحة.
س) هل الانتخابات ستكون قريبه؟ وهل ما زلتم على موقفكم بعدم الترشيح للانتخابات الرئاسية؟
ج) من المفروض ان هناك لجنة انتخابات "اللجنة المركزية للانتخابات وهي لجنة مستقلة، بالمناسبة ليست الحكومة هي التي تشرف على الانتخابات وإنما لجنة مستقلة انشأت في عام 1996 ولا زالت قائمة حتى ألان هذه اللجنة ذهبت الى غزة من اجل اعادة تسجيل من لم يسجل منذ 5 سنوات الى الان فإذا انتهت من هذا التسجيل سيكون امامنا 3 اشهر للانتخابات وهذا مطلوب قانوناً. اما بشان ترشحي للرئاسة انا قلت منذ البداية انا لم ارشح نفسي للانتخابات وهذا موقفي ولا يتغير.
س) هل برأييك حركة فتح اليوم في حال تمسكك بعدم الترشيح للانتخابات المقبلة قادرة على الابقاء على السلطة؟
ج) بالتأكيد حركة فتح حركة تاريخية فهي لا تتوقف علي ولا على شخص وهي حركة ممتدة في كل العالم وليس فقط في فلسطين ولها جذور؛ وهي اول حركة فلسطينية نشأت في نهاية الخمسينات وبداية الستينات ولها جذورها ولها تاريخها وبتالي هي تستطيع ان تستمر.
س) هنالك انتخابات من الدور الثاني للانتخابات الرئاسية المصرية كيف تؤثر هذه الانتخابات عليكم وكيف يمكن ان تؤثر نتائج هذه الانتخابات هلى ملف المصالحة الداخلية؟
ج) نحن اذا عرفنا النتائج يمكن ان نتكلم، فلا احد يعرف ما هي النتائج حتى المصريين انفسهم لا يعرفون ما هي النتائج التي ستصل اليها هذه ألانتخابات ولكن الوضع في مصر متوتر سواء نجح الاول او الثاني لذلك لا يستطيع لأحد ان يقدر او يتوقع ماهي الخطوات او الوضع ما سيكون عشية انتهاء الانتخابات فهذه القضية لا احد يعرفها.
س) ماذا لو فاز مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي فهل سيؤثر ذلك على ملف المصالحة؟
ج) ربما يؤثر إيجابا ربما اذا نجح محمد مرسي ممثل الاخوان المسلمين يمكن ان يمارس او يستعمل مساعيه الحميدة ليؤثر ايجابا على المصالحة،ولا اريد ان اقول انه يمكن ان يؤثر سلباً فهو يستطيع ان يؤثر لذا اتمنى ان يكون تأثيره ايجابا وليس سلباً.
س) شاهدنا مؤخراً محاكمة للمستشار السابق للرئيس ياسر عرفات بتهم فساد ويتداول كثيراً عن ملفات الفساد داخل المؤسسات ألفلسطينية فهل تكفي هذه المحاكمات لمعالجة ملف الفساد وما الذي تفعل السلطة الفلسطينية حيال ذلك؟
ج) في البداية السلطة الفلسطينية لها قوانين وهذه القوانين موجودة وألان انا استطيع ان اضمن انه لايوجد اي نوع من الفساد ولكن حصل فساد في الماضي وشكلنا هيئة مكافحة الفساد وهذه الهيئة لها مطلق الصلاحيات بأن تستدعي أي شخص وتقدم اي شخص للمحكمة فقدمت هذا وغيره ويمكن ان يقدم آخرون فأي شخص عليه شبهة الفساد يقدم للمحاكمة فإما ان يكون بريءً وأما أن يكون متهماً وبالتالي يحاكم فنحن مستردين كثيراً من الاموال بالفترة الماضية من غير المحاكمات وإنما في هذه المحاكمة حكم على هؤلاء بإعادة اموال وحكم عليهم بالسجن ومن حقهم ان يأتوا للقضاء لأنه حكم غيابي ليحاكموا حضورياً نحن لدينا قانون وسيادة القانون تمشي عليهم وعلى غيرهم لان هناك اخرون ملفاتهم موجودة عند هيئة مكافحة الفساد ولابد ان نقطع دابر هذا الفساد.
إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً


رد مع اقتباس