الملف السوري

رقم ( 195)

في هـــــــــــــذا الملف

 المعارضة السورية تطالب مجلس الامن بوقف 'المجازر' غداة مقتل اكثر من 125مدنيا

 الأمين العام للجامعة العربية يدعو الحكومة السورية إلى تحمّل مسؤولياتها إزاء توفير الحماية للمدنيين

 قلق غربيّ وإسرائيليّ من انتقال الأسلحة الكيماويّة السوريّة لحزب الله ونظام ما بعد الأسد سيُوفر فرصة للسلام

 ناشطون يقولون ان 111 شخصا قتلوا في "أكثر الايام دموية" في سوريا

 دعوات لسوريا لتنفيذ الخطة العربية ومستوى قياسي لأعداد القتلى

 مراقبون عرب يصلون سوريا اليوم

المعارضة السورية تطالب مجلس الامن بوقف 'المجازر' غداة مقتل اكثر من 125مدنيا

القدس العربي

طالب المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم اطياف المعارضة السورية امس الاربعاء مجلس الامن الدولي بعقد جلسة طارئة لوقف 'المجازر المروعة التي يرتكبها النظام' السوري، وذلك غداة مقتل اكثر من 125 مدنيا برصاص قوات الامن، غالبيتهم في قرية شمال البلاد، بحسب مصدر حقوقي.

وغداة مقتل اكثر من 125 مدنيا، بينهم 111 في بلدة بمحافظة ادلب (شمال غرب)، طالب المجلس بـ'عقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي لبحث مجازر النظام في جبل الزاوية وإدلب وحمص على نحو خاص، وإصدار إدانة دولية لذلك'.

واضاف في بيان تلقت وكالة فرانس برس في نيقوسيا نسخة منه انه يطالب مجلس الامن ب'التحرك لاعلان المدن والبلدات التي تتعرض لهجمات وحشية (مناطق آمنة) تتمتع بالحماية الدولية وإرغام قوات النظام على الانسحاب منها'.

واوضح المجلس في بيانه الذي حمل عنوان 'مجازر النظام السوري تقتضي تحركا عربيا ودوليا عاجلا'، ان دعوته هذه جاءت بسبب 'المجازر المروعة التي يرتكبها النظام الوحشي بحق المدنيين العزل في منطقة جبل الزاوية وإدلب وحمص ومناطق عدة في سورية، والتي أودت بحياة قرابة 250 شهيدا خلال ثمان وأربعين ساعة'.

كما طالب المجلس بـ'إعلان جبل الزاوية وإدلب وحمص مناطق منكوبة تتعرض لأعمال إبادة وعمليات تهجير واسعة، من قبل ميليشيات النظام السوري، ودعوة الصليب الأحمر الدولي ومنظمات الإغاثة للتدخل المباشر وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة'.

وناشد المجلس ايضا المجلس الوزاري العربي 'عقد جلسة عاجلة لادانة مجازر النظام الدموية واتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية المدنيين السوريين بالتعاون مع الامم المتحدة'.

واكد المجلس الوطني السوري انه يضع 'الدول العربية والمجتمع الدولي امام مسؤولياتهم في حماية السوريين من بطش النظام وجرائمه، ويشدد على اتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف الحملة الدموية التي تستهدف مزيدا من المدن والبلدات من خلال الحشود العسكرية التي يقوم بها النظام'.

وقتل 111 مدنيا على الاقل برصاص قوات الامن السورية في بلدة كفر عويد بمحافظة إدلب في شمال غرب سورية الثلاثاء، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في حصيلة جديدة الاربعاء.

وبذلك ارتفع عدد المدنيين الذين قتلوا في سائر انحاء سورية الثلاثاء الى 125 قتيلا مدنيا على الاقل، يضاف اليهم 14 عنصر امن نظاميا قتلوا في درعا و'مئة جندي منشق على الاقل سقطوا بين قتيل وجريح' في جبل الزاوية، بحسب المصدر نفسه.

وكان المرصد ذكر ان ما يصل الى 70 جنديا سورية منشقا قتلوا الاثنين في محافظة ادلب نفسها.

والمجلس الوطني السوري الذي اعلنت ولادته رسميا في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر في اسطنبول ضم للمرة الاولى تيارات سياسية متنوعة لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سورية اضافة الى احزاب كردية واشورية.

وتأتي هذه التطورات عشية وصول طليعة المراقبين العرب الذين قررت الجامعة العربية ارسالهم الى سورية للاشراف على تنفيذ الخطة العربية لحل الازمة في هذا البلد، كما تأتي غداة تصعيد الدول الغربية ودول مجلس التعاون الخليجي ضغوطها على سورية لوقف قمعها الدموي المستمر منذ منتصف آذار/مارس للمحتجين المطالبين بتنحي الرئيس بشار الاسد.

وبعثة المراقبين هي جزء من خطة عربية وافقت عليها سورية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر وتدعو الخطة كذلك الى وقف اعمال العنف في سورية والافراج عن معتقلين وسحب الجيش من المدن والمناطق السكنية.

وكانت الجامعة العربية اعلنت الثلاثاء ان مقدمة من المراقبين العرب ستتوجه الى سورية الخميس تمهيدا لوصول المراقبين المكلفين الاشراف على تنفيذ الخطة العربية، في حين صعدت دول غربية ودول مجلس التعاون الخليجي ضغوطها على سورية.

وقال مساعد الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي ان 'مقدمة من المراقبين بقيادة سمير سيف اليزل ستتوجه الى دمشق الخميس'.

واوضحت الجامعة ان الفريق الاولي سيضم مراقبين امنيين وقانونيين واداريين وخبراء، ويتوقع ان يليه فريق من الخبراء في حقوق الانسان، مشيرة ايضا الى انه تمت 'الموافقة على تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي من جمهورية السودان رئيسا لبعثة مراقبي الجامعة العربية'.

ولفت الثلاثاء ايضا ان سلاحا الجو والبحر في القوات السورية اجريا الثلاثاء مناورات بالذخيرة الحية لاختبار قدراتهما القتالية 'وجاهزيتهما في التصدي لاي اعتداء يستهدف ارض الوطن'، كما افادت سانا.

كما لفت اصدار الرئيس السوري بشار الاسد قانونا يقضي باعدام الذين يدانون بتوزيع الاسلحة 'بقصد ارتكاب اعمال ارهابية'، بحسب سانا ايضا.

ولكن ورغم توقيعها على البروتوكول، الا ان سورية لم تقنع المعارضة او الحكومات الغربية التي تسعى الى دفع الامم المتحدة الى اتخاذ تحرك متشدد يترجم الكلمات الى افعال حقيقية.

وفي هذا السياق اعربت واشنطن عن شكوكها في صدق سورية في وعدها بالسماح بدخول المراقبين، في حين دعت منظمة هيومن رايتس ووتش النظام السوري الى ضمان حرية حركة المراقبين.

وتواصلت اعمال العنف في سورية الاربعاء ولا سيما في محافظتي حمص (وسط) وريف دمشق، حيث افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سماع 'اصوات انفجارات واطلاق رصاص كثيف منذ فجر امس الاربعاء في مدينة القصير' القريبة من الحدود مع لبنان، في حين قتل في مدينة الزبداني بريف دمشق 'ثلاثة نشطاء اثر استهداف سيارتهم بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء من قبل قوات الامن السورية'.

من جانبها اعتبرت فرنسا امس الاربعاء ان اعمال العنف التي شهدتها سورية امس تشكل 'مجزرة على نطاق غير مسبوق' ودعت روسيا الى 'تسريع' المفاوضات في مجلس الامن بشان مشروع القرار الذي تقدمت به.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان 'مجزرة على نطاق غير مسبوق ارتكبت في سورية الثلاثاء ما اسفر عن سقوط حوالى 120 قتيلا'.

واضاف 'يجب القيام بكل شيء لوقف دوامة القتل هذه التي يدفع (الرئيس السوري) بشار الاسد شعبه فيها يوميا'.

وتابع فاليرو 'نطلب من روسيا ايضا تسريع وتيرة المفاوضات في مجلس الامن بشان مشروع القرار الذي تقدمت به'.

وينص مشروع القرار هذا على ادانة العنف الذي ترتكبه 'جميع الاطراف' وهو ما اعتبرته فرنسا غير مقبول لانه يساوي بين قمع النظام والمتظاهرين.

وكان فاليرو قال الثلاثاء ان 'هذا المشروع لم يتقدم كثيرا'، مضيفا 'يجب على الروس ان يتقدموا بعدما تحركوا'.

وشدد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية الاربعاء على انه 'من الملح ان يعلن مجلس الامن الدولي موقفا عبر اصدار قرار حازم يطالب بانهاء القمع'، مطالبا دمشق ايضا بتطبيق كافة بنود الخطة المقدمة من الجامعة العربية.

وأعرب وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي، امس الاربعاء، عن رفض بلاده لتواصل العنف في سورية، وعن القلق من توسع هذه 'الظاهرة' على المستوى الإقليمي لوجود صلات مباشرة لدمشق مع جيرانها.

ونقلت وكالة أنباء 'آكي' الإيطالية عن تيرسي قوله 'لا يمكننا أن نقبل إستمرار العنف' في سورية، و'لدينا قلق أيضاً إزاء توسع هذه الظاهرة على المستوى الإقليمي لأننا نرى صلات مباشرة لسورية مع جيرانها، أي تركيا ولبنان والعراق'.

وقال إن هناك تطورات هامة تحققت قبل يومين فقط، حيث وقّعت دمشق أخيراً على بروتوكول إرسال بعثة مراقبين 'في إطار خطة السلام العربية'.

وأضاف أن 'الأزمة في سورية آخذة في التدويل، وهناك مشروع قرار روسي في مجلس الأمن يهدف لإعطاء دلالة سياسية قوية للغاية للنظام السوري'، وقال 'لقد كنا في إيطاليا صريحين في اجتماعنا مع المجلس الذي يمثل المعارضة السورية، أي أننا ملتزمون بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة'.

وأعرب عن القلق العميق إزاء الجوانب الإنسانية للأزمة السورية، 'إذ إن هناك الآن الآلاف من الناس في مخيمات اللاجئين في لبنان وتركيا'، وأضاف 'نريد كإيطاليين وأوروبيين مواصلة العمل لبذل كل جهد ممكن من أجل وقف العنف ضد النساء والأطفال' في سورية 'ولكن أيضا في دول أخرى مثل مصر'.

واعتبر تيرسي أن 'الربيع العربي في جميع مظاهره في مختلف البلدان كان ولا يزال ظاهرة تفتح آمالاً كبيرة' فى تلك الدول.

وقال إن هذه الآمال تتمثل في الخروج من الأنظمة القمعية الفاسدة، وقد فتحت آفاقاً كبيرة ورفعت من مستوى التوقعات بالديمقراطية في هذه الدول.

وحول فوز الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية في الإنتخابات في هذه الدول، قال إن 'هذا بالطبع تحدي.. إن المسارات الإنتخابية التي لم يتم إختبارها لسنوات عديدة حتى الآن في هذا الجزء من العالم قد تكون لصالح القوى المنظمة حتى الراديكالية' منها.

ولفت إلى أن الخارجية الإيطالية تولي أهمية كبرى 'للإتصال والحوار، وعلى العلاقة بين البشر حتى ينمو أكثر وأكثر الوعي بين الناخبين بدولة القانون'.

الأمين العام للجامعة العربية يدعو الحكومة السورية إلى تحمّل مسؤولياتها إزاء توفير الحماية للمدنيين

القدس العربي

دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، الحكومة السورية إلى تحمّل مسؤولياتها إزاء توفير الحماية للمدنيين السوريين، تنفيذاً لتعهداتها بموجب خطة العمل العربية.

وشدَّد العربي، في بيان أصدره امس الأربعاء، على أن الحكومة السورية تتحمل مسؤولياتها بموجب خطة العمل العربية وفي مقدمتها الوقف الفوري لجميع أعمال العنف وإطلاق سراح المعتقلين وسحب جميع المظاهر العسكرية من المدن والأحياء السكنية السورية التي تشهد المظاهرات وحركات الاحتجاج السلمية.

وعبَّر عن بالغ قلقه إزاء تواتر الأنباء حول تصاعد أعمال العنف في العديد من المدن السورية وخاصة في أنحاء مختلفة من محافظات إدلب وحمص ودرعا ودير الزور، مؤكداً 'ضرورة التحرك السريع من أجل توفير الأجواء الملائمة لمباشرة بعثة مراقبي الجامعة لمهامها في سورية'.

وكانت سورية وقَّعت رسمياً الإثنين الماضي على بروتوكول بعثة المراقبين العرب للوقوف على حقيقة الأوضاع على الساحة السورية، ومن المنتظر أن يصل وفد من الجامعة برئاسة السفير سمير سيف اليزل إلى دمشق قريباً للتباحث مع المسؤولين السوريين حول خطوات تنفيذ البروتوكول والترتيبات المتعلقة بنشر المراقبين العرب.

قلق غربيّ وإسرائيليّ من انتقال الأسلحة الكيماويّة السوريّة لحزب الله ونظام ما بعد الأسد سيُوفر فرصة للسلام

القدس العربي

زعمت مصادر إسرائيليّة وغربيّة متطابقة أمس الأربعاء أنّ 10 آلاف جنديّ من الجيش العربيّ السوريّ فرّوا من الخدمة العسكريّة، أمّا الجنود الجدد الذين كان من المقرر أنْ ينخرطوا في الجيش فقد فرّ منهم أكثر من خمسين بالمائة، ولم يصلوا إلى القواعد العسكريّة كما كان مقررًا، على حد قول المصادر، التي أكدت على أنّه من يوم إلى أخر، تزداد المؤشرات القائلة إنّ الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، بدأ يفقد السيطرة تمامًا على البلاد، والأخطر من ذلك، برأي المصادر عينها، أنّ الأسد بدأ يفقد السيطرة على الجيش، الذي كان يُعتبر الحاجز الأخير أمام المعارضة، إذ أنّه منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريّة وقف إلى جانب النظام.

وقالت صحيفة 'هآرتس' العبريّة الأربعاء، نقلاً عن مصادر مخابراتيّة غربيّة، إنّ التقديرات تُشير إلى أنّه على الرغم من أنّ كبار الضباط والقادة في الجيش العربيّ السوريّ ما زالوا يؤيدون الرئيس الأسد، إلا أنّ الضباط في الرتب المنخفضة باشروا بالهرب من الجيش والانتقال إلى معسكر المعارضة، وفي بعض الأحوال، زعمت المصادر، أنّ كتائب كاملة من الجيش العربيّ السوريّ انشقت عن الجيش وانضمت لقوى المعارضة.

وتابعت المصادر قائلةً، كما أفادت الصحيفة العبريّة، أنّ الأسد يعتمد الآن على القادة الكبار في الجيش، ولكنّها لفتت في السياق ذاته إلى أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ، إيهود باراك، صرح الشهر الماضي أنّ نظام الأسد سيسقط بعد عدّة أسابيع فقط، لافتةً إلى أنّ تقديرات باراك اعتمدت في ما اعتمدت على حقائق سمعها من أجهزة المخابرات في الدولة العبريّة وفي دول صديقة، خصوصًا وأنّه التقى في الأسبوع الماضي بالرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما. كما لفتت الصحيفة إلى أنّ محاولات حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) ومحاولاتها الانتقال من سوريّة إلى عاصمة عربيّة أخرى وإلى قطاع غزة، هي مؤشر إضافيّ على اقتناع قادة الحركة بأنّ النظام السوريّ بات آيلاً للسقوط في كل لحظة، على حد تعبير المصادر الإسرائيليّة والغربيّة.

واعترفت المصادر نفسها بأنّ الجيش العربيّ السوريّ فقد المئات من جنوده وضباطه خلال المعارك، مشيرةً إلى أنّ هناك العديد من المناطق التي تُسيطر عليها جماعات إرهابيّة تمنع الجيش من الوصول إليها، ولكنّ المصادر أكدت على أنّ نقاط الضعف المركزيّة للمعارضة السوريّة تكمن في مدينتين مهمتين: العاصمة دمشق، وعاصمة التجارة مدينة حلب، إذ أنّ الحرس الجمهوريّ الرئاسيّ، الذي يتبع مباشرة للرئيس الأسد، يُرابط في دمشق، ويمنع بالقوة انطلاق المظاهرات الداعيّة لإسقاط النظام، ولكن على الرغم من ذلك، سُجّلت في بعض الأحيان مظاهرات في العاصمة السوريّة.

وبحسب المصادر الغربيّة التي تحدثت للصحيفة العبريّة، فإنّ الدول الغربيّة قلقة جدًا من مصير مخازن الأسلحة الكيماويّة ومخازن القذائف الصاروخيّة والصواريخ التي يملكها الجيش العربيّ السوريّ، وحسب الأنباء التي ترددت في الفترة الأخيرة، قالت المصادر عينها، فإنّ منظمة حزب الله اللبنانيّة قامت في الآونة الأخيرة بنقل المئات من الصواريخ من مخازنها في سوريّة إلى لبنان، ومنها صواريخ بعيدة المدى، ولكنّ المصادر لم تؤكد على أنّ حزب الله تمكّن حتى الآن من نقل صواريخ تحمل رؤوسًا كيماويّة من سوريّة إلى لبنان، ذلك أنّ الحفاظ على هذه الأسلحة وحمايتها يتطلبان خبرة فائقة، وحسب المعلومات المتوفرّة لدى أجهزة المخابرات الغربيّة، فإنّ حزب الله لا يملك الخبرة في المحافظة على الأسلحة الكيماويّة.

ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ تقديرات شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال الإسرائيليّ (أمان) للعام 2012 تميل إلى الترجيح بأنّ الهزّة التي تعم الدول العربيّة في الشرق الأوسط ستستمر على الأقل حتى انتهاء السنة القادمة، وتعتقد شعبة الاستخبارات العسكريّة أنّ هناك أخطارًا تُحدّق بعدد من الأنظمة العربيّة، وفي مقدمتها اليمن وسوريّة. وبحسب التقدير الاستخباراتي للعام 2012 الذي عرض مؤخرا على المستوى السياسي فإنّ الهزة الجارية سوف تتواصل على طول العام المقبل. فبعد سقوط ثلاثة أنظمة حكم في أفريقيا: تونس ومصر وليبيا: يتوقع التقدير سقوط أنظمة أخرى، فأثر الدومينو قد يجتاز قناة السويس إلى الضفة الأخرى من الشرق الأوسط، نحو الداخل الآسيوي. وفي نظرهم فإن التغيير الأسرع يحدث في اليمن، حيث أجبر الرئيس علي عبد الله صالح على التخلي عن الحكم ولكن من دون أن يسلم السلطة لأحد بشكل كامل حتى الآن.

وبحسب التقدير فإنه إذا كان في إسرائيل في البداية من قلق على مصير النظام السوري فإن الأمور تغيرت لاحقا. وكان منبع القلق الأولي هذا فكرة أن الشيطان الذي تعرفه خير ممن لا تعرفه، وارتكز أيضا إلى توصية الجيش شبه الثابتة للمؤسسة السياسية بفحص احتمالات إبرام تسوية مع الأسد تنطوي على إعادة هضبة الجولان بأسرها للسوريين. ولكن هذه الأيام انتهت، فبقدر ما تتواصل الأزمة بقدر ما يزداد شعور إسرائيل بأن إسقاط النظام يوجه ضربة للمحور الراديكالي الذي بنته إيران. ومقارنة بباراك فإن رجال الاستخبارات يبدون حذرا في تحديد جدول زمني لسقوط الأسد، ويقول ضابط استخبارات بحسم أن الأسد لن يبقى، فليست هناك آلية معروفة يمكنها أن تخلص الأسد من الشرك.

والرئيس السوري يواصل التدهور. وهكذا إذا كان التغيير في مصر سلبيا من وجهة نظر إسرائيل فإن التغيير في سورية قد يوفر، وفق أحد السيناريوهات، فرصة لتسوية مع النظام الذي سيأتي. ويضيف التقرير أن كل ذلك يبشر بهزيمة قاسية لإيران التي تحقق إنجازات في الجبهات الأخرى (البحرين واليمن ومصر). ولكن إيران قلقة جدا مما يجري في دمشق وهي تساعد الأسد في مساعيه لقمع المعارضة. كما أن المخاطر على النظام في سورية تقلق حزب الله. ولا يزال يتعذر معرفة إن كانت الأنظمة الأخرى ستواجه ثورات إضافية. وبحسب الاستخبارات فإن الأردن يعيش تحديا لكنه لا يزال مستقرا نسبيا وقد أفلح الملك عبد الله في المبادرة وانتهاج انفتاح على معارضيه. والظاهرة الأبرز في المنطقة هي صعود الإسلام السياسي بشتى ألوانه، وإضافة إلى صعود الإسلام تلحظ الاستخبارات الإسرائيلية فهما عربيا، ربما مبالغ فيه، بشأن ضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة. وفي الانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب لم تدخل بعد إلى الفراغ قوة بديلة.

ويدخل أصابعهم في المنطقة العربية اليوم الروس والصينيون والأوروبيون والأتراك والإيرانيون وكذلك الإسرائيليون. وكل ذلك ينبئ بتحول تاريخي يستدعي تغييرا في النظرة وتطوير أنماط متابعة الأحداث والاستعداد طويل الأجل من جانب الجيش لمواجهة احتمالات تنزلق فيها الأمور من نزاعات داخلية إلى صدامات على الحدود. وخلص التقرير إلى القول إنّ للهزة الإقليمية تأثيراتها على مساعي بناء القوة في الجيش الإسرائيلي، فالجيش مضطر لأن يغدو أكثر مرونة وأن يتكيف مع سيناريوهات مختلفة من الحرب التقليدية، إلى مواجهة الإرهاب وصولا إلى التصدي للتهديدات على الشرعية الإسرائيلية من التظاهرات على الحدود إلى الاستفزازات وصولا إلى احتمال تدفق لاجئين جرّاء حرب أهليّة.

ناشطون يقولون ان 111 شخصا قتلوا في "أكثر الايام دموية" في سوريا

رويترز

قال نشطاء يوم الاربعاء ان القوات السورية قتلت 111 شخصا قبل بدء مهمة لمراقبة تنفيذ الرئيس بشار الاسد لخطة سلام طرحتها جامعة الدول العربية ووصفت فرنسا اعمال القتل بأنها "مذبحة لم يسبق لها مثيل".

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان 111 مدنيا وناشطا قتلوا يوم الثلاثاء عندما طوقتهم القوات السورية في سفوح تلال في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب بشمال البلاد وظلت تقصفهم لساعتين بالمدافع والرشاشات.

وأضاف أن 100 اخرين من المنشقين على الجيش سقطوا بين قتيل ومصاب ليصبح امس الثلاثاء "أكثر الايام دموية في الثورة السورية".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "وقعت مذبحة على نطاق لم يسبق له مثيل في سوريا يوم الثلاثاء."

وأضاف "من الضروري ان يصدر مجلس الامن التابع للامم المتحدة قرارا حاسما يدعو الى نهاية للقمع."

وقالت الولايات المتحدة يوم الاربعاء انها تشعر "بانزعاج شديد" لانباء مقتل العشرات من المدنيين والمنشقين عن الجيش في سوريا بلا تمييز وقالت ان العنف يجب أن يتوقف.

وقالت بريطانيا ان الانباء روعتها وحثت سوريا على "الوقف الفوري للعنف الوحشي ضد المدنيين".

ويصعب التحقق من الاحداث في سوريا لان السلطات حظرت معظم التغطية الاعلامية المستقلة. وتقول السلطات السورية انها تكافح ارهابيين قتلوا ما يزيد على 1100 جندي وشرطي.

ورفعت أحداث العنف التي وقعت يوم الثلاثاء مجموع أعداد القتلى التي أعلن عنها النشطاء خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية الى أكثر من 200. وقال المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية ان عمليات قتل مروعة نفذت بينها قطع رأس امام محلي وطالب بتحرك دولي لحماية المدنيين.

وأثار تصاعد عدد القتلى خلال الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ تسعة أشهر احتمالات نشوب حرب أهلية في سوريا في الوقت الذي ما زال الاسد يحاول فيه القضاء على الاحتجاجات بالقوات والدبابات على الرغم من العقوبات الدولية التي فرضت لدفعه الى مسار الاصلاح.

وادلب الواقعة في شمال غرب البلاد والمتاخمة لتركيا هي معقل للاحتجاجات خلال الانتفاضة ضد الاسد وشهدت كذلك تصاعد هجمات منشقين عن الجيش السوري.

وقال المرصد ان المنشقين أتلفوا أو دمروا 17 مركبة عسكرية في ادلب منذ يوم الاحد في حين استمر العنف في محافظة درعا في جنوب البلاد يوم الاربعاء.

وأضاف أن الدبابات دخلت بلدة داعل مما أدى الى اشتباكات قتل فيها 15 من أفراد قوات الامن. وقال المرصد ان ستة منشقين عن الجيش ومدنيا قتلوا أيضا واصيب عشرات المدنيين.

وقال المجلس الوطني السوري ان 250 شخصا قتلوا يومي الاثنين والثلاثاء في "مذابح دموية" ودعا جامعة الدول العربية والامم المتحدة لاتخاذ اجراء لحماية المدنيين.

وطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الامن التابع للامم المتحدة لبحث ما وصفه بالمذابح التي يرتكبها نظام الاسد في جبل الزاوية وادلب وحمص على وجه الخصوص ودعا الى اقامة "مناطق امنة" تحت حماية دولية.

وقال أيضا انه لابد من اعلان جبل الزاوية وادلب وحمص مناطق كوارث وحث الهلال الاحمر الدولي وغيره من منظمات الاغاثة على تقديم مساعدات انسانية.

وقال جاي كارني السكرتير الصحفي للبيت الابيض في بيان "نحث القلة الباقية من داعمي سوريا في المجتمع الدولي على تحذير دمشق من أنها اذا امتنعت من جديد عن التنفيذ الكامل لمبادرة الجامعة العربية فسيتخذ المجتمع الدولي خطوات اضافية للضغط على نظام الاسد لوقف حملته القمعية. وأضاف كارني "ينبغي ألا يساور بشار الاسد أدنى شك في أن العالم يراقب وأنه لا المجتمع الدولي ولا الشعب السوري يقبل شرعيته."

وقال نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية أمس ان طليعة فريق للمراقبة ستتوجه الى سوريا يوم الخميس لتمهيد السبيل لفريق من 150 مراقبا من المقرر ان يصل هناك بحلول نهاية ديسمبر كانون الاول.

وتلكأت سوريا لاسابيع في توقيع بروتوكول قبل ان توقعه يوم الاثنين للسماح بدخول المراقبين الذين سيتحققون من مدى التزام دمشق بالخطة التي تطالب بانهاء العنف وسحب القوات من الشوارع والافراج عن السجناء والحوار مع المعارضة.

وتقول الامم المتحدة ان اكثر من خمسة الاف شخص قتلوا في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للاسد في مارس ذار.

وقبل عدة أسابيع قالت دمشق ان "العصابات الارهابية المسلحة" قتلت 1100 فرد من قوات الامن. ومنذ ذلك الحين زادت الانشقاقات عن قوات الاسد.

ويقول المسؤولون السوريون انه تم الافراج عما يزيد على 1000 سجين منذ منذ الموافقة على الخطة قبل ستة أسابيع وان الجيش انسحب من المدن. ووعدت الحكومة باجراء انتخابات برلمانية في اوائل العام القادم وكذلك اصلاح دستوري قد يخفف قبضة حزب البعث الحكم على السلطة.

ويقابل النشطاء السوريون المؤيدون للديمقراطية بقدر كبير من التشكك التزام الاسد بالخطة التي اذا نفذت من الممكن ان تزيد جرأة المتظاهرين الذين يطالبون بانهاء حكمه المستمر منذ 11 عاما.

وينتمي الاسد للاقلية العلوية ويشغل العلويون العديد من المناصب الرفيعة في الجيش الذي نشره لسحق الاحتجاجات التي يشارك فيها سنة بصفة اساسية.

وفي الشهور الاخيرة بدأت تطغى على احتجاجات النشطاء السلمية بشكل متزايد مواجهات مسلحة يقودها عادة منشقون عن الجيش. ودعا بعض زعماء المعارضة الى التدخل العسكري الاجنبي لحماية المدنيين من قوات الاسد.

وفي استعراض للقوة العسكرية عرض التلفزيون الحكومي لقطات لمناورات بالذخيرة الحية للبحرية والقوات الجوية وقال ان الهدف منها هو ردع أي هجوم على سوريا.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات على سوريا تسببت الى جانب الاضطرابات ذاتها في دفع الاقتصاد الى حالة تراجع حادة. وانخفضت الليرة السورية نحو اثنين في المئة امس لتصل الى نحو 55 ليرة للدولار بانخفاض 17 في المئة عن السعر الرسمي قبل بدء الازمة.

دعوات لسوريا لتنفيذ الخطة العربية ومستوى قياسي لأعداد القتلى

العرب اون لاين

في احد اكثر الايام دموية منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا سقط الثلاثاء اكثر من مئتي مدني وجندي منشق بين قتيل وجريح برصاص القوات النظامية، غالبيتهم في محافظة ادلب الشمالية، بينما توالت الدعوات لدمشق، التي نفذت مناورات عسكرية للمرة الثانية في غضون اسبوعين، لوقف قمعها الدموي للمحتجين.

وغداة توقيع دمشق بروتوكول بعثة المراقبين التي قررت الجامعة العربية ارسالهم الى دمشق، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 50 مدنيا قتلوا الثلاثاء برصاص قوات الامن السورية، غالبيتهم في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، يضاف اليهم اكثر من مئة جندي منشق سقطوا "بين قتيل وجريح" في المحافظة نفسها، في حين قتل في الجنوب 14 عنصر امن نظاميا في كمين نصبه جنود منشقون.

وقال المرصد ان 36 مدنيا قتلوا وجرح اخرون في بلدة كفر عويد بمحافظة ادلب برصاص قوات الامن السورية التي حاصرتهم في البلدة ثم اقتحمتها، مشيرا الى ان لديه لائحة باسماء 26 من القتلى في حين ان العشرة الاخرين جثامينهم مسجاة داخل مسجد البلدة ولم يتم التعرف الى اسماء اصحابها بعد.

واضافة الى هؤلاء القتلى ال36 ومعظمهم من سكان كفر عويد، سقط "عشرات المدنيين" من سكان البلدات المجاورة بين قتيل وجريح برصاص قوات الامن اثناء محاولتهم الفرار من المنطقة، بحسب ما اكد المرصد، مشيرا الى ان عددهم يتراوح "بين 40 و50" والغالبية العظمى منهم قتلوا، ولكن من دون ان يتمكن من اعطاء اي حصيلة محددة. واكد المرصد ان بين القتلى إمام مسجد كفر عويد الذي تم التمثيل بجثته.

واضاف المرصد انه في مدينة حمص "وسط" حيث تدور اشتباكات عنيفة قتل 12 مدنيا برصاص قوات الامن، ليرتفع بذلك عدد المدنيين الذين قتلوا في سائر انحاء سوريا الثلاثاء الى 48 قتيلا على الاقل.

ويضاف الى هؤلاء 14 عنصر امن نظاميا على الاقل قتلوا في محافظة درعا "جنوب" في كمين نصبه جنود منشقون، بحسب المصدر نفسه.

وصباح الثلاثاء "سقط مئة جندي منشق على الاقل بين قتيل وجريح في مواجهات مع الجيش النظامي" في منطقة جبل الزاوية في ادلب، بحسب المرصد.

واضاف المصدر انه "عقب اشتباكات اندلعت صباح اليوم "الثلاثاء" مع الجيش النظامي، جرت محاصرة مئة منشق، وسقطوا بين قتيل وجريح بين قرية كفر عويد والفطيرة" في منطقة جبل الزاوية.

واشار المرصد مساء الثلاثاء الى "سقوط شهيدين وتسعة جرحى بالرصاص على مظاهرة مسائية في مدينة نوى بمحافظة درعا".

ودعا المرصد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى "التدخل الفوري لوقف المجزرة".

وكان المرصد ذكر الاثنين ان ما يصل الى 70 جنديا سوريا منشقا قتلوا الاثنين في محافظة ادلب نفسها.

وبموازاة هذا التصعيد اصدر الرئيس السوري بشار الاسد قانونا يقضي باعدام الذين يدانون بتوزيع الاسلحة "بقصد ارتكاب اعمال ارهابية"، كما افادت وكالة الانباء السورية "سانا".

وقالت سانا ان القانون الجديد يقضي "بان يعاقب بالاعدام من وزع كميات من الاسلحة او ساهم في توزيعها بقصد ارتكاب اعمال ارهابية"، على ان "يعاقب الشريك والمتدخل" بالاعدام ايضا.

من جانبهما اجرى سلاحا الجو والبحر في القوات السورية الثلاثاء مناورات بالذخيرة الحية لاختبار قدراتها القتالية "وجاهزيتها في التصدي لاي اعتداء يستهدف ارض الوطن"، كما افادت سانا.

وقالت الوكالة انه "استنادا لخطة التدريب العملياتي للعام 2011 نفذت القوى الجوية والدفاع الجوي بيانا عمليا بالذخيرة الحية "..." بهدف اختبار القدرة القتالية لسلاح الطيران ووسائط الدفاع الجوي وجاهزيتهما في التصدي لاي اعتداء يستهدف ارض الوطن وحرمة اجوائه"، مضيفة ان القوات البحرية اجرت مناورات مماثلة.

واوضحت سانا التي ارفقت الخبر بصور لصواريخ في الجو وعلى وشك الاطلاق واخرى لمقاتلات ودبابات، ان المناورات الجوية بالذخيرة الحية "شاركت فيها تشكيلات من سلاح الطيران المقاتل والمقاتل القاذف وحوامات الدعم الناري وتشكيلات الدفاع الجوي بمختلف أنواعها".

وأثنى وزير الدفاع العماد داود راجحة "على أداء رجال سلاحنا الجوي ودفاعاتنا الجوية"، مؤكدا "جاهزية قواتنا المسلحة الدائمة للدفاع عن حدود الوطن والذود عن حياضه برا وبحرا وجوا"، بحسب سانا.

ونقلت الوكالة عن رئيس الاركان العماد فهد جاسم تأكيده "جاهزية قواتنا المسلحة بمختلف أنواعها وصنوفها لصد أي اعتداء قد يفكر به أعداء الوطن".

وكانت القوات السورية نفذت مطلع الجاري مناورات صاروخية بالذخيرة الحية "بهدف اختبار قدرة سلاح الصواريخ وجاهزيته في التصدي لاي عدوان قد يفكر به العدو".

من جهتها اعلنت الجامعة العربية ان مقدمة من المراقبين العرب ستتوجه الى سوريا الخميس تمهيدا لوصول المراقبين المكلفين الاشراف على تنفيذ الخطة العربية، في الوقت الذي صعدت فيه دول غربية ودول مجلس التعاون الخليجي ضغوطها على سوريا.

وقال مساعد الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي الثلاثاء في القاهرة ان اول فريق من المراقبين العرب سيتوجه الى سوريا الخميس، مشيرا الى ان "مقدمة من المراقبين بقيادة سمير سيف اليزل ستتوجه الى دمشق الخميس".

وقالت الجامعة ان الفريق الاولي سيضم مراقبين امنيين وقانونيين واداريين وخبراء، ويتوقع ان يليه فريق من الخبراء في حقوق الانسان.

واعلنت الجامعة العربية "الموافقة على تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي من جمهورية السودان رئيسا لبعثة مراقبي الجامعة العربية"، بحسب بيان الجامعة.

وفي واشنطن قالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية "ما فهمناه ان الجامعة العربية تريد ان تبدأ بنشر مراقبين بحلول نهاية الاسبوع في عشرة مواقع على الاقل في سوريا".

واضاف انه بعد الانتهاء من نشر هؤلاء، في منتصف كانون الثاني/يناير، "سيكون لدى الجامعة العربية 300 الى 40 مراقبط في سوريان موضحة ان الاتحاد الاوروبي سيقدم مساعدة فنية في هذا الاطار.

ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش النظام السوري الى ضمان حرية حركة المراقبين، في حين اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين انه سيكون بوسعهم الوصول الى الاماكن الساخن ولكن ليس الى المواقع العسكرية الحساسة.

وبعد اسابيع من المماطلة، وقع النظام السوري الاثنين على بروتوكول للسماح بدخول مراقبين لمتابعة تطورات الوضع في سوريا.

وتعهدت دمشق بالتعاون التام لتطبيق شروط البروتوكول. الا ان هذه التعهدات فشلت على ما يبدو في اقناع العديد من دول العالم الكبرى.

فقد دعت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتها العادية الثلاثاء في الرياض الى "وقف القتال" في سوريا و"سحب اليات الدمار من المدن".

وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي خلال مؤتمر صحافي ان "سوريا امر يخص الجامعة العربية واهم امر هو وقف القتال وسحب اليات الدمار من المدن واطلاق المحتجزين". واضاف "اذا كانت النوايا صافية، فيجب ان تتم هذه النقاط فورا". واعربت واشنطن عن شكوكها في صدق سوريا في وعدها بالسماح بدخول المراقبين.

وبعثة المراقبين هي جزء من خطة عربية وافقت عليها سوريا في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر وتدعو الخطة كذلك الى وقف اعمال العنف في سوريا والافراج عن معتقلين وسحب الجيش من المدن والمناطق السكنية.

ولكن ورغم توقيعها على البروتوكول، الا ان سوريا لم تقنع المعارضة او الحكومات الغربية التي تسعى الى دفع الامم المتحدة الى اتخاذ تحرك متشدد يترجم الكلمات الى افعال حقيقية.

وصرح وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الثلاثاء انه ينتظر من سوريا ان تنفذ "فورا" وعودها بقبول مراقبين على اراضيها.

واضاف "يجب وقف العنف وسحب الجيش والافراج عن المعتقلين السياسيين والسماح بممر انساني. انها شروط هامة من اجل تغيير سلمي في سوريا، تحتاج اليه البلاد اكثر من اي شيء اخر".

وقال "سنحكم على سوريا فقط على افعالها وليس على اقوالها، اي البدء فورا في تنفيد اتفاقها مع الجامعة العربية".

واعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن "قلقها البالغ" من انتهاكات حقوق الانسان في سوريا، داعية دمشق الى وقف العنف ضد المدنيين وكذلك ضد المنشقين عن الجيش، بحسب الحكومة الالمانية.

واتهم المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة السورية النظام السوري ب"المراوغة"، مؤكدا ان توقيع سوريا على البروتوكول ما هو الا "مرواغة" من النظام "لكسب الوقت ومنع تحويل الملف الى المجلس الدولي".

اما السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال غرانت فقال ان بلاده تنتظر تطبيق سوريا للبروتوكول.

وفي دمشق، اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين ان المراقبين "مرحب بهم" في سوريا، مشددا على ان دمشق وقعت هذه الوثيقة "بعد ادخال تعديلات "عليها" اخذا بمطالب" دمشق.

والاثنين صادقت الجمعية العامة للامم المتحدة باغلبية كبيرة على قرار يدين انتهاكات حقوق الانسان في سوريا حيث تقول الامم المتحدة ان حملة القمع التي تشهدها اسفرت منذ منتصف اذار/مارس عن سقوط خمسة الاف قتيل بينما تنسب دمشق اعمال العنف لمجموعات ارهابية مسلحة. "ا ف ب"

مراقبون عرب يصلون سوريا اليوم

العرب اون لاين

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الثلاثاء إن أول مجموعة من المراقبين العرب ستصل سوريا هذا الأسبوع وذلك بعد مقتل اكثر من 100 شخص في احد اشد الأيام دموية في الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات الأمن فتحت نيران المدافع الرشاشة على جنود لدى فرارهم من قاعدة للجيش في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا أمس فقتلت أكثر من 60 منهم. واضاف أن 40 مدنيا قتلوا بالرصاص في مناطق أخرى أمس ايضا.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" الرسمية إن قوات الأمن قتلت خمسة "إرهابيين" في محافظة درعا مساء الاثنين. واضافت ان الأسد اصدر مرسوما بمعاقبة من يوزع أسلحة "بقصد ارتكاب أعمال إرهابية" بالاعدام.

وقال العربي لرويترز في القاهرة إن فريقا يمثل طليعة المراقبين سيصل إلى سوريا يوم الخميس ومن المقرر وصول باقي أفراد فريق المراقبين الذي يتألف من 150 فردا بنهاية ديسمبر كانون الأول.

وأضاف "إنها مهمة جديدة تماما ومهمة مجهولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومثلما هو الحال مع كل اتفاقية في العالم فانها تتوقف على التنفيذ بحسن نية".

ووافقت سوريا في اوائل نوفمبر تشرين الثاني على خطة عربية تطالب بانهاء القتال وسحب القوات من المناطق السكنية والافراج عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة.

لكن سوريا ماطلت لمدة ستة اسابيع في السماح لمراقبين بتقييم التنفيذ في الوقت الذي قفزت فيه اعداد القتلى. ووقعت دمشق بروتوكولا بشأن المراقبين أمس الاثنين في مقر الجامعة العربية بالقاهرة.

وأضاف العربي "في غضون اسبوع من بداية العملية سنعرف "ما إذا كانت سوريا تمتثل للاتفاق"".

ويشك النشطاء السوريون المطالبون بالديمقراطية شكا عميقا في التزام الأسد بتنفيذ الخطة التي يمكن إذا نفذت أن تزيد جرأة المتظاهرين المطالبين بإنهاء حكمه الذي بدأ قبل 11 عاما.

وقالت فرنسا إنها تأمل أن يتمكن المراقبون من تنفيذ مهمتهم سريعا لكنها قالت أيضا إن للأسد سجلا من نقض العهود وإن أعمال العنف التي وقعت أمس الاثنين تظهر أنه ينبغي عدم إضاعة الوقت.

وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "شاهدنا بشار الأسد على مدى شهور لا يفي بالتزاماته لشعبه وكثف جهوده لكسب الوقت في مواجهة المجتمع الدولي".

وفي الشهور الأخيرة بدأت تطغى على احتجاجات النشطاء السلمية بشكل متزايد مواجهات مسلحة يقودها عادة منشقون عن الجيش.

ودعا بعض زعماء المعارضة إلى تدخل عسكري أجنبي لحماية المدنيين من قوات الأسد.

ومنعت السلطات السورية أغلب الصحفيين الأجانب من العمل في البلاد وفرضت قيودا على الصحفيين المحليين مما جعل من الصعب معرفة ما يحدث في هناك.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا ان 47 شخصا على الاقل قتلوا في سوريا الثلاثاء بينهم 14 من قوات الامن التابعة للاسد وقعوا في كمين لمتمردين في جنوب البلاد.

وأضاف ان بين القتلى 23 شخصا لاقوا حتفهم في قتال مع الجيش في محافظة ادلب الشمالية.

وقالت سانا إن ضابطا برتبة نقيب في قوات الأمن توفي متأثرا بإصابته بنيران "مجموعة إرهابية" قبل نحو اسبوع في مدينة حماة.

وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 5000 شخص قتلوا في سوريا منذ بدأت الاحتجاجات ضد الأسد في مارس اذار.

وقالت دمشق قبل عدة اسابيع إن 1100 من أفراد قوات الأمن قتلوا على أيدي "عصابات إرهابية مسلحة". وبدأ تمرد مسلح ضد الأسد يكتسب قوة دفع منذ ذلك الحين.

وبعد ان وافقت دمشق على الخطة في أوائل نوفمبر تشرين الثاني دون أن يتوقف العنف اعلنت الدول العربية مجموعة من العقوبات استهدفت التعاملات المالية مع سوريا وشملت قيودا على سفر المسؤولين وخفض رحلات الطيران.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات على سوريا ساهمت إلى جانب الاضطرابات في البلاد في دفع الاقتصاد للتراجع الحاد.

وهبطت الليرة السورية حوالي اثنين في المئة الثلاثاء إلى أكثر من 55 ليرة للدولار ليصل إجمالي انخفاضها إلى 17 في المئة عن سعر الصرف الرسمي قبل اندلاع الأزمة.

وقال العربي ان العقوبات العربية ستبقى سارية الى ان يقدم المراقبون تقييمهم في تقارير يومية واسبوعية.

واضاف أن الوزراء العرب سيقررون الخطوة التالية.

وقال العربي ان الدول الخليجية وافقت امس الاثنين على ارسال 60 مراقبا مساهمة في فريق المراقبين الذي يتألف إجمالا من 150 مراقبا. وأضاف ان المراقبين يتوقعون ان تتاح لهم حرية التحرك والاتصال بما في ذلك دخول السجون والمستشفيات في انحاء البلاد.

وسيرأس عملية المراقبة لواء سوداني لديه خبرة في عمليات حفظ السلام وستضم البعثة اعضاء من دول عربية ومنظمات غير حكومية. وسيرافق البعثة افراد من وسائل الاعلام.

وقالت إيران -الحليف الرئيسي للأسد- إنها تعتبر اتفاق السماح بدخول المراقبين "مقبولا" إن لم يكن مثاليا.

وأبدت الولايات المتحدة تشككها في موافقة سوريا على السماح للدول العربية بمراقبة مدى التزامها باتفاق جامعة الدول العربية.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس للصحفيين "أعطى النظام السوري وعودا عديدة ثم خلفها.. لذلك لسنا مهتمين حقا بالتوقيع على قصاصة ورق بقدر ما نريد خطوات لتنفيذ الالتزامات التي قطعوها". "رويترز"