الملف السوري
رقم (218)
في هذا الملف:
أمريكا تدرس إغلاق سفارتها في دمشق وتعتقد أن سقوط الأسد صار حتميا
صحافة: مقتل الصحافي جاكييه ناجم عن خطأ ارتكبه الجيش السوري الحر
هيومان رايتس ووتش تدعو الجامعة العربية إلى نشر تقرير سورية
الدابي يسلم تقريره اليوم.. وترجيحات بتمديد مهمة “البعثة”
تقرير: عنف وتظاهرات و17 قتيلاً... والأمن يستهدف المساجد
معارض سوري: انشقاقات واسعة في قوات الأمن و«الجيش الحر» يدخل دمشق بانتظام لحماية المدنيين
40 مراقبا غادروا سوريا بسبب خوفهم على حياتهم
تقرير: سوريون يقومون بعثة المراقبين: تعاطف بعضهم معنا لم يوقف القتل... لقد خذلونا
اللبواني: اذا سمحنا للإسلاميين أن يأخذوا الثورة في سورية ستكون مشكلة
الإخوان المسلمون في سوريا: رفضنا الحوار مع إيران وعلى الأسد الرحيل
أمريكا تدرس إغلاق سفارتها في دمشق وتعتقد أن سقوط الأسد صار حتميا
المصدر: رويترز
حذرت الولايات المتحدة الجمعة من انها قد تغلق سفارتها في سوريا قريبا بسبب تدهور الوضع الأمني هناك ولكن مسؤولين قالوا انه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن خطوة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات بين واشنطن ودمشق.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية"على الرغم من انه لم يتم اتخاذ قرار فلدينا مخاوف خطيرة بشأن الوضع الأمني المتدهور في دمشق... ابلغنا ايضا الحكومة السورية بانه اذا لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة خلال الايام المقبلة فقد لا يكون امامنا خيار سوى اغلاق السفارة".
وجاء هذا التهديد الامريكي مع اعلان البيت الابيض انه يعتقد أن الرئيس السوري بشار الاسد لم يعد يسيطر بشكل كامل على البلاد وهو تصعيد في اللهجة الامريكية ضد دمشق بعد عشرة اشهر من الاضطرابات.
وقال مسؤول امريكي شريطة عدم نشر اسمه ان الحكومة السورية ليس امامها وقت كبير لمعالجة المخاوف الامنية الامريكية. واضاف المسؤول "نريد ان يحدث شيء عاجلا وليس آجلا"، وقال إن قرار اغلاق السفارة قد يصدر قريبا اذا لم يحل الوضع الامني.
واغلاق السفارة الامريكية والذي يعد بمثابة قطع العلاقات الدبلوماسية رسميا سيخفض بشكل حاد الاتصالات المباشرة بين دمشق وواشنطن التي تقود حملة عقوبات دولية ضد سوريا في الوقت الذي اوضحت فيه انها غير مستعدة للقيام بعمل عسكري.
وكرر جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض الجمعة دعوة امريكية للاسد لوقف حملة دامية ضد المحتجين والتنحي قائلا ان سقوطه "أمر حتمي" واشار إلى أن قبضته على السلطة تتراخى.
وقال كارني"من الواضح ان نظامه لم يعد يسيطر بشكل كامل..على البلاد وهو يأخذ سوريا في اتجاه نهاية خطيرة... حدثت عمليات انشقاق لمسؤولين عسكريين كبار ولنائب برلماني في الاونة الاخيرة"، ولكنه لم يذكر تفصيلات اخرى تدعم الزعم الامريكي قائلا فقط ان هذه التطورات تظهر الزخم ضد الاسد.
وهاجم اشخاص موالون للحكومة السورية سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في دمشق في يوليو تموز في حين هاجمت حشود اخرى عدة سفارات عربية في نوفمبر تشرين الثاني بعد قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا في الجامعة.
وامرت الولايات المتحدة في اكتوبر تشرين الاول بمغادرة افراد عائلات موظفي سفارتها وحدت من تزويد السفارة بموظفين وامرت في الاسبوع الماضي بخفض اضافي في عدد موظفي السفارة مع استمرار تصاعد العنف في البلاد.
وعاد السفير الامريكي في دمشق روبرت فورد الى سوريا في وقت مبكر من شهر ديسمبر كانون الاول بعد استدعائه لواشنطن في اكتوبر تشرين الاول بسبب تهديدات لسلامته.
ودعت ادارة الرئيس باراك أوباما مرارا الاسد إلى التنحي بسبب طريقة معالجة سوريا للاحتجاجات التي تقدر الامم المتحدة ان اكثر من خمسة الاف مدني قتلوا فيها منذ تفجرها في مارس اذار.
وقتل ستة اشخاص على الأقل في سوريا الجمعة قبل يومين من اتخاذ الجامعة العربية قرارا بشأن ما إذا كانت ستمدد مهمة مراقبيها رغم فشلهم في وقف العنف.
ونشر افراد أمن في بلدات ومدن مضطربة لمواجهة الاحتجاجات ضد الاسد في حين تظاهر عشرات من انصاره في دمشق.
وقتل المئات منذ وصول مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا حيث يتصاعد تمرد مسلح ينازع سيطرة الأسد على عدة أجزاء من سوريا.
ومن جهة أخرى، اعلنت الولايات المتحدة الجمعة انها تسعى إلى التأكد من معلومات حول اعتقال مواطن امريكي في سوريا حيث أدى القمع المستمر منذ اذار/ مارس الماضي إلى سقوط الاف القتلى بحسب الامم المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند للصحافيين "وردتنا المعلومات حول اعتقال محتمل للمواطن الامريكي عبد القادر الشعار في حلب بسوريا في الثامن من كانون الثاني/ يناير".
واضافت "اتصلنا بالسلطات السورية وطلبنا تأكيد هذا الاعتقال"، من دون تقديم مزيد من المعلومات.
وولد عبد القادر الشعار (22 عاما) في ولاية نيويورك قبل الذهاب مع والديه في طفولته إلى حلب، على ما افاد عمه سام الشعار قناة سي ان ان. وكان الشاب يتابع دراسة الطب في هذه المدينة شمال سوريا لدى اعتقاله في الثامن من كانون الثاني/ يناير وفق عمه الذي لم يفصح عن دوافع هذا الاعتقال.
صحافة: مقتل الصحافي جاكييه ناجم عن خطأ ارتكبه الجيش السوري الحر
المصدر: فرانس برس
اكدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية مساء الجمعة أن مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في 11 كانون الثاني/ يناير في حمص وسط سوريا ناجم عن خطأ ارتكبه "الجيش السوري الحر"، في معلومات سرعان ما نفتها ممثلية هذا التشكيل العسكري السوري المنشق في باريس.
وقال مسؤول في المعارضة السورية في فرنسا لم تكشف الصحيفة عن هويته "انه خطأ كبير من جانب المعارضين". كما نقلت لوفيغارو عن مسؤول في الجامعة العربية طلب ايضا عدم الكشف عن اسمه "بتنا نعلم أن هناك خطأ ارتكبه الجيش السوري الحر".
واعلنت ممثلية "الجيش السوري الحر" في باريس ردا على سؤال حول هذه الاتهامات "نفيها القاطع" لمعلومات صحيفة لوفيغارو، مجددة اتهام النظام السوري بالوقوف وراء مقتل الصحافي الفرنسي.
وتابعت ممثلية (الجيش السوري الحر) ان "الجيش النظامي للاسد هو الذي ارتكب هذه الجريمة لان جيشه فقط يملك قنابل"، مضيفة "الاسلحة الوحيدة التي يملكها الجيش السوري الحر لتوفير الحماية للمدنيين هي اسلحة خفيفة مثل بنادق كلاشنيكوف وقذائف ار بي جي".
ومن جانبه اكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ردا على سؤال حول هذه المعلومات ان "تحقيقا فتح من جانب القضاء الفرنسي". وقال "نأمل كشف الحقيقة كاملة باسرع وقت ممكن حول ملابسات هذه الماساة وبان يتم تحديد المسؤوليات".
وجرت مراسم تشييع جيل جاكييه الذي كان يعمل لحساب القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي، الجمعة في منطقة برنكس شرق فرنسا.
هيومان رايتس ووتش تدعو الجامعة العربية إلى نشر تقرير سورية
المصدر: القدس العربي
دعت منظمة (هيومان رايتس ووتش) المعنية بحقوق الإنسان جامعة الدول العربية الجمعة إلى إعلان التقرير النهائي لبعثة المراقبين العرب في سورية.
واكدت سارة ليه وايتسون مديرة الشرق الأوسط بالمنظمة الدولية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ضرورة هذه الخطوة لمواجهة المخاوف المتنامية بأن "السلطات السورية تتلاعب" بالبعثة، وأضافت: "لايمكن الا لتقييم يتسم بالشفافية لبعثة المراقبين تحديد ما إذا كان يتعين بقاء المراقبين في البلاد".
كما دعت هيومان رايتس ووتش مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات تستهدف أفرادا سوريين وحظر على الأسلحة لوقف اراقة الدماء المستمرة في البلاد منذ عشرة أشهر.
الدابي يسلم تقريره اليوم.. وترجيحات بتمديد مهمة “البعثة”
المصدر: ج. المدينة السعودية
تصاعدت الضغوط على الجامعة العربية لإحالة الملف السوري الى مجلس الامن مع تسليم المراقبين العرب «تقريرا حاسما» حول الشهر الاول من مهمتهم في هذا البلد، فيما قتل خمسة مواطنين وجرح اخرون برصاص الامن في «جمعة معتقلي الثورة» في سوريا.
وفي القاهرة، اعلن مسؤول في الجامعة العربية ان رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق اول محمد الدابي سيعود اليوم السبت الى القاهرة لتقديم تقريره الثاني، مرجحا «التمديد لبعثة المراقبين العرب في سوريا ومضاعفة عددهم الى نحو 300 مراقب».
واكد المجلس الوطني السوري الذي يضم الجزء الاكبر من المعارضة في بيان ان رئيسه برهان غليون سيتوجه الى القاهرة مع عدد من اعضاء المكتب التنفيذي للقاء الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدد من وزراء الخارجية العرب.
وقال البيان انه من المقرر ان يطلب هذا الوفد من الامين العام للجامعة والوزراء العرب الذين سيلتقيهم «العمل على نقل الملف الى مجلس الامن للحصول على قرار يتيح انشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي ويعطي قوة دفع دولية». واضاف ان هذا القرار من شأنه ان «يشكل عنصر إلزام يمنع النظام من الاستمرار في قتل المدنيين ويرتب عليه عقوبات رادعة، بما في ذلك استخدام القوة لمنعه من مواصلة عمليات القتل والتنكيل بالسكان». من جهتها، حثت منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة مجلس الامن على فرض عقوبات على دمشق من اجل وقف العنف داعية الجامعة العربية الى نشر التقرير الذي يتوقع ان يسلمه اليوم رئيس بعثة المراقبين العرب.
كما اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا «لن تسكت امام الفضيحة السورية» ولا يمكن ان تقبل «بالقمع الوحشي» للاحتجاجات من قبل نظام الرئيس بشار الاسد الذي «يجر البلاد مباشرة الى الفوضى». واكد رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الى سوريا السفير عدنان الخضير ان رئيس بعثة المراقبين العرب «سيعود السبت الى القاهرة من دمشق لتسليم الامين العام نبيل العربي تقريره الثاني حول ما رصده المراقبون العرب ميدانيا على مدى شهر فى مختلف المناطق السورية التي تشهد اضطرابات واحتجاجات».
من جانبه اكد نائب رئيس غرفة العمليات علي جاروش ان «كل المؤشرات تدل على انه سيتم التمديد للبعثة لمدة شهر آخر لان الشهر الاول لم يكن كافيا حيث تم استهلاكه في الاجراءات اللوجستية».
من جهة اخرى، اوضح الخضير ان الدابي ارجأ عودته للقاهرة 48 ساعة بعد تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية من اليوم السبت الى غد الاحد». وستجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري الاحد في القاهرة لدراسة التقرير وتقديم توصياتها الى اجتماع لوزراء الخارجية العرب يعقد الاحد ايضا.
ومنذ بدء مهمة بعثة المراقبين العرب في 26 ديسمبر، قتل مئات الاشخاص بحسب المعارضة والامم المتحدة. واستنادا الى ارقام ناشطين سوريين قالت هيومن رايتس ووتش ان 506 مدنيين قتلوا واعتقل 490 آخرون منذ 26 ديسمبر يوم بدء المهمة الهادفة الى التحقق من احترام دمشق بروتوكولا ينص على وقف العنف وسحب الدبابات من المدن وحرية تنقل وسائل الاعلام الاجنبية. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس سقط اكثر من 5400 قتيل حسب الامم المتحدة، واعتقل عشرات الآلاف بحسب المعارضة.
ولا يعترف النظام السوري بحجم حركة الاحتجاج ويؤكد انه يقاتل «مجموعات ارهابية» يتهمها بالرغبة في زرع الفوضى في البلاد في اطار «مؤامرة» يدعمها الخارج. ولم يمنع القمع الذي تمارسه السلطات ضد المحتجين من خروج آلاف المتظاهرين تلبية لدعوات جديدة اطلقها ناشطون مطالبون بالديمقراطية أمس الجمعة تحت شعار «جمعة معتقلي الثورة».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «مواطنين قتلا في حمص فيما قتل متظاهران برصاص القوات السورية في البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور» (شرق) كما استشهد شاب اثر اطلاق رصاص من قوات الامن السورية في مدينة دوما» (ريف دمشق) حيث جرت اشتباكات بين قوات الامن ومجموعة منشقة.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، اضافت المنظمة الحقوقية «ان ستة مواطنين اصيبوا بجراح اثر اطلاق نار من رشاشات متوسطة باتجاه قرية عين البيضا الواقعة على الحدود السورية التركية» لافتا الى ان «احد الجرحى نقل الى داخل الاراضي التركية».
تقرير: عنف وتظاهرات و17 قتيلاً... والأمن يستهدف المساجد
المصدر: فرانس برس
تظاهر الآلاف في سورية أمس، مطالبين بإسقاط النظام وذلك غداة إنتهاء مهمة بعثة المراقبين العرب التي يفترض ان تسلم تقريرها اليوم الى الجامعة العربية. وقال ناشطون وسكان إن أعمال عنف متفرقة اندلعت في سورية أمس، وان الامن استهدف بشكل خاص المساجد، حيث حاصر الكثير منها ومنع الصلاة في عدة مدن. ووفق حصيلة أولية، فإن 17 شخصاً قتلوا أمس، بينهم 6 في إدلب. يأتي ذلك فيما افاد ناشط حقوقي ان مساعداً في الامن السوري اغتيل أمس في محافظة درعا. وفيما قالت السلطات السورية إن القتيل اختطف من منزله وقتل على يد «مجموعة إرهابية مسلحة»، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه أغتيل على الارجح نتيجه انشقاقه عن الجيش النظامي ودعمه لقوى المعارضة.
وقال ناشطون إن قوات الامن السورية لجأت للعنف لمواجهة تظاهرات جمعة «معتقلي الثورة».
وأوضح نشطاء أن قوات الامن منعت اقامة صلاة الجمعة بالمسجد العمري في درعا بجنوب البلاد وهي مهد الانتفاضة السورية وذلك للجمعة الخامسة على التوالي. كما تحدث ناشطون عن اطلاق نار من رشاشات متوسطة في مدينة انخل» التابعة لريف درعا. فيما قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن هناك وجوداً أمنياً كثيفاً حول المساجد بمدينة اللاذقية وان عدة بلدات شهدت اطلاق نيران.
وذكر المرصد السوري أن «مواطناً استشهد وأصيب ثلاثة آخرون بجروح اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور». فيما أفادت لجان التنسيق المحلية في بيان أن قوات الامن قامت «بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع» على متظاهرين و «أطلقت نيراناً كثيفة امام مسجد عثمان لفض اعتصام قام به الاهالي لاعادة فتح المسجد بعد ان اغلقته قوات الامن» في دير الزور.
وفي محافظة ادلب في شمال غربي البلاد أعادت قوات الامن جثث ستة أشخاص كانوا قد اختفوا قبل يومين.
وأكد المرصد ان «السلطات الامنية السورية سلمت بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة جثامين ستة شهداء الى ذويهم في قريتي الصحن واللج في سهل الغاب الشمالي كانوا فقدوا قبل يومين».
وتحدث المرصد السوري عن قيام قوات الامن بإطلاق النار لتفريق تظاهرة حاشدة في مدينة اريحا في محافظة ادلب. كما تحدث ناشطون عن اشتباكات امس بين مجموعة منشقة وقوات الامن السورية التي كانت «تقوم بإنزال علم الاستقلال الذي رفعه الثوار في مدينة ادلب»، وفق المرصد.
وفي ريف دمشق، اكد المرصد ان «تظاهرة ضمت نحو 15 الف متظاهر خرجت من عدة مساجد في دوما وتجمعت في ساحة الجامع الكبير».
كما اشارت لجان التنسيق المحلية الى «انتشار امني مع مرافقة من مصفحات في الشوارع الاساسية وقرب المساجد الرئيسية في داريا (ريف دمشق)».
وفي غرب البلاد، شهدت بانياس واللاذقية الساحليتان انتشاراً امنياً كثيفاً ومحاصرة لبعض مساجد هذه المدن «منعاً لخروج تظاهرات» بحسب المرصد. وفي هذه المنطقة ايضاً، لفتت اللجان الى «انتشار امني كثيف في الأحياء المنتفضة في جبلة وتطويق ساحة الحرية ومسجد أبو بكر الصديق».
وفي حماة (وسط)، اشارت اللجان الى «انتشار قناصة حول جامع عبدالرحمن بن عوف وانتشار امني في الشوارع المحيطة».
وفي محافظة حلب (شمال)، اضاف المرصد خرجت تظاهرات الآن في بلدة حيان وقرية بزاعة كم كما خرجت تظاهرة في حي المرجة بمدينة حلب «تطالب باسقاط النظام والافراج عن المعتقلين».
وفي الحسكة أفادت الهيئة العامة للثورة بانطلاق تظاهرات حاشدة في الدرباسية وعامودا تهتف لنصرة حمص والزبداني وإدلب، كما أفادت الهيئة العامة للثورة بوجود انتشار أمني كثيف في منطقة الصليبة باللاذقية.
من جانبهم أرسل المعتقلون في سجن حمص المركزي بياناً إلى لجنة المراقبين العرب أفادوا خلالها بأن النظام السوري لم يشمَل بمرسوم العفو العام القضايا التي يقبع معظمهم في السجن على أساسها.
إلى ذلك، ذكر المرصد السوري في بيان أمس أن «مساعداً أول في الامن السياسي اغتيل على طريق عتمان الياودة (ريف درعا)»، موضحاً ان ناشط في مدينة درعا «اتهم السلطات السورية باغتياله لانه كان يساعد الثوار». غير ان وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) افادت ان مساعداً أول من قوات حفظ النظام «استشهد امس بعد قيام مجموعة إرهابية مسلحة باختظافه من منزله» في قرية في درعا جنوب البلاد. وأضافت: «عثر على جثة المساعد أول عبدالرحمن البريدي الذي اختطفته مجموعة إرهابية مسلحة من منزله في قرية عتمان شمال مدينة درعا، ملقاة على أحد الطرق الزراعية بالقرب من مدينة طفس. ولدى معاينة جثة الشهيد البريدي تبين اصابته بطلق ناري في الصدر ولوحظ عليها اثار تنكيل وتعذيب في أنحاء مختلفة من جسمه».
وفي محافظة حلب في شمال سورية، قالت الوكالة ان عنصراً من حفظ النظام اليوم «اصيب في انفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة في حي صلاح الدين. وصادف مرور العنصر بالقرب من مكان انفجار العبوة التي كانت مزروعة قرب حاوية للقمامة»، مشيرة إلى ان «الانفجار أدى أيضاً لالحاق أضرار مادية بسيارة كانت متوقفة بالمكان».
وفي حماة وسط البلاد، «انفجرت عبوتان ناسفتان بحيي القصور والعليليات دون وقوع اصابات»، وفق «سانا». وأضافت (سانا): «كما انفجرت عبوة ناسفة في حي جبيلي بدير الزور دون وقوع أضرار».
إلى ذلك وفي بيان منفصل، طالب المرصد السوري السلطات السورية «بالكشف عن مصير القيادي المعارض محمد جبر المسالمة (المعتقل منذ 14 كانون الثاني - يناير) والافراج الفوري وغير المشروط عنه».
وأوضح المرصد ان المسالمة (70 عاماً) هو عضو هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير الوطني الديموقراطي ويشغل منصب الامين العام لفرع حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي المعارض بمحافظة درعا.
كما اشار الى انه اعتقل مرتين منذ انطلاق الثورة السورية، من 20 إلى 24 آذار (مارس) ومن 25 نيسان (ابريل) الى 17 ايار (مايو) ويعاني من عدة أمراض وخضع لعملية قلب مفتوح.
وعبر المرصد عن تخوفه على مصير السوري حسام احمد النابلسي الذي اعتقلته اجهزة الامن السورية خلال كمين قرب قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس (غرب) في 31 كانون الاول (ديسمبر) 2011، وفق المرصد مع مواطن يدعى محمد جلول. وعبر المرصد عن خشيته من ان يكون النابلسي قد فارق الحياة «بعد تسريب شريط مصور من داخل المعتقل يظهر تعرضه للتعذيب الجسدي والنفسي على يد جلاديه»، مطالباً «بالكشف الفوري عن مصير النابلسي وجلول وتقديهم جلاديهما الى المحاكمة».
معارض سوري: انشقاقات واسعة في قوات الأمن و«الجيش الحر» يدخل دمشق بانتظام لحماية المدنيين
المصدر: الحياة اللندنية
دعا عضو الأمانة العامة في «المجلس الوطني السوري» بشار حسن الحراكي الجامعة العربية إلى تقديم الدعم لـ «الجيش السوري الحر» الذي «ستقع على عاتقه مسؤولية تحرير سورية» بحسب ما قال الحراكي.
وأكد المعارض السوري أن مهمة بعثة المراقبين العرب «فشلت» وأن التقرير الذي ستقدمه بعثة المراقبين إلى وزراء الخارجية العرب «لن يكون منصفاً للشعب السوري». كما قال إن انشقاقات واسعة تمت في صفوف الجيش السوري خلال الأيام الماضية، مشيراً أيضاً إلى أن عناصر «الجيش السوري الحر» يدخلون دمشق وريفها في شكل منتظم لحماية المتظاهرين، ثم يغادرون مرة أخرى.
وقال في حديث إلى «الحياة» عبر الهاتف: «كنا نأمل في البداية في حل سوري لكن النظام رفض، ثم سعينا إلى حل ضمن البيت العربي وأيضاً النظام أفشل هذه المساعي والجهود. نحن غايتنا حماية المدنيين والسماح لهم بحرية التظاهر والتعبير، وما دام هذا لم يحدث وعجزت الجامعة العربية عن تحقيقه، ندعو إلى نقل الملف إلى الأمم المتحدة. كما نطالب أيضاً العرب والمجتمع الدولي بتقديم الدعم للجيش الحر الذي تقع على عاتقه مسؤولية تحرير سورية من هذا النظام الفاسد الطاغية».
وسألته «الحياة» عن طبيعة الدعم العربي المطلوب لـ «الجيش الحر»، فقال: «ندعو إلى دعم بكل الوسائل المشروعة، ومنها حماية من يريد أن ينشق، وهناك قطاعات عسكرية كبيرة وواسعة تحضر لانشقاقات لإيقاف آلة القتل والقمع. لكن ما يعطل هذه الانشقاقات هو مسألة تأمين وتوفير حماية لها لأن النظام لن يتورع عن استخدام كل أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات لمنع حدوث هذه الانشقاقات».
وعن خريطة انتشار «الجيش الحر» في سورية قال: «إنه موجود على كامل الأراضي السورية، والأيام الماضية شهدت انشقاقات واسعة. والآن يجري التنسيق بين المجلس الوطني والجيش الحر لإعادة هيكلة الجيش الحر وتنظيم صفوفه كي يكون جيشاً وطنياً عصرياً. ونحن الآن بصدد مأسسته».
وأضاف المعارض السوري أن «الجيش الحر» موجود بكثافة في جبل الزاوية وإدلب وحماة وريفها وحمص وريف دمشق ودرعا وريفها وبعض قرى دير الزور وريف حلب. وتابع: «الجيش الحر يدخل إلى دمشق لحماية تظاهرات ثم يخرج. والآن يقوم بهذا الدور، وهناك وجود كثيف له في ريف دمشق، وتكثف كتائب الجيش الحر وجودها في الزبداني ومضايا لحماية هذه المناطق مما تتعرض له من هجوم واقتحام» من قبل القوات النظامية.
وحول هل توجد آلية لنشر «الجيش الحر» قال الحراكي: «إعادة الانتشار تأتي ضمن مشروع إعادة هيكلة الجيش الحر. وهي تتضمن أيضاً عملية استيعاب كل الضباط بكافة رتب من ينشقون في المستقبل».
وعن فكرة نشر قوات عربية في سورية، قال المعارض السوري: «نحن نعتقد أن النظام سيرفض مثل هذه الحلول كما رفض المبادرة العربية. وكلنا أمل أن لا تقوم الجامعة العربية بإعطاء النظام المزيد من المهل من خلال تمديد مهمة المراقبين أو طلب تدريبهم». وأضاف: «نحن ندعو الاجتماع الوزاري العربي إلى إنهاء مهمة المراقبين وإحالة الملف إلى مجلس الأمن. وقيام الجامعة العربية بدورها التاريخي بالضغط على روسيا لمنعها من استخدام الفيتو لأنه ثبت أن النظام لن يرحل إلا بالقوة».
وحول تقويم «المجلس الوطني» لمهمة المراقبين، قال الحراكي إن وفد المراقبين «لم يقم بالمهمة المطلوبة منه على الوجه الصحيح»، مشيراً إلى «أن المبادرة العربية نصت على سحب القوات والجيش والمظاهر المسلحة من المدن والأحياء وهذا لم يحدث. كما لم يتم إطلاق كل المعتقلين أو السماح بدخول وسائل الإعلام الحرة». ورأى أن النظام السوري «اختزل المبادرة العربية في دخول المراقبين فقط. وهم أيضاً غير مجهزين وغير مدربين. وكنا ننادي بتوفير خمسة آلاف مراقب ليغطوا كل المواقع الساخنة والجامعة العربية تحدثت عن خمسمئة مراقب، وتحت ضغط النظام خفضت العدد إلى 125 مراقباً».
واشتكى المعارض السوري من أن المراقبين تلقوا اتصالات من المعارضة كي يذهبوا إلى مناطق تشهد تظاهرات، لكنهم فوجئوا أن المراقبين لم يتوجهوا إلى تلك المناطق. وأضاف: «أنا شخصياً أتصلت بمراقبين كي يذهبوا إلى تظاهرة في جامع الرفاع في وسط دمشق وقلت لهم إن هناك اعتصاماً داخل المسجد. وأبلغني مراقبون أنهم سيذهبون إلى ذلك الموقع، لكن لاحقاً تبين لي أنهم لم يتوجهوا إلى هناك وأن أشرطة الفيديو أظهرت أن متظاهرين ومعتصمين داخل المسجد تم سحلهم وركلهم بالأقدام في الطرقات. وهذا يؤكد أن مهمة المراقبين فشلت. وكان المطلوب منهم في الحد الأدنى حماية المدنيين، لكن القتل لم يتوقف طيلة فترة عملهم».
40 مراقبا غادروا سوريا بسبب خوفهم على حياتهم
المصدر: الشرق الاوسط
انتهت مهمة بعثة المراقبة التي أرسلتها جامعة الدول العربية لسوريا، والتي تعرضت لكثير من الانتقادات، أول من أمس، وسط دعوات من نشطاء المعارضة بالتخلي عن هذا الجهد بوصفها مهمة فاشلة.
ومن المقرر أن يجتمع الوزراء العرب غدا لتحديد ما إذا كان سيتم مد المهمة لمدة شهر آخر أو سيتم السعي، بدلا من ذلك، لتطبيق إجراءات أكثر صرامة ضد الحكومة السورية التي يقودها الرئيس بشار الأسد، الذي تسبب قمعه للانتفاضة التي اندلعت في سوريا منذ 10 أشهر في مقتل ما لا يقل عن 5000 شخص.
ويجلس المراقبون، الذين يقدرون بنحو 125 مراقبا، والذين لا يزالون في البلاد، في فنادقهم في انتظار قرار الجامعة بعدما قاموا بتقديم تقرير عن أنشطتهم، وقال مسؤول في الجامعة العربية في القاهرة، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام، إن نحو 40 مراقبا قد غادروا سوريا بالفعل لأنهم شعروا بعدم الأمان.
ويقول العديد من النشطاء وجماعات حقوق الإنسان، الذين قادوا حملة في البداية من أجل السماح للمراقبين بدخول البلاد، إنهم يريدون من الزعماء العرب التخلي عن البعثة وإحالة الأزمة السورية إلى مجلس الأمن الدولي، على أمل تأمين إدانة دولية أكثر شدة للحملة القمعية.
وقالت الحكومة السورية، التي قاومت إيفاد المراقبين لعدة أسابيع، إنها لن توافق على التمديد.
وقد تم توجيه انتقادات على نطاق واسع للبعثة منذ البداية، لكونها صغيرة للغاية وذات قدرات محدودة للغاية على حرية الحركة، بحيث لن تتمكن من القيام بمراقبة صحيحة للانتفاضة التي اجتاحت مساحات واسعة من البلاد، على الرغم من أن المدنيتين الكبيرتين، دمشق وحلب، لا تزالان غير متأثرتين إلى حد كبير.
كما أن هؤلاء المراقبين قادمون من دول عربية تتجاهل هي نفسها حقوق الإنسان بشكل روتيني، بالإضافة إلى كون رئيس البعثة، اللواء محمد أحمد الدابي، متهما بالتواطؤ في ارتكاب جرائم حرب في السودان.
وقال عمر شاكر، وهو ناشط من مدينة حمص، والذي كان من بين أولئك الذين يريدون إلغاء البعثة لصالح تدخل الأمم المتحدة: «يكره القادة العرب الربيع العربي لأنه جلب الديمقراطية إلى المنطقة، ولأنهم جميعا ليسوا ديمقراطيين».
ولكن مسؤولا بالجامعة العربية قال إنه يتوقع أن ينتقد تقرير المراقبين الرئيس الأسد بشده، وأنه كان هناك عدد أكبر من المظاهرات في الكثير من المواقع منذ وصول المراقبين، وهو ما يشير إلى أن وجودهم قد أعطى دفعة قوية للمحتجين، كما أن البعثة قد نجحت أيضا في جذب انتباه العالم للأزمة السورية، مضيفا: «لا يمكن للمرء أن يسمي ذلك فشلا».
وقد بدأت الحكومة السورية أيضا في إصدار تأشيرات للصحافيين، الذين كان قد تم منعهم منعا باتا تقريبا من دخول البلاد على مدى العام الماضي، حيث إن السماح لوسائل الإعلام بتغطية الأحداث في سوريا، كان أحد المطالب الرئيسية لخطة السلام العربية، التي تم بموجبها نشر المراقبين.
ولكن لا يبدو أن الغرض الرئيسي للبعثة وهو رصد امتثال الحكومة لخطة السلام قد تحقق، والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم وجود الكثير من الامتثال من جانب الحكومة لمراقبته، كما يقول النشطاء.
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن عمليات القتل قد زادت منذ وصول المراقبين في ديسمبر (كانون الأول)، كما قالت منظمة «آفاز» لحقوق الإنسان يوم الخميس إن 746 شخصا قد لقوا مصرعهم خلال فترة قيام البعثة بعملها، حيث يقول النشطاء إن الجنود يوقفون إطلاق النار عند وصول المراقبين في المناطق التي تكثر بها الاحتجاجات، ثم يستأنفون إطلاق النار بعد ذهابهم، كما قالت لجان التنسيق المحلية التابعة للمعارضة، إن 26 شخصا قد قتلوا يوم الخميس.
وفي نفس الوقت، تهدد الحركات الثورية المتصاعدة من قبل الثوار الذين يقاتلون باسم الجيش السوري الحر، بدفع الأزمة السورية إلى نقطة اللاعودة، بحيث لن تستطيع أي خطة للسلام احتواءها.
وقد أشاد أفراد من المعارضة بانسحاب القوات الحكومية والدبابات من منتجع جبل الزبداني يوم الأربعاء، بعد خمسة أيام من القتال بين الثوار والموالين، باعتباره دليلا على أن احتمال نجاح الكفاح المسلح في الضغط على الحكومة يعد أكبر من احتمال نجاح الاحتجاجات السلمية في تحقيق ذلك.وعلى الرغم من أن مراقبي الجامعة العربية قد زاروا منتجع جبل الزبداني في وقت سابق من هذا الأسبوع، فإن أحد النشطاء الموجودين في المدينة، والذي قدم نفسه باسم محمد فارس، قال إنهم لا علاقة لهم بالانسحاب الذي حدث في وقت لاحق، حيث قال: «لقد ظلوا موجودين في المكان لمدة ساعة ونصف، ثم غادروا. وهم لا يفعلون شيئا أكثر من مجرد المراقبة، حيث إنهم لا يقومون بحمايتنا، وبالتالي ليس هناك فائدة ترجى من وجودهم هنا».
تقرير: سوريون يقومون بعثة المراقبين: تعاطف بعضهم معنا لم يوقف القتل... لقد خذلونا
المصدر: رويترز
حتى قبل أن يقدم المراقبون العرب تقريرهم إلى الجامعة العربية، يبدو أن الكثير من السوريين لن يعيروا نتائج التقرير أهمية، بسبب ما قالوا إنه «إخفاق ظهر منذ اليوم الأول» لوفد البعثة العربية التي كانت «تسير وسط حقل ألغام» كما يقول ناشطون سوريون، مشيرين في شكل خاص إلى الرقابة اللصيقة التي تعرض لها المراقبون وسيطرة السلطات على تحركاتهم. وإجمالاً فإن الناشطين السوريين يقولون إن مهمة المراقبين كانت «مخيبة للآمال» أكثر حتى مما توقعوا بسبب الشروط التي نجح النظام السوري في فرضها و «جردت البعثة عملياً من أي سلطة».
فعندما خرج محتجون سوريون بأعداد كبيرة للترحيب بمراقبي جامعة الدول العربية في بلدة مضطربة في الأيام الأولى من مهمتهم، لم يأت المراقبون بل أطلقت قوات الأمن النيران على الحشود، كما قال أحد الناشطين.
وأوضح الناشط الشاب الذي ذكر أن اسمه منهل أن بلدته بمحافظة ادلب بشمال غربي سورية، كانت تريد أن تظهر للمراقبين مدى إصرار المحتجين على الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وتابع: «اندهشت من أعداد من خرجوا إلى الشوارع. وكأن الثورة تبدأ من جديد. أراد الناس أن يظهروا أننا لسنا مجرد تسجيلات فيديو على اليوتيوب بل نحن موجودون فعلاً».
وتابع قائلاً بالهاتف لرويترز: «لكن الثمن كان غالياً»، وذلك في إشارة إلى الذين سقطوا بين قتيل وجريح. ويصعب التحقق من روايته على غرار روايات كثيرين غيره بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على وسائل الإعلام.
ويقول محتجون مثل منهل إن مشاعرهم متضاربة إزاء جدوى بعثة الجامعة العربية التي سلطت الضوء على حركتهم المستمرة منذ عشرة أشهر لكنها فشلت في وقف سفك الدماء الذي ربما يدفع سورية نحو حرب أهلية.
وأوردت جماعة أفاز الحقوقية ومقرها بريطانيا 20 واقعة فتحت فيها قوات الأمن النار على المحتجين قبل زيارة المراقبين العرب أو أثنائها أو بعدها.
وفي اليوم الأخير من مهمتهم زار مراقبون منطقة يسيطر عليها منشقون بمدينة حماة واستقبلتهم حشود أخذت تهتف «حرية».
وفي تسجيل فيديو بثه نشطاء ظهر مقاتلون في ملابس عسكرية خضراء يعتلون سقف سيارة المراقبين ويتشبثون بأبوابها وبنادقهم معلقة على ظهورهم. وفي دافعه عن مهمة البعثة العربية، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قبل نحو أسبوعين إن إرسال مراقبين عرب شجع المتظاهرين في سورية على الخروج بأعداد كبيرة، ويتفق ناشطون مع هذا، كما يقولون إن إرسال مراقبين عرب، شجع عدد أكبر من الجنود على الانشقاق، لكن هذا أدى إلى ارتفاع وتيرة العنف التي كانت قد هدأت عند بدء المهمة وزاد عدد القتلى إلى متوسط مستواه في الأشهر القليلة الماضية.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 454 مدنياً و146 جندياً بينهم 27 منشقاً قتلوا منذ وصل المراقبون في 26 كانون الأول (ديسمبر).
ويقول منتقدون للبعثة المؤلفة من 165 مراقباً إن كل ما فعلته هو أنها أسهمت في إتاحة المزيد من الوقت للنظام ليواصل حملته العنيفة.
وفي هذا الصدد قال كريس فيليبس المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في جامعة لندن: «وجودهم أعطى شرعية للنظام بينه وبين نفسه ليواصل القمع... يجب أن ينظر إلى البعثة باعتبارها فاشلة».
وتساءل: «ما الذي يحتاج المراقبون أن يروه أكثر من هذا...».
وفي إحدى التسجيلات التي بثها نشطاء ظهر مراقبون يرتدون سترات برتقالية وهم يحتمون بجدران في حمص اثر تفجر إطلاق نيران. ولم يتضح إن كانوا هم الهدف أو من المسؤول عن إطلاق الرصاص.
في واقعة أخرى هاجم متظاهرون موالون للنظام في اللاذقية سيارات تقل مراقبين ولكموهم.
وانسحب مراقب واحد على الأقل استياء قائلاً إن البعثة «مهزلة».
ويشير نشطاء إلى أن السلطات حاولت خداع المراقبين بإخفاء أو إعادة طلاء المدرعات والإفراج عن دفعات من المعتقلين فيما لا يزال الآلاف وراء القضبان. واعتمدت البعثة على السلطات السورية في النقل والتأمين مما قوض استقلاليتها في أعين المنتقدين.
غير أن بعض المعارضين اعترفوا أن البعثة لعبت دوراً إيجابياً على رغم قلة عدد أعضائها على نحو يجعل من الصعب متابعة الأحداث في دولة يسكنها 23 مليون نسمة.
وقال لؤي حسين وهو سياسي معارض إن وجود المراقبين شجع الناس على الانضمام للاحتجاجات السلمية وأظهر أنه ليس هناك ما يدعو للجوء للعنف حتى يكون الصوت مسموعاً.
وذكر بعض النشطاء أنهم اتصلوا بالمراقبين عن طريق الإنترنت لتفادي تنصت أجهزة الأمن السورية.
وقال ناشط مقيم في دمشق: «أتحدث مع المراقبين على سكايب يومياً وأعلم أن أغلبهم متعاطفون لكن التعاطف لم يعد علينا بأي خير. النظام ما زال يقتلنا... لقد خذلونا».
ويخشى نشطاء مثله من أن يؤدي الإحباط من فشل الجامعة العربية أو القوى العالمية في وقف العنف إلى تشجيع المزيد من السوريين على الانضمام إلى حركة تمرد تطغى الآن على الاحتجاجات التي بدأت سلمية في آذار (مارس).
وقال ناشط ذكر أن اسمه حمد في ضاحية دوما بدمشق: «أخشى أن يشعر الناس أنهم مضطرون إلى اللجوء للعنف». وأضاف: «الكثير من السوريين عاطلون أو غير متعلمين وشعروا بالتهميش لفترة طويلة جداً. ضاقوا ذرعاً بينما يبدو المراقبون عديمي الفائدة وقليلي الحيلة. هذا لا يشجع الناس على التمسك بالوسائل السلمية».
وخلال وجود بعثة المراقبة ظهرت بلدة الزبداني الجبلية كمركز جديد للانتفاضة المسلحة حيث أجبر منشقون الجيش على التقهقر بموجب هدنة يوم الأربعاء.
وقال شاب يدعى احمد لرويترز عبر سكايب إنه انضم للمنشقين عن الجيش في الزبداني. وأضاف: «جربنا الاحتجاجات السلمية. رأينا زوجاتنا وأبناءنا يقتلون. الوفد العربي قلما زارنا. كان علينا أن ندافع عن أنفسنا». وتابع: «الاختيار بين النصر أو الموت. إنها عملية استشهادية الآن».
ومن المنتظر أن يتوجه الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين إلى القاهرة حيث مقر جامعة الدول العربية يوم السبت ليرفع تقريراً عما شهده أعضاء بعثته المكونة من 165 فرداً منذ وصلوا إلى سورية في 26 كانون الأول.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة يوم الأحد لتحديد ما إذا كان ينبغي مد البعثة أو إنهاؤها. ويقول منتقدون للبعثة إنها لم تقدم إلا غطاء دبلوماسياً للأسد ليواصل حملته التي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن سقوط أكثر من خمسة آلاف قتيل.
اللبواني: اذا سمحنا للإسلاميين أن يأخذوا الثورة في سورية ستكون مشكلة
المصدر: الحياة اللندنية
قال معارض سوري بارز إنه ينبغي للاقليات الدينية والعرقية في سورية أن تعمل مع «الليبراليين السنة» لمواجهة نفوذ الاسلاميين في الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.
وقال كمال اللبواني إن الاسلام يستخدم لتحفيز احتجاجات الشوارع ضد الرئيس السوري وأن «معظم الشعب السوري متدين ولكنه يعتقد أن الاسلام هو دين وليس حزباً».
وأضاف اللبواني في مقابلة مع رويترز: «مواجهة الثورة بالقمع الدموي جلبت إلى الشارع قيماً إسلامية جهادية مثل التكبير والشهادة وهي لا تقلقني. انا عندي تاريخي وديني ليس حتى أخبئه ولكن حتى استعمله وقت الشدائد اذا لم ألجأ وقت الشدائد الى ربي وقلت الله الى من ألجأ».
وأوضح اللبواني انه ينبغي أن تعمل الاقليات المسيحية والعلوية والاسماعيلية والكردية التي تشكل نحو 30 في المئة من السكان مع السنة الذين يعارضون خلط الدين بالسياسة.
ولا توجد مؤشرات دقيقة تذكر للرأي العام في سورية، لكن كثيراً من الاقليات بمن فيها الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري تحجم عن دعم الانتفاضة خشية سيطرة الاسلاميين اذا اطيح بالنظام.
وحقق الاسلاميون انتصارات كبيرة في الانتخابات في تونس ومصر بعد الثورتين هناك. لكن اللبواني قال إن المزيج الديني الاوسع في سورية يجعل ذلك مستبعداً في بلاده.
وتابع: «اذا سمحنا للاسلاميين أن يأخذوا الثورة مشكلة. واذا سمحنا للثوار بأن ينسلخوا عن هويتهم ودينهم فإنها مشكلة». وأضاف: «الحل أن نمشي على الوسط ونشكل تياراً جامعاً يراعي الحقوق المدنية وحقوق الفرد».
واللبواني طبيب يبلغ من العمر 53 سنة وينتمي لبلدة الزبداني وغادر سورية بعد الافراج عنه من السجن في تشرين الثاني (نوفمبر) بعدما قضى فيه عقوبة طويلة.
وتقول «جماعة الاخوان المسلمين» وغيرها من الجماعات الاسلامية المعارضة انها لا تسعى لتحويل سورية الى دولة اسلامية وانها ستحترم الممارسات الديموقراطية رغم تشكيك بعض العلمانيين السوريين في ذلك.
وقال اللبواني «إذا تحولت سورية الى دولة دكتاتورية دينية سيكون هناك ثاني يوم استبداد وثالث يوم أزمة ورابع يوم حرب أهلية».
وأضاف أن التاريخ لم يشهد دولة ديموقراطية اسلامية وانهم لا يريدون أن يكونوا أول من يحاول ذلك «نريد دولة مدنية متدينة وليس دولة دينية». لكنه اضاف أن على الاقلية العلوية اتخاذ موقف ضد القمع.
وقال: «المطلوب من العلويين أن يأخذوا موقفاً ضد القتل ويقولون اذا كانوا مع توريث السلطة أو لا أو مع انتخابات حرة أو لا».
وكان اللبواني التقى مع مسؤولين اميركيين في البيت الابيض في 2005 للمطالبة بدعم حقوق الانسان في سورية. وأعتقل عقب عودته قبل أن يفرج عنه بموجب عفو العام الماضي ثم فر الى الاردن.
وقال إنه كان من الصعب البقاء في سورية والعمل علناً مع المعارضة لانه اذا ظهر أحد على شاشة التلفزيون فسيتم اعتقاله أو اغتياله. وأضاف انه أراد ايضاً أن يساعد في دعم «المجلس الوطني السوري».
و «المجلس الوطني» هو جماعة المعارضة الرئيسية التي شكلت في اسطنبول العام الماضي ويشكل فيها الاسلاميون لا سيما جماعة الاخوان المسلمين ثقلاً كبيراً.
وتقول الجماعة انها لا تريد اقامة دولة اسلامية وتؤيد نظاماً ديمقراطياً مدنياً في المستقبل، لكن اللبواني قال إن سياسيات الاسلاميين يجب أن تشهد مزيداً من التغيير.
وتابع: «لا يمكن ان تستقر هذه المنطقة الا اذا كانت هناك حركة اصلاح حقيقي داخل الثقافة الاسلامية تنتج اسلاماً متناسباً مع القيم الليبرالية والمدنية ضد العقل الدوغماتي والشمولي. وأعتقد أن هذا الاصلاح سينطلق من دمشق الحرة بعد انتصار الثورة».
الإخوان المسلمون في سوريا: رفضنا الحوار مع إيران وعلى الأسد الرحيل
المصدر: ايلاف
نفى المراقب العام لحركة الاخوان المسلمين في سوريا، محمد رياض الشقفة، حصول لقاء بين الحركة وبعض القيادات الايرانية، مشيراً في حوار عبر الهاتف مع صحيفة الرأي الكويتية، الى أن الايرانيين «أرسلوا لنا وسطاء ونحن رفضنا الحوار معهم لأن ايران تشارك النظام في قتل الشعب السوري».
وحول طبيعة الرسالة التي حملها الوسيط التركي، أكد الشقفة للصحيفة الكويتية أنها تضمنت دعوة ايرانية للحوار مع النظام «وقلنا لهم اننا نرفض الحوار مع النظام الاستبدادي، واننا لن نتحدث اليهم ما لم يعدّلوا موقفهم من النظام».
وإذ طالب المجتمع الدولي بـ «طرد سفراء النظام المجرم» في اطار زيادة الضغوط لعزله، دعا الشقفة كذلك جامعة الدول العربية الى «الأخذ بالمقترح الفرنسي الذي طالب بإحالة تقرير بعثة المراقبين العرب على مجلس الأمن الدولي».
وطالب الشقفة المجتمع الدولي بنصرة الشعب السوري وذلك بزيادة الضغوط لعزل النظام عبر طرد سفراء النظام المجرم. ولا أفهم كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يسكت عن رجل يقتل شعبه.
وحول موقف الاخوان من تقرير بعثة المراقبين، قال: "إذا كان معدو التقرير متصالحين مع انفسهم لا بد أن يشيروا الى أن النظام عرقل مهمتهم ولم يستطيعوا أن ينقلوا ما يجري في سورية بشكل دقيق".
وبخصوص المخاوف من اندلاع حرب اهلية في سوريا، اشار المراقب العام للاخوان في سوريا الى انهم لايرون بوادر حرب أهلية، والمجلس الوطني السوري اتفق مع الجيش السوري الحر على نقاط واضحة من أهمها عدم التعرض للمؤسسات الرسمية وردع الشبيحة الذين يقتلون المتظاهرين.
إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً


رد مع اقتباس