النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 299

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء محلي 299

    اقلام واراء محلي 299


    العناوين:

    لكي تكون هناك مصالحة
    بقلم: عدلي صادق عن صحيفة الحياة الجديدة
    المصالحة .. ألغام على الطريق !!
    بقلم: هاني حبيب عن صحيفة الأيام
    استثمار الفوز
    بقلم: يحيى رباح عن صحيفة الحياة الجديدة
    الأحد ... وكل يوم أحد .. ترك المستقبل للمستقبل!
    بقلم: زياد أبو زيّاد عن صحيفة القدس
    رائحة شيء ما في مطبخ السياسة الأميركية
    بقلم: أكرم عطا الله عن صحيفة الأيام
    انتخاباتهم على الحافر.. ومصالحتنا على السندان؟
    بقلم: حسن البطل عن صحيفة الأيام
    إسرائيل حملة صليبية جديدة
    بقلم: عادل عبد الرحمن عن صحيفة الحياة الجديدة
    «باب الشمس».. الكرامة.. طوبوها لهم لتحرير الدولة
    بقلم: موفق مطر عن صحيفة الحياة الجديدة
    يسألون عن "باب الشمس"..
    بقلم: هاني عوكل عن صحيفة الايام
    أطفالنا الأسرى ... والحماية الدولية
    بقلم: هيئة التحرير عن صحيفة القدس
    حياتنا - سرقة الأرض وآثارها
    بقلم: حافظ البرغوثي عن صحيفة الحياة الجديدة
    لكي تكون هناك مصالحة
    بقلم: عدلي صادق عن صحيفة الحياة الجديدة
    ليحاذر الحمساويون، ولينتبهوا، لكي لا يقعوا في حبائل مثيري الضغينة والأحقاد ومعطلي المصالحة، من بين المحسوبين عليهم، أو من بين المتمحكين بهم أدعياء الحقد المزعوم على المحتلين الصهاينة. فهؤلاء ذوو مواويل وحكايات، ولا تكفي مشاعر الضغينة في نفوسهم، ما يحتاجونه داخل المجتمع الفلسطيني، وليس للصهاينة في نفوسهم أي عداء وهم دجالون وأرزقيون، أو خائفون من العدالة!
    جموع غفيرة من الناس، نعرف تخوفات وعقدة «المتشدد الجهادي» الذي أعلن قبل أيام أن لا مصالحة إلا تحت راية «المقاومة» وجموع غفيرة أخرى تعرف موال كل «متشدد» يكره المصالحة ويحلم بـ «دايتون» وينام ويقوم على كابوس «عباس». فالفلسطينيون شغوفون بالوشوشات عند الاقتضاء، أي عندما تصبح وسيلة إيصال إعلامي، إذ كانوا وما زالوا ينقلون أنباء ووقائع وتعبيرات السلوك، وينشرونها في غمضة عين، لتصل الى العدد الكامل من الناس المعنيين بأن يعرفوا وأن يفسروا. وننصح إخواننا الحمساويين، وبخاصة ضيقو الأفق منهم، أن لا «يعوموا» على ثرثرات هؤلاء، لأن هؤلاء عندما تقع الواقعة أو تسطع الشمس، أو يأزف ميعاد الحقيقة؛ يبدلون الطواقي والمفردات ويفتشون عن سذّج آخرين، لكي يبيعوهم الولاء الذي لا يساوي في موازين السجال والخصومة، حفنة ترمس، ويضر من يتقبله ولا يفيده!
    وإن كان سهلاً على الناس إدراك مقاصد الموتورين المشهود سلوكهم في كل المراحل، فربما يلتبس على بعض الناس، أمر صنف آخر من كارهي المصالحة والرافضين لوحدة العمل الوطني الفلسطيني. فهؤلاء خائفون من ردود أفعال المجتمع على تعديات وجرائم اقترفوها أو مغانم لا حق لهم فيها استحوذوا عليها. هنا يتوجب على العقلاء الوطنيين من كل الأطياف، أن يبلغوهم أن وحدة الكيان الفلسطيني لا تقوم على فوضى، وإنما على القانون، وهي ضمانة تكريس العدالة؟ فمن سنن الحياة السويّة، أن يأخذ كل ذي حق حقه بالقانون، وأن يُحاسب كل من اقترف جرماً، مهما طال الزمن، والأفضل لكل من ارتكب جرماً من أية فئة، أن يواجه العدالة. وتخطىء الحركة أو الفصيل أو العشيرة، إن هي رهنت حياتها ومصيرها وحياة الناس والوطن، لكي تحمي فاسدين أو مجرمين أو مقترفي كبائر!
    المصالحة الوشيكة، إن صدقت البُشرى، سيكون لها أعداء كُثر، وهؤلاء سيكونون في الخندق نفسه الذي سيحتشد فيه أعداء فلسطين وقضيتها وشعبها. فمن كان يبرر تمسكه بالخصومة وسعادته بها، بالمقاومة والجهاد والحق من النهر الى البحر، سينكشف أمره، عندما يجتمع مع ناكري أبسط الحقوق الفلسطينية على موقف واحد!
    لكي تكون هناك مصالحة، لا بد من التنبه. فالمنطقي كان وما زال هو هجاء الانقسام، وشرح أسبابه أو مبرراته عند المتمسكين به. لقد انتهت مرحلة تخوين الناس والقوى الوطنية، حتى لو اتضح أن البشرى غير واقعية وأن المصالحة بعيدة. فالجماهير أنهت المهاترات وفتحت المجال للحقائق ولكل من يحس بالواجب الوطني، وعندئذٍ يتقدم الشرفاء الوطنيون من كل الأطياف!

    المصالحة .. ألغام على الطريق !!
    بقلم: هاني حبيب عن صحيفة الأيام
    نجحت الجهود المصرية الحثيثة في جمع طرفي الأزمة والانقسام الفلسطيني في جولة جديدة في القاهرة، استخدمت القاهرة خلالها كل ما في وسعها من أجل إعادة الحياة إلى الحراك الهادف إلى إنهاء الانقسام، وبالفعل، نجحت هذه الجهود في التوصل إلى تفاهمات وتوافقات تجعل من هذا الحراك وكأنه البديل عن التوصل إلى نهاية للانقسام، إذ إن البيان الصادر عن هذا الاجتماع، وفي صياغة خادعة وملغومة ـ عمداً ـ حمل في طياته آمالاً عريضةً بإنهاء حالة الانقسام، غير أنه لم يتقدم خطوات ملموسة جدية وفاعلة في هذا الاتجاه، فقد كثر الحديث، قبل هذا الاجتماع عن أن الهدف منه هو التوصل إلى جدول زمني لإنهاء ملفات الانقسام بالتوصل إلى توافقات حولها، غير أن ما تضمنه البيان وكذلك التصريحات المتعلقة بالاجتماع، لم يتوافر على مثل هذا الجدول الزمني، إلاّ من حيث تحديد موعد انطلاق اجتماعات لدراسة هذه الملفات، من دون تحديد موعد زمني لتوقيت نهاية هذه الاجتماعات، فالحديث عن مشاورات لتشكيل الحكومة في موعد أقصاه نهاية الشهر الجاري، لا يعني شيئاً على الإطلاق، إذا لم يوضع سقف زمني لهذه المشاورات، التي قد تبدأ من دون أن تنتهي، وهذا يمكن تعميمه على باقي الملفات التي تناولها هذا الاجتماع.
    أما بشأن الحكومة التي ستجري المشاورات لتشكيلها، فهي من المستقلين التكنوقراط، حسناً، وماذا عن رئيسها؟! البيان تعمّد الغموض غير البنّاء بهذا الصدد؛ كي يكون الخلاف المتعمد حول هذا الأمر، محلاً للتشاور والاختلاف، بالعودة عن اتفاق الدوحة بين عباس ومشعل الذي خوّل الرئيس تشكيل هذه الحكومة التي سيرئسها، ونتذكر جميعاً ما آلت إليه الأمور حول هذا الاتفاق، وتداعياته داخل حركة حماس، وانعكاسه على هذا الاتفاق الذي تم وضعه جانباً منذ ذلك الوقت.
    واللغط حول رئاسة الحكومة، بين قطبي الأزمة، فتح وحماس مجرد إشارة إلى كيف يمكن الاعتماد على النصوص فضفاضة التفسيرات والمتباينة بل المتناقضة في أحيان كثيرة، ما يشكل ألغاماً على طريق التوصل إلى تفاهمات جدية حول العديد من الملفات، ويشير البعض إلى تلك المشاورات التي استمرت لأسابيع لتحديد مكان الاحتفال بانطلاقة الثورة الفلسطينية، لتأكيد وجهة النظر التي تقول إن بوادر حسن النوايا المتبادلة، في الضفة كما في غزة، لم تكن كافية للتوافق على أمر بالغ السهولة، فما البال عند بحث الملفات الساخنة، كالملف الأمني على سبيل المثال، أو الملف المالي الذي من الممكن ـ رغم غيابه عن الأجندات الحالية ـ أن يفجر خلافات جدية من الصعب التوصل إلى حلول لها، إلاّ في حال توافر إرادة حقيقية لإنهاء الانقسام، ويقول البعض إن غياب الملف الأمني بالغ التعقيد، لم يكن وليد الصدفة، بل لكي لا يخرج الاجتماع وسط خلافات، الأمر الذي أدى إلى استبعاد الملفات الصعبة والمعقدة، مع أنه كان بالإمكان إدراجه كملف للتشاور، حتى لو كانت هناك قناعة لدى الراعي المصري وطرفي المأساة، بأن تعقيد هذا الملف، قد ينسف كل تقدم تم إحرازه على باقي الملفات.
    صحيح أن اللغط حول رئيس الحكومة القادمة، قد انتهى بتأكيد حركة حماس على اتفاق الدوحة، إلاّ أن مثل هذا اللغط يكشف عن إمكانيات لتفسيرات قد تلحق الضرر بالفهم الذي تضمنته مضامين الاتفاق على كافة الملفات، خاصة أن ما لم يتم تناوله في البيان الصادر عن الاجتماعات الأخيرة في القاهرة، هو أهم من تلك التي تناولها البيان، وغياب ملفات أساسية عن البيان، فسّرها البعض بأن القاهرة كانت بحاجة إلى اتفاق ـ إنجاز، مع تأجيل الملفات المعقدة، غير أن بعضاً رأى في ذلك ألغاماً من الممكن أن تفجر الجهود الحقيقية للراعي المصري الذي له مصلحة أكيدة في تحقيق إنجاز مهم على صعيد الأزمة الفلسطينية المتمثلة بالانقسام.
    رغم ذلك، فإن هناك اعتقاداً سائداً يشير إلى أن القاهرة لن تتراجع عن استخدام كل وسائل الضغط الممكنة، وهي كثيرة، من أجل إنهاء حالة الانقسام، وأنها مصرة على تجاوز كل العقبات على هذا الصعيد، ذلك أن الترتيبات الأمنية والاقتصادية الناجمة عن اتفاق الهدنة المقر إثر الحرب الإسرائيلية على غزة، ترتبط بوضع فلسطيني متوافق عليه بين طرفي الأزمة، وأن الأطراف الحقيقية للمصالحة، ستجد نفسها في نهاية الأمر مضطرة للاستجابة للضغوط المتعددة، خاصة في الجانب المصري.
    ولعلّ في حديث إسماعيل هنية من أن حركة حماس مستعدة لدفع كافة الاستحقاقات التي تتطلبها عملية المصالحة، ما يشير إلى أن هناك تياراً أصبح أكثر اقتناعاً بضرورة الاستجابة لمتطلبات واستحقاقات المواجهة مع الاحتلال من ناحية، والوفاء بالالتزامات التي تتطلبها ظروف ما بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهو ما يوفر آمالاً حقيقية تتجاوز كافة العقبات الصعبة، مع أن الأمر لن يكون سهلاً، إلاّ أن توفر إرادة حقيقية، بصرف النظر عن الأسباب والدوافع، نحو إنهاء حالة الانقسام، من شأنه أن يوفر المناخ الملائم لتجاوز تعقيدات كافة الملفات.
    وعلى الراعي المصري، الذي يتحمّل عبء رعاية المصالحة الفلسطينية، أن يستند إلى كاسحة ألغام كي يزيل من طريق المصالحة، كافة العوائق والعقبات التي تعترض طريقها، خاصة أنه بات أكثر تجربة على هذا الصعيد، إضافة إلى أن ذلك يوفر للقيادة المصرية الجديدة، إنجازاً هي بأمسّ الحاجة إليه!!

    استثمار الفوز
    بقلم: يحيى رباح عن صحيفة الحياة الجديدة
    الفوز في معركة عسكرية او سياسية ليس شيئا سهلا، وخاصة حين يكون الطرف الفائز او المنتصر يعاني أصلا من اختلال قوي في موازين القوى لصالح العدو، كما هو الحال بالنسبة لنا فلسطينيا، حيث عدونا المتمثل بالاحتلال الاسرائيلي أقوى منا كثيرا على مستوى القوة العسكرية والتحالفات السياسية,لأن حلفاءه هم أقوى أقوياء العالم, وملتزمون بدعمه بلا حدود.
    هناك تجارب كثيرة لدول وجيوش حققت الفوز ولكنها لم تستثمر هذا الفوز، مثال على ذلك الفوز المصري الذي تحقق في السادس من تشرين الأول حين عبر الجيش المصري قناة السويس وحطم خط بارليف الدفاعي الحصين الذي اقامته اسرائيل بعد حرب حزيران عام 1967 على حافة قناة السويس، ونشرت حوله الأساطير، ولكنه انهار في ساعات قلائل بسبب البطولة الخارقة التي ابداها الجيش المصري الباسل، ولكن ذلك الفوز الهائل والمدوي والذي افقد الاسرائيليين وعيهم فبدأت قيادتهم ترسل نداءات الاستغاثة، لم يستثمر استثمارا حقيقيا، بل ظلت التكتيكات العسكرية المصرية على حالها، الأمر الذي غير وجه المعركة السياسية والعسكرية بعد ذلك.
    ونفس الشيء حدث على الجبهة السورية بعد شهور قليلة في اوائل 1974حين تمكنت الوحدات الخاصة السورية من احتلال المرصد، أعلى نقطة في جبل الشيخ، وسط عاصفة ثلجية عاتية ضربت المنطقة وقتها، ولكن ذلك الانتصار المباغت للوحدات الخاصة السورية التي كان يقودها جنرال سوري شرس وهو العميد علي حيدر، لم تستثمر كما تستحق، وكانت ردة فعل رئاسة الأركان السورية بطيئة وفاشلة الأمر الذي أضاع ذلك الفوز الكبير.
    على الصعيد الفلسطيني؛ تمكن ياسر عرفات من استثمار الفوز الذي تحقق في معركة الكرامة، عبر الصمود الأسطوري الذي جسده الفدائيون من حركة فتح قوات العاصفة في تلك المعركة والبطولة الفائقة التي ابداها جنود وضباط الجيش الأردني الشقيق الذين استثمروا سلاح المدفعية في الحاق خسائر فادحة بالأرتال الاسرائيلية المتقدمة الى موقع الكرامة عبر النهر!!! وقد تحولت الكرامة عبر هذا الاستثمار الذكي والشجاع الى علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني والعربي الحديث.
    اليوم؛ نحن لدينا فوز كبير تحقق في مشاهد متلاحقة في فترة وجيزة، تمثل في كسر ارادة العدوان على غزة، واحتشاد العالم كله من حولنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة لتصعيد فلسطين الى دولة مراقب، ثم جاء هذا الفوز الكبير في مهرجان غزة الفتحاوي في الرابع من هذا الشهر، ليسقط شعبنا كل الاوهام، وكل التقولات التافهة عن مصير قطاع غزة، وكل المشاريع الغبية التي كان يتاجر بها هذا الائتلاف الاسرائيلي الغبي القائم حاليا.
    هذه الانتصارات، الانجازات، التطورات الايجابية الرائعة جرت كلها في فترة وجيزة من الرابع عشر من نوفمبر الى الرابع من يناير، فترة وجيزة فعلا، ولكن تداعياتها كبيرة، وبشاراتها مذهلة، فكيف نستثمر كل هذا الفوز ؟؟؟
    اذا لم تصعد القوى السياسية الفلسطينية بسرعة وجدية الى مستوى استثمار هذا الفوز، وهذه الانجازات، فسوف تبدو الامور كارثية تماما !!! ماذا نقول للعالم الذي توحد وراءنا واعطانا صوته القوي ؟؟؟
    ماذا نقول لشعبنا الذي جاء الى مهرجان غزة الفتحاوي، ليجسد ظاهرة لم تحدث على المستوى العربي في المئة سنة الاخيرة، مطالبا بطي صفحة الانقسام الأسود ؟
    ماذا نقول لشهدائنا الابطال في الحرب الاخيرة ؟؟؟؟
    وماذا نقول لأسرانا الذين يشتبكون مع الاحتلال بأمعائهم الخاوية ؟؟؟
    استثمار الفوز بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت، لان الانقسام يصدر عنا رسالة زائفة، ومشوهة، لا تليق بهذا الشعب المناضل، ولا تليق بكرامتنا الفلسطينية، فليس معقولا أن يخضع شعب بأكمله لمصالح عبيد الانقسام وتجار الانقسام ووصايا الانقسام التي تأتينا من كل الشياطين.
    وهذا الوقت المتاح لنا لاستثمار الفوز، ليس مفتوحا الى الابد، ولذلك نحن ننتظر الثلاثين من هذا الشهر، ننتظر بشارة وليس صدمة، لان الصدمة قد يكون ثمنها فادحا بلا حدود.



    الأحد ... وكل يوم أحد .. ترك المستقبل للمستقبل!
    بقلم: زياد أبو زيّاد عن صحيفة القدس
    الذي يسمع أو يقرأ التصريحات الصادرة عن العديد من قادة فتح وحماس لا يكاد يُصدق ما يسمعه ، فالجميع يتحدث عن التقدم والنتائج الايجابية والخطوات العملية نحو وأد الانقسام وتحقيق المصالحة وربط معظم إن لم يكن جميع هذه الخطوات بتاريخ معين وهو الثلاثين من الشهر الحالي أي بعد عشرة أيام.
    ولما كنا قد أصبنا بخيبات أمل كثيرة في الماضي فإن المرء ليشعر بالقلق والخوف كلما اقترب ذلك التاريخ خشية أن لا تتكرر الأسطوانة ونشهد محاولات جديدة للتأجيل أو المماطلة في التنفيذ . إن من يعرف الحقائق على الأرض ليدرك جيدا ً أن المصالحة الحقيقية ، إن تمت ، فستكون معجزة القرن!
    لم نعد نسمع حديثا ً عن البرنامج الوطني الذي ستلتقي عنده المصالحة ، ولا يعرف أحد ما إذا كان أي من الطرفين المتصارعين قد تخلى عن برنامجه لصالح برنامج الطرف الآخر . وبعبارة أوضح : هل تعني التصريحات المتفائلة جدا عن المصالحة ً أن فتح اقتنعت بعبثية المفاوضات وأن الطريق الوحيد الذي عليها أن تسلكه هو طريق المقاومة حتى النصر والتحرير ، أم أن حماس والمقاومة الوطنية والاسلامية في غزة قد اقتنعت بعبثية الصواريخ وعبثية المقاومة وأن الطريق الصحيح هو طريق العمل السياسي من خلال الشرعية الدولية ، معلقين على هذه الشرعية كل آمالنا وأحلامنا ؟
    أبحث ببراءة عما جدّ في الأمر مما جعل التفاؤل عنوانا ً للجميع .
    وإذ أبحث عن الجديد فإنني أدرك المتغيرات الأقليمية والعربية التي تدور من حولنا . فسوريا تخلت منذ زمن طويل عن عنوان جبهة الصمود والتصدي التي تهاوى أعضاء ناديها الواحد تلو الآخر، وفقدت حماس قواعدها هناك و لم تعد دمشق في واجهة الممانعة وتركت الساحة لأصغر دولة عربية وأكبر حاضنة لأكبر قوة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط لتجلس في غرفة قيادة قاطرة العالم العربي . أما مصر فقد خلعت عن نفسها عباءة مبارك وألقت بنفسها في حضن الأخوان الذين نزعوا من حركة حماس ذريعة الادعاء بانحياز الوسيط المصري وأصبحوا يقفون على مسافة واحدة منها ومن فتح ، وبالتالي الأكثر قدرة على التأثير في السلوك الحمساوي بحكم العلاقة الأخوانية بين الطرفين .
    لم تعد حركة حماس قادرة على المضي في برنامج المقاومة المسلحة لا سيما بعد النصر الوهمي الذي حققته والذي أسفر عن تعهدات وضمانات جعلت حدود القطاع مع اسرائيل هادئة أشبه بالحدود اللبنانية بعد انتصار حزب الله المزعوم ، أو أشبه بالحدود السورية منذ فك الاشتباك بعد حرب تشرين 1973.
    أما فتح ، فلم يعد أمامها ما تفعله بعد قرار الاعتراف الدولي سوى الانتظار لما يمكن أن يفعله المجتمع الدولي ، ونحن ندرك جميعا ً عقم هذه المجتمع وعجزه .
    لا أحد يستطيع أن يتجاهل عمق وحجم الأزمة التي نواجهها ، ومواجهة هذه الأزمة تقتضي أن نتحدث بصراحة عن البرنامج . ما هو البرنامج الذي ستلتقي عنده فتح وحماس في المرحلة القادمة ؟ هل المطلوب الآن هو الانشغال بالقضايا البنيوية للحكم أو السلطة ؟ وأية بنية نتحدث عنها إذا لم نكن متفقين على الدور والوسيلة التي ستتبعها هذه البنية في أدائها بعد استكمال بنائها .
    صحيح أن المدخل لكل شيء هو تجسيد إرادة الشعب من خلال انتخابات حرة ونزيهة ، فهل يمكن إجراء مثل هذه الانتخابات اليوم كما كان الحال في عام 2006 ؟ لماذا لا نفكر منذ الآن بكيفية التعامل مع القدس إذا تعذر إجراء الانتخابات فيها لكي لا يكون ذلك ذريعة للتنصل من استحقاق الانتخابات ، وكذلك الحال بالنسبة للمجلس الوطني وتعذر إجراء انتخاباته في بعض الدول العربية كالأردن مثلا ً؟
    وإذا كانت كل من فتح وحماس قد وصلت في برنامجها إلى طريق مسدود فلماذا لا تعيد النظر في كل اسلوب العمل السابق ولماذا لا تحدد برنامجا ً جديدا ً للعمل الوطني الفلسطيني؟
    لم أعد أرى أية فرصة لاقامة الدولة إلى جانب إسرائيل لأن كل ما تفعله إسرائيل هو لاجهاض مثل هذا الحل مع العلم بأن حل الدولتين هو مصلحة إسرائيلية بحتة لأن هذا الحل يضفي صفة الشرعية على ما احتلته إسرائيل سابقا ً ولاحقا . وفي ضوء التعنت الاسرائيلي وانتفاء فرصة إقامة الدولة إلى جانب إسرائيل ، فإن علينا بدلا ً من اللهاث وراء سراب المجتمع الدولي أو الدخول في متاهات صياغات وصيغ لا نبتغي منها سوى تمرير الوقت ، أن نفكر في آلية جديدة تضمن صمود المواطن على أرضه في هذه المرحلة وترك المستقبل للمستقبل .

    رائحة شيء ما في مطبخ السياسة الأميركية
    بقلم: أكرم عطا الله عن صحيفة الأيام
    عزلة نتنياهو لم تأت من فراغ كما تقول صحيفة (هآرتس)، أول من أمس، فالرئيس أوباما ترك نتنياهو في عزلة دولية؛ ليعطي فرصة لضغوط المجتمع الدولي لإرغام نتنياهو على وقف بناء المستوطنات؛ لأن الحكومة الإسرائيلية تعرف أن أميركا هي الداعم الأول لإسرائيل ولا شيء يمكن أن يقف في وجهها، وأن إسرائيل تستطيع مواجهة المجتمع الدولي ما دامت الولايات المتحدة تقف خلفها وتساندها.
    هذه هي الحقيقة التي أنتجت حقائق الأمر الواقع على الأرض ليس فقط خلال عقدي المفاوضات بل منذ عقود سابقة أفضت إلى واقع المنطقة وأزماتها المركبة والتي بدأ الجميع متأخراً رحلة البحث عن حلول في مسابقة مع الزمن تبدو الخطى الإسرائيلية أسرع كثيراً من حلول متثاقلة يعتريها الخجل، فهل كان العالم على هذه الدرجة من الجهل في قراءة السلوك الإسرائيلي حتى تأتي حكومة نتنياهو ليبرمان وتقنعه بأن الرغبة الدولية في واد، ورغبات إسرائيل في واد آخر؟
    المراقب طبيعةَ العلاقة بين نتنياهو وأوباما يمكن أن يرى أن هناك أزمةً حقيقيةً بين الطرفين، بات من الواضح أن كلاً منهما لم يتمكن من إخفائها، وإن كانت إجابات نتنياهو تبدو دبلوماسيةً حين يُسأل عن علاقته بالرئيس الأميركي، لكن الأخير على ما يبدو كما تقول (هآرتس) سيذهب خلال ولايته الثانية نحو مشاكسة نتنياهو سياسياً، وخاصةً أنه بات يدرك أن الحكومة الإسرائيلية القادمة ستكون برئاسة رئيس الوزراء الحالي ولكنها أكثر تطرفاً.
    يبدو أن الحكومة الأخيرة (حكومة نتنياهو - ليبرمان) كانت أفضل حكومات إسرائيل بالنسبة إلى الفلسطينيين والتي أشعلت بسلوكها المعادي للتسوية كل الأضواء الحمر في صالونات السياسة في العالم وأقنعته بزيادة تدخله والوقوف في وجهها، وهذا ما بدأنا تلمسه في مواقف دولية تقدمت كثيراً قياساً بالماضي، ويبدو أن القدر مرةً أخرى سيكون في صالح الفلسطينيين بالانتخابات بعد غد التي ستعزز التطرف بوجوه جديدة مثل نفتالي بينيت وموشيه فايغلين.
    أمام هذا الواقع، ما الذي تفكر فيه الولايات المتحدة، وهل سيتحول هذا الصمت وكراهية نتنياهو إلى سياسة تتقدّم خطوةً إلى الأمام أم كما تقول بعض التقارير أن الرئيس الأميركي لن يعود للغرق بملف التسوية كما يريد وزير خارجيته؟ أغلب الظن أن الولايات المتحدة ستتحرك خطوة إلى الأمام نحو ملف التسوية لأنها باتت تدرك أن نتنياهو يضر بمصلحة إسرائيل، فإذا لم تقم الدولة الفلسطينية؛ ستذهب الأمور نحو الدولة الواحدة، وحينها لن تبقى الدولة اليهودية، وهناك مؤشران يمكن البناء عليهما في إطار الحديث عن سياسة أميركية ودولية قادمة.
    الأول، وهو الإعلان الذي صدر عن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من أن بلاده ستقوم بطرح مبادرة سلمية في الشرق الأوسط بعد الانتخابات الإسرائيلية، صحيح أنه لم يعلن حتى اللحظة عن تفاصيل ولكن يجري الحديث عن توافق بريطاني فرنسي ـ حول تلك المبادرة ـ مدعوم من ألمانياً.
    لكن السؤال الذي يبرز، هل يمكن أن تتدخل دول أوروبا بتلك القوة بمعزل عن الولايات المتحدة التي تحتكر وحدها ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفي وجود جون كيري وهو المتخصص بهذا الملف؟ فلا يمكن لأي خطوة أوروبية أن تتقدم الولايات المتحدة أو على الأقل تتعارض معها، فهل لنا أن نتصور أن أوروبا ستنتزع دوراً على حساب الاحتكار الأميركي؟
    المؤشر الثاني، هو الاستطلاع المهم الذي أجرته الولايات المتحدة في إسرائيل ونشرت نتائجه في اليوم الأخير من كانون الأول، فطبيعة الاستطلاع والأسئلة ربما تشي بمحاولة أميركية لقراءة الجمهور الإسرائيلي وكيف يفكر بعيداً عن رأي الحكومة الإسرائيلية الميئوس منها.
    وفي هذا ما يساعد المجتمع الدولي في حال أراد التقدم بمبادرة سياسية، فخلال الشهر الماضي، طلب معهد (داني أبراهام للسلام) في واشنطن إجراء استطلاع لمعرفة رأي الشعب الإسرائيلي في اتفاق سلام وخصوصاً مصوتي (الليكود بيتنا) و(البيت اليهودي) وهو الحزب الذي سيلعب الدور البارز في الحكومة القادمة، وطلب من معهدي بحث في إسرائيل إجراء الاستطلاع نفسه بشكل مواز، حيث قاما بذلك لحساب المعهد الأميركي معهد (داحف) بإدارة مينا تسيمح، والمعهد الموازي هو معهد (رافي سميث للاستطلاعات) والغريب أن المعهدين لم يكونا يعرفان أن أحدهما يقوم بالمهمة نفسها.
    في الاستطلاعين سؤال موحد وهو: إذا ما طرحت حكومة إسرائيل على الاستفتاء الشعبي اتفاق سلام يضع حداً للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يتم تنفيذه بعد أن يؤدي الفلسطينيون كل واجباتهم، وتقر الأمر الولايات المتحدة، فهل تؤيد أم تعارض؟ أما مبادئ الاتفاق التي عرضت على المشاركين في الاستطلاعين فكانت إقامة دولتين: إسرائيل للشعب اليهودي، وفلسطين للشعب الفلسطيني، ويكون للاجئين الحق بالعودة إلى دولتهم الجديدة، الدولة الفلسطينية المجردة من السلاح، وبلا جيش، والحدود على أساس 67 بما في ذلك تبادل متساو للأراضي من حيث الحجم يراعي الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، وتبقى الكتل الاستيطانية الكبرى ضمن السيادة الإسرائيلية.
    أما حول القدس فقد تضمن كل استطلاع منهما السؤال نفسه، هو أن تكون الأحياء اليهودية في القدس تحت السيادة الإسرائيلية، والأحياء العربية تحت السيادة الفلسطينية، أما البلدة القديمة بين الأسوار فتكون بلا سيادة، وتدار بشكل مشترك من الولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيين، والأماكن المقدسة تكون بإشراف ديني.
    الأسئلة التي تضمنتها الاستطلاعات وكأنها تحمل تصوراً كاملاً للحل، وبالتفاصيل، وفي ذلك ما يثير شبهة كبيرة سبق أن كان هناك حديث عن رغبة بوضع تصور للحل من قبل الإدارة الأميركية، وقد حذرت رئيسة حزب الحركة تسيبي ليفني من أن العالم يعد مبادرة سياسية، نتائج الاستطلاعات كانت مريحة للأميركيين حيث بينت أن نسبة التأييد بين مصوتي الليكود فيها 57% حسب مينا تسيمح، و58% حسب نتائج معهد سميث، أما مصوتو البيت اليهودي فكانت النتيجة موافقة 53% و47% أما بالنسبة للجمهور العام فاتضح أن 67% يؤيد حسب معهد داحف التسوية التي تضمنتها الأسئلة 68% حسب سميث.
    والسؤال لماذا تقوم الولايات المتحدة الآن بهذه الاستطلاعات وما علاقتها بمبادرة هولاند، والسؤال الأبرز هو ما علاقة ذلك بالمصالحة الفلسطينية وعودة حماس للنظام السياسي الفلسطيني، هل هو في إطار الرغبة الأميركية في التقدم بشيء ما مطلوب موافقة الفلسطينيين بمن فيهم حماس عليه؟.. ربما!!.

    انتخاباتهم على الحافر.. ومصالحتنا على السندان؟
    بقلم: حسن البطل عن صحيفة الأيام
    ثلاثاء الإسرائيليين في كانون الثاني مضمونة للأميركي ـ اللاأميركي نتنياهو، ولم تكن ثلاثاء الأميركيين مضمونةً للأميركي ـ الإفريقي أوباما!
    هل هي محض مصادفة أن يوقّت نتنياهو موعد انتخاباته لترسو على الثلاثاء الأميركي، الذي يدعونه هناك "يوم الثلاثاء الكبير"، وكذا أن يستأجر باصاً لجولاته الأخيرة، كما يفعل المطربون الصاعدون في أميركا، وبعض المرشحين!
    لا يستبعدون في إسرائيل مفاجأةً في اللامفاجأة أو بعدها، أي أن يكون حصاد (ليكود ـ بيتنا) في الصناديق غيره في حقل استطلاعات الخبير فلكنشتاين الذي جمع مقاعد (الليكود) في الكنيست 18 إلى مقاعد (إسرائيل بيتنا)، فطلع معه 42 مقعداً.. وما فوق! علماً أنه رجّح فوز ميت رومني في أميركا.
    آخر استطلاع رأي، قبل "الصمت" الدعاوي في الاستطلاعات يعطي ائتلاف الليكود ـ بيتنا 32 مقعداً، علماً أن زعيم الحزب الأخير قال إن هذا تحالف انتخابي عابر، وسيعود كل حزب إلى سربه.
    في وقت قريب من انتخاباتهم، صنع الفصيلان الفلسطينيان الأكبران المتنازعان "مفاجأة الاتفاق على جدولة المصالحة التي طال انتظارها سنوات، وانتهت بعد كل جولة مع "صياح الديك" في الفجر الكاذب، علماً أن الراعي الكذّاب صاح ثلاثاً فقط: "ذئب.. ذئب"!
    حسناً، الإسرائيليون يرتبون أوضاعهم والفلسطينيون كذلك، والعالم (أوروبا وأميركا) ينتظرون نتيجة الترتيب الداخلي للطرفين من أجل مشروع لجدولة المفاوضات المستأنفة على برنامج جديد للمشروع القديم: الحل بدولتين، ربما في آذار، أو نيسان المقبلين.
    اختار بيبي لحملته شعار: "رئيس حكومة قوي (حزق) لإسرائيل قوية" لكنه لن يخرج قوياً مع عدد مقاعد يبلغ 22 (والباقي لحليفه ليبرمان، الذي سيفضّ الشراكة) وفي المجموع، يتوقعون للمعسكر اليميني 63 مقعداً، بدل 67 ـ 76 مقعداً في البداية.
    هذه النتيجة الأخيرة قبل "الصمت الانتخابي" تغري بعض المراقبين الإسرائيليين على رهان بمفاجأة "يوم غفران" انتخابية. لماذا؟ أفيغدور ليبرمان كان مدير مكتب نتنياهو، وأيضاً، كان نفتالي بينيت، وكلاهما متطرف وأكثر تطرفاً. الأول سيفضّ الشراكة بعد الفوز؛ والثاني يريد فرض برنامجه المتطرف على حكومة ائتلافية يدخلها (مع 13 ـ 15 مقعداً).
    لقد بنى اليمين حملته الانتخابية على الموضوع الأمني ـ السياسي (إيران وفلسطين) بينما بنى المركز ـ الوسط حملته على الموضوع الاجتماعي ـ الاقتصادي حتى آخر أسبوع، وتفيد "هآرتس" بأن إيران تشغل بال 10% من الناخبين، وفلسطين 18%، بينما يشغلهم الموضوع الاقتصادي ـ الاجتماعي بنسبة 47%.
    ستكون "مفاجأة غفران" انتخابية إذا تقاربت أو تساوت مقاعد كتلة اليمين مع مقاعد كتلة المركز ـ الوسط، ومن ثم قد يضطر زعيم الليكود للتحالف مع ليفني ولبيد (8 و13 مقعداً) أو حتى مع زعيمة "العمل" يحيموفيتش.. هذا، إن لم يكلفها رئيس الدولة تشكيل حكومة أقلية تحظى بدعم "شاس" و"كاديما" أو حتى بدعم الأحزاب العربية في الكنيست.
    ستتأثر أي مفاوضات تبعاً لتشكيل الحكومة الجديدة، أما خطوات المصالحة فقد تتعثر بسبب المفاوضات، لأن حليفي نتنياهو: ليبرمان وبينيت يعاديان كل تفاوض مع أبو مازن، خلاف أحزاب المركز ـ الوسط.
    نتنياهو نفسه قال في آخر مقابلة صحافية له إن على أبو مازن أن يبتعد عن مسار المصالحة مع "حماس"، التي تقول إن عليه هجران مسار استئناف المفاوضات.
    سيكون تأليف حكومة جديدة في إسرائيل أمراً شاقاً، وأيضاً، ستكون المصالحة وخطواتها قابلة للتعثُّر، لأن جدول مواعيدها المحدد يذكرنا بمقولة رابين "لا مواعيد منزلة" أو "مقدسة".
    "روّاد"
    بعد مصرع الفتى سمير عوض في بدرس، انضمت هذه القرية الحدودية إلى بؤر الاحتجاج الشعبي السلمي، وبعد قليل من هدم "باب الشمس" انضمت قرية بيت إكسا إلى بؤرة "باب الشمس" تحت اسم "باب الكرامة".
    للتذكير، سنوات تمر دون إزالة بؤرة "ميغرون"، وشهور طويلة مرّت على خيم الاحتجاج الشعبي الإسرائيلي صيف 2011 في جادة روتشيلد.
    مجموعة من الروّاد ابتكروا أسلوباً جديداً في "باب الشمس" و"باب الكرامة". إنهم ليسوا "بيونرز" يفتحون الغرب الأميركي، هذه أرضنا التي يتهدّدها التغوّل التوسّعي الاستيطاني.

    إسرائيل حملة صليبية جديدة
    بقلم: عادل عبد الرحمن عن صحيفة الحياة الجديدة
    حذرت وثيقة إسرائيلية نشرت عام 1982، واعيد نشرها مجددا، من وضع دولة الاحتلال في مصاف حملة صليبية جديدة. لأن ذلك يعني زوالها. وحضت على تنفيذ مخطط تقسيم الدول العربية الى دويلات مذهبية وطائفية واثنية. كما دعت لعدم السماح باقامة دولة فلسطينية غرب النهر، أي على الاراضي المحتلة عام 1967.
    تحذير الوثيقة الاسرائيلية، يتقاطع مع تحذيرات الرئيس الاميركي اوباما، مع الفارق، ان سيد البيت الابيض يدعو نتنياهو، «الجبان سياسيا» الى اغتنام الفرصة، والدفع بخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، لأن ذلك يصب في مصلحة إسرائيل والغرب، ويساعدها في خلق مناخ إيجابي في منطقة لا تقبل وجودها من حيث المبدأ. في حين ان الوثيقة الصهيونية، تحذر من الدولة الفلسطينية على حدود 67، وتدعو لخيار الوطن البديل في الاردن.
    المؤشرات جميعها، تشير الى ان القيادات الصهيونية اليمينية واليمينية المتطرفة والاحزاب الحريدية، والتي تميل الكفة في الشارع الاسرائيلي لصالحها، تعمل بقوة على تصفية خيار الدولتين وتعمل على تعميق خيار الاستيطان في الاراضي المحتلة 67 وليس في القدس الشرقية وحدها، والدفع باتجاه الترانسفير من خلال مواصلة حملات التطهير العرقي والعنصري ضد ابناء الشعب الفلسطيني ومصالحهم في جناحي الوطن الشمالي والجنوبي، حيث تتكالب قوى الجيش والاجهزة الامنية مع جرائم قطعان المستوطنين لتدمير حياة المواطنين في القدس والاغوار ونابلس والخليل ورام الله وبيت لحم وطوباس وجنين واريحا وسلفيت وطولكرم، وفي محافظات غزة عبر الحصار والعدوان العسكري المتواصل.
    ومن تابع ويتابع الحملة الانتخابية لائتلاف «الليكود - بيتنا»، والبيت اليهودي وشاس، والقوى الاخرى المحسوبة على المركز (حزب العمل، ويوجد مستقبل، وكاديما) فان الساحة الاسرائيلية لا تحمل رؤية سياسية للحل، وتمضي في ركب التوجهات الفاشية لاحزاب اليمين، وحتى القوى المحسوبة على ما يسمى اليسار (الحركة نموذجا) رغم حرصها على حل الدولتين، لكنها تواصل التمسك باهداف صهيونية معادية للسلام، لانها ترفض اولا عودة اللاجئين، وثانيا تُّصر على اعتراف الفلسطينيين بـ «يهودية» الدولة!.
    الاستعصاء الناجم عن سياسات القوى الاسرائيلية المختلفة وخاصة قوى اليمين، يشير الى ان دولة التطهير العرقي تنحدر نحو الفاشية، وانتاج الحروب في المنطقة، وتكرس طابعها الاستعماري، الذي لا يعدو اكثر من حملة صليبية جديدة على المنطقة. يفقدها (إسرائيل) القدرة على التعايش والانصهار مع دول المنطقة وشعوبها. وبالتالي هذا يستدعي من الشعوب العربية وقواها الحية، إعادة نظر جذرية بخيار مبادرة السلام العربية، التي قتلتها إسرائيل من أول لحظة أعلنت فيها عام 2002 في قمة بيروت، عندما اجتاحت مدن وقرى الضفة وحاصرت الزعيم ياسر عرفات آنذاك، ثم اغتالته بالسم لاحقا. والعمل على إعادة الاعتبار للشرعية القومية العربية رغما عن الانظمة العربية المتواطئة مع اسرائيل واميركا. مما يعني قلب الطاولة وخلط الاوراق كليا في المنطقة برمتها. لان قدرة الشعوب وقواها الحية على التحمل نفذت، ولم تعد هناك إمكانية للمراهنة على تحريك عملية السلام، بسبب تساوق الولايات المتحدة مع خيارات دولة الابرتهايد والتطهير العرقي الاسرائيلية، وعدم تمكن الاقطاب الدولية الاخرى وخاصة الاتحاد الاوروبي والروسي من إقران مواقفها بعقوبات سياسية وديبلوماسية وامنية ? عسكرية واقتصادية ضد حكومة إسرائيل المعادية للسلام.

    «باب الشمس».. الكرامة.. طوبوها لهم لتحرير الدولة
    بقلم: موفق مطر عن صحيفة الحياة الجديدة
    نعتقد أن مؤتمرا لكل القوى الوطنية والحكومة يقرر تمليك شباب فلسطينيين من الجنسين أراضي فلسطينية باسعار رمزية في مناطق دولة فلسطين المحتلة المهددة بالاستيطان، مع توفير شبكة دعم وطنية فلسطينية وعربية سيكرس فعلا أرضية شعبية وطنية لمقاومة شعبية سلمية خلاقة أردناها سبيلا نضاليا موازيا لنضال القيادة السياسي.
    طوبوا القرى للشباب الوطنيين، للمحررين من الأسرى، للمناضلين الفقراء، لذوي الدخل المحدود جدا، فانهم اذا زرعوها وحموها ورفعوا فيها بيوتهم حجرا فوق حجر، يحققون نبوءة الثورة بتحرير أرض «دولة فلسطين».. انها أرض الشعب يهبها لمن يبدع في حبها، ويخلصها من براثن الغزاة .
    نذكّر المعنيين القادة في القوى الوطنية والأحزاب والتجمعات والهياكل والمسؤولين الحكوميين أن الوزيرة السابقة «تهاني ابو دقة» كانت قد قدمت مشروعا بهذا الخصوص، وهي بالمناسبة فكرة خلاقة قابلة للتنفيذ، اذا درست ونوقشت تحت مظلة المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وتعزيزصمود المواطنين في أرضهم ووطنهم .
    نحتاج الى خطة وطنية شاملة، تؤمن نقلة نوعية وسريعة (غير متسرعة) في وسائل واساليب المقاومة الشعبية السلمية، يشارك فيها كل الشعب، بلا استثناء، فالفعل أو العمل مهما كان بسيطا الا أنه في معادلة العمل والنضال الشعبي المنظم يصبح قوة مكعبة تضاعف قوة التأثير، ومحصلة النتائج .
    كنت شابا لم أتم الخامسة عشر من عمري، أيام قرأنا في أدبيات وكتيبات تنظيم حركة فتح في أواخر الستينات أن الأرض للسواعد التي تحررها، أما اليوم، وفي سياق استراتيجية المقاومة الشعبية السلمية بات لازما تجسيم هذا (المبدأ) الشعار .
    أشرقت «الكرامة» على بيت اكسا، كما اشرقت من قبل في «باب الشمس».. شباب فلسطين اليوم هنا، وغدا هناك، وبعد غد هنالك عند التلة، والشجرة، والصخرة الأقرب لقدسنا قال ابو جهاد ( محمود العالول ) عضو اللجنة المركزية لفتح من قرية الكرامة : سنبقى نعلم أجيالنا حب هذه الأرض ..سنتحدى .. سنقاوم الاحتلال واستيطانه وعنصريته وانتهاكاته .
    لشمس السماء كواكب وأراضي تدور حولها، أما عندنا في فلسطين فلقدسنا الأرض والمقدسات والانسان شموس تدور حولها ونحوها، بقوة جاذبية الحب والفداء.. فكان لنا «باب الشمس» و«الكرامة», وغدا سيفتح شباب فلسطين أبوابا للحرية ..ففي كل حقل تنبت فيه شقائق النعمان ومع كل شجرة زيتون سيقف الفلسطيني ليؤكد: «هذه ارضي أنا».

    يسألون عن "باب الشمس"..
    بقلم: هاني عوكل عن صحيفة الايام
    مرةً أخرى، يُبدع الفلسطينيون ويُسجلون نموذجاً قوياً للنضال السياسي والاجتماعي ضد كل عناوين الاحتلال الإسرائيلي، ويبعثون رسائل شديدة الأهمية ومؤثرةً في الوقت نفسه، ولعلها تؤثر بقوة على المزاج الشعبي الفلسطيني العام، وعلى مختلف دول العالم.
    الحديث يدور هنا عن مخيم "باب الشمس" المقام على أراضٍ مهددة بالمصادرة نتيجة الأعمال الاستيطانية الإسرائيلية الهادفة إلى ضم القدس الشرقية وتطويقها بالوحدات السكنية ومختلف أنواع البناء، في الوقت الذي يستعد فيه اليمين ونظيره المتطرف خلف نتنياهو للدخول في معركة الانتخابات التي ربما ستقود إلى إعادة طرح هذا الرجل مرةً أخرى في رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
    هذا الأسلوب النضالي الذي تم استحضاره في نموذج "باب الشمس"، إنما يحمل مضامين ودلالات كثيرة، لعل أولها أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه مهما تطاول الاحتلال الإسرائيلي، وهذا التمسك يعكس موقفاً موحداً مفاده اختراع وابتداع أساليب مختلفة لاستمرار الصمود الشعبي في وجه الاحتلال.
    أيضاً يعكس هذا الأسلوب إفلاساً سياسياً لدى حكومة نتنياهو، التي كشفت عن وجهها الحقيقي إزاء العملية السلمية، وفضلت مواجهة الفلسطينيين بزيادة الاستيطان ومساعي تفكيك الدولة الفلسطينية وجعلها حلماً غير قابل للحياة أو التطبيق.
    هذا الأسلوب حضاري بامتياز، لكونه وسيلة نضالية فعالة، ولديها القدرة على إحداث التغيير الهائل في الحالة الشعبية، وأيضاً في المواقف الدولية، ولعل الحكومة الإسرائيلية الجديدة إذا ما قادها نتنياهو، ستواجه مشكلات كبيرة و"عويصة" في طبيعة علاقتها مع الأميركيين والأوروبيين.
    إن أصدق تفاعل مع "باب الشمس" هو الهبة الجماهيرية التي أخذت أبعاداً متنوعة، سواء بشقيها التعبوي كما حصل في التظاهرات التضامنية للوصول إلى المخيم، وحتى في التضامن والبحث الجماهيري المتواصل عن كل الأخبار المتعلقة بهذا الموضوع، ومعرفة ما ستؤول إليه الأمور.
    التفاعل أو ما يمكن تسميته التغذية الراجعة، حصل أيضاً مع القيادة الفلسطينية بمختلف أطيافها، التي تابعت الحدث أولاً بأول، وأقرت في اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد مؤخراً، استحداث هيئة محلية في محافظة القدس باسم قرية "باب الشمس".
    وقد يجوز في هذا السياق ربط تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما حول نتنياهو وسياساته الطائشة، بما حدث في "باب الشمس"، التي على الأرجح جعلت من أوباما يسترجل ويندب حظ نتنياهو، ويفرغ ما في صدره عن رئيس الحكومة، في وقت حساس يتعلق بالاستعدادات القريبة لإجراء الانتخابات الإسرائيلية.
    لقد قالت "باب الشمس" مثلما قال أوباما عن نتنياهو، فقط الاختلاف في مضامين كثيرة وعميقة للأولى، إنما لا يختلف أحد على أن نتنياهو "سياسي جبان" حين يتعلق الموضوع بعملية السلام مع الفلسطينيين، وهذا رأي أوباما في نتنياهو بناءً على مقاله للصحافي الأميركي جيفري غولدبرغ.
    ولا نختلف مع أوباما في أن هذا التوغل والتوحش الاستيطاني سيقود إلى عزلة تامة لإسرائيل، ونعتقد أن "باب الشمس" امتلكت القدرة على ترجمة هذه الفرضية التي بدأت تدركها دول كثيرة، ومن ضمنها الولايات المتحدة الأميركية، التي تشكل الحامي والسند والأب لإسرائيل.
    وبصرف النظر عن اختيار هذه التصريحات الأوبامية، إلا أنها فعلاً تقود بشخص مثل نتنياهو إلى الهاوية، لأن أفعال "بيبي" تأخذ احتمالين، الأول يتعلق بالجاهزية الفلسطينية الداخلية للتعامل وصد الهجوم الاستيطاني الإسرائيلي، وقد تشكل الضفة الغربية في المستقبل عنواناً لانتفاضة شعبية.
    الاحتمال الثاني أن هذه النشاطات المدفوعة من قبل نتنياهو ستورطه بالتأكيد مع دول كثيرة، وستحرج وتضعف مواقف بعض الأطراف الدولية الداعمة لإسرائيل، مثل الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا وفرنسا.. إلخ.
    وعلى الأرجح أن يواجه نتنياهو هذين الاحتمالين في المستقبل، ذلك أن المؤشرات المتعلقة بالانتخابات ترشح فوز "الليكود - بيتنا"، لكن سيكون من الصعب على نتنياهو بناء ائتلاف قوي قياساً بالهبوط المستمر لتحالفه، ولذلك سيعيد حساباته إما بتشكيل ائتلاف حديدي يضم أطراف اليمين والأصوليين، أو يشكل ائتلافاً بين اليمين والوسط.
    في كل الأحوال، لن يتخلى نتنياهو عن مشروعه الاستيطاني، بصرف النظر عن تحالفه مع أي من التيارات الإسرائيلية، ذلك أنه تعهد باستكمال مشاريع الاستيطان التي سماها "استراتيجية" في الضفة الغربية، ومن يقول مثل هذا الكلام، فقد حدد سلفاً خارطة طريقه غير المتفقة مع الفلسطينيين.
    في نموذج "باب الشمس" بدت على نتنياهو الرغبة في المواجهة، حيث بيّن موقفه الواضح من ضرورة فض التظاهرات في هذه القرية، وهو الذي يصر على عدم السماح لأي أحد بتعطيل مشروع البناء الاستيطاني المسمى "إي 1" والقاضي بربط القدس بمستوطنة "معاليه أدوميم"، ذلك أن الكلام المنسوب لنتنياهو يؤكد أن توجهه المستقبلي في قيادة الحكومة، مبني على تعميق وتسريع الاستيطان.
    ما يهمنا هنا أن "باب الشمس" فتحت نافذة كبيرة في معقل الاستيطان الإسرائيلي، وينبغي استثمار هذا الجهد في فتح نوافذ أخرى حتى تدخل شمس الحرية ويتوقف الاستيطان، والحقيقة أن هذا الجهد الجبار يجب ألا يتوقف ومن المهم دعمه قيادةً وشعباً وفصائل ومؤسسات.
    لقد ترك نموذج "بلعين" ـ طوال سنوات النضال الشعبي ضد الجدار العنصري ومصادرة الأراضي الفلسطينية ـ أثراً قوياً على الاحتلال بالسلب، وعلى الجماهير الفلسطينية بالإيجاب والترحيب، حاله حال "باب الشمس"، الذي ينبغي طرحه مرة واثنتين وثلاثاً، كما ينبغي تعميمه على قرى أخرى.
    نقول ذلك، لأن هذا النوع من المواجهة يرفع من حماسة الفلسطينيين وينشط كما يحمس المتضامنين الدوليين للمشاركة في هذا الدرب، والأهم أنه يترك بصمةً قويةً وانطباعاً مؤثراً على اللاعبين الدوليين، ويقود إسرائيل إلى عزلة متنامية.
    من هنا، ندعو القيادة الفلسطينية إلى المشاركة في وضع إستراتيجية وطنية للنضال الشعبي، تصب في خدمة المشروع الوطني الهادف إلى الحفاظ على الثوابت الوطنية وعرقلة كل أنواع النشاط الاستيطاني في الضفة، وفي هذا السياق من المهم تشكيل هيئة وطنية جامعة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، تضم إلى جانبها الدولة والفصائل والمؤسسات الناشطة والمجتمعية، وأيضاً المؤسسات الدولية والعناصر الفاعلة في المجتمع الفلسطيني.
    نحتاج إلى خطاب عاقل يقول إن إسرائيل "زفت" ودولة فوق القانون، وبالتأكيد تشكّل كل من "بلعين" و"باب الشمس" عنواناً لهذا الخطاب الحضاري والمسؤول في مواجهة إسرائيل. ولا مانع إن أخذتنا الحماسة للتحضير لاندلاع انتفاضة شعبية سلمية، لا نريدها نحن، بل تريدها إسرائيل، كما تقود سياساتها إلى "باب الشمس".

    أطفالنا الأسرى ... والحماية الدولية
    بقلم: هيئة التحرير عن صحيفة القدس
    بدأت قضية الأسرى الفلسطينيين تكتسب اهتماما دوليا شعبيا واسعا ولاسيما بعد اضراب عدد كبير منهم عن الطعام اياما عديدة غير مسبوقة وصمودهم رغم ما يعترض حياتهم من أخطار وذلك لإيمانهم القوي بعدالة قضاياهم والظلم الفادح الذي يلحق بهم وبعائلاتهم وكل أبناء شعبهم. وقد عقدت عدة مؤتمرات دولية وصدرت عدة بيانات تأييد وتفهم لهؤلاء الأسرى الأبطال القابعين خلف القضبان.
    إلا ان هناك قضية أخرى في موضوع الأسرى قد تكون اكثر اهمية وإثارة للرأي العام وهي قضية الأطفال الأسرى الذين يبلغ عددهم المئات وهم في تزايد مستمر لأن قوات الاحتلال لا تراعي حقوقا لطفل ولا تبالي بالرأي الدولي ومنظمات حقوق الانسان وهي تمعن في ممارساتها حتى ازداد عدد الأطفال المعتقلين من ٧٠٠ في عام ٢٠١١ الى نحو ٩٠٠ في العام الماضي، وقد تعرض ٩٠٪ من هؤلاء الأطفال الى التعذيب والتنكيل كما أن اعترافات الكثيرين منهم قد انتزعت تحت التهديد والضغوط، ومن أشكال هذه الممارسات كما تقول المحامية هبة مصالحة المتابعة لقضايا هؤلاء الأطفال في وزارة الأسرى: التعرض للشبح ساعات طويلة في البرد او الحر الشديد او على كرسي صغير وهم مقيدو الأيدي والأرجل ومعصوبو الأعين مما أدى الى محاولة بعضهم الإقدام على الانتخار. ويقول المحامي خالد قرمان من الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال انه يتم احتجاز الاطفال في زنازين انفرادية كما يجري التحقيق معهم بدون حضور اولياء امورهم او محامين للدفاع عنهم.
    هذه الشهادات سمعها وفد دولي من الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسيف الخاصة بالطفولة الذي التقى وزير الأسرى عيسى قراقع واستمع منه الى نماذج عدة من انتهاكات حقوق الأطفال وحرمانهم من التعليم واستجوابهم بالمستوطنات، كما تسلم منه رسالة مفصلة حول واقع الاطفال الاسرى وضرورة التحرك الدولي السريع لمعالجة هذه الانتهاكات ووقفها ووضع حد للتصرفات الاسرائيلية المنافية لأبسط حقوق الانسان وخاصة الاطفال الذين تكفل حقوقهم كل المواثيق والمعاهدات الدولية.
    لقد وعد الوفد الأممي بممارسة الضغوط على سلطات الاحتلال للإفراج عن هؤلاء الاطفال وتغيير نظام القانون الاسرائيلي للتعامل معهم، وكان قد زار عددا منهم داخل السجون الاسرائيلية التي لا تتوفر فيها الظروف الانسانية والمعيشية المناسبة.
    ان زيارة هذا الوفد الدولي يجب ان تكون نقطة انطلاق فلسطينية وعربية ودولية ايضا للتعريف بقضية هؤلاء الاطفال ونقل معاناتهم الى كل المواقع والمحافل الدولية، وان تملأ صورهم وبأسمائهم وأعمارهم، كل ارجاء الدنيا ليعرف العالم ما الذي تفعله اسرائيل ليس بحق الشبان والنساء والكبار ولكن مع الأطفال أيضا، لتوفير الحماية لهم.
    كلمة أخيرة يجب ان تفهمها اسرائيل وتدرك أبعادها وهي ان هؤلاء الأطفال هم نموذج لأجيال المستقبل وانهم متمسكون بحقوقهم وبمستقبل وطنهم وان الحق الوطني الفلسطيني راسخ في الوجدان والضمير جيلا بعد جيل مهما اشتدت قسوة الاحتلال وظلمه ومهما تغطرس بالقوة والنفوذ.

    حياتنا - سرقة الأرض وآثارها
    بقلم: حافظ البرغوثي عن صحيفة الحياة الجديدة
    يجلس الفتى »بنان« ابن كفر الديك في باب كهف قديم مطل على وادي صريدة في منطقة تسمى بنات بر.. حيث أشعل ناره ووضع ابريق الشاي وحيداً وسط هذا الجمال المحيط.. أمامه مستوطنة بيت ارييه التي تتمدد في محيطها حتى تكاد تلتهم الوادي وعلى يمينه غرباً مستوطنة بدوئيل المطلة على دير بلوط.. وهناك إشارات وضعها الاحتلال على الصخور غرباً بالقرب من مغارة أم البابين تشير إلى أن الأرض صارت تحت قبضة الاحتلال حيث سربها سماسرة وعملاء من أناس جهلة وبائعي الأرض والضمير.. ماذا يفعله فتى في السادسة عشرة من عمره في هذا الفراغ المحيط؟ فيقول إنه يأتي يومياً يتناول الشاي ويعد فطوره ويبقى حتى الظهر متأملاً ما حوله.. فتى يعشق الأرض يزورها يومياً ويشرف على الوادي حيث قطعان الأغنام تنطلق في قاع الواد من مضارب رعاة رحل قدموا من الظاهرية من الخليل. هنا أرض مهملة وبعضها هجره أصحابه خشية من المستوطنة .. لم يبق في الوادي سوى الوادي كأنما طلب منه أن يدافع عن نفسه.. وعلى امتداد الطريق من دير غسانة إلى الوادي تمر بينابيع مهملة أشبعها لصوص الآثار حفراً وتنقيباً.. حتى مقام سيدنا الرفاعي لم يسلم من النبش بل عمد لصوص الآثار إلى حفر قبتيه لانتزاع شاهدين حجريين عليهما نقوش.. وصارت القبتان بثقبين وسرعان ما تتهدمان بفعل الأمطار والوادي نفسه يغص بمقابر قديمة وآثار خرب وبيوت وكهوف محفورة في الصخر وقبور كأنما نحتت بآلات حديثة لدقة النحت في الصخر، ويقال إنه تم استخراج تماثيل وجرار من ذهب من الكهوف المنحوتة في الصخر فالوادي عرف بأنه كان موطنا لشعوب قديمة من العصر الحديدي فالكنعاني ثم الإغريقي والروماني وقد نهبت الآثار على مر السنين ولم يبق فيه سوى الكهوف والقبور وقطع نقدية يعثر عليها البعض بين الحين والآخر أثناء فلاحة الأرض، يضاف الى هؤلاء قاطعو الاشجار البرية لبيعها حطبا حيث دمروا اشجارا معمرة. والسؤال هو لماذا ما زالت أيدي لصوص الآثار في الجبال تعيث فساداً حتى في قبور الأولياء ومقاماتهم، وبعضهم يجلب جرافاته لنبش الأرض وهدم الكهوف بحثاً عن سراب الذهب التركي أو الروماني، فالاحتلال يتمدد في الوادي ومستوطناته تغير حدودها دون استئذان من أصحاب الأرض، فما الذي يبقى لنا فالأرض إما تسرب للاحتلال أو يضع يده عليها بالقوة والآثار تسرق.. والزيتون يتم إهماله ونشره وبيعه حطبا, والسماسرة فقط يجوبون الجبال مع مساحين ويغرون البسطاء بالبيع أو يأتون بوكالات لأصحاب لها في الخارج.
    نحتاج إلى إعادة نظر في قضية الأرض وآثارها.. فما يحدث من نهب وسرقة لا تصوره وكالات الأنباء ويتجاهله نجوم الشاشات ومناضلو المدينة، ولا يعرفه الكثيرون، وعندما سألت الفتى بنان هل تعرف من سرب هذه الأرض قرب مغارة أم بابين على أعلى جبل في وادي صريدة قال لا.. قلت له إنه محام يدعى فلان وقتل في الانتفاضة الأولى.. والآن فإن الأراضي التي سيطر عليها الاحتلال تمتد غرباً في الوادي.. وصار أصحاب الأرض الآن عرضة للقتل اذا رفضوا البيع للسمسار, ليس لدينا مثل الفتى بنان الكثير ممن عشقوا الأرض منذ الصغر وصاروا من روادها يومياً.. ولكن لدينا الكثير ممن يتاجرون بالأرض.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 298
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:20 AM
  2. اقلام واراء محلي 281
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:44 PM
  3. اقلام واراء محلي 280
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:43 PM
  4. اقلام واراء محلي 279
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:42 PM
  5. اقلام واراء محلي 278
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:41 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •