النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 242

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 242

    الثلاثاء
    15 /1/2013

    أقلام وآراء من الصحف العبرية


    في هــــــذا الملف

    لا مناص آخر في مواجهة ايران
    بقلم: يوعز هندل عن يديعوت

    لنقلص ميزانية الدفاع
    بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس

    11 مليار شيكل للردع
    بقلم: أهارون لبيدوت ،عن اسرائيل اليوم

    أفق الارهاب
    بقلم: عاموس جلبوع ،عن معاريف

    يغتالون ويبكون
    بقلم: ألوف بن ،عن هآرتس

    زمن رائع لخداع الذات
    بقلم: اسحق ليئور ،عن هآرتس

    لمن الأمن ولمن الاراضي؟
    بقلم: ايال غروس ،عن هآرتس

    كلاهما صادق
    بقلم: ناحوم برنياع ،عن معاريف




    لا مناص آخر في مواجهة ايران
    بقلم: يوعز هندل عن يديعوت
    تكلف الحرب مالا ويكلف الاستعداد للحرب أكثر بكثير. إن اسرائيل منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي كانت تنفق مبالغ ضخمة على مواجهة التهديد الايراني. وإن جزءا من النفقة معلوم معروف ويأتي جزء من مواد ثانوية في ديوان رئيس الوزراء. وكلما تقدم الزمن تقدم الايرانيون أكثر لاحراز سلاح ذري، وهكذا أنفقنا نحن أكثر على الاستعداد. كان يُفضل في عالم كامل ان نستعمل هذا المال من اجل الرفاهية وخفض الضرائب، بيد ان عالمنا غير كامل فنحن نحيا في الشرق الاوسط.
    إن مشكلتي مع كلام اولمرت على ان نتنياهو أضاع مليارات الدولارات على استعداد لهذيانات، هي انه هو أكثر من كل شخص آخر يفهم ويعلم انه لا يمكن غير ذلك. فحينما يتم الاستعداد للحرب لا توجد هذيانات بل توجد خطط يتحقق بعضها ولا يتحقق بعضها الاخر. ونقول بالمناسبة انه حينما نستعد لسلام كالذي يتحدث عنه اولمرت توجد تكاليف وتوجد هذيانات. لكن هذا شأن آخر.
    حينما أراد ايهود اولمرت، كما نشر في الأنباء ان يهاجم المفاعل الذري في سورية وهو قرار شجاع ومناسب بحسب جميع الآراء بحث عن مساعدة امريكية. فتوجه اولمرت الذي حافظ على خط ساخن مع واشنطن بخلاف نتنياهو، توجه الى بوش وحصل على جواب بالرفض. وأراد بوش ان ينقل المعلومة الى لجنة الطاقة الذرية وان يُلاشي الهجوم فكانت النتيجة ان عملت اسرائيل وحدها وكانت الاستعدادات وثمن الاستعداد لتلقي ضربة مضادة، كانا على حساب خزينة المالية.
    ووجد نتنياهو نفسه في بداية توليه لرئاسة الوزراء في وضع مشابه. فقد أقامت الولايات المتحدة اشارة قِف للنشاط العسكري في مواجهة ايران. اجل إنهن صديقات غير صديقات فقد غلبت المصلحة الامريكية حاجة اسرائيل الى منع ايران من السلاح الذري. فلم يكن لنتنياهو آنذاك وليس له الى الآن مناص سوى ان يستعد لعملية مستقلة.
    يمكن ان ننتقد نتنياهو على مسار اتخاذ القرارات وعلى السيجار والويسكي والشره والنظرة القيمية لشتى الموضوعات. ويمكن ان ننتقده ايضا من وجهة النظر الصقرية لأن هذه المهمة في اثناء ولايته خاصة مع عدم وجود قرار قد أصبحت معقدة وغير ممكنة تقريبا. ولا يمكن ان ننتقد نتنياهو على أنه أتم استعدادات تعني كلفة مالية. فللاعداد العسكري منتوجات يمكن ان يُقاس بعضها ولا يمكن ان يُقاس بعضها الاخر: فبناء القوة لعمليات بعيدة الأمد وتدريب الفرق وانشاء بنى تحتية والردع في الأساس لا يُقاس بمال.
    عرفت هذه المعركة الانتخابية حيلا دعائية مختلفة عجيبة لكن الشأن الايراني بقي وبحق خارج الدائرة. وقد فعل نتنياهو بالضبط ما فعله اولمرت وما فعله شارون قبله للاستعداد لمواجهة ايران. وقد وقعت الكرة عنده لأن شارون واولمرت خاصة لم يقررا في زمانهما. إن ازالة التهديد الايراني مصلحة مشتركة للجميع ولم ينجح أحد الى الآن، واقترب نتنياهو من هناك شيئا ما بفضل حقيقة انه أخاف العالم وبفضل رغبة المجتمع الدولي في إحداث عقوبات لكف جماح اسرائيل. وسيُحكم على نتنياهو آخر الامر بامتحان النتيجة والى ذلك الحين لا توجد هذيانات ويوجد مشكلات كثيرة.
    حينما يقرن اولمرت النقد السياسي بالمصلحة القومية يخطئ كما اخطأ آخرون معه بالضبط. ففي الاسبوع الماضي كان فايغلين هو الذي زعم على نحو هاذٍ ان اولمرت بدأ حرب لبنان الثانية لاسباب سياسية. وقد أثبت فايغلين انه غير متزن. ان اولمرت لا يستطيع ان يسمح لنفسه، رغم المطر السياسي، بأن يأوي الى المظلة نفسها.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    لنقلص ميزانية الدفاع
    بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس

    نشرت المالية أمس نتائج أداء ميزانية 2012 فاتضح عمق القصور. فقد وصل العجز في الميزانية رقما قياسيا سلبيا بمقدار 39 مليار شيكل، 4.2 من الانتاج، مقابل تخطيط اصلي بمقدار 18.3 مليار. ويعد العجز الكبير والخطير نتيجة السياسة المغامرة للمالية ولحكومة بنيامين نتنياهو: فقد صادقا على ارتفاع مبالغ فيه في النفقات في السنتين الاخيرتين، ولكن من أجل عرض عجز سوي بمعدل 2 في المئة عرضا ارتفاعا غير معقول في المداخيل من الضرائب. وهكذا فقد كان واضحا منذ بداية 2012 بانه سيكون عجزا كبيرا. ولكنهما فضلا الا يفعلا شيئا وذلك لان 'الفعل' معناه تقليصات في الميزانية ورفع للضرائب وهذا غير شعبي.
    بند مهم في هذه السياسة غير المسؤولة هو ميزانية الدفاع. فقد تضخمت الميزانية جدا في السنوات الاربع الاخيرة ومعارضة وزير المالية يوفال شتاينتس للخطوة لم تؤثر. وفي نهاية الاسبوع الماضي قال ايهود اولمرت انه في السنتين الاخيرتين 'انفق نحو 11 مليار شيكل على هذيان أمني لم ينفذ ولن ينفذ'. وعلى حد قوله، يدور الحديث عن مبالغ تتجاوز الارتفاع متعدد السنين في ميزانية الدفاع، الذي هو أيضا عالٍ. وفي السنة الماضية، قال، أخاف كل العالم (وقصد الهجوم في ايران) ولكن في النهاية لم يفعلوا شيئا بل ولن يفعلوا شيئا. وشدد اولمرت على أنه يوجد في ميزانية الدفاع فائض يجب تقليصه.
    معروف أن ميزانية الدفاع ارتفعت كل سنة بدون صلة واضحة بالمخاطر والتهديدات الامنية. وها هي الان، حين تغرق الدول العربية حولنا في موجة ثورية والتهديد بشن حرب من جهتها يكاد لا يكون، فان هذا لا يؤثر على مطالب جهاز الامن ولا على خضوع نتنياهو لهذه المطالب. إذ لا يمكن اخافة الجمهور بالمخاطر التي تحدق من جانب جيراننا كي يركض خائفا نحو صندوق الاقتراع لينتخب الزعيم الوحيد الذي يمكنه أن ينفذه وفي نفس الوقت المطالبة بتقليصات في ميزانية الدفاع.
    ولكن بعد هدوء معركة الانتخابات، سيتعين على كل حكومة تنشأ ان تقرر سلم أولويات جديد، بهدف تقليص مبالغ كبيرة في ميزانية الدفاع. والا فاننا سنعلق في أزمة اقتصادية عمومية كبرى، لا يرغب فيها أحد.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    11 مليار شيكل للردع
    بقلم: أهارون لبيدوت ،عن اسرائيل اليوم

    تعالوا نصدر عن فرض ان رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت دقق في كلامه وأن الدولة أنفقت في السنتين الاخيرتين حقا أكثر من 11 مليار شيكل بحسب طلب جهاز الامن. هذه حقائق وكان تفسير ذلك: عرّف اولمرت هذا المبلغ الذي لا يستهان به بأنه نفقة على 'هذيانات مغامرة لم تنفذ ولن تنفذ، كما أعتقد'، وأشار بذلك الى هجوم ما على ايران.
    اذا فرضنا ان المبلغ دقيق، فماذا يمكن ان يُشترى بـ11 مليار شيكل؟ أفترض ان من الواضح للجميع ان وزارة الدفاع لم تشتر بهذا المبلغ حمصا. فهذا المبلغ يغطي زيادة الجيش الاسرائيلي لقوته من جهة القدرات والمنظومات من الطراز الاول، ومن ميدان التكنولوجيا ولا سيما في مجالات البحر والجو والحماية من الصواريخ. ومن المنطق ان نفرض ان هذا المبلغ يشتمل على منظومات استراتيجية مثل طائرات 'الشبح' المتقدمة من طراز 'اف 35'؛ ومن المنطق انه يشمل منظومات سلاح دقيقة بعيدة المدى من طرز مختلفة يحسن السكوت عنها؛ ويشمل منظومات استخبارات وسيطرة ورقابة في مستوى استراتيجي. وأنا أفرض انه يمكن بهذا المبلغ ايضا تعجيل تطوير 'الصولجان السحري' و'حيتس 3' اللذين سيمنحان الجبهة الداخلية أفضل حماية، والحديث في البحر كما كشف عن ذلك اولمرت أمس، عن غواصة سادسة من طراز 'دولفين' اشتُريت من المانيا بنصف مليار يورو.
    سمى اولمرت شراء الغواصة هذا 'اسرافاً فظا لا علاقة له بأمن اسرائيل'. وهذا غريب شيئا ما لأنه قبل بضع سنوات فقط في 2006 حينما كان اولمرت رئيس الوزراء وافق على شراء غواصتين من هذا الطراز بالضبط بكلفة مساوية كانت مليار يورو عن الاثنتين. أفلم تكن هاتان الغواصتان وهما الرقم 4 و5 في الاسطول الاسرائيلي 'اسرافاً فظا'؟ وهل الغواصة السادسة وحدها هي كذلك؟ إنه لعجيب.
    ويهاجم ايهود اولمرت استقرار رأي الحكومة على شراء الغواصة 'رغم معارضة قائد سلاح البحرية الخطية'. وتعالوا نفرض ان هذه ايضا حقيقة صادقة. من أين تنبع هذه المعارضة؟ إن لسلاح البحرية مهام أمنية معقدة وعليه ان يحمي حدود اسرائيل البحرية الطويلة. ومع ذلك فان الأدوات التي يملكها سلاح البحرية أخذت تشيخ وتقل. ويملك السلاح اليوم 11 سفينة صواريخ فقط من الخط الاول و2 أخريين عمرهما اربعون وزيادة، للخط الثاني. ومن اجل الموازنة نقول إن ملاك سلاح البحرية قد بلغ في الماضي غير البعيد 26 قطعة. فمن الواضح ان السلاح يحتاج الى سفن سطح كالاحتياج الى الهواء للتنفس، واذا وُجدت ميزانية فانه يفضل ان يؤجل التسلح الاستراتيجي بالغواصة من اجل ان يشتري سفن صواريخ اخرى.
    يقول الامريكيون قف من وراء كلامك وبرهن على الجدية. إن انفاق 11 مليار شيكل على منظومات استراتيجية هو برهان على جدية قاطعة، وهو مقنع جدا لحليفات اسرائيل من اجل ان يزدن جهود اقناع ايران كي تكف عن برنامجها الذري وهي في المقابل زيادة ردع ضخمة موجهة الى ايران نفسها (وأعداء آخرين). فأجروا أنتم الآن الحساب بأنفسكم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    أفق الارهاب
    بقلم: عاموس جلبوع ،عن معاريف

    عاصفة المطر في الاسبوع الماضي دفعت الى الزاوية تصريحا انتقاديا حادا من رئيس الدولة. ففي مقابلة مع 'نيويورك تايمز' قال بيريس ضمن امور اخرى انه 'بدون افق سياسي، الفلسطينيون سيعودون الى الارهاب'. لا أنوي الخوض في مسألة اذا كان يجدر برئيس الدولة ان ينتقد عشية الانتخابات، وأن يوصي المواطن الا يصوت في صالح حزب السلطة، بل ان افحص من ناحية موضوعية هذا القول في موضوع العلاقة بين الارهاب و'الافق السياسي'.
    هذا القول، باشكاله المختلفة بدون مفاوضات سياسية أو بدون مسيرة سياسية جوهرية او جريئة أو حقيقية فان بانتظارها ارهابا او انتفاضة اصبح عندنا قول دارج، شعارا، مثابة كليشيه يقال على نحو شبه ديني. والاستنتاج المنطقي الذي ينبغي لكل ذي عقل ان يستخلصه هو أنه عندما يكون افق سياسي، وتكون المسيرة السياسية حقيقية تماما، فلن يكون ارهاب ولن يكون عنف فلسطيني.
    اما أنا فأدعي بالمقابل ان هذا القول ليس صحيحا بل ومضللا. لماذا؟
    بداية، تجربتنا في الماضي مع الفلسطينيين تدلنا على أنه لا صلة بين المسيرة السياسية والارهاب. فمنذ التوقيع على اتفاق اوسلو الاول (ايلول 1993) وحتى اتفاق اوسلو الثاني (ايلول 1995)، الذي في اطاره أخلينا ضمن امور اخرى المدن الفلسطينية في يهودا والسامرة، قتل من الارهاب الفلسطيني 164 شخصا واصيب المئات. وبالمقابل في كل سنوات الانتفاضة الاولى الخمسة قتل 155 شخصا، معظمهم ليس من ارهاب الفلسطينيين.
    بكلمات اخرى، في الوقت الذي وصلت فيه المسيرة السياسية مع الفلسطينيين الى ذروة الذرى وخلقت للفلسطينيين افقا سياسيا بلا حدود، شبه حالم، ارتفع ارهابهم بمئات في المئة.
    نواصل من ناحية التاريخ. شمعون بيريس تسلم رئاسة الوزراء في اعقاب اغتيال رابين. لم يكن هناك من يحب المفاوضات السياسية أكثر حماسة منه، لم يكن زعيما لم يبذل كل جهده وقدرته وخبرته في دفع التسوية السياسية مع الفلسطينيين الى الامام، مثلما كان بيريس. ولكن في هذه الفترة القصيرة في ولايته كرئيس للوزراء (من تشرين الثاني 1995 وحتى ايار 1996) قتل 59 شخصا في عمليات ارهابية فلسطينية.
    كان هذا بيريس نفسه، في شباط 1996، بعد العملية في خط باص 18 في الطريق الى القدس، الذي قال (صحيفة 'دافار'، 26/شباط): 'الكثير جدا من الاسرائيليين يعرفون ان للسلام يوجد ثمن بالارواح ايضا'.
    بعض آخر من التاريخ. على مدى ثلاث سنوات ولاية نتنياهو كرئيس وزراء قتل 44 شخصا على ايدي الفلسطينيين، منهم 16 جنديا من الجيش الاسرائيلي في احداث 'نفق المبكى'. ليس عدد الخسائر وحده انخفض في حينه بل وعدد العمليات انخفض على نحو ساحق، وفي السنة الاخيرة من ولايته كانت كمية العمليات هامشية، بدون أي ضحية في الارواح. وذلك في فترة كان فيها الافق السياسي الفلسطيني في تراجع سريع.
    في اثناء ولاية باراك رئيسا للوزراء نهضت المسيرة السياسية مع الفلسطينيين لتبلغ ذرى جديدة والافق امتلأ بالذهب. اما النتيجة: ارهاب فلسطيني اجرامي غير مسبوق، يدمغ ذاكرتنا الجماعية.
    لا ينبغي لاحد أن يستنتج هنا بالذات ان الجمود السياسي يؤدي الى انخفاض في الارهاب. فهذا لا أساس له من الصحة بالضبط مثلما هي المفاوضات السياسية لا تمنع الارهاب. واحيانا العناصر المتطرفة بالذات قد تصعد الارهاب امام خطوات سياسية لا تروق لها.
    برأيي، أن العامل المركزي الذي يوجه الارهاب (نحو الصعود، الهبوط، الجمود) هو قدرات جهاز الامن الاسرائيلي بكل عناصره: في البعد الاستخباري العملياتي الهجومي، في البعد الاستخباري العملياتي الدفاعي وفي البعد الاعلامي.
    في وجه هذه القدرات توجد قدرات منظمات الارهاب. هذه مواجهة مستمرة، وعلى دولة اسرائيل أن تبقي فيها على التفوق والتصميم كل الوقت. في اللحظة التي تهبط فيها قدرات اسرائيل او ترتفع فيها قدرات الارهاب، سنشهد عمليات ارهابية ضدنا، وذلك سواء كانت هناك مسيرة سلمية أم لا.
    المسيرة السياسية، سواء كانت جوهرية أم احتفالية، هي دوما جيدة ومهمة، ولكنها ليست علاجا جيدا بالضرورة ضد الارهاب.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



    يغتالون ويبكون
    بقلم: ألوف بن ،عن هآرتس

    ليس فيلم 'حُماة الحمى' فيلم احتجاج يساريا آخر على الاحتلال، فهو بعيد عن ذاك. فالفيلم الوثائقي لدرور موريه هو التاريخ نصف الرسمي لـ'الشباك' منذ 1967، على ألسنة ستة من رؤسائه السابقين. وهو رواية الجهاز للصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وهو ايضا قصة 'النخبة القديمة' التي ضاقت ذرعا بالحرب الأبدية.
    يعرض الفيلم 'الشباك' ورجاله على أنهم ضحايا قيادة سياسية تهربت من حسم سياسي لمستقبل المناطق، وفضلت 'محاربة الارهاب'. وكان رؤساء 'الشباك' من وجهة نظرهم 'منظفي القذارة' الذين أبقوا الارهاب في مستوى يُطاق، كما قال مسؤول الجهاز الكبير الراحل يوسي غينوسار.
    إن موقف موريه السياسي رابيني: لنحارب الارهاب وكأنه لا توجد مسيرة سياسية ولنتقدم في المسيرة السياسية كأنه لا يوجد ارهاب. فلا عجب من ان اسحق رابين يحظى بزمن من عرض التلفاز أكثر من رؤساء الوزراء الآخرين. ويوصف قتل رابين بأنه نقطة التحول التاريخي التي أفضت الى ضياع السلام. ويُعرض المستوطنون في الفيلم على أنهم مُخلون بالقانون ومتظاهرون متحمسون، ويُعرض قادة الليكود على أنهم محرضون.
    إن رواية الفيلم مريحة لـ 'الشباك' وتتجاهل الصدامات بين الجهاز وسلطة القانون. وتُروى قضية الخط 300 (مقتل مخربين اختطفا حافلة في 1984) بالتفصيل على لسان رئيس الجهاز آنذاك ابراهام شالوم. لكن موريه يوقف القصة في منتصفها ولا يذكر اختلاق الأدلة في لجنة التحقيق والغفران الذي أُعطي للقتلة ولمن غطوا عليهم. ولا يتناول الفيلم الأكاذيب المنهجية لمحققي الجهاز في المحاكم التي كشفت عنها لجنة لنداو، ولا قرار المحكمة العليا الذي حظر التعذيب في التحقيق.
    ويُعرض الفلسطينيون في الفيلم بأفكار نمطية مقولبة، فهناك عربي وحمار باللونين الاسود والابيض، وفتيان يرمون الحجارة، وجموع تجري صارخة وراء سيارة اسعاف، وأكثر من ذلك أنهم أهداف في أفلام اطلاق طائرات بلا طيارين نيرانها. فيبدو ان ناس 'الشباك' يرون أهدافهم على ذلك النحو.
    يُرى رؤساء الجهاز بأنهم ناشطون من مباي السابق، في قمصان مفتوحة الياقات، ولهجة صبارية اشكنازية وأخطاء طفيفة باللغة العبرية. وأنا أعرفهم من البيت فهذه هي الطائفة التي جاء منها والداي. ورؤساء الجهاز مثل كثيرين من رفاقهم في هذه الطائفة لانوا وتركوا النهج الامني الفعال. فهذا ما حدث لشالوم وعامي أيلون وكرمي غيلون ويوفال ديسكن؛ وما زال آفي ديختر وحده عاشقا للحرب نادما على الاغتيال الذي لم ينجح.
    ان ديسكن هو البطل المأساوي لفيلم 'حُماة الحمى'، فهو والد الاغتيالات التي تُعذبه في ساعاته الخاصة متألما لمن قتلهم من الناس. فهذه صيغة من صيغ 'الشباك' لـ'يطلقون النار ويبكون'. وقد تأثر في شبيبته بـ'لو هُزمت اسرائيل'، وهو تاريخ بديل لحرب الايام الستة. وهو كتاب مُزعزِع في نهايته يشنق العرب المنتصرون موشيه ديان وليفي اشكول في ميدان ملوك اسرائيل. ويعتقد ديسكن اليوم ان إشعياء ليفوفيتش كان على حق في نبوءة غضبه وتوبيخه بسبب الاحتلال الذي سيدمر اسرائيل من الداخل.
    يذكر ديسكن روبرت ماكنمارا، وزير الدفاع الامريكي الذي قاد حرب فيتنام الى ان ندم واستقال وأصبحت شخصيته الهاما لفيلم. وديسكن مثل ماكنمارا الذي صحا لم يعد يؤمن بالرواية الرسمية. إن تحوله يكشف عن خط الصدع السياسي في اسرائيل، الذي يفصل ما بين اليمين الذي يفضل حربا دائمة واليسار الذي يبحث عن مصالحة الفلسطينيين. حينما نشاهد الفيلم نفهم لماذا تشاجر ديسكن مع بنيامين نتنياهو ولماذا عيّن رئيس الوزراء عدو 'النخب القديمة'، يورام كوهين، الذي يعتمر قبعة دينية وريثا له. لكن نتنياهو لم يعد يؤمن ايضا بأنه يمكن تجنيد الاسرائيليين لحروب واحتلالات وهو يريد ان يؤسس حماية اسرائيل على الجدران والقبب الحديدية وان يتكل على 'حماة الحمى' ليستمروا في صيانة الاحتلال.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    زمن رائع لخداع الذات
    بقلم: اسحق ليئور ،عن هآرتس
    ليس حب الذات هو الذي قسم 'الوسط اليسار'. من المعقد أن نُفسر باختصار الانحلال الاجتماعي والسياسي، لكنه متصل بمركزية السلطة المتزايدة التي تنقض المجتمع الى فئات اخرى. ولم تنشئ الخصخصة تفريقا للبؤر (والتلفاز التجاري مثال على ذلك)، بل انشأت حلفا أخذ يقوى بين صناعات السلاح والجيش ودولة المستوطنين وكبار رجال الاقتصاد والاعلام والمراكز المالية المحلية والاجنبية وجهاز تربية ايديولوجي.
    كل ذلك يُجند قوة بشرية تعلقية في أكثرها وغير منظمة من أكثر أجزاء السكان. والمجتمع الذي يعتاش من ذلك تنحل عُراه بين الولاء للوسط وقبول أوامره وعدم القدرة على تنظيم النفس لمواجهة افعاله، مثل جرافة تُخدد الارض.
    اليكم عرضا من أعراض ضعف المعارضة. من الواضح ان أكثر الاسرائيليين ما زالوا يفضلون الرجال ذوي السلطة كأرباب العمل في الاقتصاد والجيش ووسائل الاعلام والسياسة والسلطة المحلية والاكاديميا. اجل في الاكاديميا ايضا حتى إن روفي سورات يعشن مع ذلك بصورة غير سيئة. لكنه يوجد تفضيل لنساء قائدات في الساحة السياسية للمعارضة اليسارية. لم تعد ميرتس 1992 موجودة ولا توجد في مكانها ايديولوجية جديدة بل 'تخيلات جديدة' تلائم فئة ضيقة.
    وبيّن يهود من مصوتي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بصوت خافت في الشبكة الاجتماعية أنهم يفضلون القائمة العربية الموحدة (برئاسة امرأة)، مع احتمال جيد لهدر اصوات. وتُصور قائمة حزب العمل بصورة رائعة لكن لا باعتبارها بديلا للادارة. و'كديما' الماضي هي شيئان: امرأة مدهشة رئيسة لـ'الحركة' المقلصة و'رجل منا' يحشد فجأة تأييدا من صف 'الصارمين'. ويئير لبيد رجل ونفتالي بينيت رجل رجل ولن نتحدث عن المدفع وقذائفه، فهل يتجرأ أحد في اليسار على اقتراح فوز على اليمين بمساعدة خلية أكثر تنوعا جوابا عن السؤال الشعبي وهو 'من سيُدبر الامور بعد'؟، نشك في هذا كثيرا، بل ان عوفر عيني مكروه هناك (حتى بعد النصر الكبير الذي لا نظير له في 'بلفون').
    هذا أمر عميق ومأساوي: فهو انقسام لا يمكن رأبه لكن اللذة في التطهر ومشايعة الحق والحزن للهزيمة عن التقلص أكبر لذات اليسار. وماذا أضاع اليسار ايضا؟ انه أضاع الصلة بالشرقيين في الأطراف. وهذا معلوم لكنه لم يُدرس الى الآن مع كل ذلك. ومثله الفشل في وجود طريق من اجل عدم قلب الطاولة مع المتدينين مثل برنامج ميرتس الدعائي الذي يأتي بنموذج نمطي لـ'شابة شرقية' تتحدث 'بلغة المثليات ايضا' معترضة على الحريديين ويتضح كل شيء. ونقول بالمناسبة إن 'واحدة كهذه' ما كانت لتنجح في الانتخابات التمهيدية في ميرتس.
    إن أكثر الفئات تختبئ وراء ظهر القومية وبعضها يختبئ وراء حساسية سياسية جديدة لم تلد حتى الآن أي تكافل سوى أحلاف آنية صغيرة. ويبدو ان جميع اللاعبين في الساحة السياسية يكسبون من الانقسام، لأن أثمانهم في الكنيست ترتفع، فالسياسة تجارة. وفي القريب سينسون الناخبين ويعود الجميع الى اماكنهم، أعني اعضاء الكنيست والمستشارين والاستراتيجيين والفئات ومنظمات اليسار. وستفضل النسويات ايضا كالمثال الذي ذكرناه آنفا، بدل ان يُنشئن حزب نساء ويُقنعن نساء بنشاط جاد مضاد، للنضال عن المساواة، سيفضلن جمعيات مُنفقا عليها مع 'حملات دعائية' صارخة وسيتنكرن للعدد الكبير جدا من النساء وهن الأكثرية الغالبة اللاتي صوتن لرجل رجل.
    وسيستمر الشرقيون في الحفاظ، سرا تقريبا، على الشعور بالتمييز الحق الذي يُجتذب مرة بعد اخرى الى احزاب تفضل ترجيح الغنيمة على مكافحة السلطة. وسيعود اليسار الراديكالي الى الفقاعة الاستعمارية لكنه لن يناضل الوضع الراهن. ومرة اخرى سيدعون المليون عربي في اسرائيل تنتقض عُراهم وحدهم، فانهم لن يحسبوا حسابا للوسط العربي الضخم ما لم تنشأ قائمة حزبية موحدة تشمل الاحزاب العربية جميعا، لأن تمييز العرب هو تمييز واحد. لكن الانتخابات كالعرس، فهي زمن رائع لخداع الذات.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    لمن الأمن ولمن الاراضي؟
    بقلم: ايال غروس ،عن هآرتس
    في إطار الالتماس ضد أمر الاخلاء الذي صدر للبؤرة الفلسطينية في المنطقة E1 أصدر قاضي محكمة العدل العليا نيل هندل أمرا مؤقتا بحظر الاخلاء أو هدم الخيام التي بناها الفلسطينيون في أرض الطور، 'الا اذا كانت حاجة أمنية عاجلة'. وفي ساعة ليلية في منتهى السبت رفع من جانب الدولة بلاغ الى المحكمة قيل فيه انه مخطط لاخلاء لازم لاعتبارات 'حاجة امنية عاجلة ومنع مس خطير بالنظام العام'. وادعت الدولة بان بقاء الفلسطينيين في المنطقة يخلق مراكز احتكاك اشكالية، لانه حسب تجربة الماضي هناك توقع في أن يصل ناشطون يمينيون وناشطون يساريون الى المكان، ومن المتوقع للاحداث أن تترافق وأعمال اخلال شديدة وواسعة بالنظام وعنف.
    الى جانب هذه الادعاءات عن 'التخوف الحقيقي بالمس بالنظام العام' ارفق البلاغ بفتوى سرية في مغلف مغلق، لعناية المحكمة، ادعي فيها بما يشير الى حاجة أمنية عاجلة لاخلاء المنطقة وفي غياب معرفة ما في المغلف لا يمكن لنا أن نعرف ما هي المبررات، الاضافة التي قدمت عن وجود 'الحاجة الامنية العاجلة'. ومع ذلك يمكن ان نتساءل اذا كان في ضوء طبيعة البؤرة نشأت بالفعل في منتهى السبت 'حاجة أمنية عاجلة' ما كان يمكن أن تنتظر حتى نقاش آخر امام محكمة العدل العليا واذا كانت الادعاءات بالتخوف من المس بالنظام العام (وليس بحاجة عملياتية او قتالية حيوية نشأت) تقوم على اساس يرتفع الى مستوى 'الحاجة الامنية العاجلة' التي نشأت بين الجمعة والسبت. وما كان يمكن أن تنتظر حتى صباح يوم الاحد.
    تكشف القضية الاشكالية التي في نظام الاراضي في المناطق. ففي البلاغ الذي رفعته الدولة زعم بان معظم الخيام اقيمت في اراضي دولة معلن عنها وبعضها القليل على ارض ليست أرض دولة. وبالمقابل، في اطار الالتماس الى محكمة العدل العليا زعم أن هذه اراض خاصة. ولا بد أن هذا الخلاف من حيث الحقائق سيتضح، ولكن يجدر بالذكر حتى الاراضي التي أعلنت كاراضي دولة في المناطق هي في احيان قريبة اراضٍ كانت تفلح وتستخدم بشكل خاص من الفلسطينيين، واعلنت كاراضي دولة في جملة من السبل القانونية الاشكالية. وفضلا عن ذلك، فان اراضي الدولة في المناطق المحتلة يفترض أن تستخدم في صالح السكان المحتلين، والدولة المحتلة تحتفظ بها بالوصاية: محظور عليها أن تسكن فيها مواطنيها. عمليا، اسرائيل تستخدم في الغالب اراضي الدولة في صالح المستوطنين. وحسب تقارير منظمة 'بمكوم' ومكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة، فان اسرائيل تتجاهل الاحتياجات الجوهرية للسكان الفلسطينيين: سياسة الادارة المدنية تجعل من الصعب جدا على الفلسطينيين الحصول على تراخيص بناء والمخططات الهيكلية التي اعدتها لا تتناسب واحتياجات السكان الفلسطينيين.
    وعليه فان ادعاءات الجيش الاسرائيلي بان البؤرة الفلسطينية ليست قانونية وان هذا غزو لاراضي الدولة، تنهار امام عدم القانونية الاوسع للوضع الذي يمنع فيه عن السكان الفلسطينيين امكانية استخدام الاراضي المخصصة لهم، بسبب اعلانها اراضي دولة وبسبب سياسة التخطيط التي تميز ضدهم، وفيها يستغل هؤلاء السكان في صالح المستوطنات التي هي غير قانونية، حسب القانون الدولي. اسرائيل هي التي تغزو الاراضي الفلسطينية وليس العكس.
    الفلسطينيون الذي أقاموا البؤرة منحوها اسم 'باب الشمس'، على اسم كتاب الكاتب اللبناني الياس خوري، الكتاب الذي يجمع مئات القصص عن الفلسطينيين الذين اقتلعوا من اراضيهم في 1948. النظرة الموضعية الى مسألة اذا كانت 'حاجة امنية عاجلة' في منتهى السبت حين تصاغ مسألة الامن فقط من الزاوية الاسرائيلية، وتجاهل مسألة لمن حقا تعود اراضي الدولة والتمييز التخطيطي، هذه النظرة تفوت رؤية الصورة الاكبر: في هذه الصورة عدم القانونية الحقيقية هي عدم قانونية سياسة الاراضي لنظام الاحتلال وليس لمقيمي البؤرة. عندما كتب مقيمو البؤرة: 'نحن، ابناء وبنات فلسطين نعلن عن اقامة قرية باب الشمس. نحن الشعب، بدون تراخيص من الاحتلال، بدون إذن من احد، نبقى هنا اليوم لان هذه الارض هي ارضنا وحقنا في البقاء فيها هو حقنا' فانهم انتزعوا من جديد حقهم في الاراضي، في عمل يخلص بقدر أكبر لسلطة القانون الجوهرية والقانون الدولي منه للاعمال التي تفعلها اسرائيل بالاراضي.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




    كلاهما صادق
    بقلم: ناحوم برنياع ،عن معاريف
    إن معركة الانتخابات الحالية تشبه سيارة يقودها سكران، فهي لا تعرف السير إلا على الأطراف. والمناوأة بين اولمرت ونتنياهو مثل جيد على معركة انتخابات فقدت رأسها. إن اولمرت هذه المرة لا ينافس في أية واحدة من القوائم الحزبية وليس واضحا لماذا وعلامَ أمسك هذه المرة بصولجان رئيس المعارضة. ونتنياهو يدير معركة انتخابات أنا وغيري صفر ولا يُفهم لماذا يقفز كمن نهشته أفعى حينما يسمع أية كلمة انتقاد.
    تجولت أمس في هضبة الجولان محاولا أن أفهم كيف يستعد الجيش الاسرائيلي ازاء نظام الحكم في دمشق، فهذا موضوع مركب وقابل للانفجار ومُلح بقدر لا يقل عن الذرة الايرانية إن لم يكن أكثر منها. وفي الجولان بخلاف ما كان في سيناء وغزة، حيث ردت الحكومة على التطورات بصورة بطيئة جدا ومتأخرة جدا، هناك جهد جدي لتعجيل الدواء للداء. فجهاز الامن ينفق الآن 250.300 مليون شيكل على انشاء متعجل لسور جديد مطور ونظام جمع معلومات جديد. وهذا جزء صغير فقط من الاستعداد.
    وبعد الظهر جاء الى هناك رئيس الوزراء فأُخذ من مروحيته الى قمة جبل أفيتال ازاء القنيطرة والتقطت له صور مع جنود غولاني وخلفهم الثلج الابيض. وكان يفترض في الأصل ان يشاهد نتنياهو تدريبا عسكريا في الاسبوع الماضي، لكنه جاء مقابل ذلك في زيارة تظاهر، زيارة من اجل التقاط الصور.
    ليس نتنياهو أول رئيس وزراء يستغل منصبه وجنود الجيش الاسرائيلي ليدفع قدما باحتمالاته في صناديق الاقتراع. لكن المشكلة هي الافراط فلا يوجد يوم لا يخرج فيه نتنياهو لتلتقط له صور مع وحدة عسكرية ما ولا يرى الناخبون إلا الصور. فهم لا يرون البسمة على وجوه قادة في الجيش الاسرائيلي يُستعملون معطيات احصائية لهذه العروض. وقد أعلن نتنياهو أمس في جلسة الحكومة انه أمر شخصيا باخلاء البؤرة الاستيطانية الفلسطينية التي قامت في طرف المنطقة بين معاليه ادوميم والقدس، فكل الاحترام للتصميم والمشاركة والتعجل. وقد حاول كل من شارك في اخلاء بؤر استيطانية ان يتذكر أمس متى أمر نتنياهو باخلاء بؤرة استيطانية غير قانونية لشباب التلال. إن نتنياهو ليس قويا إلا على الضعفاء.
    ولنعد الى الخصومة بين رئيسي الوزراء السابق والحالي. يوجد أكثر من قليل من الحقيقة فيما يقوله اولمرت في نتنياهو ويوجد أكثر من قليل من الحقيقة فيما يقوله نتنياهو في اولمرت.
    اجل أنفق نتنياهو وباراك مبلغا يقرب من 3 مليارات دولار 11 مليار شيكل على الاعداد لهجوم على ايران لم يقع. لم يُبذر المبلغ كله لأنه توجد منظومات اشتُريت وما تزال قابلة للاستعمال؛ هذا الى ان الاعداد الاسرائيلي كان له تأثير كبير في استقرار رأي الغرب على تشديد العقوبات. وهذا هو نصف الكأس المليئة، أما النصف الفارغ فيشمل مبلغا أكبر بكثير تم انفاقه هدرا، وشيئا آخر وهو انه لو كانت علاقات الثقة بين نتنياهو واوباما لما احتيج الى انفاق مليارات لاقناع الامريكيين بأن نواياه جدية، فقد كان يكفي ان يهمس لرئيس الولايات المتحدة في أذنه.
    إن باراك ونتنياهو مُتسقان في استعدادهما لانفاق مبالغ ضخمة على اجراءات عسكرية لا تتحقق. فهكذا تصرفا ايضا زمن عملية 'عمود السحاب' حينما جندا أكثر من 60 ألف جندي احتياط لتخويف حماس فقط. وقد قال لي ضابط كبير في اثناء العملية: 'اذا كان الحديث عن حيلة فانني كنت استطيع ان أفعل ذلك بكلفة أرخص'، ويصح هذا ايضا على الهجوم على ايران.
    وفيما يتعلق باولمرت فان هجومه على نتنياهو لا يمكن ان يُستقبل على أنه انتقاد مشروع من رئيس وزراء سابق على خلفه. فلم تكن ولاية اولمرت بريئة من الأخطاء وفيها أخطاء كلفت ميزانيات ضخمة وحياة انسان ايضا. ومحاولة اولمرت جعل الاسبوع الاخير قبل الانتخابات اسبوع مواجهة بين حكومته وحكومة نتنياهو لن تنجح لجميع الاسباب التي في العالم لأن هجومه يراه الجمهور آخر الامر على أنه حيلة عشق للذات. فاولمرت الذي اختار ألا يرشح نفسه يُصر مع ذلك كله على انتظار المتسابقين في الدورة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 241
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:37 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 232
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:45 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 231
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:44 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 230
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:43 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 228
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:40 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •