النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 303

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء محلي 303

    اقلام واراء محلي 303
    24/1/2013


    حديث القدس: يجب تقييم الوضع بالجدية التي تناسب التحديات المصيرية
    بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس
    وجهت نتائج الانتخابات الاسرائيلية لطمة قوية الى تحالف نتانياهو/ليبرمان الذي خسر نحو ١٢ مقعدا في الكنيست، إلا ان نتانياهو ما يزال الأوفر حظاً لتشكيل الحكومة القادمة وستكون مهمته اصعب وتحركه السياسي اكثر تعقيدا بسبب التحالفات الحزبية المنتظرة، وسيكون مضطرا للتجاوب مع حلفائه او شركائه في الحكومة، إلا ان هناك قضايا واضحة ولا يبدو وجود لأي خلافات حولها، وفي المقدمة ما يهمنا ويعنينا نحن الفلسطينيين.
    لا خلاف بينهم حول استمرار الاستيطان، ولا خلاف بينهم على عدم العودة الى حدود ١٩٦٧، ولا خلاف على بقاء القدس موحدة وعاصمة لإسرائيل كما يقولون، ولا خلاف على الاعتراف بيهودية الدولة، وبالمحصلة لا خلاف حول رفض اقامة الدولة الفلسطينية التي تشكل القاعدة الاساسية لأية تحركات سلمية او حلول سياسية.
    وهم يرفقون اقوالهم بالافعال، فالاستيطان لا يتوقف ويؤكد نتانياهو على عدم ازالة أية مستوطنة تحت حكمه، وتمزيق القدس لتهويدها لا يتوقف هو الآخر وآخر مخططاتهم شق طريق ومصادرة اراض من شعفاط وكذلك في منطقة بيت صفافا وما يقومون به في منطقة سلوان. والهدف واضح وهو تمزيق القدس وتحويلها الى احياء متفرقة ومنعزلة ولا سيما بعد اقامة الحاجز والجدار عند مخيم شعفاط لفصل ما وراءه عن القدس، وكذلك الوضع بالنسبة لعشرات آلاف السكان خلف الجدار عند قلنديا.
    هذه الاوضاع ستزداد سوءاً في ظل الحكومة القادمة وستجد قيادة الدولة في الضفة الغربية انها محاصرة وان مساحة التحرك تضيق في كل المجالات: الاحتلال من جهة والازمة المالية الخانقة وتقاعس القيادات العربية من جهة اخرى، وتزايد العقبات امام تحقيق المصالحة خاصة بعد الزيارات المتكررة لقيادات عربية ودولية الى قطاع غزة وآخرها زيادة رئيس وزراء ماليزيا وتعامل هؤلاء مع حماس في غزة وكأنها شيء مستقل بكل معنى الكلمة.
    السذال الذي نعتقد انه يتردد على لسان كل فلسطيني في الضفة هو ما الذي تنتظره والى متى سنظل نتعامل مع هذه التحديات المصيرية بالبيانات والتصريحات والاستنكار والتنديد؟
    ان الابواب تبدو مغلقة كلها والمجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، تبدو عاجزة او غير راغبة او قادرة على تغيير المواقف الاسرائيلية، ولا تتوقف عن تكرار المناشدات والمقترحات الجوفاء التي لا يرافقها اي فعل حقيقي ولا تتجاوز حدود المخدر واضاعة الوقت.
    ان القيادة مطالبة باعادة تقييم جادة للوضع والاستعانة بالخبراء والمحللين واصحاب الرأي المستقل وكل من له علاقة بالوضع بالتحديات الاستيطانية والسياسية والمالية التي تواجهنا، للخروج بمواقف واضحة تكون على مستوى هذه التحديات وهذا مطلب مستعجل واية مماطلة لا تعني سوى اضاعة الكثير من الوطن والمستقبل واستمرار السير في المتاهة الحالية.


    الإسرائيليون صنعوا مشهدهم فماذا علينا أن نفعل؟
    بقلم:طلال عوكل عن الايام
    انتهت الانتخابات العامة الإسرائيلية، أول من أمس، على مشهد يثير الكثير من التساؤلات ويطرح العديد من الملاحظات والاستنتاجات، التي ينبغي على الإسرائيليين قراءتها على نحو معمق، لكنها بالنسبة للفلسطينيين، قد لا تخرج عن السياق العام للسياسة الإسرائيلية التي عرفناها ولمسناها طيلة الفترة الماضية.
    رغم ذلك، ولسبب التداخل والتأثير المتبادل بين المحتل والمحتلة أرضه، وربما من باب التشفي أحياناً فإننا أيضاً كفلسطينيين نراقب باهتمام، ونمضي شرقاً وغرباً في التحليل وتقديم الدروس والاستخلاصات، لكن الأهم من كل ذلك هو ما الذي علينا أن نستخلصه لأنفسنا، وما الذي ترتبه علينا نتائج الانتخابات الإسرائيلية.
    يمكن الحديث عن فشل ذريع أصاب نتنياهو الذي بادر إلى تبكير الانتخابات؛ ظناً منه أن الظروف تتيح له الفرص، للتحكم في السياسة الإسرائيلية من موقع الرجل الأقوى، والتحالف الأقوى، لكن النتيجة المتحققة تقول إنه مشروع زعيم فاشل، مدع، كاذب، ولا تتوافر فيه صفات ومواصفات القائد التاريخي الذي يحتل مكانه بين زعماء إسرائيل التاريخيين.
    اعتقد نتنياهو أن تحالفه مع ليبرمان، رغم معارضة أكثر من ثلث أعضاء الليكود سيمكّنه من الفوز بكتلة برلمانية تفوق حصتها في الكنيست حصص الحزبين في الكنيست الثامنة عشرة، والتي كانت اثنين وأربعين مقعداً.
    واعتقد نتنياهو أن عناده وطريقته السيئة في التعامل مع الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل إعادة انتخابه، سيكونان سبباً في إقناع الإسرائيليين بتأييده ومنحه احتراماً فائقاً. وفي السياسة عاد نتنياهو ليركب سلوك التطرف ضد الفلسطينيين، والتعهد بمواصلة الاستيطان والمحافظة على الكتل الاستيطانية، ثم النفخ بالملف النووي الإيراني، اعتقاداً منه أن ذلك سيكون كافياً لكي يحصل على ثقة جمهوره القلق، غير الواثق في إمكانية بقاء دولته. قبل الانتخابات خرج نتنياهو بعدوانه نحو قطاع غزة، في محاولة مفضوحة لكسب تأييد المصوتين في المناطق التي تتعرّض للصواريخ الفلسطينية، فكان عليه أن ينتبه ولم ينتبه، إلى أن الصواريخ وسعت دائرة الإسرائيليين الذين يقلقون على حياتهم وأمنهم.
    كان عليه أن يدفع ثمن ائتلافه وصحبته وتحالفه مع مجنون مأفون مثل أفيغدور ليبرمان، عديم الخبرة، الذي قفز إلى رأس الدبلوماسية الإسرائيلية دون أن يكون لديه الحد الأدنى من الإلمام بقواعد وأخلاقيات التعامل المحترم مع الآخرين.
    في كل الأحوال، لم يكن موضوع السلام والقضية الفلسطينية، مطروحاً على جداول أعمال ودعاية الأحزاب الإسرائيلية الرئيسة وغير الرئيسة، والسبب هو أن الفلسطينيين لم يبادروا إلى فرض قضيتهم بأشكال فاعلة على أجندة الانتخابات الإسرائيلية.
    والدرس هو أنه دون فعل فلسطيني كبير يعبّر عن حجم أزمة الاحتلال الإسرائيلي دون طرح الأزمة على حقيقتها فإن أحداً لن يتحرّك، لأن التحرك يتبع المصالح، فإن لم تكن هذه المصالح معرضة للتهديد فإنه لا داعي للتحرك.
    وعدا ذلك، علينا أن نسأل: لماذا كان هذا الفوز الذي حصل عليه تحالف (الليكود - بيتنا) ضعيفاً جداً؟
    أولاً ـ لا شك في أن الجمهور الإسرائيلي الذي خرج ٧٠٪ منه إلى صناديق الاقتراع في ظاهرة غير مسبوقة منذ عقود، قد شعر بالعزلة السياسية الشديدة التي دفعت سياسة (نتنياهو - ليبرمان) إسرائيل إليها الأمر الذي ينطوي على تهديد لمستقبل وجود إسرائيل؛ الأمر الذي عبرت عنه تسيبي ليفني قبل أيام حين قالت إن سياسة نتنياهو تهدد وجود إسرائيل.
    الرئيس باراك أوباما هو الآخر كان قد وصف سياسة نتنياهو بالتدميرية. الدرس للفلسطينيين هو أن عليهم مواصلة فعلهم السياسي والدبلوماسي وخوض كافة أشكال الاشتباك على الساحة الدولية، وحمل ملفاتهم إلى مؤسسات الأمم المتحدة، والمحاكم الدولية والإقليمية والوطنية، فإن لم يتمكنوا من دفع إسرائيل إلى أقفاص الاتهام والمحاكمة فعلى الأقل فضحها ودفعها نحو المزيد من العزلة الدولية.
    ثانياً ـ لقد جازف نتنياهو واعتمد أسلوباً وقحاً وفجّاً في التعامل مع إدارة الرئيس باراك أوباما، إلى الحد الذي انحاز فيه لصالح منافس أوباما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ميت رومني. إن الجمهور الإسرائيلي حساس إزاء العلاقات الإسرائيلية الأميركية، ولا نظن أنه يتسامح مع أي زعيم سياسي إسرائيلي يستهتر بهذه العلاقة، ويعرّضها للاهتزاز. إن الإسرائيليين يعرفون حقيقة أن الولايات المتحدة هي نسبياً الدولة الوحيدة التي تقف إلى جانب دولتهم "بالباع والذراع"، ولولا دعمها وحمايتها لإسرائيل لكانت في وضع صعب جداً وخطير.
    ثالثاً: عدا فشل حكومة نتنياهو في مواجهة المسعى الفلسطيني للأمم المتحدة، وفشلها في تحقيق أهداف عدوانها الأخير على القطاع، فإن نتنياهو فشل فشلاً ذريعاً في معالجته الأزمة الاقتصادية الاجتماعية الداخلية.
    في الانتخابات الأخيرة صوّت ١٧٪ ممن يحق لهم التصويت في مدينة تل أبيب لصالح (الليكود - بيتنا) بينما صوت أكثر من خمسين في المائة منهم لصالح (الليكود) في الانتخابات السابقة، مما يعني أن الطبقة الوسطى في إسرائيل فقدت ثقتها بالليكود وسياسته.
    والآن، فقد حققت القوائم العربية في الانتخابات تقدماً قياسياً بما كانت عليه في الكنيست السابقة، لكن خللاً أصاب موقف الجمهور العربي الذي قاطع جزء منه صناديق الاقتراع بسبب مواقف الحركة الإسلامية وأبناء البلد، وكان من الأجدى أن يتفق الكل الفلسطيني داخل إسرائيل على خوض هذه المعركة بما يزيد من تأثيرهم على واقع السياسة الإسرائيلية. على كل حال فإن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تشير إلى أن الحكومة القادمة ستكون حكومة ضعيفة، وقد لا تشهد استقراراً؛ مما يعني أن مثل هذه الحكومة ستكون خطيرة من ناحية، وأنها لا يمكن أن تتحمل أعباء عملية سلام تحتاج إلى حكومة قوية. هنا درس آخر يتعلق بعدم المراهنة على إمكانية تحريك عملية السلام، الأمر الذي يتحضر له الأوروبيون والمجتمع الدولي بعد أن ترسو مراكب الحكومة الإسرائيلية الجديدة.



    دعاة الفتنة
    بقلم:حافظ البرغوثي ،عن الحياه
    بات كل إمام مسجد او شيخ نصب نفسه داعية مفوضاً دينياً لكي يقيم شرع الله حسب مفهومه، وحتى الان برزت هذه الظاهرة بقوة في مصر، فمن ناحية تتبنى قيادات الاسلام السياسي بعض هذه المفاهيم ومن ناحية اخرى يبادر اشخاص على خلافة الخلفاء وإقامة خلايا ما يسمى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولعل حالة عدم الاستقرار في مصر اتاحت لفئة كبيرة من المستترين بالدين لكي يجاهروا بدعواتهم لقنص ما يمكن قنصه من نعم الدنيا بحجة خدمة الاخرة واخر بدعة ما سعى اليه إمام مسجد في السويس يدعى محمد محروس من تشكيل فرق مسلحة لاقامة ما سماه شرع الله في كل حي من احياء المدينة وبدأ نشاطه بمنع النساء من الصلاة في المكان المخصص لهن في المساجد لأنهن حسب قوله اساس الفتن وهدد الشباب باقامة حد التعزيز عليهم في الميادين العامة عقابا لهم على عدم إقامة شرع الله.

    لم يذكر التاريخ الاسلامي قط أية مبادرات كهذه يأخذها فرد على عاتقه وكأنه مفوض الهي بقمع العباد دون غيره من البشر، وفي كل يوم نسمع عن جهة أو فرد ما يتنطع باسم الدين ويخرج لسانه لكي يعاقب العباد ويخرب البلاد بحجة خدمة الاسلام ولو عاش امثال هؤلاء في زمن الخلافة لجلدوا في اماكن عامة بدلاً من النساء او من يتهمونهم بعدم اقامة الشرع، ذلك أننا نعيش مرحلة مريضة بات كل مريض نفسي فيها يدعي انه مبشر بالجنة ومؤهل لمعاقبة العباد والضرب بسيف الشريعة وكأن الشريعة أبت ان يرفعها الا حضرته، وأول هدف للقمع من هؤلاء سواء كانوا جماعات او افراداً هو المرأة، فهم مصابون بعقدة المرأة، فلا هم لهم سوى اذلالها وحبسها والانتقاص من انسانيتها ومحاولة رجمها بكل العيوب، ولعل الدارس لسيرة كل واحد عن هؤلاء في اي بلد يكتشف ان لبعضهم سوابق اجرامية او ماسونية او الاقتباس من تعاليم الحاخامات اليهود او التخرج من بلاد يسمونها بلاد الكفر كأميركا وأوروبا حيث عاشوا بالطول وبلاعرض او أنهم لعاهة ما أو لعدم تحصيلهم علمياً درسوا الشريعة مجبرين ويريدون استغلالها، فمن كان على نقيض الدين في التطرف ثم هجر فسقه تجده ارتد الى التطرف الديني المكروه وبات يعتبر الناس كفاراً كما كان هو، وأظن ان هذه النماذج كثيرة في الحياة العامة، لكن النماذج المعتدلة الوسطية تختفي وسط هذا الازدحام لأن التيارات الدينية تستخدم هؤلاء الجهلة كصبيان لها يصدرون الفتاوى ويجلدون الناس بها ويبررون اكل مال السحت واستباحة المجتمع واثارة الفتن فيه، فهؤلاء انما ينشرون فتنة ابن سبأ وابن سلول ومسيلمة ولا يخدمون الاسلام بل يعادونه بجهلهم، وقد رصدت عدة فتاوى لبعض هؤلاء بخصوص المرأة والاديان والمذاهب الاخرى، سبق لرجال دين يهودا في اسرائيل ان افتوا بها وكأنهم يستعينون بالفتاوى اليهودية وليس الاسلامية.. ويستندون احاديث الاسرائيليات بدلاً من النصوص القرآنية، ان واجب الاحزاب الدينية الاسلامية لجم هؤلاء لأن خطرهم اشد وطأة من خطر الكفر واعداء الدين.



    المصالحة الوطنية: مواجهة الانحراف اليميني في إسرائيل
    بقلم:اشرف العجرمي،عن سما
    مهما تكن نتائج الانتخابات الإسرائيلية من الواضح أن الجماعات اليمينية ستكون صاحبة النفوذ الأكبر، إلا إذا حصلت معجزة وخرجت الغالبية الساحقة من الجمهور الإسرائيلي للتصويت في هذه الانتخابات التي ستكون نتائجها التقريبية معلنة قبل قراءة هذا المقال. وليس سهلاً على أي حكومة إسرائيلية أن تتجاوز هذا التعاظم لقوة المستوطنين التي انعكست في سلوك معظم الأحزاب الإسرائيلية بما فيها حزب "العمل" المحسوب على اليسار الصهيوني. وإذا أمعنا في سلوك نتنياهو في الفترة التي سبقت الانتخابات، وحتى في يوم الانتخابات نفسه، سنلحظ ببساطة أن جمهوره المستهدف هو جمهور المستوطنين ومؤيديهم. فمن أجلهم تراجع نتنياهو عن أكذوبته الشهيرة الواردة في خطاب "بار إيلان" المتعلقة بتأييده لحل الدولتين، وأعلن صراحة أنه يرفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة وأقصى ما يمكن أن يذهب إلى تأييده هو حكم معين للفلسطينيين، أي أنه يريد بقاء الوضع الراهن على حاله دون تغيير ومقابل ذلك يريد كل شيء من الفلسطينيين؛ أن يوافقوا على استمرار الاستيطان في كل شبر من الضفة الغربية، وليس فقط في القدس والكتل الإستيطانية الكبيرة، وأن يتخلوا طواعية عن القدس الشرقية وعن قسم كبير من المناطق المحتلة بما في ذلك غور الأردن، وان يقبلوا باستباحة كل مناطق الضفة وقضم ما تريد إسرائيل منها، ويتنازلوا عن حق اللاجئين الفلسطينيين وعن المياه والحدود وكل شيء.
    نتنياهو واركان حزبه وحلفاؤه في اليمين يريدون أن يسمحوا الحقوق الفلسطينية بمجرد تصريح أو إجراء استيطاني وكأن أحداً يمكنه أن يقضي على شعب بكامله ويشطب ذاكرته الوطنية ويلغي وجوده لأنه لا يروق له أن يقاسم هذا الشعب في أرضه وأن يقبل وجوده من حيث المبدأ. وهذه ليس مجرد دعاية انتخابية لكسب الاصوات، بل هذه حقيقة الوضع الإسرائيلي الذي يغيب فيه العقل وينتصر فيه جنون التطرف. وإذا كان لا أحد يمكنه قتل انتماء الناس لوطنهم وهويتهم ويصادر حقوقهم، فليس دائماً تنتصر الشعوب ، خاصة إذا سلمت بالواقع واصبحت رهينة لموازين القوى .فالتاريخ يشهد على شعوب تمزقت وبلدان تقطعت أوصالها وقسمت واضحت نهباً لكل من يملك القوة و اراد حصة من هذه الغنيمة، حتى لو لم تنس ما حل بها.
    ينبغي عدم الاستخفاف ببرنامج اليمين الذي تنحرف الساحة الحزبية نحوه والذي يقوده نتنياهو وزمرته حتى لو لم يحالفه الحظ في تشكيل الحكومة القادمة،فنحن هنا أمام واقع جديد تبرز فيه قوة المشروع الإستيطاني وكأن الصهيونية التقليدية القديمة قامت من جديد وتجاوزت كل التراكمات التي حصلت على القضية الفلسطينية منذ عدوان عام 1967 وخصوصاً بعد اتفاق "أوسلو" و خطة "خارطة الطريق" وأخيراً الاعتراف الدولي بدولة فلسطين كدولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة على حدود 1967.فهناك قادة إسرائيليون يراهنون على عنصر الزمن وفرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني المنقسم على حاله في سلطتين لا تملكان القدرة في حل ابسط مشاكله. ويبدو أن التاريخ السابق للصراع قد علمهم أن الفلسطينيين يتنازلون في النهاية ويقبلون حقائق الواقع، كما تنازلوا عن رفضهم لقيادم دولة يهودية في بداية القرن العشرين على نسبة من الارض الفلسطينية لا تصل إلى 20% من مساحة فلسطين، ثم تنازلوا عن رفض الكتاب الأبيض ، وتنازلوا عن رفض قرار التقسيم ، وقبلوا بحدود 1967 ، وقبلوا كذلك بمبدأ تبادل الأراضي، وقبلوا بتقسيم القدس الشرقية، وأشياء كثيرة في مسيرة المفاوضات الطويلة وغير المثمرة، فما المانع أن ينتظر الحل بضعة سنوات فيقبل الفلسطينيون أقل من أراضي الضفة والقطاع وربما يتنازلون عن القدس وعن حقوق اللاجئين، التي قد تظل مجرد أغنية ترددها الأجيال.
    صحيح أن الحكومة الإسرائيلية القادمة التي قد يشكلها نتنياهو إذا بقيت على نفس السياسة الحالية ستواجه مشاكل مع العالم وربما تواجه ضغوطات دولية معينة، على اعتبار أنها تهدد الإستقرار في المنطقة ، ولكن صحيح كذلك أنه إذا بقي حالنا على ماهو عليه اليوم فسيمل المجتمع الدولي من الاهتمام بهذا الملف وسنفقد فرصة ذهبية في إحداث تغييرات جوهرية في السياسة الدولية تجاه قضيتنا الوطنية. والإنقسام يشكل خطراً لا يقل عن السياسة الإسرائيلية القائمة على الاستيطان وقتل فكرة السلام على قاعدة حل الدولتين.فالوقت أمامنا قصير لكي نفعل شيئاً صحيحاً لمشروعنا الوطني الذي سيتحول غلى مجرد شعارات لا معنى لها إذا فقدنا القدرة على الفعل والتغيير في صالح إنجاز حقوقنا الوطنية المشروعة.
    نتنياهو وليبرمان ونفتالي بينيت يقرعون لنا جرس الإنذار لكي نصحو ونرى الحقيقة التي نخفيها خلف جمل كبيرة رنانة وطنانة تستسيغها الآذان وتطرب عليها النفوس.وهي أننا نفقد الوطن ونفقد حقوقنا بالتدريج طالما نحن نمرر سياسة نتنياهو وشركاه بصراعنا على السلطة والمكاسب التافهة مقارنة بحجم الخسارة الهائل. وليسمح لي كل المتحاورين والمتخاصمين والباحثين عن الاضواء في معالجة ملف الانقسام بأنه لا يمكن أن يصدق الناس شعاراتهم وادعاءاتهم بالحرص على الوطن طالما بقي هذا الانقسام اللعين يوماً واحداً، نحن أمام خيارين لا ثالث لهما:إما الإبقاء على تقاسم الكعكة التي لم يتبق منها سوى الفتات وضياع الوطن بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، وإما انهاء الانقسام فوراً والبدء في مواجهة قوية وحازمة للمشروع الاستيطاني وتعزيز التوجه الدولي الذي يعارض سياسة اليمين الإسرائيلي، بما يضمن لنا تحقيق حلمنا في دولة مستقلة وكاملة السيادة أسوة بشعوب الارض.فكل كلام عم الوطن والوطنية في ظل تكريس الانقسام هو كذب فاضح على شعبنا التوقف أمامه بكل قوة.
    وإذا كانت ملفات الانقسام كبيرة ومعقدة فهذا يعني أن حلها دفعة واحدة صعب للغاية وغير ممكن ، ولكن هذا لا يعني أن ننتظر غلى أن يأتي الوحي بحل لكل مشاكلنا دفعة واحدة علينا ان نبدأ بخطوة واحدة جوهرية تفتح الطريق أمام حل المشاكل الأخرى ، وعملياً لا يوجد ما هو افضل من تشكيل حكومة توافق وطني على وجه السرعة بحيث يتم توحيد الاداة السياسية للسلطة وتفعيل القيادة المؤقتة لمنظمة التحرير بحيث نظهر أمام العالم بقيادة واحدة ومرجعية واحدة وكل المشاكل الأخرى بما فيها الانتخابات يمكن أن تنتظر وتحل بهدوء في واقع ومناخ ايجابي يسمح بالتفاهم والإتفاق.فعدونا ليس خلف الباب بل هو في داخل حجراتنا وفي فنائنا.







    "الحزق" بطة عرجاء، والفقاعة منطاد!
    بقلم:حسن البطل ،عن الايام
    العنوان جملة اسمية، مبتدأ وخبر، ولكنه مختصر مفيد، بانتظار أن يصير جملة فعلية بعد تكليف الرئيس شمعون بيريس الكتلة الكبيرة أو الصغيرة، بتأليف حكومة.
    "البطة العرجاء" صفة أسبغوها على أريئيل شارون، فقد كان يعرج من إصابة حرب، وكان بطة بدينة .. والآن، يبدو (الحزق) نتنياهو، أي (القوي) مثل بطة عرجاء. توقعوا أن تكسر على اليمين، ويتوقعون الآن أن تكسر على الوسط - اليسار!.
    بفارق مقعد أقل عن "كاديما" وبفارق عدد أكثر من المقاعد، جرى تكليف نتنياهو تشكيل "الممشلاه" أي الحكومة السابقة، في نتيجة انتخابات الكنيست الـ ١٨.
    خلافاً لمعظم التوقعات، التي أعطت معسكر يمين - اليمين غالبية ٦٧ - ٧٦ مقعداً، فقد مَرَق "الحزق" بعد قائمته الائتلافية مع "إسرائيل بيتنا" بغالبية مقعد واحد أو اثنين.. هذا أولاً.
    وثانياً، وهو الأهم، خلافاً لمعظم الترجيحات التي توقعت مكانة رابعة ثم ثالثة لـ "فقاعة" يائير (الشعلة) لبيد، فقد انتزع هذا الوجيه العلماني (ابن يوسف - تومي لبيد) والوجه الإعلامي الوسيم، المكانة الثانية .. بمْ .. بمْ.
    هذه "فقاعة" كبيرة وقد تغدو منطاداً. الفقاعات تتبدد عادة، منذ فقاعة قائمة الجنرال يغال يادين بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣، إلى فقاعة "حزب المركز" وقائمة الجنرالات الكبار، برئاسة إسحاق مردخاي، مروراً بفقاعة "شينوي" - التغيير.
    لكن أي فقاعة سبقت لم تكن بهذا الحجم وبعدد المقاعد الـ ١٩، أو تحتل القائمة الثانية في الكنيست، فهي أكثر من "بيضة القبان" كما توقعوا أن يحل حزب "العمل"، برئاسة شيلي يحيموفتش في المرتبة الثانية .. يكفيها أنها نشلته من حافة الوقوع في القاع!.
    صحيح، أن "كاديما" الذي كان الحزب الأكبر في عهد شارون، ثم حزب المقعد الزائد في عهد أولمرت، انفجر كفقاعة كبيرة، لكنه من جهة أخرى كان حزب "جمع تكسير" من شظايا الليكود والعمل وحتى بعض اليسار، أي كان في علم الجيولوجيا مثل صخر "المشبكات" (الكونفلوميرا) خليط أحزاب وشخصيات مع صمغ ضعيف، وليس مثل صخر "الجرانيت" في قوة تماسك عناصره الثلاثة.
    كان في انتخابات الكنيست الـ ١٩ كثير من قوائم "الفقاعات" وكان السؤال: هل يكون "البيت اليهودي" الفاشي برئاسة الضابط نفتالي بينيت هو الفقاعة الأكبر من فقاعة "يش عتيد - يوجد مستقبل" برئاسة لبيد .. ومن "الشعلة" إلى مهرجان ألعاب نارية!
    في الليكود سوسة، أو حشرة قارضة بالأحرى، هي جناح المستوطنين برئاسة موشي فاغلين الذي دفن "أمراء الليكود"، لكن في حكومة يمين - اليمين برئاسة "الحزق" هذا، ستكون هناك حشرة سامة، عقرب أو عنكبوت سام، إذا دخلها حزب "البيت اليهودي".
    حزب الضابط بينيت يتألف "بيته" من ائتلاف بقايا "المفدال" التاريخي، وبقايا حزب "هاتحياه" الذي صار "تيكوما" أي "البعث" الصهيوني، ومنه واحد حكى عن أحلامه الكابوسية: ماذا لو تم تدمير مسجد القبة الذهبية لإقامة الهيكل مكانه؟
    قبل الانتخابات بيومين، قال كاتب مقالة إسرائيلي إن هذه "دولة بيبي" فهو يستطيع التحالف مع يمين - اليمين أو التحالف مع الوسط والمركز (لبيد أو لفني أو معاً) لأن شيلي قالت: لا .. مسبقاً. "العمل" في المعارضة!.
    بعد الانتخابات بساعات، اتصل "الحزق" الذي صار "بطة" بـ "المنطاد" الذي لن يقبل بأقل من حقيبة الخارجية، التي كانت بيد البلطجي المنفّر ليبرمان، أي عودة "الوجه الحسن" الإسرائيلي الخارجي كما في عهد ليفني .. وأبا إيبان الشهير، وبيريس أيضاً، أي وزراء التفاوض.
    لجميع قوائم الوسط واليسار برنامج سياسي تفاوضي، وأما قوائم اليمين - اليمين المتطرف، فإما لا برنامج انتخابياً لها مثل الليكود - بيتنا، وإما لا إمكانية للتفاوض مع حكومة فيها قائمة "البيت اليهودي"، علماً أن "ميرتس" تملك أفضل برنامج تفاوضي مقبول فلسطينياً، وقد ضاعفت عدد مقاعدها من ٣ إلى ٦ أو ٧. لو صوت العرب أكثر لسقط نتنياهو.
    لا خيار لهذا "الحزق" أو "الكذاب" أو "الجبان" سوى أن يكسر نحو الوسط واليسار، فإذا كسر نحو اليمين عليه أن يحارب العالم، أو ينفجر ائتلافه هو و"نوع الحكم" الذي سيمنحه للفلسطينيين بديلاً من "الحل بدولتين"!
    أو ستذهب إسرائيل "لانتخابات الحسم" بعد عام أو عامين كما توقع يوسي سريد .. والفقاعة التي صارت "منطاداً" فقد تصير طائرة يقودها الربان يائير لبيد .. وهذا يدعو لـ "الإسرائيلية" بديلاً من "الصهيونية" و"اليهودية".

    وتبقى الإنتخابات الفلسطينية !
    بقلم: ناجي شراب استاذ علوم سياسية،عن القدس
    لماذا الإنتخابات الفلسطينية ؟ هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه على الأجندة السياسية الفلسطينية، وخصوصا بعد أن إنتهت الإنتخابات الإسرائيلية، وقبلها الإنتخابات الأمريكية . والأخيرتين وبما أنتهت إليه في الأولى بفوز الرئيس اوباما لفترة رئاسية ثانية وأخيرة ، وهي إنتخابات تلقى بتداعياتها بقوة على مجرى القضية الفلسطينية، ومستقبل عملية السلام والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ومن ثم مستقبل الدولة الفلسطينية ، وذلك بحكم الدور المؤثر الذي تلعبه السياسة الاميركية ليس فقط في تفاعلات السياسة الفلسطينية، ولكن أيضا على مستوى سياسات دول المنطقة .
    والإنتخابات الثانية وهي الإنتخابات الإسرائيلية والتي أعادت نتانياهو لرئاسة الحكومة الإسرائيلية من جديد بإئتلاف يميني متشدد ، والمتغير الإسرائيلي يؤثر وبشكل مباشر في تحديد أولويات السياسة الفلسطينية ، وخياراتها السياسية ، وخصوصا ما يتعلق بخيار المفاوضات ، وإنهاء الإحتلال للأراضي الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية الكاملة ، وأيضا بتحديد المفاضلة بين الخيارات الفلسطينية ما بين المقاومة والمفاوضات.
    ولا يقتصر تأثير الإنتخابات الإسرائيلية وما أفرزته من إئتلاف حكومي جديد على الخيارات الفلسطينية السياسية، بل على مستقبل السلطة الفلسطينية، وعلى الأوضاع الإقتصادية الفلسطينية بتحكم إسرائيل بعائدات الأموال الضريبية ، وهي أموال فلسطينية ، وتحكمها ايضا في قدرة السلطة الفلسطينية في إدارة مواردها الإقتصادية ، وإلى جانب الإنتخابات الأمريكية والإسرائيلية، أجريت أيضا إنتخابات في دول مهمة ولها دورها في تطور الأوضاع السياسية الفلسطينية سواء في إتجاه تعميق حالة الإنقسام أو المصالحة ، وأهم هذه الإنتخابات التي تمت في مصر وأكدت فوز الإسلاميين بالحكم، وما لذلك من تأثير مباشر لا يمكن تجاهله .
    هذه التحولات السياسية على المستويين الإقليمي والدولي تحتم أن تكون هناك إنتخابات فلسطينية، ليس فقط لإنهاء الإنقسام السياسي الفلسطيني ، ولكن أيضا لإعادة بناء المنظومة السياسية الفلسطينية على أسس توافقية، وعلى التاكيد على البرنامج السياسي القادر على التكيف والتعامل مع التغيرات في بيئة القضية الفلسطينية . وبهذا المعنى تصبح الإنتخابات الفلسطينية حتمية تستوجبها المصلحة الوطنية الفلسطينية لأكثر من سبب: الاول إن القضية الفلسطينية لها مكوناتها الإقليمية والدولية التي لا يمكن القفز عنها بل هي تشكل جزء أساسي من بيئة النظام السياسي الفلسطيني .
    وثانيا أن الإنتخابات لا تعني مجرد تحول في دور السلطة ، وتولي قوة سياسية معينة بالحكم ،بل تعني أي برنامج سياسي سيؤيده الفلسطينيون ويمنحونه موافقتهم .
    وثالثا أي برنامج سياسي سيكون قادرا على التعامل مع التغيرات والبرامج والرؤى السياسية التي تحكم في الولايات المتحدة وإسرائيل وعربيا .
    ورابعا وهذا هو الأهم أن المتغيرات تعني إستعادة القوة والفاعلية للمتغير الفلسطيني بإعتباره المتغير الرئيس في خيار التفاوض وخيار المقاومة، وفي التأثير على المتغيرات السياسية الأخرى الحاكمة والمؤثرة في مستقبل السياسة الفلسطينية .
    والمفارقة هنا التي قد تدعو للدهشة كيف لنا أن نطالب بإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ، وكيف يمكن لنا أن نجعل من الدولة الفلسطينية دولة كاملة ، وكيف يمكن لنا أن نطالب كل الفاعلين الدوليين من دول وفواعل من غير الدول والمتغير الفلسطيني مغيب وضعيف وذلك بسبب الإنقسام السياسي ؟
    فخطورة الإنقسام السياسي لا يقتصر على وجود حكومتين وسلطتين ، ولكن مع من ستتعامل الدول ، مع الحكومة في غزة ، ام مع الحكومة والسلطة في الضفة الغربية ، ومن لها حق التمثيل ؟
    ولمن تذهب المساعدات المالية إلى آخر هذه التساؤلات التي لا تنتهي طالما أن الإنقسام مستمر . وعليه فالإنتخابات تعيد تصحيح كل نقاط الضعف التي لحقت بالقرار والسياسة الفلسطينية ، وهي التي ستضع حدا لتراجع دور المتغير الفلسطيني .
    ويفترض إن المتغير الفلسطيني متغيرا واحدا وليس متغيرين متنازعين وغير متوافقين حول الخيارات والرؤية السياسية الفلسطينية الواحدة . ومن هنا فلا بد من إجراء الإنتخابات لتأكيد الخيارات الفلسطينية من ناحية ، ومن اجل التأكيد على وحدانية السلطة الفلسطينية وهي مكون رئيس من مكونات الدولة الفلسطينية .
    والإنتخابات الفلسطينية تكتسب اهمية لا تقل عن الإنتخابات الأخرى ، لأنها ستفرض على الآخرين التعامل مع سلطة فلسطينية واحدة، ومع خيارات فلسطينية واحدة ، وهذا من شأنه أن يؤثر على توجهات وقرارات وسياسات الدول الأخرى ، بل وقد يلزمها بدرجات متفاوتة من الإستجابة للتأثير الفلسطيني ، خصوصا وأن الإنتخابات في أسمى أهدافها أنها ستعيد القضية الفلسطينية لتكون قضية لها تأثيرها على توجهات وخيارات الدول المهمة على المستوى الإقليمي والدولي ، وعلى مستوى السياسات الإسرائيلية .
    وبدون الإنتخابات الفلسطينية سيبقى المتغير الفلسطيني ضعيفا وعاجزا عن التأثير ، بل وقد يحول القضية الفلسطينية كلها لقضية مساعدات مالية ، لأن إستمرار أي من الحكومتين والسلطتين في غزة والضفة سيحتاج للمال ، وللمال ثمن سياسي ، والثمن السياسي سيكون على حساب الخيارات الفلسطينية . وبدون التكيف والتغير في عالم من الثورات والتحولات السياسية ستتراجع القضية الفلسطينية وتختزل في منحة مالية من هنا او هناك. لهذا لا بد من الإنتخابات الفلسطينية وحتميتها سياسيا، لأن القضية الفلسطينية ليست فلسطينية فحسب ، ولكنها أيضا إسرائيلية وأميركية وأوروبية وعربية وإسلامية في نتائجها وتداعياتها ، وهي من قد يعيد للقضية الفلسطينية كل هذه المكونات والمحددات القادرة على نزع الشرعية عن إسرائيل .

    إسرائيل وبعض الحقائق الجديدة
    بقلم : عدلي صادق ،عن الحياه
    كل المعنيين بالسياسة، في المنطقة العربية بأسرها، ومعهم المتخصصون في قضايا الشرق الأوسط، والمتابعون لها على مستوى العالم؛ انشغلوا الليلة الفائتة في التعامل بالتحليل، مع نتائج الانتخابات الإسرائيلية. فقد حميَ وطيس التوقعات، وبدا أن رسم سيناريوهات التشكيل الحكومي الإسرائيلي المقبل، أشبه بمسائل رياضية، تتطلب المزيد والمستحدث من الفرضيات. كل ذلك لأن وضع إسرائيل بات معقداً ومضنياً ومدبباً، بالنسبة للأطراف في داخلها، على أصعدة السياسة والمسائل الاجتماعية الاقتصادية، وإشكاليات الصدام بين العلمانية والدين، والتطرف والاعتدال، والنعرات بين اليهود حسب تنوعهم العرقي، وتدرجات النظر الى الفلسطينيين. كذلك فقد ظلت إسرائيل معضلة كبرى على مسرح السياسة الدولية، مُضنية وعدوانية أو ثقيلة، حتى في نظر من يمالئونها أو يصادقونها، وسبباً في اللا استقرار، وفي تنامي التطرف الأصولي في الشرق الأوسط، بسبب عربدتها واستقوائها المجنون والمغامر، على أمة كبيرة عريقة، مع تجرؤها على الإرادة الدولية، وعلى الأعراف والقانون الدولي والحقائق التاريخية!
    بالطبع، كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية هي صاحبة القدح المُعَلّى في رسم السناريوهات المتوقعة للتشكيل الحكومي. وقد استفاد من تحليلات الإعلام الإسرائيلي، كل الذين أدلوا بدلوهم بكل اللغات، في وسائل الإعلام. وبالطبع، استفاد الساسة الإسرائيليون أنفسهم، لا سيما وأن النتائج وضعتهم في حيرة لم يتوقعوها. فهناك التعادل الذي فاجأ الكثيرين، بين الأشد تطرفاً وعنصرية وصلافة، والأقل في ذلك على هذا المستوى، ومعهم المعارضون تماماً لسياسات اليمين، وللاحتلال، من جمهور القوائم العربية وقوائم القوى الاجتماعية اليسارية الراغبة في سلام متوازن. ومن خلال قراءة السيناريوهات الأولى المتوقعة، التي نشرتها الصحافة الإسرائيلية مبكراً، عبر مواقعها على شبكة الانترنت؛ يتبدى جلياً، أن تشكيل حكومة بمنطق نتنياهو ـ ليبرمان ولغتهما، بات صعباً إن لم يكن مستحيلاً، وإن حدث، فسيحمل في أحشائه فيروسيْن قاتلين، أولهما عدم الانسجام بين المتطرفين أنفسهم، باعتبار أن بعضهم متدين والآخر علماني، والثاني أن السياسات التي سيجدون أنفسهم ماضين فيها، بفارق ضيق وضئيل ربما لا يزيد عن مقعدين أو ثلاثة؛ سيكون من شأنه التسبب في المزيد من التقهقر لليمين كله، في الانتخابات المقبلة التي لن يطول انتظارها مثلما نوّهنا قبل أيام في هذه المساحة (الجمعة 18/1/2013).
    صحيفة «معاريف» بلغت بها الحيرة أن وضعت سبعة سيناريوهات للتشكيل، وكلها تحتاج الى تغيير مواقف وتعهدات انتخابية وكسر «تابوهات». فإن كان نتنياهو لا يرغب في مغادرة لغته السياسية، فإن بمقدوره أن يأخذ مع «الليكود بيتنا» ثلاث قوائم دينية فضلاً عن «كاديما» ويعود بحكومة ضيقة جداً يؤيدها 63 عضواً من «الكنيست». وسيواجه في هذه الحكومة مصاعب كبيرة في تنفيذ برنامجه الاجتماعي ـ الاقتصادي، وسيحافظ على تردي علاقات إسرائيل الدولية ويفاقمها. أما إن كان يرغب في التزحزح عن لغته، وهذا هو المرجح، لأنه كذوب بطبعه وانتهازي ومفتعل للمواقف؛ فإنه سيذهب الى ائتلاف عريض، لا يضمن معه مواقف جماعة «بيتنا» في ائتلاف «الليكود بيتنا» وعندئذٍ ستتناقص كتلته أو يحذو كل أعضائها حذوه، لا سيما وأن القضاء بدأ ملاحقة ليبرمان كبيرهم الذي علمهم السحر!
    المسائل لن تبتعد عن التوقعات الرئيسة، لكن ما عبرت عنه النتائج، يدل على أن قطاعاً واسعاً من الجمهور الإسرائيلي، انسحب من صفوف الواهمين المخدوعين، وأحس بمأزق سياسة نتنياهو على كل صعيد. فلم يتبق لهذا الأخير، سوى القليل من الحماقات مع وجود زعامة بديلة أقوى، لكي يتراجع أكثر فأكثر!

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 301
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:36 PM
  2. اقلام واراء محلي 297
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:19 AM
  3. اقلام واراء محلي 296
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:18 AM
  4. اقلام واراء محلي 295
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:17 AM
  5. اقلام واراء محلي 294
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:13 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •