النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 248

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 248

    23/1/2013

    أقلام وآراء اسرائيلي 248


    انتخابات'الكنيست والعالم العربي
    بقلم: غاي بخور ،عن معاريف
    خلافا للسنوات السابقة، تكاد الانتخابات في اسرائيل لا تهم العالم العربي. فمشغول بمآسيه وأزماته الحرب الاهلية في سوريا، الاضطرابات واحراق المحكمة في مصر، التفكك التام في ليبيا والاقل تماما في تونس وكذا القلق من ايران فان موضوع اسرائيل يكاد يشطب من جدول الاعمال العربي في السنتين الاخيرتين. واذا كان في الماضي تم التشديد على هذا الموضوع بشكل مهووس لمنع الانشغال بالمشاكل الحقيقية للعالم العربي، فان هذه المشاكل طافت على السطح منذ الان ولهذا فلا حاجة للانشغال باسرائيل. هكذا هبط الاهتمام باسرائيل وبالفلسطينيين في المنطقة العربية والشرق اوسطية الى مكان هامشي، كما يجدر بمكانة هذا الموضوع في عصر العواصف العربية. وعليه فيكاد لا يكون هناك ذكر او تناول للانتخابات للكنيست الا في الهوامش. في الماضي كانت اسرائيل عاملا نشطا في أيدي الحكام العرب، ولكن هذا العامل اصبح اليوم هامشيا.
    بعد سنتين من اندلاع الاضطرابات العربية، هبطت اسرائيل الى حجومها الحقيقية ولم تعد في حجومها الوهمية كدولة صغيرة وغير مركزية على جدول الاعمال العربي الذي ينشغل بالمصير المرير الذي انتظر ولا يزال ينتظر دوله ومجتمعاته. قناة وموقع 'الجزيرة' فقط لا يزالان يشددان على موضوع الانتخابات في اسرائيل، وان لم يكن على الاطلاق مثلما كان في الماضي، وهما يفعلان ذلك بحكم كونهما وسيلتي اعلام تعبران عن النفور العميق من اسرائيل، وانطلاقا من الرغبة في اتهامها بكل المشاكل. غير أن هذا لا ينجحون فيه؛ فالعالم العربي يعيش في حداده الخاص. وما تصطنعه شبكة 'الجزيرة' سخيف: بعد التقرير عن الذبح في سوريا، القتلى في مصر وفي اليمن، على الاضطرابات في المغرب، المخطوفين، الرهائن والفوضى يأتي النبأ المصطنع العادي عن اسرائيل: 'السجناء الفلسطينيون لا'يتخلون عن مطالبتهم بالتعليم العالي في سجون الاحتلال'. وبالفعل، كل واحد ومشاكله.
    ولما كنا نعيش في واقع الانظمة الاسلامية التي ليست دوما دبلوماسية، فان دعوة الجامعة العربية من القاهرة لعرب اسرائيل التصويت 'بجموعهم' في الانتخابات للكنيست، أثارت اهتماما معينا. مفهوم أن كلمات 'اسرائيل' و 'عرب اسرائيل' لم تظهر في بيان الجامعة بل ببساطة 'عرب 48'، الاصطلاح المنكر الذي ولد في العالم العربي تجاه عرب اسرائيل، والذين يزعم انهم استسلموا ولم يقاتلوا في حرب الاستقلال، وهذا الاصطلاح بالذات تبناه عرب في اسرائيل لتعريفهم الذاتي. 'قسم فلسطين والاراضي العربية المحتلة' (اي: اسرائيل) أمس 'الفلسطينيين من حملة الجنسية الاسرائيلية' التصويت للوقوف ضد 'القوانين العنصرية القادمة في الكنيست التالية للتطهير العرقي للعرب'.
    وقد أثارت هذه الدعوة حوارا غريب: العرب في اسرائيل انتقدوا هذه الدعوة في الشبكات الاجتماعية: فكيف بالذات للجامعة العربية ان تدعو لاعطاء شرعية للانتخابات في اسرائيل بدلا من أن تدعو الى مقاطعتها؟ 'من الافضل احراج اسرائيل'، دافع عن الفكرة 'موظف كبير' في الجامعة العربية، التي وزنها وزن الذبابة في الشارع العربي، ويشهد على ذلك عدم صلة هذه المؤسسة المصرية، التي تتخفى في زي عموم عربي، بالموضوع السوري مثلا. ولم يغضب الناس على الجامعة لانها تتدخل في الانتخابات في اسرائيل، بل لانها تمنحها شرعية مزعومة.
    الاهتمام الذي يبديه الشرق الاوسط في عصر الربيع العربي بانتخاباتنا قليل. وهو مرصع بالاحابيل، بالاوهام وبالهذر المناهض لاسرائيل الذي يذكر بعصر ما قبل السلام مع اسرائيل، وأساسه الرغبة في المس باسرائيل قدر الامكان، تحريض الفلسطينيين ضدها أو العرب في اسرائيل واضعاف صورتها الديمقراطية في العالم؛ تلك الصورة التي لا يمكن لاي دولة في العالم العربي ان تدعي بانها تصل اليها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    حكومة موسعة للتصدي للتحدي الايراني
    بقلم: عاموس هرئيل ،عن هأرتس
    من الصعب أن نحدد على ماذا بالضبط دارت حملة الانتخابات التي تنتهي اليوم، ولكن من المفاجيء جدا الاكتشاف كم هي هامشية فيها كانت مسائل الامن والسياسة.
    اذا كانت انتخابات 2006 جرت في ظل تنفيذ فك الارتباط عن قطاع غزة (والخطة التي لم تطبق للانطواء في الضفة الغربية) وانتخابت 2009 جرت على خلفية الاحساس بالفشل النسبي في الحرب في لبنان وبعض النجاح الذي حققه الجيش الاسرائيلي في حملة 'رصاص مصبوب' في غزة، فان الانتخابات هذه المرة غاب عنها أي تركيز حقيقي.
    رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وإن كان حرص على أن تلتقط له الصور مع جنود ومجندات وهو يلبس السترة الحربية في كل فرصة في حملة الانتخابات، الا أنه أقل عن قصد في الحديث عن المشكلة الاستراتيجية الاساس التي تشغل باله الا وهي التهديد النووي الايراني.
    فهل تتذكرون كل التوقعات في أن تدور هذه الانتخابات حول مسألة واحدة ووحيدة، هي ايران؟ هذا لم يحصل عمليا. فنتنياهو، الذي في ايلول الماضي فقط حذر في خطابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة بان طهران ستقف على حافة انتاج قنبلة نووية اولى في صيف 2013، اكتفى فقط بذكر عمومي للمشكلة الايرانية في خطاباته الانتخابية. معظم منافسيه لم يفعلوا حتى هذا.
    ولكن الامن يقف، مع ذلك، في قلب الرسالة الاساس التي يبثها نتنياهو للناخبين. والرسالة هي ان الهدوء الامني، النسبي جدا، الذي ساد هنا في السنوات الاربعة الاخيرة، ينبع من القوة التي تبثها حكومته تجاه الخارج ومن خوف الخصوم في المنطقة من أن يعلقوا في مسار صدام مباشر معها.
    عندما يدعي الليكود في بياناته بان اسرائيل تحتاج الى رئيس وزراء قوي، فان التشديد هو على وضع اسرائيل الامني. ادعاؤه، بايجاز، هو أنه عندما تستمر الهزة العربية في الشرق الاوسط، ومتطرفو القاعدة يبدون في الحدود السورية في الجولان وفي الحدود المصرية في سيناء، فيمكن الاعتماد على نتنياهو الا يخطيء فيعرض على العرب تنازلات بعيدة المدى. واذا ما، في نهاية المطاف، سينتصر نتنياهو حقا هذا المساء، فان هذا سيحصل لان اغلبية الناخبين اشتروا هذا الزعم، وليس لانهم ينفعلون بالضرورة من سياسته الاقتصادية.
    يستخلص نتنياهو ربحا سياسيا من ان خصومه في اليسار وفي الوسط يتركون هذه الساحة مهجورة تماما. فالعمل برئاسة شيلي يحيموفيتش ويوجد مستقبل برئاسة يئير لبيد يهربان كما يهرب المرء من النار من كل تناول سياسي ذي مغزى.
    أما الحركة برئاسة تسيبي لفني فتدفع ضريبة لفظية لغرض احياء المسيرة السلمية مع الفلسطينيين دون أن تشرح كيف حقا سيحصل الامر في الظروف الحالية. وتكاد الاحزاب الثلاثة لا تلمس المسألة الايرانية.
    عندما تكون هذه هي الصورة، يمكن لنتنياهو أن يخزن التهديد الايراني في التجميد العميق. وهذا سيمتشق بعد لحظة من الانتخابات، حين سيشرحون لنا بان هناك حاجة لحكومة واسعة (وربما ايضا لبقاء ايهود باراك في وزارة الدفاع) كي يتصدى للتهديدات غير المسبوقة وعلى رأسها ايران.
    وسيعود الامن الى بؤرة الانشغال بعد تشكيل الائتلاف، بقدر لا يقل عن المشاكل الاقتصادية وذلك لان نتنياهو سيكون مطالبا بمعالجة ثلاثة شؤون عاجلة. الاول والاكثر الحاحا منها جميعا سيكون ميزانية الدفاع والمطالبة المتصاعدة لتقليصها، في ضوء العجز في ميزانية الدولية، وهبوط التهديد العسكري التقليدي على اسرائيل من جانب الدول العربية.
    وفي الخلفية ستبقى تحوم ايران: التقرير التالي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في شهر شباط سيعرض كما يبدو تقدما اضافيا في الخطط الايرانية. وحتى الصيف سيتعين على نتنياهو أن يقرر اذا كان سيتبنى النهج الامريكي والذي بموجبه لا يزال ممكنا الاكتفاء بمعالجة ايران بوسائل سياسية (وعلى رأسها تشديد العقوبات) أو الالتصاق بتعهداته السابقة، والاستعداد لعملية عسكرية في ايران والمخاطرة بصدام سياسي جبهوي مع ادارة اوباما.
    الشأن الثالث، المنسي والمرضوض ولكنه ذو الصلة دوما على ما يبدو هو المسيرة السياسية مع الفلسطينيين. فالسلطة الفلسطينية حققت انجازا محدودا في تشرين الثاني الماضي مع الاعتراف بها كدولة بمكانة مراقب في الامم المتحدة. وتستعد القيادة في رام الله الى الخطوات التالية التي تبدو مؤشراتها منذ الان في الميدان في الاسابيع الاخيرة. ولن تكون هذه على ما يبدو انتفاضة مسلحة ولكن يحتمل بأن تكون مزيدا من المظاهرات الشعبية، اقامة البؤر الفلسطينية كرد على البؤر الاسرائيلية وطوفان من الالتماسات الى محكمة العدل العليا لاخراج الضفة من الجمود الحالي.
    مع دعم سياسي معلن من اوروبا للفلسطينيين، مع عطف من الولايات المتحدة وتصميم فلسطيني متجدد، مشكوك أن يكون ممكنا ابقاء مسألة مستقبل المناطق على مدى الزمن في زاوية نائية فضلت ابقاءها فيها معظم الاحزاب الاسرائيلية على مدى كل حملة الانتخابات الاخيرة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



    من سيشكل الحكومة؟
    بقلم: ماتي توخفيلد ،عن اسرائيل اليوم
    لا يعلم أحد كيف سينتهي التصويت اليوم وكم من المصوتين سيبقون في حيرة الى اللحظة التي يكونون فيها وحدهم وراء الستار. اذا صدّقنا نشطاء الاحزاب الذين يعرفون كيف يشمون الميدان فانه قد تنتظرنا آخر النهار عدة مفاجآت في النتائج الحقيقية. انهم يُقدرون ان تبقى الخلاصة على حالها، فرئيس الوزراء القادم سيكون بنيامين نتنياهو. وكان هذا هو فرض عمل الجميع في اثناء الحملة الانتخابية كلها، من بينيت الى لفني، ويتطلع الجميع الآن الى المستقبل وقد أصبحت الانتخابات من ورائهم والحكومة التالية أمامهم. لن توجد منذ اليوم هجمات ولا تشهير ولا وخز. وسيريد كل حزب ان يكون أول حزب يتلقى مكالمة هاتفية من نتنياهو. ما زالوا في الليكود بيتنا يأملون برغم الانخفاض في استطلاعات الرأي، أن ترتعد أيدي الليكوديين آخر الامر وراء صناديق الاقتراع في لحظة الحسم وأن يجدوا فورا ورقة 'ماحل' لادخالها في الغلاف. لن يكون الائتلاف التالي اذا صدّقنا استطلاعات الرأي ائتلاف أحلام نتنياهو. سيكون في الحقيقة أسهل تأليفا من ذاك الذي سبقه لكن نتنياهو أراد ان يكون مختلفا هذه المرة وألا يكون في هذه المرة متعلقا باحزاب صغيرة.
    لكن قبل تأليف الحكومة ستكون المعركة التالية على أذن شمعون بيرس. فاذا كان الليكود بيتنا أكبر كثيرا من الاحزاب الاخرى فسيكون القاء مهمة تشكيل الائتلاف عليه مفهوما من تلقاء نفسه وإلا فان نتنياهو سينثر الوعود والالتزامات لاحزاب توصي به قبل ان يبدأ التفاوض الائتلافي. ستكون أول مكالمة هاتفية من نتنياهو متعلقة بعدد النواب، لكن من المرغوب فيه ان تُعد شاس والبيت اليهودي ويهدوت هتوراة ويوجد مستقبل وكديما (اذا دخل) الاختيارات استعدادا لدخولها قريبا الى الحكومة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    اجل اصبحنا دولة نتنياهو
    بقلم: يوسي فيرتر،عن هأرتس
    تبلغ معركة الانتخابات للكنيست الـ 19 نهايتها اليوم لا قبل ذلك بلحظة. انها 100 يوم بدأت بسلسلة تحولات سياسية وشخصية وانتهت الى تثاؤب كبير ومشهد كوميدي يؤدي الدور الرئيس فيه بنيامين نتنياهو وموشيه كحلون.
    تتنبأ جميع استطلاعات الرأي بأن رئيس الوزراء الحالي هو ايضا رئيس الوزراء التالي، وأن كتلة اليمين ستحافظ على أكثريتها في الكنيست. والسؤال هو كيف سينقسم الـ 45 نائبا لمصوتي الوسط اليسار وأي الاحزاب التي هي اعضاء في كتلة العمل، والحركة ويوجد مستقبل وكديما سيكون في الحكومة القادمة. اذا افترضنا ان استطلاعات الرأي تقول الحقيقة فيما يتعلق بكبر الحزب الحاكم التالي فان حياة نتنياهو الصعبة ستبدأ هذا المساء بعد اغلاق صناديق الاقتراع. فشريكاه الطبيعيان شاس والبيت اليهودي لن يسارعا الى الاستسلام بل سيبتزان ويطلبان سُلفا على سُلف قبل الاتجاه الى رئيس الدولة. ولن نتحدث عن الشركاء الآخرين وفي مقدمتهم يئير لبيد.
    اذا لم تقع السماء على الارض بالمعنى الانتخابي فانه يتوقع ان يسجل نتنياهو اليوم مضاعفة سياسية جليلة ونادرة: ففي العقود الثلاثة الغابرة اذا استثنينا حالة اريئيل شارون، تبدّل هنا رئيس الوزراء وتبدّل الحزب الحاكم في كل معركة انتخابات: مناحيم بيغن في 1981، وشمعون بيرس في 1984، واسحق شمير في 1988، واسحق رابين في 1992، ونتنياهو في 1996، واهود باراك في 1999، واريئيل شارون في 2001 و 2003، واهود اولمرت في 2006 ونتنياهو في 2009.
    نجح رئيس الوزراء الذي يعتبر أقل استقرارا وأكثر ترشحا لاضطرابات تزعزع الائتلافات، نجح هو خاصة لا في ان يبقى اربع سنوات كاملة بل في ان يضمن لنفسه ايضا ولاية اخرى هي الثانية على التوالي والثالثة بصورة تراكمية. وقد فعل ذلك بما عُرّف من قبل بأنه الحادثة التأسيسية لهذه المعركة الانتخابية وهي الاتحاد بين الليكود واسرائيل بيتنا وبفضل العجز وألعاب حب الذات عند اللاعبين في المعسكر الخصم الذين لم يستطيعوا ان يفعلوا مثله. ولا شك في انه لولا هذا الاجراء لنُحي نتنياهو والليكود اليوم.
    لنتذكر فقط ما حدث هنا في الشهرين الاخيرين. تحققت جميع السيناريوهات السيئة بالنسبة لنتنياهو: فقد تم انتخاب الرئيس اوباما لولاية ثانية. وانتهت عملية 'عمود السحاب' الى هدنة أثارت غضب مصوتي اليمين، وكانت اشارة بدء التدفق الكبير على نفتالي بينيت والبيت اليهودي. وتم التحقيق مع الشريك الأكبر في الاتحاد افيغدور ليبرمان وحوكم. وفي الاسبوع الاخير فقط استيقظت الجبهة الاقتصادية ورفعت رأسا مخيفا مع الكشف عن عمق العجز المالي لسنة 2012 وهو 40 مليار شيكل، أي ضعف المتوقع.
    نجح الارتباط بين الحزبين برغم النزف الذي لا ينقطع من النواب المتنبأ بهم للقائمة المشتركة. وانشأ كتلة حزبية أكبر كثيرا من تلك التي تليها (العمل، بحسب استطلاعات الرأي)؛ وثبّت هوية رئيس الوزراء القادم؛ وحدد صورة المعركة الانتخابية باعتبارها صراعا بين اليمين واليسار.
    وصحيح انه سبب ضررا ايضا لأن مصوتي يمين كثيرين أصبحوا يشعرون بأنهم أحرار في التصويت لبينيت.
    وسيكون الذين يدفعون الثمن هم الذين يجلسون في المقاعد الخلفية في الليكود بيتنا، لا نتنياهو لا سمح الله، فمقعده ثابت محفوظ بصورة مؤكدة. وهو لن يذرف في الليالي فوق فراشه في منزل رئيس الوزراء دمعة على الذاهبين، فقد تمت التضحية بهم من اجل هدف عظيم سامٍ: هو هو.

    كان الجميع أبناءه
    ان نتنياهو واحد من اللاعبين السياسيين القدماء في الملعب، فهو موجود معنا منذ 1988 أو في الأساس منذ 1993 حينما انتُخب أول مرة رئيسا لليكود. فهو موجود هنا منذ عشرين سنة وهو هناك يأتي ويمضي ويفوز ويخسر ويُحقر ويُجل ويبكي ويضحك.
    ومن غير أن ننتبه أصبح ثلاثة رؤساء الاحزاب الكبيرة في كتلة اليمين هم نتنياهو نفسه أو أبناءه السياسيين وهم افيغدور ليبرمان الذي كان المدير العام لديوانه في ولايته الاولى وانفصل عنه بخصومة كبيرة وانشأ اسرائيل بيتنا. ونفتالي بينيت الذي كان يعمل رئيس مقر عمل رئيس المعارضة نتنياهو في السنتين 2006 2007 وانفصل عنه وعن سارة زوجته في خصام أكبر واستولى على مر الايام على البيت اليهودي وما بقي مكتوب في استطلاعات الرأي.
    منذ كان ديوان دافيد بن غوريون لم يوجد ديوان سياسي أنتج هذا القدر الكبير المذهل من القادة ومنتَخَبي الجمهور وليس الحديث فقط عن ليبرمان وبينيت، فقد كانت أييلت شكيد وهي في المكان الخامس في قائمة الأخير، كانت رئيسة ديوان نتنياهو وعملت الى جانب بينيت. وكان وزير التربية جدعون ساعر أمين سر حكومة نتنياهو. وكان وزير حماية البيئة جلعاد أردان هو المسؤول عن توجهات الجمهور في الولاية الاولى. ويُنتظر لهذين الاثنين بحسب التقديرات ترفيع وزاري في الحكومة القادمة اذا ترأسها نتنياهو حقا.
    وماذا عن اولئك الذين كانوا واعتزلوا؟ كانت عضو الكنيست الخارجة روحمة ابراهام وزيرة داخلية في الماضي ومديرة لديوان رئيس الوزراء نتنياهو بين 1996 1999 (واعتزلت بخصام كبير)، ورجل الاعمال داني نفيه الذي كان في الماضي وزير الصحة في حكومة الليكود وكان أمين سر تلك الحكومة في أكثر ايام ولايتها الى ان حل ساعر محله.
    إن نتنياهو في هذين العقدين فضلا عن انه لم يتركنا اذا استثنينا مُهلاً قصيرة من اجل الاعلان وجمع المال، فانه وهب لنا وأورثنا سلسلة طويلة من الورثة والمتابعين والخصوم والكارهين. بل انه ساعد على ايجاد تسيبي لفني في 1996 حينما استلها من حيث استلها وعينها رئيسة سلطة الشركات الحكومية.
    اجل، أصبحنا دولة نتنياهو، فهو يسيطر بقدر كبير على وسائل الاتصال الالكترونية إما مباشرة كسلطة الاذاعة وإما بطرق غير مباشرة اقتصادية وتجارية كالقنوات التجارية.
    وأصبحت المنتوجة المطبوعة التي هي الصحيفة المعبرة عن ديوان رئيس الوزراء هي المقروءة أكثر من غيرها.
    وهي تقدم الى قرائها صورة وردية آسرة عما يجري في دولة نتنياهو اذا استثنينا تلك الزوايا المظلمة في اليسار. وهي تحث قراءها على الاقتراع لكن بصورة صحيحة.
    فالعناوين الأخيرة مثلا التي ظهرت في باب الملحق السياسي الاسبوعي من صحيفة 'اسرائيل اليوم' في الحادي عشر من كانون الثاني كانت: 'الوزير يعلون: إن رئيس وزراء قويا يحتاج الى حزب قوي'، وفي 18 كانون الثاني نتنياهو: 'أعطوني القوة لأقود'. هل فهمتم؟.
    ونسأل اذا كان عدد كبير جدا من المواطنين يقرأون هذه الصحيفة الغثة المجندة ويطلعون عليها ويستمدون معلوماتهم من صفحاتها فلماذا تنخفض قائمة الليكود بيتنا في استطلاعات الرأي؟ ولماذا سيكون لها 33 نائبا في المتوسط؟ ولماذا خسرت القائمة المشتركة منذ كان الاتحاد بين 8 نواب الى 10 في الكنيست الذاهبة؟.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



    حكم الاغلبية الحقيقية
    بقلم: درور زرسكي،عن معاريف
    العام هو 1863. أبراهام لينكولين، من عظماء الرؤساء الامريكيين، يمتطي جوادا اصيلا، وعلى جانبيه يمتطيان جواديهما وزيرا الدفاع والمالية للامة التي توجد في حرب أهلية مضرجة بالدماء، يشق طريقه الى مقبرة جتسبرغ في ولاية بنسلفانيا ليلقي ما يعد في نظرة الى الوراء أحد الخطب التأسيسية للامة الامريكية منذ الازل. وبسط لينكولين في خطابه ذاك مبدأ المساواة الذي سيشكل مدماكا حاسما في اعلان الاستقلال الامريكي. وأنهى لينكولين خطابه بجملة 'هذه الامة، تحت ظل الرب، ستحظى بولادة جديدة من الحرية، مع حكومة الشعب، من الشعب ومن أجل الشعب'. تعريف ممتاز لنظام حكم يقود العالم في القرون التي تلت الخطاب، الديمقراطية.
    تذكرت هذا الخطاب قبيل أداء اليمين القانونية للرئيس أوباما هذا الاسبوع. فالوضع في الولايات المتحدة يذكر قليلا بالمزاج السائد في اسرائيل. حملة الانتخابات التي انتهت لتوها مجدت الشرخ الكبير القائم في المجتمع الامريكي، مثل الاجواء في اسرائيل كراهية لاذعة بين الفصائل المختلفة في المجتمع. ولحظ الولايات المتحدة فان هناك يوجد للرئيس المنتخب القوة للحكم، القدرة على إدارة الدولة التي تفتقد الى التوافق بين مواطنيها.
    في اسرائيل المنقسمة في العام 2013، يختلف الوضع جوهريا. فالامر الوحيد الذي يتفق عليه الجميع هو أنه سيكون لنتنياهو شبه متعذر ادارة الائتلاف المتوقع. ففي كل تركيبة محتملة للحكومة التالية ستكون للاحزاب المختلفة القوة للتفكيك وليس للبناء. للهدم وليس للربط. فعرقلة الادارة ستكون هي النبرة المقررة في حكومة نتنياهو الثالثة.
    اسمحوا لي أن أفكر بطريقة مختلفة بعض الشيء. فاني افكر بالذات بانه توجد هنا فرصة لن تتكرر، وهنا تدخل الى المعادلة اقوال الرئيس لينكولين بشأن أهمية النظام الديمقراطي، حكم الشعب. منذ التحول في العام 1977، حين صعد الليكود الى الحكم، توفر تعبير مبارك للمظلومين في المجتمع الاسرائيلي ولا سيما الاصوليين من الطوائف الشرقية، كما أن مكان الصهيونية الدينية لم يغب هو الاخر. ومع السنين تقلصت قوة الحزب الحاكم في صالح تمثيل الضعفاء والمظلومين في المجتمع الاسرائيلي. فالى أين قادنا هذا؟ الى مجتمع منقسم وممزق. الى مجتمع مفتت. الى مجتمع يحث فيه الجميع مصالح الفئات المختلفة وينسون بانه توجد هنا دولة نسيت اهميتها، وعلى حسابها بنيت الاقلية. في الحكومة القريبة يفترض بهذا أن يبلغ الذروة. نتنياهو سيحظى بريح اسناد من حزب ضعيف، من شأنه حتى ان يتفكك في اثناء الولاية الى أحزاب اضافية تمثل الصهيونية الدينية، الاصوليين الشرقيين، الاصوليين الاشكناز وربما ايضا الى حزب ما يمثل الوسط الاسرائيلي. وهذه المرة بالذات توجد فرصة لانفجار كبير يبدو بأنه الخطوة الاكثر ضرورية وتوقعا. ائتلاف الاغلبية. الصامتة. حكم الاغلبية الحقيقية.
    يدور الحديث عن ائتلاف علماني ينقذ اسرائيل: الليكود بيتنا، العمل، يوجد مستقبل والحركة. أحزاب يوجد بين اعضائها تمثيل مناسب لعموم السكان. أحزاب يمكنها معا ان تبدأ عملية تشفي المجتمع المريض. مجتمع مطالب بان يتخذ قرارات مصيرية، مجتمع يحتاج الى يد قوية توجه الفصائل العديدة ولا يسمح للفصائل الصقرية بتوجيهه. هذه دعوة أخيرة للمسافرين نتنياهو، يحيموفيتش، لبيد ولفني للصعود الى الطائرة. معا.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    واجب الانتخاب
    بقلم: سيما كدمون ،عن يديعوت
    لن نمضي هذا الصباح الى صناديق الاقتراع عن حب ولا عن تقدير ايضا ولا مع شعور بتسامي الروح حتى ولا عن شعور بالاحتفال. سيمضي المواطن الاسرائيلي للتصويت كأنما يتخبطه الشيطان من المس. ويبدو انه لم توجد معركة انتخابية ما زال يعترف الناس فيها قبل يوم من التوجه الى صناديق الاقتراع بأنهم لم يقرروا بعد، وأنهم سيقررون في يوم الانتخابات. لا توجد مشاعر في التصويت هذا الصباح. ولن يقرر الناس لأنهم يهوون شخصا ما كما شعر الجمهور الامريكي نحو اوباما ولا بسبب اعتقاد أنهم ينتخبون زعيما حقيقيا كما شعروا نحو شارون. بل سيصوتون عن قرار عقلاني معوج سينضج احيانا حينما يقفون عند صندوق الاقتراع فقط. لم أكتب هذا الكلام مساء أمس بل كتبته في التاسع من شباط قبل اربع سنوات قُبيل الانتخابات السابقة. ويبدو ان عدم التحمس الذي يصاحب الجمهور هذا الصباح والنفور من اجراء كان يجب ان يكون ذروة الاحتفال لا يميزان هذه الانتخابات فقط. قُبيل الانتخابات السابقة جاء نتنياهو الى مؤتمر صحفي والى جانبه يوفال رابين. وكان يبدو ان ابن اسحق رابين يوشك ان يعلن تأييده لليكود وتبين انه يصوت لباراك لكنه يدعو الى حكومة وحدة. كان رابين هو الأرنب الذي اختار نتنياهو ان يستله من القبعة في اللحظة الاخيرة كما فعل مع كحلون بالضبط قبل يومين. وهما اجراءان كشفا عن الضغط الذي يتعرض له نتنياهو أكثر مما نفعاه.
    مرت اربع سنوات ولم يحدث شيء. ونحن في نفس المكان بالضبط الذي كنا فيه قُبيل الانتخابات السابقة بل في أشد منه، فلا يوجد أي حل سياسي في الأفق، وبالعكس: كل يوم جمود يضمن فقط موجة عنف جديدة. والوضع الاقتصادي كما كُشف عنه في الاسبوع الاخير كان بالونا انفجر في وجوهنا وهو يعد بعد الانتخابات فورا بأحكام اقتصادية قاسية. وعلاقاتنا بالولايات المتحدة واوروبا اسوأ كثيرا مما كانت قُبيل الانتخابات السابقة ولن يحل الائتلاف اللائح في المستقبل هذا الامر. واسوأ شيء هو عدم الأمل واليأس والشعور بأن الحياة هنا لا هدف لها.
    فقدنا في السنوات الاربع الاخيرة كل ذرة أمل في ان يحدث هنا شيء طيب. وأخذت تبتعد الرغبة في ان يجد أبناؤنا على الأقل هنا مكانا أفضل إن لم نجده نحن. وفي سنوات حكومة نتنياهو الثانية خمد كل احتمال لهذا المستقبل وأصبح اليمين أكثر يمينية وانطوى اليسار على نفسه وتحلل من الأوهام.
    إن من شاهد أمس اللقاء الصحفي بين الأديب دافيد غروسمان وايلانه ديان، يستطيع ان يحدد لنفسه ما الذي ينقصنا كثيرا. يرفض غروسمان ان يستسلم أو ان يتخلى أو ان يقول إننا اخطأنا. وهو لا يقبل حقيقة انه في دولة كدولتنا مع كل الطاقة الكامنة فيها، لا يوجد ما يمكن فعله. ويقول إن ما يعوزنا الحدود فنحن شعب بلا حدود. شعب تتحرك حدوده طول الوقت. إن الحدود ستعطينا مكانا وتعطينا بيتا، ألم تكن فكرة اسرائيل، كما يقول أن يكون لنا بيت، وما زال هذا المكان ليس ما كان يفترض ان يكون.
    إن شعور غروسمان كشعور كثيرين منا هو بأننا خسرنا اربع سنوات، اربع سنوات لم يوجد فيها أي تقدم. فنحن المشتاقين جدا الى الأمن غير مستعدين حتى لمخاطرة محسوبة، مخاطرة يجب علينا ان نقوم بها. لا يجوز ان نُدمن اليأس والسلبية، يقول غروسمان، ويبدو ان كلامه يعبر عن المزاج العام لكثير من مواطني اسرائيل، ويُفسر الشعور بالعجز الذي استولى عليهم. وعدم ثقتهم بأن صوتهم قادر على ان يؤثر وان يغير شيئا ما. ان الجمهور الذي يتجه اليوم الى صناديق الاقتراع يذهب مع شعور بأن ما كان هو ما سيكون. وانه قد جعل غاية حياته ومعنى وجوده مثل حكومته في السنوات الاخيرة حقا الحرب من اجل البقاء.
    ما العجب اذا وهذا ما كتبته قبل اربع سنوات وهذا ما أكتبه الآن ايضا من ان الكثير من المواطنين يقولون انهم سيقررون في اللحظة الاخيرة. فهم يقومون حيارى بازاء رشقات الحيل الدعائية والحسابات الاستراتيجية التي تُعرض عليهم، وهم يقفون أمام عشرات أوراق الاقتراع التي تعرض عليهم وعودا لن تتحقق أبدا، وأمام التزامات ائتلافات لن توجد أبدا. ولهذا قد يكون أصح شيء أن نصوت ببساطة لتلك الاحزاب التي يبدو لنا أنها تمثل مواقفنا بأفضل صورة بدل ان نُجري حسابات الائتلاف القادم. وأعني القوائم الحزبية التي هي الأنسب في نظرنا والناس الذين حينما سنراهم في الكنيست لن نخجل بهم.
    برغم جميع المشاعر التي تصاحبنا اليوم بعد فترة انتخابات جوفاء لا داعي اليها تعد بألا يتغير شيء يوجد شيء واحد لا يجوز لنا ان نفعله اليوم وهو ان نجلس في البيت وان نتخلى عن حقنا الأساسي ولا نمضي للتصويت. لا ينبغي ان نقول انه لن يتغير شيء أصلا بل ينبغي لنا ان نفعل كل شيء كي لا يحدث هذا.
    ولهذا فان أصح شيء نقوله في هذا الصباح قد قيل من قبل بصيغ مختلفة من اريئيل شارون الى بار رفائيلي ومن شمعون بيرس الى إيال كيتسيس، وهو 'إمضوا للتصويت'.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    حينما تُدبر الديمقراطية في مقام طرف واحد
    بقلم: يوسي سريد ،عن هأرتس
    سافرت في نهاية الاسبوع لأشارك في مهرجان الشعر السنوي في سديه بوكير؛ أما زلتم تتحدثون عن الشعر. اجتمعنا في الكنيس المحلي وتحدثنا حاسري الرؤوس مكشوفي الآراء فيما كان يُتلى في ذلك الاسبوع من الكتاب المقدس عن انه كيف 'قسّى الله قلب فرعون'. كان الملك فرعون ايضا 'زعيما قويا' لـ 'دولة قوية'، ولذلك أصابت شعبه ضربات فظيعة. هل قصد الرئيس براك اوباما الى هذا بتنبؤه القاسي عن اسرائيل بقيادة 'الملك بيبي'؟ وها هنا يتناولون كلامه إذ قال 'لن تبقى اسرائيل' وكأن فأرة زمجرت. حينما يريد التاريخ ان يعاقب بلدانا وشعوبا يولي عليهم رئيسا بلا رأس يُصر على السير بعكس مسار التاريخ.
    في طريقي الى الجنوب قرأت في صحف السبت، وكانت مليئة من الانتخابات، وفي المقابل كانت الشوارع خالية وهنا وهناك عُلقت لافتات كغسيل للتجفيف، لكن الريح لم تضربها. أين شمعون بيرس القديم الذي يُرمى بالبندورة وماذا يحدث للبندورة التي ترتفع أسعارها ارتفاعا كبيرا.
    لمن كانت المعركة الانتخابية التي كانت: إن المؤيدين لم يخرجوا عن أطوارهم لكثرة التأييد، والمعارضين لم يتحمسوا للمعارضة في الحقيقة. فلا يوجد ما يُغضب بقدر كاف ولا يوجد شيء يثير الحماسة حقا. فهل كانت هذه معركة فوق ماء هاديء؟ لا، بل كانت على ماء ساكن. جرى مرشحون نشطاء من نهاية هذه الارض الى نهايتها لكن الجمهور لم يخرج لاستقبالهم، وها هي ذي المنصات مُعدة وهنا النشطاء والعاملون بالأجرة فأين الناس؟ كانت هذه معركة انتخابات بلا ناخبين. واذا لم يأت الناخبون الى الميدان فسيأتي المنتَخَبون الى المشارِب.
    لا تُحدثونا بأحاديث عن استمرار السياسة القديمة بوسائل جديدة، في الشبكة الاجتماعية. لم تكن وسائل الاتصال التوجيهية قط هنا مفتوحة قريبة المتناول للأفراد والمجموعات كما هي اليوم، لكن لم تكن البوليس الاسرائيلية قط أبعد بهذا القدر عن أثينا. وليس هذا إلا لكثرة عدم المبالاة وهو خطوة صغيرة فقط قبل اليأس. اليوم وبرغم ذلك سنتجه الى صناديق الاقتراع وماذا تطلبين منا بعد أيتها الديمقراطية الصورية وبهذا تنتهي مشاركتنا لهذه المرة. إن مقام الاقتراع وحده هو الذي يُخلصنا من المقعد الوثير، فاسرائيل لم تعد منذ زمن ديمقراطية مشاركة بل هي ديمقراطية شلل وليست ديمقراطية مستوعبة بل مميِّزة. إن يوما واحدا متساويا لكل مقترع في اربع سنوات ظلم لا يدل على المساواة.
    في البحث عن الناخبين نزل المنتخَبون الى مكان منخفض: فلم يكن جدل في العقائد والآراء بل كان هناك شجار تحرشي ليس فيه تحدٍ. وفيمَ كانت هذه الانتخابات المضاعة الحامضة: انه لا توجد صلة بين اليوم التالي واليوم السابق، والدعاية في جهة والواقع في جهة اخرى. بل ان شروط الانضمام الى الائتلاف بقيت غامضة وليس هذا بالصدفة. ولن يطيب الأمر للناخب في الغد حينما يجد صوته بعيدا عن منطقته الانتخابية.
    ومن الذي هبط الى أخفض مكان؟ انه الأعلى: ليقل لنا رئيس وزرائنا من الذين نصحوه وسنقول له من هو، فقد اختير من بين سبعة من أصحاب المليارات فوق البسيطة اثنان لاسداء النُصح: دونالد ترامب لأن نتنياهو يود أصحاب الاموال الكبار؛ وتشاك نوريس وهو ممثل ذو عضلات في أفلام حركة لأن هذا هو حلم بيبي، أي ان يؤدي دور ممثل حركة ذي عضلات منفوخة، لا ان يؤدي دورا على الخصوص. وكان من المناسب لمعركة 2013 ان تُختتم برسمين كاريكاتوريين.
    تلقيت مكالمة هاتفية قبل بضع سنوات. وكان على الخط صديق من المانيا قال هل أنت مستعد يا يوسي لأن تأتي الى هنا اسبوعا للمشاركة في معركتنا الانتخابية؟ سنسافر معا الى ثلاث مدن كبيرة أو أربع، وسنقف في كل حرم جامعي على الطريق وستظهر أنت ايضا وتتحدث قبلي أو بعدي فهذا قد يساعدني. وعجبت للحظة لأنه من السهل أن نصف ماذا كان سيحدث في اسرائيل لو ان سياسيا اجنبيا شارك هنا في معركة انتخابات، وأية فضيحة كانت ستنشأ: أتدخل من الخارج في شؤوننا الداخلية ومن الماني ايضا.
    كان الذي اتصل هو يوشكا فيشر الذي كان في الماضي وزير خارجية وكان زعيم الخضر وصديقا لاسرائيل ظل يحثني الى ان استجبت له برغم ترددي. وقد احتشد عشرات الآلاف هناك في كل اجتماع ولم يكن من السهل على يهودي اسرائيلي مثلي ان يسمع هتافهم في مكبرات صوت التاريخ وأصداء صوته تنتقل في ميادين الخفوت. لكنني لم أستطع ألا أحسدهم على المشاركة الجماعية والاستعداد للحضور والتأييد. وفي المانيا خاصة يفهمون اليوم بصورة أفضل ما يحدث حينما يتخلون عن الاعلان العام وحينما تتم الديمقراطية في مقام طرف معتدٍ واحد يستعملها استعمالا سيئا، وحينما يتم تطيير الاشتراكيون والليبراليون كالأوراق الجافة في الميدان الوطني. وأي غول قد تلده ديمقراطية غير مبالية وآخذة في الفساد.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 247
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:42 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 241
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:37 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 235
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:23 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 234
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:21 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 233
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •