النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 307

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء عربي 307

    اقــلام واراء عربي
    (307)
    الإثنين
    28/01/2013

    أقلام وآراء عـــــــــــــربي




    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

    في هذا المــــلـــــــــف:

    الغرب يتستر على العنصرية الاسرائيلية
    رأي القدس العربي

    هل الفساد مسألة كيدية أم قضية حقيقية؟
    راسم المدهون (كاتب فلسطيني) عن الحياة اللندنية

    دور إسرائيل في سوريا!
    عبد الرحمن الراشد عن الشرق الأوسط

    الانتخابات الاسرائيلية: لبيد ابن لبيد!
    د. مَكرَم خُوري مَخُّول(كاتب وأكاديمي فلسطيني يقيم في لندن) عن القدس العربي

    لا جديد في انتخابات إسرائيل
    أسامة الشريف عن الدستور

    اللاجئون السوريون مسؤولية إسرائيلية ودولية أيضا
    نقولا ناصر عن العرب اليوم الأردنية

    ماذا لو أُسقط حكم الاخوان؟
    عبد الباري عطوان عن القدس العربي

    خطأ إخوان مصر درس لإسلاميي سوريا
    حمد الماجد عن الشرق الأوسط

    وطني يحتضر يا أصدقائي!
    عماد الدين أديب عن الشرق الاوسط

    "هَيّْنا لقينا صندوق"..الفضائح لا تنتهي
    اسامة الرنتيسي عن العرب اليوم الأردنية

    دولة تفاوض ولا تحكم؟
    نايلة تويني عن النهار اللبنانية

    4 – أميركا لن تعطي "عدوَّها" انتصارات!
    سركيس نعوم عن النهار اللبنانية

    الفرعون سيسي الأول
    د. أحمد يوسف الدعيج عن الوطن الكويتية

    الحمد لله الذى وهبنا رئيساً مغرداً..!!
    حمدي رزق عن المصري اليوم(مقال ساخر عن الرئيس المصري محمد مرسي)


    الغرب يتستر على العنصرية الاسرائيلية
    رأي القدس العربي
    لا نفهم لماذا تتستر الدول الغربية، والاوروبية منها بشكل خاص، على الممارسات الاسرائيلية الغارقة في العنصرية وسياسات التمييز، ليس ضد العرب فقط، وانما ضد اليهود من اصول افريقية الذين يطلق عليهم 'الفلاشا' وجرى تهريبهم من اثيوبيا عبر السودان في زمن الرئيس الراحل جعفر النميري.
    بالامس اعترف مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى ان السلطات الاسرائيلية درجت وبشكل مكثف على اعطاء العديد من النساء الاثيوبيات حقنا من نوع (ديبو بروفيرا) وهي وسيلة منع الحمل بالغة التأثير وتبعاتها قد تشكل خطرا على حياة النساء.
    التحقيق الصحافي الذي نشرته صحيفة 'هاآرتس' الاسرائيلية في عددها الصادر امس قال ان وزارة الصحة الاسرائيلية هددت هؤلاء النسوة لدى وصولهن الى معسكر الترحيل في العاصمة الاثيوبية بعدم السماح لهن بالهجرة اذا لم يأخذن هذه الحقنة وبعد وصولهن الى اسرائيل استمر هذا العلاج لمنع الحمل. وقالت الصحيفة ان هذا العلاج هو 'ممارسة للتطهير العرقي ولكن دون دماء او جثث'.
    ووصلت هذه العنصرية العرقية والدينية ذروتها عندما طالب مشجعو فريق كرة قدم اسرائيلي (بيتار القدس) بعدم احضار لاعبين مسلمين من البوسنة للعب في صفوف الفريق حتى يظل 'نقيا'، وعندما استهجن مدرب الفريق ايلي كوهين سلوك المشجعين، وحاول التخفيف من هذه العنصرية بقوله ان هناك مليار مسلم في العالم ويجب ان نعرف كيف نعيش معهم، وهناك فرق بين مسلم اوروبي ومسلم عربي، انطبق عليه المثل الذي يقول 'جاء ليكحلها فعماها'.
    التفريق بين مسلم اوروبي ومسلم عربي هو قمة العنصرية ايضا، مما يعكس مدى استفحال العنصرية في صفوف بعض الرياضيين ومشجعي الاندية، في حين تكافحها جميع دول العالم باعتبارها آفة تتناقض مع الروح الرياضية التي تركز على التسامح وتقبل الآخر وكل قيم المساواة الاخرى.
    لا نستغرب نحن العرب هذه العنصرية الاسرائيلية من شعب من المفترض انه اكثر شعوب الارض معاناة منها، وكان ابرز ضحاياها، فالتمييز العنصري الذي يمارس، باشكال عدة، ضد مليون ونصف المليون عربي يعيشون حاليا في دولة اسرائيل فاق الوصف. فهؤلاء يعاملون في بلدهم، وفوق ارضهم المغتصبة الذين هم اصحابها الشرعيون، كمواطنين درجة عاشرة.
    ولعل مصادرة الاراضي واقتلاع الاشجار ونهب المياه والثروات الاخرى، وفرض الحصار، وتقييد الحريات الدينية في الاراضي المحتلة، هي ابشع انواع العنصرية ايضا، فماذا نقول عن تشريد الآلاف من احيائهم ونسف بيوتهم او الاستيلاء عليها في القدس والضفة الغربية المحتلتين، وتوطين نصف مليون مستوطن فيهما؟
    الغرب لا يرى هذه الممارسات العنصرية الاسرائيلية، بل يتستر عليها، ويمتدح الديمقراطية الاسرائيلية باعتبارها الوحيدة من نوعها في منطقة الشرق الاوسط.
    الديمقراطية تتناقض كليا مع الممارسات العنصرية، سواء ضد اليهود الفلاشا السود او ضد العرب اهل الارض الاصليين، ولكن في زمن سيطرة اليمين الفاشي العنصري على الحكم في اسرائيل فان علينا ان نتوقع المزيد من هذه الممارسات العنصرية في الاعوام المقبلة، طالما استمر صمت الغرب المنافق عليها.




    هل الفساد مسألة كيدية أم قضية حقيقية؟
    راسم المدهون (كاتب فلسطيني) عن الحياة اللندنية
    كانت لافتة ومثيرة الاتهامات التي أطلقها مستشار الرئيس الراحل أبو عمار محمد رشيد ضد الرئيس الفلسطيني أبو مازن. لا يتعلق الأمر هنا بحقيقة تلك الاتهامات من عدمها وحسب، ولكن أساساً بما تثيره من أسئلة بالغة الأهمية حول مقصد صاحبها وثلته بتلك الاتهامات أيضاً.
    آخر ما سمعه الفلسطينيون حول محمد رشيد كانت تصريحات رئيس هيئة مكافحة الفساد السيد رفيق النتشة، الذي اتهم رشيد بالضلوع في عمليات فساد واسعة أصبح من خلالها يمتلك أموالا طائلة ويشارك في مشاريع استثمارية كبرى في غير بلد عربي.
    في جانب منها، حملت الاتهامات ضد رشيد أحاديث عن التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو كان موجوداً ومعمولاً به منذ كان رشيد مسؤولاً في السلطة الفلسطينية، أي أن الاستنكار الذي يبديه اليوم يصعب فلسطينياً أخذه على محمل الجد، فلم نعرف للرجل مواقف معلنة ضد التنسيق الأمني، بل إن ما قيل وقتها هو العكس تماماً، حيث قيل إن رشيد كان المكلَّف تحصيل الضرائب التي يدفعها الفلسطينيون للموانئ الإسرائيلية، وكان يقوم من أجل ذلك بالإتصال بالسلطات الإسرائيلية في شكل دوري، بل إن كلاماً كثيراً قيل في تلك الأيام عن صداقة ربطته بـ «عمري» نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، وحتى بشراكة تجارية معه.
    حكاية الفساد في السلطة الفلسطينية لا تزال للأسف تثار بين وقت وآخر بأسلوب «النكايات»، ويثيرها رجال متهمون أصلاً بالفساد، أي أنها تظهر بين وقت وآخر من مواقع ومستويات فوقية لا علاقة للشعب الفلسطيني بها. الفلسطينيون بمجموعهم بُحَّت أصواتهم وهم ينادون بضرورة محاربة الفساد ووقف تعديات الفاسدين، لكن تلك الأصوات ظلت حتى اللحظة صرخات في واد لا يلتفت إليها أحد، بينما تثير تصريحات بعض من غادروا مواقعهم في السلطة ضجيجاً يلفت الانتباه. مع ذلك، فما يجب أن يقال لا يقوله أحد، بل يتجنبه الجميع: من أين لهذا أو ذاك بملايين الدولارات؟
    حين تكال اتهامات لشخص أو آخر لا ينكر المتهم حيازته المال، ولا حتى امتلاكه ملايين الدولارات، بل ينصبُّ دفاعه على نقطة واحد وحيدة هي أن أمواله ليست من السلطة!!
    بكلام آخر وبالغ البساطة: كيف، ومن أين يمكن مطلقَ شخصٍ جاء للعمل في الفصائل الفلسطينية بلا مال يُذكر، أن يغادر عمله وهو يمتلك ملايين الدولارات؟
    لا تحتاج المسألة لعبقرية، ولذلك ليس من المنطقي مواصلة تجاهل الحقيقة والاستمرار في كل التحقيقات عند نقطة واحدة هي ما إذا كانت تلك من أموال السلطة أم لا، وهي مسألة يعرف الفاسدون كيفية التخلُّص منها بيسر وبساطة، فيما لا نظنهم قادرين على الإجابة عن السؤال الأبسط والأهم: من أين لكم هذا؟
    في دول العالم وبلدانه هناك «كشف الذّمة المالية»، الذي يكتب فيه من يتولى مسؤوليات عامة ممتلكاته وأمواله في البنوك لتجري مقارنتها بما يمتلكه عند المغادرة. نذكر ذلك مع معرفتنا وثقتنا أن كل من تسلموا مواقع المسؤولية في الفصائل والمنظمة والسلطة يعرف الجميع أوضاعهم المالية وما كانوا يمتلكونه في تلك الأيام.
    لا يجوز أن تظل قضية كبرى كالفساد كقميص عثمان، أو أن يستمر استخدامها بكيفيات كيدية لا علاقة لها بالحرص الوطني، كما يزعم العابثون بها هذه الأيام خدمة لمآرب شخصية ضيقة.



    دور إسرائيل في سوريا!
    عبد الرحمن الراشد عن الشرق الأوسط
    الحرب في سوريا هم إسرائيلي أيضا، وقد لا تقل نتائجها خطرا عليها من حرب أكتوبر 1973. سقوط نظام بشار الأسد قد يغير الخريطة، وربما يهدد توازن القوى القائم منذ فك الارتباط الذي وقعه الرئيس حافظ الأسد وإسرائيل برعاية هنري كيسنجر في تلك الحرب. فسوريا هي الدولة الكبرى الثانية على حدودها بعد مصر، وعلى الرغم من هدوء الجولان فإن سوريا الوحيدة التي لم توقع اتفاق سلام، على اعتبار أن لبنان كان جزءا من القرار السوري، والوحيدة المسلحة حتى أذنيها بأسلحة كيماوية وبيولوجية.
    مر أول عام من الثورة، والإسرائيليون لم يصدقوا احتمالية انهيار نظام الأسدي الحديدي، لكنهم منذ مطلع العام الماضي صاروا يؤمنون أن الأسد ساقط لا محالة. وبسقوط الأسد سيخسر الإسرائيليون «عدوا عاقلا»، وحارسا أمينا لكن بقدر خوفهم من سقوطه بقدر تزايد شهيتهم في التأثير على النتيجة النهائية.
    بسقوط الأسد، إسرائيل تخشى من المجهول، ومن المؤكد أنها من أكثر الأطراف رصدا لما يجري كل يوم على جبهات الحرب عند الجارة. وقلق إسرائيل مبرر ومتوقع، إلا إذا تمادت وسعت أو ساعدت في إعادة رسم الخريطة السورية. ولا أظن أني على خطأ إذا قلت إن إسرائيل تشجع فكرة إقامة الدولة العلوية التي يجهز لها الأسد على ساحل البحر المتوسط، وغيرها من دويلات. وهي لا تبالي بقيام حرب أهلية في الداخل السوري إن لم تكن تشجعها، والحرب بين الإخوة السوريين متوقعة لو حاول الأسد الانفصال بجزء من البلاد. ولإسرائيل دائما مصالح في أن ينشغل جيرانها العرب بالحروب الأهلية بينهم، ومن صالحها تفكيك سوريا إلى دويلات كردية وعلوية ومسيحية ودرزية وسنية. لكن ألا تخاف إسرائيل من وجود «القاعدة» في سوريا المنهارة؟ الفكرة مخيفة و«القاعدة» بعبع للغرب لكن ليس لإسرائيل، فالتنظيم يتحاشى مواجهة الإسرائيليين، على الرغم من كثرة أدبياته المعادية لليهود. وإسرائيل تعرف أنه لا حزب الله ولا «القاعدة» ولا حماس، ولا من سبقها من الفصائل الفلسطينية الحمراء مثل أبو نضال والجبهة الشعبية كانت تهدد أمنها، كلها كانت فقط مصدر إزعاج، فميزان القوى لصالحها دائما، وتكسب الحرب في الأخير. أيضا إسرائيل حصنت نفسها ببناء حدود منيعة، بنت جدارا طويلا فصل الضفة وستبني آخر مع مصر، وستشيد «جدار إسرائيل العظيم» إلى الجولان بجدار يفصلها عن سوريا.
    لم يصدر عن تل أبيب أي معلومات أو تلميحات حول دورها في سوريا لكننا نعرف أن هذه أخطر حرب على حدودها وتمس أمنها مباشرة ولا يمكن ألا يكون لها دور. القليل قيل، الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس بعد عودته من روسيا في مرة سابقة قال، إنهم ضد التدخل العسكري الأجنبي لكنهم يؤيدون فكرة إرسال قوات عربية إلى هناك لفرض السلام! طبعا بيريس يعرف أن التدخل الدولي يكفيه أسبوع لإسقاط نظام الأسد أما التدخل العربي فسيطيل الحرب سنوات. وهي الفكرة السخيفة التي دعت إليها الجامعة العربية دون أن تقول كيف سترسل قوات عربية ومن هي هذه القوات؟
    وأتصور أن إسرائيل أثرت في رؤية الغرب، وكذلك روسيا، حيال التعامل مع الأحداث في سوريا، والأغلب أنها خلف تراجع اهتمامهم وتهديداتهم لنظام الأسد. الإسرائيليون يرون احتمالات أربعة لنهاية التراجيديا السورية؛ الأول، سقوط النظام وقيام نظام بديل منهك من المعارضة على دولة مدمرة وأرض محروقة. الثاني، سقوط النظام مع استمرار الحرب الأهلية من دون حكومة مركزية قوية كما حدث في الصومال. الثالث، فرار الأسد وعصابته إلى الساحل، والإعلان عن انفصالهم وإقامة دولة علوية، وبالتالي استمرار المعارك بين السوريين. الاحتمال الأخير والضعيف بقاء الوضع كما هو، الأسد في دمشق والمعارضة تقاتله، وتبقى الحرب كرا وفرا لزمن طويل.
    كل هذه الاحتمالات تخدم إسرائيل، أما الخيار الذي لا يناسبها كان التدخل الدولي قبل عام أو أكثر وإسقاط النظام وإقامة نظام سوري جديد مدعوم دوليا على أسس ديمقراطية. تعرف أن هذا سيجعل سوريا جارة أقوى، سكانها أكبر ثلاث مرات من إسرائيل، وبنظام شعبي حقيقي.



    الانتخابات الاسرائيلية: لبيد ابن لبيد!
    د. مَكرَم خُوري مَخُّول(كاتب وأكاديمي فلسطيني يقيم في لندن) عن القدس العربي
    كنا على معرفة من ذي قبل، ولكن عن بعد، لكوننا من النجوم الصاعدين في الاعلام العبري. لم اعرف انه كان ليحضر ذلك المؤتمر فلم يكن مراسلا حزبيا، كذلك اهتم ولم الحظ من خلف جمجمته من الذي جلس في الصف الامامي قبالة ارييل شارون ورفاقه الليكوديين الذين كانوا في الحكم. لكن في القاعة المكتظة، والتي اجتمع فيها قادة الحكومة الاسرائيلية من الليكود والعديد من الصحافيين المحليين والعالميين لم يكن هناك الا مقعد شاغر واحد في الصف الامامي، وبالتحديد الى جانب صاحب 'الرأس الكبير'.
    ما بين 'رغبتي' بالتحديق في شارون عن بعد مترين بكل ما يمثله لأي انسان، وبالتحديد اذا كان فلسطينياً مثلي، وتحدياً لكل ما هو مثلهم، ارتفع كما يبدو الادرينالين في جسمي ليرافق جينات الجرأة حتى وضعت نفسي عبر القفز والدفش في ذلك المقعد الشاغر. لم يكترث احد من الموجودين بما قمت به (فالجميع مر بفحص امني مشدد) غير صاحب 'الرأس الكبير' الذي جلس على يمين المقعد الشاغر. فالتفت نحوي بسرعة وغضب واخذ السم يفرز من مسامات وجهه باديا الكراهية التلقائية والحقد تجاهي. لم يكن هذا الشخص الا يائير لبيد بذاته، الصحافي آنذاك في صحيفة 'معاريف' الاسرائيلية اليمينية (بالعبرية).
    كان ذلك في العام 1989 حيت كنت في مطلع العشرينيات من العمر وبعد تخرجي من جامعة تل- ابيب وبمد وشد وتكوين الباع المقبول في الكتابة الصحافية في اللغة العبرية (ولكن مع خطيئتي في فضح الجيش الاسرائيلي وتعميد الانتفاضة صحافياً)، حيث كان لبيد وانا من الجيل ذاته.
    هذه الحكاية قفزت الى مخيلتي عندما تابعت البث المباشر للانتخابات البرلمانية الاسرائيلية على القناة التلفزيونية الاسرائيلية الثانية باللغة العبرية مساء 22 يناير 2013 وسمعت وشاهدت تسلق حزب لبيد (يوجد مستقبل) ليصبح هذا الحزب الناشئ اكبر ثاني لائحة حزبية (هناك فرق بين الحزب واللائحة التي تمثله في الكنيست وفقا لقانون الانتخابات) في الكنيست الاسرائيلي وعن هل سيتحد مع نتنياهو ام مع المركز- يسار.
    منذ نشر عينة نتائج الانتخابات اخذت تتردد من قبل المذيعين جملة واحدة اكثر من اي جملة اخرى: 'العالم يدرس الان من هو يائير لبيد'. توقفت عند هذه الجملة وسألت نفسي: ما الذي يفعله كل هؤلاء 'الخبراء' من القوميات المختلفة في الشأن الاسرائيلي ان لم يسمعوا عن يائير لبيد خلال الربع قرن الاخير؟ قلت في نفسي :'لبيد هو ابن لبيد يا جماعة'. ليس كل ابن هو ابن ابيه او امه البيولوجيين، سياسياً، على الاطلاق. لكن هناك ضرورة للتعرف على الخلفية السياسية للاسرة في حالة غوص أي فرد منها في المعترك السياسي لاجل الفحص والمقارنة. يائير لبيد هو الابن المدلل لوالدين يهوديين صهيونيين يمينيين علمانيين، عمل كل واحد منهما، يوسف (تومي) لبيد الاب (من مواليد صربيا) والام شولاميت في ترسيخ القصة الصهوينية وصقل الرأي العام الاسرائيلي اليهودي بشكل شبه فاشي عبر النتاج الثقافي باساليبه المتنوعة خلال عشرات السنين.
    فبينما عملت الام في النتاج الادبي ككاتبة روائية تخصص مساحات واسعة للهجرة اليهودية - الصهيونية الى فلسطين المحتلة، فيما عمل الاب في التلفزيون والاذاعة شاغلاً مناصب مهنية تضع السياسات الاعلامية - الثقافية للاجيال اليهودية لكي ينتقل بعدها الى العمل السياسي- الحزبي مع اليمين العلماني 'الليبرالي' امثال حزب شينوي ليصبح في النهاية وزيرا في حكومة شارون الميت صناعياً فيجب ان يكون واضحا ان يائير، ابن هذه العائلة التي تنتمي الى الشريحة العليا من الطبقة الوسطى لم يرضع من الثدي اليساري لامه 'اسرائيل'.
    تابعت كتابات يائير لبيد منذ ان كنا معاً في المهنه في نهاية الثمانينيات ('زملاء' غير رفاق) وبعد مغادرتي فلسطين في التسعينيات ولا استطيع الا ان اخلص الى نتيجة (ومع الوقت ممكن ان تقدم الاحصائيات والدراسات العلمية) ان يائير هذا هو لبيد الصغير ابن لبيد الكبير، وبالتحديد عندما يعلن انه جلس لمشاهدة عينة نتائج الانتخابات في البيت مع والدته شولاميت (لكتابة خطاب النصر) وبعدها شمل خطابه حكايات عن والده (الذي توفي عام 2008). فهذه التنشئة السياسية التي يمكن وصفها بالعنصرية، هي ذاتها التي ادت الى تسريب اخبار عن انه مع عاصمة القدس المحتلة كعاصمة ابدية للادراة الاسرائيلية.. وهي ذاتها التي جعلته في العام 1989 يترك الفحوى السياسية لمؤتمر الليكود ويشير الى امتعاضه عن 'كيف' انه صعق لجلوس مكرم خوري- مخول الى جانبه، معبراً عن رفض الآخر.. لانه اراد 'القدس' واحدة له فقط.. حقاً ان الشخصي هو السياسي.



    لا جديد في انتخابات إسرائيل
    أسامة الشريف عن الدستور
    لم يحقق بنيامين نتنياهو الفوز الساحق الذي كان يأمل به عندما دعا لانتخابات مبكرة قبل اشهر. وفي نظر المراقبين فإن سجل نتنياهو السياسي لم يتغير كثيرا، فهو لم يحقق انتصارات ساحقة ابدا، بل تفوق على شيمون بيرس في العام 1996 بنصف نقطة مئوية فقط، وفي العام 2009 خسر حزب الليكود لصالح حزب كاديما لكنه استطاع تشكيل تحالف يميني ظل على رأسه حتى اليوم.

    الناخبون الإسرائيليون قلبوا حظوظ نتنياهو وحققوا نسبة اقتراع عالية (66 بالمائة) في انتخابات حاسمة لأنها اوقفت زحف اليمين واليمين المتطرف وسيطرتهما على المشهد السياسي الإسرائيلي لسنوات.

    المفاجأة كانت بتحقيق حزب «هناك مستقبل» برئاسة الإعلامي التلفزيوني يائير لبيد المركز الثاني بحصوله على 19 مقعدا ما جعله في موقع قوة بالنسبة لتشكيلة التحالف الحاكم.

    لكن اليمين لم يهزم ولا يزال حلف حزبي الليكود واسرائيل بيتنا برئاسة نتنياهو هو الأقدر على تشكيل الحكومة القادمة رغم تراجع حصته الى 31 مقعدا.

    حزب لبيد بث الحياة في يسار الوسط لكن ذلك لا يعني ابدا ان المزاج العام في اسرائيل قد تغير من حيث المواقف السياسية تجاه عملية السلام مع الفلسطينيين.

    فالذين صوتوا بكثافة لحزب لبيد، القادم الجديد على الساحة الاسرائيلية، هم من ابناء الطبقة الوسطى، بخاصة الشباب، من العلمانيين الذين جذبهم برنامج الحزب الاجتماعي-الاقتصادي بخاصة فيما يتعلق باصلاح التعليم وحل مشكلة الاسكان وإلغاء المزايا التي تمنح للمتدينين الارثودكس من حيث اعفائهم من الخدمة العسكرية وحصولهم على عطايا مالية من موازنة الدولة.

    الاقتصاد لا السياسة كان العامل الأهم في هذه الانتخابات.

    وعلى الرغم من دعم التحالف الحاكم برئاسة نتنياهو من قبل اليمين المتطرف، فإن نظرة هؤلاء تجاه رئيس الحكومة والتزامه بالمشروع الاستيطاني، تشوبها الشكوك.

    وهذا يفسر نجاح يميني متطرف يمثل المستوطنين وهو المليونير نفتالي بينيت رئيس حزب البيت اليهودي في الوصول الى الكنيست بحصوله على 12 مقعدا.

    حزب لبيد اذن يدخل نوعا من التوازن الى الكنيست، حيث يتقاسم اليمين وحلفاؤه واليسار ومن اقترب منه عدد المقاعد المؤلف من 120 مقعدا.

    سيفرض التحالف الجديد على نتنياهو تعديل خطابه السياسي وربما نهجه ايضا بالنسبة للمشاكل الاقتصادية. فقد بينت استطلاعات الرأي ان الناخب الاسرائيلي ليس معنيا كثيرا بالخطر الايراني، وهو ركيزة خطاب نتنياهو. كما ان حزب لبيد العلماني يدعو الى استئناف مفاوضات السلام وان كان موقفه من القدس والمستوطنات لا يبتعد كثيرا عن الموقف الرسمي لحكومة الائتلاف.

    لن تتغير الامور كثيرا بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة بالنسبة للفلسطينيين، فلبيد لن يضيف شيئا على الموقف من عملية السلام وقضايا الوضع النهائي.

    المتغير الأهم قد يأتي من واشنطن حيث يتسلم جون كيري حقيبة الخارجية خلفا لهيلاري كلينتون. المؤشر الوحيد على موقف الرئيس اوباما من اصرار اسرائيل بقيادة نتنياهو على فرض الأمر الواقع في القدس والضفة الغربية هي الرسالة التي نقلها مؤخرا صحفي اميركي الى النخبة الاسرائيلية السياسية ومفادها «ان اسرائيل لا تعرف اين تكمن مصالحها» وان موقف نتنياهو العنيد تجاه الفلسطينيين يدفع بإسرائيل الى عزلة انتحارية.





    اللاجئون السوريون مسؤولية إسرائيلية ودولية أيضا
    نقولا ناصر عن العرب اليوم الأردنية
    لقد تراكمت الأدلة التي تؤكد بأن "المنطقة الحرام" التي تشرف عليها قوة مراقبة فك الاشتباك التابعة للأمم المتحدة للفصل بين سورية وهضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل قد تحولت إلى قاعدة "آمنة" لمسلحين "جهاديين" سوريين وغير سوريين حوّلوها إلى خط إمداد عسكري بين لبنان ومحافظة درعا في الجنوب السوري التي يتدفق منها المزيد من اللاجئين السوريين إلى الأردن إلى حد يكاد يتجاوز قدرة المملكة على استيعابهم، ما قد يضطرها إلى "إغلاق" حدودها أمامهم في "حالة الضرورة" كما حذّر رئيس الوزراء د. عبد الله النسور في حديث لفضائية العربية يوم الجمعة الماضي.
    ويدرك د. النسور أن حدة الصراع الدائر واستفحاله تجعل إمكانية نزوح هؤلاء اللاجئين إلى "جزء آخر من سورية"، كما اقترح في حديثه، أقرب إلى التمني غير الواقعي، لكنها "أمنية" تسلط الضوء على "العامل السوري" الداخلي كسبب رئيسي لتدفق اللاجئين السوريين إلى المملكة، وهو سبب غني عن البيان.
    غير أن ما يحتاج إلى توضيح هو مسؤولية دولة الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة عن تسهيل تحويل "المنطقة الحرام" السورية – الإسرائيلية إلى قاعدة آمنة وخط إمداد عسكري للمسلحين الذين يقاتلون من أجل "تغيير النظام" في سورية انطلاقا من سهل حوران مباشرة على الحدود الشمالية للأردن، فلم يعد من الممكن تجاهل هذه المسؤولية كعامل رئيسي آخر يطيل أمد الصراع المسلح ويخلق الظروف الموضوعية لدفع المزيد من المدنيين السوريين فيها إلى البحث عن ملاذ آمن لهم في الأردن، فهذا الدعم الإسرائيلي "غير المباشر"، ظاهريا في الأقل، مضافا إليه استنكاف الأمم المتحدة عن تحمل مسؤوليتها في "المنطقة الحرام"، يرقيان إلى تواطؤ مكشوف يساهم في تأجيج الصراع المسلح وفي إطالة أمده في سورية، لكن الأهم هو أنه تواطؤ بدأت نتائجه تتجاوز الحدود السورية لتطال الأردن فتحمله المزيد من الأعباء الأمنية والاقتصادية والمالية في وقت تتفاقم فيه هذه الأعباء عليه حتى من دون مضاعفات تدفق اللاجئين السوريين على أراضيه.
    وهي مضاعفات سوف "تتضاعف" على الأرجح بوتيرة متسارعة. فالملك عبد الله الثاني، كما قال في قمة دافوس بسويسرا، لا يتوقع نهاية قريبة للصراع ويرى أن الحكم في سورية يمتلك "القدرة" و"القوة" للاستمرار "ومن يقول" إنه "سيصمد لأسابيع فقط لا يعرف حقا الواقع على الأرض"، حيث أقام مقاتلو تنظيم القاعدة قواعد في سورية ويحصلون على مال وعتاد من الخارج وحيث يحتاج التخلص منهم إلى ثلاث سنوات، فــ"طالبان الجديدة التي سيضطر العالم للتعامل معها ستكون في سورية"، وتقدير الوضع السوري المرتقب كما قدّره الملك مؤشر هام إلى أن الأردن سوف يظل في المدى المنظور عرضة لمضاعفات الأزمة السورية ولمزيد من اللاجئين السوريين وأعبائهم.
    لقد ناشد الأردن "المجتمع الدولي" مساعدته في احتواء استمرار تدفق اللاجئين السوريين عليه، لكن الدعم المالي واللوجستي الذي يمكن لهذا المجتمع تقديمه للأردن، على أهميته، يظل محصورا في احتواء نتائج الأزمة السورية في الأردن، لكنه لا يعالج أسبابها، ومن المؤكد أن إغلاق القاعدة الآمنة وخط الإمداد العسكري الذي أقامه المسلحون الذين يقاتلون الدولة السورية في المنطقة الحرام الواقعة تحت مراقبة وإشراف الأمم المتحدة بينها وبين هضبة الجولان المحتلة سوف يكون مساهمة أهم كثيرا في مساعدة الأردن على الحد من تدفق اللاجئين إليه.
    وفي هذا السياق تتحمل دولة الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة والدول المساهمة في قوات حفظ السلام التي تراقب "المنطقة الحرام"، ومنها الهند واليابان والنمسا، وكذلك الولايات المتحدة مسؤولية خاصة. والمسؤولية الأمريكية تنبع من قرارها في كانون الأول الماضي تصنيف "جبهة النصرة" منظمة إرهابية، وهذه الجبهة موجودة في المنطقة الحرام بدليل أن المرصد السوري لحقوق الانسان قد أعلن مسؤوليتها عن السيارة المفخخة التي أودى تفجيرها يوم الجمعة الماضي بحياة ثمانية من عناصر الاستخبارات العسكرية السورية، بالإضافة إلى "نسور الجولان" و"لواء أحرار القنيطرة" و"لواء أحفاد الرسول" و"لواء الفرقان"، وجميع هذه الفصائل "جهادية" على نمط جبهة النصرة، ولا تختلف عن "طالبان الجديدة التي سيضطر العالم للتعامل معها في سورية" والتي لا تزال القوات الأردنية "تحاربها" في أفغانستان كما قال الملك عبد الله الثاني، و"بعضهم من عناصر الجهاد العالمي"، أي غير سوريين، ممن "يعملون واقعيا بغطاء من الجيش الإسرائيلي .. قريبا قدر ما أمكن من السياج الأمني" الإسرائيلي كما قال قائد لواء "حرمون" في هذا الجيش العقيد اريك حن لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في الحادي عشر من هذا الشهر.
    وإذا كان هذا الدعم الاسرائيلي مفهوما في ضوء حالة الحرب القائمة مع سورية، فإن الخارجية الأردنية سوف تكون محقة في طلب استخدام المساعي الحميدة للحلفاء الأمريكان والأصدقاء الأوروبيين لحث دولة الاحتلال الإسرائيلي على التوقف عن تقديم تسهيلات لاستخدام المجموعات المصنفة إرهابية دوليا لجانبها من المنطقة الحرام في ضوء معاهدة سلامها مع الأردن كون النتائج العملية لهذه التسهيلات تنعكس سلبا على الأردن إن لم ترق إلى عمل عدائي "غير مباشر"، فمن مصلحة الأردن كما تكرر قيادته التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية في أسرع وقت ممكن، ولحث الأمم المتحدة على تحمل مسؤولياتها في المنطقة الحرام، بدلا من حثّ أمينها العام بان كي – مون لسورية في الرابع من الشهر الماضي على "عدم نشر قوات ومعدات عسكرية في المنطقة الحرام".
    لكن تفسير هذا "التنسيق الأمني" غير المعلن الذي يسمح لمسلحين محسوبين على "المعارضة السورية" بإسناد ظهرهم إلى قوات الاحتلال الاسرئيلي والتي تسمح لهم بدورها بالتواجد في مناطق من المفترض أنها منزوعة السلاح ولا يجوز دخول المسلحين إليها يظل استحقاقا مطلوبا من أي قوى تدعي تمثيلها للمعارضة السورية .


    ماذا لو أُسقط حكم الاخوان؟
    عبد الباري عطوان عن القدس العربي
    عندما انطلقت شرارة الثورة المصرية وتجسّدت في ابهى صورها في اعتصامات الشباب في ميدان التحرير، كانت الكتابة بالنسبة الينا مهمة سهلة، لأن الخيار بين معسكر الثورة وبين نظام الفساد والديكتاتورية والتبعية كان واضحا، لا يحتاج الى اي تفكير، ولذلك اخترنا معسكر الثورة دون تردد.
    ما تعيشه مصر اليوم من صدامات دموية وانقسامات حادة، وتحريض داخلي وخارجي على أعمال العنف، يجعل المرء يعيش حالة من الحيرة والقلق، ويضع يده على قلبه خوفا على هذا البلد العظيم الذي علّقنا عليه آمالنا، وما زلنا، لقيادة الأمة العربية الى برّ الأمان، بعد اربعين عاما من التيه في صحراء التبعية لأمريكا واسرائيل وعملية سلمية مذلّة.
    اشياء كثيرة تحدث حاليا في مصر تستعصي على الفهم، ففي مدينة بور سعيد التي تشهد حتى كتابة هذه السطور اشتباكات مسلحة بين قوات الامن وعناصر مسلحة ادت الى مقتل حوالى خمسة وعشرين شخصا، بينهم رجال امن، هناك من يحمّل الحكومة المسؤولية، وهي التي تحاول احترام قرار قضائي اصدر حكما بالإعدام بحق 21 شخصا ادينوا بإطلاق النار على مشجعي النادي الاهلي، اثناء مباراة في المدينة، مما اسفر عن مقتل اكثر من سبعين شخصا.
    هذا القضاء الذي اصدر الاحكام التي فجّرت اعمال العنف والصدامات هذه، تدافع عنه وعن استقلاليته المعارضة في وجه محاولات لتقويضه من قبل الحكومة الحالية.
    فكيف يمكن ان نفهم هذا التناقض؟
    وكيف يمكن ان نفهم ايضا محاولات اقتحام السجون والإفراج عن القتلة والمجرمين فيها، باعتبار ان هذا عمل وطني، او نتفهم اعمال حرق مقرات المحافظات والمباني الحكومية، فهل هذه ملك للإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، ام هي ملك للدولة والشعب المصري بأسره؟
    ثورة يوليو عام 1952 لم تدمر قصور اسرة محمد علي، ولم تحرق يخت الملك فاروق، ولم تعتدِ على المباني العامة، والشيء نفسه حصل في العراق، ومن المفارقة ان الحاكم العسكري الامريكي الاول بول بريمر اقام في قصر الرئيس العراقي صدام حسين.
    ' ' '
    هناك ثلاثة اوجه رئيسية للمشهد المصري الحالي يجب التوقف عندها لقراءة تطورات الوضع الراهن، واستقراء ملامح المستقبل:
    ' اولا: ان يسقط حكم الرئيس مرسي بفعل مظاهرات الاحتجاج الحالية، وانسداد افق التفاهم بين السلطة والمعارضة.
    ' ثانيا: ان تستمر اعمال الفوضى والانفلات الامني وتتطور الى حرب اهلية دموية تنتشر في طول البلاد وعرضها، وشاهدنا بعض الخارجين على سلطة الدولة يطلقون النار على قوات الأمن، وهي المرة الاولى على حد علمنا التي نشاهد فيها هذه الظاهرة المرعبة منذ اربعين عاما.
    ' ثالثا: ان يتدخل الجيش، ويقدم على انقلاب عسكري ويعلن الاحكام العرفية للسيطرة على الوضع، ووضع حدّ لحالة الفوضى الراهنة، وانعدام الامن، حقنا للدماء والحفاظ على ما تبقى من هيبة الدولة.
    المعارضة المصرية المتمثلة في جبهة الانقاذ الوطني بزعامة الدكتور محمد البرادعي تريد اسقاط حكم المرشد، والدعوة بالتالي الى انتخابات رئاسية مبكرة، وتهدد بمقاطعة الانتخابات البرلمانية اذا لم تتم الاستجابة لمطالبها جميعا.
    بعض مطالب المعارضة هذه مشروعة، وخاصة تلك المتعلقة بتشكيل حكومة انقاذ وطنية تضم كفاءات من مختلف الاحزاب المصرية، ونأمل ان تستجيب لها الحكومة، ولكن علينا ان نسأل سؤالا وجيها، وهو عما سيحدث لو استمرت هذه الأزمة، ومعها حالة الصدام بين السلطة والمعارضة، واستمرت معها اعمال التظاهر والاحتجاج التي تشلّ مصر حاليا، وتزعزع استقرارها وتدمر اقتصادها، وتهز الثقة ببورصتها المالية وتدفع المليارات من الاستثمارات الاجنبية الى الهروب؟
    نطرح السؤال بصيغة اخرى اكثر وضوحا وهو: ماذا لو سقط او أُسقط حكم الرئيس مرسي من خلال المظاهرات والاحتجاجات وتطورها الى حرب اهلية، او صدامات مسلحة مثلما هو حادث حاليا في سورية؟
    لنفترض ان المعارضة هزمت النظام واسقطته، فهل ستستطيع ان تحكم بمفردها، وهل تستطيع ان تضع دستورها الذي يؤسس لدولة مدنية، ثم كيف سيكون موقف التيار الاسلامي الاخواني والسلفي من دولة المعارضة المدنية هذه، وهل سيستسلم للهزيمة؟
    التيار الاسلامي سيرفض اي دستور مدني وسيطالب بحكم الشريعة عندما ينتقل الى صفوف المعارضة، وسيقدم على مقاطعة اي انتخابات لأنه سيعتبر نفسه ضحية تعرض لسرقة حكم وصل اليه عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة نزيهة.
    علينا ان نتخيل نزول الاخوان والسلفيين الى الشوارع في المدن والقرى والأرياف والنجوع المصرية في مظاهرات غاضبة، او لجوءهم الى السلاح ضد خصومهم الذين سرقوا الحكم منهم؟
    نحن لا نتحدث عن احتمالات وهمية هلامية، وانما ننطلق من تجارب تاريخية ما زالت وقائعها ماثلة للعيان، ولا يجب اغفالها عندما يتطرق الأمر الى الوضع المصري الراهن. فعندما انقلبت السلطات الجزائرية على صناديق الاقتراع التي اكدت فوز الاسلاميين بالحكم عام 1991 دخلت الجزائر في حرب اهلية استمرت عشر سنوات، وادت الى سقوط 200 الف قتيل، وما زالت البلاد تعاني من عدم الاستقرار.
    ' ' '
    نعترف مسبقا بأن مصر ليست الجزائر، فلكل بلد ظروفها وشخصيتها وهويتها السياسية والجينية، ولكن الشعب المصري او جزءا منه اذا تحرك فإنه من الصعب ان يوقفه احد، مع تسليمنا ان الشعب المصري اقرب الى الحراك السلمي منه الى العنف، وعلينا ان نتذكر ان هناك استثناءات لهذه القاعدة، والمفاجآت واردة على اي حال.
    ندرك جيدا ان مثل هذا الطرح في ظل حالة الفوضى والانقسام الحالية مغامرة قد تترتب عليها اتهامات خطيرة بالانتماء الى هذا الطرف او ذاك، ولكننا هنا نخاطب عقلاء مصر وحكماءها في السلطة والمعارضة معا، بضرورة التبصر بما يمكن ان تتطور اليه الاوضاع من كوارث اذا استمرت حالة التهييج والتحريض الحالية للجماهير المحبطة من قبل النخبة التي تتصارع على الحكم.
    مصر تحتاج الى التواضع اولا، من قبل الحكومة والمعارضة معا، ثم الدخول في حوار جدي لايجاد مخارج من هذه الأزمة بعيدا عن الكراهية، والمواقف والاحكام المسبقة.
    للمرة المليون نقول إن هناك مؤامرة لافشال الثورة المصرية، من قبل قوى داخلية وخارجية، واسرائيل وامريكا وعملاؤهما يقفان على رأسها، وهناك للأسف من يريد تدمير مصر واستقرارها بحسن نية او سوئها، في السلطة والمعارضة معا.
    ممنوع على مصر ان تلتقط انفاسها، وان تستمتع بالحد الادنى من الاستقرار لمداواة جروحها وتعافي اقتصادها، واصلاح مؤسساتها. وهذا ما يفسر حالات الاضطراب الحالية المستمرة.
    نحن لسنا مع اخونة مصر، بل نحن اقرب الى تيارها الليبرالي وسنظل، ولكننا لسنا مع تدمير هذا البلد، واجهاض ثورته الأشرف في تاريخ هذه الأمة، وديمقراطيته الوليدة التي يجب ان تتجذر في عمق تربته الطيبة المعطاءة.



    خطأ إخوان مصر درس لإسلاميي سوريا
    حمد الماجد عن الشرق الأوسط
    أثبتت الأحداث الدامية في الثلاثة أيام الماضية في مصر، التي واكبت الذكرى الثانية للثورة المصرية، صدق فرضية خطأ الإسلاميين في الاستعجال في حكم مصر بعد الثورة، وقد قلت بعيد نجاح الثورة المصرية في الإطاحة بنظام حسني مبارك إن حكم الدول بعيد سقوط الأنظمة الشمولية الديكتاتورية ينطبق عليه المثل المعروف «لا تكن رأسا فتكثر فيه الآفات»، ففساد الأنظمة الديكتاتورية مثل السوس الذي ينخر بعمق شديد؛ لا تنفع معه الحشوات ولا المسكنات، ويحتاج إلى عشرات السنين لترميم خرابهم الكبير.
    ثم إن الشعوب التي رزحت تحت نير الاستبداد والظلم والسرقات عشرات السنين، مهما بلغ وعيها السياسي، تستعجل بشدة قطف ثمرات ثورتها على الأنظمة الديكتاتورية، فتتوقع من الزعيم الجديد أن يطعمها من جوع ويأمنها من خوف، فإن لم يتحقق هذان العنصران، فلن تستقر الأمور حتى لو حكمها من يقرب في نظافته طهر الملائكة. لقد ارتفعت الأسعار في «عهد الرئيس مرسي»، وانخفضت العملة المصرية لمستويات قياسية، ووصلت صناعة السياحة إلى أقل معدلاتها، وهربت رؤوس أموال إلى الخارج، ورأس المال جبان، وما زالت الهشاشة الأمنية هي السائدة، ولا هيبة حقيقية للأمن.
    أنا أدرك أنه من المبكر الحكم للرئيس مرسي أو عليه، وأفهم أن هذه محصلة طبيعية ونتيجة منطقية لأي مرحلة تعقب ثورة، بل لا أبالغ إذا قلت إن هذه الظواهر المرضية ستبرز للسطح في هذه الفترة، حتى ولو حكم مصر «أشطر» الزعماء وأشدهم حنكة وأكثرهم دراية بأصول الحكم.
    لقد تعمدت ربط الهشاشة الأمنية وارتفاع الأسعار وتردي العملة بـ«عهد الرئيس مرسي»؛ ليس لأن هذه قناعتي، بل لأن هذا بالتحديد هو تفكير رجل الشارع الذي يترك التنظير للساسة ومحللي الأخبار السياسية ويبحث عن أمنه وتنميته ورغيف خبزه، ولن يتفهم أبدا أن يعمد الرئيس، ولأسباب اقتصادية مبررة، إلى أن يرفع السلع الضرورية، حتى لو كان أنموذجا تاريخيا في النزاهة والتقشف، ولو سكن العشوائيات وركب الدراجة الهوائية وأكل الطعام ومشي في الأسواق، وهذا ما حدث بالفعل حين قرر الرئيس مرسي رفع الأسعار ثم تراجع عن ذلك في اليوم التالي.
    كان الأولى بالإخوان المسلمين التريث وعدم السيطرة على أغلبية مقاعد البرلمان (كان هذا قرارهم الصائب قبل الانتخابات التشريعية السابقة ثم تراجعوا عنه)، وكان الأولى أن لا يكون الرئيس منهم، على الأقل في الانتخابات الرئاسية الأولى؛ فمجهر العالم كله مسلط على أول تجربة إسلامية ديمقراطية في هذا البلد المحوري والمؤثر، وفشلهم سيكون كارثيا، وهذا بالتحديد ما استشرفته حركة النهضة في تونس حين شكلت تحالفا مع قوى وطنية منافسة، وعهدت برئاسة الدولة للمرزوقي الشخصية الوطنية التي لا تنتمي إلى فصيل إسلامي، أما في الحالة المصرية فقد بدا المشهد منقسما بين إسلاميين يحكمون وليبراليين يعارضون، فحدثت فجوة وجفوة قادتا البلاد إلى هذا المأزق السياسي الخطير، مع إيماني الكامل بأن الأحزاب الليبرالية قادت معارضة فاشلة لا تبعث على الاحترام عالميا، ولا عند رجل الشارع المصري.
    ثم إن الأنظمة الفاسدة، وإن سقط رأسها بسهولة، ليس من السهل اقتلاع جذورها العميقة الضاربة في أعماق جل المؤسسات، فكان من الدهاء لو ترك الإسلاميون المصريون لغيرهم أن يكونوا جرافة تتلقى الكدمات والصدمات والجروح، لتكون الفترة الثانية مواتية لمنافسة خصومهم على رئاسة الدولة ومقاعد البرلمان، وفي مناخ أكثر ملاءمة.
    والسؤال المطروح هنا: لماذا استخدمت «لو» وقد طارت طيور «الإخوان» المصريين بأرزاقها السياسية، وابنهم له مُلك مصر، وبطريقة الانتخاب النزيه؟ وهل تنفع تخطئة أمر قضى وانتهى؟ الجواب: نعم، فهذه سوريا مقبلة على مرحلة ما بعد الأسد، وهي أشد خطورة وأكثر تعقيدا من فترة ما بعد مبارك؛ فيتعين على الإسلاميين في سوريا أن يتعلموا من درس «الإخوان» في مصر، فالعاقل هو الذي لا يلدغ من جحر الثورات مرتين.



    وطني يحتضر يا أصدقائي!
    عماد الدين أديب عن الشرق الاوسط
    قلبي حزين، نفسي غاضبة، روحي قلقة، عقلي يكاد ينفجر، عيناي لا تكادان تصدقان ما تراهما من جنون وهستيريا أبناء الوطن.

    وطني على حافة هاوية، 6 آلاف سنة من الحضارة تهددها زجاجة مولوتوف يلقيها صبي لا يعرف من أعطاه إياها ومن زوده بعود ثقاب إشعالها!

    لا أحد بالضبط يعرف لماذا يحدث ما يحدث؟ لا أحد يفهم مغزى التصعيد، ونتيجة الغضب، ومحصلة الصراع الدموي العبثي؟

    لا أحد يفهم من الفائز النهائي في مباراة كرة قدم يلعبها الساسة بجماجم الشعب؟

    تنتابني حالة بكاء دائم وأنا أتابع وطني يضيع من على شاشات الفضائيات!

    لم تعد المهدئات تنفع، ولم يعد الكلام يجدي، ولم تعد الشكوى تساعد في الترويح عن النفس.

    سيارات تحترق، شباب يضيع، شهداء بالعشرات، اقتصاد وطني يتساقط وينهار، ملايين من البسطاء في حالة من الهلع والقلق والاكتئاب.

    وطني يحتضر يا أصدقائي، وأنا عاجز، غير قادر على إيجاد الدواء الشافي، ولا الطبيب المعافي، ولا أنبوب الأوكسجين الأخير!

    وطني يحتضر يا أصدقائي، والبعض ما زال يقول إن هذه هي الأمراض الطبيعة للفترة الانتقالية التي تعقب الثورات؟!

    أي ثورة وأي انتقال بأي ثمن فادح ندفعه من دمائنا وأعصابنا وأرزاقنا؟!

    إنه وطن مرفوع من الخدمة بشكل مؤقت ويخشى عليه أن يدخل في طريق «سكة اللي يروح ما يرجعش» المخيفة!

    وطني يحتضر يا أصدقائي، بعد أن قرر بمحض إرادته أن ينتحر بشكل طوعي!

    هل يمكن أن يصاب جيل بأكمله بحالة من الرغبة الشديدة في تدمير الذات وتدمير الوطن دون أي عائد منطقي أو جائزة تذكر؟

    هل يمكن أن يصل بنا الفشل في الإدارة إلى الحد الذي نكاد لا نرى فيه ما تبصره أعيننا وتسمعه آذاننا وتعقله عقولنا؟

    هل أوصلنا العمى السياسي، والصمم الوطني، والخرس الفكري إلى هذا الجنون؟

    وطني يحتضر يا أصدقائي، بعدما قتلني اليأس ولم يعد أمامي سوى السجود في تذلل إلى الله داعيا خالق الخلق، وفاطر السماوات والأرض، الذي لا يعجزه شيء في الكون أن ينقذ وطنا من نخبته، ومعارضته، وأعدائه.

    اللهم آمين، أنت قادر على كل شيء يا رب العالمين.




    "هَيّْنا لقينا صندوق"..الفضائح لا تنتهي
    اسامة الرنتيسي عن العرب اليوم الأردنية
    هل هناك تخبيص أكثر من هذا ؟
    هل بقيت ذرة مصداقية في حساب الهيئة المستقلة للانتخاب لم يتم العبث بها ؟.
    هل يبقى رئيس الهيئة يوما إضافيا في عمله، أم يستقيل ويعلن فشل الانتخابات ؟
    أمس تراجعت الهيئة عن منح قائمة النهوض الديمقراطي مقعدها الوحيد في البرلمان، لصالح قائمة المواطنة، بعد أن كانت قبل 24 ساعة قد أبلغت وبعد فرز الصناديق رئيس القائمة عبلة أبو علبة، بحضور رئيس القائمة الأخرى حازم قشوع أن خطأ في جمع الأصوات وخاصة في دائرة معان، مما يعيد المقعد البرلماني لصالح أبو علبة.
    التخبيص لم يتوقف عند هذا، فباعتراف الهيئة المستقلة، وبشهادة تحالف "نزاهة"، وحضور لجنة الاقتراع والفرز الخاصة بالصندوق رقم 137 الخاص بدائرة البلقاء الأولى، وممثلي الرقابة المحلية والدولية وعضوين عن مجلس مفوضي الهيئة ومدير العمليات فيها، خرجت نتائج الصندوق المختلَف عليه كالتالي:
    تَبيَّن أن عدد المقترعين في الصندوق بلغ 433 مقترعا من أصل 622 ناخبا مسجلين في الصندوق، وبناء على إعادة الفرز فقد اختلفت الأصوات المسجلة للمرشحين كما يلي:
    جمال قموه حصل على 81 صوتا بدلا من 82 صوتا.
    جهاد خريسات حصل على صوت واحد بدلا من لا شيء.
    ضرار الداوود حصل على 180 صوتا بدلا من 187.
    ووليد جريسات حصل على 135 صوتا بدلا من لا شيء.
    وفي النتيجة وحسب المحضر الموقع فقد حصل المرشح جمال قموه على 3493 صوتا بينما حصل المرشح وليد جريسات على 3460 صوتا، أي أن المرشح قموه يزيد على جريسات بـ 33 صوتا.
    لاحظوا، وأتمنى على رئيس الهيئة عبدالإله الخطيب، ورجال القانون في الهيئة، أن يلاحظوا حجم الفروقات بين النتائج الأولى التي ظهرت فجر الخميس، والنتائج التي ظهرت بعد إعادة الفرز بأربعة أيام.
    لا يوجد رقم صحيح ومتطابق مع الرقم الأصلي، وهناك أصوات حصل عليها مرشحون في الفرز الأول، لم تكن لهم أصلا، وهذه الفروقات ظهرت في صندوق واحد، فكيف الحال في الـ 165 صندوق اقتراع في الدائرة، ولماذا لا يحتمل وجود فروقات وخروقات فيها.
    أعيد على الهيئة المستقلة، وكل المعنيين في تنظيف الانتخابات، من شوائب التزوير، ما خلص له التحالف المدني "راصد" بخصوص ما وقع في الدائرة، وفي الصندوق 137 تحديدا.
    أقتبس "التجاوزات شملت مغادرة رئيس لجنة فرز الصندوق رقم 137 لمركز التجميع الرئيسي للدائرة الأولى في جامعة عمان الأهلية حيث أخذ معه محضر فرز الأصوات للصندوق ما أدى إلى إحداث جلبة وبلبلة. وعند متابعة فريق راصد للمحضر وزيارة قاعة الاقتراع في مدرسة دير اللاتين تبين وجود فروقات في المحضر وعدم تطابق الأرقام المعلنة فيه، حيث يبين المحضر وجود 423 صوتاً صحيحاً في الصندوق، بينما تم توزيع 282 صوتاً فقط." انتهى الاقتباس.
    بعد كل هذا، فهل بقي مصداقية للهيئة المستقلة للانتخاب، لتعترف الهيئة بكل شجاعة أنها لا تملك السلطة على من قرر تزوير الانتخابات.
    في دائرة البلقاء يطالب المرشحون المتضررون بإعادة الفرز كاملا، مع قناعاتهم، أن تلاعبا فاضحا حصل في الفرز، وفي الصناديق التي بحوزة الهيئة.
    علينا مغادرة مرحلة "هَيّْنا لقينا صندوق" و"كشوفات مفقودة" و"غرف سوداء في الفرز" و"ورقة اقتراع سقطت أثناء الفرز" .



    دولة تفاوض ولا تحكم؟
    نايلة تويني عن النهار اللبنانية
    في المفاهيم الدستورية ان الدولة تحكم بقوة القانون، لكنها غير ذلك تماما في ظل الديموقراطية التوافقية التي انتجها حكم الطوائف والمذاهب والعشائر من كل نوع، والتي تنهش في جسد الدولة، فتكبر الزعامات المحلية ومسؤولو الميليشيات وقبضايات الشوارع والاحياء، على حساب منطق الدولة والمؤسسات، ويصبح تطبيق القانون كأنه نوع من الترف الاجتماعي ترجوه الحكومة وتنسق مع قوى الامر الواقع لتنفيذه.
    ومن الامثلة الكثيرة، سجن رومية الفضيحة، حيث سيطر عناصر "فتح الاسلام" على احد المباني فحوّلوه امارة. هذا المكان المفترض انه محمية امنية محصنة من التدخل الخارجي، ومحظورة فيها المخدرات والاسلحة وأجهزة الاتصال، واقعه معاكس تماما، وتحتاج الدولة الى وسطاء لدخول المبنى "ب" للقبض على متهم بالقتل. ويشترط السجناء تبديل ضباط وعناصر، وترضخ الدولة للامر، من غير ان يحرك وزير ساكنا.
    وأمس جرت مفاوضات لفتح طريق ميروبا - حراجل، فتدخلت الوساطات الحزبية لتدعم التحرك الرسمي لتسليم متهم بالقتل، ومنع آخرين من محاصرة أهلين ابرياء وتهديدهم بالقتل. وقبله كانت الدولة تفاوض قاطعي الطريق لمنع الشيخ احمد الاسير من بلوغ مواقع التزلج. وكلنا نذكر زيارة وزير الداخلية لصيدا للتفاوض مع الاسير نفسه متمنياً عليه عدم قطع الطريق والتعرض لآخرين.
    أما مسلسل طريق المطار سابقا فحدث ولا حرج، اذ اصيبت من خلاله السياحة بضربة قاصمة، ولم يتمكن الجيش وقوى الامن من اعادة فتحه الا بغطاء سياسي وفرته للحكومة قوى الامر الواقع في الضاحية الجنوبية. وكما الضاحية، محور باب التبانة - جبل محسن حيث دارت مفاوضات تعثرت مرارا للسماح للقوات المسلحة بالتدخل. وفي طرابلس مثال فاضح لوزير المال عندما نقل موقوفا اطلق تحت الضغط في الشارع.
    لا نريد للاجهزة الرسمية ان تقتل شعبها وناسها، وان تتحول الى موقع العداء لهم، بل ان ترأف بحالهم. ولكن لا يجوز ايضا ان تستقوي الدولة على الفقير والمعدم، وعلى دافعي الضرائب والملتزمين الانظمة والقوانين، فتنتظر اخفاقهم في مكان ما ووقوعهم في الخطأ كي تبالغ في تظهير قوتها، فيما تتودد الى المجرمين والقتلة والمتمردين على القانون، فتفاوضهم عوض ان تفرض سيادة القانون عليهم.
    على الحكومة ان تبعد عنها الحسابات الانتخابية الضيقة، لتتمكن من تطبيق القانون، والا فلتستقل فورا ولتؤلف حكومة من غير المرشحين للنيابة، ولتقر قانونا يفصل النيابة عن الوزارة، لان حسابات المناطق والطوائف لا تبني وطنا.



    4 – أميركا لن تعطي "عدوَّها" انتصارات!
    سركيس نعوم عن النهار اللبنانية
    في موضوع الجمهورية الاسلامية الايرانية واميركا وتأثير ذلك في الازمة – الحرب السورية يقول المتابعون انفسهم لأوضاع سوريا وللمواقف الدولية منها ان المعلومات المتداولة عنها فيها الكثير من التناقض، فضلاً عن ان بعضها ينبع من تمنيات. فهناك من يؤكد ان الصفقة بين طهران وواشنطن حول القضايا الخلافية بينهما صارت شبه مكتملة وان الاجتماعات بينهما مستمرة فضلاً عن التشاور عبر الوسطاء. وهناك قسم آخر منها يؤكد ان روسيا نجحت في اقناع الاميركيين والايرانيين بتفاهم يقضي بتجميد ايران مشروعها النووي في مقابل قبول اميركا تسوية للازمة – الحرب في سوريا تشمل رئيسها وبعضاً من نظامه. ويشير الى ان ذلك لا بد ان يلاحظه العالم بعد قمة روسية – اميركية مرتقبة خلال اسابيع. ومن شأن صفقة كهذه اطلاق حوار جدي بين طرفيها يتناول خلافاتهما وطرق حلها.
    طبعاً شدد المتابعون أنفسهم في "الموقف" يوم السبت الماضي على عدم جدية المعلومات المذكورة اعلاه. وهم يشددون مرة ثانية اليوم على ان كل ما بين اميركا وايران حتى الآن، ليس اكثر من تفاهمات محدودة قد تسهل التوصل الى اتفاق لاحقاً. منها مثلاً عدم تجاوز أي منهما الخطوط الحمر للأخرى في العراق. وهذا ليس تفاهماً استراتيجياً او دائماً. اما "اخبار" تجميد المشروع النووي الايراني في مقابل تسوية لسوريا تشمل الاسد فلا يصدقها المتابعون اياهم. فأميركا لا تثق بايران كي تُصدّق انها ستجمد فعلاً هذا المشروع الى ان تنجز اتفاقاً معها حوله او الى ان يتعذر اتفاق كهذا. وايران لا تثق باميركا، وتعتبرها منذ نشوء النظام الاسلامي فيها عدواً لها وللمسلمين والمستضعفين في كل العالم، وتتمسك بدورها دولة اقليمية (وربما دولية) عظمى يحق لها ممارسة دور اساسي ومهم في الشرق الأوسط كما في مناطق اخرى من العالم.
    ويُلخِّص هؤلاء انعدام الثقة بين الدولتين بالقول ان ايران تخشى دائماً ان تتشدد اميركا بعد بدء الحوار معها بحيث تطرح شروطاً جديدة صعبة التنفيذ الأمر الذي يؤذيها اذا استمرت فيه أو اذا انسحبت منه، وذلك جراء ميل المجتمع الدولي بغالبيته الى الموقف الاميركي منها. ويُلخِّصونه ايضاً بقول مماثل عن ايران وعن صعوبة التفاوض معها وعن اصناف الشروط والمطالب التي ستحملها الى اي حوار، الأمر الذي يلغي وجود اي سقف أو أي قعر لمطالبها. علماً ان المتابعين يعرفون وطبعاً الدول المعنية كلها ان ايران لا تزال متمسكة بمشروعها الاقليمي وبتشعباته التي قد تمتد الى مناطق عدة من العالم الاسلامي وجواره غير الاسلامي، وانها لا تزال تدافع عنه حيث هو مهدد جدياً اي في المنطقة التي هي بمثابة القلب له، وتحديداً في سوريا واستطراداً لبنان "حزب الله". وهذا يعني انها ستحاول منع سقوطه او انهياره بكل امكاناتها، واذا عجزت عن ذلك فإنها ستفعل المستحيل لجعل سقوطه جزئياً اي لابقائه قائماً في "مربع فئوي" له اتصال مع البحر أي مع روسيا ومع البر العراقي والايراني. لا بل انها بدأت التحضير فعلاً لهذا الاحتمال على الارض، علماً انه قد يستغرق وقتا طويلاً يُقاس ربما بسنوات. ذلك انها لا تحب التّعرض لمفاجآت غير سارة. وهذا موقف لا يؤشر على الاطلاق الى رغبة في تسوية مع اميركا تؤمن مصالح الجميع، بل الى استمرار ايران في السعي الى تسوية مع اميركا تكرس"انتصارها" في المنطقة وإن على نحو غير مباشر.
    وهذا أمر ترفضه اميركا وتتحسب له، وخصوصاً بعد اعتبار كثيرين فيها انها تعرضت لخديعة ايرانية نفذها عراقيون ظن مسؤولون في واشنطن انهم لها، وان هدفهم إنقاذ بلادهم من نظام صدام حسين وبناء دولة مدنية. وجوهر الخديعة كان ان ايران ارادت التخلص من صدام وقوة العراق من دون ان تدفع مقابلاً لاميركا وذلك بإيهامها انها تقوم بذلك بقرار ذاتي منها سيفيدها اولاً، وهي تقرر لاحقاً هوية المستفيدين الآخرين. الى ذلك كله يدعو المتابعون انفسهم كل المتعلقين بحبال التسوية التي تشمل نظام سوريا أو رئيسها الى قراءة الشهادة الخطية لوزير الخارجية الاميركية المعين جون كيري التي ارسلها الى الكونغرس أخيراً قبل جلسة الاستماع اليه تهميداً لتثبيت تعيينه او لرفضه. اذ انها تضمنت تكرار رفض بقائه ونظامه.
    واذا كانت أميركا مرتبكة اليوم بسبب خوف من تنامي التكفيريين في اوساط الثوار، فان ذلك لن يدفعها الى مساومة تحقق انتصارات مجّانية بلا مقابل لخصمها الروسي ولـ"عدوّها" الايراني. علماً ان ذلك لا يعني ان الآخرين اي ايران وروسيا غير مرتبكتين.


    الفرعون سيسي الأول
    د. أحمد يوسف الدعيج عن الوطن الكويتية
    الاخوان المسلمون من أقوى وأكبر الجماعات الاسلامية، ليس في مصر فقط، وانما في العالم الاسلامي، ينتشرون في معظم دول العالم، يمتلكون قدرات تنظيمية هائلة، وطاعة تامة من منتسبيهم لا مثيل لها، عندهم قدرة عجيبة على تحمل الصدمات العنيفة ومواجهة أقسى الضربات، كل ذلك بسبب ايمانهم بفكرتهم التي وضعها الامام حسن البنا يرحمه الله، لقد تحملوا بطش أجهزة المخابرات في عهد الملك فاروق، واجرام ودموية نظام الرئيس عبدالناصر وأنور السادات، ثم ما تعرضوا له في عهد الرئيس حسني مبارك، لذلك واهمٌ من يعتقد، دولة كانت أم غير ذلك، أنه يستطيع ان ينهي وجودهم ويقضي عليهم، بل الحكمة تقتضي احتواءهم، وما أصعب احتواءهم، والتعامل معهم وفق قواعد محددة. على الرغم من دهاء الاخوان وسعة حيلتهم، الا ان غلطة «الشاطر» بعشرة، لقد ارتكبوا خطأ فادحا عندما قرروا خوض الانتخابات الرئاسية في العام الماضي، بعدما كانوا قد أعلنوا انهم لن يخوضوها، فلم يكن من الدهاء ولا الذكاء ان يورطوا أنفسهم وتاريخهم ويستنزفوا رصيدهم الشعبي والسياسي في خوض الانتخابات الرئاسية بينما الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر قد تجاوزت مرحلة الغليان بكثير، لقد كان هذا القرار هو أول قرار مصيري يتخذه الاخوان منذ بداية نشأتهم في العام 1928 في الاسماعيلية، بينما كانت معظم قراراتهم المصيرية منذ نشأتهم نتيجة لما تفرضه السلطات عليهم.
    كل يوم يمر ليس في صالح الاخوان، فقد تكالبت عليهم الأمم من كل ناحية، من مصر ومن الدول العربية، ومن دول أخرى، الرئيس محمد مرسي رئيس بسيط متواضع مخلص، ولكنه لا يصلح ان يكون رئيسا لمصر، فهو يفتقد الى الكاريزما التي يقدسها المصريون منذ أيام الملك مينا موحد القطرين، مرورا بباقي الفراعنة، وانتهاء بالرؤساء جمال عبدالناصر والسادات وحسني مبارك، فالمصريون لا يحبون الغلبان، وانما يقدسون الفراعنة. مصر تعج بفوضى لا نظير لها آخذة في التطور والانتشار، لا ينفع معها الا القوة وفرض الأحكام العرفية، والا فان البلد التي تدهور اقتصادها بدرجة خطيرة في طريقها الى انهيار من الصعب النهوض بعده. لا يستطيع الاخوان ان يتصدوا لهذه الفوضى بقمعها، فليست لهم القدرة على ذلك، والجيش لن يسمح لهم بذلك، ثم كيف يلجؤون الى القمع وهم ضحايا القمع لعقود طويلة، ولن يستطيع ان يتصدى لها لا عربجي ولا برادعي ولا أي من المدنيين، ان مصر بحاجة الى فرعون جديد يأتي من رحم القوات المسلحة، يفرض الأحكام العرفية، ويضع حدا للفوضى، ويوقف الكل عند حده، ويقوم بادارة البلد على طريقة القوات المسلحة في مصر التي تدير مشاريع اقتصادية ناجحة، ثم بعد ان تستقر البلاد، فلكل حادث حديث، فاما سيسي الثاني، على وزن سيتي الأول (في الفترة من 1291-1309 قبل الميلاد، حكم مصر الفرعون سيتي الأول وهو من فراعنة الأسرة التاسعة عشرة) أو ما يراه الأقوياء مناسبا.



    الحمد لله الذى وهبنا رئيساً مغرداً..!!
    حمدي رزق عن المصري اليوم
    وجاء زمن على المحروسة كان الرئيس «المنتخب» يخاطب أهله وعشيرته على «تويتر». الفلاحون فى الحقول والحطابون فى الجبال، والعمال فى المصانع، والثوار فى الميادين، والعجائز من حول نار المدفأة ظلوا طوال جمعة الثورة منتظرين خطبة الرئيس، ولما نامت الكتاكيت، وسكنت العصافير، وراحت الديكة فى سبات عميق، وبعد منتصف الليل بقليل قرر الرئيس التغريد، قال نفر من المجتمعين آمين، فطفق الرئيس يغرد وهم قانطون، وما إن فرغ من تغريدته حتى تنفس الجميع الصعداء، الأمة تكالبت تقتات على تغريدة الرئيس، سيل من الكومنتات اللاذعة تحية للرئيس، ردوا التغريدة بأحسن منها أو مثلها، مغردين، فالح ياوله، واعى ياوله...
    يا حلاوة يا ولاد، عشنا وشفنا، الرئيس يغرد، الحمد لله الذى وهبنا رئيساً مغرداً، وظل يغرد ويغرد حتى يحسب عند الشعب مغرداً، الرئيس يغرد فى ذكرى الثورة، ويخطب فى مولد النبى، يا داهية لتكون تغريدة البجعة الأخيرة.
    خلاص الفضائيات صكّرت أبوابها، وتليفزيون المتولى «ماسبيرو سابقاً»، مشغول لشوشته، وراديو مصر شطب، بلاها ماسبيرو، الإف إم شغالة ٢٤ ساعة، حبيبك باسم يوسف فاتح المحل، فقرة فى البرنامج، وتغريدتنا فى برنامجنا، حبكت التغريدة، والليلة يا ريس، كنت فين طول النهار ياريس؟!
    الرئيس بقدرة قادر تحول من خطيب مسجد إلى مغرد على تويتر، تغريدة الرئيس بألف مما تغردون، تغريدة تعزى المكلومين، وتبلسم المتألمين، وتطمئن الخائفين، وتشبع الجائعين، أحسن حاجة فى الريس أنه لا يغادر روح العصر، علام مرسى وخبرته العملية فى «ناسا» جعلته يسبح فى الفضاء الخارجى، قدماه لاتلامسان طين البرك الذى نعيش فيه، هناك فى «ناسا» أناس يغردون، وإذا غردوا لا يكذبون، وإذا توتوا «راحلون» يرحلون، وإن كنت ناسى أفكرك، الرئيس غرد وقال لو خرجت المظاهرات وقالت «ارحل» سأرحل!!.. فعلاً هناك فرق بين رئيس يخطب ورئيس يغرد، الرئيس إذا خطب يرحل، الرئيس مرسى يغرد ويتبت فى الكرسى، وعلى قلبها لطالون.
    الريس الإلكترونى فكرنى بالعمدة الآلى، سبحان من سخر لنا تويتر وما كنا له مقرنين، الرئيس كسر حاجز الخوف، يغرد بدون قميص واقٍ ولا حرس جمهورى ولا حراسات خاصة، الرئيس يدخل على تويتر بنفسه، ويتشات، الرئيس لا يخشى كومنتات طائشة، التغريدات الرئاسية لها نكهة خاصة، أدعو المدعو جهاد الحداد، مسؤول الفضاء الإلكترونى فى مؤسسة الفضاء الخارجى - أقصد الرئاسة - أن يطلع الرئيس على الكومنتات والتويتات، والله ياريس الخطابة فى المساجد والخروج منها حافياً أرحم، على الأقل المساجد لها حرمة، أما الفضاء الإلكترونى ربنا ما يوريك يا ريس.
    ولكن فى عرف مين يا ريس تخاطب الطيبين على تويتر؟!، فاكر الأهل والعشيرة قاعدين على الحاسوب؟!.. يا ريس بلاش إحراج للأميين، كثير من أهلنا يا دوب بيفكوا الخط، والمتعلمون لا يملكون أجهزة الحاسوب، والباقى بيلعب عليها بلاى ستيشن، بتغرد يا مرسى، فعلاً «العيش بحلبة يا مرسى والكلام رومى.. غردت يا مرسى شقيت أنا هدومى»!!

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 293
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:59 AM
  2. اقلام واراء عربي 285
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:28 PM
  3. اقلام واراء عربي 284
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:27 PM
  4. اقلام واراء عربي 283
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:26 PM
  5. اقلام واراء عربي 282
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:25 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •