النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 324

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء عربي 324

    • [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.gif[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif[/IMG]
    • [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age005.gif[/IMG]
    • في هذا الملــــف:
    • عصابة إسرائيل تذبح أوباما
    • بقلم: جهاد الخازن ( كاتب لبناني ) عن الحياة اللندنية
    • اوباما في إسرائيل: اخر اختبار للوعود
    • بقلم: مهند محمد صبّاح (كاتب فلسطيني) عن القدس العربي
    • فلسطين ترجوكم أن تفتحوها !
    • بقلم: إمديرس القادري عن السبيل الاردنية
    • فلسطين وَعَواملُ التعْريَة
    • بقلم: خيري منصور عن الخليج الاماراتية
    • أوروبا أكبر داعم لـ"إسرائيل"
    • بقلم: محمد خليفة عن الخليج الاماراتية
    • «الربيع العربيّ» المزيّف
    • بقلم: جورج حداد عن الاخبار البيروتية
    • المعارضة السورية المسلحة و«إسرائيل»... مصالح وأهداف مشتركة
    • بقلم: فراس عزيز ديب عن الوطن السورية
    • الربيع العربي…والأمن الإسرائيلي
    • بقلم: علي حسون لعيبي عن الزمان العراقية
    • خطورة محور الأخونة
    • بقلم: محمد عثمان الثبيتي عن المدينة السعودية
    • نجحت الدكتاتوريات وفشلت الشعوب
    • بقلم: مياح غانم العنزي عن الراية القطرية
    • عامان على الثورة.. إشكالية المصطلح
    • بقلم: أيمن الصياد عن الشروق المصرية
    • الشيطان يزور تونس
    • بقلم: عيسى .جرادي عن البلاد الجزائرية
    • عصابة إسرائيل تذبح أوباما
    • بقلم: جهاد الخازن ( كاتب لبناني ) عن الحياة اللندنية
    • الكل متفائل بنتائج الحوار الوطني في البحرين. سألت وزيراً حالياً وآخر سابقاً ومواطنين بحرينيين من الأصدقاء عن إنطباعهم الأولي، وهم قالوا أن المحاورين جميعاً تكلموا بإيجابية والى درجة أن ممثلي الحكومة والموالاة فوجئوا بارتفاع مستوى هذه الإيجابية.
    • أرجو ألا يخيب ظن الأصدقاء، فبعد بدء المشاكل في 14/2/2011 رأيت ولي العهد الأمير سلمان بن حمد، وكان متـفائـلاً باتفاق قـريب مع المـعارضـة، وشـرح لـي عـدد الطـلـبات التي قررت الحكومة أن تلبيها، والإصلاحات التي ستُنفذ. غير أن ما حدث بعد ذلك أظهر أن غالبية في قيادة المعارضة ولاؤها لإيران، ولا تريد إصلاحات بل إنقلاباً على الحكم.
    • ربما أدركت المعارضة، بعد سنتين لم تحقق فيهما شيئاً غير مزيد من المشاكل والمواجهات، أنها إذا أصرت على كل شيء فلن تحصل على شيء، ولكن إذا أخذت ما تستطيع، فهي قادرة على أن تعود في المستقبل للتفاوض على طلبات أخرى. وقد قلت دائماً وأقول اليوم أن للمعارضة طلبات محقة، وإعتراضي الأساسي هو على الأساليب التي اتبعت لتحقيقها وفشلت كما توقعت لها.
    • الحوار في أوله ولا حاجة بي الى الدخول في تفاصيل باستثناء القول أن أطراف الحوار إتفقت على أن النقاش بينها حوار وليس مفاوضات، وأن الحكومة طرف في النقاش، وأن النتائج هي قرارات يرفعها وزير العدل الشيخ خالد بن علي آل خليفة الى الملك.
    • أهم ما في الحوار أنه يضم الأطراف السياسية الفاعلة، فهناك إئتلاف الجمعيات السياسية الموالية برئاسة أحمد جمعة، مع ممثلين عن الحكومة، وهناك الجمعيات السياسية المعارضة الخمس: الوفاق ووعد والمنبر التقدمي والإخاء والتجمع القومي. ولعل من حظ المحاورين أن يقاطع حسن المشيمع وجماعته «حق»، فهو المعارض الوحيد الذي أؤيد بقاءه في السجن، لأنه أهوج يمارس سياسة متطرفة تعمل لخراب البحرين.
    • لم أرَ خلافات يصعب حلها في الإفتتاح والجلسة الثانية، فقد طلبت المعارضة الشيعية وجود خبراء دستوريين على طاولة الحوار لصوغ الإتفاقات، كما طلبت قبول مساعدة الأمم المتحدة كما عرضها أمينها العام بان كي مون. ولم تبدُ الموالاة متحمسة لذلك.
    • أهم مما سبق أن الأطراف المعنية، السنّية الموالية والشيعية المعارضة، بدت وعندها رغبة حقيقية في حل الأزمة التي أحدثت شرخاً في صفوف شعب البحرين يجب إصلاحه وإعادة اللحمة الوطنية.
    • الخلافات موجودة وسبقت بدء المشاكل قبل سنتين، وأوضح مثال عليها قانون الأحوال الشخصية فهناك شق شيعي وآخر سنّي، والجمعيات الشيعية تريده على مسارات ولاية الفقيه ما يعني إباحة زواج القاصرات.
    • مع ذلك أستطيع القول أن المشاكل في البحرين على إمتداد السنتين الماضيتين أبرزت الخلافات، وغطت على إيجابيات مهمة، فالبحرين هي البلد الأقل موارد طبيعية بين دول مجلس التعاون الست، ومع ذلك فالحكم نجح في أن يقدم لمواطنيه خدمات مجانية من نوع التعليم بكل مراحله والرعاية الصحية والإسكان.
    • وكنت كتبت بعد بدء المشاكل منتقداً الإدارة الاميركية وجماعات حقوق الإنسان التي خُدِعت بمزاعم المعارضة واعتقدت أنها فعلاً تريد إصلاحات وديموقراطية، فيما كانت قياداتها تسعى الى إنقلاب على الحكم. وما على المراقب سوى أن يسمع هتافات المعارضين في تظاهرات يوم الجمعة قبل يومين. أدين قتل أي متظاهر، أدين الشرطة ثم أدين متطرفين بلا ضمير يرسلون أولادهم المراهقين إلى التظاهرات ليُقتلوا وليتاجر عملاء إيران بدمائهم.
    • أعـتقد أن الإدارة الاميـركـية، التي يـهمـها كثـيراً الإستـقرار في البحرين لـوجود أسـطولـها الخـامـس هناك، قـررت أخـيراً أن المـعارضة تـكذب، وأنـها تسـعى الى إنقـلاب وإقامة نظام يتبع ولاية الفقيه كإيران فتراجعت عن تأييدها طلبات المعارضة.
    • أقول مرة أخرى أن للمعارضة طلبات محقة، وقد سمعت ولي العهد وبعده الملك حمد بن عيسى يؤكدان أن الحكومة تعتزم ملاقاة المعارضة في منتصف الطريق. ورجائي بعد درس السنتين الماضيتين أن تكون المعارضة وعت الدرس، وأدركت الحكمة في القول: «إذا شئت أن تُطـاع فسـلْ المستطاع»، وأنها فـعلاً تـريد حـلاً يـرفع سـوية عـيـش أنصارهـا وشعـب البـحرين كله.
    • اوباما في إسرائيل: اخر اختبار للوعود
    • بقلم: مهند محمد صبّاح (كاتب فلسطيني) عن القدس العربي
    • من المتوقع ان يقوم الرئيس الامريكي بزيارة المنطقة في القريب المنظور مستهلها بزيارة الى اسرائيل. يأتي الاعلان عن هذه الزيارة بتوقيت قد يكون حرجا على الساسة الاسرائيليين خاصة وإنهم في خضم المشاورات الحزبية من اجل تركيب الائتلاف الحكومي عقب انتخابات برلمانية، اقل ما يمكن القول عنها بأنها عززت قوى اليمين المتطرف في هذا الكيان والتي هي انعكاس للشارع الاسرائيلي ورغبته في الغوص عميقا في اليمين الراديكالي الرافض لأي تسوية مع الفلسطينيين أو تعايش مع المحيط، وانعدام الشخصية القيادية المخلصة في الكيان الغاصب وتعبر هذه النتائج ايضا عن تخوف هذا الكيان من المخاض الثوري في المنطقة العربية.
    • يظن البعض بأن الرئيس الامريكي قرر أخيرا التدخل شخصيا في تركيب الائتلاف الحكومي في اسرائيل لصالح قوى اليسار ولصالح اعادة احياء العملية السلمية مما أثار نهم بعض الفلسطينيين. خاصة بعد الخلاف بين اوباما ونيتنياهو وتأييد الاخير لمنافس اوباما في الانتخابات الامريكية الاخيرة. لقد غاب عن ذهن هؤلاء المتفائلين بان السياسة بين الدول لا تحكمها العواطف وإنما تحكمها المصالح الاستراتيجية المشتركة. ان الرئيس الامريكي يزور المنطقة واضعا نصب عيناه اهدافا ذات بعد استراتيجي قد ترسم معالم المنطقة في المنظور متوسط الامد.
    • إذا ما اجملنا القضايا بين الولايات المتحدة و اسرائيل ذات الاهتمام المشترك في المنطقة. فإن الملف الايراني يتربع على قمة المداولات بين الطرفين، حيث يسعى اوباما لإقناع شركائه في اسرائيل بعدم التشويش على ادارته في تعاطيها مع هذا الملف دوليا وعربيا. وهنا لا يدور الحديث عن منع اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران. لان اسرائيل غير قادرة فعليا على مجابهة ايران بمفردها وغير قادرة داخليا على استيعاب ضربات ايران الانتقامية لاحقا..
    • اوباما لا يريد ان تورطه اسرائيل عسكريا مع ايران. ومع ذلك من المتوقع ان يؤكد اوباما على متانة الحلف الاستراتيجي مع تل ابيب والتزام الادارة الامريكية بحماية امنها. قد يكون هذا ملف خلافي في اساليب المعالجة بين الطرفين بالرغم من اتفاقهم في الرؤيا بمنع ايران النووية.
    • أما بالنسبة لسوريا فتأتي الزيارة لمناقشة الوضع هناك بعد اليوم الذي سيزول به نظام البعث، وربما الاتفاق على المزيد من الضربات العسكرية الجراحية لسوريا وتدمير اسلحتها خشية حصول المقاومة عليها. ومن هنا يأتي التمهيد لضربة عسكرية عدوانية على لبنان بتأييد امريكي، وبالتالي تحصل اسرائيل على ثمن عدم التشويش على الادارة الأمريكية في تعاطيها مع الملف الايراني. وتهيئة للعدوان المرتقب على لبنان وضربات اخرى لسوريا ، سوف تبدي اسرائيل نوعا من المرونة في العملية السلمية والتي ستكون لإرضاء الامريكيين ولكنها ستكون تكتيك مرحلي وليس خيار معتمد من قبل الحكومة الاسرائيلية الجديدة. اذا ما اخذنا بالاعتبار تصريحات شريك نيتياهو الحزبي ليبرمان والذي يريد ادارة الصراع مع الفلسطينيين وليس انهاؤه.
    • ما يدور في دول الربيع العربي هو ما يشغل اسرائيل والولايات المتحدة على المدى البعيد، ويهدف الطرفان الى ديمومة الفوضى في هذه البلدان الى ابعد مدى ممكن من خلال ارسال رسائل للقوى المعارضة الداخلية والقوى الحاكمة بحيث تكون رمادية قابلة لتفسير على اكثر من وجه سواء من قبل المعارضة أو حتى من قبل القوى الحاكمة،تطبيقا للسياسة الفوضى الخلاقة. سيطلب الامريكيين من الاسرائيليين عدم التدخل في ذلك خشية ان ينقلب السحر على الساحر وتركه للإدارة الامريكية ودول الغرب وحلفائهم في المنطقة. والحديث يدور عن تأهيل الحركات الاسلامية النافذة والحاكمة في بلدانها سياسيا، وبالتالي تحقيق الضمانة بأن لا تشكل خطرا على المشروع الغربي والإسرائيلي في المنطقة وتهدد مصالحهم الاستراتيجية بالمطلق. وذلك بعد اضعافها وإنهاكها بمشاكل داخلية عميقة تمس النسيج والعقد الاجتماعي الداخلي مما يشغلها عن الالتفات نحو قضايا الامة المركزية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
    • خلاصة القول، الادارة الامريكية تبني سياساتها بناءا على دراسات وأبحاث وفق رؤيا مستقبلية واستشرافية محاولة تطويع المستقبل لخدمة مصالحها وليس بناءا على الحب او الكراهية. ولا يضيرها ان تتحالف مع الشيطان اذا كان ذلك يصب في مصلحتها. ومصلحتها في الوقت الراهن هي مع اسرائيل ومصلحتهما مجتمعة هي اضعاف الدول وشعوب المنطقة وذر بذور الفتنة والشقاق بين ابناء الوطن الواحد تحت مسميات براقة.
    • فلسطين ترجوكم أن تفتحوها !
    • بقلم: إمديرس القادري عن السبيل الاردنية
    • في الوقت الذي تتواصل وتتصاعد فيه بطولات الأسرى المضربين عن الطعام في أقبية وزنازين السجون»الإسرائيلية «، هددت كتائب شهداء الأقصى وهي الجناح العسكري لحركة فتح بالرد في حال مس الأسرى المضربين أي مكروه، وطالبت الكتائب من جميع الفصائل الفلسطينية المقاومة بأن تقف عند مسؤولياتها وأن تكون أجنحتها العسكرية على أهبة الاستعداد لتنفيذ متطلبات واستحقاقات هذا الرد على ما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم بشعة وغير إنسانية بحق الأسرى الأبطال.
    • الكتائب العسكرية لفتح أضافت في بيان صادر عنها «بأن أي مكروه سيصيب الأسرى سيؤدي إلى فتح أبواب جهنم على سلطات الاحتلال»، وبموجب ذلك فإن فلسطين وشعبها وأسراها تناشد وتتمنى على هذه الكتائب، وعلى باقي أجنحة المقاومة المسلحة أن تسارع إلى فتح هذه الأبواب، فالمكروه الذي تتحدثون عنه حصل ويتوالى حصوله يوميا، والعدو الصهيوني لا يتوقف ولن يتوقف عن فعل وارتكاب الجرائم القذرة حتى يرى أفعالكم التي سيكون لها التأثير الكبير على ردعه وعلى إجباره بأخذ تهديداتكم على محمل الجدية والمسؤولية.
    • إن طحن الحصى، وخض الماء الذي قد تحمله البيانات لا يطعم ولا يغني من جوع، ولن يحرر أو ينقذ أسيرا واحدا حتى يتحول الى ممارسة فعلية مملموسة، وهذه حقيقة لا يدركها ولا يفهم معناها إلا أصحاب الانتماء الصادق لقضيتهم ولشعبهم، وهذه حقيقة لا يبني عليها إلا الشرفاء من الرجال أصحاب الهامات العالية والقبضات القوية التي لا تلين، نقول ذلك ونحن نطالع أقوال الرئيس محمود عباس التي أطلقها عند زيارته لخيمة التضامن مع الأسرى والتي أقيمت على أرض مدينة البيرة، فالرئيس أطلق الوعد أيضا من داخل الخيمة بتحقيق حلم تحرير كافة الأسرى، وكما حقق حلم الدولة للشعب في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وهذا الوعد وعلى هذه الشاكلة فعلا يدعو للضحك والاستهزاء والاستغراب.
    • الرئيس عباس يقول للأسرى أيضا بأنه لن ينساهم، وأنه سيطرح قضيتهم في كل لقاء ومناسبة، ولذلك فهو يؤكد لهم بأن ملفهم ستكون له الأولوية خلال لقائه القادم مع الرئيس الأمريكي أوباما الذي سيحل على المنطقة في شهر مارس / آذار القادم، وفلسطين وشعبها وأسراها يقولون كفى لهذا الكلام الفارغ والوعود الجوفاء، لأن الرئيس أبو مازن يعلم جيدا أن كل الرؤساء الأمريكان الذين زاروا فلسطين المحتلة عجزوا عن إطلاق سراح أسير فلسطيني واحد من سجون الإجرام الصهيونية.
    • إن صمود وبسالة وجوع هؤلاء الأسرى الأبطال ليست بحاجة إلى تصريحات لا يسعى مطلقوها إلا إلى تحقيق مكاسب شخصية ومآرب ذاتية، إن قضية الأسرى أسمى وأعز من يحولها البعض إلى جسر للعبور نحو امتلاك مواصفات وصفات وطنية هم في الحقيقة يفتقرون إليها بعد أن تخلوا عنها واختاروا بيعها بأبخس الأثمان مقابل المراهنة على مفاوضات عبثية وسلام استسلام لم يسفر عنها وبعد عقدين من الزمن سوى المزيد من التخاذل والارتماء تحت بساطير هذا المحتل الصهيوني، الذي لن يقيم لهذا السلام الوهمي أدنى اعتبار ولو استمر مئة عام.
    • ويا ليت الأمور توقفت عند حدود الكلام الذي تذروه الرياح، فهناك على أرض الواقع ما يشير إلى ما هو أخطر، فمن يأتي للتضامن وإطلاق الوعود هو ذاته من يقوم بالإيعاز لأجهزة التنسيق الأمني باعتقال الأسرى المحررين والتحقيق معهم وتوجيه الإهانات لهم، والأمثلة على ذلك هي أكثر من أن تعد أو تحصى، هذا ما يدفعنا للقول لأسرانا بأن الله معكم أولا، وصمودكم وأمعاؤكم الخاوية ثانيا هما السلاح الذي ستنتزعون به حقوقكم من عدوكم، فلا تنتظروا أبواب جهنم التي لن تفتح إلا على ورق البيانات، ولا تتأملوا من الوعود الرئاسية شيئا لأن بضعة دولارات كافية لكي تجعلها تتبخر وتطير مع أدراج الرياح.
    • يا أيمن الشراونة، ويا سامر العيساوي، ويا طارق قعدان، ويا جعفر عز الدين، ويا أسرانا المضربين جميعا في سجون القهر والذل العنصرية، لكم الله، فقد وصلنا صوت أمعائكم وصرير أسنانكم، لقد وصل إليهم رئيسا ومسؤولين وقادة حتى القاهرة التي اجتمعوا على موائدها الحافلة بأشهى وألذ وأصناف الطعام والشراب، لذلك فما عليكم، وإياكم وأن تقنطوا من رحمة الله، فهي معكم على مدار الساعة لتداوي عذاباتكم وأوجاعكم التي يرفض العالم أن يعترف بها أو أن يعيرها بعضا من الإهتمام.
    • وزير الأسرى في سلطة رام الله أعلن أن العد التنازلي لحياة المضربين يتسارع نحو الكارثة، وأضاف أننا قد نتوقع استشهاد أي من المضربين في أية لحظة فيما تواصل» إسرائيل « التلذذ في تعذيبهم والتضييق عليهم، بالمقابل، فالكتائب تهدد بفتح أبواب جهنم، والرئيس عباس سيحمل الملف للبحث مع الرئيس أوباما في الشهر القادم، والوزير يؤكد أننا ننتظر سقوط الشهداء، أما أنتم أيها الأسرى فلا بأس عليكم، فقد صبر قبلكم آل ياسرعلى تعذيب جهلاء قريش لهم لأنهم كانوا على موعد مع الجنة، وهذا ما ينتظركم يا أسرانا بعد الشهادة فاصبروا !
    • فلسطين وَعَواملُ التعْريَة
    • بقلم: خيري منصور عن الخليج الاماراتية
    • قد لا يكونُ هناك فَرْق بين عوامل التعْرية في التاريخ والجغرافيا، لأن الزّمن قاسم مشترك بينهما، وقد تكون العقود الستة التي مرت بها القضية الفلسطينية مجرد جملة معترضة في التقاويم التقليدية، لكنها ليست كذلك بقياس عصرنا الذي أحرق المراحل، وأصبح التطور فيه كما التسارع المحموم يقيم وزناً للدقيقة الواحدة .
    • وعوامل التعرية التاريخية والسياسية التي تعرضت لها قضية طالما وُصِفَتْ قوميّاً بأنها القضية الأم والمركزية، تتلخص في ثلاث نقاط على الأقل، هي على التوالي: رِهانُ الاحتلال على أن الجيل الفلسطيني الذي حمل بلاده في الذاكرة وكان شاهد عيان على ما جرى أوشك على الانقراض . أما الجيل الثالث الذي ولد وعاش خارج فلسطين فهو يحملها في القلب فقط،أما الذاكرة فقد حُرِمَتْ منها.
    • والنقطة الثانية هي تعرية سياسية وقومية ودينية، بعد أن أصبحت فلسطين بحجمها الجغرافي فقط، وبخريطتها الأشبه بخنجر منحوت من الصخر بين نهر وبحر .
    • ونزع القضية من سياقين أساسيين هما تَعْرِيبُها وأَسْلَمَتُها أتاح لناشطين من مختلف الجنسيات والثقافات أن يملأوا الفراغ تعبيراً عن مواقف أخلاقية وأخرى ذات صلة بحقوق الإنسان .
    • والنقطة الثالثة في هذه التعرية هي اجتماعية وديموغرافية، فالاستيطان ليس مجرد تمدد في فراغ، بقدر ما هو طارد وخانق للسكان الأصليين، لأنه يهدف إلى استبدال المهاجرين بهم، وعدد من هاجروا من الفلسطينيين إلى مختلف أصقاع الأراضي وخصوصاً إلى أمريكا وأستراليا وكندا خلال العقود الثلاثة الماضية يصل إلى حدود الترانسفير، لكنه حدث هذه المرة بالتقسيط وليس بالجملة .
    • فقد كان حصار غزة والحملات العسكرية عليها بمنزلة اختبار لهذه التعرية، أما القول إن العرب يرضون بما يرضى به الفلسطينيون ففيه استقالة قومية صريحة، فالقدس ليست مجرد مدينة فلسطينية، وكذلك المسجد الأقصى ليس مجرد بيت فلسطيني، وقبل أربعين عاماً لم يكن الاستيطان قد تمدد على هذا النحو الأخطبوطي، ولم تكن شبكة الطرق والمواصلات قد حولت قرى ومدناً إلى ثآليل تلفها الخيوط وتَعَزلها عن الدورة الدموية للبلاد، وتنامي الاستيطان بهذا الحجم هو عامل تعرية سياسي وديموغرافي . وأضاف الجدار العنصري العازل إلى هذا العامل بعداً آخر، لأنه قضم المزيد من الأراضي الزراعية وقطع أوصال فلسطين، وإذا استمر الحال على ما هو عليه فإن مدن فلسطين وقراها سوف تتحول إلى جزر متناثرة في محيط احتلالي . والزمن ليس دائماً حليف القضايا العادلة . لهذا حاولت سلطات الاحتلال كَسْبَهُ ولا نقول إنها حاولت شراءه لأن ما حققته منه كان بالمجّان وبلا أي ثمن .
    • وإذا أردنا اختصار استراتيجية الاحتلال التي تستثمر عوامل التعرية بالمعنى السياسي، فإن ما قاله “موروا” عن المسمار الذي يُدَق في خشبةٍ بموازاة مسمار آخر يقابله لابد أن يصل إليه ويخلعه .
    • وما يحدث في القدس الآن من خلخلة بنيوية لمعمارها وديموغرافيتها والأماكن المقدسة فيها هو المثال الحي، فقد أصبحت أسس الأقصى هشة وكذلك ما حولها، إذ يكفي زلزال بمقياس عادي أن يحول أهم ما في القدس إلى أطلال، ثم ينسب هذا التدمير إلى الطبيعة وعوامل تعريتها وليس إلى التاريخ وما انتهى إليه من سطو الأسطورة على الحقيقة .
    • أوروبا أكبر داعم لـ"إسرائيل"
    • بقلم: محمد خليفة عن الخليج الاماراتية
    • تتمحور الفلسفة السياسية الأوروبية على المبدأ القائل بضرورة الارتفاع بالسياسة الدولية إلى مستوى إنساني يُسهم في بناء سياسة جديدة قائمة على تعاون حر بين أمم حرة . ولا ريب، فإن أوروبا القارية تبدو اليوم وكأنها تقوم برسم حدودها الفاصلة عن مناطق نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية المندفعة لفرض سيطرتها المطلقة على العالم، من دون أن تدرك أوروبا مكانتها كما أشار الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار من أن أوروبا أشبه ما تكون ببناية جرى تشييد طابقها الأعلى في القرن التاسع عشر، أما طابقها الأرضي فقد تم بناؤه في القرن السادس عشر .
    • ولا خلاف أن غاستون قد أصاب في ما ذهب إليه، فالحقائق هي أن القوة لا الحق هي الضابط لإيقاف التجاوزات، وهذا الأمر يتجلى بأوضح صورة، عندما نرى أوروبا تقف مكتوفة الأيدي، وهي ترى “إسرائيل” تضرب عرض الحائط باتفاقية جنيف الرابعة المنظمة لتعامل الدولة المحتلة، وسكان الأراضي المحتلة، والسكوت عن رفض “إسرائيل” تنفيذ كل القرارات التي صدرت عن الأمم المتحدة بخصوص فلسطين والفلسطينيين، وبخاصة القرار القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم .
    • وانطلاقاً من هذه المواقف، قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية: “إن الخطط “الإسرائيلية” الاستيطانية في كل من القدس والضفة الغربية أثارت عاصفة من الاحتجاج في أوروبا، ما تسبب في استدعاء السفراء “الإسرائيليين” في عواصم أوروبية عدة” . فقد تم استدعاء سفراء “إسرائيل” لدى كل من لندن وباريس واستوكهولم إلى وزارات الخارجية بتلك الدول المضيفة، لإبلاغهم ب”استياء” و”قلق” هذه الدول من مشاريع توسيع المستوطنات . وبالطبع لم تهتم “إسرائيل” بهذا الاستياء الأوروبي، بل تابعت مخططاتها، لإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل من خلال العامل الديموغرافي القائم على تعزيز وجود اليهود، وغير اليهود من الذين يحملون الجنسية “الإسرائيلية” في مستوطنات متفرقة في أنحاء الضفة الغربية .
    • وما يثير الدهشة والاستغراب أن الدول الأوروبية ذاتها التي استدعت سفراء “إسرائيل” لديها، هي أكبر داعم وحامٍ ل”إسرائيل” منذ نشأتها العام ،1948 ففي العام،1950 أصدرت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إعلاناً مشتركاً ينص على أن هذه الدول الثلاث ستقف في وجه أي عدوان على “إسرائيل” في الشرق الأوسط، أما إذا قامت “إسرائيل” بالعدوان فهذا أمر لا مشكلة فيه . ومن هذا المنطلق شاركت “إسرائيل” مع بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي على مصر العام ،1956 ولولا أن الولايات المتحدة لم تكن آنذاك راضية بأن تعود بريطانيا وفرنسا إلى لعب أدوار كبيرة في الشرق الأوسط، لكانت مصر قد سقطت أمام المعتدين، ولكانت “إسرائيل” حققت نصراً لا تحتاج بعده إلى نصر، لكن مع ذلك، وللتعويض عن هذه الخسارة، سمحت الولايات المتحدة ل”إسرائيل” بالعدوان العام 1967 على مصر والأردن ولبنان وسوريا معاً، واحتلت مساحات من الأرض تفوق مساحتها آنذاك أضعافاً مضاعفة . واستمرت الدول الثلاث (الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا) في احتضانها ل”إسرائيل” ولمشروعها العدواني في المنطقة، ولم تقدم هذه الدول للشعب الفلسطيني إلا الفتات، وهذا ما تجلى مؤخراً في السماح لما يسمى ب”دولة فلسطين” أن تصبح عضواً مراقباً في الأمم المتحدة، لكن كيف يمكن لدولة أن تقوم وليس لها سيادة على أرضها؟ إن “إسرائيل” مستمرة في الاستيطان، وهي لا تخشى أحداً، ولا تُسأل من أحد، ودعاة المفاوضات في السلطة الفلسطينية يلوحون بالذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة المجازر “الإسرائيلية” الذين سفكوا دماء الآلاف من الشهداء الفلسطينيين، وإذا تمكنت هذه المحكمة من إدانة هؤلاء القادة الصهاينة، فسوف تصدر مذكرة اعتقال بحقهم، لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية .
    • لقد رأينا كيف استغل الغرب محكمة الجنايات الدولية ضد السودان، فقد صدرت عن هذه المحكمة مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني، وكان المدعي العام للمحكمة يخرج كل يوم تقريباً بتصريح يدعو فيه إلى اعتقال الرئيس عمر البشير في أي دولة يزورها، وحوصر الرئيس السوداني، لكن بعد أن نال الجنوب الاستقلال تلاشت مذكرة الاعتقال، وانتهت تلك القضية ضد الرئيس السوداني، وكأن هذه الملاحقة كانت نوعاً من المساومة الرخيصة حتى يمضي استقلال الجنوب بأمان .
    • ومن هنا، يمكننا القول، إنه لا يمكن أن تطول سهام الاتهام أي مسؤول “إسرائيلي” مهما كان صغيراً، أما مسرحية استدعاء السفراء في تلك الدول الأوروبية، فهي لا تنطلي إلا على الجاهلين بحقائق الصراع بين العرب و”إسرائيل” . وهذا ما أثبتته الوقائع على مرارتها، ف “إسرائيل” استمرت بمخططها الاستيطاني، كما فعلت من قبل، وكأن شيئاً لم يحدث، ولأنها تعلم أن ما تقوم به الدول الأوروبية الداعمة لها ما هو إلا حركات استعراضية لذر الرماد في عيون العرب، وخاصة أولئك الفلسطينيين الذين مازالوا مقتنعين بأنهم عبر الحوار والمفاوضات سيحصلون على دولة مستقلة، لكنهم في حقيقة الأمر سوف ينتظرون طويلاً، ولن يتمكنوا من استعادة زيتونة واحدة، ولا شبر واحد من الأرض التي احتلتها “إسرائيل” عبر تاريخها العدواني الطويل . فهل نتعلم من التاريخ؟
    • «الربيع العربيّ» المزيّف
    • بقلم: جورج حداد عن الاخبار البيروتية
    • لا أذكر من هو أول من أطلق تسمية «الربيع العربي» على موجة «الفوضى البنّاءة» التي جرفت عدداً من البلدان العربية.
    • ولكنني شبه متأكد بأنه مرتبط بآلة البروباغندا الأميركية الضخمة التي امتهنت في العقود الأخيرة «صناعة» الرأي العام ـــ وليس فقط التأثير عليه، كما كان في السابق ـــ وتوجيهه في الاتجاهات التي تخدم السياسة الإمبريالية البراغماتية، التي تعلمت أن تراهن على «الأبيض» و«الأسود» معاً.
    • خلال الحرب العالمية الثانية، نشأت «صداقة» مشبوهة بين الرئيس الأميركي، حينذاك، فرانكلين روزفلت، وجوزف ستالين. وعلى خلفية هذه «الصداقة»، درست الاستخبارات والأجهزة الأميركية المختصة تجربة ستالين.
    • وبناءً على «الصداقة» الأميركية لستالين، عمد رئيس الاستخبارات الأسبق ألن دالاس، في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، إلى إطلاق مبادرته الهادفة إلى إعادة «فلسفة» و«منهجة» عمل الاستخبارات الإمبريالية، حينما قال، ما معناه، «إنّ الجاسوس أو المخبر التقليدي قد أصبح من الماضي، ومكانه في متحف التاريخ، والتكنولوجيا التجسسية الحديثة تقوم مقامه وتتفوق عليه. وإنّنا أصبحنا بحاجة إلى صانعي الرأي العام: الصحافيين، السينمائيين، الناشرين، الكتّاب، أساتذة الجامعات، الشخصيات الاجتماعية البارزة والقادة النقابيين والحزبيين والثوريين. وحينما لا نجد مثل هؤلاء كي نستميلهم للعمل معنا، علينا أن نصنعهم بأنفسنا. وليس فقط أن نلحق الحدث والثورات، بل أن نصنع الحدث ونصنع الثورات».
    • وبناءً على هذه «الفلسفة الجديدة»، بدأ «اللعب» على الحركات التحررية العربية و«اللعب» بها. وحينما تمّت الوحدة المصرية ـــ السورية عام 1958، وقامت الانتفاضة ضد حكم كميل شمعون و«حلف بغداد» في لبنان، وقامت «ثورة 14 تموز 1958» في العراق، واستبشرت الجماهير العربية بقرب ولادة «الفجر العربي» الجديد، عمد محمد حسنين هيكل إلى رفع شعار: «انتهت المعركة مع الاستعمار وبدأت المعركة مع الشيوعية». وهكذا تحولت سوريا في عهد الوحدة إلى سجن كبير، واعتقل عملاق الفكر الثوري الديموقراطي فرج الله الحلو، وقتل تحت التعذيب. وبدأت الأحزاب والتيارات التحررية العربية تضرب بعضهاً بعضاً، ووقع الانفصال وسارت هذه القوى «إلى الوراء»، حتى وهي تحقق إنجازات كالثورة في اليمنَين، والثورة الجزائرية والثورة الليبية.
    • واليوم يمكن القول، وبدقة مختبر كيميائي: ما أشبه اليوم بالبارحة!
    • لا شك أنّه، بفعل الهيمنة الإمبريالية على جميع البلدان العربية، بمختلف الأشكال، وبوجود الأنظمة الرجعية التي حوّلت «الوطن العربي الكبير» إلى «سجن عربي كبير»، والتي تسدّ على شعوبها أفق التطور ومواكبة العصر، أضحى كلّ بلد عربي كبرميل بارود قابل للانفجار في أيّ لحظة.
    • ولكن من أشعل فتيل «ثورات» الربيع العربي»؟ ولأيّ أهداف؟
    • لنطرح بعض أسئلة الأمس، لنستضيء بها على ما يجري اليوم:
    • ــ هل كان من الصدفة مجيء البعثيين إلى السلطة في العراق في «ثورة رمضان» عام 1963 فوق جثث الشيوعيين (كانت إذاعة «ثورية» سرية في الكويت توجّه المسلحين البعثيين إلى بيوت الشيوعيين لاصطيادهم وقتلهم)؟
    • ــ هل كان من الصدفة الانقلاب على أحمد بن بلة في حزيران عام 1965، واعتقاله 15 سنة بدون محاكمة، وبداية استيعاب مدّ الثورة الجزائرية؟
    • ــ هل كان من الصدفة أنّه خلال حرب حزيران عام 1967 كان «محافظ القنيطرة» عبد الحليم خدام (ما غيرو!) مستعجلاً لتسليم الجولان؟
    • ــ وهل من الصدفة أن جاء إلى السلطة مزيج من «الإسلاميين» في دول «الربيع»؟
    • إنّ أيّ تحليل سياسي يقودنا إلى الاعتراف بأنّه كان ولا يزال اختلاف كبير في الأوضاع السياسية والتركيبة الاجتماعية ـــ الاقتصادية، لمصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا ولبنان وغيرها. ولكن في جميع هذه البلدان تدور الاستراتيجية الأميركية حول محور واحد هو: دعم وتمويل «الإسلام السياسي» المهادن لإسرائيل، والمعادي لإيران وحزب الله.
    • هل حزب الله وإيران وروسيا هم من قمعوا الشعب التونسي والليبي واليمني، ويجوّعون الشعب المصري؟
    • هناك أسباب أخرى، غير «داخلية عربية» دفعت أميركا (ومعها حلفاؤها في المنطقة) إلى كل هذه الحماسة لدعم «الإسلام السياسي».
    • إن ما يهمها في البعد الجيوستراتيجي لما سماه جورج بوش، يوماً، «الشرق الأوسط الكبير»، أمران أساسيان: أمن إسرائيل، والهيمنة على مصادر الطاقة (النفط والغاز) في الشرق الأوسط.
    • وإذا عدنا سنوات قليلة إلى الوراء، نجد حدثين كبيرين يدخلان في دائرة هذا الاهتمام الأميركي، وهما: هزيمة إسرائيل في حرب تموز عام 2006، وهذا يعني التهديد بزعزعة كل استراتيجية الهيمنة الأميركية في المنطقة والعالم. والحدث الثاني هو إعلان اكتشاف الغاز والنفط في شرقي المتوسط.
    • وفي هذين الحدثين تدخل روسيا بوصفهاً لاعباً رئيسياً، إن كان من ناحية السلاح الروسي الذي استخدمه حزب الله في معركته أو وجود الأسطول الروسي في طرطوس. والتحالف الضمني والمكشوف بين روسيا وإيران وسوريا وحزب الله، يعني التحرير النهائي لأسواق النفط والغاز من الهيمنة الأميركية. وتحرير سوق الطاقة العالمي من الهيمنة الأميركية يعني تحرير العالم من الدولار، وعودة التوازن إلى العلاقات العالمية (شرق ــ غرب، شمال ــ جنوب).
    • وقد جاء الإعلان المتأخر، بشكل مقصود، عن اكتشاف الغاز والنفط في شرقي المتوسط، في الوقت ذاته الذي أوشكت فيه مشاريع أنابيب الغاز والنفط الروسية أن تصل إلى أوروبا الشرقية والوسطى والغربية، عبر بحر البلطيق (السيل الشمالي)، وعبر البحر الأسود (السيل الجنوبي)، وأنبوب (السيل الأزرق) الذي يزوّد تركيا. وسار مشروع أنبوب الغاز الأميركي ـــ الأوروبي (نابوكو) نحو الفشل، بسبب الموقف الإيراني إلى جانب روسيا. وجاء الإعلان عن اكتشاف الغاز والنفط في شرقي المتوسط (المكتشف منذ عشرات السنين) في أعقاب فشل مشروع «نابوكو»، وعلى أمل انتصار إسرائيل في حرب تموز، ما كان سيمكّن أميركا من بسط هيمنتها الكاملة على أسواق النفط والغاز في الشرق، ويعزل إيران وروسيا. وهذا ما يفسّر الإصرار الغربي ـــ السعودي ـــ القطري على معاداة إيران، والعمل على طرد روسيا من المنطقة. وهذا هو «سر» وضع «الإسلاميين» بوجه روسيا من أجل مواصلة معركة «أفغانستان» ضد روسيا.
    • إنّ روسيا، وحليفتها إيران، ومعهما في النصف الغربي من الكرة الأرضية: فنزويلا، قد كسروا معاً إلى حدّ كبير احتكار أميركا للسوق العالمي للنفط والغاز. وروسيا لن تسمح للأميركيين بأن يرموا أنابيب نفطهم وغازهم في الخردة، وأن يهدّدوا الصين المليارية بقطع النفط والغاز عنها ساعة يشاؤون، وأن يستمروا في وضع أوروبا، والعالم العربي ـــ الإسلامي، والهند، وأفريقيا تحت رحمة الهيمنة الأميركية ـــ الصهيونية المطلقة على الطاقة.
    • وفي رأينا، هذه هي الأسباب العميقة التي تدفع الإمبريالية الأميركية والصهيونية العالمية لتقديم «الإسلام السياسي» إلى الواجهة.
    • المعارضة السورية المسلحة و«إسرائيل»... مصالح وأهداف مشتركة
    • بقلم: فراس عزيز ديب عن الوطن السورية
    • في آذار الماضي، وفي مقالةٍ بعنوان بين المعارضة السورية و«إسرائيل»: هل تصبح الوطنية وجهة نظر؟ تحدثنا عن محاولات المعارضة السورية إنكار (العامل الإسرائيلي) في كل ما جرى ويجري من أحداثٍ خلال عامٍ كاملٍ من عمر الحربْ على سورية. يومها قارنَّا بين جزءٍ عريض من المعارضة السورية وآلية تعاطيها مع الكيان الصهيوني، وما حدث في لبنان عبر عقود من الزمن أدت لولادةِ لوبي إسرائيلي يقاتل بأموال «البترودولار» من أجل رعاية المصالح «الإسرائيلية» في لبنان، حتى وصل بهم الأمر إلى تشكيل ميليشيا مموَّلة ومدرَّبة من الكيان الصهيوني كانت بمنزلة خط الدفاع الأول عسكرياً عن هذا الكيان. لانبدو اليوم أننا بحاجةٍ أبداً لتبديل هذه المقاربة أو تعديلها، ولن نتخذ من الغارة الصهيونية على دمشق وما تبعها من ترحيبٍ أو بأسوأ الأحوال صمت للمعارضة الخارجية بالكامل معْبَرَاً لتوجيه الاتهام لهذه المعارضة بأنها ليست إلا مشروعاً تمَّ الإعداد له بعناية فائقة لكي تكون واجهة حُكمٍ في سورية بعد سقوط (النظام) ليتمَّ بذلك تصفيةَ كل فكرٍ مقاومٍ باعتبار أن سورية حالياً هي آخر قلاع المقاومة. كل مالدينا قلناه يومها بل دعمناه بشواهدَ من الصحف الغربية. لن نُعيد تأكيد المؤكد ولكننا سننطلق من عنوانٍ عريض لأن السؤال لم يعد وجهةَ نظر المعارضة من «إسرائيل» بل السؤال: ماذا بعد خروج التحالف بين المعارضة السورية و«إسرائيل» إلى العلن وبوقاحةٍ لم يسبقهم إليها أحد من العملاء المعروفين جيداً؟
    • بعد سقوط الحكومة الفرنسية في المستنقع الإفريقي المتمثل بالحرب في مالي وقف رئيس الوزراء السابق «جان بيير رافاران» ممثلاً عن المعارضة اليمينية ليقول في البرلمان خلال مناقشة دون تصويت:
    • «نحن في حالة حرب، وأنا وراء سلطات بلدي».
    • لا يمكن لوطن أن يختلف أبناؤه على تحديد العدو، ولا يمكن لمن يهلِّل لتقدم العدو داخل وطنه إلا أن يكون خائناً والخائن لا مكان له في الوطن. أين أولئك المتشدقون بالديمقراطية الفرنسية ويدّعون حبَّ الحياة «والدولار» من مواقف كهذا؟ لكن في المقابل علينا أن نعترف أن ما حدث في دمشق كان له حسنات كبيرة ربما أن استعجال المواطن السوري الحديث عن ضرورة الرد همّش الحديث عما عرّته هذه الغارة لذلك لنتفق جدلاً أن موضوع الرد (الذي نتمناه جميعاً) هو قراراً وليس مطلباً والقيادة السورية تعرف تماماً وجوب الرد من عدمه وبالتالي لنضع هذا الأمر جانباً ولنبحث فيما كشفته هذه الغارة:
    • إسقاط فكرة عمالة
    • «النظام» للكيان الصهيوني
    • منذ انطلاق ربيع «آل ثاني» للديمقراطية في العالم العربي، بدأ الإعلام المتورط بالدماء العربية يعمل على فكرة أساسية وهي ضخ الكثير من الأخبار عن فضائح رأس الهرم في القيادة التي تستهدفها الحملة الإعلامية. بعد أن أطلقوا العنان للحديثِ عن فضائح الرئيس التونسي المخلوع «زين العابدين بن علي» وعائلة زوجته وثرواتهم الخيالية (قبل أن يستقبلوه على الرحب والسعة)، بدؤوا حملتهم على الرئيس المصري المخلوع «محمد حسني مبارك» من خلال مقالاتٍ تتحدث عن ثروته وثروة أبنائه وفضائحهم المالية. ثم انتقل الدور بعد ذلك إلى الزعيم الليبي الراحل «معمر القذافي» الذي كان بالنسبة لهم عدواً مضاعفاً لأنه لم يكن حليفاً كما كان مبارك وبن علي، أضف إلى ذلك إنه كان مادة دسمة للحديث لكثرة الفضائح التي طالته وأبناءه، ولكي يكمل من تورَّط في الحرب على ليبيا عملية غسل الدماغ للرأي العام الغربي لتبرير ما اقترفته أيديهم في هذا البلد الذي كان آمناً، فإن كتاباً صدر في باريس بعنوان «الطرائد» كتبته «آنيك كوجان» الصحفية في جريدة «اللوموند» الفرنسية، يتحدث عما أسمته الكاتبة جرائم القذافي الجنسية بحق «الثائرات» و«القاصرات» (بالطبع يكفي فقط أن تقرأ اللقاء الذي أجرته جريدة الراية القطرية مع هذه الصحفية لتشرح عن انجازها العظيم بكشف هذه الجرائم حتى تعرف تماماً من موّل ونشر هذا الكتاب). بالطبع نحن هنا لا نورد هذا الكلام من باب النفي أو الدفاع عن كل من سبق ذكرهم، لكن الأمر يدعو للاستغراب بأن تتحدث القنوات عن هذه الفضائح وتروج لها، وكأن المشيخات التي تمولهم مثالٌ يحتذى به في الانضباط والأخلاق وما شابه، ونسي البعض أن أميراً مراهقاً في دول البترودولار قد يمتلك من الفضائح ما يمتلكه كل هؤلاء الرؤساء وعائلاتهم (راجع كتاب ميشيل فولكيه ـ الديكتاتورية المحمية). أما في سورية فكان التشويه يتضمن كل ما سبق، لكن التركيز كان يتم على فكرة عمالة النظام «لإسرائيل». بعد أن أصبح اللقاء بالإسرائيلي أمراً عادياً بالنسبة لهم، قد يتطور للنومِ في سريرهِ أو سريرَها، فإن العقدة من القيادة السورية تكمن في صمودها واتخاذها خيار المقاومة طريقاً، بمعنى آخر فإن القيادة السورية لم يكن لديها المال الكافي لتبني أبراجاً أو تشتري الحضارة، لكن جلَّ ما كانت تفاخرُ به هو الحالة الشعبية من الوطنية والمقاومة. جرى التركيز على ضرب هذه الصورة في ذهن المواطن العربي والسوري الموالي لقيادته. استخدموا لذلك أهم وأشهر المحلِّلين و(المفكرين) الدائمي الظهور على شاشاتهم للحديث عن بيع الجولان تارة والعمالة «لإسرائيل» تارة أخرى، بالتالي فإن هذه الغارة وبكل تأكيد دحضت كل هذا الكلام، فإذا كان (النظام) حليفاً كما يدَّعون فلماذا تقوم «إسرائيل» بقصف حليفها وإحراجه؟ وإذا كان الأمر كما يقولون لعبة من أجل إظهار (النظام) وكأنه يدافع عن البلد أمام العدو فلماذا صمتَ الكيان الصهيوني ولم يعلن أي شيء عن هذه الغارة إلى أن قامت سورية بالإعلان عن ذلك. ختاماً لماذا لم تقم المعارضة بإدانة هذا العمل البربري بل على العكس هلَّلت له؟
    • تلاقي مصالح مع الكيان الصهيوني
    • ربما بات الأمر أكبر من تلاقٍ للمصالح بل تجاوزه ليصبح تكاملاً وتنسيقاً وهذا الأمر له مؤشرات عدة. منذ بداية الأحداث في سورية، بات واضحاً أن هناك بنك أهداف لا يمكن أن يكون موضوعاً من قبلِ عصاباتٍ مسلحة أو «معارضة» تطالب بالحرية والديمقراطية، بل إن هذه الأهداف هي لوائح «موسادية» يتم ضربها بأيادٍ مأجورة. هذا البنك يحتوي على ثلاث شرائح أساسية وهي كالتالي:
    • 1- شخصيات عسكرية وعقول لها دورها الفاعل في تطوير برامج الدفاع السورية، وهذا الأمر ظهر جليّاً من خلال الشخصيات التي تم استهدافها والتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر اغتيال المهندس «أوس عبد الكريم خليل» الاختصاصي في الهندسة النووية، وكذلك الأمر اغتيال المخترع الدكتور «سمير رقيه» المسؤول عن برنامج تطوير الطائرات من دون طيار، وكذلك اغتيال أحد كبار الضباط العاملين في مجال الحرب الكيميائية وغير ذلك من طيارين وخبرات قد نحتاج لعقود ليتم تعويضهم.
    • 2- التركيز على استهداف مراكز القوة التي يفاخر بها الجيش السوري في معركته ضد «إسرائيل» ألا وهي القواعد الصاروخية ورادارات ومنصات الدفاع الجوي، هذا الاستهداف كان يترافق دائماً مع تغطيةٍ إعلامية مرافقة، فقبل استهداف القواعد الصاروخية أشاعوا أن الجيش السوري يقصف المعارضين بصواريخ «سكود»، كذلك الأمر تذرعوا أن ضرب محطات الرادار هو من أجل التشويش على تحليق الطيران السوري وفي الحقيقة هذه الرإدارات هي لكشف الطيران المعادي والرد عليه. بالتالي يحاولون دائماً إظهار الأمر وكأنه نوعٌ من دفاع المعارضة عن نفسها وليس خدمة «لإسرائيل» أبداً. ويتم تغطيتها سياسياً عبر قطعان المعارضة السورية التي تبرئ المسلحين من كل شئ وتتباكى على المدنيين أمام الرأي العام لكي يكتمل المشهد.
    • 3ـ استهداف مراكز البحوث العلمية، ففي حلب تم نهب وسرقة المركز وتدمير جزء لا يستهان به، حتى إن المسلحين وصلوا لخط إنتاج الطائرات من دون طيار. في دمشق حاول المسلحون أنفسهم أكثر من مرة مهاجمة مركز البحوث ولكنهم فشلوا بتحقيق المطلوب منهم. ولافت للنظر أن هذه المراكز ومنذ إنشائها حتى الآن لم تتعرض للهجوم إلا من جهتين، الكيان الصهيوني والمعارضة السورية المسلحة. هو ليس تلاقياًَ في الأهداف بقدر ما هو تنفيذ لأوامر لا أكثر، وربما هذا ما عبر عنه الرئيس الأسد يوماً بالقول (العدو أصبح في الداخل)، لأن لا فرق بين العدو وبين من تتلاقى أهدافه مع أهداف العدو. لافرق بين من يطلق النار وبين من يحدد الهدف الذي يجب أن يُطْلَق عليه النار. هنا وجب علينا أن نضيف إليهم طرفاً ثالثاً وهو الشخص الذي يبرر إطلاق النار.
    • إسقاط الربيع العربي بالضربة القاضية
    • لم يكن استهداف محطات إطلاق الصواريخ ومنصات الرادارات من باب المصادفة في سورية، هذا الأمر تم في ليبيا عبر قصف قوات الناتو لها، أما في سورية فتم عبر قصف قوات المعارضة لها بالسلاح المتدفق من لبنان وتركيا. هذا الأمر يؤكد الانطباع المتصاعد بأن الربيع العربي هو ربيع الغرب كي يفعل ما يشاء في هذه المنطقة بعد ضرب آخر مكامنِ قوتها، فالجيش السوري الآن منهمكٌ في حربٍ داخلية تستنفد قدراته وقوته، والجيش المصري أشبه بالمكبَّل، أما الجيش العراقي فتم تدميره مسبقاً، عندها فقط يكون الربيع بأن تتلاصق الأوراق الصفراء ليتم ربطها وتقديمها كقياداتٍ تحكم هذه الأمة. أكد أسلوب بعض المعارضات في الدول المشتعلة اليوم بما لا يدع مجالاً للشك أن الأمر من الأساس لم يكن ثورات ولا مطالب محقَّة، بل هو تحقيق لطموح إسقاط سورية ومن خلفها حلف المقاومة بالكامل، هو تجسيدٌ كامل لفكرة المؤامرة أو الحرب الوهمية التي تُشن من أجل إسقاط الحكومات على شاشات التلفزة ومن ثم المجئ بحكومات على شاكلة «محمد مرسي». كثرٌ من مستثقفي البترودولار (وما أكثرهم، يتكاثرون كالخلايا السرطانية في فكر الأمة المنهمك أصلاً بتحديد فوائد ومحاسن التبول جلوساً!)، يصدعون رؤوسنا يومياًً في سخريتهم من فكرة المؤامرة ورغم كل ما يتجسد أمامهم من حقائق، إلا أنهم يرفضون الاعتراف بها بل يواصلون اللعب على الكلمات للتهرب من الاعتراف بأنهم هللوا لربيع يدعمه الصهيوني. المعركة مع العدو لا تحتمل المكوث طويلاً لكي نعلن موقفنا منها، فالخلاف مع القيادة على شكل النظام السياسي وليس على شكل العدو، ومن هو العدو، عندها فقط تصبحون شركاء في معركة العدو على الوطن وبالتالي فإنكم يجب أن تعامَلون معاملته.
    • ماذا بعد؟
    • إن التصريحات المتتابعة للمسؤولين الغربيين تؤكد تماماً نضوج الحل حول ما يجري في سورية، وبالتأكيد هذا الجنوح نحو التسوية ما كان ليتم لولا الصمود الأسطوري للثالوث المقدس في سورية «شعب وجيش وقائد»، ومحور الحل الأساسي توقف الدول الداعمة للإرهاب عن إرسال المقاتلين والسلاح إلى سورية. كما أن الرفض الأميركي المطلق لتشكيل حكومة للمعارضة في الخارج ولجم الاندفاعة الفرنسية الداعمة لذلك يؤكدان أيضاً أن الحوار مع القيادة السورية بات جاهزاً، هذا إن لم يكن قد بدأ أصلاً عبر القنوات غير المباشرة.
    • إلا أنه علينا أن نعلم أن المؤامرة مستمرة لأن ما فشلوا بالحصول عليه عن طريق العمليات الإرهابية والحصار السياسي والاقتصادي سيحاولون الحصول عليه في السياسة، أي خلق معارضةٍ من العدم تكون ندَّاً للقيادة من جهة، بتنسيقٍ كاملٍ من قبل الغرب، وبدعمٍ مالي كبير من دول «البترودولار». هو استنساخٌ كامل لفكرة الرابع عشر من آذار كما حذرنا من ذلك مسبقاً، وبداعي الديمقراطية وحرية الرأي ستتم محاولة خلق هوَّة في الحالة الوطنية للشعب والقيادة في سورية وموقف المعارضة من المحتل، لذلك يجب علينا الانتباه أكثر لهذا الأمر، إذ ليس صحيحاً بأن حالة المقاومة هي ملك للقيادة السورية فحسب، بل إن هذا الموقف هو موقف شعبي والتعامل مع الكيان الصهيوني ولو بتصريح يجب أن تكون نهايته في الحد الأدنى سحب الجنسية السورية من صاحبها واعتقاله حال دخوله الأرض السورية، فكيف وقد يأتي ليحاورنا من بات يعتبر الكيان الصهيوني دولة جارة والسلام معها أمراً واجباً، لذلك لا للتهاون في هذا الأمر وإلا فإننا سنصدر بياناً للشعب السوري نقول فيه:
    • لاداعي أيها المواطن السوري أن تتابع القنوات اللبنانية بعد اليوم، لقد بات لديك نماذج عن كل الإمعات الموالية «لإسرائيل» في سورية حتى إننا أتينا لك بزعيم لحزب اسمه حزب الوطنيين الأحرار بنسخته السورية ليدافع عن «إسرائيل» كما يدافع عنها «دوري شمعون».
    • الربيع العربي…والأمن الإسرائيلي
    • بقلم: علي حسون لعيبي عن الزمان العراقية
    • مما لاشك فيه أن ثورات الربيع العربي خلقت وخلفت انسانا عربيا جديدا…يرفض الخنوع والمساومه والذل، والاضطهاد، وهي ثورات حقيقية رائده ضد الاننظمة العربية الفاسده التي ساهمت في تأخره مئات السنين بفعل الادارات المتخلفة والطمع والجشع في الاستيلاء على كل شي من قبل الحكام، وظهرت قناعات ورؤى جيدة فيما يخص الاحداث والوقائع السياسية في المنطقة ومنهاموضوعة الصراع العربي الاسرائيلي..الذي كان الشغل الشاغل للانظمة العربية وشماعة التنكيل والبطش بالخصوم بحجة المجابهة مع العدو الاكبر اسرائيل.
    • لكن اسرائيل تراقب بحذر كل التطورات التي حدثت وستحدث في المنطقة العربيه فتوقعت احدى الدراسات والتقارير المهمه مايلي توقع تقرير اسرائيلي أن يشهد العام 2013 سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتقسيم الدولة العربية الى دويلات عدة على أسس طائفية، واستمرار الاضطرابات في الشارع المصري، في ظل غياب أي بوادر لتحسن اقتصادي، مما قد يدفع الرئيس محمد مرسي، الى الارتماء في حضن الغرب، لمواجهة ثورة ثانية قد تطيح بحكم الاخوان المسلمين.
    • كما توقع التقرير، الذي نشر على موقع الاذاعة الاسرائيلية ، بعنوان نظرة تحليلية الى الشرق الأوسط والربيع العربي في 2013 ، أن تمتد ثورات الربيع العربي الى عدد من الممالك العربية، وفي مقدمتها الأردن وبعض الدول الخليجية، التي ستكون قدرتها على الصمود على المحك ، كما اعتبر أن العام المقبل سيكون حاسماً بالنسبة للملف النووي الايراني.
    • وبالنسبة للملف السوري، ذكر التقرير أن مدير مركز ديان للدراسات الشرق أوسطية في تل أبيب، عوزي رابي، لا يستبعد بعد سقوط نظام الأسد، تفكك سوريا طائفياً الى ثلاث دويلات كردية وسنية وعلوية، مشيراً الى ما وصفه بـ الجيب الكردي في شمال شرقي سوريا، والى تدفق العلويين الى المناطق الساحلية، مثل طرطوس واللاذقية.
    • وبينما ذكر البروفسور الاسرائيلي أن السُنة قد يتمسكون بالعاصمة دمشق ومدينة حلب، فقد استبعد سيناريو مجيء معارضة تحمل طرحاً جدياً لاستقرار سوريا ما بعد الأسد، معرباً عن توقعه المزيد من سفك الدماء، وحالة من عدم الاستقرار في سوريا، والتي ستنعكس سلباً على الدول المجاورة، وربما على الشرق الأوسط برمته.
    • أما فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، فقد اعتبر التقرير أن مصير رئيس السلطة الوطنية، محمود عباس، يعتمد على تقدم المسيرة السلمية، وأشار الى أن زعيم حركة المقاومة الاسلامية حماس ، خالد مشعل، قد يعود زعيماً للساحة الفلسطينية برمتها.
    • وذكر التقرير، نقلاً عن خبير شؤون الشرق الأوسط الاسرائيلي، أن العام 2013 قد يشهد مبادرات فلسطينية برعاية مصرية، للمصالحة بين حركتي حماس وفتح، لكنها ستكون مصالحة تكتيكية ليس أكثر، لأنه لا يمكن جسر الفجوات بين الحركتين، بحسب التقرير.
    • وبالنسبة لرئيس السلطة الفلسطينية، ذكر رابي أنه بدون أي انفراج دبلوماسي في ملف السلام، قد يجد عباس نفسه فاقداً لسيطرته على الضفة الغربية، التي شهدت بنهاية 2012 نوعاً من الاحتجاجات الشعبية، من شأنها أن تتحول في العام 2013 الى نوع من الانتفاضة.
    • الا أن التقرير لفت الى أن ما يتطلب نظرة استثنائية، هو اللاعب الجديد القديم على الساحة الفلسطينية ــ خالد مشعل ــ الذي يحاول، عن طريق استفادته من نتائج الحرب الأخيرة في غزة، اظهار نفسه زعيماً للساحة الفلسطينية برمتها وعلى جناحيها، علماً بان مسقط رأس مشعل قرية سلواد، قضاء رام الله في الضفة الغربية، وعلماً بأن خلايا نائمة تابعة لحركة حماس تعمل في الضفة الغربية.
    • ورأى رابي أن التطورات على الساحة الفلسطينية تجبر اسرائيل على تبني خيار استراتجي، ما بين طرح مبادرة سياسية تعيد عباس الى صدارة الساحة الفلسطينية، ولكن بشكل يضطر فيه الى التفاوض جدياً، من جهة، أو من جهة اذا لم تتخذ اسرائيل مثل هذا القرار، قد يصبح مصير عباس محتوماً، وبالتالي قد تواجه اسرائيل واقعاً فلسطينياً أكثر خطورة بالنسبة اليها.
    • أما فيما يتعلق بالشأن المصري، فقد أشار التقرير الاسرائيلي الى أن الأزمة التي أثارها اعلان مرسي الدستوري، أظهرت أن الطريق الى الديمقراطية ما زالت طويلة ومعقدة، وأضاف أن الاخوان المسلمون انتصروا، في هذه المرحلة على الأقل، في الصراع السياسي، لكنهم اختاروا تهميش الديمقراطية لصالح فرض أجندتهم على الساحة المصرية، الأمر الذي يرفضه المثقفون والاعلام وجهاز القضاء المصري.
    • وتوقع البروفسور رابي استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في مصر في العام 2013، وأنه في غياب بشرى اقتصادية.. لا أستبعد خروج الجماهير المصرية ثانية الى الشوارع ، مما يضطر الرئيس مرسي الى خلق توازنات وحلول وسط، بين المعسكرين الاسلامي والليبرالي.. وتابع أن مرسي في حاجة اليوم الى خلق القنوات الى قلوب الغرب، بالهدف الحصول على المساعدات الاقتصادية، التي يحتاج اليها لانجاح سياسته.
    • كما تطرق التقرير الى امتداد الاحتجاجات الى ممالك عربية في 2013، وقال ان الأنظمة الملكية العربية، ومن بينها الأردن والدول الخليجية، شهدت حالة من الاستقرار خلال العامين الأولين للربيع العربي، ولكن اليوم تتعرض هذه الأنظمة لضغوط ومطالب متزايدة من قبل الجماهير، التي قد تركز مطالبها على تغيير الدستور، وتعزيز صلاحيات البرلمان على حساب الملوك.
    • ولفت الى أن الأردن والمغرب شهدت مثل هذه التوجهات، ولم يستبعد، على المدى البعيد، عدم نجاح الملوك في التعامل مع الضغوط الشعبية المتزايدة، ويتوقع تحديات كبيرة للأنظمة الملكية في العام 2013.
    • أما بالنسبة للملف الايراني، فقد أشار التقرير الى أن العام 2013 قد يكون عام الحسم بالنسبة لايران، وذكر أن الربيع العربي انعكس سلباً على طهران، الأمر الذي لقي تعبيراً له بتعاظم قوة السنة في المنطقة على حساب الشيعة من جهة، وباضعاف حليفي طهران، الأسد ونصر الله، من جهة أخرى.
    • ولفت التقرير الى أن ايران تشهد، على الصعيد الداخلي، أخطر أزمة اقتصادية منذ الثورة الاسلامية عام 1979، كما أن عام 2013 سيشهد نهاية عهد أحمدي نجاد رئيساً للجمهورية الاسلامية، مما سيضع القيادة الايرانية أمام خيارات صعبة بشأن التعامل مع الغرب فيما يتعلق ببرنامجها النووي
    • ان مجمل هذه التوقعات تصب في النتيجة لصالح اسرائيل…نتيجة انشغال المنطقة العربية بصراعاتها الداخليه…التي ستخلفها ثورات الربيع العربي وبالتالي الامن الاسرائيلي سيكون في أمان تام، ويبدو أن صبغة الثورات الدينية السياسية…وتحكمها بقدرات ومقدارت الثورات…وتصريحات قادتها…أعطت الضوء الاخضر للساسة في اسرائيل…أن يؤيدوا مسارات هذه الثورات مادامت بعيده عن الامن القومي الاسرائيلي.
    • خطورة محور الأخونة
    • بقلم: محمد عثمان الثبيتي عن المدينة السعودية
    • أجزم أن أحداً لا يستطيع مواراة خطورة جماعة الإخوان كفكر بدأ يتغلغل في ثنايا الفعل السياسي ورغبتها الجامحة في جعل تنظيماتها الأنموذج الأمثل للتعاطي المُستقبلي ؛ مُستغلِة لتمرير ذلك البيئة الخصبة التي تكونت جراء تراكمات الثورة ، ومن يجافي هذه الحقيقة – حتماً – لا يخرج عن توجهين لا ثالث لهما ، أولهما أنه يرى في هذه الجماعة بحكم انتسابها للإسلام أنها المنقذ للكثير من المساوئ التي يعيشها الوطن العربي جراء الحكم الليبرالي ذي الاتجاه الأحادي الذي ساد فترة من الزمن ولم يُحقق مردوداً إيجابياً تتلمسه الشعوب في معيشتها اليومية ، وثانيهما أن هذا المُتّبِع يؤمن بإملاءات المُرشد الذي لا يأتيه الباطل من دونه ولا من خلفه ، وما يدري من اعتنق التوجه الأول أن هذه الجماعة لا يعدو انتسابها للإسلام أن يكون غطاءً تستظل به وتستدر من خلاله عاطفة العامة لمعرفتهم التامة بأن أيمَّا ارتباط بالإسلام فهو الحق وما سواه فهو الباطل ، فهذا من حيث المبدأ قمة الفهم ، بينما الحقيقة الغائبة عن أولئك المُغرَّر بهم هي أن أسلمة الجماعة حركية أكثر من أن تكون عضوية ، أما من آمن بالتوجه الثاني فقد تغلغلت التبعية العمياء في ذاته ، وعطَّل نعمة التفكير وأصبح يُدار بالريموت كنترول من غرفة التحكم والسيطرة التابعة لمشيخة المُرشد ، مما يعني أننا أمام إعادة إنتاج ولاية الفقيه ولكن بصورة سُنية لا عقيدة شيعية .
    • لقد تكشفت خبايا هذا الفكر المُتشدد داخلياً متمثلاً في ممارسة آفة الإقصاء لكل ما هو قائم – على اعتبار أنه مُنكر يجب إزالته – متجاهلين أن التعددية والتنوع هما أساس الإصلاح ، وغيابهما أدى إلى قيام الثورة التي لم تخدم أحداً مثل ما خدمت هذه الجماعة التي جاءت بهم من المعتقلات إلى سُدة الحكم في غفلة من الوعي الجمعي ، واشتد عُوْدَها الخارجي عن طريق عقد التحالفات في دهاليز الظلام لتمرير أفكارها القائمة على مبدأ فرعون : لا أُريكم إلا ما أرى ، وتلقف أُطروحاتها المُرجفة أقطار سخرت إمكاناتها لكل ما هو مُثير بغض النظر عن تداعياتها المُستقبلية ، مدللة أن هدفها لا يتجاوز بث الفتنة والأخذ بمدلول المثل الشعبي البئيس : خالف تُعرَف ، فهل مثل هذه القناعات السطحية يُمكن أن تُبنى عليها العلاقات السياسية ؟ وهل يعكس الأخذ بها عن احترام للمعاهدات الإقليمية والدولية ؟ أم أن ثمة رؤية مغايرة توصَّل إليها الإخوان وحلفاؤهم الجُدد ترى أن تشكيل المُستقبل السياسي حق مشروع اكتسبته من وصولها للسلطة ؟
    • إن محور الأخونة بدأ يتشكل بمعزل عن الرؤية الشمولية التي يُفترض أن تكون أساساً ومُنطلقاً لكل ما يتعلق بحاضر ومستقبل العالم الإسلامي ، لا أن تستأثر بعض الدول عن الأخرى بأدوار هي أكبر منها على أرض الواقع ، ولا يُمكن أن تتسنم موقع الريادة فيها لعدم امتلاكها لمهاراتها ، ناهيكم عن النوايا المُضمَرة – في سياقها السلبي – تجاه كل ما من شأنه تغليب المصلحة الشخصية على ربيبتها العامة ، مما يعني أننا أمام مُنعطف خطير في التعاطي مع هذا المُحور الذي يلعب بالنار مع نفسه وضد الآخرين ، الأمر الذي يقودني للتحذير من تبعيات هذا التقارب المشبوه ، وضرورة الحد من امتداده السياسي ، وتغلغله الفكري ، لأن انعكاساته على المدى البعيد ستكون ذات أثر سييء على بُنية المُجتمعات التي ستأخذ الأمور على عواهنها ، بينما « السُم مدسوس في الدسم « – كما هو منطوق المثل .
    • نجحت الدكتاتوريات وفشلت الشعوب
    • بقلم: مياح غانم العنزي عن الراية القطرية
    • كانت سياسة الدكتاتوريه ترهيب الشعب وزرع في قلبه ولسانه الرعب بوسائل قمعيه وكبت إعلامي جعلته أصم أبكم هذا من ناحيه, وتظليله باتسامها بالوطنية والقومية وتحليها بالصفات النبيلة عبر قناع مزيف ينطق بالشعارات الإنسانية الرنانة ويبدو على ملامحه النبل هذا من ناحية, ثم إغداق العطاء للبطانة وما ارتبط بها ممن غسلت أدمغتها وسجنها في خانة المصالح والولاء وهذه الناحية الثالثة.
    • الأمر الذي جعل الشعب أبعد ما يمكن عن فهم الديمقراطية حتى بدت له كنجمة في جبين السماء يكتفى بالنظر إليها خلسة
    • عندما ارتفع لهيب البوعزيزي والذي غير المفاهيم إذ أن ذلك يوحي بالحر وبالتالي فصل الصيف إلا انه كان مؤشرا لبداية ربيع عربي حيث هرب بن علي, امتد الربيع لدول عربية عدة لكن تبين بعد ذلك ان كل تلك الدول شعوبها لا زالت تحت تأثير سياسة من هرب أو تنحى أو قتل من الدكتاتوريات ولم تتقبل أبدا العضو الديمقراطي في أجسادها ,والدليل على ذلك أن للديمقراطيه أصول وعلى رأسها الصندوق الانتخابي حيث انتخبت تلك الشعوب أناسا وبشكل نزيه شابه ما لا يؤثر على النتيجه النهائيه بشهادة العالم أجمع ثم تريد أن تنقلب على تلك الشرعية وتخلعها أو تفرض عليها أمورا خارج الصندوق كالنزول للشارع والتخريب والقتل والتحريض عليهما والتعاون مع الخارج والذي ثبت بالشكل القاطع والتجاوز على الممتلكات العامة والخاصة والتي لا دخل لها بهذه الأمور البتة ناهيك عن أنها تريد المشاركة في صلاحيات منحها الصندوق للفائز فقط , وما يثبت رسوخ ما زرعت الدكتاتورية في تلك الشعوب أنها لم تفقه بعد ما هي الديمقراطية التي حرمت منها وكانت تطالب بها ,إن ما جاء عن طريق الديمقراطية لا يمكن إزاحته إلا عن طريقها وهذه قواعد اللعبة بمعنى الصندوق الانتخابي أو القنوات الدستورية الأخرى كسحب الثقة في البرلمان وغيرها وإن الشعب من يتحمل المسؤولية عن الانتخاب الخطأ إذا ما حصل.
    • ما عدا العراق فهو حاله استثنائية حيث هدم فيه بريمير كل شيء من جيش وشرطة وغيرها وأسس لمحاصصة مقيتة وطائفيه سار عليها العراقيون لحد الآن مع الأسف وشرع أبواب بلاد الرافدين لتنفيذ الأجندات من كل صوب وحدب معتمدا على خطة محكمة لتفتيت المفتت وتجزيئ المجزأ ومعرفه دقيقة بالجفاف السياسي الذي لدى من جاء معتليا دبابته الأمريكية ومن تحالف معه والدليل على مدى طويل من الزمن أن العراقيين لم يفلحوا في الاتفاق على وزيري الدفاع والداخلية أو توفير الطاقة الكهربائية لكنهم أبدعوا في تشويه سمعة العراق الداخلية والدولية وتذيّله أغلب التصنيفات العالمية.
    • أخيرا نقول حتى المعارضين للدكتاتوريات ممن كانوا يعيشون لاجئين في الخارج لم يخرجوا لغاية الآن من نطاق سياساتها بل اجتهدوا في تطويرها سواء من ناحية الفساد أو الظلم أو الاستئثار بالسلطة بعد أن ساقتهم الأقدار للظفر بالكرسي.
    • عامان على الثورة.. إشكالية المصطلح
    • بقلم: أيمن الصياد عن الشروق المصرية
    • يذكر القارئ بلا شك كيف كانت مصر فى تلك الأيام قبل عامين (فبراير ٢٠١١) كان الشباب قد انتهوا للتو من «تنظيف الشوارع»، دون تعليمات من أحد، ودون حاجة إلى لافتات تنزع عن الفعل عفويته «أو صدقه»، لتضعه فى جداول السياسة ومغازلة الناخبين وحسابات «الصندوق». وكان الشباب يتسابقون بحثا عن طريق «للعطاء» بلا مقابل. وكان الكل على استعداد «لربط الأحزمة على البطون» لشراء مستقبل أبنائهم وأحفادهم. وكان الجيران أيامها يسهرون، ويتسامرون «معا» على أبواب شوارعهم، فيما عرف باللجان الشعبية، لتأمين بيوتهم، بعد ان اختفت الشرطة تماما فى تلك اللحظة الفارقة التى لم يُكتب تاريخها الصحيح بعد. ولعلنا نتذكر أنه رغم ذلك كان معدل الجريمة وقتها، خاصة المرتبطة بالعنف قد وصل تقريبا إلى الصفر، على الأقل مقارنة بهذه الأيام.
    • ويذكر القارئ بلا شك كيف كانت المشاعر وقتها. وكم عاد من مصريين كانوا عاشوا لعقود خارج وطنهم بعد أن شعروا أن الشباب أعاد اليهم ليس فقط «وطنهم» بل وشبابهم. (أعرف مصريين باعوا كل أملاكهم فى الخارج فى أسبوع واحد ليصبح قرار العودة نهائيا إلى «وطن» كانوا قد افتقدوه لسنوات طويلة). ويذكر القارئ بلا شك كيف عاد التغنى بالوطن فجأة ــ كما كان أيام عبدالحليم وأم كلثوم ــ فنا جميلا كان قد غاب عن أسماعنا أربعة عقود كاملة، فاستمعنا إلى رامى جمال «يا بلادى»، وحمزة نمرة «إنسان»، ومحمد عباس «كان لازم»، وحامد موسى «الثورة لسه فى الميدان»، وسامية جاهين «يُحكى أن»، وعلى الحجار «ملعون»، وعايدة الأيوبى «يا الميدان»، ثم رائعة أنغام «يناير»... هل تذكرون:
    • فجأة هز الدنيا صوتكو والحياة رجعت بموتكو
    • والسنة اتسمت يناير شيلتو عن عينا الستاير
    • درس من قلب الميدان للى خايف من زمان
    • عدتو ترتيب المكان واحنا ليكم مديونين
    • ●●●
    • ربما كان فى هذا الكلام «طوباوية» أو رومانسية تحلق بعيدا عن واقعٍ بات مؤلما، ولكنها بالتأكيد ليست أعراض «النوستالجيا»، قرينة فنجان القهوة والشعر الأبيض. فالوقائع ما زالت ساخنة، والصور مازالت ماثلة فى الذاكرة، وتسجيلات «اليوتيوب» لم تُمح بعد. عامان فقط مرا على تلك «اللحظة العبقرية»، التى ــ للأسف ــ لم نعض عليها بالنواجز. أين ذهبت إذن؟ من أضاعها؟ وكيف وصلنا إلى ما وصلنا اليه؟ أو كما يقولون بالانجليزية فى مثل تلك الأحوال: What went wrong?
    • ليس هنا مقام البحث عن الأخطاء، أو عن من نعلق فى رقبته الجرس، فالتاريخ الذى لا يرحم سيتكفل بالمهمة. ثم «إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ». السجدة آية ٢٥
    • ●●●
    • قبل أيام كنت قد دُعيت لألقى المحاضرة الافتتاحية فى مؤتمر دولى حول «الثورة بعد عامين»، نظمته جامعة القاهرة مع جامعة أدنبره. والحاصل أننى عندما تأملت العنوان لأعد محاور الحديث، كان أن استحضرت ما تعلمناه من الأكاديمية نحن القادمون من خارجها، من ضرورة أن نبدأ بتعريف المصطلحات. والمثير أننى وجدت فى هذه العملية ذاتها؛ «تعريف المصطلح» أو بالأحرى التباين بل والتناقض فى تعريف المصطلح بين أصحاب العلاقة واللاعبين الأساسيين على الساحة، التفسير الأول ربما للنقطة التى وصلنا اليها بعد عامين من «الثورة»، التى يبدو أننا لم نتفق «جميعا» على تعريف واحد لها، أو لعلنا لم نتفق أصلا على أنها كانت حقا «ثورة».
    • ●●●
    • فى البدء كان العسكر.
    • فى مساء الحادى عشر من فبراير ٢٠١١ خرج السيد عمر سليمان بوجهه الذى لم يكن مُعَبِّرا قط ليعلن أن مبارك سلم مسئولية إدارة البلاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. ذهب مبارك إذن وبغض النظر عن التباينات فى توصيف هذا الذهاب، خروجا أم إخراجا، توافقا أم اتفاقا.. إجبارا أم امتثالا للبديل الذى لا بديل له. وأيا ما كانت التفاصيل التى اختلف الجميع فى روايتها، فالرجل «سقط» مساء ذلك اليوم الذى ردد فيه أربعة ملايين، مسلمين ومسيحيين «دعاء القنوت» خلف الشيخ محمد جبريل فى قلب «الميدان» الذى سرعان ما أصبح فى العالم كله عنوانا للثورة.
    • سقط الرجلُ إذن لتحل الأهازيجُ ليلتها محل الهتافات، والأغانى محل الشعارات.. ومن بينها بالضرورة شعار المطلب الأهم، الجامع لكل المطالب والشعارات: «الشعبُ يريدُ اسقاط النظام»، وكان طبيعيا ومنطقيا أن يصبح سؤال اليوم التالى: إن كان مبارك قد سقط، فهل سقط النظام؟
    • وكان السؤال الآخر الذى لم يلتفت له أحدٌ أبدا يومها، إن كان الرجل قد سقط استجابة لنداء شعب يريد «إسقاط النظام»، فهل الذين استلموا الأمور بقرار منه كانوا يريدون أيضا «إسقاط النظام»؟ تقول الشواهد، كما يعرف الذين اقتربوا من دوائر صنع القرار وقتها أن الإجابة لم تكن هكذا بالضبط. بل بدا للجميع أن الأمر لم يعدو رغبة فى التخلص من «هاجس التوريث» الثقيل. ثم.. «كما كنت»، كما يقول النداء العسكرى الشهير.
    • يقول أرشيف الصحف، وسجل الوقائع إن أول من دخل السجن كان صحبة جمال مبارك (أحمد عز وجماعته)، ولم يمس أحدٌ وقتها رموز الحرس القديم. كما تقول الوقائع أن زكريا عزمى ظل يذهب إلى القصر يوميا «بوصفه موظفا عموميا، لا نملك فصله تعسفيا»(!). وأن القضاء (لا غيره) هو الذى أقدم على حل الحزب الوطنى والمجالس المحلية.. الوقائع كثيرة، يكفى لتذكرها أن نعود إلى أرشيف الصحف أو نستمع إلى بعض من تولوا المسئولية أيامها. كما يكفى لقراءة دلالاتها ما أشرنا اليه فى هذا المكان من قبل من الارتباك واللا وضوح فى إدارة فترة الأشهر السبعة عشر الأهم (من الحادى عشر من فبراير ٢٠١١ وحتى الثلاثين من يونيو ٢٠١٢) والتى اتسمت رغم وفاء من الرجال بوعدهم الأساس بقدر ليس هين من تناقض فى الرؤى والأهداف، وبرغبة «مكتومة ومفهومة» بالاحتفاظ بالمكان أوالمكانة، وبسذاجة أو براءة من عسكريين لا يجيدون «ألاعيب الساسة والسياسة»، فكان أن ضاعت «البوصلة»، أو اضطرب مؤشرها أحيانا «بتجاذبات» هنا وهناك. وما أدراك حين تضيع البوصلة من جندى فى الميدان. يومها سمعنا عن ائتلافات تم تخليقها، وحوارات جرى توجيهها، وأحزاب كرتونية جرى استدعاؤها من أضابير أجهزة النظام القديم، ليمكن توظيفها «رقما زائفا» فى معادلات القوى السياسية. وما أدراك كم انتهكت براءة الشباب تلك «القوى السياسية»، بتوازناتها الزائفة، ولغتها اللزجة، ومعادلاتها القديمة.
    • ●●●
    • بعد ذلك كان «الإخوان»؛ رفاق الميدان لا شك فى ذلك. ولكن الأهداف لم تكن فيما بدا متطابقة مع أهداف الرفاق. فبعد تجربة مريرة من الإقصاء لعقود، وبعد تجربتى انتخابات ٢٠٠٥ و ٢٠١٠ بدا أن الهدف الأول، الكفيل بأن يتقدم على أى هدف آخر (راجع التصريحات المنشورة) هو أن نصبح أخيرا «جماعة غير محظورة» يمكننا أن نصل إلى السلطة «عبر صناديق الاقتراع». وهو أمر «مشروع» ولا غبار عليه بلا شك. فهكذا تفعل كل الأحزاب فى الدول «المستقرة». ولكنه، بحسب تعريفات العلوم السياسية هدفٌ «إصلاحى» بامتياز، لا علاقة له «بالثورة» مفهوما أو تعريفا. كما أنه لا يتطابق مع هدف الذين خرجوا يطالبون «بإسقاط النظام»، بكل ما يعنيه ذلك من معنى. أما الهدف الثانى «الآجل» والمتمثل فى إعادة رسم خرائط المنطقة لإصلاح عوار شاب خرائط ما بعد الحرب العالمية الأولى، فلا أظنه كان فى بال أحدٍ من الشباب الذى كان قد دعا إلى احتجاجات ٢٥ يناير، مثله مثل شعارات «الشريعة.. والهوية.. والدولة الإسلامية» التى غابت عن لافتات وهتافات أيام الثورة الثمانى عشرة.
    • هذا التباين رغم عدم وضوحه فى البداية وضح جليا فيما بدا بعد ذلك من تناقضٍ لم يكن مطلوبا «بين الميدان والبرلمان»، وفى تحديد خاطئ لأطراف الصراع. فبدلا من أن ننتبه إلى أن معركتنا «الحقيقية» هى مع «نظام» لم يسقط بعد، وسيحاول أن يعود، انجرفنا إلى معارك «وهمية / انتخابية» مع رفاق المعركة، واستهنا بعواقب استقطاب عملنا على تزكيته يوما بعد يوم. وبدلا من أن نواجه «النظام / الدولة العميقة» بالوحدة التى نجحت وحدها فى مواجهة هذا النظام فى يناير ٢٠١١، لجأنا إلى أدوات تلك الدولة العميقة ذاتها لمواجهة ما يواجهنا من تحديات، فكان طبيعيا أن لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن.
    • ●●●
    • وبعد..
    • فربما لم يقرأ هؤلاء الشباب، أو تلك المرأة التى ظهرت على الشاشة تضرب رأسها بالحذاء «لأنها انتخبت مرسى» كتاب Hobsbawm عن الثورة، كما أنهم لم يطلعوا على الكتب المؤسِّسة لمفهوم Transitional Justice ولكنها ثقافة الشعوب العريقة، تعلمنا التجارب أنها كفيلة باختصار الحكمة فى مثل شعبى أو عبارة؛ يعرفون بوجدانهم ماذا يقصدون بها. وهكذا كانت العبارة العبقرية «الشعب يريد إسقاط النظام».
    • تباينت التعريفات إذن، رغم حسن النوايا.. فتباينت التوقعات.. فمضى كلٌ فى طريق. وعندما تقاطعت الطرق، وقد كان.. كان كل ما نراه الآن.
    • ماذا فاتنا إذن أن نفعل؟ وماذا علينا الآن أن نفعل؟
    • لعل هذا يكون «اجتهاد» المقال القادم
    • الشيطان يزور تونس
    • بقلم: عيسى .جرادي عن البلاد الجزائرية
    • سيرتكب الإسلاميون خطأ جسيما.. بل سيبلغون قمة البلاهة السياسية والحمق والسذاجة.. لو اعتقدوا يوما أن خصومهم السياسيين من أدعياء الديمقراطية…. سيسلمون بإرادة الشعب.. وسينحنون أمام اختيار الأغلبية.. بمجرد أن يفصح الصندوق عن نتيجته.
    • بالتجربة الفعلية لا بالمحاكاة.. ثبت أن جماعات اليسار واليمين والحداثيين المزيفين وقطعان الانتهازيين.. هؤلاء جميعا.. ودون استثناء يذكر.. لا يختلفون عن الديكتاتوريين الفعليين إلا شكلا.. إذ لا فرق بين الطرفين سوى أن هذا ديكتاتور متوج.. يمارس مهامه الرسمية في الفساد والإفساد ميدانيا.. وبقوة الحديد والنار.. والآخر ديكتاتور مقيد في قائمة الانتظار.. يرتقب دوره بشغف ليمارس نصيبه في التنكيل والعبث.
    • فالثابت أنه عندما لا تصب الصناديق في أوعيتهم المثقوبة.. ولا تنطبق النتائج على مخططاتهم الهادفة إلى الجلوس على كرسي الديكتاتور الهالك مهما كان الثمن.. سينقلبون على أنفسهم مائة وثمانين درجة.. ويكسرون شعاراتهم.. ويعبرون إلى الضفة الأخرى.. ليعلنوا الحرب على من يعترض طريقهم.
    • عرفنا هذا في الجزائر منذ عشرين سنة.. وتختبره مصر منذ شهور.. وتكابده تونس حاليا.. التي نزل شيطان الفتنة ضيفا عليها.. ويأمل في أن تدوم إقامته هناك.
    • سيناريو مصر جاري التطبيق في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية.. يعاد تمثيله في تونس.. ففي هذا النوع من الممارسات القذرة.. عادة ما تبدأ العملية باغتيال لا يتبناه أحد.. مجهول النسب والهوية.. فتنتقى الضحية بعناية فائقة.. بما يتيح إحداث أضخم رجة في الرأي العام.. ففي تونس تحديدا.. يمثل اغتيال رئيس حزب يساري.. مكشوف العداء للإسلاميين.. (ادعى قبل أيام في حوار تلفزيوني أن قادة النهضة يمارسون الاغتيال السياسي، وأن عمليات اغتيال على وشك أن تبدأ).. حادثا مدروسا بعناية ودقة.. فلم يقع بمحض الصدفة.. بل جاء بحركة بارعة من اليد الخفية.
    • الخطوة التالية.. تتولاها وسائل إعلام الفتنة .. فما يكتب أو يقال أو يصور أو يعرض يرتب مسبقا.. والاستعداء على المتهم المفترض .. سيناريو جاهز للبت.. يتزامن ذلك مع دق الطبول الخارجية.. ففي الحالة التونسية (أدانت الخارجية الأميركية بأشد العبارات عملية الاغتيال، وأدان فرنسوا هولاند بأكبر قدر من الحزم اغتيال شكري بلعيد، وأعلن البعض تضامنه العميق مع الشعب التونسي).
    • ما يلي ذلك.. هي الإشارة بأصبع الاتهام إلى الإسلاميين.. فالقاتل معروف مسبقا.. وهو في الوضع التونسي حركة النهضة تحديدا.. فهي متهمة (بـالتخطيط لاغتيال الراحل، واحتمال تورط لجان حماية الثورة التي تتمتع بدعمها وارد).. وبلغة مباشرة يتهم شقيق الضحية (حزب النهضة بالوقوف وراء العملية، ويقول بعبارة صريحة: تبا لكل حركة النهضة، وإني اتهم راشد الغنوشي باغتيال أخي) .. وكذلك فعلت زوجة الضحية التي (اتهمت حركة النهضة بالوقوف وراء عملية الاغتيال).
    • يتبع سيل الاتهامات والشحن الجماهيري .. تظاهر وأعمال غوغائية في الشارع.. ترفع فيها لافتات ضد المتهم الذي لا يعلم شيئا (فالنهضة جلاد الشعب ).. ثم يتطور الأمر (إلى مهاجمة وحرق مقرات الحركة في أكثر من مكان).. ليصل إلى حشد ( إضراب عام في البلاد، وتعليق عضوية الأحزاب المعارضة في المجلس الوطني التأسيسي، والمطالبة بجنازة وطنية ، وتشكيل هيئة مشتركة لتنسيق المواقف).. تماما كما تفعل جبهة الإنقاذ في مصر.. وكما فعلت لجنة إنقاذ الجزائر قبل عشرين سنة.
    • وإذا كان من الطبيعي.. أن يتصدى المتهم لتبرئة نفسه.. فينفي الغنوشي (أن تكون حركته وراء اغتيال المعارض شكري بلعيد، محملا من وصفهم بأنهم أعداء الثورة مسؤولية الحادث، فهم الذين يريدون نشر الفتنة وعرقلة التنمية وإدخال البلاد في أتون العنف السياسي، والذين لا مصلحة لهم في نجاح الثورة واستقرار البلاد وتنميتها وهم غير قادرين على المنافسة السياسية،..).. فإن التضييق على المتهم البريء.. ومحاصرته تحت وابل من القذائف الحارقة والسهام المسمومة.. يبرز العنوان الحقيقي للمؤامرة.. حين تعلو الأصوات الداعية إلى (إسقاط الحكومة).. فيتحقق الهدف بإزاحة الإسلاميين عن الحكم .. وإعادة إنتاج نظام قمعي مغلف بغشاء ديمقراطية مغشوشة.
    • هذا ما يحدث في تونس.. مخطط مرحلي مرتب بدقة.. وما عداه فتأويلات لا تكشف ملامح الصورة الحقيقية التي ترتسم في الخلفية.. حيث يتحرك شيطان الديكتاتورية في الشارع والإعلام وفي أذهان المغفلين.. متلبسا بشعارات زائفة.. فتونس التي تبدو أكثر استقرارا قياسا بغيرها من بلدان الربيع العربي.. لا يراد لها أن تقدم النموذج الناجح لتجربة ديمقراطية عربية صميمة.. لم تأت على ظهر دبابة.. ولا عبرت من خلال انقلاب.. بل نبعت من الصندوق.
    • الشيطان في زيارة استثنائية لتونس.. فهل يفوز بضيافة تبقيه في هذا البلد إلى أجل غير مسمى؟

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 307
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:02 AM
  2. اقلام واراء عربي 284
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:27 PM
  3. اقلام واراء عربي 283
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:26 PM
  4. اقلام واراء عربي 282
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:25 PM
  5. اقلام واراء عربي 281
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:24 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •