النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 278

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 278

    أقــلام وآراء إسرائيلي (278) الاربعــاء- 27/02/2013 م



    • في هــــــذا الملف
    • من الذي يشجع انتفاضة ثالثة؟
    • بقلم:رون برايمن،عن اسرائيل اليوم
    • خيار نتنياهو
    • بقلم:أمنون ابراموفيتش،عن يديعوت
    • سياسة واضحة في المناطق
    • بقلم:يوعز هندل،عن يديعوت
    • ماذا سيحدث بعد الحرب مع ايران؟
    • بقلم:سافي رخلفسكي،عن هآرتس
    • اغبياء علمانيون فصحاء
    • بقلم:أوري مسغاف،عن هآرتس
    • اكـراد أخيار.. اكـراد اشـرار
    • بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس
    • ميني انتفاضة منسقة
    • بقلم:أمنون لورد،عن معاريف






    من الذي يشجع انتفاضة ثالثة؟


    بقلم:رون برايمن،عن اسرائيل اليوم

    حتى لو لم يوجد يقين ان الولايات المتحدة ستعمل بكامل قوتها على حل القنبلة الذرية الايرانية، فان أعظم انجاز لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الخارج والداخل، في فترة ولايته الثانية كان أنه وضع الخطر الايراني في برنامج عمل الرئيس اوباما، وعمل بقدر أقل من ذلك على جعل الزعماء الساذجين/ المنافقين في اوروبا يفهمونه. وبرغم هذا الانجاز عرض معارضو نتنياهو المغطون اعلاميا خطواته على أنها سياسة تخويف.
    تتعرض اسرائيل في هذه الايام لتخويف من نوع جديد لأن قطيع الاعلام والمحللين من طرف واحد يهددون اسرائيل بأنها اذا لم تتكمش أمام إملاءات أبو مازن وأنصاره في الداخل (لفني) والخارج (اوباما) فقد تواجه انتفاضة ثالثة. أو بعبارة اخرى انه الخضوع لابتزاز أزعر، فاما حل الدولتين وإما انتفاضة.
    إن هذا السلوك الاعلامي خطأ من جهة الاصطلاح وخطر بصورة عملية. فلا يوجد أي داع لأن تستعمل وسائل الاعلام العبرية المصطلح العربي 'انتفاضة' كي تهدد اليهود به لأن عددا يزداد من الاسرائيليين أخذوا يستعملون مصطلح 'حرب اوسلو' لتعريف الانتفاضة الثانية وللربط بينها وبين ما أحدثها وهو 'سلام' اوسلو الذي أفضى اليها على نحو متوقع مسبقا.
    واليكم هذا الكشف الحسن: ان الموقع أدناه ذو حق في إبداع هذا التعريف الذي عُرض أول مرة في مقالات تحليلية في 'مكور ريشون' (مصدر أول) ('إستعدوا لحرب اوسلو' 17/7/1998 و'حرب اسمها اوسلو' 3/9/1999) أي قبل ان تنشب الحرب بالفعل. واسعمال المصطلح العربي يرمي الى اخفاء الصلة بين النتيجة والسبب وحماية مُحدثي خطوة الحماقة التي بدأت في اوسلو 1993.
    إن هذا السلوك الاعلامي خطأ ايضا من جهة عملية وقد يتبين انه نبوءة تحقق نفسها. اذا كان يوجد حقا خوف حقيقي من عنف مجدد من قبل السلطة الفلسطينية فيجب ان يكون الرد الاسرائيلي رادعا لا ضعف فيه وحازما غير ليّن. إن جعل لفني على رأس فريق التفاوض رسالة في الاتجاه العكسي وقد يؤجج طلبات 'تفضلات' على المعتدي من رام الله. ان زيارة اوباما في مرحلة مبكرة جدا من ولايته الثانية والضغوط المتوقعة منه قبل ان تستقر حكومة اسرائيل الجديدة وقبل ان يستخلص الرئيس الامريكي الدروس من رحلته الفاشلة الى هذه المنطقة في بداية ولايته الاولى، قد تجعل مطالب مُنكر المحرقة 'الضعيف' متشددة. ان قوته هي في ضعفه.
    ان حقيقة انه لا يمر يوم في الاسبوع الاخير دون لقاءات صحفية مع ممثلي العدو في القنوات المختلفة من الاعلام الاسرائيلي وفيها 'الرسمية'، مُحيرة اذا لم نشأ المبالغة. فهل يخطر بالبال ان تستضيف قاعات اذاعة الـ 'بي.بي.سي' وتُجري لقاءات صحفية مع عناصر من حكومة المانيا النازية تُمكّنهم من التوجه الى مواطني بريطانيا من فوق رأس الحكومة في لندن وتهديدهم بـ 'انتفاضة'؟!.
    ليس من الفضول ان نذكر في هذا السياق ايضا وجها آخر من سلوك قطيع الاعلام وهو خيبة الأمل لأن أفلاما معادية لاسرائيل لم تحصل على جائزة الاوسكار. إن الاعلام الاسرائيلي يدعي في الحقيقة تمثيل الرأي العام لكن يحق لنا ان نشك في ذلك على الأقل. ينبغي ان نفترض ان كثيرين جدا من مواطني اسرائيل شعروا بارتياح حينما جُنبوا المهرجان الاعلامي الذي يتناول فوز أفلام 'اسرائيلية' بالجائزة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    خيار نتنياهو

    بقلم:أمنون ابراموفيتش،عن يديعوت

    أُتيح لبنيامين نتنياهو ان يرأس ثلاث حكومات. فهو يفترض ان يتولى هذا المنصب 12 سنة مجتمعات أي أكثر من بيغن وشمير ورابين وشارون. وقد احتفل إذ كان رئيس وزراء في شارع بلفور في القدس بيوم ميلاده السابع والاربعين ويستطيع ان يحتفل هناك ايضا بيوم ميلاده الثامن والستين. وهذا الفوز وهذا الحق نتاج موهبة وقدرة وشيء من الحظ والظروف بالطبع لأنه لم يوجد في نظر الناس مرشح أفضل منه أو يساويه في قيمته على الأقل.
    يقول الانسان ذو المسؤولية والنزيه لنفسه انه يوجد في هذه المعطيات شيء مثل ان دولة اسرائيل والمجتمع الاسرائيلي أحسنا إلي وسأُحسن الآن اليهما. فسأفكر في الولاية التالية تفكيرا أقل في نفسي وتفكيرا أكثر في شعبي. وفي السنوات الخمس التالية سأقوم باشياء حقيقية وأُحدث تغييرات وأنفذ ثورات لا بازاء العالم العربي المتقلب ولا مع الفلسطينيين لأنني أشك فيهم وفي بواعثهم ونواياهم. ففي هذه القضية سأقوم بالقدر الأدنى الضروري للحفاظ على أساس العلاقات بالولايات المتحدة واوروبا. وفي مقابل ذلك سأحصر عنايتي في الامور التي اؤمن بها وأُظهر التصميم عليها والجرأة، أي في تغيير بنية الجهاز الاقتصادي، والجهاز العام وتخليص الأطراف، وعلاقة الدين بالدولة وطريقة الحكم.
    كان يجب على نتنياهو بعد الانتهاء من احصاء الاصوات في غد الانتخابات ان يهاتف نفتالي بينيت ويهنئه ويدعوه اليه في ذلك المساء نفسه. وكان عنده وقت للاستعداد لذلك وكان عنده وقت لاعداد من حوله لذلك. فقد علم بصورة أصابته بالامتعاض مدة اسابيع كثيرة ان بينيت يوشك ان يصبح قصة نجاح. فكان يجب على نتنياهو ان يقول له يا أخي الشاب ما كان كان وما مضى مضى. قيل الكلام وقيلت أقوال الاهانة وتم تبادل الضربات ونُسي كل شيء وأصبح من ورائنا. فمن اليوم نحن إخوة، فأنا أخوك البكر وأنت الشاب وسنخدم معا بشيء أهم من ان نكون واحدا واحدا، أعني الوطن ودولة اسرائيل.
    اختار نتنياهو بدل ذلك القطيعة معه والتشهير به ونشر من حوله في ضجيج كبير نية إبعاده من الحكومة. فالجميع مُرحب بهم أما بينيت فلا، أو بعبارة اخرى ستكون حكومة من غير بينيت ومن غير التجمع الوطني.
    وهكذا دفعه الى ذراعي يئير لبيد وهكذا أحدث بينهما حلفا قوّاه كما ينبغي. وقد توسط وزاوج بينهما وصنع منهما اثنين هما واحد. وصورهما ضمنا وبصورة غير مباشرة على أنهما صاحبا مباديء وأنهما عقائديان ومثاليان. ويُخيل إلي أنهما لم يكونا يعلمان أنهما كذلك أو أنهما كذلك بهذا القدر.
    بعد ذلك أرسل اليهما وأغرا بهما نتاكا. والمشكلة هي ان نتاكا يتحدث بالايدش أما لبيد وبينيت فيتحدثان بلغة عبرية حديثة اسرائيلية، وبسياسة جديدة. ونتاكا يبيع بالمفرق أما هما فبالجملة. ونتاكا مختص بالوظائف والمال القليل أما هما فبالقيم والتصريحات الكبيرة.
    قام نتنياهو في مواجهة دعامة هشة وليس له الآن حكومة. واحتماله عند شيلي يحيموفيتش واهن فبابها مصفوق مغلق. وهو يستطيع الاعتماد على حزب العمل بأن يستبدل رئيسته ثم ينضم الى الائتلاف بعد ذلك. ان حزب العمل لا يدع لرؤسائه فرصة ثانية لاحداث انطباع أول. بيد أنه يحتاج الى ائتلاف الآن في غضون اسبوعين لا بعد سنة واسبوعين.
    فلا مناص له والحال كذلك من الانعطاف وتحويل أنفه الذليل نحو لبيد وبينيت. انهما مستعدان لأن يلتزما له بل ان يكفلا له الولاء وألا يؤيدا غيره. وأن يُقسما أن يكون رئيس وزراء حتى نهاية الولاية، أي حتى شهر تشرين الثاني 2017.
    اذا توجه بالصدفة الى اجراء سياسي حقيقي عاجل فسيفصل بينهما سريعا لأن بينيت لن يستطيع البقاء في الحكومة، أما لبيد فلا يستطيع أن يتركها.
    سيغمز الحريديين في هذه الاثناء ويهمس في آذانهم ان ينتظروا قليلا على المقعد وأن يقوموا بتدريبات تسخين. فهو أولا سيُجيز الميزانية وبعد ذلك سيدس الى سِفر القوانين صيغة ليّنة لطيفة للتساوي في عبء الخدمة. وبعد ذلك سيضم شاس التي توجد على الدوام في الحكومة أو تقوم على بابها. إن شاس ستكون معه دائما. وإلا فان كونه رئيس وزراء 12 سنة يبعث صيحة تعجب تقول يا لها من قطعة تاريخ وطني وخاص.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ







    سياسة واضحة في المناطق


    بقلم:يوعز هندل،عن يديعوت

    من أجل الشروع في انتفاضة اخرى لا حاجة الى السجناء الامنيين كذريعة.
    يثبت تاريخ العنف الفلسطيني بان ليس للدولة الديمقراطية قدرة على وقف انتفاضة في اللحظة التي تبدأ فيها. الاستنتاج الاول هو أن الحجارة تنتج سياسة وليس العكس. ولكن الاستنتاج الاضافي هو أن للفلسطينيين ثمة ما يخسروه. فقد انتهت الانتفاضة الثانية بدمار السلطة الفلسطينية. فقد ابيدت معظم شبكات الارهاب ومعها ايضا علائم الوضع الطبيعي في السلطة. والادعاء بانه لا يمكن الانتصار على الارهاب ثبت بانه ادعاء مغلوط؛ لقد هزمت اسرائيل الارهاب الفلسطيني من مدرسة ياسر عرفات بقوة الذراع. وانتصرت من ناحية عسكرية عندما فهم بديل عرفات، ابو مازن، بان كلفة الارهاب اكبر من الربح الذي يمكن استخلاصه منه.
    ابو مازن لم يكن ولن يكون محبا لصهيون، ولكنه بالتأكيد محبا كبيرا للبقاء الوطني. استنتاجاته من العام 2005 صحيحة لليوم. ومصلحته مماثلة. الشباب في الشارع، بالمقابل، نسوا دروس الانتفاضة الثانية.
    بعد تحرير الجني من القمقم يصعب جدا اعادته اليه. والثمن فوري. يجدر بالذكر أنه رغم الاحباط السياسي للفلسطينيين، فان الواقع الاقتصادي في المناطق جيد. الهدوء في الميدان يخلق امكانيات. ونهج سلام فياض هو: بدون شعارات كبيرة، بدون اعلانات كبيرة، يجب بناء دولة من الاسفل. مشكلة ابو مازن هي أنه خلافا لفياض يريد دولة هنا والان. فهو يعارض العنف، ولكنه بشكل غير مباشر يشجعه في أنه يطور التوقعات لدى الشباب. رجل التقلبات، مع واقع من شأنه أن ينقلب عليه بسرعة الحجر.
    من الصعب أن نرى في المدى المنظور اتفاق سلام موقع بين الطرفين. ابو مازن لا يمكنه أن يوفر البضاعة، ولكن لدولة اسرائيل توجد مسؤولية لا تقل عن الوضع.
    رؤيا الدولتين جديرة، ولكن تطبيقها غير واقعي في هذه اللحظة. والاصرار على حق مطلق للنزاع معناه الجمود المطلق. في الوضع الراهن يوجد ضغط دولي وضرر يلحق بقسم كبير من المستوطنين في يهودا والسامرة.
    ان السبيل الوحيد للخروج من هذه المتاهة هو من خلال سلسلة من الاتفاقات الانتقالية. ضم الكتل من جهة، توسيع مناطق أ من جهة اخرى. وبالتوازي، فان اسرائيل ملزمة بالعمل بيد من حديد تجاه خارقي القانون من اليهود ومن الفلسطينيين. من في السجن جدير بان يكون هناك حتى وإن كان مضربا، حتى وان كانوا في الخارج يتظاهرون بقوة الغضب.
    نحن ملزمون بسياسة واضحة في المناطق ليس خوفا من انتفاضة اخرى فمع هذه سنتدبر عسكريا. نحن ملزمون بتقليص المناطق القاتمة من أجل الحفاظ على اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. بداية، تعريف واضح لحقوق المواطن للفلسطينيين وضم كتل الاستيطان الكبرى.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    ماذا سيحدث بعد الحرب مع ايران؟


    بقلم:سافي رخلفسكي،عن هآرتس

    إن تهديدات بنيامين نتنياهو بأن ايران تقترب من الخط الاحمر ليست تهديدات فارغة. لأنه يحق للساذجين ان يوهموا أنفسهم بشؤون الترف لا بشؤون وجودية. فالامر هنا مثل الاحتلال الذي كُبت سياسيا. إن خطة الحرب في الخريف الماضي وجر امريكا اليها قبل الانتخابات بلحظة لم تكن حيلة لضغط العالم. فلولا الضغط الداخلي والخارجي ولولا أن اهود باراك غير رأيه في آخر لحظة لكان من المحتمل ان تقلع الطائرات.
    يحق للناس الأفراد أن يكونوا بريئين من موقف من الشؤون العامة لكن هذا الحق ليس للمنتخَبين ولا سيما في قضايا الحياة والموت. أسمع رؤساء الاحزاب من غير اليمين المتدين مواقفهم علنا وفي أحاديث مغلقة مفصلة التي تعارض توجه نتنياهو هنغبي نحو ايران. وقد رفض الجميع عملية تخالف الارادة الامريكية. وفكر الجميع في موعد متأخر للقفزة الايرانية قُدما. إن يئير لبيد وشيلي يحيموفيتش وتسيبي لفني وشاؤول موفاز ورفاضهم أيدوا توجه ديسكن ودغان الذي عارض بشدة عملية عسكرية هادرة من غير امريكا موجهة على ايران في الزمن القريب. وفضلوا جميعا عمليات سرية وعقوبات وعملية مع امريكا. بل ان لفني فكرت مثل افرايم هليفي الذي أقام معارضة أكثر مبدئية لنتنياهو وهنغبي.
    والمشكلة هي انه ليس لنتنياهو حكومة ولا حكم من غير اليمين المتدين. حكم اسحق رابين مع 61 نائبا لكن ذلك تم بفضل تأييد عالمي لنهجه. ولم يخسر نتنياهو في الانتخابات الأكثرية اليمينية المتدينة فقط، بل خسر ايضا زعم ان الجمهور يميني جدا وأنه هو، أي نتنياهو، يكف جماحه. فاذا انشأ الآن حكومة 61 عضوا متعلقة بـ أوريت ستروك وموشيه فايغلين فليس معنى ذلك ان الطائرات الاسرائيلية لن تستطيع الاقلاع الى ايران بل معناه أنها لن تستطيع الاقلاع ألبتة.
    ستكون اسرائيل المقصاة المنبوذة في طريقها الى جنوب افريقية. وستنعدم قدرتها على العمل على عملية استراتيجية وأهم من ذلك على خروج سياسي منها. ويعلم نتنياهو ذلك فهو لا يخطر بباله ان ينشيء حكومة كهذه. وليس عبثا انه توجه فورا بعد الانتخابات الى مراودة الحلقة الضعيفة، أي لفني.
    يجوز تأييد حرب لايران في أواخر الربيع وبدء الصيف برغم معارضة امريكية. وتجوز المعارضة. أما ما لا يجوز لمن انتخبهم الجمهور فهو ان يكونوا بلا رأي. إن التخلي عن رأي حازم والتمكين لحرب تعارضها هما أشد خيانة للثقة. ولا يفعلون هذا 'حتى' من اجل الراحة والتكريم في رحلات جوية بنفقة حكومية في أنحاء العالم.
    تحطم اهود باراك حينما أُصيب بالبلبلة بين المتأخر والمبكر. وقد فاز في 1999 لاسباب تشبه تلك الاسباب التي كان يمكن ان يفوز لبيد بسببها الآن وهي نفور مصوتي الليكود من نتنياهو الذي يحتال عليهم ويفضل المتدينين المتطرفين على 'الشعب'. وكان يقف أمامه آنذاك امكانان أسهلهما حكومة مدنية توسل من اجلها اريك شارون وطومي لبيد ونتان شيرانسكي. وهو خيار أيده الجمهور والمحكمة العليا التي قضت آنذاك بتجنيد الحريديين، رغبة. لكن باراك اختار الخيار الثاني وهو إدخال الحريديين الى الحكومة حينما دفع اليهم نقدا باسقاطه عنهم فورا رهبة التجنيد مع لجنة طال. ولم يأت البديل المستقبلي. وفي الطريق الى كامب ديفيد ألقى الحريديون بمُخلصهم باراك.
    إن لبيد ويحيموفيتش ولفني وموفاز هم في وضع باراك من جهة الأزمان. انه ماذا مكّنوا لحرب ايران بدخولهم الحكومة فستنشب في الاشهر القريبة قبل ان يُجند حريدي واحد وقبل ان يتحقق تغيير اجتماعي واحد، وقبل اتفاق سلام واخلاء مستوطنة واحدة. وماذا سيحدث بعد حرب ايران؟ لن يأتي أي بديل بعد الفوضى العارمة.
    للبيد ويحيموفيتش ولفني وموفاز قدرة على منع حرب. لأن حكومة 61 نائبا من غيرهم لن تستطيع الحكم والهجوم. والذي يُمكّن لحكومة كهذه ستكون ضحايا الحرب عليه. ومن المهم ان نذكر ان تساحي هنغبي سياسي لا رادع له. ويريده نتنياهو حقا وزير دفاع. والتاريخ يحكم حكما شديدا على المتعاونين وبخاصة اولئك المتهمون بأنهم سببوا قتل مواطنيهم فلا غفران لذلك.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    اغبياء علمانيون فصحاء


    بقلم:أوري مسغاف،عن هآرتس

    وُلد في اسرائيل في الاسابيع الاخيرة حزب جديد هو بيت المستقبل. فهو تأليف بين يوجد مستقبل برئاسة يئير لبيد (19 عضو كنيست) والبيت اليهودي برئاسة نفتالي بينيت (12). وهذه قوة سياسية ذات شأن تحقق سريعا في واقع الامر فكرة كانت تبدو داحضة في خلال المعركة الانتخابية. وقد اعتقد لبيد نفسه كذلك ايضا حينما تطرق في حينه الى وجود جمهور مصوتين حائر بين الحزبين. فقد بيّن لموقع 'نعنع 10' ان 'نفتالي رجل ساحر، ولأنه ساحر فانه يصعب ان نُبين للجمهور مبلغ اختلاف حزبين بعضهما عن بعض. انه يترأس حزبا متدينا جدا. وهو حزب حاخامين. وهو الحزب الذي يؤمن بدولة شريعة يهودية. فهذان أشد حزبين اختلافا من جهة صورتهما العامة'.
    فكيف مع كل ذلك نشأ هذا الحلف الشجاع ولماذا يتم استقباله بتأييد شامل جدا؟ أكد ألوف بن هنا جانبا فكريا مشتركا بين هاتين القائمتين وهو الكراهية المشتركة للعرب والحريديين. وأدهش يغئال سيرينا في إظهار إسهام الجانب الشخصي حينما نعت لبيد وبينيت بأنهما ذكرا ألفا يتحاكان ويلهوان في مطعم الكنيست. لكن ما غاب عن البصر الى الآن هو الطابع الفكري الذي أخذ يتشكل للتعاون. يمكن اعتمادا على تجربة الماضي والحاضر ان نتنبأ على نحو دقيق بكيفية عمل ذلك وليست هذه أنباءا طيبة لمصوتي لبيد ولا للروح العلمانية العامة التي يدعي تمثيلها.
    إن بيت المستقبل هو في ظاهر الامر حزب جسر، فهو يفترض ان ينشيء مصالحة بين معسكرين. اذا كان الحديث عن مصالحة منحازة فان المنطق يقول ان الكفة يجب ان ترجح في وضوح للجانب الذي حصل على 19 نائبا. لكن تاريخ مشاريع التحادث والمصالحة بين الصهيونية المتدينة والصهيونية العلمانية هو تاريخ ذو اتجاه واحد ويكون الجسر دائما ذا اتجاه واحد. فحينما يسير كبار مسؤولي يوجد مستقبل فيه يُطيعون أنظمة السير إطاعة واضحة. ولا يوجد مثال أفضل من خطبة أداء اليمين المتحدث عنها للدكتورة روت كالدرون التي نالت المدح من كل صوب وذوّبت القلوب وأصبحت قد سجلت 190 ألف مشاهدة في اليو تيوب. انها أنشودة مدح متأثرة بصوت مرتجف للركوع الدائم. فاليكم مرة اخرى العجلة الفارغة مع استخذائها وشعورها بالدونية.
    علَت كالدرون الى المنصة مع كتاب تلمود، وصرفت خطبتها الى درس غامرا. وأنهتها بدعاء. وأعلن يئير لبيد مؤخرا بأنه يحلم بأن يدرس كل ولد في اسرائيل الغامرا مع الرياضيات. بيد ان الاستخذاء والمقاربة يكونان دائما من جهة واحدة ولا يوجد ولن يوجد تناسب. فلن يتلو نفتالي بينيت في دار الكنيست 'لا تُسمني شعبا' لشالوم حانوخ ولا 'ننتظر المسيح المخلص'. ولن تبالغ إييلت شكيد في مدح الكوزموبولاتينية التل ابيبية. ولن يعلو أوري اريئيل الى المنصة مع كتاب مئير شيلو أو ليئا غولدبرغ ولن تقتبس أوريت ستروك في رهبة مقدسة من كلام شولاميت ألوني. لأنه لا يعوزهم شيء. وقد نُقضت عُرى البلماح أصلا، وغرق اليك منذ زمن في البحر الذي وُلد منه، وحل محله حمقى علمانيون فصحاء لا يموتون ولا يُستبدلون أبدا.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    اكـراد أخيار.. اكـراد اشـرار


    بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس

    في سجن إمرالي، جنوب اسطنبول، ينتظر عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردي، سماع ما لدى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان ان يقترحه كي يحل المشكلة الكردية.
    منذ 14 سنة يمكث السجين في السجن الذي اعد خصيصا له وعلى مدى السنوات العشرة الاولى فيه مكث وحده في المنبى، مع السجانين ـ وهو يحاول اقناع السلطات التركية بان لديه ما يعرضه للحل. بديله في الميدان هو الاخر، مورات كريالين الذي يقود حلقاته من مكان مستقره في جبال قنديل شمالي العراق، ينتظر اليوم الذي يتعاطى فيه الحكم التركي معه كزعيم وليس كارهابي.
    والان، يشعران بتغيير طفيف في الاجواء بعد أن بدأت الحكومة التركية في تحريك مفاوضات مع الانعزاليين الاكراد. هذا الاسبوع اذا لم تطرأ انعطافة في اللحظة الاخيرة، فسينعقد لقاء بين زعماء حزب السلام والديمقراطية الكردي وبين اوجلان في زنزانته المحروسة. بعده كفيل بان تنشأ في مدينة اربيل، عاصمة الاقليم الكردي في العراق، عملية طويلة ومضنية اذا ما نجحت فستنهي الصراع القومي الاعنف الذي شهدته تركيا منذ استقلالها.
    هل ثمة على الاطلاق ما يدعو الى التفاؤل؟ في الجانب التركي يقولون انه خلافا لمبادرات سابقة، يوجد هذه المرة احساس بان الطرف التركي جدي وان الدور الشخصي لرئيس المؤسسة التركية للاستخبارات، كان فيدان، يضيف كثيرا من الثقة في العملية. كما ان الملابسات السياسية التي تستدعي من اردوغان ان يعتمد الان على الحزب الكردي كي يمرر في البرلمان وبين الجمهور مبادرته لتغيير الدستور، تساعد المبادرة والضغط الاوروبي الهائل لتحسين وضع حقوق الانسان في تركيا ـ حين يكون المقصود بشكل خاص الموقف من الاقلية الكردية ـ يضيف وزنه.




    'لا توجد مشكلة كردية'

    من الجهة الاخرى لا يمكن الاستخفاف في حجم الالغام التي توجد في طريق المصالحة. فبين الاكراد والحكومة يفصل محيط ايديولوجي وسياسي.'لا توجد مشكلة كردية'، صرح رئيس وزراء تركيا اردوغان الشهر الماضي، 'ولكني اعترف بالمشاكل التي لاخواننا الاكراد'. في الاسبوع الماضي كان اردوغان أكثر تفصيلا حين قال: 'اولئك الذين يدعون بان عنصرهم أعلى من الاخرين يسيرون في طريق الشيطان. نحن امة واحدة تعيش على أرض الجمهورية التركية. امتنا تتشكل من الاتراك، الاكراد، العرب، اللازيين والشركس'. وفي هذه الصيغة يكمن لب المشكلة الكردية التي يحاول اردوغان حلها بعد نحو 30 سنة و40 ألف قتيل.
    ومع أن الاكراد 'أرجأوا' حاليا مطلبهم بدولة مستقلة يكون قسم منها في تركيا والاقسام الاخرى في العراق، سوريا وايران. فحلم 'كردستان الكاملة'، كما يشهد زعماء الاكراد في العراق، لا يمكنه أن يتحقق في المستقبل القريب. بالمقابل، فان اقامة حكم ذاتي كردي في تركيا اصبح تطلعا بديلا. السؤال هو ما هو المعنى العملي لمثل هذا الحكم الذاتي؟ الاكراد ليسوا دقيقين، وعن عمد، في تفسيرهم. 'الحكم الذاتي معناه حكم كردي شبه مستقل في الاقليم الكردي ذي الحكم الذاتي الذي له طريقة حكم خاصة به لا تتعارضة وطريقة حكم الدولة، له جهاز تعليم كردي وثقافته معترف بها'، يقول لـ 'هآرتس' نشيط كردي من ديار بكر. هذا التفسير يهز أنقرة. 'الحكم الذاتي الثقافي سيولد حكما ذاتيا قوميا'، يصرخ رجل وزارة الخارجية التركية، 'هذا لن يحصل ابدا'.
    يكفي سماع خطاب اردوغان لفهم الفجوة. تعبيره 'الجميع أتراك' معناه أنه على الاغلب لن يكون مستعدا لان يمنع الاكراد حقوقا ثقافية قليلة اخرى. فاذا كان بوسع الاكراد الان ان يسمعوا بضعة برامج باللغة الكردية في التلفزيون الرسمي، فلعله سيسمح لهم بان يقيموا محطة خاصة بهم، تحت الرقابة. ووزارة التعليم كفيلة بان توسع الدروس بالكردية التي تعطى في المدارس. واذا ما توصل الطرفان الى اتفاق، فان تركيا كفيلة بان حتى تجري عملية تشاور على تعيين محافظ ديار بكر عاصمة الاقليم الكردي في تركيا الذي تعينه الان أنقرة دون اشراك السكان. وعلى السؤال اذا كانت تركيا ستكون مستعدة لان تسمح للاكراد بان يعيدوا الى البلدات والقرى اسمائها الكردية، يتلوى الناطقون التركيون. 'اسماء القرى باتت معروفة للجميع ولا خلاف عليها. هذا ليس لب المشكلة'، يقول رجل وزارة الخارجية. كي نفهم هذا المطلب يمكن أن نتصور كيف يمكن لحكومة اسرائيل أن ترد لو أن الاحزاب العربية كانت ستطالب باعادة الاسماء الاصلية للبلدات اليهودية التي قامت على اراضيهم. فالاسماء الجديدة هي جزء من القومية الجديدة، في اسرائيل مثلما في تركيا، اسماء الماضي هي تهديد قومي.
    اردوغان، من جهته، يريد شيئا واحدا: أن يضع نشطاء حزب العمال الكردي سلاحهم وان يغادروا تركيا. وهو مستعد في هذه المرحلة لان يدعهم يغادروا الدولة دون أن يمس بهم الجيش. يريد من المنظمة الكردية التي لا يذكر حتى الان اسمها في وسائل الاعلام دون أن يضاف اليه 'منظمة الارهاب' ان تكف عن تنفيذ العمليات في الاراضي التركية، وهو مستعد لان يدفع الثمن. وعمليا بدأ من الان بدفعه.
    اذا كان قبل سنة رئيس المؤسسة التركية للاستخبارات كان فيدان، على شفا ان يقدم الى المحاكمة بتهمة ادارة حوار سري في اوسلو مع ممثلي حزب العمال الكردي، الذي يعرف كمنظمة ارهابية، ففي الاسابيع الاخيرة اصبحت اللقاءات مع قيادة هذه المنظمة سياسة علنية يؤيدها معظم الجمهور. وبقدر كبير يمكن مقارنة رد الفعل على هذه اللقاءات، برد فعل الجمهور الاسرائيلي على الحوار غير المباشر الذي تجريه حكومة اسرائيل مع حماس. ويقول استطلاع نشر الاسبوع الماضي في تركيا ان 'معظم المواطنين الاتراك يريدون منذ الان وضع حد للارهاب ويؤيدون المحادثات مع حزب العمال الكردي'.
    لقد جعل اردوغان الحوار مع حزب العمال الكردي مشروعا. وكتب المحلل فهمي كورو في مجلة 'ستار' يقول ان اردوغان هو فنان في فرض المواضيع، فهو يعرف كيف يخدع ويأسر الاخرين بأجندته. لم نرَ حتى الان رجلا من المعارضة يمكنه أن يفرض على الدولة نقاشا في موضوع آخر مثل اردوغان'.
    الاعتراف والفهم بانه لا يوجد حل عسكري للصراع بين الاقلية الكردية وتركيا لم يبدآ الان. فمنذ العام 2009، اقترح اردوغان مبادرة لحل المشكلة الكردية فشلت، لان الاكراد لم يفكروا بانها تمنحهم ما يكفي من المقابل بوقف النار. ووقف النار الذي ولدته المبادرة في حينه انهار بصخب كبير في غضون وقت قصير.




    تحرير الاف السجناء

    والان يقترح اردوغان ليس فقط الاستعداد للاستماع لمطالب الاكراد، بل وسار ايضا خطوة عملية هامة. تغيير قانون تعريف الارهاب بشكل كفيل بان يؤدي الى تحرير الاف السجناء والمعتقلين السياسيين. وهؤلاء يضمون صحفيين كتبوا عن المشكلة الكردية وطلبوا تطبيق اصلاح في سياسة الحكومة تجاه الاقلية الكردية. وتقضي صيغة القانون المقترحة بان 'اولئك الذين بشكل علني منحوا شرعية لاعمال العنف او تهديد منظمات الارهاب أو اولئك الذين حرضوا علنا على العمل بهذه الوسائل سيعاقبون بالسجن بين سنة وخمس سنوات'. وذلك مقابل الصيغة القائمة التي يمكن أن يعاقب فيها ايضا 'من يؤيد فقط منظمة ارهابية'، الصيغة التي تمس بشكل وحشي بحرية التعبير.
    ومنذ هذا الاسبوع كفيلة الحكومة بان تعرض مشروع القانون على البرلمان لاقراره كجزء من خطوات تلطيف حدة المواقف قبيل الحوار مع قيادة حزب العمال الكردي. وتستهدف هذه الخطوة العيون المفتوحة لزعماء الاتحاد الاوروبي الذين سيتعين عليهم أن يقروا استمرار المداولات لضم تركيا الى الاتحاد. ولدى محكمة حقوق الانسان في الاتحاد الاوروبي توجد الان نحو 16.879 شكوى على خرق حقوق الانسان، تشكل نحو 13 في المائة من عموم الشكاوى التي رفعت الى المحكمة. اما اقرار القانون ومنح الحقوق في اعقابه فكفيل بان يحسن جدا مكانة تركيا في هذه المحكمة وفي الاتحاد بشكل عام. ومن المهم أن يضاف الى ذلك العلاوة السياسية التي ينتظرها اردوغان من المصالحة. وهو يتطلع الى تغيير الدستور بشكل يمنح رئيس الدولة المنصب الذي يعتزم التنافس عليه في 2014 صلاحيات واسعة للغاية. وثمة منذ الان من يسمي هذه الصلاحيات التي تتضمن حل البرلمان واتباع السيطرة على جهاز القضاء للرئيس، بانها صلاحيات سلطانية. وسيحتاج اردوغان الى كل صوت في البرلمان والحزب الكردي حيوي لنجاحه. وتفيد استطلاعات الرأي العام بان أغلبية الجمهور تعارض تغيير صلاحيات الرئيس، ولكن اردوغان علم الجمهور بان ما هو خير له، خير للجمهور ايضا. والان هو متعلق بقدر كبير بالرجل ذي الشارب الذي يمكث في سجن إمرالي. اذا نجح اوجلان في اقناع ثواره بوضع سلاحهم وهو مشكوك جدا فيه بحد ذاته فيمكن لاردوغان أن يسارع بثقة نحو قصر الرئاسة في أنقرة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    ميني انتفاضة منسقة

    بقلم:أمنون لورد،عن معاريف

    منذ بضعة أشهر والمنظمات المسلحة التي تسيطر عليها فتح تجري استعراضات مهددة في ساحات المدن. وهي تنقل رسالة الى الرئيس ابو مازن. والرسالة لا تشجع على التوجه الى المفاوضات. واذا كان لا بد فالعكس هو الصحيح. تهديدات كتائب شهداء الاقصى على ابو مازن وعصبته هي مثابة تحذير لا تتوجه الى المفاوضات مع اسرائيل.
    الان اظهروا لابو مازن النمر ويقومون بجولة على ظهره. كي يشعر ما هو الامر. اما هو من جهته فيحاول الحفاظ على الاستقرار الفلسطيني وينتج حالة من العداء تجاه اسرائيل ويتهمها بالذات باندلاع العنف: 'اسرائيل تريد الفوضى. لن نسمح لها'.
    أعتقد أنه لا حاجة لبذل جهد مضاعف لشرح الفلسطينيين. فهل هم يجرون مقدمة لانتفاضة بهدف خلق ضغط على اسرائيل للسعي الى المفاوضات قبيل زيارة اوباما والمبادرة السياسية التي قد تأتي معه؟ أم ان السبب معاكس بالذات: منع المفاوضات، افشالها؛ فليتحدث أبو مازن كما يريد، نحن 'سنقاتل'.
    في كل الاحوال، تبدو هذه ميني انتفاضة منسقة جدا. 40 متظاهر قرب الخليل وبضعة آخرون في منطقة رام الله وجنازة جماهيرية. بشكل عام، بروح أفلام الدعاية التي تنافست في صنف الفيلم الوثائقي في الاوسكار، يدور الحديث عن انتاج إعلامي. ثمة حاجة الى تيار متواصل من الصور.
    ليس لاسرائيل مفر. عليها أن تتخذ سياسة ثابتة. صد هجمة الاضطرابات في المكان الذي تندلع فيه، في ظل الحفاظ على ضبط النفس. لم يسبق أن ظهرت فرحة كهذه في اوساط المؤسسة الفلسطينية وفي بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية وبعض المنظمات غير الحكومية على وفاة فلسطيني. عرفات جرادات. بالفعل، فرحة مساخر (بوريم).
    اضافة الى صد الهجمة وإن كانت على نحو منضبط، فان على اسرائيل ان تواصل خط الليبرالية القصوى للحياة في السلطة الفلسطينية. طالما لا توجد موجة ارهاب فان محاور السير يجب أن تبقى مفتوحة وعلى اسرائيل أن تفعل كل ما في وسعها لاعادة الازدهار الاقتصادي الى المناطق. صحيح أنه توجد مسيرة سياسية ونخب من الطرفين تدير بينها النزاع في ظل انتاج مسرحيات لاوروبا والولايات المتحدة، ولكن الالية الاساسية بين حكومة اسرائيل والقيادة الفلسطينية هي آلية صراع على حياة الفلسطينيين في المناطق. وبقدر ما يبدو هذا غريبا لبعض الاسرائيليين، فان التخوف الكبير لمنظمات الارهاب والقيادة الفلسطينية هو أن يفضل المواطنون الفلسطينيون التعايش الاقتصادي مع المجتمع الاسرائيلي، مضافا اليه حكم ذاتي سياسي. وعليه فانهم ملزمون بخلق اشتعالات وانتفاضات وميني انتفاضات كي لا يفر المواطنون لهم من بين الايادي. من اجل اجبارهم على أن يتذكروا بانه توجد قيادة وطنية فلسطينية، وليس لهم مفر غير اطاعتها.
    إذا ما اندلعت بالفعل انتفاضة ثالثة، فسيدخل الى الصورة عنصر جديد ومتفجر لم يكن قائما بقوى كبيرة في الماضي: الحضور المتعاظم لجانب مدني يهودي في الميدان. المطلب من المستوطنين واضح: اسمحوا للابسي البزات بمعالجة الاضطرابات، فهم سيفعلون ذلك بتصميم وحساسية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 267
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-17, 02:05 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 258
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:11 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 244
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:41 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 243
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:40 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 242
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:38 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •