النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 338

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء محلي 338

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]

    • [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملــــــــــــــــــــــــــ ـــف:
    • صفقة "كيري": الملف الإيراني مقابل الملف الاستيطاني!!
    • بقلم: هاني حبيب عن جريدة الأيام
    • الحكومة الإسرائيلية الجديدة: استقبال أوباما
    • بقلم: أشرف العجرمي عن جريدة الأيام
    • الانتفاضة بين التأجيل الزمني والسياسي
    • بقلم: علي جرادات عن جريدة الأيام
    • دبلوماسية أفضل أم منحى جديد؟
    • بقلم: عدلي صادق عن الحياة الجديدة
    • العنصرية الاسرائيلية تتعمق
    • بقلم: عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة
    • مصــــــــافحة ....
    • بقلم: حسن عودة ابو ظاهر عن الحياة الجديدة
    • فلسطينيو سوريا في ( بحر ) حماس
    • بقلم: احمد دغلس عن جريدة الصباح
    • فنزويلا هي فلسطين .. وفلسطين هي فنزويلا
    • بقلم: سري القدوة عن وكالة معا
    • ليلة اغتيال القمر الفلسطيني..!
    • بقلم: محمد السودي عن وكالة PNN
    • الإخوان» و«الخليج الفارسي»
    • بقلم: محمد خلفان الصوافي عن وكالة سما






    صفقة "كيري": الملف الإيراني مقابل الملف الاستيطاني!!
    بقلم: هاني حبيب عن جريدة الأيام
    ما زال رئيس الحكومة الإسرائيلية يحاول التغلب على مأزق تشكيل حكومته، وهو في وضع صعب لأن اختياراته محكومة بجملة من التعارضات والتناقضات، فهو يأمل بالتوصل إلى تشكيل حكومي يضم إليه قوى اليمين الديني، لكنه قد يكون مضطراً إلى صرف النظر عن ذلك ويتوجه مضطراً إلى قوى الوسط، وفي كلتا الحالتين، فإن حكومته ستظل عرضة للسقوط.. لكن رغم هذا المأزق إلاّ أن نتنياهو يظل عنوان الاهتمام الداخلي الإسرائيلي كما الخارج الفلسطيني والإقليمي والدولي، وبات الجميع في انتظار خطوته القادمة، وعلى هذه الخطوة سيتم رسم السياسات والمواقف، وزير الخارجية الأميركي كيري، ألغى زيارته إلى إسرائيل وفلسطين بعدما تبين له أن نتنياهو ما زال عاجزاً عن تشكيل حكومته، وفضل لقاء الرئيس أبو مازن في الرياض، بينما أعلنت أوساط في البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي قد يلغي زيارته إلى إسرائيل أو يؤجلها، إلى ما بعد تشكيل حكومة نتنياهو، غير أن البيت الأبيض عاد من جديد ليؤكد أن الزيارة ستتم في موعدها، بعدما تبين أن نتنياهو قد عزم على الخروج من مأزق التشكيل الحكومي بالتوجه إلى أحزاب الوسط، ما يعني نجاحه في تشكيل حكومته الجديدة، الأمر الذي يوفر سبباً وجيهاً لدى إدارة أوباما، لإتمام الزيارة الرئاسية الأولى إلى إسرائيل.
    وبينما أشارت مصادر البيت الأبيض والناطقين باسمه، منذ عدة أيام، على أن زيارة كل من وزير الخارجية والرئيس أوباما إلى المنطقة وإسرائيل ومناطق الدولة الفلسطينية، هي زيارة استشرافية وبحيث لا يحمل أي منهما حلولاً أو خططاً، عادت هذه المصادر ذاتها، وأثناء لقاء أبو مازن مع كيري في العاصمة السعودية الرياض، لتشير إلى أن الرئيس أوباما يحمل خطة سياسية تهدف إلى استئناف العملية التفاوضية على الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، غير أن هذه الخطة التي تتمحور حول تجميد الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، تفترض إقناع نتنياهو بها، الأمر الذي قيل إن كيري، سيحاول حلها بعد عودته إلى واشنطن، عندما سيلتقي مع أعضاء لجنة الخارجية في الكونغرس، ومعظم أعضائها من أنصار إسرائيل، ذلك أن كيري كان رئيساً لهذه اللجنة ومعظم أعضائها من أصدقائه، وأنه سيطرح صفقة بمقتضاها، سيتم الإعلان عن خطوات متشددة حول الملف الإيراني، مقابل التزام إسرائيلي بتجميد الاستيطان، غير أن مدى نجاح كيري في إتمام مثل هذه الصفقة سيظل موضع شك إلى حين تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، و الرهان في هذا السياق ان قوى الوسط في إسرائيل قد تقبل بهذه المعادلة كونها تنسجم نسبيا مع برامجها الانتخابية.
    إلاّ أن هذه التطورات ترتبط أشد الارتباط بملاحظتين هامتين، الأولى تتعلق بتصريحات وزير الجيش الإسرائيلي باراك الذي يزور واشنطن هذه الأيام، إذ إنه صرح بأن عدم التوصل إلى حل نهائي يقضي بحل الدولتين، وهو ما يأمله ويسعى إليه، فإن حلاً جزئياً قد يكون ممكناً، وإذا كان ذلك صعباً، فعلى إسرائيل اتخاذ خطوات أحادية الجانب، بحيث يتم وضع حدود لضم الكتل الاستيطانية الكبرى وترتيبات أمنية ووجود بعيد المدى على طول نهر الأردن. مقترحات باراك هذه ليست جديدة غير أن تكرار الحديث عنها في واشنطن، يعني أنه لم يلمس تقدماً ممكناً في إطار إعادة العملية السياسية إلى سياقها.
    أما الملاحظة الثانية في هذا الإطار، فتتعلق بانطباعات وسائل الإعلام الإسرائيلية والأميركية حول مؤتمر إيباك في واشنطن مؤخراً، فقد قيل إن هذا المؤتمر أشار إلى تراجع الإيباك بشكل ملحوظ في مدى سطوتها وقدراتها في تبرير السياسة الإسرائيلية، ومدى التأييد الذي يحظى به من قبل المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة، ما يجعلها أقل تأثيراً على الكونغرس ما قد يدفع بالرئيس أوباما كي يتخذ قرارات أكثر جرأة في الضغط على إسرائيل بهدف التوصل إلى استئناف العملية التفاوضية ووضع خطته موضع التنفيذ.
    إلاّ أن نتنياهو الذي يدرك أن موجة من الضغوط قد يواجهها مباشرة بعد تشكيل حكومته، يتخذ من الدرس الأول في التفاوض وفنونه، مجالاً لتصريحاته ومواقفه، من خلال الظهور بموقف المتمسك بسياساته، وبحيث يبدو أكثر قوة في مواجهة الخصوم، ولهذا سارع ديوانه إلى نفي ما نشرته صحيفة "معاريف"، أمس، من أن رئيس الحكومة، قد يعلن خلال زيارة الرئيس الأميركي أوباما إلى إسرائيل، عن عدة تسهيلات وبوادر حسن نية تجاه السلطة الفلسطينية، كتمويل كميات من الذخائر والأسلحة إلى السلطة، والإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين القدامى، والذين كان ينبغي الإفراج عنهم وفقاً لاتفاقات أوسلو، ويبلغ عددهم ما يقارب 150 أسيراً معظمهم من حركة فتح.
    هذا النفي السريع لما تناقلته صحيفة "معاريف"، يشير إلى أن نتنياهو، رغم كل شيء، ما زال عند مواقفه المتعنتة حول استئناف العملية التفاوضية، إلاّ أن هذا التشدد، هو شكل من أشكال فن التفاوض، ولهدف التوصل إلى صفقة مرضية لحكومة نتنياهو بالارتباط مع الملفات الأخرى، كالملف الإيراني، وملف المساعدات المالية والتسليحية من قبل الولايات المتحدة، خاصة بعد تعديل الميزانية الأميركية بما فيها ميزانية الدفاع والمساعدات الخارجية والتي ستؤثر حتماً على ما تنتظره إسرائيل من عون ومساعدة مالية وعسكرية.
    وبانتظار وصول أوباما، ستظل الوجهة للجميع نتنياهو وحكومته الجديدة، ذلك أن إسرائيل لا تزال اللاعب الأساسي في ميدان المنطقة العربية على اتساعها وتعددها!!

    الحكومة الإسرائيلية الجديدة: استقبال أوباما
    بقلم: أشرف العجرمي عن جريدة الأيام
    من الواضح أن رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو يجد صعوبة شديدة في تشكيل حكومته القادمة لأسباب عديدة أهمها أنه لا يملك أغلبية برلمانية مريحة لحزبه المؤتلف مع حزب "يسرائيل بيتينو" والذي لم يحصل سوى على 31 مقعداً، وبالتالي ليس هو المقرر في تشكيل الائتلاف، والسبب الآخر المهم هو الخلاف الجوهري بين الأحزاب والحركات التي يمكن أن تشكل الحكومة سواء من الناحية السياسية أو من الناحية الاقتصادية – الاجتماعية أو حتى في القضايا التفصيلية الداخلية.ولكن مع ذلك هو مصمم على انجاز الحكومة التي تعتبر مصيرية بالنسبة له وبأي ثمن.
    الأخبار الأولية القادمة من إسرائيل حتى لحظة كتابة هذا المقال تشير إلى تقدم في المفاوضات الخاصة بالحكومة خاصة مع الحزبين الرئيسين (يوجد مستقبل) برئاسة يائير لابيد و(البيت اليهودي) برئاسة نفتالي بينيت. بل إن بعض التسريبات الصحافية تشير إلى اتفاق على توزيع المناصب على سبيل المثال يقولون أن يائير لبيد سيتولى الخارجية وبينيت المالية وأفيغدور ليبرمان بعد انتهاء التحقيقات ضده وتبرئته سيتولى الدفاع ولكن تبقى هذه التسريبات غير مؤكدة، وأغلب الظن أن الإئتلاف الحكومي سيتشكل من (الليكود- إسرائيل بيتنا) و(يوجد مستقل) و(البيت اليهودي) و( الحركة) برئاسة تسيبي ليفني و" كاديما" برئاسة موفاز وهذا الإئتلاف سيضم 70 عضو كنيست ويكون مريحاً لنتنياهو خاصة على المستوى الخارجي. والجديد بالنسبة له هو خروج المتدينين من الحكومة. وهذا حسب التوقعات المرجحة مع أن كل شيء ممكن في السياسة الإسرائيلية.
    ولكن ما يشجع على الاعتقاد أن الحكومة سترى النور قبل انقضاء فترة الاسبوعين الإضافيين اللذين حصل عليهما من الرئيس شمعون بيريس حسب القانون، هو الموقف الأميركي الجديد الذي يقول أن الرئيس باراك أوباما سيمضي في زيارته للمنطقة ولن يؤجلها أو يلغيها حسبما أعلن سابقاً على لسان مصادر في الخارجية الأميركية.و يبدو أيضاً أن الأخبار التي اشيعت ايضاً حول الطلب الأميركي بضرورة قيام إسرائيل بتحديد جدول زمني للانسحاب من المناطق المحتلة قبل وصول أوباما غير دقيقة . ولا يعقل أن تطلب الإدارة الأميركية مثل هذا الطلب قبل تشكيل حكومة وقبل التحاور معها حول الافكار المستقبلية التي يمكن أن تحرك العملية السياسية.
    ربما تكون الانباء حول اعتزام نتنياهو القيام ببعض خطوات"حسن النية" تجاه الفلسطينيين قبل أو بالتزامن مع قدوم أوباما صحيحة ، لأن بعض الجهات الأمنية و السياسية الإسرائيلية نصحت نتنياهو بالقيام بمثل هذه الخطوات لتلطيف الأجواء مع أوباما ولتحسين صورة إسرائيل على المستوى الدولي بعد ما تضررت كثيراً بسبب البناء في المستوطنات وقضية الأسرى المتفجرة. و من هذه الخطوات المقترحة الأفراج عن اسرى قدامى وبعض الحالات الخاصة ، والسماح بتزود السلطة بأسلحة وذخائر كانت قد حصلت عليها السلطة الوطنية كتبرعات من بعض الدول، ومنح السلطة كذلك سيطرة على بعض مناطق "ج" وهي مناطق محدودة جداً ، إذ يدور الحديت عن الطريق المؤدي إلى مدينة روابي والمنطقة الصناعية في طولكرم، وأشياء من هذا القبيل، وقد تقدم الحكومة لاحقاً على تجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة.
    ولكن كل هذه اشياء تجميلية إذا حصلت أصلاً سيكون هدفها تقديم نتنياهو وحكومته الجديدة بصورة أكثر إيجابية ليس إلا ، وهناك قناعة كبيرة بأن نتنياهو لن يتغير ولن تتقدم عملية السلام في عهده بغض النتظر عن شركائه في الحكومة. وأكثر ما يثير الإستغراب هو ما صدر على لسان وزير حربه إيهود باراك في تصريحاته أمام مؤتمر "ايباك" اليهودي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، والتي قال فيها: إنه من شبه المستحيل التوصل إلى اتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين، وهي على ما يبدو محاولة أخيرة منه للمساهمة في بث أجواء تخريبية، علماً بأن باراك هو الذي خرب العملية السياسية وأفشلها في قمة "كامب ديفيد" في عام 2000 والتي انفجرت الانتفاضة الثانية كنتيجة لفشلها بعد زيارة شارون للمسجد الأقصى. ويبدو أنه لم يستسغ أنه أصبح غير ذي صلة وأن كلامه لم يعد مسموعاً لا في إسرائيل ولا في أي مكان في العالم.
    والسؤال الجوهري ماذا سيكون موقف باراك أوباما خلال زيارته للمنطقة وكيف سيتعامل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نتنياهو ، وهل ستكون هناك سياسة أميركية جديدة أم سيعود إلىنفس الساسة السابقة؟ لا أحد يمكنه التكهن بحصول تغيير جوهري في السياسة الأميركية على الرغم من أن أوباما اليوم أقوى من ولايته السابقة ، ويستطيع فعل الكثير لو أراد.
    الطرف الذي يبدو أنه لم يعد يطيق الصبر كثيراً على ما يجري في المنطقة هو الإتحاد الاوروبي الذي يظهر بأنه سيكون لاعباً أساسياً في العملية السياسية المستقبلية، وكان من المفروض أن يتقدم الأوروبيون بخطة سياسية صاغتها كل من فرنسا و إنجلترا بدعم من ألمانيا ورئاسة الإتحاد تتحدث عن إقامة دولة فلسطينية خلال العام 2013. ولكن أوروبا بسبب خلافات داخلية على الأرجح آثرت أن تمنح الولايات المتحدة فرصة أخيرة لإحداث إختراق في العملية السياسية قبل أن يتدخل بشكل قوي وفعال.
    نحن إذاً بانتظار أوباما الذي ستستقبله المنطقة في ظل أجواء متوترة للغاية ، وتهديدات حقيقة بانفجار وشيك إذا ما يحدث ما ينقذ ما تبقى من هدوء واستقرار نسبي. فالوضع على الساحة الفلسطينية قاب قوسين أو أدنى من الثورة التي قد تتبدى في انتفاضة ثالثة أو شكل آخر من أشكال مقاومة الاحتلال والاستيطان والدفاع عن الأسرى المعرضة حياتهم للخطر الحقيقي. والأوضاع في كل البلدان العربية التي مرت وتمر بحراك شعبي واسع متدهورة ولا تبشر باستقرار قريب. ولم يبق للولايات المتحدة سوى البحث عن فعل شيء يقلب وجه المنطقة وليس أفضل من دفع قضية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإحداث مثل هذا التحول الذي يعطي المنطقة أملاً بالأمن والإستقرار.

    الانتفاضة بين التأجيل الزمني والسياسي
    بقلم: علي جرادات عن جريدة الأيام
    كأيّة انتفاضات، لم تنطلق أي من الانتفاضات الفلسطينية، (كفعل ميداني)، بقرار، إنما بحدث، بل، وكان يمكن لحدث آخر، (سابق أو لاحق)، أن يطلقها. وكذا، فإن أيّا من الانتفاضات الفلسطينية لم تكن بلا مقدمات أو بروفات تؤسس لها، وتراكم باتجاهها، وتنذر باندلاعها، كمحطة نوعية يكون ما بعدها غير ما قبلها.
    فالانتفاضة الشعبية الكبرى، (كانون أول 1987)، وانتفاضة الأقصى المسلحة، (أيلول 2000)، (مثلاً)، لم تبدآ بقرار، بل، بدأتا، على التوالي، بحدث دهْس حافلة إسرائيلية لعمال فلسطينيين وحدث زيارة شارون الاستفزازية للمسجد الأقصى، وكان مهّد لاندلاعهما هبات عديدة، وبالذت الهبتان الجماهيريتان اللتان أطلقهما إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام في نيسان 1987 وأيار 2000. بالمقابل فإن توافر قيادة سياسية وطنية موحدة مقتنعة ومستعدة أو جاهزة هو ما أفضى إلى تطوُّر لهيب هبة جماهيرية فلسطينية بعينها إلى حريق واسع وممتد عمّ سهل الشعب كله. يحيل ما سبق إلى الفرق بين الانتفاضة الشعبية بوصفها فعلاً ميدانياً، وبين حسبانها خياراً سياسياً، وبالتالي، إلى الفرق بين التوقيت الزمني الصدفي والسياسي الضروري لاندلاع الانتفاضات الشعبية الفلسطينية. فلئن كان بوسع الأول أن يشعل هبات جماهيرية تغذيها ممارسات الاحتلال الدائمة، فإن توافر قيادة سياسية وطنية موحدة مقتنعة ومستعدة هو شرط لازم لتحوِّل هذه الهبة الشعبية أو تلك إلى انتفاضة شعبية شاملة وممتدة نقلت الحركة الوطنية الفلسطينية من حال إلى حال مختلفة نوعياً، سواء لناحية علاقة أطراف هذه الحركة بعضها ببعض، أو لناحية علاقتها بشعبها، أو لناحية، (وهذا هو الأهم)، كيفية إدارتها للصراع مع الاحتلال.
    ومنذ سنوات لم يعد خافياً على أحد أن الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات يعيش مأزقاً سياسياً متعدد الأشكال والأوجه. مأزق يدفع "بالقوة" نحو اندلاع انتفاضة شعبية ثالثة ينذر بشبوب حريقها وقوع أكثر من هبة جماهيرية كان أبرزها هبة ذكرى "النكبة" في 15 أيار 2011 وهبة ذكرى "الهزيمة" في 5 حزيران من العام ذاته. كيف لا؟ وهو الشعب المثقل بانسداد أفق الرهان على خيار مفاوضات عقيمة طالت، وأخذت حظها من التجريب، أكثر من اللازم، وبما يعانيه، عموماً، وطبقاته الشعبية، تحديداً، من معضلات الفقر والبطالة وفقدان الأمن المعيشي، وبما تقوم به إسرائيل، النظام قبل الحكومات من تسريع غير مسبوق لإجراءات استكمال مخططات التهويد والاستيطان وتقطيع الأوصال وسن القوانين العنصرية، ومن حاد تصعيد لممارسات سياسة الحصار والتجويع والقتل والجرح والاعتقال والهدم وإطلاق يد قطعان المستوطنين في الاعتداء على المقدسات وحرق الحقول والمزروعات...الخ
    هنا ثمة مفارقة تحتاج إلى تفسير سياسي وطني موضوعي. إنها مفارقة عدم تطوُّر أي من هذه الهبات الجماهيرية إلى انتفاضة شعبية "بالفعل"، رغم قابليتها جميعاً لذلك، بما فيها الهبة الأخيرة التي اشعل لهيبها ما يخوضه الأسرى سامر العيساوي وأيمن الشراونة وطارق قعدان وجعفر عز الدين من إضراب مفتوح أسطوري عن الطعام، وجاء استشهاد الأسير عرفات جرادات غيلة في أقبية التحقيق ليزيد نارها تأججاً. يكشف عدم انتقال أي من هذه الهبات المتلاحقة إلى انتفاضة شعبية عارمة عن مأزق سياسي يعصف بالتنظيم السياسي الفلسطيني، سواء لناحية ما تعيشه فصائل وأحزاب الحركة الوطنية، منذ سنوات، من مظاهر التفكك والتشرذم والترهل، أو لناحية ما يعصف بالمؤسسة الوطنية التمثيلية الجامعة من انقسام عمودي أنتجه غياب وحدة الرؤية والبرنامج والقيادة واستشراء ممارسة سياسة ترجيح الفئوي الخاص، بل والشخصي أحياناً، على حساب الوطني العام، ناهيك عن تباين الأجندات، وعن عدم التورع عن حسم الخلاف السياسي بوسائل عسكرية، وعن تحويله إلى صراع على التمثيل. ما يعني أن المسؤولية السياسية عن عدم تطور الهبات الجماهيرية الفلسطينية، بما فيها الأخيرة، إلى انتفاضة شعبية شاملة وممتدة،لا تقع فقط على عاتق مَن هو غير مقتنع بالانتفاضة كخيار سياسي، ولا تقع فقط على عاتق مَن هو غير مستعد لتحمل تبعاتها كفعل ميداني، بل، تقع، أيضاً، وبالقدر ذاته، على عاتق ذاك الذي ما انفك "يخطب" في الناس ليل نهار، وعلى مدار الساعة، عن الانتفاضة، لكنه يريدها خارج نطاق ما استحوذ عليه، بقوة السلاح، من "سلطة انتقالية" اسمية، وبما لا يهدد استمرار هذه السلطة أو المساس بـ"التهدئة" التي أبرمها، ويجددها، كخيار سياسي، (عبر طرف ثالث)، مع الاحتلال.
    على أية حال، صار واضحاً أن لهيب الهبة الجماهيرية الأخيرة، (كلهيب سابقاتها)، في طريقه إلى الخفوت، بسبب عدم توافر قيادة سياسية وطنية موحدة مقتنعة ومستعدة لتطويرها إلى انتفاضة شعبية. وصار واضحاً أكثر أن حكومة نتنياهو، بناء على نصائح قادة الجيش والأمن، قد اختارت سبيل احتواء هذه الهبة، سواء عبر الإفراج عن المستحقات المالية الفلسطينية لشهر كانون ثان الماضي، أو عبر عدم الإيغال في إدماء التظاهرات الذي كان من شأنه أن يصب الزيت على النار، أو عبر بدء الحديث عن نية الحكومة الإسرائيلية قيد التشكيل الإقدام على إجراء تجميد مؤقت ومحدود لعمليات الاستيطان، أي بما لا يشمل القدس والكتل الاستيطانية الثلاث الكبرى في شمال ووسط وجنوب الضفة. لكن كل هذا، علاوة على ما تحمله زيارة الرئيس الأمريكي، أوباما، من وعود، لن يكون قادراً إلا على التأجيل الزمني لاندلاع الانتفاضة الشعبية، بعد أن صارت خياراً سياسياً مفروضاً، ما دامت سياسة إسرائيل النظام قبل الحكومات لا ترى في الفلسطينيين شعباً له قضية وأرض وحقوق وطنية وتاريخية مغتصبة، بل، مجرد "مجموعات سكانية غير يهودية"، تعيش على أرض دولة إسرائيل، وتحت سيادتها، لها احتياجات حياتية يلبيها قيام "إدارة ذاتية"، مطلوب منها عدم ممارسة "الإرهاب"، بل، ومحاربة من يقوم به، أيضاً، ما يعني أن هنالك في جوف هذه السياسة الإسرائيلية المدعومة، بل المرعية، من الولايات المتحدة، ما يجعل المسافة بين هبة جماهيرية فلسطينية تخفت وأخرى تشتعل، مسافة سياسية بامتياز، بمعزل عن السبب المباشر الذي أشعل هذه الهبة أو تلك. بل، إن هنالك في جوف هذه السياسة، فضلاً عن التمادي في ممارساتها، ما يجعل اشتعال سهل الشعب الفلسطيني كله، أي تطور هباته الجماهيرية المتلاحقة إلى انتفاضة شعبية عارمة وممتدة، خياراً سياسياً محتوماً، لا مناص، ولا مفر، منه، تقدم الأمر أم تأخر. وهذا ما باتت تحذر منه القيادات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، التي تنصح بتقديم الرشاوى، وعدم الاكتفاء بالمعالجة الأمنية، لأنها تعي قبل وأكثر من غيرها، حقيقة أن إدماء الهبات الشعبية الفلسطينية المتوالية لن يفضي إلا إلى تكرار ما حصل في العام 1987، (الانتفاضة الأولى)، وفي العام 2000، (الانتفاضة الثانية).
    دبلوماسية أفضل أم منحى جديد؟
    بقلم: عدلي صادق عن الحياة الجديدة
    بعض الإشارات والتطورات في الولايات المتحدة، يمكن تفسيرها ـ دون الإفراط في التفاؤل ـ بما يفيد أن موقف الأوساط الحاكمة في تل أبيب، ليس في أحسن حالاته على صعيد العلاقة مع واشنطن. وهناك متفائلون يقولون إن الأمر أعقد من ذلك. لكن الافتراض الأول، ربما يكون التقويم الأرجح، لأن الإدارة الأميركية لا ولن تذهب بعيداً في جفاء تل أبيب مهما فعل الحاكمون فيها.
    هناك معادل موضوعي للقول، إن موقف حكومة نتنياهو في واشنطن، ليس في أحسن حالاته، هو أن المؤسسة المسماة «لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية» (الآيباك AIPAC) لم تستطع تمرير ما تريد من تشريعات أو إحباط ما تريد إحباطه من قرارات. فقد مُنيت بالفشل، في استصدار تشريع يتيح لإسرائيل توجيه ضربة لإيران، سواء كانت بقدرات إسرائيل وحدها، أو بالتعاون مع الأميركيين. فقد اعتمدت إدارة أوباما العكس تماماً، وهو الاستمرار في محاولاتها حل ما تعتبره إشكالية الملف النووي الإيراني، بالطرق الدبلوماسية. وفي هذه النقطة، اصطدمت مصلحة إسرائيل في الهجوم على إيران، بمصلحة الولايات المتحدة في الخليج الذي سيتعرض للتهديد، هو والممر البحري للصادرات البترولية، في حال وقوع هكذا هجوم على إيران.
    ولم يتوقف الأمر على ذلك الفشل. فقد تلاه فشل آخر مهم، وهو محاولات إحباط اعتماد الكونغرس لترشيح تشاك هاغل كوزير للدفاع. وبخلاف ذلك كانت التعيينات في البيت الأبيض، تنم عن شيء من التغاضي عن الرغبات والخيارات الصهيونية. وبسبب ذلك، انتظر المراقبون مناسبة المؤتمر السنوي لـ «آيباك» لكي يروا كيف سيتعاطى الرئيس أوباما مع المناسبة في مستهل ولايته الثانية. وعندما حلّ موعد المناسبة، اتضح أكثر فأكثر، أن موقف نتنياهو في الولايات المتحدة، ليس في أحسن حالاته. فقد تخلف الرئيس عن الحضور، في سابقة لم تحدث خلال السنوات السبع الماضية.
    وفي تفسير ذلك، تخطت الأمور كون نتنياهو ما زال متعثراً في تشكيل حكومته بعد الانتخابات الأخيرة، وكون الأميركيين منشغلين في جدال الموازنة، وبالتطور المهم والمقلق لإسرائيل، وهو المتعلق بتقليص كبير في موازنة الدفاع. فلم يظهر مسؤولون كبار، أمام مندوبي المنظمة الصهيونية الإثني عشر ألفاً؛ إلا من خلال تقنية «فيديو كونفرنس» وحضر نائب الرئيس وأعضاء كونغرس شخصياً، وأطل ـ عبر التقنية ـ إيهود باراك ونتنياهو.
    وكان طبيعياً، أن يؤكد بايدن في خطابه، على ما سمّاه «الحتمية الاستراتيجية الأميركية التي لا خلاف عليها» وهي العمل على أن تكون إسرائيل «قادرة على حماية نفسها». ومع تأكيده ذاك، ألمح بادين الى اختلافات بين واشنطن وتل أبيب، تتعلق بـ «التكتيكات» وفي ذلك اختصار اقتضته المناسبة، في وصف الهوّة الناشئة بين الرئيس الأميركي في ولايته الثانية، ورئيس حكومة إسرائيل الذي يسد في وجهه كل الآفاق لتوفير الحد الأدنى من العوامل المساعدة على استئناف مفاوضات التسوية، وعمل كل ما من شأنه تصعيد التوتر، والاستهتار بالموقف الرسمي الأميركي في كل شأن، بل وتعمد التقصد الشخصي للرئيس الأميركي نفسه!
    كان جو بايدن، في مؤتمر «آيباك» واضحاً في تقديم ملخص مقتضب لمنهج التعاطي مع الملف الإيراني: إن أميركا لا تسعى الى حرب. وهي مستعدة للتفاوض، والرئيس أوباما «لا يخادع إسرائيل وأصدقاءها، حين يقول إنه مصمم على منع إيران من الحصول على سلاح نووي» ويردف قائلاً في رسالة لإيران: « ثم إن جميع الخيارات ستظل مطروحة، بما فيها الخيار العسكري».
    وفي الحقيقة، لن يخطئ المحلل السياسي في التقاط عناصر محددة في لغة الإدارة الأميركية في هذه الأثناء. فنائب الرئيس يقدم للمنظمة الصهيونية ما يمكن تسميته التطمينات الأساسية: إن «حزب الله» منظمة «إرهابية، سنواجهها أينما زرعت بذور الشر والكراهية وعلى أوروبا والعالم أن يكونوا معنا». وإيران «لن يُسمح لها بامتلاك سلاح نووي» وفي سوريا «لن نقبل استبدال عصابة حاكمة، بأخرى «إرهابية». سندعم المعارضة في حال التأكد من أنها تريد الأمرين معا: «السلام في سوريا والسلام في المنطقة»!
    بخصوص مصر، كان العامل الحاسم في التعاطي مع الملف المصري، هو التزام المصريين بـ «الاتفاقات الدولية» و»تكريس الاستقرار في سيناء» والقيام بإصلاحات.
    نتنياهو ألقى كلمته بعد بايدن، فلمّح الى رفض المنطق الأميركي بخصوص إيران، وقال إن الكلام وحده، وحتى العقوبات وحدها، لن تكبح جماح الإيرانيين، وأظهر قلقاً واضحاً مما سماه انتقال السلاح الكيماوي الى «الأيدي الخطأ»!
    إن ما سُمع في مؤتمر «آيباك» زاد من توقعات مجموعات الضغط الصهيونية أن يؤثر تقليص ميزانية الدفاع الأميركية (بـ 85 مليار دولار) على حجم المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل. أما الذي لفت اليه الأنظار جينيفر روبين في صحيفة «واشنطن بوست» بعد الذي سُمع في المؤتمر، فهو أن اليهود الصهيونيين يرون تراجعاً في مواقف الحزب الديمقراطي حيال إسرائيل، وبالتالي سارعوا الى وضع مقاربات لصنع قادة المستقبل والبحث عن شخصيات أخرى من الحزب الديمقراطي نفسه، وإن كان ذلك سوف يستغرق وقتاً طويلاً. وأدلى إيهود باراك بدلوه، في هذا الاتجاه، إذ خاطب مجموعة من 240 من شُبان «الجيل الجديد» من «آيباك» ودعا الى «صقلهم» لكي يصبحوا مؤثرين وفاعلين في مجموعات الضغط لصالح إسرائيل!
    في تلك الأثناء، جرت مكالمة هاتفية بين الرئيس محمود عباس ووزير الخارجية كيري، كان الأخير فيها ودوداً يعد بعزم على المضي في جهود العملية السلمية وتوفير مناخاتها. كان ذلك قبل اللقاء الأخير في الرياض. لكن الأسابيع المقبلة هي التي ستحكم على السياسة الأميركية، إن كانت تعتمد منحى جديداً، أم إنها مجرد كلام افتتاحي جديد. والمنحى الجديد، للسياسة الأميركية، لن يغير افتقارها للعدالة، وإنما سيوفر في حال ظهوره، امكانية الأخذ بشيء من المنطق والتوازن. أما عدالة السياسة الاميركية، فهي ـ بالطبع ـ أمر ميئوس منه الى يوم القيامة!

    العنصرية الاسرائيلية تتعمق
    بقلم: عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة
    شهدت الآونة الاخيرة سلسلة من الانتهاكات والاجراءات الاسرائيلية، التي تعكس تغول الممارسات العنصرية داخل المؤسسة الرسمية والمجتمع الاسرائيلي، وتفضح خطورة المآل الذي تتجه اليه دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، والاخطار الحقيقية، التي نجمت، وستنجم عن ازدياد وتوسع وتفشي هذه الظاهرة في إسرائيل.
    من ابرز مظاهر العنصرية، التي رصدتها وسائل الاعلام في الاسبوعين الماضيين: منع العمال الفلسطينيين من ركوب الحافلات، التي يركبها قطعان المستوطنين واليهود عموما، وتخصيص حافلات خاصة بهم؛ وكذلك ضرب المواطنة الفلسطينية هناء مطير في محطة القطار بالقدس من قبل ثلاث نساء يهوديات، وخلع الحجاب عن رأسها، وضرب شاب فلسطيني يافاوي من عائلة أصرف فجر عيد المساخرمن قبل مجموعة من الشباب البالغين والمراهقين في تل أبيب؛ وتدنيس القرآن الكريم، وركله بقدم احد الضباط الاسرائيليين داخل المسجد الاقصى؛ فضلا عن (65) عدوانا خلال العام الماضي 2012 تحت عنوان «تدفيع الثمن». وعلى الصعيد اليهودي الداخلي لوحظ في الآونة الاخيرة الاعلان عن تلقيح النساء اليهوديات من الاثيوبيات (الفلاشا) ضد الحمل، وتعمق الانقسام بين الحريديم (المتدينين) والعلمانيين، واضطهاد المرأة اليهودية، والعمل على فصل النساء عن الرجال، او ما يسمى عدم الاختلاط، والتناقض بين اليهود الغربيين (الاشكناز) واليهود الشرقيين (السفارديم )..... إلخ
    وإذا ما حصر المرء النقاش في السياسات العنصرية ضد الفلسطينيين، يلحظ أن هناك الكثير من الانتهاكات والممارسات، التي لم ترصدها وسائل الاعلام ومنظمات حقوق الانسان داخل السجون وفي داخل الداخل وفي الاراضي المحتلة عام 1967 وخاصة في القدس الشرقية والاغوار، الامر الذي يشير الى ان الخط البياني للانتهاكات والممارسات والاجراءات العنصرية، يسير في اتجاه صاعد وبسرعة. وهو ما يعني، ان المؤسسة الرسمية الاسرائيلية (السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية) تلعب دورا اساسيا في تعميق السياسات والممارسات العنصرية، وتؤصل لها، وتدعمها، وتتواطأ مع من يرتكبها، وتحمي منفذيها تحت عناوين وذرائع واهية.
    إن قرار تخصيص حافلات خاصة للعمال الفلسطينيين، وقف وراءه وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، اي السلطة التنفيذية. والذي شرع الفصل بين المواطنين الفلسطينيين العرب وقطعان المستوطنين اليهود، هو القضاء الاسرائيلي، والسلطتان التنفيذية والقضائية تسلحتا بالقوانين العنصرية، التي سنها الكنيست الثامن عشر الماضية، فضلا عن الطبيعة العنصرية المتأصلة في الفكر والسلوك الصهيوني تاريخيا، والتي تتعمق نتاج المنهاج التربوي المستند الى تعاليم التوراة، التي تدعو لقتل الـ «غوييم» الفلسطينيين العرب.
    دون الدخول في الكثير من التفاصيل المرتبطة بالاحداث المذكورة اعلاه وغيرها (على اهمية ذلك في الدراسات والابحاث الموسعة) فإن المؤشرات تؤكد كلها، ان دولة إسرائيل، دولة أبرتهايد بكل معاني ودلالات الكلمة. وهي تتجه بسرعة نحو الفاشية القاتلة، وبالتالي انتفاء اي من مظاهر الديمقراطية الرأسمالية، لأن دولة قامت على التزوير والافتراء على الحقيقة، ونفي رواية اصحاب الارض الاصليين - الشعب العربي الفلسطيني -، وما زالت تفرض الاحتلال على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وترفض خيار التسوية السياسية، وتنتهك على مدار الساعة حقوق الانسان بأبشع الصور والممارسات، لا يمكن ان تكون دولة ديمقراطية، وان حصل ذلك البعد فيما مضى لصالح اليهود، وما زال بحدود ضيقة، فإنه حصل لاعتبارات ديماغوجية وتضليلية هذا من جانب، ولاستقطاب اليهود من دول العالم الى الدولة الكولونيالية العنصرية من جانب آخر.
    العنصرية الاسرائيلية تشكل بؤرة خطر حقيقية على كل شعوب المنطقة بما في ذلك اليهود أنفسهم. ولا يمكن لدولة كولونيالية، تستعمر وتستعبد شعباً آخر، وتنتهك ابسط حقوق الانسان، وتتجه بسرعة البرق نحو تعميق الممارسات العنصرية والفاشية، لا يمكن لها مواصلة الحياة والبقاء شاء من شاء وابى من ابى، لانها خطر على إسرائيل ذاتها وعلى الفلسطينيين والعرب وكل دول العالم ومصالح اميركا واوروبا في المنطقة، الامر الذي يفرض على القوى الدولية، التي تقف خلف إسرائيل التصدي للانهيار الاخلاقي والسياسي والقانوني - القضائي والاجتماعي داخلها، لحمايتها من عنصريتها المتوحشة، وبالتالي حماية مصالحها في المنطقة، إن كانت معنية بتلك المصالح.

    مصــــــــافحة ....
    بقلم: حسن عودة ابو ظاهر عن الحياة الجديدة
    أنفاق لولبية تلك التي تبدأ بالمصافحة وتنتهي بالمصافحة، وفقط سذاجة ابن البلد البسيط المتفائل صاحب مبدأ " كب القهوة خير"، هي التي تدفعنا لعدم الفهم ان المصالحة ليست مصافحة، المصافحة قد تكوت بين الاعداء حتى، وغايتها الكبرى فلاشات الكاميرات، ومنابر المؤتمرات الصحفية، وبهذا اجتاحتنا سذاجتنا حتى الغرق، فالمصالحة هي تجاذب الاضداد لنقاط عدم التجاذب والحلول الوسطى، وهكذا تعقد المصالحة مع النفس، وهكذا تبنى الحياة الزوجية، وهكذا ننسج علاقاتنا المجتمعية، ولأن السياسة ام العهر الاول، صرنا نحتفل بصورة المصافحة التي لا تلد مصالحة.
    في مجتمع غير مبني على الاختلاف الاثني او الديني او الطائفي، لا تجد مبررا لغياب المصالحة الا سذاجة مواطن هذا البلد، المواطن الذي عزم السياسي على العشاء، فدخل بحماره وحتى دون ان ينزل عن ظهره، فهي تماما كما قال المثل الصيني ان لا احد يستطيع ركوب ظهرك ان لم تنحن له، وفي عصر الانحناء حتى التمدد، وعصر الاسير المذبوح على كرسي التحقيق، والحنون المغتصب بنعال مستوطن مسترجل، ليس من المسموح ألا نضع الاصبع في بؤبؤ العين، اصبعا يقول اين نحن الآن واين نحن ذاهبون؟.
    هزتني الفكرة الجديدة التي نبعت من الاختلاف الاخير على التصالح، فكرة ان الخلاف الحقيقي هو بين الاسلام والعلمانية، صدحت بها منابر طرف من اطراف الانقسام، وانغمس الطرف الآخر بدفع هذه الفكرة، فعلا ان الخلافات ولادة وهي تبهرك بالاطروحات، وبكل بساطة يفند هذا القول بواقع اختلاف صاحب هذه النظرة مع الاحزاب الاسلامية الاخرى، الخلاف الذي وصل الى حد قصف مسجد فوق رؤوس السلفيين في غزة، ومن ناحية اخرى لا يستطيع الطرف الآخر دفع هذه المقولة عنه، فحتى الالتزام بالصلاة في المسجد في احسن الاحوال لم يمنع الطرف الثاني من جعل الاسلام محصورا في المسجد والوضوء، والانغماس في الانتهاز والكسب والقفز على رقاب العباد خارج المسجد، فأضاف الانقسام خاسرا جديدا على الساحة الفلسطينية، خاسرا يمس كل واحد فينا، لم يكن هذا الخاسر الا الدين، الدين ذاته الذي يصرخ بوضوح ان هذا الزمن زمن الروابض.
    الناس ثلاثة انواع من ناحية " اعقلها وتوكل"، النوع الاول يتبنى نهجا قائما على خطط طويلة الامد لكل تصرف يقوم به حتى وان صغر، ومحترفو هذا النهج هم محتلو هذه الارض، والنوع الثاني هم ارباب فكرة " عايشين احسن من غيرنا"، هذه الفرقة التي تغضب يومين وتصرخ وتشتم ثم تهدأ لتبقى " تعيش"، فلا خطط ولا افعال، اما النوع الثالث فهو الذي لا يخطط ولكنه يفعل، ما يميز هذه الفئة انهم الاكثر فعلا والأشد بحثا على تبريرات غريبة ليقنعوا انفسهم بأن فعلهم صحيح رغم انه غير مخطط، محترفو هذا النوع هم ارباب الانقسام عندنا، يظهرون ومن دون مقدمات فعلا يتفوق على فكرة الاستغباء، ثم لا تلبث ان تجد الف مبرر مستحدث لهذا الفعل، والف كروان صداح لكل مبرر منها، وهذا الوطن الموجوع ضاع بخطط الاول وسذاجة الثاني ووقاحة الثالث.
    مللنا من هذا الواقع، وكما قال محمود درويش " قتلتنا الردة، قتلتنا ان الواحد منا يحمل في الداخل ضده"، فالحالة التي نمر بها ليست انقساما، هي انفصام بجدارة عالية، وطنية مدعاة تنهار عند اول منصب تحت وقع الانتهازية، وقار مطمئن يتمزق امام اصغر خصم، احتكار للفضيلة بينما الخيانة والمحورية تهم توزع بالمجان، ادعاء فكر الضباع وممارسة الرعونة كقطيع الاغنام.
    أيها المتحاورون، لا نريد مصافحة، البسوا اقنعة الرعب واضربوا " بوزاً" متريا، وتقرفوا من وضع ايديكم بأيدي الطرف الآخر، فالمهم ليس ما تتصورون لاجله، المهم ما تجتمعون لاجله، عل هذه الطريقة تخرج لنا باتفاق ينقذ ألف اتفاق ماض لم يطبق، ونعدكم اننا سنبقى من الفئة الثانية من الناس، فئة الراضين لانهم " بدهم يعيشوا".

    فلسطينيو سوريا في ( بحر ) حماس
    بقلم: احمد دغلس عن جريدة الصباح
    قرأت بأن النائب ألأول لرئيس المجلس التشريعي المنتهية صلاحيته ( بحر ) قام بإستقبال فلسطينيو سوريا في غزة الآمنة مما اراحني لوهلة قصيرة جدا من هم ومتابعة محنة اهلنا في المخيمات السورية لكونهم دخلوا امان ( بحر ) حماس المحروسة بترويسة على القدس بالملايين زاحفين ...!!
    فلسطينيو سوريا في مخيم اليرموك ( نُصِبت ) لهم اعواد المشانق ليعلقوا عليها إما ( موعظة ) ...؟؟؟ ام هدفا ، لهدف آتي غير مبشر ...,,, !! انها ليست موعظة لكون الموعظة هو حالهم لما ينوف عن الستين عاما .... موعظة لمن يريد الصمود وموعظة لمن يخالف ( قيد ) السيد ومارونات الغرب وحلفاءهم الصهاينة والعرب المغفلين ،،،، الفلسطينيين هم بحد ذاتهم هدفا ، لمن لا يعتبر ...!! مرورا بنا نحن اهل ما ( تبقى ) من فلسطين الى دول الجوار ماضيا وحاضرا وما ينتظرنا لاحقا من ملاحقات بحبال ( الشنق ) الذي بدأت ظواهره في مخيم اليرموك في دمشق .... " بمثابة " بروفا ، لِجديد ،،،، إن لم نمنعه بالقوة ( بقوة ) سلاح تأمين المخيمات .
    لا ادري هل بحر حماس تناول موضوع حماية فلسطينيو سوريا مع من التقاهم ...؟؟ ام ان بحر حماس تسلم الخرائط التي يتواجد بها عناصر حماس في سوريا والمخيم ،،،، الذين منهم من فارق الحياة ( ليس ) بمعارك حماية فلسطينيو المخيم بل بمعارك لا تتعلق لا بالمخيم ولا بأهله فلسطينيو سوريا الذين في ضيافة بحر حماس ام خرائط وكمائن وتسليح حركة حماس بمن هم ما زال على قيد الحياة يرزق بالتكبير والتعظيم على الأرض السورية .
    حماس التي اقامت الدنيا وأقعدتها بِمُركب ( المقاومة ) ( والممانعة ) من بوابة دمشق ، بالذات من بين اهل فلسطينيو اليرموك ،،، لكنهم عندما بدأت المقاومة والممانعة في حماية الفلسطينيين ، هرولوا على اثير الجزيرة الى قطر الممانعة ...!! لاحظناهم رايناهم يهرولون تاركين فلسطينيو سوريا تحت رحمة ( التهمة ) الجاهزة التي لم تنتهي بعد منذ سقوط بغداد ولم تُنسى لا في صبرا ولا شاتيلا ولا قبلها البارد وتل الزعتر ولا حتى من ( عتيق ) الذاكرة في مخيم الوحدات ولا النازف حوارة وأخواتها في فلسطين . ليصلنا بيان إستغاثة من مجموعة فلسطينية تُشكٍل ما تبقى في مخيم اليرموك من منظمات فلسطينية ،،، يقول البعض انها موالية ويقول الاخر انها ممانعة ( بلا) الممانعة بينما الآخر بها الوطنية الفلسطينية لكنها ( معارضة ) خليط فلسطيني به الموضوعية ، موضوعية البقاء و ( ألأقلمة ) كما نحن في كل الشتات ،،، بيان يطالب حركة فتح وحركة حماس بالنص القيام بالجهد لدى الدول الممولة للمنظمات التي (شنقت ) وعلقت اللاجيء الفلسطيني في اليرموك ، بهدف وقف القتل وإستباحة الدم الفلسطيني بيان إستغاثة لربما الأخير يطالب يستنجد بأن يعملوا أي فتح وحماس لدى من ** يمول ** هؤلاء القتلة اي قطر ، السعودية وتركيا لوقف تجربة جس النبض لبروفة تُحاك ... لجريمة واقعة لا (محالة ) إن لم نتخذ الإجراءات الكفيلة لحماية اهلنا فلسطينيو سوريا التي سوف يتحمل نتائجها فلسطينيا عربيا إسلاميا تاريخيا ( فقط ) حركة حماس لا غيرها بما يخص فلسطينيو سوريا الذين إحتضنوا حماس عندما كانوا مشردين مطرودين ملاحقين آووهم في بيوتهم ( آمنين ) مكرمين اعزاء علاوة عن إنتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين ومسئوليتهم التاريخية المشتركة .
    حركة حماس موجودة على الأرض السورية ( لا ) اريد الدخول اين ومع من وكيف ...؟؟ هذا امر يتحمل مسئوليته حماس وحدها امام الله والتاريخ وامام الشعوب العربية وأهل القضية ( الفلسطينية ) لكن لن يغفر الشعب الفلسطيني لحماس ولا حتى التاريخ لعدم حمايتهم لفسطينيو سوريا ولا سيما انهم الذراع العسكري لحركة الإخوان المسلمين التي تقاتل تقود في سوريا ، تقود الجيش الحر وفصائل إسلامية اخرى في سوريا التي شنقت الفلسطينيين (بغض ) النظر عن صحة او عدم صحة إفتاء مسئول حماس بسوريا بجواز الشنق الشائن لفسطينيو مخيم اليرموك في سوريا ، وبما ان حركة حماس جزء لا يتجزء من الكل الإخواني ( فهم ) هم الأول المسئول عن سلامة فلسطينيو سوريا ببحرهم التشريعي ام بغير بحرهم في بحر سياسة قطر ، لا مناص ، لا حجة .... إنهم شركاء جماعة الإخوان المسلمين المسئولة عن التنفيذ في الشنق والتعليق على الأعمدة والأشجار .
    لكي لا انسى : صديق عزيز قال لي لماذا نهاجم الدول العربية الممولة للمنظمات ،.للجيش الحر الذي يشنق الفلسطيني في سوريا فقط ..!! دون الدول الغربية الناتوية وامريكا ...!! بالفعل احرجني الصديق لأنني لم اكن اعرف اننا بعض العرب ( سفله ) اقل من الغرب وأمريكا ...!!

    فنزويلا هي فلسطين .. وفلسطين هي فنزويلا
    بقلم: سري القدوة عن وكالة معا
    هذا العنوان ( فنزويلا هي فلسطين .. وفلسطين هي فنزويلا ) .. ليس لي انه ( للرئيس والزعيم الراحل هوجو تشافيز ) الذي رحل بعد صراع مع المرض والذي احب فلسطين وعمل علي مناصرتها وكان موقفه شجاع بطل يستحق لنا كفلسطينيين أن نفخر بصداقته وبعلاقته مع شعبنا .. هذه العلاقة الصادقة النابعة من القلب للقلب بدون أي مقابل او ثمن سياسي او أي موقف فقط احب فلسطين والشعب الفلسطيني وناصر نضال شعبنا فوقف امام العالم وبشجاعة ليؤكد بانه مع فلسطين ويعلن امام العالم اجمع أن (فنزويلا هي فلسطين .. وفلسطين هي فنزويلا ) ..
    انه البطل هوجو تشافيز الزعيم الفنزويلي الذي احبته فلسطين كل فلسطين لمواقفه الشجاعة الداعمة لشعبنا والمؤيدة للحق الفلسطيني .. والذي وقف مدافعا عن فلسطين وفتح اراضيه لشعبنا والجامعات لتعليم ابنائنا كما قام بدعم قطاع الصحة والتعليم بالإمكانيات الفنية والإدارية مؤمنا بان الشعب الفلسطيني هو شعب مناضل من اجل حقوقه ومن اجل حريته ..
    وفنزويلا اول دولة تمنح السفر والتنقل للفلسطيني بحرية بدون تأشيرة مسبقة وتمنحه الاقامة للفلسطيني علي اراضيها متي شاء بدون أي تعقيدات ..
    انه مناضل من اجل الحرية احبته فلسطين وأحبه الشعب الفلسطيني لأنه عمل بصمت ووقف مدافعا عن حقوق شعبنا وكان شجاعا في وجه الظلم والطغيان ..
    لتحفظه السماء والرحمة له وسيبقي خالدا في ذاكرة الشعوب المناضلة لأنه رسم معالم الحرية وكان مناضلا امميا من اجل الحرية والسلام الدولي ..
    من خلال متابعتي لسيرته الذاتية اعجبت في بعض من مقولاته عن حركة فتح والثورة الفلسطينية والأخ الرئيس ابو مازن وعملت علي نقلها من خلال هذا المقال حيث كانت نبراسا ليسترشد منها الاخرين ..
    قال هوجو تشافيز ان فنزويلا هي لكم، ان فنزويلا لفلسطين .
    وقال هوجو تشافيز: ان محمود عباس اكثر من رئيس، انه مناضل طوال حياته وهو الذي تسلّم راية الثورة وحركة فتح ومنظمة التحرير من الزعيم ياسر عرفات.
    وقال هوجو تشافيز ان حركة فتح البطلة التي قدّمت الشهداء الكثر من اجل فلسطين في مسيرة نضال مستمرة منذ اكثر من 40 عاما، ولا تزال من اجل القضية الفلسطينية ومن اجل الشعب الفلسطيني ‘.
    وقال تشافيز "انتم محررو فلسطين. تحملون السيف بيد وغصن الزيتون باليد الاخرى. لا تريدون ان تستلوا السيف لكن عليكم ابقاء يدكم على غمده".
    وقال تشافيز منذ البداية وقفنا في صف الشعب الفلسطيني ونضاله التاريخي ضد دولة الابادة اسرائيل".
    وقال هوجو تشافيز انا اقول لكم من هنا ان قضية فلسطين هي قضية الشعب الفنزويلي، وانا انشاء الله سازور فلسطين واليوم احضر لي الرئيس عباس هدية من مدينة بيت لحم، هذه الهدية هي لوحة للسيدة العذراء وابنها المسيح وهي مصنوعة في بيت لحم صناعة يدوية وانا سعيد جدا جدا بها وانا ستكتمل فرحتي حين ازور بيت لحم.
    وكان تشافيز قطع العلاقات الدبلوماسية بين فنزويلا واسرائيل بعد العدوان الهمجي على قطاع غزة مطلع العام الجاري وهي خطوة كبيرة لم يقدم عليها القادة العرب ..
    ويعد تشافيز من اشد الداعمين للقضية الفلسطينية ومنصارا امميا لنضال الشعب الفلسطيني ..
    وكانت حكومة تشافيز اعلنت إبان العدوان الإسرائيلي على غزة أن السفير الإسرائيلي شخص غير مرغوب بوجوده على الأراضي الفنزويلية، كما سحب تشافيز السفير الفنزويلي من إسرائيل وأعلن أنه خفض مستوى التمثيل مع اسرائيل إلى حده الأدنى لقوله أنه لا فائدة من التعامل مع إسرائيل .
    الرحمه والمغفرة للرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز وللشعب الصديق والوفي في فنزويلا حسن العزاء وواجب التضامن مع هؤلاء الابطال الذين يعملون بصمت ويشقون الصعاب من اجل بناء مستقبل مشرق لفنزويلا ومن اجل العدالة والسلام والأمن والازدهار .

    ليلة اغتيال القمر الفلسطيني..!
    بقلم: محمد السودي عن وكالة PNN
    الغزاة تجمعهم صفات مشتركة أينما حلّوا ينشرون الدمار والرعب ويرتكبون أفضع الجرائم دون وازعٍ أخلاقي ، أما الحديث عن الحرية وحقوق الإنسان واحترام المواثيق الدولية ماهي إلا سلعة يتم ترويجها في إطار تحقيق مصالحهم الإستعمارية ...
    يقع المطار الدولي على أطراف مدينة بغداد الجنوبية ، هناك اختار الغزاة الأمريكان مركز قيادتهم المتقدّم تمهيداً للإنطلاق باتجاه القصر الجمهوري "المسمّى الأن المنطقة الخضراء" الذي اصبح فيما بعد مقراً للحاكم الأمريكي العام "بول بريمر" ، يتميّز المكان بأهمية جغرافية استثنائية حيث يتوسط المنطقة بين ضفتي الكرخ والرصافة يفصل بينهما نهردجلة ويربطهما الجسـرالمعّلق الشهير الذي سبق أن دمّرته الطائرات الأمريكية مطلع تسعينات القرن الماضي ثم أعيد إعماره بنفس المواصفات القديمة بجهودٍ وامكانيات عراقية صرفة إلى جانب جسور اخرى امتدّت على طول النهر ، يومها بكى العراقيون كثيراَ على أطلاله كونه يمثّل أحد أهم معالم العاصمة العراقية التي تعجّ بالحياة والحيوية وشاهدعلى الكثير من أسرار المدينة والذكريات.
    كان المطار الدولي يحتوي على سجن كبير استخدمه الجيش الأمريكي مركزاَ لإعتقال النخّبة من أركان الدولة العراقية السابقة وزراء حكوميين ورؤساء اجهزةٍ أمنية وغيرهم من الشخصيات الحزبية الهّامة ، بينما تحول سجن ابوغريب سيء الصيت لمركز اعتقال شامل احتوى ألاف المعتقلين حيث أظهر وحشية السلوك الأمريكي البشع تجاه الشعب العراقي ومناضليه بعد فضائح التعذيب التي يندى لها جبين الإنسانية ، وفي فجر السادس عشر من نيسان عام 2003م قامت القوات الأمريكية بعملية إنزال جوي استعراضية بامتياز وسط بغداد شاركت فيها طائرات الأباتشي الهجومية إضافة الى القوات البريّة التي حاصرت المكان لاعتقال القائد الفلسطيني الكبير ابو العباس الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ، الغرض منها احراز انتصارات وهمية تعزز ادعاءات بوش الإبن الكاذبة حول وجود "ارهابيين "مزعومين وكذلك أسلحة دمار شامل ، اعتقال أبي العباس لايستند إلى مسوغات قانونية أو مبررات تستدعي ذلك التصرف الأخرق خاصة بعد أن زار قطاع غزة والضفة الفلسطينية مرات عديدة قبل اندلاع الإنتفاضة الثانية حيث أراد العودة إلى جانب شعبه المنتفض لكنه لم يتمكن من تحقيق ذلك بناءً على طلب الرئيس الفلسطيني أبو عمار، وسويت قضية عملية أشدود البحرية "اكيلي لارو" التي كانت تهدف الوصول إلى ميناء أشدود واحتجاز أفراد وضباط الأمن الإسرائيلي رهائن مقابل إطلاق سراح أسرى ومعتقلين فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية ثم أحدثت جدلاً واسعاً ، اقتيد ابي العباس مع كل رجل شاءت الصدفة أن يكون موجوداً لحظة العملية في محيط المنطقة بما في ذلك مواطنين مدنيين لايعرفون مايجري حولهم لكنه تم الإفراج عنهم في اليوم التالي بعد التأكد من شخصية المستهدف ، وتفيد المصادر الموثوقة التي سربت بعض ماجري داخل المكان بأن أبو العباس تعرّض لاستجواب قاسي من قبل أجهزة الإستخبارات الأمريكية والموساد الإسرائيلي صاحب المصلحة الحقيقية للخلاص منه الذي عمل منذ بداية الغزو لملاحقة المناضلين الفلسطينيين وفي مقدمتهم الأمين العام للجبهة أدّت النتيجة إلى تصفيتة ليلة الثامن من أذار عام2004 م ، حينها نزل الخبر المشؤوم كالصاعقة من غير ميعاد على رؤوس رفاقه وأصدقائه وجمهوره العريض إذ أكّد قبل أيام من عملية الإغتيال الجبانة في احدى رسائله التي وصلت عبر الصليب الأحمر الدولي لرفاقه وعائلته بأنه يتمتع بصحة جيدة ويمارس الرياضة يوميا ومفعم بالأمل والصمود والتحدي المعروف عنه ، في سياق تبريرها للجريمة النكراء قالت القوات الأمريكية أن الشهيد ابو العباس تعرض لأزمة قلبية أدت إلى وفاته ولم تتمكن من انقاذ حياته هي الصورة نفسها للمحتلين الطغاة اينما حلّوا تستحضر مايحصل داخل سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي ، وأضافت أن وزارة الدفاع البنتاغون أمرت بتشريح الجثمان حيث أكد الأطباء أن نتيجة الوفاة كانت طبيعية ، بينما رفضت بشكل قاطع نداءات تشكيل لجنة طبية محايدة مؤلفة من منظمة الصحة العالمية لإعادة التشريح أو تشكيل لجنة مشتركة للكشف عن السبب الحقيقي للوفاة بل رفضت ايضاً تسليم الجثمان للهلال الأحمر الفلسطيني ومرافقته إلا بعد مرور أكثر من اسبوعين على وفاتة مشترطةً تسليمه للصليب الأحمر الدولي لوحده دون غيره ، كما رفضت حكومة الإحتلال ايضا طلب السلطة الفلسطينية السماح بدخول الجثمان للأراضي الفلسطينية ليوارى الثرى، وهو أمر قال عنه ذوي الإختصاص بأن التأخير يهدف الى طمس معالم الجريمة من خلال تعرض الجثمان للبكتيريا التي تقضي على أي شواهد قد تظهر عليه قبل المدّة المشار اليها انفاّ.
    لقد كان للقائد المغدورعلى أيدي طغاة العصر، حكاية عشقٍ مع أرض الرافدين متجذّرة عمقها عمق الوفاء لفلسطين تاريخاً وهوية ًقومية شامخة كالنخيل ، لم ينسى لحظة أن ضاقت الأرض العربية به عدا أبواب بغداد وجدها مشرعة أمامه بالرغم من التهديد والوعيد الذي صدر عن الإدارة الأمريكية للعراق بعد قرصنة انزال الطا ئرة المصرية في إيطاليا التي كان على متنها يرافقه مجموعة المقاتلين المكلفين بعملية اشدود البحرية،وفشلت بالقاء القبض علية نتيجة انتهاك حرمة الأراضي الإيطالية ، يذكر رفاق ابو العباس انه الغى زيارة مهمة كان يتوقف عليها الكثير إلى احدى الدول العربية كونه تزامن مع تاريخ السابع عشر من ينايرعام1991 الذي حددّته الإدارة الأمريكية موعداً لهجمات صواريخ كروز والتوما هوك ، والغارات الجوية على مدينة بغداد وباقي المدن الأخرى حتى لايقال انه غادر خشيةً على حياته وابلغ تلك الدولة بتأجيل الموعد عدة أسابيع لكنه ألغي بسبب التطورات اللاحقة في المنطقة .
    من يعرف ابو العباس عن قرب يدرك أنه رجل من طراز استثنائي يمتلك القدرة على التأثير وحب الناس إليه يمقت الفصائلية الضيقة لهذا كان رجل الوحدة بين مختلف المشارب السياسية يصغي جيدا ويعمل كثيراً يقول دائما إن العمل العسكري المميّز المتقن ضد العدو يتيح الفرصة للسياسيين الحديث بشكل جيد من موقعٍ مختلف ، لهذا كرّس وقته وفكرة لكل ماهو إبداعي يصنع المفاجأة التي لم تكن بالحسبان لدى العدو ، ترجل الفارس في الليلة الظلماء ولكن فلسفته النضالية باقية تنير الدرب للأجيال على طريق تحرير الأرض والإنسان .....
    بمناسبة مرورالذكرى التاسعة لاغتيال القائد الوطني والقومي الكبير محمد عباس،أبو العباس الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية الذي تم تصفيته في سجون قوات الغزو الأمريكي با لعراق سلاماًإلى روح قمر فلسطين الخالد أبداّ ، سوف يأتي اليوم الذي يدفع الطواغيت أثمان افعالهم الدنيئة مهما طال الزمن.


    الإخوان» و«الخليج الفارسي»
    بقلم: محمد خلفان الصوافي عن وكالة سما
    تصريح أحمد عارف؛ المتحدث باسم «الإخوان المسلمين» في مصر، والذي نشره موقع جريدة الأهرام ولكنه رجع وسحبه من موقعه الأسبوع الماضي والذي أكد فيه المتحدث تسمية «الخليج الفارسي» بدلا من الخليج العربي يرتقي إلى مرتبة التشكيك في حقيقة مواقف «الإخوان» الحقيقية في مواجهة إيران سواء فيما يخص قضية أمن الخليج وفي القضايا الأخرى التي هي محل خلاف مع إيران سواء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى أو عروبة الخليج وتدخلاتها السياسية.
    ينحاز الإيرانيون إلى تسمية «الخليج الفارسي»، في حين أن هذه التسمية هي محل جدل بيننا وبين إيران باعتبار أصل الخليج عربياً. وقد شهد الخلاف على هذه التسمية شداً وجذباً بين السياسيين والباحثين وحتى الإعلاميين، بل منعت مجلات وكتب لا تكتب تسمية الخليج وفق موقف كل دولة منها.
    قد تكون هذه التصريحات في جانب آخر منها الدليل القطعي لما يعتقده البعض بأن طبيعة الفكر «الإخواني» عدم المصارحة بما ينوون فعله، وبالتالي فإن مواقفهم ضد إيران غير حقيقية، ويمكن أن تتغير مستقبلًا خاصة أن «الإخوان» لم يعتذروا عن تلك التصريحات، ولم يبددوا مخاوف أهل الخليج ولا العرب من استخدام هذه التسمية، وهم يعرفون ما تعنيه الكلمة في التعامل مع السياسة الإيرانية، وقد تكون تلك التصريحات دليلاً أيضاً على أن الانتماء السياسي لكل الحركات الدينية بمختلف طوائفها تلتقي في ناحية الولاء السياسي الذي يتعدى حدود الدولة.
    مفهوم الولاء لدى «الإخوان» يتجاوز حدود الدول والثورة الإيرانية معنية هي الأخرى بإرسالها إلى الخارج سواء إلى الخليج أو بعضها، وبالتالي فإن التلاقي في الولاء قد يسبق أي شيء آخر، وهذا الأمر بالتأكيد لا يبعث على الارتياح بالنسبة لنا في الخليج.
    لا يمكن أن ننظر إلى تلك التصريحات ببراءة، ودون أي شك مقصود فيها سواء لاعتبارات متعلقة بتوتر العلاقات بين «الإخوان» ودول الخليج، وبالتالي فإن ما قاله أحمد عارف يندرج تحت بند رسالة سياسية لأهل الخليج، فهذا على الأقل ما يتبادر إلى ذهننا عند قراءتها كما يتبادر إلى الذهن تلك الخلفية التاريخية لـ«الإخوان» في اللعب السياسي، وبالتالي فإن إمكانية أو محاولة استمالة إيران من منطلق أنها الدولة التي يمكن أن تقدم لهم المساعدات المالية، وأن استخدام تلك التسمية، هو من باب مغازلتها أمر أيضاً لا يمكن استبعاده، خاصة وأننا نرى أنهم يعقدون صفقات «مالية» مع مسؤولي النظام السابق.
    إذا الفكرة أنهم لديهم استعداد كامل لتغيير مواقفهم والتنازل عنها في سبيل مصالحهم، وللأسف هذا ما فعله «الإخوان» مع الشعب المصري بعدما وعدوهم وبمجرد وصولهم للسلطة تغير كل شيء.
    لو دققنا في التصريح سنجد أن المتحدث باسم «الإخوان» تناسى متعمداً أن هذه التسمية ليست خليجية فقط، ولكنها تشمل العرب جميعاً، وأن المصريين هم أكثر من دافعوا من أجل البقاء على أن يكون الخليج عربياً، وليس فارسياً، وبالتالي فهم لم يسيئوا فقط لدول الخليج، بل للدول العربية كلها، بل إنه قدم خدمة سياسية كبيرة للنظام الإيراني طالما تمناها من العرب.
    ولكن ما يشعرنا بالحزن والأسى أن يأتي شخص محسوب على من يحكمون أكبر دولة عربية، ويفترض أنه يدرك تماماً الموقف السياسي لدولته وشعبه على مر التاريخ، ويعي علاقاتنا مع إيران، وينهي ما كان يفترض أنه خلاف أزلي، ثم يحدث، بدلاً من ذلك- شرخاً في إجماع عربي، وفي تصريحات لمسؤولين في بلاده من «الإخوان» أنفسهم.
    يحتار المرء في الاقتناع من المواقف السياسية لـ«الإخوان»، بل ويجد صعوبة كبيرة في إقناع نفسه بجدوى تلك المواقف ربما أنه لامس شيئاً في مواقفهم السابقة التي لا تجعلك تطمئن كثيراً فيها. وإذا أوجدنا لهم العذر في السابق من ناحية ادعاءاتهم بأنهم كانوا يواجهون قيوداً في الحركة السياسية لكن عندما يفترض أنهم يمثلون مصالح دولتهم تستغرب دفاعهم عن سياسات لا تخدم أوطانهم.
    لا أعتقد أن هناك مصلحة للسياسة المصرية مع دولة مثل إيران وهذا الأمر واضح للشعب المصري الذي كان صريحاً مع نجاد في زيارته لمصر، ولكن المعيار الذي ينطلقون منه في تقييم مواقفهم بعيدة عن أن تكون وطنية، وتندرج تحت الانتماء الحزبي بغض النظر عن الاختلاف في الطائفة.
    الخوف أن تمتد مسألة التنازل لإيران، إلى الملفات العربية في نهج «الإخوان»، وبالتالي التقارب مع طهران، يكون ذلك على حساب النهج العربي عموماً. فما قاله أحمد عارف خطأ سياسي لا يمكن تبرئته، ولا يمكن اعتباره غير مقصود، لأن ما فعله خالف كل المواقف السياسية التي سبقته في تأكيد عروبة الخليج، وكذلك كل المساعي العالمية والخلافات مع المنظمات والدول الكبرى على التسمية، كما أنه ظلم لجهود الباحثين والأكاديميين ممن قدموا بحوثهم في تأكيد ذلك.
    الشيء الوحيد الذي يمكن أن يخفف من صعوبة ذلك الموقف الغريب، والذي برره فريق التحرير في جريدة الأهرام عندما سحب الخبر من موقعه الإلكتروني، هو سلوكيات ومواقف «الإخوان» المسلمين في قضايا وطنهم، سواء في الفترة الحالية، أو سابقاً، فهي كانت تتلاعب مع إيران، وكانت في فترات تمثل اليد الإيرانية في الدول العربية، فهي جماعات سياسية قبل أن تكون دينية... هذا أمر لا بد أن يكون واضحاً لنا، وإنْ كان الأمر لا يحتاج إلى ذكاء.
    ربما ما فعله المتحدث باسم «الإخوان» أنه ساعدنا نحن في الخليج على كشف اللغز وفهم الكثير من المواقف المحتملة عند التعامل مع إيران.
    «الإخوان» تيار سياسي قبل أن يكون دينياً كما يعتقد البعض ومسألة تقديم مصلحة الأيديولوجية على حساب الأوطان وشعوبها هو من سخريات القدر وعجائب زمن «الإخوان»!

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 321
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-18, 12:06 PM
  2. اقلام واراء محلي 318
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:25 AM
  3. اقلام واراء محلي 317
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:24 AM
  4. اقلام واراء محلي 284
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:05 AM
  5. اقلام واراء محلي 283
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:46 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •