النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 336

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء عربي 336

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]
    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif[/IMG]


    • في هذا الملــــف:
    • اصدقاء سورية ام اصدقاء اسرائيل؟
    • بقلم: عبد الباري عطوان- القدس العربي
    • اردوغان قال الحقيقة
    • يقلم: رأي القدس
    • كـ 'شعب ورئيس'
    • بقلم: عزت القمحاوي – القدس العربي
    • أين هو دور العرب الحقيقي في سوريا؟
    • بقلم: راي الدستور
    • على هذه الأرض..!
    • بقلم: خيري منصور - الدستور
    • الشيخ الشجاع..
    • بقلم: يوسف الكويليت - الرياض
    • الوعي والإدراك.. ضرورة وطنية
    • بقلم: تركي عبدالله السديري - الرياض
    • المقاطعة والمغالبة
    • بقلم: أحمد ماهر – اليوم السابع
    • أقوال جديدة فى حكم الإخوان بعد معركة المنصورة
    • بقلم: عبد الفتاح عبد المنعم – اليوم السابع














    اصدقاء سورية ام اصدقاء اسرائيل؟
    بقلم: عبد الباري عطوان- القدس العربي
    لم يكن مفاجئا ان يرفع متظاهرون في حي العسالي جنوب دمشق وبلدة معربة في درعا موطن الشرارة الاولى للثورة السورية لافتات تقول 'انتهت كذبة اصدقاء الشعب السوري.. كش ملك' او 'اصدقاء الشعب السوري يجتمعون فقط لكي يحددوا مكان وزمان المؤتمر الذي يليه'.
    حالة الغضب هذه سببها قرار الاجتماع الاخير لأصدقاء الشعب السوري في روما بتخصيص مبلغ مقداره 60 مليون دولار لمساعدة المعارضة السورية المسلحة، وتزويدها بأسلحة غير فتاكة.
    خيبة امل هؤلاء الغاضبين في الداخل السوري مفهومة، ومطالبتهم الشيخ معاذ الخطيب بمقاطعة هذه الاجتماعات مفهومة ايضا، فإذا كانت اولوية هؤلاء التصدي للطائرات وصواريخ سكود التي تقصف مدنهم واحياءهم وحماية ارواحهم، فإن اولوية اصدقاء سورية، والغربيين منهم على وجه الخصوص، هي حماية اسرائيل وأمنها ومستوطنيها.
    ان تقديم امريكا ستين مليون دولار كمساعدات للائتلاف الوطني السوري والمعارضة بشكل عام هو ابشع انواع الاحتقار والاهانة، وما كان على السيد الخطيب ان يقبل بها، وان يردها غير شاكر لمانحيها تفضلهم على السوريين.
    امريكا وروسيا تختلفان على كل شيء فيما يتعلق بالملف السوري، ولكنهما تتفقان بقوة على هدف واحد، وعدو واحد، هو الجماعات الاسلامية الجهادية، وجبهة النصرة على وجه الخصوص، وهي الجماعات التي يتسع نفوذها على الارض، وتسيطر على المدن الواحدة تلو الاخرى، وتملأ الفراغ الناجم عن انسحاب او هزيمة القوات النظامية.
    تختلفان على بقاء الاسد او اختفائه، على صلاحيات الحكومة الانتقالية ورأسها واعضائها، تختلفان على التسليح ونوعية الاسلحة، ولكنهما تتفقان على ان النصرة واخواتها هي الخطر الاكبر، سواء اثناء وجود النظام او بعد سقوطه.
    فليس صدفة ان تعتقل قوات الامن التركية خلية من احد عشر شخصا قالت انها تنتمي الى تنظيم القاعدة، وكانت تخطط لشن هجمات على السفارات الامريكية والاوروبية في انقرة واسطنبول، وهي اي تركيا، التي سمحت بمرور مئات المجاهدين العرب عبر اراضيها لقتال النظام الديكتاتوري في دمشق.
    مؤتمر اصدقاء سورية في روما اطلق شرارة الحرب لتصفية الجماعات الجهادية، وبموافقة روسية وايرانية ايضا، وان كانت الدولتان الاخيرتان لم تشاركا في اعماله، والحال نفسه ينطبق على النظام السوري الذي ظلّ يكرر دائما انه يواجه مؤامرة خارجية ويحارب جماعات ارهابية.
    ' ' '
    ليس صدفة ان يتزامن انعقاد هذا المؤتمر في روما مع الكشف عن تدريب قوات سورية في قواعد عسكرية اردنية لمنع الاسلاميين من الوصول الى الحكم في سورية، ولمنع استيلاء هؤلاء على الاسلحة الكيماوية التي في حوزة النظام واستخدامها ضد اسرائيل في مرحلة لاحقة، تماما مثلما حدث في افغانستان والعراق وليبيا (اقتحام القنصلية الامريكية في بنغازي وقتل السفير وثلاثة دبلوماسيين)، حسب تحليلات الصحف الامريكية.
    هناك تطابق غريب بين طريقة تدريب هؤلاء السوريين ونظرائهم في اجهزة امن السلطة الفلسطينية، فالمدربون امريكيون، وقواعد التدريب واحدة (الاردن) وطريقة اختيار هؤلاء تتبع المعايير نفسها، فقد اكدت صحيفة 'التايمز' البريطانية ان هؤلاء يتم انتقاؤهم بعناية فائقة، وبعد تمحيص امني مكثف للتأكد من خلفياتهم 'المعتدلة'، اي ان يكونوا غير اسلاميين متطرفين، ومستعدين لتنفيذ الأوامر حرفيا.
    امريكا مترددة في تزويد الجيش السوري الحرّ بالاسلحة الحديثة والفتاكة، لانها لا تريد التورط في حرب، مباشرة او غير مباشرة في سورية اولا، وحتى لا تقع هذه الاسلحة في ايدي الجماعات الاسلامية الجهادية (النصرة، الفاروق، صقور الشام، احرار الشام، لواء الحق، الطليعة الاسلامية، حركة الفجر الاسلامية).
    هذا التردد جعل الادارة الامريكية اقرب الى الموقف السوري الايراني من موقف الائتلاف السوري المعارض وداعميه في دول الخليج والسعودية وقطر على وجه الخصوص، وهذا ما يفسر الضغوط المكثفة التي تُمارس حاليا على الشيخ الخطيب رئيس الائتلاف للجلوس الى طاولة المفاوضات مع ممثلي النظام السوري، للتوصل الى حل سياسي في ظل استمرار النظام ورأسه لمرحلة انتقالية يتبلور طول مدتها او قصرها في الحوار المرتقب.
    ' ' '
    الشيخ الخطيب الغى اجتماعا لائتلافه كان مقررا في اسطنبول الجمعة لتشكيل حكومة موازية في المناطق 'المحررة'، بطلب من مؤتمر روما، فكيف يشكل حكومة ثورة في الوقت الذي تتواصل فيه المساعي من اجل تشكيل حكومة ائتلافية انتقالية؟
    امام امريكا خياران: الاول ان تظل سورية تحت حكم اوتوقراطي قمعي،والثاني نظام جهادي اسلامي يريد اقامة دولة اسلامية كخطوة اولى لقيام دولة الخلافة الاسلامية.
    امريكا لا تريد ايا من الخيارين، وتفضل خيارا ثالثا، اي نظاما ديمقراطيا معتدلا لا يشكل خطرا على الامن الاسرائيلي، ويشكل درعا لدول الخليج في مواجهة ايران وطموحاتها السياسية والعسكرية في الهيمنة على هذه المنطقة. وقد يكون هذا الخيار صعب المنال.
    باختصار شديد يمكن القول ان قواعد اللعبة تتغير بسرعة في سورية وحولها، وكذلك اولويات الاطراف المشاركة فيها، والعنوان الرئيسي الذي يتقدم على غيره من العناوين هو مستقبل اسرائيل وليس مستقبل سورية، ولهذا يبدو غضب الداخل السوري على امريكا ومؤتمر اصدقاء سورية مبررا، وان كان غضبا عفويا صادقا لا يرتكز على فهم لقواعد اللعبة ونوايا بعض لاعبيها الخبيثة.
    الشعب السوري دفع ويدفع ثمن هذه اللعبة من دماء ابنائه وارواحهم، ونحن هنا لا نريد تكرار تحديد المسؤولية واتهام النظام مثل الببغاوات مثلما فعلنا طوال العامين الماضيين من عمر الأزمة، فهذا تحصيل حاصل، وانما نريد الحديث عما يُطبخ لسورية والمنطقة بأسرها من طبخات مسمومة.
    اردوغان قال الحقيقة
    يقلم: رأي القدس
    قامت قيامة امريكا ولم تقعد انتصارا لبنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل والحركة الصهيونية في مواجهة رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا بسبب تصريحات ادلى بها وادان فيها هذه الحركة لارتكاب جرائم ضد الانسانية تماما مثل الحركات الفاشية.
    جون كيري وزير الخارجية الامريكي الجديد ندد بتصريحات اردوغان هذه، وقال في مؤتمر صحافي عقده في انقرة مع نظيره التركي احمد داوود اوغلو 'نحن لا نعترض عليها فقط ورأينا انها مستهجنة' واضاف 'نشرنا تصريحات في واشنطن تعتبر بوضوح تصريحات اردوغان التي قال فيها ان الصهيونية 'جريمة ضد الانسانية' مسيئة وخاطئة'.
    لا نفهم حقيقة مثل هذه الضجة التي فجرتها تصريحات اردوغان هذه، والهجوم الشرس الذي تعرض له الرجل من قبل دولة صديقة لتركيا مثل الولايات المتحدة، وامين عام الامم المتحدة الذي يعرف تاريخ هذه الحركة جيدا، مثلما يعرف ان منظمته اصدرت قرارا باعتبارها حركة عنصرية، وان هناك عشرات القرارات التي ادانت ونددت بممارساتها الاجرامية ضد الشعب الفلسطيني.
    نعم الصهيونية جريمة ضد الانسانية لانها اغتصبت ارضا، وشردت شعبا، اسمه الشعب الفلسطيني وارتكبت جرائم تطهير عرقي ضده ما زالت آثارها ماثلة للعيان من خلال تشريد ستة ملايين لاجئ في دول الجوار وفي المنافي العالمية.
    الحركة الصهيونية ليست بقرة مقدسة لا يجوز انتقادها وجرائمها في حق الشعب الفلسطيني، والشيء نفسه يقال عن اسرائيل التي جاءت ثمرة مرة لسياسة التطهير العرقي، مارستها لاكمال سيطرتها على الاراضي الفلسطينية. وهذه الممارسات موثقة في كتاب يحمل الاسم نفسه للمؤلف الاسرائيلي آلان بابيه.
    السيد رجب طيب اردوغان لم يجاف الحقيقة بل كان دبلوماسيا مهذبا في تصريحاته هذه وكان يجب ان يسرد جرائم هذه الحركة على مدى الثمانين عاما الماضية، والمنظمات الارهابية التي شكلتها لارتكاب مجازر في دير ياسين والقبية وبعد ذلك من خلال الجيش الاسرائيلي في صبرا وشاتيلا وقانا واخيرا في قطاع غزة التي وصفها تقرير القاضي الدولي غولدستون بانها جرائم حرب استخدم فيها الفوسفور الابيض لقتل 1400 انسان فلسطيني اعزل معظمهم من الاطفال والنساء.
    تركيا عانت من الارهاب وجرائم الحرب الاسرائيلية عندما اغارت قوات البحرية الاسرائيلية على قافلة انسانية تنقل مواد انسانية وادوية ومعدات طبية لكسر الحصار على قطاع غزة، وقتلت تسعة نشطاء كانوا على ظهرها.
    الادارة الامريكية لم تبد التعاطف المأمول منها كقوة عظمى تدعي قيادة العالم الحر عندما وقعت مجزرة السفينة مرمرة، والشيء نفسه عن المجازر الاسرائيلية الاخرى وما اكثرها.نحن مع حرية التعبير عن الرأي، ومع النقد العلمي القائم على حقائق تاريخية موثقة، ولم نكن ولن نكون مع الانتقائية في نقد حركات سياسية مثل الحركة الصهيونية ووضعها في موضع القداسة.
    نحن نحترم الديانة اليهودية ومعتنقيها باعتبارها ديانة سماوية، ولكن هناك فارقا كبيرا بين هذه الديانة والحركة الصهيونية التي هي حركة سياسية، او اسرائيل الدولة التي قامت على ارض شعب آخر.
    كـ 'شعب ورئيس'
    بقلم: عزت القمحاوي – القدس العربي
    سواء خطط القائد لأخذ شعبه إلى حرب أو إلى صناديق الانتخاب، لا غنى عن تجسيد شكل التلاحم بينهما في صورة. وقد كان عبدالناصر أحد الظواهر العالمية واستثناءً عربيًا في العلاقة مع الجماهير حيًا وميتًا. لا يتحرك في مدينة حتى لا يبقى من أهلها أحد لم تجرفه الرغبة في مشاهدة الزعيم الذي لم تقتصر جماهيريته على المصريين.
    وكانت جنازته آخر تقارب جسدي تلقائي بين الشعب والزعيم؛ اكتمل قوس حياته الشخص بمشهد تدافع الجماهير نحو الجثمان، الأمر الذي جعل الزعماء المعزين يتوهون وسط الزحام. لكن موت الأصل لم يتهدد حياة الصورة التي تحولت إلى أيقونة عصية على التقليد.
    لم يستغن السادات عن الجماهير، لكن الحشد لم يكن تلقائيًا. دشن الرئيس الذي لا يحظى بالإجماع عصر الجماهير المنتقاه أمنيًا التي تصطف بانضباط على جانبي الطريق. ولم يلبث اغتياله أن ضاعف خوف السلطة ووضع النهاية لجمهورية الصفين.
    مع مبارك بدأت جمهورية الفراغ. يمضي الموكب المحروس جيدًا في شوارع تم إخلاؤها، وحل صفا الحرس على جانبي الطريق، وفي مرحلة لاحقة بدأ إخلاء البنايات بما فيها الشقق السكنية التي كان على أصحابها أن يتركوها أمانة في أيدي الحرس والقناصة الذين يطلون من الشبابيك والشرفات.
    ومع كل هذه الاحتياطات ترسبت من الجمهوريتين السابقتين عادة التلويح للجماهير. لسنوات أخذ مبارك يلوح لجمهور افتراضي غير موجود. لكن الحياة بلا شعب لا تطاق. كان لابد من اصطناع مناسبات قليلة تجمع الرئيس بالشعب، أو بالأحرى بنموذج صوري يُمثل دور الشعب. ومن تلك المناسبات احتفال احتفال عيد العمال في أول ايار/مايو من كل عام.
    يدخل الرئيس القاعة ملوحًا بيمناه للحشد الممعن في تمثيل الشعب؛ فمن يكون الشعب إن لم يكن العمال؟!
    تضج القاعة بالهتاف ويأخذ الرئيس مكانه على المنصة، هذا الاقتراب والانفتاح على مساحة المسرح يوجب رفع اليد الأخرى. يلوح الرئيس بذراعيه لتغمر تحيته القاعة من يمينها إلى اليسار، ثم يموج يديه باتجاه بعضهما البعض كمروحتين، إيذانًا بإغلاق باب المجاملة وفتح باب الهدوء ليبدأ كلمته. وهو بهذا يوفر لجماهيره الحبيبة جهودها للتصفيق الذي يجب أن يتتابع بين فقرة بليدة وأخرى غير بليغة.
    العمال المزيفون؛ رؤساء وأعضاء النقابات العمالية الذين حجزوا مواقعهم في الدرك الأسفل من النظام، استطاعت السلطة أن تجعل منهم ديكوراً وعبئاً على حقوق زملائهم، يعوضون بحرارة التصفيق في قاعة الاحتفال بطالتهم طوال العام، حيث يكون عرق الاحتفال الذي ينز من كروشهم ووجوههم، هو كل ما يربطهم بالطبقة التي كانوا ينتمون إليها.
    بسبب طول العشرة، في القاعة ذاتها، نشأت بين مبارك وممثلي العمال ألفة لا تخلو من هراش ومداعبة، كأن يتظاهر في الختام بنسيان أمر العلاوة التي يعلنها كل عام، فتنطلق أصوات من وسط القاعة: العلاوة يا ريس!
    ويشير إليهم الرئيس أن انتظروا، ويكمل في موضوعات السياسة الخارجية والداخلية، إلى أن تبلغ الإثارة مداها فيستجيب لما يطلبه الجمهور/الشعب ويعلن قرار العلاوة.
    في احتفالات 2009 كان أصحاب الأيدي الناعمة من مغتصبي تمثيل العمال يأملون في تصفيقة الختام التي تزف خبر إعلان العلاوة السنوية في الراتب. لكن الرئيس لم يختم كالمعتاد، لكن الرئيس خذلهم وبدلاً من إعلان القرار باح بحميمية مؤثرة للعمال، كيف يقاتل لاستخلاص علاوة لهم، حاملاً على رجال المال الذين يجب أن يكفوا عن 'الفشخرة' والإنفاق المبالغ فيه!
    حتى يوم الإجازة لم يتحصل عليه العمال في سابقة أولى من نوعها، وصار واضحًا أن مصالح رجال الأعمال هي التي تحكم، وقد تأكد هذا في آخر ثرثراته مع العمال في احتفالات 2010 عندما تحدث عن الحاجة إلى تشريعات عمالية تحفظ للعمال حقوقهم.
    انعدام الفعالية في السياسة الخارجية صبغ العقدين الأخيرين من حكم مبارك، وظهر في خطاب مفرداته (النصح، الأمل، الاقتراح) نصحنا صدام بكذا، أو نصحنا الفلسطينيين، أو وعدنا الإسرائيليون...إلى آخر هذا القاموس. وقد كان آخر احتفالين بعيد العمال تأكيدًا على تمدد العجز ليشمل الأوضاع الداخلية.
    اكتفى الرئيس بدور الوسيط بين العامل وصاحب العمل، ولكن من لا يملك قراره لا يضمن بقاءه. وبعد آخر تمثيليات الزعامة مع مغتصبي تمثيل العمال كان اللقاء مع مغتصبي تمثيل الشعب كله في افتتاح البرلمان المزور، بعد ذلك لم ير المصريون صور مبارك (الرئيس) إلا وحيدًا في بيانات ما قبل بيان التنحي الذي ألقاه عمر سليمان.
    وعلى الرغم من السرعة التي هتف بها المصريون ضد حكم المجلس العسكري لشئون البلاد، أزاح المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس بشكل خاطف ستائر النسيان عن سلوك التلاحم مع الجماهير.
    كانت صدمة مزدوجة للشارع الغاضب أن يرى القائد العسكري في شوارع وسط القاهرة وببدلة مدنية للمرة الأولى في سبتمبر 2011، الأمر الذي أثار شكوكًا بشأن نوايا تسليم السلطة لرئيس مدني. بالطبع كانت الجولة تسللاً وتضمنت مصافحات لأصحاب المحال كالتي يمكن أن يقوم بها رئيس حي، ولا تمت بصلة لحركة عبدالناصر بين الجموع الهادرة. وقد مرت الجولة الخاطفة بسلام، لكن الشباب خرجوا في أول مظاهرة بعدها بهتاف يلخص أزمة التلاعب بالثورة: 'يلبس بدلة، يلبس بوكسر..يسقط يسقط حكم العسكر'.
    وكان ما كان من أمر الطبخة التي انتهت بانتخاب الإخواني محمد مرسي رئيسًا. وقد أعطى في أول أيامه انطباعًا بعودة التلاحم بين الرئيس والشعب. في خطابه بميدان التحرير عقب الفوز، وقف على المنصة وسط الحشد، وفي حركة استعراضية فتح دفتي الجاكت معلنًا أنه لا يرتدي قميصًا واقيًا من الرصاص. هل فطن في تلك اللحظة إلى المحاكاة الكاريكاتيرية لصورة عبد الناصر في ميدان المنشية؟
    لم يكن تحدي رصاصة مفترضة وسط طوق إخواني وأمني اختبارًا يساوي ثبات عبدالناصر في مواجهة رصاصة انطلقت بالفعل مستهدفة حياته. وهذا ما يجعل لحظة عبدالناصر خالدة في التاريخ بينما انطوت لقطة مرسي بسرعة غير عادية.

    أين هو دور العرب الحقيقي في سوريا؟
    بقلم: راي الدستور
    فيما تتصارع الدول الكبرى على سوريا الشقيقة، لا نجد دورا عربيا حقيقيا لانقاذ القطر الشقيق، وحمايته من التدخلات الاجنبية، ووضع حد لتصارع الدول الكبرى التي وجدت في الشام، مساحة للحرب الباردة التي هبت رياحها من جديد.
    ان غياب هذا الدور الفاعل هو السبب الرئيس في اطالة امد الحرب، وفي فتح الباب على مصراعيه لتدخل هذه الدول الطامعة، التي وجدت في الحرب الاهلية فرصة للتدخل، وفرصة لاقتسام الكعكة السورية الشهية والعودة الى المنطقة من جديد.
    وبشيء من التفصيل؛ فان المأساة التي تطحن الشعب الشقيق مرشحة للاستمرار وقتا طويلا، طالما ان الدول الكبرى المتصارعة لم تصل بعد الى اتفاق حول حل الازمة حلا سلميا يضمن مصالحها، وحينما تصل الى اتفاق؛ فانها ستعمد وبكل الوسائل الى اطفاء لهيب الحرب القذرة ووقف سفك الداء واجبار الفريقين المتصارعين على القبول بهذا الاتفاق.
    وفي ذات السياق؛ فلا بد من الاشارة الى الرؤية الاردنية لحل الازمة، وهي رؤية متقدمة سبقت طروحات كثيرة، وتقوم على الحل السلمي كسبيل وحيد لايقاف حمام الدم، وسيل الهجرات المتدفقة والتي تجاوزت ارقامها المليون الى دول الجوار، وانهاء معاناة الاشقاء، والحفاظ على وحدة القطر الشقيق ارضا وشعبا، بعد ان فشلت الحلول العسكرية واثبت الطرفان عجزهما عن تحقيق النصر الحاسم، مما فتح الباب امام التدخلات الاجنبية، ودخول المتطرفين وانصار القاعدة، الى القطر الشقيق، مما ادى الى خوف الاقليات من تداعيات هذه الحرب، وانتشار الفوضى بعد سقوط النظام وانتقالها الى دول الجوار كما حدث في العراق الشقيق، وهذا ما حذر منه جلالة الملك عبدالله الثاني، اكثر من مرة، مشيرا وبكل وضوح بان السبب في عدم انضمام الدروز والمسيحيين الى المعارضة هو الخوف من المستقبل، وسيطرة العناصر المتطرفة على الحكم، وحالة الفوضى وعدم الاستقرار التي من المتوقع ان تسيطر على القطر الشقيق وتصيب بعدواها اقطار الجوار.
    ان المتابع للازمة السورية، واهتمامات العالم كله بهذه الازمة، وتداعياتها، والتطورات الاخيرة، إنْ كانت على ساحة المعركة او بين الدول المتصارعة، يجد ان الجميع باتوا متفقين على استحالة الحل العسكري، وان لا بديل للخروج من هذا المستنقع، إلا اللجوء الى الحل السياسي كسبيل وحيد لحماية الشعب السوري من الموت، والدمار الذي اصاب كافة المدن السورية، وحولها الى اطلال يسكنها الخوف والدمار والاشباح.
    مجمل القول: مؤسف الى حد الفاجعة غياب الدور العربي الفاعل لانقاذ سوريا الشقيقة، ومؤسف ان نرى تصارع الدول الكبرى على القطر الشقيق لتحقيق مصالحها واقتسام الكعكة السورية، والعودة الى المنطقة من جديد مما يفرض على الدول الشقيقة اجتراح موقف عربي فاعل يقطع الطريق على القوى الطامعة ويقوم على الحل السياسي، وعلى ان يبدأ بوقف سفك الدماء، وتشكيل حكومة تحظى بموافقة كافة الاطراف، تقود المرحلة الانتقالية، وتشرف على انتخابات نيابية ورئاسية، تؤدي الى طي صفحة الماضي، واقامة سوريا الحديثة.

    على هذه الأرض..!
    بقلم: خيري منصور - الدستور
    استأذن الصديق الباقي محمود درويش لأغير مفردة في واحدة من اشهر قصائده التي تجترها فضائيات ببغاغوية ويعلكها هواة ادب ويفرغها من جوهرها ساسة لا مكان للشعر في عقولهم وقلوبهم وضمائرهم، هي على هذه الارض ما يستحق الحياة.. بل ما يستحق الممات، لان محمود لو بقي حيا الاعوام الاربعة الاخيرة لربما غيّرها بنفسه، لانه كان سيرى ويسمع ما نرى ونسمع مع عبدالله بن محمد يا قوم آه لو اني شجرة فتعُضَد!
    فإبريل القصيدة لا يتردد حنينا الى الخريف بل خوفا من صيف يطلق الافاعي والعقارب من الجحور، واول الحب هو اخر الكراهية في زمن الجحود حيث لا تأمن الام ابنها على ثديها.
    على هذه الارض بمختلف خطوط طولها وعرضها ما يستحق الممات، لان الرجل نفسه قال عندما رأى كزرقاء اليمامة او ازرق الشام ما سيحدث:
    «ندعو لاندلس .. ان حُوصِرَت حلب»
    وقال:
    «سقط القناع عن القناع
    عرب وباعوا روحهم
    عرب وباعوا»
    وقال: كلما آخيت عاصمة رقني بالحقيبة وقال ما اكبر الفكرة ما اصغر الدولة وقال لاحمد العربي الذي قفز بعد ان خلع جسده من تل الزعتر الى حيفا:
    انت العبد والمعبود والمعبد متى تشهد .
    على هذه الارض التي تحولت الى كمين بسعة قارة ما يستحق الممات لان الحياة يا صاحبي في مكان اخر وكذلك الشعر.
    فمسرحيات اسخيلوس تعبث بها القطط في الحاويات، وفائض الورد في غزة مضغته الحمير ثم وجدته مرا فعفت عنه، والطريق بالتأكيد اجمل من الوصول.
    على هذه الارض التي لم تعد امينة على اقدام اهلها وتستدرجهم الى المقابر ما يستحق الممات.
    ألم تقل ذات انفعال متوسطي بنبرة اغريقية: ان التشابه للرمال وانت للازرق؟
    فالاحياء على هذه الارض لم يعودوا يحسدون من يهجعون او يسهرون مثلك في باطنها لان الحياة اختصرت في ثلاثة اقانيم هي الرغيف والعرق الذي يبلله والدم الذي يغمس فيه، اما الورد فلا مكان له في هذا اليباب، لهذا تنبأت قبل سفرك بذلك، وتقشفت على طريقتك وسميت ديوانك «ورد اقل»..
    الان لا ورد الا ما تبقى على اغصان القصائد، وتميم بن مقبل الذي كنت تحبه خيب القدر ظنه فلم يتحول الى حجر، سواء في قبضة طفل او في جدار سنمار او في حذاء تمثال.
    لقد رمت القابلة المأجورة الطفل وابقت المشيمة، والرياح التي فتحنا لها النوافذ خلعت البيوت من اسسها وجذورها.
    لا احسدك بل اغبطك كما قلت لي مرارا على الموت، فمنذ بشرت بالحياة على هذه الارض والدم اغزر من الماء وارخض منه، اما الفارق اللفظي بين الشعر والشعير فقد تولى حذفه دهاقنة الاستشراق المسلح، اما السلاحف التي طارت بسرعة الصوت فهي التي ستأتينا بما لم نزودها من اخبار!
    الشيخ الشجاع..
    بقلم: يوسف الكويليت - الرياض
    نجاد حاول أن يكون نجم حضور القمة الإسلامية بتسويق نفسه أنه رمز قياديّ، وأنه جزء من علامات جديدة في الثورات العربية، وقد أثارت زيارته للأزهر جدلاً طويلاً ورفضاً لهذه الزيارة، لكن فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أراد أن يضعه أمام موقف مختلف، فهو لم يستقبله عند البوابة الرئيسية كما كان «بروتوكول» مثل هذه الزيارات، وجعله يدخل إلى مكتبه، والجانب الآخر أن فضيلته، أسمعه ما كان يحاول تجنبه عندما طالب نجاد بحقوق الأحواز وشعبها السني باحترام عقيدتهم وعروبتهم، والكف عن سبّ الصحابة، والاعتراف بحقوق السنة في ممارسة شعائرهم في مساجد تخصهم، وإنهاء تهديد البحرين، وتوسيع التشيع في مواقع السنة، ودعم نظام الأسد..
    نجاد حاول أن يقلل من هذه المطالب والانتقادات لكن معظم التيارات المصرية اعتبرته ضيفاً غير مرحب به، رغم أنه جاء من خلال هذه القمة، أي ليس تلبية لدعوة رسمية، لكن مجابهته برفض سياسات بلاده والتي تتصرف بعدوانية ورؤية توسعية، ومذهبية ضيقة اعتبرها الكثيرون تناقض أهداف توحيد العالم الإسلامي ومبادئه..
    وقد حاول الرئيس الإيراني تسويق موقف بلاده بأن تكون الداعم الاقتصادي البديل عن أمريكا ودول الخليج العربي لمصر في الوقت الذي يفهم طالب الابتدائية في مصر وإيران أنها تعاني عزلة عالمية وظروفاً اقتصادية في غاية السوء، وانحداراً لعملتها وتململاً داخلياً قد يؤدي إلى ربيع إيراني في بدايات الربيع القادم..
    مشكلة إيران ليست في التحرك بعقلية الدولة التي تزاحم غيرها من الدول الكبرى فحسب، فقد حاول الشاه أن يكون شرطيّ الخليج، وحائط الصد ضد الاتحاد السوفياتي، وأراد أن يبني قوة عسكرية أغرته لأن ينافس القوتين العظميين في ذلك الوقت، وأن تتحول الشعوب الناطقة بالفارسية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي جزءاً من امبراطوريته، والخميني ثم نجاد جدّدا هذه الأهداف، أي الاستمرار في الأطماع، لكن هذه المرة بغطاء إسلامي، وروح قومية فارسية، ومن هنا تأتي حالة الهذيان بقيادة هذا العالم، والذي تشكل السنة النسبة العليا منه، مع أقلية شيعية، ومركب النقص الديني والمذهبي دفع إيران لأن تكون دولة نووية لتمرر أهدافها، وتجبر العالم على وضعها في لائحة القوى النووية العظمى، وهذا لم يتيسر لباكستان ولا إسرائيل..
    في القاهرة وجد أن الأمر أصعب من أن يدار بعلاقات سياسية تروّج لشعارات خالية من المضامين، وفي قلعة سنية كبرى، وفضيلة شيخ الأزهر الذي طالما نأى بنفسه عن الخلافات السياسية، ورفضه تسييس الدين وجد أن نجاد ليس مؤهلاً لأن يلعب دور المرجعية، ولا مواجهة من هو أعلم منه حتى في مذهبه، وهذا ما جعله يخرج بلا نتائج إلاّ من بعض المظاهر العادية جداً...
    الوعي والإدراك.. ضرورة وطنية
    بقلم: تركي عبدالله السديري - الرياض
    لن تعود إلى ماضٍ بعيد.. بل ربما أنت المواطن العربي الذي إن يكن في بداية شباب والده أو طفولته قد عاصر مرحلة البداية الحضارية.. فلاشك أن جدّه قد مرّ ببعض هذه المرحلة.. وقتها كانت القاهرة وبيروت وبغداد تمتلئ بالنشاط الفني وتواجد الجامعات الدراسية وتعدّد حملة الدكتوراه، حتى إن شاعراً سعودياً بعد زيارته للقاهرة في ذلك الوقت أطلق قصيدة نبطية ورد فيها:

    إن مت في شارع فؤاد ادفنوني

    ياطا على قبري بنيّ مزايين

    لأنه لم يكن من قبل قد شاهد تلك العضوية النسائية المطلقة..

    وليس في عصر الأجداد وإنما بعد ذلك حفظت لنا الروايات قول شاعر لصديقه:

    لا صرت بالصمان والقيظ حاديك

    أيا حسين الدل وأيا المطية

    فرد عليه صديقه:

    الله كريم ولا ومر بالتهاليك

    ولا ومر بفراق صافي الثنية

    لا صرت بالصمان والقيظ حاديك

    اترك حسين الدل واخذ المطية

    ولا صرت بأيام الرخا عند أهاليك

    حبة حسين الدل تسوى المطية

    لأنه لم يكن يملك سيارة تنقله وتنقذه من رمال الصمان فليس له إلا المطية (أي الناقة)..

    وذروة تصوير البؤس قول شاعر رابع في ذلك العصر:

    كم ليلة جيت أدور في حراويك

    عجْل وأخاف القمر يظهر عليّه

    حيث لا وجود للكهرباء.. ثم يواصل:

    نطيت أنا الداب وأنيابه مشاويك

    والله وقاني من أسباب المنية

    حيث يصف خطورة الثعبان الذي كاد أن يقضي عليه.. ثم يواصل:

    يا رِجْل «القدم» لو هو مصيبك وين أداويك
    وادواك يمّ الحسا صعب عليّه
    حيث لا علاج إلا في الحسا وصعب عليه السفر إلى هناك، ونحن الآن لدينا أفضل المستشفيات العربية وننطلق إلى أمريكا وبريطانيا وألمانيا لعلاجات خاصة..
    ما سبق هو بعض من تعابير عديدة ترسم صور ذلك الماضي القريب جداً الذي كنا فيه نعيش بداوة مطلقة، ووقتها كانت عواصم عربية قد دخلت مختلف المستويات الحضارية التي وقتها لم نكن نعرفها ولا نحلم بها..
    الواقع الراهن يوضح أننا انطلقنا إلى براهين منجزات تعليمية تقارب الثلاثين موقعاً جامعياً، وفي بعض مدن كانت قرى صغيرة، والمبتعثون إلى الخارج يزيدون على المئة وخمسين ألف طالب.. وضعف هذا العدد موجود في الداخل.. كيف لا نفهم بدايتنا القريبة وواقعنا العلمي والاقتصادي والحضاري الراهن.. ومن الطريف أن تتضح هذه الحقائق في حاضرنا الآن الذي تتراجع فيه دول المقدمة العربية إلى الخلف..
    ألسنا نذكر واقع العاصمة الرياض، وكيف كانت في حجم القرية ولا شيء فيها إلا مساكن الطين الصغيرة، وشوارعها لا تزيد في عرضها على أربعة أمتار؟.. وكيف استطاع الأمير سلمان صنع الواقع الحضاري الراهن لها من موقع سكن لا يزيد على العشرين ألفاً إلى جزالة الأربعة ملايين.. من أحياء الطين المتواضعة إلى مباني الأبراج العالية الامتداد.. من لعب «الكعابة» في الشوارع إلى جزالة الحضور الرياضي.. من مسجد المطوع للتعليم إلى تعدد الجامعات والمستشفيات في الرياض؟..
    وأجزم بأن مراجعة مشاريع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الراهنة هي ليست ثروة حاضر حضارية فقط، ولكنها تأسيس مستقبل علمي واقتصادي واجتماعي لن تتوفر جزالته عبر السنوات القادمة في مجتمع من دول العالم الثالث.. الملك عبدالله أسس للانطلاق نحو العالم الأول..
    إذاً؛ وهذه الحقائق واضحة؛ لماذا توجد آراء غريبة المحاولات في الوصول إلى أذهان الشباب بمعلومات غير منطقية عبر المواقع الالكترونية؟ بما يوضح أنها تأتي إما من اجتهادات غير منطقية أو موضوعية، أو تأتي من إيحاءات أجنبية تحاول أن تُلحق مجتمعنا بما هو فيه غيرنا من تراجع وتعدّد خلافات ليست في الرأي وإنما بدموية غير إنسانية..
    واقعنا المتميّز يفرض أن تكون جماعية فهم ووعي تجنّبنا سلبيات الواقع العربي وتأخذنا بشمول الوعي والمعرفة إلى خصوصية حضارية مرموقة.. نحن نتواصل مع مسؤولياتنا فيها لكن يجب أن نوفّر جماعية الوعي بإلزام حكومي مثلما فعلت الصين والهند حين نجحت في شمولية الانقياد نحو واقع دولي مرموق..
    إن ما نجده يتصدر في المواقع الالكترونية من آراء غير منطقية، بل وتحريض خاص حتى ندخل في متاهات العالم العربي.. وهو ما لن يكون.. لا يحتاج الأمر إلى شواهد قول، ولكن مراجعة مهمات القفز من بداوة معزولة إلى الحضور في عضوية دولية مرموقة هو ما يفترض أن يبقي لنا طرقنا الواقعية في التقدم الواضح والشامل لكل امتدادات السكن في بلادنا..
    المقاطعة والمغالبة
    بقلم: أحمد ماهر – اليوم السابع
    ثارت حالة من الغضب والاحتقان فى الأوساط السياسية منذ إعلان رئيس الجمهورية عن موعد الانتخابات البرلمانية فى أبريل القادم، وللغضب مبررات منطقية، فلا تزال حالة الاحتقان السياسى مستمرة، ولا تزال الأوضاع الأمنية متوترة، ولا تزال مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان تتجاهل كل ضمانات للحوار أو أى حلول تقود لحالة من الاستقرار وبدء للحوار الجاد من أجل التوافق وإنهاء الانقسام ومن أجل بناء مصر سوياً.
    زاد الغضب أكثر عندما دعا الرئيس للحوار حول الانتخابات بعد إعلانه عن موعد الانتخابات بالفعل فيما يعتبر ممارسة لنفس الأسلوب منذ الإعلان الدستورى فى نوفمبر الماضى وهى سياسة الإجبار ثم المماطلة من أجل كسب بعض الوقت إلى أن تهدأ الأمور ثم يتم الإجبار على الخطوة الثانية والثالثة والرابعة وهكذا.
    رفضت كل أحزاب وحركات وشخصيات المعارضة الوطنية الدعوة للحوار بعد تحديد موعد الانتخابات، فكل محاولات الحوار السابقة باءت بالفشل، وجانب الرئاسة والإخوان ومؤيديهم ليس عندهم أى استعداد لأى تنازلات رغم أن من أسس أى تفاوض أن يكون عند الطرفين استعداد للتنازل عن نسبة من المطالب أو المصالح من أجل الخروج بأكبر توافق للطرفين، بجانب أنه كيف يكون هناك حوار بعد أن أعلن الرئيس بالفعل، كما أن الرئاسة والإخوان يعلمون بالفعل جوهر الأزمة وما هى المطالب وما هى أوجه الاعتراض على الحكومة والنائب العام والدستور وقانون الانتخابات.
    وعلى الصعيد الآخر ورغم حالة الغضب التى جمعت كل أطراف المعارضة من أحزاب وحركات وأفراد وجمعيات سواء بجبهة الإنقاذ أو خارجها، إلا أن الموقف النهائى من الانتخابات لم يتحدد بعد. فهناك العديد من المحللين السياسيين والباحثين داخل مصر وخارجها يرون أن المشاركة هى الحل الأمثل، وأن المعارضة الوطنية تملك فرصة كبيرة للفوز بنسبة كبيرة إن عملت بجدية ونظام على الفوز، فالإخوان والرئيس شعبيتهم فى انحدار مستمر بسبب الأداء السياسى والاقتصادى السيئ والفشل فى إدارة الدولة، وهناك أيضاً من يرى أن المقاطعة هى هدية لجماعة الإخوان وإضاعة فرصة كبيرة كان من الممكن للمعارضة أن تستغلها.
    وفى الجانب الآخر ترى معظم قوى المعارضة أن جماعة الإخوان تستمر فى سياسة فرض الأمر الواقع كما حدث فى الإعلان الدستورى والاستفتاء على الدستور وتمريره، وأن جماعة الإخوان تصر على المضى قدما فى انتخابات مجلس الشعب رغم استمرار الانقسام واستمرار الاعتراضات على الدستور والحكومة والنائب العام، وأن الدخول فى هذه الديمقراطية الوهمية لن يزيد الإخوان إلا استبداداً ولن يفرز إلا برلمانا مشوها كما حدث فى 2011، وأنه لا يجب إجراء الانتخابات فى ظل استمرار مسلسل العنف والدم والقمع والتوتر والحالة الاقتصادية التى تزداد سوءا كل يوم، وكل ذلك لا يهم الإخوان، وفقط كل ما يهمهم هو المزيد من المغالبة والمزيد من السيطرة.
    وإن درسنا إمكانيات نجاح سلاح المقاطعة كنوع من المقاومة السلمية ونزع الشرعية ووسيلة لدعم فكرة العصيان المدنى ووقف مشروع الاستبداد فسنجد أنها قد تكون وسيلة ناجحة إن تم تنظيمها جيداً وتحقيق أسباب النجاح.
    فالمقاطعة ليس معناها فقط إعلان المقاطعة، وليس معناها فقط الجلوس فى المنازل وعدم خوض المعركة، بل هى تلزم الوصول للجمهور وإقناعهم بالمقاطعة، وتلزم تنظيم كامل ومجهود شاق من أجل جعل المقاطعة ناجحة.
    أقوال جديدة فى حكم الإخوان بعد معركة المنصورة
    بقلم: عبد الفتاح عبد المنعم – اليوم السابع
    لا يحتمل البلد هذا الصمت الرئاسى لكل مايحدث يوميًا من، عنف وقتل وتفكيك لكل مفاصل الدوله التى نخشى أن تتحلل، خاصة بعد دعوات الانفصال التى ظهرت فى العديد من المدن المصرية، وأصبحنا قاب قوسين أو أدنى من حروب ومعارك أهلية بين جناح الإخوان والقوى السياسية المعارضة، وهو ما حدث فى معركة المنصورة التى وقعت يوم الجمعة وكادت أن تحدث فتنه كبرى، وتكرر نفس السيناريو فى محافظه الغربية، ويبدو أن الأيام القادمة ستشهد المزيد من الفتن بين أبناء الأمة الواحدة.
    الأمر أصبح خطيرًا فى ظل تجاهل الرئيس الإخوانى لكل المطالب الجماهيريه التى نقدمها مرة أخرى للدكتور مرسى الذى يحكم البلاد من برج عاجى لا يسمع فيها لأحد إلا لعشيرته وأهل الثقة من جماعته، الشعب يا دكتور مرسى يريد حكومة إنقاذ وطنى لتحقق أمانى كل الشعب الوطنى، حكومة إصلاح لبث الأمل فى نفوس هذا الشعب، وتقضى على حالة اليأس والإحباط التى تمكنت من المصريين، ويريد منكم يا سيادة رئيس الجمهوريه إعادة النظر فى كل المواد المعيبة فى دستور الإخوان ليحقق مبدأ سيادة الأمة، ويكفل الفصل بين السلطات، ويتيح تداول السلطة، ويؤكد مدنية وديمقراطية الدولة، نعم نريد تعديل قانون الانتخابات الذى تم تفصيله لصالح الإخوان وحزبها ومرشحيها.

    يا دكتور مرسى، هل تعلم أن الفقر والبطالة والتعسف الأمنى والفوارق الطبقية التى لا مثيل لها فى العالم واحتكار السلطة.. هى أسخن 5 ملفات، وهى التى ستؤدى بالفعل إلى استمرار حالة الغضب فى الشارع المصرى ضد حكم الدكتور محمد مرسى وجماعة الإخوان، والتى تتصاعد يوما بعد يوم، وما حدث فجر أمس فى المنصورة والغربية والعصيان المدنى ببورسعيد، وغيرها من المدن المصرية، هى البداية لما يعرف بانتفاضة غضب جديدة ضد حكم الإخوان والمرشد ومرسى والشاطر.
    لم نعد نتحمل كل هذه الكوارث التى تضرب البلاد منذ وصول الإخوان لسدة الحكم، فالشعب كان يحلم بالأفضل بعد خلع مبارك، ولكن حلمه تحول إلى كابوس مرعب ومخيف فى ظل تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى حالة الكراهية التى أصابت المجتمع كله، حيث غاب عن هذا الشعب السماحة والمحبة التى كنا جميعًا نتحلى بها قبل انتفاضة 25 يناير.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 315
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:21 AM
  2. اقلام واراء عربي 309
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:03 AM
  3. اقلام واراء عربي 308
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:02 AM
  4. اقلام واراء عربي 307
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:02 AM
  5. اقلام واراء عربي 306
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:01 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •