النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 343

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء عربي 343

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]
    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif[/IMG]


    • في هذا الملــــف:
    • مأزق المصالحة الفلسطينية
    • بقلم: الياس سحاب عن السفير اللبناية
    • حماس وصورتها المهتزة في مصر
    • رأي القدس العربي
    • مصر وساعة المراجعة
    • بقلم: غسان شربل عن الحياة اللندنية
    • هل تصل رسالة أردوغان للإخوان ؟
    • بقلم: مهنا الحبيل عن الوطن القطرية
    • إنقاذ مصر بتدميرها؟
    • بقلم: حلمي الأسمر عن الدستور الأردنية
    • عبور (الإخوان)!
    • بقلم: عبدالله كمال عن المحيط السعودية
    • ورطة الإخوان في حكم مصر
    • بقلم: حمد الماجد عن الشرق الأوسط
    • الإعلام قوة حضور مطلوبة


    بقلم: تركي عبدالله السديري عن الرياض السعودية
    مأزق المصالحة الفلسطينية
    بقلم: الياس سحاب عن السفير اللبناية
    يبدو حديث المصالحة الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، لكثرة ما تكرر وما تأجل وما تعقد، حديثاً يحتاج الى إعادة نظر شاملة في أساسياته.
    فحتى هذه اللحظة، ورغم امتداد هذا الحديث على سنوات، يبدو أن شكله الخارجي يعني شيئا، ومضمونه يعني شيئا آخر، بل ربما اشياء أخرى.
    في الشكل الخارجي، فإن الحدود القصوى لهذا الحديث لا تصل، ولم تصل في يوم من الأيام، الى أكثر من هدنة أو تهدئة أو تفاهم، بين السلطتين القائمتين في كل من رام الله وغزة.
    ولو راجعنا تطور الامور والعلاقات بين الاقليمين الفلسطينيين الخاضعين، بشكل أو بآخر، لسلطة الاحتلال وجبروته وحصاره لحدود الاقليمين حصارا كاملا، ان تقدماً في هذا الشكل الخارجي لحديث المصالحة قد حصل، بما يكفي لإنجاز هذا الغرض المحدود في كل حال. فقد مضى وقت طويل لم تعد فيه سلطات رام الله تعاير سلطات غزة بتسمية «الحكومة المقالة في غزة»، كما لم تعد سلطة قطاع غزة تعاير رأس السلطة في رام الله، بأنه «الرئيس المنتهية ولايته».
    يبدو أنه بعد تطور الأمور في غزة، ووصولها الى مرحلة أصبحت فيه القضية هي التهدئة مع اسرائيل، في مرحلتها الاولى، والعمل للوصول الى تخفيف الحصار الاسرائيلي للقطاع، أو إزالته إن أمكن، بتفاهم مع دور العهد الجديد في مصر، في مراحل متقدمة. بعد هذه المرحلة الجديدة، يبدو لي أن الفوارق الجوهرية بين السلطتين في كل من رام الله وغزة قد خفت الى درجة كبيرة، حتى لم تعد هنالك فوارق بين الاثنين إلا في الشكل الخارجي.
    لقد أصبح الوضع السائد بين المسؤولين في الاقليمين، بعد مبادرات شكلية قامت بها «حماس» تجاه مبعوثي السلطة الى غزة، وأنصارها في غزة، أشبه بتطبيق للمثل الشعبي القائل: «مرحبا يا جاري / انت في دارك وانا في داري».
    انها أشبه بمصالحة غير معلنة، تتيح لكل سلطة في كل اقليم ان يتدبر أموره اليومية مع سلطة الاحتلال الاسرائيلي، بما يناسب أوضاعه الهيكلية.
    وتكاد أوضاع هذه المصالحة أو التهدئة غير المعلنة بين السلطتين، تبدو غير بعيدة عن تعيين ممثل رسمي لحماس في رام الله، وممثل رسمي لفتح في غزة.
    ولعلنا لا نذهب في التشبيه بعيدا اذا قلنا انه بناء على تكرس هذه الاوضاع السائدة، والتعود عليها حتى التبلد، انه أصبح لكل من هاتين السلطتين الفلسطينيتين، تحالفاتها الاقليمية والدولية المفضلة. يجري كل ذلك في ظل ما يشبه نظامين للحكم، يتمتعان بسلطة وهمية، ويخضعان في الحقيقة الى احتلال شامل وعميق.
    انه نوع من أنواع مصالحة الامر الواقع، الى درجة التعود والاستغراق.
    لكن الامر لا يبدو كذلك اذا طرحنا أسئلة من نوع: أين كل هذا من موضوع الوحدة الوطنية الفلسطينية، بين شعب فلسطين في كل من اراضي 48، وأراضي 67، والشتات العربي والدولي؟
    او أين هذا الوضع من أساسيات وجوهر الجريمة التي دمرت فلسطين في العام 1948، قبل ان تستكمل سرقتها في العام 1967؟
    لذلك يعتقد كثيرون انه حتى لو تطورت شكليات هذه المصالحة بين السلطتين الى حد توقيع وثائق مصالحة جديدة، أو إحياء الوثائق القديمة، من خلال احتفالية يجري فيها العناق وتبادل القبلات، فإن ذلك لن يكون أكثر من تكريس للوضع البائس.
    لم يعد المطلوب هذه المصالحة الشكلية بين سلطتي رام الله وغزة، بل المطلوب هي مصالحة وطنية فلسطينية شاملة مع أساسيات القضية الفلسطينية، كما كانت ليس فقط قبل «اتفاقيات اوسلو»، بل قبل التعديلات التي أدخلت على الميثاق الوطني الاصلي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
    لنستعد أساسيات القضية وجوهرها اولا، وبعد ذلك تسهل عملية وضع كل التجارب السابقة للنضال الفلسطيني، بإيجابياتها وسلبياتها، موضع الدرس لابتداع أساليب خلاقة في استعادة المقاومة الشاملة لشعب فلسطين، لإنجاز حق عودة هذا الشعب الى وطنه التاريخي، كحل وحيد لهذه المعضلة الانسانية التي أحدثتها الجريمة التاريخية الاصلية التي ارتكبت في العام 1948.

    حماس وصورتها المهتزة في مصر
    رأي القدس العربي
    العلاقة بين حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' وبعض وسائط الاعلام المصرية المتعاطفة مع المعارضة، والمعادية لحركة الاخوان المسلمين ليست على ما يرام ومرشحة للتصعيد اكثر فأكثر في الايام المقبلة، خاصة بعد ورود انباء عن احتمالات حدوث مواجهات بين قوات الجيش المصري ومجموعات مسلحة في سيناء.
    الدكتور يوسف زرقة المستشار السياسي للسيد اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في قطاع غزة تحدث يوم امس عن حملة اشاعات من قبل وسائل اعلام مصرية ستستهدف الحركة في الايام المقبلة وهدد بمقاضاتها امام محاكم مصرية، ولكن من غير المتوقع ان يعطي هذا التهديد ثماره.
    علاقة حكومة حماس بالرئيس المصري محمد مرسي قوية للغاية، فالحركة هي امتداد عسكري وسياسي لحركة الاخوان المسلمين التي جاء من رحمها الرئيس، لكن علاقة الحركة مع المعارضة سيئة للغاية، واستطاعت الاخيرة عبر محطات التلفزة التابعة لها، ان تبث الكثير من الاشاعات حول ارسال حركة حماس 'آلاف' المقاتلين لمساعدة جماعة الاخوان المسلمين، وحراسة القصر الجمهوري حيث مقر الرئيس مرسي لمنع اقتحامه من قبل المحتجين.
    حركة حماس نفت كل هذه الاشاعات وقالت ان 'فلول' النظام السابق هي التي تسربها، واكدت على عدم تدخلها في الشأن الداخلي المصري، لكن هذا النفي لم يجد آذانا صاغية من قبل اجهزة اعلام لا تستهدف حركة حماس بشكل متعمد فقط وانما تخوض حاليا حملة تكريه ضد الشعب الفلسطيني انعكست في بعض المضايقات للمواطنين الفلسطينيين من قبل الامن المصري في مطار القاهرة وفي معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة.
    الرئيس مرسي بذل جهدا كبيرا لتخفيف عملية التحريض التي تستهدف حركة حماس، ولكن محاولاته هذه كانت محدودة النتائج امام الآلة الاعلامية الضخمة للمعارضة. وهذا امر متوقع، فاذا كان هو نفسه يواجه حملات شرسة ضده، بل اكثر شراسة من تلك التي تتعرض لها حليفته حركة حماس، فمن الطبيعي ان يكون مغلول اليدين في هذا الاطار.
    الامن المصري ما زال يتعامل بالعقلية الامنية التي كان يتبعها ايام الرئيس مبارك تجاه الفلسطينيين ابناء قطاع غزة على وجه الخصوص، خاصة في المرحلة التي تلت العملية الارهابية التي استهدفت جنودا مصريين على الحدود مع معبر رفح وادت الى استشهاد 19 جنديا مصريا لحظة الافطار في رمضان الماضي.
    اجهزة الاعلام المصرية المعادية لحركة حماس، لاسباب ايديولوجية محضة، يجب ان تتحقق من الاتهامات والاشاعات الموجهة الى الحركة قبل بثها على الهواء لكي تصل الى ملايين المصريين الطيبين الذين قدموا آلاف الشهداء لنصرة قضية فلسطين، كما ان حركة حماس مطالبة في المقابل ببذل جهود من اجل التواصل مع الشعب المصري بطرق فاعلة من خلال اساليب علمية مهنية، لشرح وجهة نظرها وتبديد هذه الشائعات.
    حركة حماس ليست الشعب الفلسطيني، واجهزة الاعلام المضادة لها ليست الشعب المصري، لكن من المهم التأكيد بان العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني تاريخية واستراتيجية واخلاقية وانسانية والمأمول ان يعي الجميع في الجانبين هذه الحقيقة.

    مصر وساعة المراجعة
    بقلم: غسان شربل عن الحياة اللندنية
    لا يحتاج الرئيس محمد مرسي إلى قراءة التقارير كي يدرك حجم الانزلاق الحاصل في مصر. يكفي أن يفتح نافذة القصر ليشاهد ما يقلق ويسمع ما يقلق. يستطيع الرئيس أيضاً أن يطلب من فريقه تزويده بضعة أرقام. كم هو عدد القنابل المسيلة للدموع التي ألقيت منذ توليه الرئاسة في حزيران (يونيو) الماضي؟ كم هو عدد القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات والمواجهات؟ كم عدد الإضرابات التي شلت قطاعات كثيرة؟ كم عدد الاعتصامات التي نظمت والاستثمارات التي ضاعت؟.
    يستطيع الرئيس أن يطلب أيضاً لائحة بالهتافات التي تدوي في المدن المصرية والشعارات التي يرفعها المتظاهرون وكم تختلف عن تلك التي كانت تردد وترفع أيام الثورة؟. لا بد أن تستوقفه هتافات من قماشة «يسقط يسقط حكم المرشد» و «لا لأخونة الدولة» ومقالات تتحدث عن «الفرعون الجديد» و «الانتقال من ديكتاتورية عسكرية إلى ديكتاتورية إسلامية». لا بد أن يلتفت أيضاً إلى أن بعض الاتهامات يأتي من قوى إسلامية كان يفترض أن تقف إلى جانبه.
    ثمة ما هو أخطر من ذلك. تراجع ثقة المواطن العادي بالدولة المصرية التي يفترض أنها تتكئ على مؤسسات عريقة. لا يحتاج الرئيس إلى من يشرح له الأحوال داخل الشرطة وعلاقتها بالناس. ولا إلى من يذكره باهتزاز صورة القضاء ولا بالخوف من إمساك «الإخوان» بمفاصل الجيش.
    لا يحتاج مرسي إلى من يشرح له أن المصري العادي خائف. خائف على خبزه. وخائف على أمنه. وعلى حريته. وعلى مبدأ تداول السلطة. وعلى حقوق المرأة. وعلى حقوق «الآخر». وعلى مناهج التعليم. وخائف على غده لاعتقاده أن البوصلة ضائعة وأن الوضع مفتوح على أشكال من الانهيار الاقتصادي والسياسي والأمني.
    أخطر ما تعيشه مصر حالياً هو انقطاع خيط الاتصال بين الرئيس والمصري العادي الذي لا ينتمي إلى تيار «الإخوان». لم يستطع الرئيس إطلاق حالة من الأمل. لم يستطع إقناع المصري العادي أن المعارك التي خاضها مع القضاء والمؤسسة العسكرية والمعارضة تصب في خدمة بناء الدولة المدنية ومؤسساتها وتعد بالاستقرار والازدهار. صحيح أن الرئيس لم يتخذ مواقف مغامرة في موضوع العلاقة مع إسرائيل ونجح في الحفاظ على الرغبة الأميركية في نجاحه لكن الصحيح أيضاً أن المسألة أبعد من ذلك وأكثر تعقيداً وأن الامتحان الكبير يدور في الداخل.
    لم يحسن الرئيس تقديم نفسه وشرح برنامجه. الممارسات تركت انطباعاً أن القرار انتقل إلى يد فريق لا يملك برنامجاً للحكم ولا تصوراً لمواجهة أعباء مرحلة انتقالية يضاعف التعاطي المرتبك مع استحقاقاتها أثقال الملفات الموروثة. لو استطاع الرئيس تقديم تصور واقعي ومقنع وجاذب في ما يتعلق بالدستور والملفات السياسية والاقتصادية والأمنية لما تجرأت المعارضة على الاحتكام إلى الشارع واتخاذ قرارات المقاطعة والتصعيد.
    ليس بسيطاً أبداً أن يبقى الشارع المصري ملتهباً. وأن ترتفع أصوات محذرة من الإفلاس. وأخرى من «الصوملة». وثالثة من تجربة جزائرية دامية إذا بلغ التدهور حد اضطرار الجيش إلى العودة إلى الوصاية على القرار.
    حين دخل مرسي قصر الرئاسة كان هناك من اعتقد، في مصر والمنطقة وفي الغرب أيضاً، أننا أمام تجربة ستفوق في أهميتها وانعكاساتها ما بات يعرف بالنموذج التركي. وأن إدارة بلد بتركيبة مصر وحجمها ستدفع «الإخوان» إلى التكيف مع مستلزمات الدولة الحديثة ومنطقها ومؤسساتها فضلاً عن الحقائق الدولية. اليوم تتراجع آمال هؤلاء. مصر ليست تركيا ولكل تجربة سياقها المختلف. الحزب الذي ورثه أردوغان أنضجته تجارب طويلة ومريرة من العيش في ظل دستور علماني وتحت رقابة جيش أتاتورك. ثم إن تجربة حزب أردوغان في الحكم ترافقت مع نمو اقتصادي متواصل واحترام صارم لإرادة الناخبين. في المقابل ها هو مرسي يتولى الرئاسة في بلد مهدد بتدهور اقتصادي مريع وتأزم سياسي غير مسبوق ما يفتح أبواب العنف والفوضى وما هو أدهى. الأكيد أن مصر ليست تركيا ومرسي ليس أردوغان والدليل أن «الإخوان» استقبلوا الزائر التركي بتصفيق شديد لكنهم لم يخفوا امتعاضهم حين تحدث عن الدولة المدنية والعمل في ظل دستور علماني. مصر في خضم تجربة شديدة الاختلاف ومفتوحة على كل الأخطار. ولهذه القناعة أثمانها في الداخل وكذلك في الاستثمارات والمساعدات الخارجية.
    يحتاج الرئيس مرسي الى مراجعة عاجلة لإنقاذ عهده وتجربة «الإخوان» والأهم لإنقاذ مصر من تركة الماضي وارتباك الحاضر.

    هل تصل رسالة أردوغان للإخوان ؟
    بقلم: مهنا الحبيل عن الوطن القطرية
    أحد أبرز الظواهر المؤسفة لتعاطي إخوان مصر مع الرؤى الفكرية والسياسية الناقدة أنهم لا يحبون الناصحين، وهذه صفة ذمّها القرآن العظيم فكيف حين تُمارس ضد من يحبون الخير للحركة الإسلامية في مصر ولمصر الوطن والقيادة العربية التاريخية لأم الدنيا، بل إنّ الرؤية التي تنطلق اليوم نحو الإخوان في مصر يُشارك فيها اسلاميون مستقلون ووطنيون وعربيون بل وحتّى علمانيون يخشون على مصر من تبعة فشل عنيف لهذه المرحلة التي يقودها الإخوان كسدة سياسية وبالتالي فتح الباب على مستقبل خطير على مصر وكل أهلها.
    ومن هنا نورد بعض الأساسيات في تقييم الوضع المصري حتى تتضح الرسالة، وأولها أنّ الإخوان بالفعل يواجهون وواجهوا حملة لا أخلاقية ولا سياسية منضبطة من جناح معارضة رئيسي تشكّل في جبهة الانقاذ وحلفائه من الفلول، وواجهوا بلطجة مركزية وليست سطحية اغتالت 11 فرداً من شبابهم وحرق مقراتهم فضلاً عن دفع مُنظّم عاشته مصر لتصفية رئيسها المنتخب بإرادة شعبية بمحاولة اقتحام الاتحادية وقصر القبة، وهناك حركة تحريض سياسي ودعم مالي مجنون لايزال يضرب في أرض مصر.
    إلاً أن الحكمة السياسية وفنّ إدارة الملفات الصعبة لا يتوقفان عند مدارات تدوير الحديث عن هذه المؤامرة ثم التوسّع في التشكيك في كل رؤية سياسية، ثم مواجهة الحلفاء أنفسهم كما جرى مع حزب النور وفتور العلاقة مع حزب الوسط الممثل لمدرسة الإخوان التجديدية التي انقذت الرئيس، وهو ما دفع الرئاسة الى زاوية أكثر حرجاً من السابق وبرزت بوضوح في عدم قدرة الرئيس على تقديم الإجابة المقنعة على اسئلة عمرو الليثي في لقاء قناة المحور التي كان واضحاً أن الرئيس متأثر فيها بتوصيات أو اقتراحات من بعض منسوبي القيادة المحافظة للجماعة كمقترح أو أجواء وليس المقصود توجيه مباشر، فيما نجحت صورته حين مارس بعفوية إدارة الحوار الوطني واستوعب موقفا صعبا لحزب النور وعلى الهواء وشعر المراقب أن مرسي الذي كان يُدير بنجاح مذهل طاولة حوار حسّاسة بشخصية الرئيس الوطني لم يكن حاضراً مع عمرو الليثي.
    وهذا يعني أنّ للرئيس قدرة على هذا الاستقلال لو اندفع فيه بقوة ودون تردد وتبقى الحركة الإسلامية في صفوف المجتمع الوطني المصري المؤيد لمشروع الرئيس بشروط الثورة وخاصة حين يُدير الرئيس مرسي حركة التغيير التاريخية التي يحتاجها الإخوان فيدفع جيل الشباب التجديدي لتشكيل حركة شبابية وطنية خارج سياق فكر التنظيم الخاص الذي له رؤى غير قابلة لصناعة مجتمع وطني تؤسس لقيم المجتمع المدني بمرجعيته الإسلامية، واستئناف العمل الحزبي بعد استكمال رؤاها النهضوية الحقيقية بالشراكة مع «مصر القوية» والوسط ثم التحول للتحالفات الحزبية، لأنّ أحد اشكالات الإخوان هي أن العمل الحزبي السياسي المشروع انطلق من فكر التنظيم الدعوي الخاص فنُقل الوطن والمجتمع الى قالب التفكير القسري بروح هذا المحضن وليس بروح الوطن المصري، وهو ما يحجب ويمنع قوى شبابية رائعة للإخوان من الوصول الى مفاصل التغيير الوطني لمصر الجديدة وتنمية مصر والمشاركة لتأسيس المجتمع الوطني الجديد.
    هناك خطوات وبرنامج ومواقف اتخذها الرئيس من تحييده للمجلس العسكري حتى لا يُحبط مدنية الثورة وانفتاحه الذكي على الخليج ليمنع الحصار وخاصة الرياض والدوحة ورفض ربط مصر بإيران وموقفه من غزة وغير ذلك، لكن عادت الامور تحاصره وتشكك في قدراته لأن المراقب شعر بأن زخم الجماعة الحزبية التقليدية بات يؤثر على الرئيس وينفّض عنه مستشاريه من خارجهم مع حملة اعلامية عنيفة تصنع من هذه الأخطاء ما يروج للكفُر بأي تعاونٍ مع الرئيس أو حزب الحرية والعدالة، وبالتالي ورغم أن القول بجواز أخذ الاخوان لفرصتهم حتى لو تغولوا في اجهزة الدولة له وجهٌ صحيح إلا أنّ ذلك لا يُقدم لا مشروع استقرار ولا تنمية ولا يؤسس لمصر الجديدة وستظل تدور في حلقة مفرغة حتى لو حصد الإخوان نتائج البرلمان، وعليه فإن خطة تدوير السلطة بين شركاء العمل الوطني السياسي بحسب دورات التغيير ستقف، وهو ما سيُعيد طرح السؤال هل ما ردده الإخوان في شرعية استكمال دورتهم يشمل غيرهم لو تغيرت معطيات الصناديق وكيف يُضمن ذلك، وقد أُحرج الإخوان كثيراً في الصراع المحتدم مع الحركة السلفية حيث قدمت تصوراً وطنياً لحكومة تآلف ومشروع للتوافق ثم أعلنت انّ لها موقفا سياسيا لا يمنعها من إسناد الرئيس لكنها تؤمن وبالوثائق بأن الإخوان تغولوا على السلطة.
    ورغم إيماننا بأن التآمر الأجنبي أو الاستدعاء للجيش لمواجهة الإخوان هو خيانة للقيم الثورية والحكم المدني بل وتهديد لأمن مصر الذي يجب أن تترسّخ فيه قواعد التآلف والانضباط الدستوري بين الجيش والمؤسسة المنتخبة، الا أنّ الأماني لن تُغير من موازين الاحداث، وأمام إخوان مصر تجربة ثرية بانعطافات صعبة، نعم مصر ليست تركيا ولكن هناك مشتركات في التحول للحركات الاسلامية وعلاقتها بالدولة القومية، وهناك درس كبير أكدناه مراراً لو استوعبه السيد الرئيس مع حركة شباب الإخوان فيتغير التاريخ لصالحهم وصالح مصر، درس تركيا الأكبر ليس المواءمة مع العلمانية، بل إدارة الوطن لا يمكن أن تتحقق إلا إذا تحول التنظيم من حركة جماعة الى حركة مجتمع.

    إنقاذ مصر بتدميرها؟
    بقلم: حلمي الأسمر عن الدستور الأردنية
    لا أستغرب موقف عصابة «الإنقاذ» في مصر الذين يحاولون الوصول إلى السلطة على جثث الشعب، لكنني لا اصدق ما أرى كيف يسعى أهل أرض الكنانة إلى حرق بلادهم، أي شيطان يوحي لهذه الجموع للسير في طريق الانتحار الذاتي؟؟.
    الإنقاذيون حاولوا بكل السبل تسلق سلم السلطة، بعد فشلهم في اختبار الصناديق، وربما نتفهم قصدهم، فهم ساسة يسعون لتحقيق مآربهم، وسجلاتهم معروفة في خذلان أمتهم، وهم منسجمون مع أنفسهم، ولكن ما شأن الجموع الهادرة التي تقبل بروح قتالية عالية لحرق بلدها؟ كيف تتحرك، وكيف تتجرأ على إيذاء نفسها بهذا الشكل الجنوني؟ هل هذه الجماهير هي من قامت بالثورة؟ ام أنها تحرك بالريموت كنترول؟ وكيف يتم تحريك الآلاف على هذا النحو الهستيري لتخرب ثروتها؟ كيف يتم «إنقاذ» بلد بتدميره؟.
    قبل أيام كنت في حديث مع عامل مصري بسيط، وسمعت منه ما يدور في وجدان كل عربي شريف، حالة قرف فائضة من كل ما يجري في مصر، حتى انه لم يعد يتابع ما يحصل في بلده، بعد أن شارفت على أبواب الخراب الشامل، إنه مشهد مقزز ويبعث على الإحباط والجنون، ولا ادري أين عقلاء مصر وحكماؤها والحريصون على مستقبلها!
    يقولون مصر ولادة، وهي كذلك، ألا يوجد بين من ولدتهم من ابنائها الخلص رجل رشيد يوقف هذا المسلسل الممل؟.
    إن كان الإنقاذيون ومن ورائهم لا يريدون الإخوان، فهل يدمرون مصر بملايينها التسعين، من أجل تدمير هذا التنظيم؟ أنا لا أبرىء الإخوان أبدا، فهم جزء من هذه المهزلة، ولكنني أعتقد جازما لو تنحوا إلى الظل، وتركوا السلطة، لن تهدأ مصر، في المدى المنظور على الأقل، فالهدف ليس الإخوان فقط، الهدف قتل تلك الروح التي بُعثت في نفوس الجماهير الطامحة للتغيير، لدفعها لإفلات طرف الخيط الذي أمسكت به، كي لا تصل إلى مبتغاها في الانعتاق من عبودية الأنظمة، وجبروت الطغاة، لقد تكالبت كل قوى الأرض الشريرة لإجهاض ربيع العرب، بكل الطرق والأساليب الشيطانية، كي يقال: انظروا كيف جاءنا الربيع بالفوضى والخراب، وقد قيل، كي لا يفكر أحد في استزراع زهوره، ومن لم يصدق هذا الكلام، فلينظر إلى ثورات الربيع في دول الاتحاد السوفياتي، كيف آتت أكلها، واكتمل إزهار ربيعها، واستقرت ومشت في درب الحرية والاستقلال والانعتاق، لأنها تـُركت تمضي إلى مبتغاها، بلا تآمر وتخريب، بل وجدت من يعينها ويمدها بأسباب القوة والمنعة والنصر، وصفقت لها القوى العظمى، وفتحت لها وسائل الإعلام وبيوتات المال العالمية ابوابها، لكن حينما يتعلق الأمر بالمارد العربي المسلم، فالأمر يختلف، فهذا الكائن يجب أن يبقى في حالة غيبوبة وموت سريري، يتنفس بآلاتهم وبرابيشهم، فلا يموت ولا يحيى، وحينما تململ قليلا أضاءت لمبات الخطر في دوائر صنع القرار في العالم كله، وتحركت ماكينة التشويه والتخريب، لضربه على رأسه، ورأس هذا المارد: مصر، كي يعود الى غيبوبته!.
    هذه هي القصة باختصار.. ولكن!.
    من يراقب نبض الشارع العربي، سواء عبر ما يكتب على شبكات التواصل الاجتماعي، أو عبر ما يبوح به البعض من بعض نوافذ الإعلام، يدرك أن المارد بدأ عملية خروجه من قمقم القهر والعبودية، ولن يعود إليه أبدا، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة!.

    عبور (الإخوان)!
    بقلم: عبدالله كمال عن المحيط السعودية
    لـ(العبور) في وجدان المصريين تأثير مهم للغاية .. لكن ماهو (العبور) ؟ إذا وجهت هذا السؤال لاي مواطن مصري سوف يجيب بكلمات تشير الي نصر ١٩٧٣ المجيد .. إلا أن الذي احدث التأثير في الوجدان العام هو المعني الاشمل الذي يتجاوز يوم ٦ أكتوبر .. بحيث يضم (العبور) بكل وقائعه .. وهي تبدأ من قبل يوم تحقق الهزيمه في ١٩٦٧ .. ولاتنتهي عند يوم بدء العمليات العسكريه التاريخيه التي توصف الان في القاموس المصري بأنها ( النصر العربي الوحيد) .
    العبور حاله ثقافيه واجتماعيه مصريه مركبه ، يمكن وصفها برسم بياني يصعد فيه الخط الي الذروة ثم يسقط الي الحضيض ، ويكون علي المصري من اجل ان يبلغ الذروة مرة جديده أن يبذل جهدا جبارا لكي يستعيد ثباته ووضعه التاريخي . قبل يوم ٥ يونيو ١٩٦٧ كان المصري في ذروة إنتشاءه القومي ، ومقتنع تماما بأنه بلغ مكانه عظيمه لايدانيه فيها اقرانه . في اليوم الثاني او الثالث من حرب يونيو أدرك المصري انه كان قد ارتفع الي ذروه وهميه .. وأن الحقيقه الجديده هي ان عدو رئيسي قد كشف عورة قوته .. وهزمه ..
    في قاع الرسم البياني ، شعر المصري بالمهانه التاريخيه .. اولا لانه قد انخدع في قدرته ، وتبين له انها لم تكن كما تخيل ، وثانيا لأنه تلقي هزيمه من عدو كان المصري مقتنع بأنه لايمكن له الا ان يتقهقر امامه . وفي القاع اكتشف المصري أن قوته خارت وامكانياته ضاعت ..وانه يواجه عدو يفصله عن المصري هوه حضاريه وحواجز جغرافيه وموانع عديده .. نفسيه قبل ان تكون عسكريه .. وبينما يعيد المصري تقييم ذاته كان يتعرض في هذا القاع الي اعنف الحروب غير الدمويه .. اي الحرب النفسيه التي تحاول ان تجعله فريسه ابديه لاإراده لها .. وتصور العدو علي انه اسطوري لايمكن ان يواجه .
    كان علي المصري ان يستعيد ارادته ، وان يقهر عدوه داخل نفسه قبل ان يهزمه في الميدان ، وان يعيد بناء قوته ، ثم بعد كل ذلك وفي لحظه فاصله تاريخيا كان ان حقق العبور .. الذي مثل تخطيا لحواجز كان من غير المتخيل ان يتم الاقتراب منها .. وليس تجاوزها .
    تحول (العبور) من مجرد نصر عسكري فريد ، وخلاق ، الي مكون جوهري في الوجدان .. لكي يتحقق لابد ان يواجه المصري نفسه بالحقائق ..ولكي يتم لابد ان يتسلح المصري بما تفرضه عليه تلك الحقائق . والتسليح ليس فقط معدات عسكريه ..بل هو في حد ذاته عمليه بشريه علميه ونفسيه واراديه مركبه بدورها . . تقتضي التوحد والمثابره والاستنهاض ، وتفرض اللجوء الي اساليب خلاقه ومبدعه مختلفه .. سواء في الاستعداد او المناوره والخداع واستخدام كل الاساليب الشرعيه من اجل تحقيق الهدف القومي المتفق عليه من الجميع .
    صنع الاسرائيليون حول انفسهم اسطوره ، وباعتبارهم عدو ، فإن المصري فرض علي نفسه ان يصدق كل ابعاد الاسوره ، بالغ في الاقتناع بالمستويات الرهيبه التي وصلتها قوة اسرائيل .. كما أضاف الشعب المصري من عنده تغذيات أخري لكي يشحذ نفسه ويستدعي قدراته في اقصي صورها .. بحيث لايكون فقط قادرا علي تخطي الهزيمه ..وتحقيق النصر ..وانما تسجيل نقطه محوريه في التاريخ لايمكن محوها . من العجيب ان اسرائيل صانعة اسطورة نفسها وقعت في الفخ المصري المضاف حين اقتنعت بان اسطورتها حقيقه ..وصدقت ماخدعت به نفسها .. واقتنعت هي ايضا بان المصري لايمكن له ان يقوم من عثرته ولن يقف بعد كبوته .
    انتهت الحرب و وتغير اقليم الشرق الاوسط بناء عليها ، وذهب المصري الي السلام ومنهجه مرفوع الرأس ، من فوق ذروة صنعها في الرسم البياني لمساره ، ومضي الصراع مع اسرائيل في طريق آخر .. لكن العبور بقي في وجدان المصريين (حاله) لها قيمتها .. تؤثر في قيمه ..وتحدد طريقه تفكيره . عبر المصريون فيما بعد عزلتهم عن اشقائهم العرب . عبروا الارهاب . عبروا الازمه الاقتصاديه .. والان هم في لحظه استعداد جديده لنوع عبور مختلف .. ألتقط المؤشرات الداله عليها .. واستطيع ان ارصد الملاحظات التي تدفع نحوها .
    في كل يوم يضيف المصريون ابعادا اسطوريه للصوره الذهنيه عن الاخوان .. ويبدو كما لو أنهم يصدقون كل مايثار حولهم من حكايات .. بعضها حقيقي ..وبعضها بلااساس من حيث الدقه العلميه والخبريه .. وقد بدأ الاخوان هذا من جانبهم .. سوقوا بين الناس أنهم كيان جبار .. لايمكن قهره ..ولن يقدر الشعب أن يفرض ارادته عليه .. وحولوا انفسهم في المخيله العامه الي (قدر) لافكاك منه . والمثير ان المصريين راحوا بدورهم يضيفون الي مايقول الاخوان عن انفسهم حكايات وقصص .. بحيث تظن من خلاصات كلام المواطن العادي ان المصريين قد اقتنعوا تماما بانه لاخلاص من هذا الطغيان .
    نقطه فاصله تجعل المتابع يدرك اننا بصدد لحظه مختلفه ، تتمثل في ان المصري الذي يضخم في قدره الاخوان وقوتهم ، في ذات الوقت يحولهم الي مخلوق مشوه ، غير اخلاقي ، ضد مصلحته ، ويقنع نفسه بأنهم ضد مفاهيم الامن القومي ، ويمثلون خروجا علي نسقه وسياقه ، يضفي عليهم سمات الخصم .. وخصائص الاخر المرفوض .. او كما قلت من قبل هنا " يحولهم الي غرباء" .
    وبالتالي فان المصري الان يرسخ في وجدانه معان محدده ، السلطه غريبه ، الحكم خصم ، الاخوان ضد المصلحه .. إن هذا يتم بايقاع سريع .. وبلهاث اجتماعي لايقارن بالوتيره التي يتحرك المصريون بها عاده .. ذلك ان موعد العبور قد إقترب !.

    ورطة الإخوان في حكم مصر
    بقلم: حمد الماجد عن الشرق الأوسط
    ليس من المبكر أن نقول الآن وبعد توالي الأحداث المؤسفة الأخيرة إن الرئيس مرسي ومعه جماعة الإخوان المسلمين في ورطة حقيقية: إيقاف الانتخابات بأمر القضاء‏‏ واستمرار العصيان المدني في بورسعيد على حاله، وتواصل إحراق المقرات الحكومية والخاصة، وانتقال عدوى الاشتباكات والمناوشات إلى مدن أخرى في الدلتا، في المنصورة أو المحلة، والأخطر من هذا وذاك عصيان الشرطة وانضمامها للمعتصمين. يغذي هذا الوضع المتردي معارضة فاشلة متفككة متهالكة إلا في خصومتها للرئيس، شريحة منها غير شريفة تريد إفشال حكم الإخوان ولو بإشعال البلاد كلها، يدعمها بقوة إعلام موجه ينتشي وهو يوجه مزيدا من الضربات الموجعة للوضع المترنح أصلا، ويضحك ساخرا ملء شدقيه من ارتباك الرئيس ومعه حكومته الضعيفة.
    هي ورطة حقيقية، لأن أمام الرئيس حيال الانفلات الأمني حلين أحلاهما مر، إما أن يكون صارما حازما فيأمر أمنه باستخدام الذخيرة الحية ضد البلطجية والمشاغبين الذين يعتدون على الممتلكات العامة والخاصة، والذين يحمل بعضهم أسلحة يستخدمونها في هجماتهم، وهذا الحل هو الذي يطالب به مؤيدو الرئيس من الإسلاميين المتحالفين معه، وهو أيضا مطلب شريحة ليست قليلة من الشعب الذي أصابه الضجر وتملكه الملل من استمرار الاضطرابات وتواصل الاعتصامات التي ساهمت في تردي الوضع الاقتصادي وتهاوي العملة وغلاء الأسعار.
    هذا الحل ينطوي على مخاطر كبيرة لأن استخدامه سيسكب مزيدا من الزيت على نار مشتعلة أصلا، وقد تعجل بانزلاق البلاد إلى دوامة عنف وعنف مضاد، ثم إن مشهدا واحدا لرجل أمن مصري يردي أحد البلطجية قتيلا سيقلب هذا البلطجي إلى أيقونة وبطل قومي وسترتفع حينها التساؤلات: «بأي ذنب قتلت؟!»، فكيف لو تحول عدد القتلى إلى العشرات والمئات؟!
    والحل الثاني من الحلول المرة، وهو الذي اختاره الرئيس وفريق مستشاريه: التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس تجاه العنف والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، وعدم استخدام السلاح ضد مرتكبي هذه الجنح، وهذا الحل وإن بدا إنسانيا وحكيما، لكنه هو الآخر له أعراض جانبية خطيرة، فهو يعني المزيد من الانفلات الأمني، وتناقص هيبة الحاكم، ويعني مزيدا من التردي للوضع الاقتصادي، والناس إذا لم تطعمهم من جوع ولم تؤمنهم من خوف فلن يلتفتوا إلى طيبتك وإنسانيتك وتواضعك والأذان الذي تصدح به والشقة المتواضعة التي تستأجرها. بالتأكيد أن «الدولة العميقة» والفلول والمتعاونين معهم والذين يتقاطعون معهم في مخاصمة ومناكفة الرئيس و«جماعته» لهم دور فيما يجري، هذه الحقيقة لن تغفل الجانب الآخر من الحقيقة، وهو أن الذين يحتجون ويعترضون ويتظاهرون ويعتصمون ليسوا كلهم من هذه الفئة، بل فيهم شريحة ليس لها انتماء وهي التي أعطت صوتها لمرسي ليس حبا فيه ولكن كرها لشفيق، هذه الشريحة بالذات إذا لم تجد في الرئيس ما انتخبته لأجله فإن تحولها إلى المعارضة سريع وهذا ما يجري الآن وهو الذي يفسر تناقص شعبية الرئيس بسبب عدم رضاها عن أسلوب حكمه.
    ليس أمام الرئيس ومعه الإخوان إلا الواقعية في استيعاب القوى المختلفة وإشراكهم في كعكة الحكم مهما كانت درجة خصومتهم لها، وليس صحيحا أن هذه مطالب جبهة الإنقاذ وحدها، بل حتى السلفيون وبعض المستقلين الذين كانوا الثقل الذي رجح كفة انتصار الرئيس مرسي على شفيق، صاروا الآن يطالبون أيضا بتوسيع حقيقي وصادق للمشاركة في الحكم لانتشال البلاد من هذا المأزق، فمشاركة أطياف المعارضة في الحكم، علاوة على أنه سيقلم مخالبها الحادة، سيجعل الجميع يشارك في الغنم والغرم بدل أن ينفرد بهما فصيل واحد.

    الإعلام قوة حضور مطلوبة
    بقلم: تركي عبدالله السديري عن الرياض السعودية
    لا خلاف بأن توفّر الكفاءة العسكرية والأخرى الأمنية يعني توفّر جزالة حماية المجتمع من مختلف المخاطر التي بعضها يؤدي إلى تمزّقات بالغة الرداءة، مثلما هو الحال في عدد ليس بالقليل في عالمنا العربي..
    ونحن - والحمد لله - في مجتمعنا السعودي توفّرت لنا حصانة كبح أي عداوات حاولت أن تصل إلى غايات خطرة من عدة مواقع وبمختلف وسائل، لكن الفشل كان هو النهاية الدائمة.. ولعل أبرز نموذج لكثافة هذا الحضور ما بذلته القدرات الأمنية من كفاءة كبح لكل محاولات نظام القاعدة الإجرامية العابثة، حتى اعترف بنا الجميع كأفضل رادع لتلك المحاولات.. ولو أردت أن أضيف مسميات تميّز انفرد بها مجتمعنا تخص الاقتصاد المتعدد الغايات وتطوير التعليم ومشاريع الإسكان والوضوح في جزالة القدرة التجارية المحلية لما أمكن أن أستوفي ذلك في مقال واحد.. والشواهد في كل ذلك معروفة.. لكن ما هو مستوى الإعلام في بلادنا؟.. وما هي ضرورة نوعية الإعلام في مجتمعنا؟..
    هذا هو بيت القصيد..
    إن الإعلام في الدول المتقدمة قد قطع أشواطاً تقدمية ليست بالسهلة بحيث أصبحت مصادره مرجعية تقدم للعالم.. أعني ما يخص حماية تلك الدول من تدخل أي أفكار خاطئة، فالإعلام ليس ممارسة كتابة تقليدية أو تداول نشر أخبار مشاعة عند الجميع.. الإعلام في مجتمع - مثلما هو حال مجتمعنا - يحتاج إلى إعلام خاص لن يكون أقل أهمية مما هو عليه جهاز القدرة العسكرية والأخرى الأمنية من كفاءة حضور.. نريد أن نرى وجود قدرة إعلامية تختلف جداً عن كل الوسائل التقليدية في عالمنا العربي.. فالإعلام هو المنطلق الأول لدعم مستويات الوعي المطلوبة في مجتمع انطلق من توزع قبلي وبساطة حياة اقتصادية إلى الدخول في مسار مجاراة الدول الأولى متى تمكن من حماية منطلقات تميّزه التي ستأخذه إلى حيث أرادته سياسات التطوير الشاملة..
    فالإعلام وفق ظروفنا القائمة لا يجب أن يتوقف عند حد ملكياته الخاصة ولا عند ممارسات تقليدية قد تخدم أشخاصاً أكثر مما هي تخدم مجتمعاً، وإنما يجب أن يكون كفاءة حماية لمستويات الوعي وحماية لما نحن فيه من منطلق وصول يخرجنا من تقليديات الأوضاع العربية الراهنة والتي لا نجد فيها جزالة الحضور الإعلامي القادر على كبح مفاهيم التدخلات الفرعية المجهول مصدر انطلاقها من ناحية أو بساطة المؤثرات والمفاهيم عند فئات أخرى، بحيث أصبحنا نلحظ بين وقت وآخر وجود تجاوزات غير منطقية..
    ما نوعية مَنْ يمارسون الإعلام في صحافتنا.. وعياً وثقافة؟..
    كم عدد المتفرغين من المواطنين في هذه المهنة داخل كل صحيفة؟..
    ما هو تنوع الممارسات الإعلامية؟..
    كيف هي خطط التأهيل لحديثي التخرج؟.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 328
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:34 AM
  2. اقلام واراء عربي 319
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:20 AM
  3. اقلام واراء عربي 318
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:19 AM
  4. اقلام واراء عربي 317
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:18 AM
  5. اقلام واراء عربي 316
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:17 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •