النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 286

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 286

    اقلام وآراء
    (286)

    الثلاثاء
    12/3/2013



    مختارات من اعلام حماس



    أقلام وآراء (286)


    • علاقة الميزانيّة العسكريّة للجيش الإسرائيلي بالتهديدات الأمنيّة

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. عدنان أبو عامر


    • وقفة في رحاب عقل حماس المفكر.. المقادمة

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، غسان مصطفى الشامي


    • الفوضى الخلاقة وشرق أوسط جديد

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، أدهم أبو سلمية


    • الآن حصحص حق المجلس التشريعي

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة


    • القبة الحديدية، تحت الضوء من جديد!

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، لمى خاطر


    • خيارات الرئيس محمد مرسي

    فلسطين الآن ،،، حسام الدجني


    • الحجاج بن يوسف... في ذمة الله

    فلسطين الآن ،،، خالد الخالدي


    • هل تريد إيران أن تكون ''إسرائيل'' ثانية؟!

    فلسطين الآن ،،، أحمد نوفل



    علاقة الميزانيّة العسكريّة للجيش الإسرائيلي بالتهديدات الأمنيّة
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. عدنان أبو عامر
    تعيش الأوساط الإسرائيلية حالة من الشد والجذب قبيل إقرار الميزانية العامة، في ظل استقطاب حاد بين وزارتي المالية والحرب، حيث تسعى كل منهما لتكون الميزانية في صالحها، ففي حين ترى الأولى أن ميزانية الجيش مبالغ فيها، تعتقد الأخيرة أن ما تعيشه "إسرائيل" من تهديدات يتطلب منها المحافظة على حد أقصى من الموازنة.
    ومع ذلك، ترى محافل أخرى أن الجيش الإسرائيلي يستعدّ لحروب لن تقع في المنطقة، في إشارة لتخويف القيادة العسكريّة من أنّ تقليص ميزانية الدفاع أمر خطير، لأنه سيضر ضرراً شديداً بالاستعداد للتهديدات المتزايدة، لأن "الفحص السطحي" يُبين أنه يمكن، بل ويجب تقليص ميزانيّة الدفاع، لأن ذلك لن يضر باستعداد الجيش لتهديدات المستقبل.
    وبالاستناد إلى معطيات عسكريّة، تشير إلى أنّ الجيش يملك أكثر من 3100 دبابة و8 آلاف ناقلة جنود مدرعة، وصنع 1600 دبابة قبل 30 سنة، و220 منها عمرها 50 سنة! كما اشترى قليلاً من ناقلات الجنود المدرعة قبل عقود كثيرة.
    ونقلت محافل عسكريّة في وزارة الحرب وهيئة الأركان اعترافها بأنه لا يوجد أي سيناريو حرب في المستقبل في حدود "إسرائيل" سيُحتاج في إطارها، أو يُستعمل هذا الحشد العظيم من دبابات الجيش، فلم تعد احتمالات معارك المدرعات كتلك التي ميزت حربي "الأيام الستة ويوم الغفران" موجودة، في ظل العوامل التالية:
    • الجيش السوري أخذ يُسحَق، ولم يعد الآن قوة قتاليّة يجب أخذها في الحسبان.
    • سيكون الجيش المصريّ مشغولاً في السنين القادمة بشؤون الدولة الداخليّة، واحتمالات أن تبادر مصر لحرب أقل من ضعيفة، وحتى لو استقر رأيها على البدء بحرب فإن قواتها المدرعة ستحتاج لقطع شبه جزيرة سيناء، إضافة إلى أنه في هذه الحال سيُستعمل سلاح الجو الصهيونيّ للقضاء على صفوف المدرعات المتقدمة شرقاً.
    • لم يعد الجيش العراقي يشكل تهديداً لـ"إسرائيل"، وانتقضت عُرى "الجبهة الشرقية" واختفت، وهي الجبهة التي كان الجيش يستعد لمواجهتها قبل أكثر من 20 سنة.
    لذلك كله، لا يوجد أي تسويغ للاستمرار في الإبقاء على آلاف الدبابات والتسلح في المستقبل بدبابات كثيرة أخرى باهظة الكلفة، ما يعني تفعيل أجهزة الرقابة والإشراف على الجيش، الذي يطمح للتسلح بمنظومات سلاح كثيرة قدر المستطاع.
    وفي حين تنجح الرقابة في "الحد من شهوة" الجيش للتسلح، فلن يتكرر هذا في المستقبل، لكن تهرب الكنيست، المفترض به مراقبة الجيش، من هذه المهمة، يبقي المؤسسة العسكرية هي من تقرر وحدها بنية الجيش العسكريّة، وتسلحه، واستعداده العمليّاتي.
    في المقابل، فإنه سيبقى ينفق أموالاً كثيرة في إعطاء أجوبة على كل أنواع التهديدات في جميع المستويات، دونما صلة باحتمال تحققها، بحيث تصبح الميزانيّة الأمنيّة ضخمة جداً، وتأخذ تكبر في كل سنة، رغم أنّ هناك تغيّراً في صورة التهديدات لـ"إسرائيل" في العقدين الأخيرين بقدر كبير، ويبدو أنّ الجيش سيضطر في المستقبل القريب لأن يواجه في الأساس تهديدين رئيسين هما عمليات حرب عصابات، وإطلاق صواريخ مائلة المسار.
    مع العلم أن الاعتقاد السائد في "إسرائيل" يرى بأن احتمال حرب أخرى لجيوش دول المنطقة قد طُوي تماماً تقريباً، لكن هذا لا يعوق الجيش عن الاستمرار في بناء قوته لمواجهة سيناريوهات تشبه حروباً كـ"يوم الغفران"، وأنّ الجيش اليوم كبير جداً، ومسلح بمنظومات قتال باهظة الكلفة جداً، ترمي للرد على تهديدات تعترف الاستخبارات العسكريّة بأن احتمالات تحققها منخفضة جداً.









    وقفة في رحاب عقل حماس المفكر.. المقادمة
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، غسان مصطفى الشامي
    لم تكن تسمية الصاروخ القسامي الذي سقط على المغتصبات الصهيونية في القدس المحتلة خلال الحرب الأخيرة على غزة، باسم "مقادمة 75 " جاء مصادفة بل له أصول وجذور تاريخية عسكرية، يعود بنا إلى تاريخ المفكر القائد الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة، الذي تلوح ذكرى استشهاده العاشرة في الأجواء وتنير الدرب نحو التقدم للإمام في مسيرة البناء والتحرير وكنس الاحتلال عن أرض فلسطين.. لخص المفكر المقادمة رحلته في الجهاد والعطاء والبناء بدعوة الشباب وأبناء الأمة للنهوض والعمل والبناء من أجل تحرير أرض فلسطين من دنس المحتلين..
    المفكر الشهيد المقادمة هو أحد الركائز الفكرية للبناء الشاهق للحركة الإسلامية المجاهدة في فلسطين، فقد عاصر النشأة والفكرة والتأسيس، وجاهد مع إخوان فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني البغيض، رجلٌ على بساطته في الحياة وتواضعه كان دقيقا و يحمل فكرا جهاديا جبارا في الدعوة الإسلامية والتربية والتحرير وبناء الدولة، فقد كان يحرص دوما على القراءة في كتب الفقه والسيرة والتاريخ والتراجم وإلقاء الدروس والعظات على الجيل الشاب، كما كان يحرص دوما على بناء الشخصية الإسلامية بناء قويا وعلى أسس متينة من أجل إعداده إعدادا تربويا ودعويا ورياضيا قويا وتجهيزه لخوض معركة التحرير المقدس..
    الشهيد المفكر إبراهيم المقادمة ابن بلدة بيت دراس الفلسطينية التاريخية العريقة التي هجر منها عام 1984م وحمل مأساة النكبة وحمل هم دعوته وفكره وهم بناء الجيل والتحرير مع أخيه الإمام الشيخ الشهيد أحمد ياسين حيث ساهم في وضع اللبنات التأسيسية الأولى لحركة المقاومة الإسلامية " حماس" التي تقود المشروع الإسلامي التحرري على أرض فلسطين و بكل ما يحمله من برامج، وما البرامج الفكرية والسياسية التي تعمل فيها اليوم حركة حماس في قيادة المشروع الإسلامي إلا من أفكار جيل كبير من القادة الشهداء منهم الإمام الشيخ أحمد ياسين و المجاهد الدكتور المفكر إبراهيم المقادمة والقائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أسد فلسطين والقائد النقابي المهندس إسماعيل أبو شنب والقائد العسكري الفذ المجاهد الشيخ صلاح شحادة والشيخ الدكتور نزار ريان والشيخ القائد سعيد صيام وغيرهم من المجاهدين المفكرين الأحياء منهم من ينتظر ويرقبون النصر القريب وتحرير فلسطين من دنس المحتلين والغاصبين..
    الرحلة الإسلامية والدعوية تطول في حياة القائد المفكر إبراهيم المقادمة طيب الأسنان الشيخ الداعية الذي سخر عمله وفكره وقلمه ووقته في سبيل الله وكلمة الحق وتحرير فلسطين، فهو أحد رجال الحركة الإسلامية الذي تميز بنظراته الثاقبة و عزيمته التي لا تلين، و صموده الكبير وتضحياته وعطائه، ولم يفكر يوما في نفسه.. كان كل همه الدعوة و تحرير فلسطين وطنه الأرض و المقدسات من المدنسين الصهاينة.
    وقد شكل المفكر الشهيد المقادمة النواة الأولى للجهاز العسكري الخاص بالإخوان المسلمين في قطاع غزة " مجد " هو وعدد من قادة الإخوان، وعمل على إمداد الثوار بالأسلحة، وفي عام 1984م اعتقل للمرة الأولى بتهمة الحصول على أسلحة وإنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات قضاها في سجون الاحتلال الصهيوني.
    للدكتور المفكر المقادمة العديد من الكتب والدراسات ألف بعضها وهو في داخل السجن وكان الإمام الشيخ أحمد ياسين رحمه الله يصف بقول " كان دارسا ينام السجناء ويبقى ساهرا " ومن كتبه ودراسته كتاب " معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين"، كما صدرت له دراسة حول الوضع السكاني في فلسطين وهي بعنوان " الصراع السكاني في فلسطين " كما كانت له عدة دراسات في المجال الأمني.
    وأنقل لكم مقتطفات ما كتبه في كتابه معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين :
    " هذه معالم أضعها بين أيدي الشباب المسلم في فلسطين وخارج فلسطين وتوجهت بها إلى الشباب المسلم بالذات لأن عليه يرتكز الأمل في تفهم أبعاد هذه القضية والانطلاق بها في الطريق الصحيح.. هذه المعالم يجب ألا تغيب عن ذهن المسلمين في طريقهم إلى تحرير فلسطين ولا يلهيهم عنها تقلبات الواقع وغدر الأنظمة وتكالب الأعداء... إن واقعنا تعيس إذا ما قيس بقوة أعدائنا وما يدبرونه لنا من مؤامرات، المسلمون جدارة مسفوحة... وعدوهم متكاتف غشام غير أن لي في الله أملاً أن يتولى دينه وينصر جنده ويخذل الباطل و أهله.. وبشارات القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تجعل هذا الأمل يقيناً راسخاً أراه رأي العين.. ولي أمل في شباب الحركة الإسلامية أن يقوموا وينفضوا عن أنفسهم غبار النوم والكسل ويواصلوا العمل ليل نهار جهاداً في سبيل الله وتضحية بكل ما يملكون من جهد ونفس، ومال ووقت ويخلصوا توجيه هذا الجهد لله سبحانه ويوطدوا العزم على السير على طريق الإسلام متحدين على طريق الإسلام لتحرير فلسطين وكل الأرض من رجس الطاغوت ".
    أمام تاريخ وعطاء هذا المفكر لا يملك قلمي إلا أن يقول " أننا اليوم كأمة عربية إسلامية وكشعب فلسطيني بحاجة ماسة إلى هذا الفكر الرشيد وبناء جيل تحريري فريد يسير على خطى المفكر الدكتور الشهيد إبراهيم المقادمة ".










































    الفوضى الخلاقة وشرق أوسط جديد
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، أدهم أبو سلمية
    مما لا شك فيه أن مصطلح " الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الكبير " ليس وليد الربيع العربي الذي شهد التحولات الكبرى في المنطقة ولا زالت تداعياته متواصلة حتى اليوم.
    " فالفوضى الخلاقة" هي نتاج سنوات من التحليل والترتيب والتخطيط في أروقة السياسة الأمريكية، التي كانت تفكر بشكل جدي طوال عقدين من الزمن، بإحداث تغيرات كبرى في المنطقة خاصة بعد اجتياح العراق للكويت، ففي الشهور الفاصلة بين غزو الكويت وتحريرها، قال جورج شولتز وزير الخارجية الأميركية الأسبق:" إن منطقة الشرق الأوسط ستشهد زلازل وتحولات مثل التي شهدتها أوروبا الشرقية، وهي تحولات ستكون بديلا لـ(الأفكار البالية) التي حكمت المنطقة عقودا أو قرونا".
    لكن أمريكا وضعت خطتها على سلم الانتظار لأنها كانت ترى نفسها في عز قوتها، وقادرة على تحقيق مصالحها من الزعامات العربية التي قدمت الولاء والبراء للبيت الأبيض، وشعوب عربية مكلومة غير قادرة على رفع رأسها أمام سطوة الحاكم وجبروته. حتى جاءت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة " كوندليزا رايس" عام 2008م، لتكون أول مسئول أمريكي يرفع عصى التغيير والفوضى في وجه الزعامات العربية، يوم شعرت أن قوة أمريكا باتت مهددة خاصة في اقتصادها الذي يشهد تدهوراً ملحوظاً.
    بقي شعار " الفوضى الخلاقة " مرفوعاً، لكن أمريكا لم تفكر في استخدامه، حتى جاءت الثورات العربية فتفجرت المنطقة على غير ما كان يخطط الغرب، الأمر الذي أربك كل الحسابات، فتدافعت الأنظمة الغربية وعلى رأسها أمريكا لدراسة حقيقة ما يحدث وأين تسير المنطقة في ظل ثورة الشعوب المقهورة.
    أدرك الغرب أنه أمام ثورة شعب، رفض الذل والهوان، وقرر الانتقام من حاكم ظالم، فما كان من أمريكا إلا استيعاب الصدمة، والإدعاء بأنها إلي جانب الشعوب في تقرير مصيرها والبحث عن حريتها، وبقي الغرب بكل دوائره السياسية والمخابراتية يترقب الإفرازات الجديدة لهذه الثورات، فإذا بالإسلاميين من السجون إلي سدة الحكم يدفعهم الناس دفعاً في لحظة فارقة في التاريخ المعاصر.
    وهنا وجد الغرب وعلى رأسهم أمريكا أنفسهم أمام شرق أوسط جديد لكنه ليس على المقاس والترتيب الأمريكي، وجدت أمريكا نفسها أمام حكومات وزعامات عربية تضع مصلحة الشعوب على سلم أولوياتها، تضع حرية الإنسان، وحرية القرار العربي، ورفض التبعية للغرب، كخيار غير قابل للنقاش أو التسويف، فباتت مصالح الغرب مهددة، وأمن إسرائيل لم يعد مكفولاً كما كان في السابق، والشعوب العربية تطالب بتحرير فلسطين.
    وأمام هذا المشهد العربي الجديد، ما كان أمام أمريكا إلا استغلال حالة الانقسام الاجتماعي الذي أعقبته الثورات، كإفراز طبيعي بين مؤيد للنظام السابق ومعارض له، كذلك استخدام أنظمة عربية باتت تتحسس كراسيها التي أوشكت على السقوط، فراحت تضرب الإسلاميين بلا هوادة، وتنفق الأموال بلا حساب على شعوب الثورات وفق خطة " الفوضى الخلاقة " التي قررت أمريكا الدفع بها للمنطقة من جديد، مستفيدة من غضب " الفلول " على شعوب طالبت بالحرية، والأموال العربية التي يخشى أصحابها سقوط عروشهم.
    إن ما يحدث في مصر وتونس واليمن وليبيا اليوم، يأتي في هذا السياق، لذلك فإن قادم الأيام قد يكون أصعب بكثير مما سبق، لكن المستقبل يبشر أنها الضربة القاضية لمن يريدون حرق البلاد والعباد، والدفع بالمنطقة نحو المجهول.
    وأمام هذه " الفوضى " التي تعصف بدول " الربيع العربي" فإن المطلوب بشكل واضح أن يجتمع العقلاء والحكماء والحريصون على مصلحة الوطن على قلب رجل واحد، وأن يترفع الجميع عن الصغائر، وأن يدرك الجميع مسئولياته الحقيقية في هذه اللحظة التاريخية، حتى يتمكن قارب الوطن والحرية من النجاة، وإلا فإن الجميع سيغرق في بحر " الفوضى " التي تنتهي بعودة أوطاننا إلي العصور الوسطى وهو ما يخطط له الغرب، ليسرق ما تبقى من ثروات في أوطاننا، ولتفرح إسرائيل بدولتها الكبرى.











    الآن حصحص حق المجلس التشريعي
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة
    اعترف أحد نواب المجلس التشريعي عن حركة فتح بالخطأ، ولام نفسه، ولام زملاءه نواب حركة فتح على تعطيل عمل جلسات المجلس التشريعي الفلسطيني؛ وأكد القيادي في حركة فتح ماجد أبو شمالة أن تعطيل عمل المجلس التشريعي لم يخدم إلا فئة ضيقة من الساسة الفلسطينيين أصحاب المصالح الخاصة، وذوي النفوذ الذين أضروا بالقضية الفلسطينية، وأساءوا للديمقراطية؛ التي يدق طبولها المتشدقين بالعودة إلى الشعب، وإجراء الانتخابات البرلمانية. وفي مقال له تحت عنوان "المجلس التشريعي باطل" قال النائب: قد أن الأوان لرفع أصواتنا عاليا من اجل تفعيل المجلس التشريعي؛ الذي سيفرض إنهاء الانقسام،وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وتوحيد القضاء الفلسطيني، والنيابة العامة، والرقابة، وديوان الموظفين، والتعجيل في الانتخابات الفلسطينية لإنهاء صفحة مؤلمة وسوداء من تاريخنا الفلسطيني "!.
    الاعتراف بالخطأ ميزة الرجال، فكل ابن آدم خطاء، ولكن تصحيح الخطأ، والعودة إلى طريق الصواب هي ميزة القادة؛ الذين يشجعون على تصاعد الصحوة داخل حركة فتح، ولاسيما أن هنالك من سبق، ورفع صوته مطالباً بالعودة إلى المجلس التشريعي، للاحتماء في أحضانه من حالة التشرذم والانقسام، كما جاء في مقال النائب، الذي قال: أضم صوتي لصوت الأخوين النائبين دكتورة نجاة أبو بكر والأخ عبد الحميد العيلة في المطالبة بتفعيل المجلس التشريعي، ليس من اجل الحصانة، لأن من يبحث عن الحصانة أولئك الذين يخافون القانون، ويخشون نتائج أعمالهم، بل من اجل أن يمارس المجلس التشريعي دوره الرقابي والتشريعي، وليس من العيب الاعتراف بالخطأ، ولكن العيب هو التمادي فيه، وأضاف موجهاً حديثه للنائب العام في رام الله قائلاً: فنحن يا سيادة النائب العام، نواب المجلس التشريعي، كنا موافقين على تعطيل عمل المجلس التشريعي حتى تمارس أنت مهماتك، وكذلك الحكومة، ورئيس ديوان الموظفين، ورئيس هيئة القضاء، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية، وغيركم، ولو أننا لم نعطل عمل المجلس التشريعي لما كان أحدا منكم في موقعه، لأن حركة حماس هي التي ستضع مكانكم من تراه مناسبا من أعضائها، أو مناصريها، لأنهم الأغلبية في المجلس التشريعي.
    ما أفصح الكرامة حين يتلعثم السياسي الفاشل! وما أجرأ الحق حين يدوس على عنق الباطل! وما أجمل فلسطين حين تتسع لكل المتطهرين من جريمة تعطيل عمل المجلس التشريعي المنتخب! وما أنصع الانتماء للوطن حين يرفض أبناء حركة فتح أن يكونوا طرفاً ينسق أمن وسلامة المستوطنين الغاصبين!
    فما أجمل التطهر من الأخطاء، وما أكيس رجاحة العقل والنقاء!























    القبة الحديدية، تحت الضوء من جديد!
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، لمى خاطر
    في ضوء نتائج البحث الأمريكي-الإسرائيلي المشترك الذي صدر حديثاً حول أداء منظومة القبّة الحديدية في مواجهة صواريخ المقاومة خلال الحرب الأخيرة على غزة، يبدو من المهم العودة لقراءة نتائج الحرب ذات الأيام المعدودة، ولكن دون الالتفات إلى معطيات جيش الاحتلال ودائرة أركانه التي يشير التقرير أنها قدّمت معطيات كاذبة أو مضللة.
    أهم ما جاء في التقرير أن القبة الحديدية نجحت في اعتراض خمسة في المئة فقط من صواريخ "غراد" التي أطلقت من غزة وليس أربعة وثمانين في المئة، كما أعلن "إيهود براك" بعد انتهاء الحرب، وفي البحث "لم يجد الباحثون تناسبا بين معطيات الجيش في نجاح القبة الحديدية والأضرار التي ألحقتها الصواريخ الفلسطينية، إذ وصل عدد الطلبات الاسرائيلية التي قدمت من السكان لترميم بيوتهم المتضررة من الصواريخ 3200 صاروخ، فيما تقارير الجيش تقول إنه بعد اعتراض الصواريخ لم يسقط سوى 58 صاروخا، وهو أمر غير صحيح، على حد استنتاج البحث"، كما أن تحليل عشرات أشرطة الفيديو التي تم تصويرها خلال الحرب بيّن "أن جميع كريات النيران التي تظهر في الأشرطة، وتبدو للمشاهدين أنها عملية اعتراض صاروخ ناجحة، لم تكن في الواقع سوى انفجار نابع عن عملية التفجير الذاتي لصواريخ "القبة الحديدية".
    هنا يبدو واضحاً حجم المأزق الأمني المفاجئ الذي واجهته حكومة الاحتلال خلال الحرب، وهو ما دفعها لإخفاء المعلومات الحقيقية عن الإعلام وعن الجمهور الإسرائيلي، إضافة إلى حرصها على التأثير على الروح المعنوية للمقاوم الفلسطيني، ومحاولة إرغامه على البقاء رهينة هاجس التفوّق العسكري لجيش الاحتلال. ومن جهة أخرى فحالة التفاعل الشعبي الفلسطينية غير المسبوقة مع المقاومة خلال أيام الحرب ألقت بظلالها على اعتبارات حكومة الاحتلال حين رأت أن الانحياز للمقاومة ومشروعها سيظلّ قيمة أصيلة في الوعي الفلسطيني، وأن طول مدة الحرب لن يفرز إلا مزيداً من التعافي لروح المواجهة الجمعية في الضفة وغزة على حد سواء، وهو أمر لا شكّ أن الاحتلال يحاول تجنّبه، خصوصاً في ظل حالة الأمن المستتب المتحققة له في الضفة!
    على صعيد المقاومة الفلسطينية؛ ثمة عبر كثيرة ينبغي التوقف عندها، ومنها ما هو أبعد من مجرد الاطمئنان إلى أن المقاومة بخير ومستمرة في تطوير ومراكمة قدراتها القتالية. لأن هذه المراكمة ما كانت لتحصل في بيئة سياسية وأمنية فاسدة، أو لديها استعداد لتغليب حسابات السلطة على ضرورات المقاومة، وهنا بدا كيف أن لا ضيق مساحة قطاع غزة ولا إشكالاته الجغرافية قد شكّلا مانعاً أمام التفوّق العسكري المضطرد، حين توفّرت إرادة المقاومة وانتفت عوامل الإجهاض والإعاقة من طريقها.
    والإنصاف هنا يقتضي أن يكفّ المتلعثمون في تقييم المواقف عن خيالاتهم التي يطرحونها في أوقات الهدوء حول مستقبل المقاومة في القطاع، وأن يقتصدوا في استجلاب نظريات المؤامرة والصفقات السياسية كلّما لمحوا جملة في حديث صحفي أو خبراً مبتوراً أو مجهول المصدر حول مفاوضات موهومة أو تسويات متوقعة، فهل يفعلون؟! أشك في ذلك، لأنهم يعتاشون على التفنن في التشكيك والإبحار في التحليل دون بيّنة أو نصف دليل!



















    خيارات الرئيس محمد مرسي
    فلسطين الآن ،،، حسام الدجني
    لقد سجّل التاريخ المعاصر ثورة من أكثر الثورات سلمية في العالم، إنها ثورة الخامس والعشرين من يناير، تلك الثورة التي توقّع معظم الخبراء والمحللين في العالم أن تأخذ مصر نحو مستقبل سيؤهلها لقيادة المشروع النهضوي العربي، إلا أن مرحلة الانتقال الديمقراطي تشهد من الحين إلى الآخر أعمال عنف وبلطجة، وإضرابات واعتصامات، وانفلاتًا إعلاميًّا هنا وهناك، وتدهورًا اقتصاديًّا وأمنيًّا كبيرًا، وأزمة ثقة بين الأحزاب والنخب، وتدخلات إقليمية ودولية في المشهد المصري.
    إن مصر الكبيرة صاحبة الثورة العظيمة تحتاج إلى قيادة حكيمة، وقوية، وقرارات جريئة؛ لأن انهيار الدولة المصرية هو انهيار للأمة العربية والإسلامية، وهذا يضع الرئيس مرسي أمام مسئوليات كبيرة، وخيارات محدودة للخروج من عملية الانتقال الديمقراطي نحو الاستقرار والإنتاج.
    فما هي خيارات الرئيس مرسي؟، وما هي أبرز التحديات التي تعترضه، وسبل مواجهتها؟
    أولًا/ خيارات الرئيس محمد مرسي لتجاوز الأزمة تتمثل فيما يلي:
    1- الحل السياسي: وهو الخيار الأمثل، وينطلق هذا الخيار من استثمار مؤسسة الرئاسة لقرار محكمة القضاء الإداري، بوقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية رقم 34 لسنة 2013م، القاضي بدعوة الناخبين لانتخابات مجلس النواب، مع ما يترتب على ذلك من وقف إجراء انتخابات مجلس النواب بمراحلها الأربع المزمع إجراؤها يوم 22/4/2013م، وإحالة قانون انتخابات مجلس الشعب إلى المحكمة الدستورية للفصل في مدى دستوريته.
    وبذلك تستطيع مؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة طرح مبادرة سياسية للدعوة للحوار على أساس مبادرة حزب النور، التي توافق معظم الأحزاب على أغلب بنودها، وربما تحفظت مؤسسة الرئاسة على بند إقالة حكومة الدكتور هشام قنديل، وكان في حينه هذا التبرير مقبولًا لقرب موعد انتخابات مجلس الشعب، ولكن بعد هذا القرار بات واضحًا أن انتخابات مجلس الشعب تحتاج لمزيد من الوقت، وبذلك مصر بحاجة إلى حكومة توافقية لإخراجها من هذا النفق المظلم.
    2- الحل الأمني: يتمثل هذا الحل بانتهاج الأسلوب الأمني للتعامل مع الحالة السياسية، وهذا التعامل سيزيد من حجم الهوة بين النخب السياسية والأحزاب، وسيجعل من مصر بيئة خصبة للتدخل الإقليمي والدولي في شؤونها الداخلية، ومن الممكن أن تتدهور الحالة الأمنية بما يدفع مؤسسة الجيش للتدخل والسيطرة على البلاد، وهذا سيكون له انعكاسات خطيرة على التحول الديمقراطي في مصر، وسيؤثر على صورة مصر أمام المجتمع الدولي، ولكن في المقابل في حال نجحت الدولة بالحل السياسي التوافقي تنكشف عورة كل العابثين بأمن واستقرار مصر من الداخل أو الخارج، وهنا سيكون الحل الأمني هو المرتكز الرئيس للتعاطي مع شريحة المجرمين حسب القانون.
    3- الحل الاقتصادي: لا يمكن لمشروع النهضة أن يسير للأمام دون حل سياسي للأزمة، وهنا تقع المسئولية المباشرة على مؤسسة الرئاسة؛ لأنه لا يمكن لحزب واحد أن يقود عملية تطور اقتصادي في بلد منهك مثل مصر، ولذلك على الرئيس مرسي العمل الجاد؛ لمشاركة معظم قطاعات وشرائح الشعب المصري في عملية بناء مصر، وفي تجاوز الانتقال الديمقراطي، وكشف نوايا المعارضة أمام الرأي العام في حال رفضت المشاركة بعد تلبية معظم مطالبها السياسية، وهنا سيؤكد الرئيس محمد مرسي أنه رئيس لكل المصريين، وسينعكس ذلك إيجابًا على المناخ الاستثماري في مصر، وستعود عجلة الإنتاج للدوران من جديد.
    ثانيًا/ أبرز التحديات التي تعترضه وسبل مواجهتها:
    على الصعيد الداخلي التحديات على النحو التالي:
    1- من أبرز التحديات التي تواجه الرئيس محمد مرسي: الجهل والفقر، وظاهرة أطفال الشوارع الذين يمثلون نواة العنف داخل المجتمع المصري، وللخروج من ذلك لابد من قرارات اجتماعية واقتصادية لمعالجة تلك المشاكل الصعبة.
    2- أزمة الثقة بين القوى السياسية والحزبية.
    3- سيطرة فلول النظام السابق على مفاصل النظام السياسي في مصر.
    4- الانفلات الإعلامي الذي يحتاج إلى ميثاق شرف لضبطه.
    5- دخول "الأيديولوجيا" على خط العمل السياسي داخل مصر.
    أما على الصعيد الخارجي فالتحديات هي:
    1- (إسرائيل) صاحبة الدور الرئيس في بقاء مصر مترهلة، وضعيفة؛ لأن ذلك يخدم الأمن القومي الإسرائيلي.
    2- رغبة بعض الدول الخليجية بعدم استعادة مصر لدورها المركزي في المنطقة، ورغبتها في إفشال تجربة الربيع العربي؛ حتى لا تصدر الثورة إلى بلدانهم.
    3- الخلاف "الأيديولوجي" بين النظام السياسي الحاكم في مصر وبعض النظم السياسية الأخرى.
    إن الخروج من عنق الزجاجة يتطلب إجراءات سريعة وقرارات حاسمة من قبل مؤسسة الرئاسة؛ لاستعادة الوحدة الوطنية، ومشاركة الجميع في القرار السياسي والاقتصادي، وحينها من يرفض ركوب السفينة فستبتلعه أمواج البحر الهادر.













































    الحجاج بن يوسف... في ذمة الله
    فلسطين الآن ،،، خالد الخالدي
    في الحادي والعشرين من رمضان، لعام خمسة وتسعين للهجرة، توفي في العراق الحجاج بن يوسف الثقفي، عن عمر ناهز الرابعة والخمسين عاماً، وقد عده كثير من الناس في مختلف العصور، رمزاً للظلم والطغيان ، وأتصور أنه لو ترك لهذا الرجل أن يخاطب أهل زماننا الذين يصر كثير منهم على لعنه، لدافع عن نفسه وقال:
    أولاً: لقد أمركم ربكم سبحانه أن تتبينوا من الخبر الذي يأتيكم به الفساق، حتى لا تصيبوا قوماً بجهالة، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين، وأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم ألَّا تقبلوا شهادة الخصم في خصمه، فقال لا تجوز شهادة خصم ولا ظنين ) ، وإن كثيراً من الأخبار التي طعنت بي، وامتلأت بها كتب التاريخ، مصدرها فساق وخصوم، نقموا عليَّ، لأني كنت والياً لأعدائهم الأمويين، ولأني طوعتهم بالقوة، وهذا ما شهد به المؤرخون المنصفون، كابن كثير الذي أكد أن معظم الأخبار الواردة عني في كتب التاريخ قد "رُوِيَتْ عَنْهُ بِنَوْعٍ مِنْ زِيَادَةٍ عَلَيْهِ; فَإِنَّ الشِّيعَةَ كَانُوا يُبْغِضُونَهُ جِدًّا لِوُجُوهٍ، وَرُبَّمَا حَرَّفُوا عَلَيْهِ بَعْضَ الْكَلِمِ، وَزَادُوا فِيمَا يَحْكُونَهُ عَنْهُ بَشَاعَاتٍ وَشَنَاعَاتٍ" .
    ثانياً: أعترفُ بأني كنت شديداً على أهل العراق، وأني قتلتُ عدداً كبيراً منهم، لكنّ الذين قتلتهم، إما خوارج كفّروا الخليفة، ومن بايعه من المسلمين، واستحلوا دماءهم، وقتلوا كثيراً منهم، وإما عصاة جبنوا عن قتال الخوارج، وتقاعسوا عن الجهاد، وعرّضوا وحدة الأمة والخلافة للخطر، وإما متمردون على الخليفة عبد الملك بن مروان، نكثوا بيعته وانضموا إلى ابن الزبير، ثم إلى ابن الأشعث، وأرادوا أن يفرقوا الأمة الموحدة، ويحطموا الدولة المسلمة، ويعرضوها لخطر الأعداء المتربصين بها، ويصنعوا فتنة هي عند الله أشد من القتل. وأنا عندما قاتلتهم وقتلتُهم، كنتُ والياً على العراق، في عنقي بيعة لخليفة شرعي، الأمة كلها توحدت على بيعته، وقد أجمع فقهاء المسلمين على جواز قتل كل من يخرج على الخلافة الشرعية، دون أن يكون سبب خروجه كفراً بواحاً، إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلممَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ).
    ثالثاً: الذي يقرأ تاريخ العراق، منذ الفتح الإسلامي، وحتى اليوم، يكتشف أن سياستي الحازمة، هي السياسة الوحيدة التي تصلح مع شيعة العراق، فقد لان لهم واليهم سعد بن أبي وقاص، فتمردوا عليه، وشكوه مرات عدة إلى عمر بن الخطاب، واتهموه بأنه لا يحسن الصلاة، وعندما استدعى عمر سعداً، وتبين له كذبهم، وطلب إليه الرجوع إليهم، رفض، ودعا عليهم -وهو مستجاب الدعوة- فقال:" اللهم لا تُرضهم عن والٍ بعدي، ولا ترض عنهم والٍ بعدي"، وعندما لانَ لهم علي بن أبي طالب، عصوا أمره، وجعلوه يفضل الموت على الإمارة عليهم، إذ صار يقول:" اللهم إني قد كرهتهم وكرهوني، ومللتهم وملوني، ما يؤخر أشقاها؟!"، فقد بشره النبي، بأنه سيُقتل على يد أشقى الأمة. ولقد رأيتم كيف استطاع صدام حسين بالشدة عليهم، أن يصنع في العراق نظاماً وأمناً حتى في وقت الحصار والحرب، وكيف تحول العراق إلى بلد موت وفتن وصراع طائفي في زمن الحكام الضعاف.
    رابعاً: لقد حوَّلْتُ العراقيين بشدتي عليهم، من شعب متمرد عاص مشاغب، يفتقد أهله إلى الأمن والهدوء، إلى شعب فاتح مجاهد، فقد جعلتُهم يؤدبون الخوارج، ويفتحون السند، وبلاد ما وراء النهر، ويصلون إلى أرض الصين، ويرغمون تلك الإمبراطورية العملاقة على دفع الجزية، وصنعتُ أمناً في العراق، جعل المؤرخين، ومنهم ابن كثير، يشهدون بأنه بعد أن كان الناس لا يأمنون على أنفسهم وأموالهم في الكوفة والبصرة، صار أصحاب الحوانيت يغادرونها مفتوحة الأبواب، فلا يجرؤ أحد على السرقة منها، وصار الرجل ينسى متاعه في السوق، فيعود إليه بعد أيام فيجده مكانه.
    خامساً: ألم تعلموا أن الذي تعدونه رمزاً للظلم، جعل العراق بلداً متحضراً، وبنى فيه مدينة واسط، وكان يحفظ كتاب الله، ويبتعد عن المحرمات، وتلكم شهادة ابن كثير الذي يقول:" كَانَ يَتَدَيَّنُ بِتَرْكِ الْمُسْكِرِ، وَكَانَ يُكْثِرُ تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ، وَيَتَجَنَّبُ الْمَحَارِمَ، وَلَمْ يَشْتَهِرْ عَنْهُ شَيْءٌ مِنَ التَّلَطُّخِ بِالْفُرُوجِ" .
    سادساً: لقد حكمتُ نصف مساحة الدولة الإسلامية، نحو عشرين عاماً، وجئت لبيت مال المسلمين، بأطنان من الذهب والمجوهرات والأموال، ومِتُّ ولم أترك إلا ما يتركه فقراء المسلمين، وتلكم شهادة صاحب الوافي بالوفيات الذي يقول:" ولم يخلِّف الحجاج لما مات غير ثلاثمائة درهم، ومصحفاً، وسيفاً، وسرجاً، ورحلاً" .
    سابعاً: لو نجح حاكم أو زعيم في زمانكم أن يحرر بضعة كيلومترات من أرضكم المحتلة، لصفقتم له طويلاً، ولعددتموه بطلاً، حتى لو خالفكم في المذهب، وأنتم تلعنوني، وقد نجحتُ في تحرير السند وخراسان وبلاد ما وراء النهر، وأجزاء من الصين، ولي الفضل في إسلام مئات الملايين هناك، ألستم بحاجة إلى حاكم ظالم من نوعيتي يحرر الأقصى الذي يعجز مليار ونصف منكم أيها العدول أن يحرروه، بالرغم من مرور أكثر من تسعين سنة على احتلاله؟! لقد بلغني أن امرأة صاحت " يا حجاج" أثناء أسر الهنود لها، فلبيت نداءها، وأرسلت ابن القاسم على رأس جيش كبير حررها وحرر السند وأهله من أجلها . فماذا فعلتم لنسائكم اللائي يستغثن بكم منذ عقود في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها؟!
    رحمك الله يا حجاج، ورزق أمتنا حاكماً، يؤدب الفاسدين، ويقود المؤمنين إلى النصر والتمكين.

    هل تريد إيران أن تكون ''إسرائيل'' ثانية؟!
    فلسطين الآن ،،، أحمد نوفل
    - لم تعد الدعاوى تغُرّ
    بدأت إيران ثورتها بالتظاهر بتبني قضية فلسطين، والوقوف في وجه أمريكا التي لقبتها إيران وقتها على لسان الخوميني أو الخميني "الشيطان الأكبر". وسلمت سفارة أمريكا للمنظمة لتكون سفارة دولة فلسطين، واحتجزت كل موظفي السفارة الأمريكية فيما سمي "أزمة الرهائن" التي استمرت نيفاً وأربعمئة يوم. وأنشأت إيران ما سمي "فيلق القدس"، وجعلت آخر جمعة من كل رمضان جمعة القدس ..الخ
    ودارت الأيام دورتها، وإذ بأمريكا في حلف خفي مع إيران، وسمحت بالتمدد الشيعي في المنطقة، ولم يعد وهماً ولا هلوسة حكاية الهلال الشيعي. وبهذا التحالف سقط العراق فريسة سهلة ولقمة سائغة تقتسمها الدولتان المستعمرتان الطامعتان الطامحتان: أمريكا الشيطان الأكبر وإيران الشيطان التوأم الأصغر. العراق الذي كان رأس العالم العربي بعدما تضاءل أو اضمحل دور مصر، وثقلت مصر على يد العميل الكبير الثقيل مبارك، وجرى إرجاع العراق مئة سنة إلى الوراء، وتم قتل علمائه وخيرة أبنائه وصفوة العقول والمخترعين والباحثين فيه على يد الثلاثي القذر: "الموساد" و"سي آي أيه" و"السافاك" الإيراني.
    ودارت الأيام دورتها، وإذ بأمريكا في حلف خفي مع إيران، وسمحت بالتمدد الشيعي في المنطقة، ولم يعد وهماً ولا هلوسة حكاية الهلال الشيعي
    بل إن سقوط العراق في أحبولة الغزو، ومن قبله التفتيش المهين المذل الذي ابتذل كرامة العراق والعراقيين، كان بمكيدة خسيسة ودسيسة رخيصة قامت بها إيران عن طريق أحمد الجلبي (وهو عميل مزدوج للسي آي أيه والسافاك، ولا أستبعد أن يكون ثلاثياً؛ أي ثلاثي الأبعاد في العمالة للأوغاد بإضافة الموساد فما الفرق؟(.
    فهي - أي إيران - التي كانت تزود "سي آي أيه" والمخابرات الألمانية بالصور الكاذبة عن طريق مخبر شيعي عراقي تابع للجلبي، وهو الآن يعيش في ألمانيا، الصور الكاذبة عن الأسلحة الكيماوية العراقية والجرثومية. وأمريكا تعلم والغرب يعلم أنها فبركات، لكنه التهابل أو الاستهبال لتمر خديعة العالم، ليمرروا تدمير العراق، وليتبروا ما علا العراق تتبيراً، وقد كان لهم ما أرادوا.
    ثم أكملوا الحلقات بولاية الفقيه أبو عمامة النصاب الدولي النوري المالكي، فدمر ما تبقى، وأكمل المهمة الأمريكية، ومزق وحدة الدولة العراقية، وقطع أواصر القربى، وعبث بالنسيج الوطني والاجتماعي وأسوأ عبث، ونهب العراق، وأفسد موظفي الدولة بتفشي الرشاوي و.. ما لا يحصى من الشرور التي تنبع من نفس خبيثة كأنها الطفح، هي نفس المالكي.
    2- التحالف الدنس في أفغانستان
    قبل الإجهاز على العراق، أجهزت إيران وأمريكا على بلد صلب مقاوم عنيد، هو أفغانستان، الذي دوخ إمبراطورية بريطانيا العظمى ثم إمبراطورية روسيا وتسبب في تفككها، لكن هذا البلد المقاتل سقط مضرجاً بيد الغدر الأمريكية الإيرانية، وطُرد من الحكم عدو أمريكا وإيران: حركة طالبان. وهي على علاتها ليست عميلة ولا متآمرة ولا تعمل ضمن مخططات التفتيت والتقسيم الوالغة فيها إيران حتى العظم.
    قبل الإجهاز على العراق، أجهزت إيران وأمريكا على بلد صلب مقاوم عنيد، هو أفغانستان، الذي دوخ إمبراطورية بريطانيا العظمى ثم إمبراطورية روسيا وتسبب في تفككها
    وكانت المكافأة الأمريكية أنْ تعاظم الدور الشيعي في أفغانستان واستلم الشيعة المناصب المهمة والحساسة، وأما فائدة أمريكا فقد أصبح البلد مفتوحاً للثقافة الأمريكية والتغريب والتخريب وتدمير منظومة القيم كما تصنع أمريكا في سائر البلدان التابعة لها من عرب التعاون والاعتلال في منطقة عربستان.
    جرى إرجاع أفغانستان كذلك عشرات السنين إلى الوراء وتضاعف إنتاج المخدرات أضعافاً، وهو الأمر الذي كانت تدعي أمريكا أنها تشكوه، وجاءت لتصويب وضعه.
    وكم صنع من الأفلام عن أفغانستان لتشويه الإسلام وقيمه؛ من خلال تشويه حركة طالبان.
    3- بلد واحد يلعب بالعالم العربي
    لا أبالغ إن قلت إن إيران هذه البلد المهلهل من الداخل، والممزق الذي هو فعلياً أوهن من بيت العنكبوت، كيف يلعب بالعالم العربي طولاً وعرضاً؟ ولا أنسى زيارة لي إلى مناطق المسلمين في أقصى جنوب الفلبين قبل 33 سنة بالتمام، وقد ركبت الطائرة من مانيلا، ثم الباخرة، ثم اللاندروفر، ثم الخيل، حتى وصلنا إلى المنطقة فقالوا لي: سبقك إلى هذه المنطقة بالزيارة سفير إيران. وكانت الثورة في بداياتها؛ أعني ثورة الملالي في إيران.
    لا أبالغ إن قلت إن إيران هذه البلد المهلهل من الداخل، والممزق الذي هو فعلياً أوهن من بيت العنكبوت، كيف يلعب بالعالم العربي طولاً وعرضاً؟
    فهل وصل أحد من السفراء العرب الـ22 بعد ثلث قرن إلى مناطق المسلمين؟ وهل يهمهم أصلاً أن يصلوا؟ ولماذا سفير في دولة ناشئة -وقتذاك- يحرص على نشر مذهبه، فعلى أي شيء تحرصون أنتم؟ ودولكم ماذا تمثل؟ وهل لها هدف تعمل له؟ ونترك هذا لنرى ماذا تصنع إيران بالعالم العربي. في الوقت الذي تآمرت فيه مصر مبارك على السودان، والقذافي دفع رواتب جيش جون قرنق 15 سنة، وبلد عربي آخر أمد "بالكاش"، وثالث بالتدريب، ورابع رأيت إمداده في السودان غنائم غنمها الشباب، من مجموعات قرنق: بسكويتاً وملابس وأحذية عسكرية، لماذا يا دول عربية؟!
    أقول إن السودان الذي تخلى عنه كل أشقائه وانضموا إلى أعدائه (أمريكا، وكندا (حتى كندا)، و"إسرائيل" والفاتيكان، وأوربا) على الجملة فلم التفصيل؟ وما وقف معه إلا العراق! أقول: مدت له إيران يد المساعدة (لا لوجه الله بالطبع!) فتغلغلت في هذا البلد ليزداد الأشقاء حرداً إلى حرد، وبعداً إلى بعد، وكأنهم بأيديهم الآثمة ما رموا السودان في غيابة الجب الإيراني وتحكم الملالي! تماماً كما كرروا -أي "الأشقاء!"- الصنيع نفسه مع فلسطين. فقد حاصروا قطاع غزة بالإجماع، وتهجموا عليه بإعلامهم وأقلامهم وسياساتهم ورمت له حبل النجاة في وسط بحر التآمر: إيران، فعاملها أي غزة الأشقاء الألداء والأخوة الأعداء بمزيد من الحصار، وطالبوها بقطع علاقتها بإيران قبل أن يقدموا لها قرشاً أوروبية، وتلك شروط تعجيزية في تمثيلية هزلية. وصاروا يعيرون حماس، وينعتونها بأنها الصنيعة الإيرانية، وما الصنيعة الأمريكية الإسرائيلية إلا هم، فمن ألجأ اليتيم إلى التسول؟ إنه تخلي الأخوال والإخوة والأعمام!
    لماذا تمنحون إيران هذا الشرف أيها المجرمون؟ لماذا تحاصرون إخوانكم، ثم تتركون إيران تحاول افتراسهم والانفراد بهم؟
    من الملوم: أأنتم برآء من دم الشهداء يا أهل التخلي، ويا مجموعة الأخوة الأشقياء؟
    4- إيران ودول الخليج
    احتلت إيران زمن الشاه جزر الإمارات الثلاث: أبو موسى والطنب الصغرى والطنب الكبرى. والإمارات التي تفتح النار على موظفي بلدها من مصر بالتلفيق واصطناع المؤامرة والعداء، تترك العدو المحتل بلدها يسرح ويمرح، وتتمرجل على العزّل.
    ووقفت الدول العربية الشقيقة الكبرى والأصغر والصغرى موقفاً عدمياً سلبياً، فلا هي في العير، ولا هي في النفير! ولا تساوي النقير ولا القطمير.
    والآن إيران تحرك شيعتها في البحرين في قلاقل لا تتوقف ولا تفتر، ويسمونها ثورة! ويسمون ثورة الشعب المطحون بالظلم في سوريا مؤامرة خليجية!!
    والأمر في البحرين لإدامة إلقاء الحطب على نار التمرد، أمر فيما أرى في غاية الخطورة، فأنتم أمام خصم عنيد لا ينثني ولا يتراجع وعنده الخطة والمقدرة والتصميم، يقابله عجز وخذلان وإفلاس وقلة حيلة، وتجرؤ من هذا العنيد لمزيد من التصعيد.
    فإلى متى تستمر الأمور هكذا؟ وإلى أين تسير العلاقة مع إيران؟ هذا ما نحاول الإجابة عنه في حلقة مقبلة.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 275
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-27, 10:48 AM
  2. اقلام واراء حماس 262
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:16 AM
  3. اقلام واراء حماس 237
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:12 PM
  4. اقلام واراء حماس 236
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:11 PM
  5. اقلام واراء حماس 235
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:10 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •